احسن الله اليك. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى قال الله تعالى ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن اياتنا غافلون اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون يقول تعالى مخبرا عن حال الاشقياء الذين كفروا بلقاء الله يوم القيامة ولا يرجون في لقائه شيئا ورضوا بهذه الحياة الدنيا واطمأنت اليها نفوسهم قال الحسن والله ما زينوها ولا رفعوها حتى رضوا بها وهم غافلون عن ايات الله الكونية فلا يتفكرون فيها والشرعية فلا يأتمرون بها بان مأواهم يوم ميعادهم النار جزاء على ما كانوا يكسبون في دنياهم من الاثام والخطايا والاجرام مع ما هم فيه والاجرام احسن الله اليك جزاء على ما كانوا يكسبون في دنياهم من الاثام والخطايا والاجرام مع ما هم فيه من الكفر بالله ورسوله واليوم الاخر بعدها قال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين هذا اخبار عن حال السعداء الذين امنوا بالله وصدقوا المرسلين وامتثلوا ما امروا به فعملوا الصالحات بانه سيهديهم بايمانهم يحتمل ان تكون الباء ها هنا سببية فتقديره بسبب ايمانهم في الدنيا يهديهم الله يوم القيامة على الصراط المستقيم حتى يجوزوه ويخلصوا الى الجنة ويحتمل ان تكون للاستعانة كما قال مجاهد في قوله يهديهم ربهم بايمانهم قال يكون لهم نورا يمشون به وقوله دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين اي هذا حال اهل الجنة وهذه الاية فيها شبه من قوله تحيتهم يوم يلقونه سلام الاية وقوله لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما وقوله سلام قولا من رب رحيم وقوله والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم وقوله واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين هذا فيه دلالة على انه تعالى هو المحمود ابدا المعبود على طول المدى ولهذا حمد نفسه عند ابتداء خلقه واستمراره وفي ابتداء كتابه وعند ابتداء تنزيله حيث يقول تعالى الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب الحمد لله الذي خلق السماوات والارض الى غير ذلك من الاحوال التي يطول بسطها وانه المحمود في الاولى والاخرة في الحياة الدنيا وفي الاخرة وفي جميع الاحوال ولهذا جاء في الحديث ان اهل الجنة يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس وانما يكون ذلك كذلك لما يرون من تزايد نعم الله عليهم فتكرر وتعاد وتزداد فليس لها انقضاء ولا امد فلا اله الا هو ولا رب سواه نعم يقول الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله تعالى يقول تعالى ان الذين لا يرجون لقاءنا اي لا يطمعون بلقاء الله الذي هو اكبر ما طمع فيه الطامعون واعلى ما امله المؤملون بل اعرضوا عن ذلك وربما كذبوا به ورضوا بالحياة الدنيا بدلا عن الاخرة واطمأنوا بها اي ركنوا اليها وجعلوها غاية امرهم ونهاية قصدهم فسعوا لها واكبوا على لذاتها وشهواتها باي طريق حصلت حصلوها ومن اي وجه لاحت ابتدروها قد صرفوا ارادتهم ونياتهم وافكارهم واعمالهم اليها فكأنهم خلقوا للبقاء فيها وكأنها ليست بدار ممر يتزود فيها المسافرون الى الدار الباقية التي اليها يرحل الاولون والاخرون والى نعيمها ولذاتها شمر الموفقون والذين هم عن اياتنا غافلون فلا ينتفعون بالايات القرآنية ولا بالايات الافقية والنفسية والاعراض والاعراض عن الدليل مستلزم للاعراض والغفلة عن المدلول المقصود اولئك الذين هذا وصفهم مأواهم النار اي مقرهم ومسكنهم التي لا يرحلون عنها بما كانوا يكسبون من الكفر والشرك وانواع المعاصي فلما ذكر عقابهم ذكر ثواب المطيعين فقال ان الذين امنوا الى ان الحمد لله رب العالمين يقول تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اي جمعوا بين الايمان والقيام بموجبه ومقتضاه من الاعمال الصالحة المشتملة على اعمال القلوب واعمال الجوارح على وجه الاخلاص والمتابعة يهديهم ربهم بايمانهم اي بسبب ما معهم من الايمان