الحمد لله رب العالمين اصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه الغر الميامين وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد فهذا هو المجلس الحادي عشر من مجالس القراءة والتعليق على حديث الاربعين النووية نبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا ان يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح وان يفقهنا في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونبدأ على بركة الله. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر للمصنف ولشيخنا وللحاضرين قال المصنف رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال انه قال ان الله كتب الحسنات والسيئات. ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة اذا رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف مناسبة هذا الحديث لما قبله ان طالب العلم اذا طلب العلم فعليه ان يدرك ان طلبه للعلم من اعظم الحسنات ثم عليه ان يدرك ان الله جل وعلا تعامله مع العباد فوق ما يتصوره العباد لانه يعاملهم بالفضل فكيف بطلاب العلم فانهم احق الناس واولى الناس بفظل الله تبارك وتعالى وموضوع هذا الحديث بيان فضل الله تعالى في تعامله مع هذه الامة المرحومة بيان فضل الله تعالى في تعامله مع هذه الامة المرحومة امة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ابن عباس الذي آآ يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى وهذا قلنا يعني انه حديث قدسي قال الله تعالى ان الله كتب الحسنات والسيئات هذه الجملة محتملة انها خبر من الله تعالى لا شك ان هذا الاحتمال مؤكد في قول رسول في قول ابن عباس فيما يرويه عن ربه اذا كان المعنى قال الله ان الله كتب الحسنات والسيئات مثل قال الله لا تتخذوا الهين اثنين قال الله يا موسى اني انا الله ان الله كتب الحسنات والسيئات كتب هنا بمعنى قدر كتب هنا بمعنى قدر والمقصود بالحسنات هنا الثواب المرتب على الامور الحسنة المقصود بالحسنات الثواب المرتب على الامور الحسنة والسيئات المقصود به السيئة وما يترتب عليها وسميت الحسنة حسنة لانها في نفسها حسن وفي اثارها حسنة وصف الصلاة حسنة من الحسنات واثارها حسنات على العبد والصدقة في نفسها حسنة امر حسن لا يختلف فيه اثنان واثارها على العامل المتصدق اثار حسنة والسيئات هي في نفسها سيئة وهي تسوء فاعلها وتجلب العقوبات التي تسيء فاعلها العقوبات التي تسوء فاعلها والمقصود بالسيئات هنا الامور المحرمة التي يفعلها العباد الامور المحرمة التي يرتكبها الناس والقاعدة الشرعية عند اهل السنة والجماعة ان الامور منقسم الى قسمين من حيث التكليف اما امر حسن واما حسن وهو المطلوب شرعا رحم هذه الامة هذا القسم الثاني هم وعمل فله عشر حسنات على الاقل الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة يمكن يزيد عن سبع مئة ضعف يمكن يزيد الى اضعاف لا يعلمها الا الله واما امر سيء وهو الامر الممنوع شرعا والمطلوب شرعا والممنوع شرعا قد يكون نقليا يدرك بالكتاب والسنة وقد يكون نقليا عقليا هذا هو معتقد اهل السنة والجماعة خلافا للمعتزلة فانهم يزعمون ان لا حسنة الا من جهة العقل وما ليس بحسنة في العقل فانه ليس بحسنة في النقل ويردون اشياء جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم زعما منهم انها ليست بحسب وانها لا وانها تخالف العقول وهناك من المتكلمين من افراخ المعتزلة من يقول بان الحسنات والسيئات لا يدرك حسنها. وسيرها الا من جهة الشر ومعنى