احسن الله اليك. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى قال الله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون وما كان الناس الا امة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى ينكر تعالى على المشركين الذين عبدوا مع الله غيره ظانين ان تلك الالهة تنفعهم شفاعتها عند الله فاخبر تعالى انها لا تضر ولا تنفع ولا تملك شيئا ولا يقع شيء مما يزعمون فيها ولا يكون هذا ابدا ولهذا قال تعالى قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض وقال ابن جرير معناه وتخبرون الله بما لا يكون في السماوات ولا في الارض ثم نزه نفسه الكريمة عن شركهم وكفرهم فقال سبحانه وتعالى عما يشركون ثم اخبر تعالى ان هذا الشرك حادث في الناس كائن بعد ان لم يكن وان الناس كلهم كانوا على دين واحد وهو الاسلام قال ابن عباس رضي الله عنهما كان بين ادم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام ثم وقع الاختلاف بين الناس كان كان بين ادم. احسن الله اليك. كان بين ادم ونوح عشرة قرون. عشرة اليك سكانها نعم. احسن الله اليك قال ابن عباس رضي الله عنهما في تلك العشرة قرون بين ادم ونوح نعم قال ابن عباس رضي الله عنهما كان بين ادم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام ثم وقع الاختلاف بين الناس وعبدت الاصنام والانداد والاوثان فبعث الله الرسل باياته وبيناته وحججه البالغة وبراهينه الدامغة لاهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وقوله ولولا كلمة سبقت من ربك الاية اي لولا ما تقدم من الله تعالى انه لا يعذب احدا الا بعد قيام الحجة عليه وانه قد اجل الخلق الى اجل معدود لقضي بينهم فيما اختلفوا فيه فاسعد المؤمنين واعنت الكافرين قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله تعالى يقول تعالى ويعبدون اي اي المشركون المكذبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم اي ان معبوداتهم لا تملك لهم مثقال ذرة من النفع ولا تدفع عنهم شيئا ويقولون قولا خاليا من البرهان هؤلاء شفعاؤنا عند الله ان يعبدونهم ليقربوهم الى الله ويشفع لهم عنده وهذا قول من تلقاء انفسهم وكلام ابتكروه هم ولهذا قال تعالى مبطلا لهذا القول قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض اي الله تعالى هو العالم الذي احاط علما بجميع ما في السماوات والارض وقد اخبركم بانه ليس له شريك ولا اله معه افأنتم يا معشر المشركين تزعمون انه يوجد له فيها شركاء افتخبرونه بامر خفي عليه وعلمتموه اانتم اعلم ام الله فهل يوجد قول ابطل من هذا القول المتضمن ان هؤلاء الضلال الجهال اعلم من رب العالمين فليكتفي العاقل بمجرد تصور هذا القول فانه يجزم بفساده وبطلانه سبحانه وتعالى عما يشركون اي تقدس وتنزه ان يكون له شريك او نظير بل هو الله الاحد الفرد الصمد الذي لا اله في السماوات والارض الا هو وكل معبود في العالم العلوي والسفلي سواه فانه باطل عقلا وشرعا وفطرة ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير اي وما كان الناس الا امة واحدة متفقين على الدين الصحيح ولكنهم اختلفوا فبعث الله الرسل مبشرين ومنذرين وارسله الله بعد وقوع الشرك واما ادم وشيد فلم يقع في زمانهم الشرك وفي من فوائد ان الله تعالى لا يعذب احدا حتى تقوم عليه الحجة وفي ايضا ان الله تعالى وقت وانزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ولولا كلمة سبقت من ربك بامهال العاصين وعدم معاجلتهم بذنوبهم لقضي بينهم بان ننجي المؤمنين ونهلك الكافرين المكذبين وصار هذا فارقا بينهم فيما فيه يختلفون ولكنه اراد امتحانهم