يثيبهم الله اعظم الثواب وهو الهداية فيعلمهم ما ينفعهم ويمن عليهم بالاعمال الناشئة عن الهداية ويهديهم للنظر في اياته ويهديهم في هذه الدار الى الصراط المستقيم وفي دار الجزاء الى الصراط الموصل الى جنات النعيم ولهذا قال تجري من تحتهم الانهار الجارية على الدوام في جنات النعيم اظافها الله الى النعيم لاشتمالها على النعيم التام نعيم القلب بالفرح والسرور والبهجة والحبور ورؤية الرحمن وسماع كلامه والاغتباط برضاه وقربه والاغتباط برضاه وقربه ولقاء الاحبة والاخوان والتمتع بالاجتماع بهم وسماع الاصوات المطربات والنغمات المشيات والمناظر المفرحات ونعيم البدن بانواع المآكل والمشارب والمناكح ونحو ذلك مما لا تعلمه النفوس ولا خطر ببال احد او قدر ان يصفه او قدر او قدر احسن الله اليك او قدر ان يصفه الواصفون دعواهم فيها سبحانك اللهم اي عبادتهم فيها لله اولها تسبيح لله وتنزيه له عن النقائص واخرها تحميد لله فالتكاليف سقطت عنه في دار الجزاء وانما بقي لهم اكمل اكمل اللذات الذي هو الذ عليهم من المآكل اللذيذة الا وهو ذكر الله الذي تطمئن به القلوب وتفرح به الارواح وهو لهم بمنزلة النفس من دون كلفة ومشقة واما تحيتهم فيها فيما بينهم عند التلاقي والتزاور فهو السلام اي كلام سالم من اللغو والاثم موصوف بانه سلام وقد قيل في تفسير قوله دعواهم فيها سبحانك اللهم الى اخر الاية ان اهل الجنة اذا احتاجوا الى الطعام والشراب ونحوهما قالوا سبحانك اللهم فاحضر لهم في الحال واخر دعواهم اذا فرغوا ان الحمد لله رب العالمين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فهذه الايات الكريمات فيها بيان حال الاشقياء وحال السعداء قال سبحانه وتعالى في بيان حال الاشقياء ان الذين لا لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها والذين هم عن اياتنا غافلون اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون وصف الله تعالى الاشقياء بالصفات الاربع انهم لا يرجون لقاءنا يعني ينكرون البعث يجحدون البعث وهذا هو سبب سبب شقائهم وخلودهم في النار انهم لا يرجون لقاء الله هم لا يؤمنون بالبعث ولا يؤمنون بالجزاء ولا يؤمنون بالحساب ولا يؤمنون بلقاء الله عز وجل ولذلك نتج عن هذا عن هذا السبب وهو الكفر بالله الاسباب الثلاث الاتية مضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها وغفلوا عن ايات الله رضوا بالحياة الدنيا لانهم لانهم لا لا يرجون لقاء الله وليس فهم لا لا يرجون لقاء اخر ولا يرجون دارا اخرى هم لا يؤمنون بيوم القيامة ولا يؤمنون بالجنة ولا بالنار. فلذلك قضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها ركنوا اليها واثر الدنيا على الاخرة وغفلوا عن ايات الله الكونية فلم يستدلوا بها على قدرة الله ووحدانيته. وايات الله القرآنية فلم يأتمروا باوامر الله ولم ينتهوا عن نواحيه فكان جزاؤهم الخلد في النار بعون الله اولئك بواهم نار بما كانوا يكسبون بسبب كسبهم الباء سببية بسبب كسبهم يستحقوا الخلود في النار بكسبهم الاعمال السيئة بكفرهم و رضاهم بالحياة الدنيا واطمئنانهم اليها وغفلتهم عن ايات الله. فهذه اسباب الهلاك واسباب الشقاء الانكار البعث والرضا بالحياة الدنيا والاطمئنان الاطمئنان اليها وايثارها على الاخرة والغفلة عن ايات الله وفيه دليل على ان الكفر بالله موجب الخلد في النار وان انكار بعثه من من الاحكام والفوائد ان انكار البعث من اه من اسباب الخلود في النار ان الانكار بعد كفر بالله هو هو وصاحبه مخلد في النار وكذلك ايضا من اسباب الشقاء ايثار الحياء ايثار الحياة الدنيا على الاخرة ايثار ايثار الدنيا على الاخرة بان يؤثرها فلا يعمل للاخرة ولا يعمل للاخرة لا الا يوحد الله ولا يؤمن بالله ورسوله ولا يعمل اعمال يأثر بامر الله ولا يتعن نواحيه. ولذلك غفلوا عن الاخرة والذين هم عن اياتنا غافلون غفلوا عن الايات الكونية والايات الشرعية. الايات الكونية كالسماوات والارض