هذا الكلام الغاء العقل بالكلية يعني انه لا يمكن للعقل ان يدرك هل الكذب قبيح او ليس بقبح لا يمكن للعاقل ان يدرك هل الصدق حسن او ليس بحسب اما اهل السنة والجماعة فيقولون لا الحسنات والسيئات مدركات بالنقل ومنها ما هو مدركات بالعقل والشريعة لا تأتي بامور تخالف العقول ولكن العقول السليمة ان الله كتب يعني قدر الحسنات والسيئات فجعل هذا ثوابا طيبا وهذا حسنا وواجبا ومندوبا وقدر السيئات وهي العقوبات والجزاءات المترتبة على افعال العباد ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها. ثم بين ذلك هذه الجملة محتملة انها من كلام النبي صلى الله عليه واله وسلم وهو الصواب ثم بين ذلك هذه الجملة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فيكون الكلام ان الله كتب الحسنات والسيئات فمن هم بحسناته هذه جملة اعتراضية فمن هم بحسنة الهم الهم نية الفعل الهم نية الفعل قصد الفعل التوجه الى الفعل ارادة الفعل هذا ماذا يسمى؟ يسمى هما فمن هم بحسنة نكرة وجاءت في صياغ الشرط فعمت اي حسنة كانت اذا هممت بها اردت ان تفعلها قصدتها توجهت بقلبك الى ناحيتها فمن هم بحسنة نويت انك تبني مسجد فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة تأمل معي هذا الفضل العظيم كتبها الله لم يعملها كتبها الله عند حسنة كعب لان الحسنات الله يعامل امة محمد صلى الله عليه وسلم بالفظل ومصداقه في صحيح البخاري ومسلم في قصة الاجراء قال ان رجلا استأجر اجراء وعمل واستأجر اجراء على قيراط فعملوا نصف النهار ثم استأجروا قيراط فعملوا الى العصر ثم استأجروا اجراء فعملوا من العصر الى المغرب على قيراط او قيراطين قال قيراطين فاعطى هؤلاء قيراطا قيراطا واعطى هؤلاء قيراطين فقال الاولون عملنا اكثر من هؤلاء وهؤلاء ردوا عملوا اقل منا واعطوا اجرا اكثر منا فقال الله او اوبخستكم من حقكم شيئا قالوا لا. قال ذلك فضلي اعطيه من اشاء اذا الله تبارك وتعالى تعامله مع اهل الاسلام تعامل بالفضل ومصداقه في القرآن قوله جل وعلا وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير ويعفو عن كثير والله عز وجل فظله على هذه الامة ظاهرة جعل الحسنات حسنة الواحدة حسنات جعل العمل الصغير كبيرا كما قال صلى الله عليه وسلم اذا تصدق احدكم بصدقة فان الله يتقبلها بيميني فينميها له ينميها كبرها كما ينمي احدكم سلوه او قال كما يربي احدكم فلوه حتى تكون مثل جبل احد اذا هذا فيه دلالة على فضل الله عز وجل في تعامله مع هذه الامة المرحومة التي نحمد الله نشكر الله ونثني عليه ان جعلنا من امة محمد صلى الله عليه وسلم قال فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة نويت انك تبني مسجد كتبه الله لك انك بنيت مسجد كاملة ما قال حسنة قال حسنة كاملة اشارة الى ان المنوي بتمامه كانك قد فعلته حصلت على اجري لان وصفه بالكمال يدل على عدم النقصان هذه الحالة الاولى ان يهم الانسان بحسنة ثم لا يعملها فيكتبه الله حسنة كاملة تأمل معي الان وان هم بها فعملها يعني جمع بين قصد القلب ونية القلب وارادة القلب والعمل وان هم بها فعمل كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعافك تأملوا الفضل العظيم شيء عجب تنفق درهما يجعلها الله لك عشرة دراهم يجعلها الله لك سبع مئة درهم يجعلها الله لك عشر دراهم الى سبع مئة درهم تبني مسجدا يجعلها الله عشر مساجد ايلا ما شاء الله اذا هذا تعامل بالفخر وهذا يدلنا ايها الاخوة ان الله جل وعلا رحم هذه الامة تبارك وتعالى يتصدق الانسان بثوب ثوب يتصدق الانسان بثوب بقلب خالص وموقع محتاج فيتقبلها الله منه فيجعلها لك سبع مئة حلة الى اظعاف كثيرة بدلها في الجنة وانت لا تعرف لان الله قال هذا من كلامه جل وعلا. فمن هم اي من عربي اعجمي ظعيف قوي غني فقير فمن هم بحسنة فلم يعملها فعملها وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة ما فائدة كلمة عنده؟ تأملها في المواظع الثلاثة عنده عنده ها تأملها قال الله عز وجل عن الشهداء قال عند ربهم يرزقون قال عن اللوح المحفوظ قال ان الله كتب في كتاب عنده اذا معنى هذا الكلام ان العبد يزاد في حسناته والملائكة قد لا تعلم الكتبة يكتبون انه عمل كذا وكذا يكتبون انه عمل كذا وكذا من الصلاة كذا وكذا من القرآن كذا وكذا من الصوم لكن يعلمون اجورهم ومضاعفات وحسنات بعض الاعمال وقد لا يعلمون وجوه حسنات بعض الاعمال كما جاء في الحديث ان رجلا قال في الصلاة لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ربنا ولك الحمد قال ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرى الملائكة تعجبوا كيف يكتبون اجر هذه الكلمات؟ كتابتها سهلة كتبوها لكن ما عرفوا كيف اجرها فقالوا اي ربنا ان عبدك فلانا قال كذا وكذا. ماذا نكتب له؟ قال اكتبوها كما قال واجره عند الله اذا عنده يفيد ان مضاعفة الحسنات والاعمال قد لا يعلم بها الملائكة الملائكة انما يكتبون ما يعلمون قال وهذا فيه دلالة على العلو وان الله جل وعلا فوق المخلوقات وتعالى ربنا عنان يكون في شيء من المخلوقات المحدثات الموجودات فهو العلي الاعلى الرحمن على العرش استوى قال وان هم تأمل معي الان هذا جانب والان العكس الجانب العكسي الجانب العكسي وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة هذا القسم الثالث الان هم بسيئة ولم يعملها. اراد ان يسب انسانا ما سبه. اراد ان ينم ما نم. اراد ان تاب مغتاب اراد ان يكذب ما كذب. اراد ان يسرق ما سرق وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة سبحان الله! هم بسيئة فيكتب الله له حسنة؟ الجواب نعم هذه الحالة الثالثة اكتب عليها كتبها الله عنده حسنة كاملة لتركه مع قدرته لتركه مع قدرته على الفعل لتركه مع قدرته على الفعل ولذلك هي حسنة ومصداقه في قصة اصحاب الغار واحد منهم هم بسيئة الزنا بل وسعى وباشر حتى كاد ان يقع منه الفاحشة تذكر الله لما ذكر فقام عنها وتركها الان ترك الزنا بعد الهم به فكان تركه للفاحشة مع قدرته سببا وحسنة من الحسنات المنجية له. اذا دل على ان ترك ترك الذنوب مع القدرة هذا فيه حسنة وترك الذنوب بدون قدرة ترك الذنوب بدون قدرة وبدون نية هي طاعة وعبادة لكن ننتبه ان هم بسيئة فلم يعملها لانه لم يقدر عليها الحالة جاء في حديث اخر ويعتبر الحالة الرابعة لم تكتب شيء. ها من هم بسيئة فلم يعملها لعدم قدرته عليها لم يكتب عليه شيء لا له ولا عليه وهذا ايضا فيه فضل الله جل في علاه يعني التقسيم العقلي المنطقي هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة. معناه هم بسيئة فلم يعملها تكتب له سيئة هذا التقسيم العقلي لكن الله عامل عباده بفضله لا بعدله عامل الله عباده المؤمنين بفظله لا بعدله. نسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يعاملنا بفضله والله ان عاملنا الله بفضله فما احد مثلنا لان اهل الفضل هم السابقون الى الخيرات السابقون الى الجنات القسم الرابع في هذا الحديث وهو الخامس في التقسيم وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحد اذا في الحسنات عشرات ومئات والوف مضاعفات تجارة رابحة