وابتلاء بعضهم ببعض ليتبين الصادق من الكاذب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد الله سبحانه وتعالى في هاتين الايتين الكريمتين انكروا على المشركين عبادتهم غيره سبحانه وتعالى من الاموات والمقبولين وزعمهم انهم يشفعون لهم عند الله. فالله تعالى ينكر عليهم ذلك ويخبر سبحانه وتعالى انهم لا يظرون ولا ينفعون وان قولهم انهم شفعاؤنا عند الله قول باطل ليس عليه دليل فالله سبحانه وتعالى لا يعلم له شريكا في السماوات ولا في الارض فهل ينبئون الله بشيء لا يعلمه؟ وهو لا يعلم له شريكا ونزه سبحانه وتعالى عن شرك المشركين وبين سبحانه وتعالى ان الناس كانوا امة واحدة على التوحيد ثم اختلفوا فوقع الشرك فصار الناس قسمين موحدين ومشركين والله سبحانه وتعالى لا يعذب احد الا بعد قيام الحجة وارسال الرسل قد وقت لتعذيبه وقتا فلولا هذا التوقيت الذي وقته ولولا ان ان الله سبحانه وتعالى لا يعذب احدا حتى تقوم على الحجة لا عاجل الكفار بالعقوبة وبقي المؤمنون وحدهم في الدنيا ولكنه سبحانه وتعالى له كلمة سبقت منه انه لا يعذب احد حتى تقوم عليه الحجة وانه وقت للعذاب اجلا ووقتا ويستفاد من هاتين الايتين الكريمتين ان من دعا غير الله فهو مشرك ان من دعا غير الله وطلب منه الشفاعة وهو مشرك لان الشفاعة لا تطلب الا من الله وفي الفوائد ان الشفاعة التي يزعمها المشركون لاندادهم والهتهم منفية واش واما الشفاعة المثبتة فهي للتوحيد فالشفاعة شفاعة شأن شفاعة منفية وهي التي يزعمها اهل الشرك باصنامهم واعدادهم وشفاعتهم مثبتة واذا تكون لاهل التوحيد وفيه ان الله سبحانه وتعالى حكم عليه بالشرك في قوله سبحانه وتعالى عما يشركون ومن الفوائد ان الله تعالى نزه نفسه عن شرك المشركين ورد عليهم في دعواهم ان معبوديهم يشفعون لهم بانه سبحانه وتعالى لا يعلم له شريكه في السماوات والارض. وهل ينبئنا الله بشيء لا يعلمه وهل يخفى عليه خافية؟ والله لا يعلم له شرك في السماوات والارض. ولهذا قال قال سبحانه قل لا تنبئون الله بما لا يعلمه في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون ومن الادلة على نفي الشفاعة الشركية هذه الاية وقوله تعالى ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع قول من قبل ان يأتي يوم لابع فيه ولا خلث ولا شفاعة هذه هي الشفاعة المفية والشفاعة التي يزعمها المشركون لامدادهم ومن الفوائد ان الاصل في بني ادم التوحيد قل هو ما كل الناس الا ومذهبا واحدا فاختلفوا ثم وقع الشرك قال ابن عباس صلى الله عليه على هذه الاية كان بني ادم او نوح عشرة غرور كلهم على التوحيد من ادم الى ان احيل زمن الاوح. ثم وقع الشرك في قوم نوح ولم يقع الشرك قبل ذلك وانما وقعت في المعصية قابيل قتل اخاه هابيل ثم وقع الشرك في زمن نوح فارسل الله لما مع لما مات اناس صالحون وهم ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر الذي اسواه رجالا صالحين في قوم نوح ثم هلكوا في زمن متقارب فحزنوا عليهم فصوروا صورهم ليتذكروا عبادتهم ثم طال عليهم فعبدوهم كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونصرا. قال هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح ثم ماتوا فحزنوا عليهم فصوروا صورهم ثم عكفوا عليهم ثم طال عليهم الابد فعبدوهم فاول شرك وقع في الارض هو تصوير والعكوف على القبور وفنوح واولى رسوله بعثه الله الى اهل الارض بعد وقوع الشرك. وان كان قبله انبياء كشيث وادم فانه انبياء لكنهم لم يقع في زمنهم الشرك عدم نبينا الى بنيه لكن نوح واولى رسول بعثه الله الى اهل الارض وهو رسول الى بنيه وغير بنيه. بخلاف ادم فان النبي الى