والشمس والقمر والليل والنهار. غفلوا عنها فلم يستدلوا بها على قدرة الله وهو تحت نيته. وغفل عن ايات الله الشرعية فلم يمتثلوا اوامر الله ولم ينتهوا عن نواحيه دليل على اثبات الاسباب وان الاعمال سبب الاعمال السيئة سبب في دخول النار والاعمال الصالحة سبب في دخول الجنة. في الرد على من انكر الاسباب من الاشعة من الجبرية من الاشاعرة والجبرية وغيرهم الذين انكروا الاسباب والغرائز والعلل والقرآن مملوء يذكر الاسباب وانزل من السماء ماء اخرج به البأسبابية وما منعنا ان نوصل بالاية الا كذبها الاول والتعليل. فالعلل والاسباب النصوص كلها ومتكاثرة في اثبات الاسباب والغرائز والعلل اما السعداء فقد بين الله حلب قال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربه بايمانهم تجري من تحته والانهار في جنات النعيم في دليل على ان التوحيد والايمان بالله ورسوله سبب في دخول الجنة من وحد الله واخلص له العبادة ولم يفعل ناقظا من نواقظ التوحيد والايمان فانه من اهل الجنة ومن اهل السعادة لكن ان مات على توحيد خالص لم اه يلطخه بالكبائر التي مات عليها من غير توبة فانه يدخل الجنة من اول وهلة فضلا من الله تعالى واحسان وان مات على توحيد ملطخ بالمعاصي والكبائر فهو على خطر على خطر من دخول النار وعلى خطر من عذاب القبر وعلى خطر من الشدائد والاهوال التي تصيبه في موقف القيامة لكن ما له الجنة والسلامة ولو دخل النار ولو اصابه ما اصابه فان معالمه هي الجنة والسلامة لانه مات على التوحيد ما تعرف التوحيد فاذا لم يعفو الله عنه الكبائر التي مات عليها من غير توبة فانه لابد ان يطهر في النار او يعذب في القبر ثم بعد التطهير يخرج منها الى الجنة فاذا التوحيد سبب في دخول سواء التوحيد والايمان بالله ورسوله سبب في دخول الجنة. والكفر وانكار ونواقض الاسلام والايمان سبب في في دخول النار ان الذين امنوا وعملوا الصالحين يهديهم ربهم بايمانهم البسببية وقيل الاستعانة يعني يهديهم بسبب ايمانهم بسبب ايمانهم هداهم الله هداهم الله الى الصراط المستقيم في الدنيا فاستقاموا على طاعة الله وهداهم الله الصراط الحسي في الاخرة فجازوا على الصراط ولم آآ وسلموا من الوقوع في النار من استقام على الصراط المستقيم في الدنيا فانه يجوز الصراط الحسي يوم القيامة وبتركب الصراط المستقيم في الدنيا فانه يسقط ولا يجوز الصراط الحسي في الاخرة ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يأتيهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات نعيم. بين الله تعالى جزاءهم تحتيب الانهار انهار الباء وانهار اللبن وانهار الخمر وانهار العسل كما قال الله تعالى في الاية الاخرى مثل مثل الجلة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير اس وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين تجري من تحتي ولا نار في جنات النعيم. جنات اظاف النعيم اليها لما فيها من جنات بساتين والجنات جمع جنة وهي البساتين التي تجن من فيها تستره بكثرة اغصانها واوراقها واشجارها دعواه فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام. واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين هذا فيه بيان النعم المتتابعة على اهل الجنة النعم المتتابعة والمترادفة جعلتهم يلهجون بذكر الله وتسبيحه وتحميده دعواه فيها سبحانك اللهم والاخرة ليس فيها تكليف تكليف في دار الدنيا ولكنهم يلهمون التسبيح ويتنعمون به كما يلهمون النفس. هذا يعني زيادة في نعيمهم فهم يتنعمون يتنعمون بالتسبيح والتحميد. ويتنعمون بذكر الله لا يشق عليهم بل بل يجري على السنتهم وهم يتنعمون ويتلذذون يكون من من انواع النعيم التي ينعم به اهل الجنة. دعواهم فيها سبحانك اللهم تنزيهة لله عما لا يليق به وتحميده سبحانه وتعالى وتحيته فيما بينهم سلام واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين فالحمد لله تعالى اولا واخرا هو سبحانه وتعالى حمد نفسه في