تجارة رابحة تشتري اه بدينار بدرهم تبيعه بعشرة بسبع مئة بالاف مؤلفة هذا التاجر الذي يخسر هذا مفلس لان التجارة مع الله بالعشرات والسيئة بالاحاد. فيا ويحة ويا هلكت ويا قباحة من غلبت شيء احاده عشرات عجيبة والله يا ويح ويا هلكت ويا قباحة من غلبت احاده عشراته. هذه مصيبة كيف ينبغي الانسان العاقل ان يفكر لهذا ايها الاخوة هذا الحديث جاء لكي ندرك عظمة رحمة الله بهذه الامة ولكي نعلم ان الله يعاملنا بالفضل وهذا هو مش مشاهد وجلي وواضح ساقول لكم شيئا عجيبا تكالبت الامم الصليبية على امة الاسلام ثم دحرهم الله تكالبت الامم الا المغونية على امة الاسلام التتار حتى وصلوا الى بغداد الى الشام كادوا ان يصلوا الى مكة والمدينة ومصر ثم اهلكهم الله كاد للمسلمين الشرق والغرب يقول علماء الاجتماع المعاصرين المختصين يقولون من نظر الى تاريخ الاسلام تيقن ان هذا دين الله ليه لم لان العقل يقول ان كل هذه المكائد لهذا الدين وللمسلمين كان المنبغى عقلا انه ينتهي من على وجه الارض. كما انتهت ديانات وديانات تكالبت عليها الامم نزل اهل البابولية والاشورية ديانات راحت لا ذكر لها ديانات تقرأها في الكتب لا وجود لها من تكالب الامم لكن الله حفظ هذا الدين تتداعى الامم وهي باقية وهذا دليل على ان الله يعامل عباده بالفضل ولا يعاملهم بالعدل لو عامل المسلمين بالعدل لهلكوا فانهم اختلفوا وتنازعوا وتبعوا طريقة من قبلهم من اهل الكتاب الا من رحم الله وقليلا ما هم فهذا كله النظر الى الواقع يدلنا على عظيم فضل الله علينا والله يدلنا على عظيم فضل الله علينا ومنة الله علينا ورحمة الله بنا نسأل الله جل وعلا ان يديم علينا فضله ورحمته وكرمه وجوده وعلى بلاد المسلمين عامة وعلى هذه البلاد خاصة ونعم هنا يقول رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف ومر معنا بلفظه ومر معنا على الاطلاق اذا قال رواه البخاري ومسلم ولم يقل شيء معناه ان هذا هو اللفظ تماما اذا قال رواه مسلم بهذا اللفظ يعني هذا اللفظ لمسلم والمعنى موجود في البخاري. اذا قال في بهذه الحروف معناه ان في في شيء من التصرف في هذا الحديث نعم ايش لا هذا شيء اخر هذا ابو محمد ذكرنا بحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول القاتل في النار منه قتل. طيب المقتول في النار لماذا قال العلماء رحمهم الله في شرحهم لهذا الحديث لانه لو مكن لكان قاتلا بل باشر. وعندنا في القاعدة في الشريعة ان اشر ان المتسبب كالمباشر المتسبب كالمباشر. نضرب لكم مثال الان لو ان انسانا تسبب في فتح باب بيت انسان فجاء اللص فيكون هو معاونا له. لو ان انسانا تسبب في اراقة دم مسلم فجاء اخر فقتله. فيكون هو مشاركا له لان المتسبب في الشريعة الاسلامية كالمباشر هناك اختلاف في بعض الامور لكن في الجملة لذلك هذا الحديث القاتل والمقتول في النار مؤكد لمعنى ان المتسبب كالهون باشا وان من باشر الفعل فلم تقع النتيجة فان العبرة بالفعل لا بالنتيجة العبرة بالفعل لا بالنتيجة. مثال ذلك انسان يريد ان يسرق فدخل البيت ليسرق ماذا تسمونه الان؟ دخل البيت ليسرق ماذا تسمونه سارق بس ما سرق ليش تسمونه سارق اه هو في الشرع يسمى سالب مسكوه قبل ان يأخذ شيء مسكه اهل البيت قبل ان يأخذ شيء ما تمكن من السرقة في الشرع يسمى سارق لان العبرة بمباشرته سبب الفعل. ها؟ وقد باشر الفعل لم توجد النتيجة هذا لا يلزم نعم قال المصنف رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من لي وليا فقد اذنته بالحرب. وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي تقربوا الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به التي يبطش بها يبطش ان شاء الله ويده الذي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيني ايذنه رواه البخاري مناسبة هذا الحديث للذي قبله ظاهر وذلك ان الحديث السابق فيه بيان فضل الله على هذه الامة وانه يعاملهم بالفضل. وهذا الحديث فيه دلالة ان الله جل وعلا من فظله انه اتخذ اولى الياء من عبادك وانه جل وعلا يدافع عن اوليائه وموضوع هذا الحديث موظوع هذا الحديث بيان فظل بيان فظل الولاية بيان فضل الولاية الولاية بفتح الواو من الولي وهو المحبوب المحبوب الذي احببته وتقربت اليه واما الولاية بكسر الواو على وزن الامارة ومعناها الولاية بمعنى الامارة والحكم في هذا الحديث فضل الولاية. ان تكون وليا لله عز وجل من هم اولياء الله اولياء الله لهم معنى عام ومعنى خاص المال العام كل المصطفون اولياء الله عز وجل قال عز وجل ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عباده فما دام انهم مصطفون فمعناه انهم اولياء الله لكن الولاية لان معناها الحب فهي منقسمة الى قسمين ولاية عامة وولاية خاصة الولاية العامة هي ولاية الله للمسلمين عموما ولاية الله للمسلمين عموما فالله جل في علاه ولي المؤمنين عموما وهو يتولى شأن المسلمين عموما ويحب المسلمين عموما جل في علاه واما الولاية الخاصة فهي ولاية الله لاهل الاحسان واهل التقى. جعلني الله واياكم منهم قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا خوف عليهم وين في الدنيا ولا في الاخرة ولا هم يحزنون وين في الدنيا ولا في الاخرة جاء في بعظ عن بعظ المفسرين وعن بعظ الصحابة لا خوف عليهم يعني في الدنيا ولا هم يحزنون في الاخرة والصواب ان هذا من باب ببيان التمثيل والا فان الاية مطلقة عن الظرفية ما قل لا خوف عليهم وين؟ قال لا خوف عليهم مطلقا يعني في الدنيا والاخرة ولا هم يحزنون يعني في الدنيا والاخرة. قد يقول قائل كيف لا يحزنون قد قد حزن النبي صلى الله عليه وسلم حزن الصديق حتى قال له النبي لا تحزن. نقول هذا الحزن الشرعي هو مطلوب شرعا. وانما المنفي عنهم ولا هم يحزنون الحزن على الدنيا وما فيها ان فاته لان عندهم الرضا بالقضاء. درجة فوق الصبر. بل عندهم الشكر على القضاء اذا الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. من هم ما شرطهم الذين امنوا وكانوا يتقون اذا الكلام في اية يونس على الولاية الخاصة ولاية المتقين ولاية الله للمتقين مرتب عليها احكام خاصة اولياء الله المتقون هؤلاء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اذا هذا حكم خاص وفي هذا الحديث بيان بعض الاثار الطيبة لولاية الله عز وجل الخاصة لبعض عباده المؤمنين المتقين جعلني الله واياكم منهم تريد ان تعرف انك محبوب عند الله وانك من اهل الولاية ولا لا انظر الى امرين انظر الى امري ان كنت لا تخاف على ما تقدم عليه في مستقبل الايام ولم تحزن على ما مضى من الايام وعندك الرظا بالقظا وانت مؤمن فانت من اولياء الله. الحمد لله الله جل وعلا ما حجر الولاية انه ما يكون الا لفلان وفلان وهذا غلط عظيم بل تقول على الله وعلى رسول الله وعلى دين الله ان يقول بعض الناس ان الولاية لا تنام الا بعمامة او الا ببجامة او الا بعباءة هذا كذب كذب على الله وعلى رسول الله وعلى دين الله الولاية تنال بالايمان والتقوى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا ولذلك كان احدهم ها ينفى من بلده ويقول كما قال شيخ الاسلام ماذا يفعل