بريه. ليس معهم غيره. اما نوح فوصلوا الى بنيه وغير بنيه للعذاب اجلا وقدر له مقادير ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون. اختلف المؤمنون والكفار الكفار المؤمنون وحدوا الله والكفار اشركوا مع الله والله تعالى لولا كلمة سمعت من الله في انه لا يعذب احدا حتى تقوى عليه الحجة وفي انه وقت في العذاب اجلا ووقتا لقضي بين تقظى الله بين المؤمنين والكفار فاهلك الكافرين وابقى المؤمنين فزال الاختلاف الذي حصل بينهم ولهذا قال لقضي بينهم فيما فيه يختلفون. نعم صلى الله اليك قال تعالى ويقولون لولا انزل عليه اية من ربه فقل انما الغيب لله فانتظروا اني معكم من المنتظرين ان يكونوا هؤلاء الكفرة المكذبون المعاندون لولا انزل على محمد اية من ربه يعنون كما اعطى الله ثمود الناقة او ان يحول لهم الصفا ذهبا او يزيح عنهم جبال مكة ويجعل مكانها بساتين وانهارا او نحو ذلك مما الله عليه قادر ولكنه حكيم في افعاله واقواله كما قال تعالى تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا وكقوله وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون. الاية يقول تعالى ان سنتي في خلقي اني اذا اتيتهم ما سألوا فان امنوا والا عاجلتهم بالعقوبة ولهذا لما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين اعطائهم ما سألوا فان امنوا والا عذبوا وبين انظارهم اختار انظارهم كما حال ما عنهم غير مرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال تعالى ارشادا لنبيه صلى الله عليه وسلم الى الجواب عما سألوا فقل انما الغيب لله. اي الامر كله لله وهو يعلم العواقب في الامور فانتظروا اني معكم من المنتظرين اي ان كنتم لا تؤمنون حتى تشاهدوا ما سألتم فانتظروا حكم الله في وفيكم هذا مع انهم قد شاهدوا من اياته صلى الله عليه وسلم اعظم مما سألوا حين اشار بحضرتهم الى القمر ليلة ابداره فانشق فرقة من وراء الجبل وفرقة من دونه وهذا اعظم من سائر الايات الارضية مما سألوا وما لم يسألوا ولو علم الله منهم انهم سألوا ذلك استرشادا وتثبتا لاجابهم ولكن علم انهم انما يسألون عنادا وتعنتا فتركهم فيما رابهم وعلم انهم لا يؤمن منهم احد كقوله تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية الاية وقوله تعالى ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله. الاية ولما فيهم من المكابرة لقوله تعالى ولو فتحنا عليهم بابا من السماء الاية وقوله تعالى وان يروا كسفا من السماء ساقطا الاية وقال تعالى ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بايديهم لقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين فمثل هؤلاء اقل من ان يجابوا الى ما سألوه لانه لا فائدة في جوابهم لانه دائر على تعنتهم وعنادهم لكثرة فجورهم وفسادهم ولهذا قال فانتظروا اني معكم من المنتظرين يقول الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله ويقولون اي المكذبون المتعنتون لولا انزل عليه اية من ربه يعنون ايات الاقتراح التي يعينونها لقولهم لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا. الايات وكقوله وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا الايات من سورة الاسراء فقل لهم اذا طلبوا منك اية انما الغيب لله اي هو المحيط علما باحوال العباد فيدبرهم بما يقتضيه علمه فيهم. وحكمته البديعة وليس لاحد تدبير ولا دليل ولا غاية ولا تعليم فانتظروا اني معكم من المنتظرين اي كل ينتظر بصاحبه ما هو اهل له فانظروا لمن تكون العاقبة وهذه الاية الكريمة فيها تعنت المشركين وسؤالهم الايات الاقتراحية التي يقترحونها للتعنت لا للاسترشاد