بدء الخلق وفي وفي النهاية وفي نهاية وفي النهاية نهاية اهل الجنة وفي ايضا حمد نفسه حيث حيث انه سبحانه وتعالى جاز المؤمنين بما يستحقون ووجدوا الكفار بما يستحقونه فجزاؤه عقابه للكافر العدل جزاءه المؤمنين فضل واحسان سبحانه وتعالى فهذه الايات فيها بين حال السعداء وحال الاشقياء وان صفات الصفات الكفار التي استحقوا بها الدخول النار اربعة انكار عدم عدم رجاء لقاء الله عدم عدم الايمان عدم الايمان بالبعث انهم انكروا البعث والجزاء ولقاء الله عز وجل والثاني الرضا بالحياة الدنيا والثالث الاطمئنان اليها وايثاره على الاخرة والرابعة الغفلة عن ايات الله الكونية والايات الشرعية واما المؤمنون فان سبب دخولهم الجنة هو الايمان والعمل الصالح. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات الذين امنوا وحدوا الله وخسروا العبادة وصدقوا هذا الايمان بالعمل عمل الصالحات وهي اداء الواجبات وترك المحرمات يهديهم ربهم بايمانهم. في دليل على ان الايمان سبب في دخول الجنة وسبب في الهداية وان الاعمال سبب في دخول الجنة كما قال تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون نعم احسن الله اليك قال تعالى ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي اليهم اجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده انه لا يستجيب لهم اذا دعوا على انفسهم او اموالهم او اولادهم بالشر في حال ضجرهم وغضبهم وانه يعلم منهم عدم القصد بالشر الى ارادة ذلك فلهذا لا يستجيب لهم والحالة هذه لطفا ورحمة كما يستجيب لهم اذا دعوا لانفسهم او لاموالهم او لاولادهم بالخير والبركة والنماء ولهذا قال ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي اليهم اجلهم. الاية اي لو استجاب لهم كلما دعوه به في ذلك لأهلكهم ولكن لا ينبغي الاكثار من ذلك كما جاء في الحديث الذي رواه الحافظ ابو بكر البزار في مسنده عن جابر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدعوا على انفسكم لا تدعوا على اولادكم لا تدعوا على اموالكم لا توافقوا من الله ساعة فيها اجابة فيستجيب لكم ورواه ابو داوود وهذا كقوله تعالى ويدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير الاية وقال مجاهد في تفسير هذه الاية ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير الاية هو قول الانسان لولده او ماله اذا غضب عليه. اللهم لا تبارك فيه والعنه فلو يعجل لهم الاستجابة في ذلك كما يستجاب لهم في الخير لاهلكهم واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما. طيب قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى وهذا من لطفه واحسانه بعباده انه لو عجل لهم الشر اذا اتوا باسبابه وبادرهم بالعقوبة على ذلك كما يعجل لهم الخير اذا اتوا باسبابه لقضي اليهم اجلهم اي لمحقتهم العقوبة ولكنه تعالى يمهلهم ولا يهملهم ويعفو عن كثير من حقوقه فلو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة ويدخل في هذا ان العبد اذا غضب على اولاده او اهله او ماله ربما دعا عليهم دعوة لو قبلت منه لهلكوا ولاضره ذلك غاية الظرر ولكنه تعالى حليم حكيم وقوله فنذر الذين لا يرجون لقاءنا اي لا يؤمنون بالاخرة فلذلك لا يستعدون لها ولا يعلمون ما ينجيهم من عذاب الله في طغيانهم اي باطلهم الذي جاوزوا به الحق والحد يعمهون يترددون حائرين لا يهتدون السبيل ولا يوفقون لاقوم دليل وذلك عقوبة لهم على ظلمهم وكفرهم بايات الله وهذه الاية الكريمة فيها ساعة حلم الله عز وجل وعفوه و صبره سبحانه وتعالى فلا احد اصفر من الله عز وجل فهو يخلق ويرزق ومع ذلك يشرك به ويعبد غيره سبحانه وتعالى ومع ذلك فهو سبحانه وتعالى يحلم على عباده ويصبر على اذاهم ولذلك فانه سبحانه وتعالى لا يعاملهم بمقتضى اعمالهم بما يكونون عليه من من العجلة وعدم الصبر هو سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل والانسان خلق عجولا فقد يدعو على نفسه