ولهذا قالوا وقالوا لو انزل عليه اية لولا انزل عليه اية من ربه يعني كما كما انزل الايات على الانبياء السابقين كما اعطى موسى العصا واليد وكما اعطى صالح الناقة فقالوا فهم يقترحون على قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ينزل الله اية كما بين الله تعالى في القرآن الكريم قالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا او تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الهارة خلالها تفسيرا او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا او تأتي بالله والملائكة قبيلا او يكون لك بيت من زخرف او ترقى في السماء ولن نؤمن على رقي حتى تنزل علينا كتاب نقرأه وبالاتقان قالوا اسأل ربك ان يزيح عنا يجعل لنا الصفة ذهبا اسأل ربك يزيع عنا هذه الجبال ويكون فيه انهار ونزرع كما يزرع الناس كل هذه ايات اقتراحية المقصود منها التعنت والعناد امر الله نبيه ان يرد عليهم قل قال قل انما الغيب لله الله سبحانه وتعالى عنده علم الغيب وعلموا بحالي وحالكم انتظروا حكم الله وانا انتظر حكم الله وفي سعة حمل الله عز وجل حيث لم يعطهم ما سألوا لئلا يهلكوه لان من سنة الله وعادته انه اذا اعطى من سأل الاية الاقتراحية ولم يؤمن عاجله بالعقوبة هذه سنة الله ولهذا لما سأل قوم صالح الناقة ثم قتلوها اهلكهم الله وكذلك اه اصحاب البائدة لما سألوا عيسى عليه الصلاة والسلام قال الحواري يوحلي الستر وربك ان ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله ان كنتم مؤمنين ثم لما سأل سألها قال الله قال الله اني منزلها عليكم فمن يكفر البعض منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين اذا نزلت الاية الاقتراحية اللي يقترحونها ولم يؤمنوا عجلهم الله بالعقوبة ولهذا جاء في الحديث اشد الناس عذابا ثلاثة هل هو ال فرعون واصحاب المائدة والمنافقون مختلف العلبة هل نزلت المائدة او لم تنزل؟ على قولين. الجمهور على انها نزلت وقيل انها لم تنزل المقصود ان ان ان الكفار سألوا النبي اية يعني اية يقترحونها وهذا التعنت والله تعالى حلم عليهم ولم يجبهم الى ما طلبوا لانهم لو اجيبوا ثم لم يؤمنوا عوقبوا ولهذا لما لما هذا كفار قريش النبي صلى الله عليه وسلم ضربه بالحجارة وطردوه وذهب الى الطائف جاءهم ملك الجبال بامر الله قال ان الله ارسلني اليك لتأمرني فان شئت ان اطبق عليهم الخشبين جبل جبل مكة قال لا ولكني استأن بهم لعل الله ان يخرج من اصلابهم من يؤمن بالله ولا يشرك به شيئا لانهم اذا اذا اهلكوا ماتوا على كفرهم واذا ابقوا قد يخرج الله من اصلابهم من يؤمنون. كما هو وهذا هو الواقع لانه امن من من اصلابهم من ذرياتهم عدد كثير وصاروا من من اجلاء الصحابة هذه الاية فيها تعنت الكفار وسؤالهم اسئلة للتعنت والعناد لا للاسترشاد وفيه ان ان الامر بيد الله وان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بيدهم الامر شيء ولهذا قال قل انما الغيب لله فانتظروا اني معكم المنتظرين وفيه سعة حمل الله عز وجل حيث لم يعطهم ما سألوا فيعاقبهم نعم نعم بلى بلى لكن آآ هل اجيب لو اجيبوا ولم يؤمنوا هلكوا انا فلذلك لما نكلوا عن دخول بيت المقدس قال الله فانها محرمة عليهم اربعين سنة. يتيهون في الارض هذي عقوبة عاجلة في الدنيا اه من عادة الله انه اذا اجيب ولم يؤمن يعجب العقوبة الذي لم يؤمن مدة بين ادم ونوح. نعم. لماذا لم يحدث شرك مع وجود ابليس وذريته يا شيخ؟ السبب الحمد لله الاصل في هذا الاصل في بني ادم التوحيد الشرك الانبياء ادم وشيف تعاهدوا لهم والمدرسة الطويلة والاصل من بني ادم لما طال عليهم الامد وقع الشرك نعم الجمهور على انها نزلت بعض العلماء يرى انها لا تهزل نعم نسأل الله اليك قال تعالى واذا اذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم اذا لهم مكر في آياتنا قل الله اسرع مكرا ان رسلنا يكتبون ما تمكرون والذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياة الدنيا ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون يخبر تعالى انه اذا اذاق الناس رحمة من بعد ضراء مستهم كالرخاء بعد الشدة والخصم بعد الجدب والمطر بعد القحط ونحو ذلك اذا لهم مكر في اياتنا قال مجاهد استهزاء وتكذيب لقوله واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما. الاية وفي الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الصبح على اثر سماء كانت من الليل اي مطر ثم قال هل تدرون ماذا قال ربكم الليلة قالوا الله ورسوله اعلم قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذاك مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب وقوله قل الله اسرع مكرا اي اشد استدراجا وامهالا حتى يظن الظان من المجرمين انه ليس بمعذب وانما هو في مهلة ثم يؤخذ على غرة منه والكاتبون الكرام يكتبون عليه جميع ما يفعله ويحصونه عليه ثم يعرضونه على عالم الغيب والشهادة فيجازيه على الجليل والحقير والنقير والقطمير ثم اخبر تعالى انه هو الذي يسيركم في البر والبحر ان يحفظكم ويكلأكم بحرا اي ان يحفظكم ويكلأكم بحراسته حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها اي بسرعة سيرهم رافقين فبينما هم كذلك اذ جاءتها اي تلك السفن ريح عاصف اي شديدة وجاءهم الموج من كل مكان اي اغتنم البحر عليهم وظنوا انهم احيط بهم اي هلكوا دعوا الله مخلصين له الدين اي لا يدعون معه صنما ولا وثنا بل يفردونه بالدعاء والابتهال كقوله تعالى واذا مسكم فليفردونه احسن الله اليك بل يفردونه بالدعاء والابتهال كقوله تعالى واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه فلما نجاكم الى البر اعرضتم وكان الانسان كفورا وقال ها هنا دعوا الله مخلصين له الدين لان انجيتنا من هذه. اي هذه الحال لنكونن من الشاكرين. اي لا يدرك بك احدا ولنفردنك بالعبادة هناك كما افردناك بالدعاء ها هنا قال تعالى فلما انجاهم اي من تلك الورطة اذا هم يبغون في الارض بغير الحق اي كأن لم يكن من ذلك شيء كأن لم يدعنا الى ضر مسه ثم قال تعالى يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم اي انما يذوق وبال هذا البغي انتم انفسكم ولا تضرون به احدا غيركم كما جاء في الحديث ما من ذنب اجدر ان يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر الله لصاحبه في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم وقوله متاع الحياة الدنيا اي انما وقوله متاع الحياة الدنيا اي انما لكم متاع في الحياة الدنيا الدنيئة الحقيرة ثم الينا مرجعكم اي مصيركم ومآلكم فننبئكم اي فنخبركم بجميع اعمالكم ونوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى لما ذكر تعالى القاعدة يقول تعالى واذا اذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم كالصحة بعد المرض والغنى بعد الفقر والامن بعد الخوف نسوا ما اصابهم من الضراء ولم يشكروا الله على الرخاء والرحمة بل استمروا في طغيانهم ومكرهم ولهذا قال اذا لهم مكر في اياتنا ان يسعون بالباطل ليبطلوا به الحق قل الله اسرع مكرا فان المكر السيء لا يحق الا باهله فمقصودهم منعكس عليهم ولم يسلموا من التبعة بل تكتب الملائكة عليهم ما يعملون ويحصيه الله ثم يجازيهم عليه اوفر الجزاء لما ذكر تعالى القاعدة العامة في احوال الناس عند اصابة الرحمة لهم بعد الضراء واليسر بعد العسر ذكر حالة تؤيد ذلك وهي حالهم في البحر عند اشتداده والخوف من عواقبه فقال هو الذي يسيركم في البر والبحر بما يسر لكم من الاسباب الميسرة لكم فيها وهداكم اليها حتى اذا كنتم في الفلك اي السفن البحرية وجرينا بهم بريح طيبة موافقة لما يهوونه من غير انزعاج ولا مشقة وفرحوا بها واطمئنوا اليها فبينما هم كذلك اذ جاءتها ريح عاصف شديدة الهبوب وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم اي عرفوا انه الهلاك فانقطع حينئذ تعلقهم بالمخلوقين وعرفوا انه لا ينجيهم من هذه الشدة الا الله وحده وحينئذ دعوا الله مخلصين له الدين ووعدوا من انفسهم على وجه الالزام فقالوا لئن انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. على وجه الالزام نعم احسن الله نعم فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق اينسوا تلك الشدة وذلك الدعاء وما الزموه انفسهم فاشركوا بالله فاشركوا بالله من اعترفوا بانه لا ينجيهم من الشدائد ولا يدفع عنهم المضايق فهنا اخلص فهنا اخلص لله العبادة في الرخاء كما اخلصوها في الشدة ولكن هذا البغي يعود وباله عليهم ولهذا قال يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياة الدنيا اي غاية ما تؤملون ببغيكم وشرودكم عن الاخلاص لله ان تنالوا شيئا من حطام الدنيا وجاهها النذر اليسير الذي سينقضي سريعا النذر النذر اليسير النذر اليسير الذي سينقضي سريعا ويمضي جميع ثم تنتقلون عنه بالرغم ثم الينا مرجعكم في يوم القيامة فننبئكم بما كنتم تعملون وفي هذا غاية التحذير لهم عن الاستمرار على عملهم نعم في هاتين الايتين الكريمتين بيان من الله سبحانه وتعالى لحال الناس على وجه العموم الا من رحم الله ووفقه بتوحيد الله واخلاص العبادة له ان الانسان اذا اذاقه الله اذا حصل له رخاء بعد شدة وصحة بعد سقم ورخاء بعد جذب انه انه لا يشكر الله عز وجل وانما يسارع في معصية الله عز وجل واذا الناس رحمة مستهم اذا لهم مكر في اياتنا فاذا جاءه الظر اخلص العبادة لله ودعا الله فاذا زاد عنه الظر وحصل له ما احب عصى الله عز وجل واشرك به في عبادته هذه هي طبيعة الانسان واذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل وجعل لله اندادا ليضل عن سبيله. قل تمتع بكفرك قليلا انك من اصحاب النار هنا قال سبحانه واذا اذكرنا صرحوة من بعدي ضراء مستهم اذا لهم مكر في اياتنا قل الله اسرع بكرا انه سيجازيهم على وكرهم وهذا هذا الجزاء المكر هذا الجزاء والبكر والخداع وهو مذموم لكنه لكنه اذا كان جزاء للماكر فهما فهو ممدوح كما قال سبحانه وتعالى في ايات اخرى ويمكرون ويمكر الله والله خير الباكرين فمكر الله عقوبة له وكذلك الكيد انه مكيدون كيدا واكيد كيدا الكيد مذموم لكن اذا كان جزاء للكائد فهو ممدوح فالله تعالى قال قل الله اسرع بكرا في مقابلة بكر ان رسلنا يكتبون ما تمكرون يكتبون مكركم ومعصيتكم لله عز وجل ومسارعتكم الى ما يغضبه سبحانه ومن ذلك ما بينه الله في الاية التي بعدها قال سبحانه هو الذي يسيركم في البر والبحر هو سبحانه وتعالى بييسر الناس بما يسر لهم من الاسباب في البر والبحر والجو حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة على ما يحبون قدر الله عليها جاءتها ريح عاصف شديدة وجاءتهم الامواج من كل مكان تتلاطم كالجبال حتى اذا ايقنوا الاهلاك وظنوا انهم هالكون نسوا شركاءهم من دون الله هو اخس العبادة لله لانهم يعلمون ولا لديهم الا الله و اخذوا على انفسهم وعاهد الله ليلا جاهم ليخلصن العبادة لله ولا يستمرون في طاعة الله فلما انجاهم سلمهم من هذه المهلكة عادوا الى