وقد يدعو على اهله وقد يدعو على ولده ولو يؤاخذه الله بذلك لاهلكه. ولكنه سبحانه وتعالى لا يعجل له دعوته ويؤجلها بخلاف دعوته دعاه بالخير فان الله يعجل له دعوته ولو عجل الله له دعوته في الشر وفي وفيما يضره كما يعجل له دعوة الخير لعاجله بالعقوبة ولكنه سبحانه وتعالى حليم فاذا في الآية يدل على سعة حلم الله وصبره مبيد على فضله واحسانه وفيه ايضا من الفوائد انه لا يجوز للانسان ان يدعو على نفسه ولا على ولده ولا على اهله وان علينا نصبر ونتحمل فاذا ضم الى هذا الحديث لا تدعوا على انفسكم ولا على اموالكم ولا على اولادكم عسى ان لا توافق ساعة استجابة لان قدر الانسان عايده على نفسه او على اهله او ولده فيوافق ساعة الاستجابة فيكون ذلك وبالا عليه بل على الانسان يتحمل ويصبر وكذلك ايضا ليس من صفات المؤمن اللعن والسب والشتم ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ليس المؤمن باللعان ولا بالطعان ولا بالفاحش البذيء وقال عليه الصلاة والسلام ان اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شفعاء يوم القيامة الا ينبغي للاسهال ان ان يتعجل ويدعو على نفسه او يدعو على ولده او على اهله او دابته او يلعن نفسه او يلعن احدا بل عليه نصر ويتحمل والله سبحانه وتعالى من سعة حلمه انه لا يعجل للناس الشر بس كتعزيه لهم بالخير ولو عاملهم كذلك لاهلكتهم العقوبة ولكنه سبحانه وتعالى حليم صبور قال سبحانه فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون يعني اذا لو يعجل الله للناس استعجالهم بالخير لحصل الظرر الاكبر على على الذين لا يرجون لقاء الله المؤمن قد اه تصيبه العقوبة ولكن ما عاد الله خير له لانه مؤمن لكن الذي لا يرجو لقاء الله وهو الكفرة فانه في هذه الحالة اذا اصيب بالمصائب وعجلت له الدعوة فانه يتردد بطغيانه ويبقى في حيرة وعباء وقد يكون ذلك سبب شقائه والاستمرار على ذلك حتى وفاء حتى الوفاة نسأل الله السلامة والعافية هذه الاية الكريمة بها انه ينبغي للانسان الا يتعجل بالدعاء على نفسه ولا على اهله مفيدة على سعة علم له وحلمه وصبره وفيه ان ان الكفار في حيرة وعمل وعدم استقرار لانهم ليس عندهم ايمان يطمئنون اليه فهم بطغيانهم يترددون وليس عنده ثبات والاستقرار والاهتداء نسأل الله السلامة والعافية. واما المؤمن فانه على خير ولكن عليه مع ذلك الا يتعجل بالدعاء على نفسه ولا على اهله ولا على ولده حتى لا يكون ذلك سببا في ندمه وحصول الظرر عليه. نعم نعم نعم دعاء والمستجاب مستجاب ولذلك ينبغي للوالد الا يبادر بالوالد على ولده حتى لا تصطياب دعوته فيه اذا كان هذه الدعوة تضره كما انه لا يدعو على نفسه فلا يدعو على ولده بل عليه ان يصبر ويتحمل نعم ايه ويعجب ان استجالهم يعجل الله آآ لهم دعوتهم فيما يضرهم مثل تعديله لهم دعاؤهم في الخير لهلكوا لان الله تعالى يجيب دعوته في الخير بجيب دعاء المؤمن في الخير واما في الشر الذي يظره فان الله تعالى يمهل ولا يعجل له دعوته ولو عجل له دعوته في الشر كتعجيل له دعوة بالخير لهلاك تعارض مع ايش؟ من دعا على ولده واستجيب له. ايه الحديث فيه التحذير التحذير من الدعاء وفيها ان الله تعالى قد يعجل عداوته لكن ويعني كونه سبحانه يهمل ليس مع ذلك انه انها لا تسيء بالدعوة اذا وافقت وقت استجابة فائدة استجاب ولكن مع ذلك فان الله سبحانه لا يعاجل عبده بالاجابة فيما يضره ولكن قد توافق ساعة استجابة قد يكرر الانسان وقد يدعو مرة بعد مرة وقد لا يصبر فتستجاب الدعوة. نعم الله اليك. نعم. الوالد تصيب دعوته تستدعوه على ولده لكن اذا كان الوالد ظالم يعني اذا كان الوالد الولد ليس منه ظلم وانما دعا عليه والتجني فقد لا تستجاب لانها قد قد يكون مثلا الابن مستقيم والاب منحرف فيدعو عليه لانه مثلا لا يوافقه في معصية الله فلا تستجاب في هذا لانه ظالم لان الاب ظالم في هذه الحالة. نعم. اذا دعا له. ها؟ دعوة الوالد هنا دعوته مستجابة. اذا وجدت الشروط استكمل الشروط