صنيعهم ولم يفوا بما قطعوا على انفسهم وبما وعدوا الله فعادوا الى شركهم واعمالهم الخبيثة حذرهم الله قال بين الله ان هذا البغي انما يعود وباله على على انفسهم وهم انما يضرون انفسهم ولا يظرون الله شيئا فان الله سوف يجازيهم ويحاسبهم سبحانه وتعالى بهذه الايات من فوائد بيان حال الانسان انه اذا اصابه الرخب على الشدة و الرحمة بعد بعد المرض والخصب بعد الجذب فانه يستعين بذلك على معاصي الله وينسى ربه الذي دعاه ويعود الى بكر السيئات والله سبحانه وتعالى يجازيه على عمله بهذه الايات بيان حال الانسان وان الانسان بين طبيعة الانسان وان عامة الناس انهم لا يشكرون الله الا من وفقه الله واستثناه من اهل التوحيد وفيه دليل على ان على ان الجزاء من جنس العمل ومن وكل السيئات الله اسرع بكرا ومجازاة له على مكره وفيه دليل على اثبات الملائكة الكرام الكاتبون وانهم يكتبون ما يعمله بنو ادم كما قال سبحانه وتعالى كما قال سبحانه في الايات الاخرى وانا عليكم لحافظين اكراما كاتبين وقال سبحانه ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وقال في هذه الاية ان رسلنا يكتبون ما تمكرون في هذا التحذير من الكفر باللعب والتحذير من الاستعانة بنعم الله على معاصيه وجوب توحيد الله وطاعته وشكره وفيه ان الجزاء من جنس العمل فمن بكر بالسيئات فالله اسرع بكرا ومجازاة له وفيه ان ان بني ادم ليسوا مهملين وانما بيض الله لهم هيأ الله لهم ملائكة يكتبون اعمالهم يكتب الحسنات والسيئات ان رسلنا يكتبون ما تمكرون وفيه ان الله تعالى يسير بني ادم في البر والبحر والجو بما يسر له من الاسباب سبحانه وتعالى فهو الميسر وهو المسير سبحانه وتعالى والانسان مسير ومخير كما يقول بعض الناس هل الانسان مسير مخير؟ او الانسان مسير ومخير والله تعالى سيره البر والبحر يهيأ لهم الاسباب وخيرة جعل له اختيار يستطيع الفعل ويستطيع الترك وفيه بيان حال المشركين وان المشركين يشركون في في الرخاء ويخلصونه في الشدة واما المشركون المتأخرون فان الشرك هم اغلظ من الشرك المتقدمين. فالمتقدمون يخلصون لله في بالشدة ويشركون في الرخاء واما المتأخرون فان شركه مستمر في الرخاء وفي الشدة كما بين ذلك العلماء بين ذلك الامام محمد رحمه الله محمد بن عبد الوهاب في رسائله قال الا ان شرك المشركين اغلظ من شرك المتأخرين الشرك متأخر اعظم الشرك المتقدم من جهتين الجهة الاولى ان المشركين الاوائل يخلصون يوحدون الله في في الشدة ويشركون في الرخاء. واما المتأخرون فانهم مشركون في الرخاء والشدة. بل يزيدون في الشدة. اذا تلاطمت بهم الامواج بالمتقدمين قالوا يا الله يا الله واذا تلاطمت الامواج بالمتأخرين قالوا يا حسين يا علي يا فلان يا سيستمر على الشركين وثانيا ان ان المشركين الاوائل انما يعبدون اشجارا واحجارا تسبح الله او انبياء كعيسى او صالحين ولا يعبدون فساقا ولا كفارا واما المتأخرون المشركون المتأخرون فانهم يعبدون كفارا وفساقا وان كان كل مشرك لكن لا شك ان ان هذا اغلظ فالاوائل لا يعبدون الكفار هم الشبوهة والمتأخرون يعبدون كفارا وفساقها نسأل الله الثبات والعافية وفيه التحذير من الاستمرار في المعاصي وان منع استمر في المعاصي فان الله يمهله ويستدرجه ثم يأخذه وفيه اثبات الكتابة على الاعمال وفي اثبات الجزاء واثبات الحساب ولهذا قال سبحانه انما على انفسكم متاع الحياة الدنيا ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تفعلون. قولوا ثم الينا مرجعكم اثبات الحساب والجزاء وان الناس جميعا راجعون الله ويحاسبهم فيحاسبهم ويجازيهم على اعمالهم. نعم ان خيرا فخير وان شر فشر. نعم نعم احسن الله اليك