اعدائي بي نفي سياحة سجني خلوة قتلي شهادة هذا كان حاله. عندهم شيء اسمه الرضا بالقضاء لما اخرج في المرة الثانية لما سجن في مصر واخرج طلبه الناصر قلاوون وقال له قد سعى فلان وفلان وفلان من اهل العلم في قتلك فنأخذهم ونسجنهم ونضربهم ونزجرهم فقال شيخ الاسلام لا هؤلاء هم علماء الاسلام وفي اهانته مهانة للاسلام وهذا شيء مقدور وانا راض به. تأملوا يا عباد الله تأملوا يا عباد الله الرضا بالقضاء مسطح تكلم في ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تكلم في عرضها وكان ابن عمتي الصديق وكان الصديق رضي الله عنه يعطي له شهريا نفقة فقير من اهل الصفة فلما انزل الله براءة الصديقة عائشة من فوق سبع سماوات ان الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوا شرا لكم بل هو خير لكم. الايات امر الله رسوله ان يقيم الحد على القاذفين ومنهم مسطح فاقيم عليه الحد فقال الصديق والله لاقطعن عنك عطائي. تكلم في عرظ ابنتي في عرظه لان ابنته من عرظه وفي عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم تأملوا معي ان ولاية الله تنال بطاعة امرنا. فقال الصديق بلى والله احب ان يعفو الله اني ويصفح فاوصل اليه الصدقة حتى مات الصديق. من يفعل هذا من يقدر على هذا اذا ولاية الله الخاصة لها اثار عظيمة لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلماتك وفي هذا الحديث بيان اثار الولاية الخاصة قال صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل هذا الحديث في صحيح الامام البخاري وهو من افراده وهذا الحديث من الاحاديث المتكلم في اسناده في صحيح البخاري لكن الصواب انه حديث صحيح فان البخاري رواه من طريق شيخه خالد ابن مخلد القطواني وهو ان كان متكلما فيه من جهة تشيعه الا انه الا ان البخاري اعلم الناس به لانه شيخهم وعلى هذا فيكون الحديث صحيحا كما نبه عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في هدي السعري النبي صلى الله عليه وسلم يقول قال ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحق. عرفنا معنى الولي والمقصود بمن عاد اي اظهر العداوة اي اظهر العداوة من عادى لي وليا فقد اذنته اذنته اي اعلنته واخبرته اعلمته واعلنت عليه الحرب اذنت بالحرب اعلمته باني احاربه وهنا اذنت بالحرب معناه انه قد يكون قد يكون هناك بعض العهود والمواثيق بين العباد وبين ربي مثل ميثاق الميثاق العام ان الله لا يعذب الناس في الدنيا بعذاب عام حتى يعلنوا الفاحشة مثلا هذا ميثاق عام هناك ميثاق عام وما كان الله ليضل قوما بعد اذا داهم حتى يبين لهم ما يتقون. هذا ميثاق عام فهذه المواثيق العامة تنقطع بمعاداة اولياء الله عز وجل. لان الله يقول فقد اذنت بالحرب اعلمت بالحرب يعني انه لا عهد ولا ميثاق ومعنى هذا ان المحارب لاولياء الله ليس بينه وبين الله اي عهد ولا ميثاق من المواثيق العامة التي جعلها الله لنفسه وهو معلن عليه الحرب وهذا مثل قوله عز وجل عن المرابين ان الله عز وجل اخبرهم قال فاذنوا بحرب من الله اذا هذا مثل هذا قال فقد اذنته بالحق ثم بين الله تبارك وتعالى بعد دفاعه عن اوليائه قال وما تقرب الي عبدي بشيء احب باء الي مما افترضته. اذا هذا بيان لكيفية نيل مرتبة الولاية الخاصة كيف تنال ولاية الخاصة؟ في الاية التقوى الايمان والتقوى. هنا بيان بيان اخص لان الايمان والتقوى كلام عام هنا بيان اخص قال وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه اذن السلم الاول من سلالم الوصول الى ولاية الله المحافظة على محبوبات الله التي اساسها فرائضه المحافظة على ما يحبه الله التي اساسها فرائض الله عز وجل قال وما تقرب الي عبدي بشيء احب احب الي مما افترضته عليه فيه دلالة على فضل فرظ على النفع في دلالة على فضل الفرظ على المندوب والمستحب وفي اشارة الى ان الشرع فيه ما هو فرض وفيه ما هو نفي وفيه دلالة على ان العبد يمكنه ان يتقرب الى الله والله يتقرب اليه ولذلك العبودية لها مراتب ومراقي وهو في يوم وليلة تصير ولي لله لا شيئا فشيئا تجاهد والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين تصل الى معية الله الى احسان. اذا صرت محسن تصل الى نيل ولاية الله ومن اعظم الفرائض فرائض الخمس التوحيد. فالمشرك لا يمكن ان يكون وليا لله الصلاة فتارك الصلاة او مضيع الصلاة لا يمكن ان يكون وليا الصوم فالذي يضيع الصوم لا يمكن يكون ولي لله عز وجل. اداء الزكاة الذي لا يؤدي زكاة المال لا يمكن يكون ولي لله عز وجل. لان هذه امور مهمة ان نؤدي الفرائض الخمس ثم قال ابين للمرتبة التي بعدها للارتقاء في مراقي العبودية حتى الوصول الى الولاية يجعلنا واياكم من اهلها ولا يزال ها لا يزال لا يزال ما يزال هذه من الافعال المضارعة التي تفيد الاستمرارية تفيد الاستمرارية معنى هذا الكلام ان الذي يريد الولاية مهو يعبد ويعبد اذا وصل يقول انا وصلت خلاص لا لا يزال ما في ما في خلاص واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يعني الموت كما قال المفسرون من الصحابة والتابعين ولا يزال مو بيوم ليلة شهر شهرين يقول الحسن البصري جاهدت نفسي عشرين سنة فطاوعتني عشرين سنة ولا يزال عبدي من خير المعلمين ومن خير المتعلمين ومع ذلك ومع ذلك لا زالوا ثلاثة عشرة ثلاثة عشرة سنة في مكة ها وهم يجاهدون انفسهم ما يجاهدون العدو جاهدون انفسهم ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل فيه دلالة في كلمة يتقرب على اهمية الاخلاص في هذا الباب يتقرب الي اي لا يلتفت الى غير الله بالنوافل حتى احب والنوافل جمع نافلة والنافلة هي الامور الزائدة عن الفرض الامور التي هي من جنس الفرايض لكنها زائدة عنها مثل نوافل الصلاة نوافل الصوم نوافل الصدقات نوافل الحج والعمرة ونحو ذلك حتى احبه فيه بيان ان الله يحب اولياءه محبة خاصة وهي ما وهي المحبة الخاصة هذي هي معنى قوله جل وعلا ان الله يحب المتقين والله يحب المتقين هذه هي المحبة الخاصة طيب اذا احبه الله عز وجل ما الذي يحصل تأملوا معي الان الى عظيم اثار نيل ولاية الله للعبد فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به يصبح هذا العبد لا يسمع الا ما يريده الله وبصره الذي يبصر به. فلا يرى الا ما يريده الله اعمى عن المحرمات اصم عن الاثام التي تسمع ويده التي يبطش بها فلا يبطش الا لله وفي الله ولا يحرك يده الا لله وفي الله ورجله التي يمشي بها فلا يسعى الا الى ما يرضي الله ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه هذي النتيجة وصل الى مرتبة ان سأل الله شيئا اعطاه كما قال صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره ولئن سألني لاعطينه بعض الناس معروفون بانهم مستجابوا الدعوة ولئن استعاذني لاعيذنه لو طلب العوذ من الله الله يحفظ يذكرون في ترجمة الحسن البصري الحجاج كان يطلبه ويبحث عنه يريد قتله فكان يختبئ من بيت الى بيت فوشى الغشاه انه في بيت فلان فجاء العساكر فحاصروا البيت واستطاع الحسن البصري ان يخرج فقال لصاحب البيت امرنا لله نسلم ماذا نفعل ذهب فتح الباب لما فتح الباب ما وقفوا عند الباب ولا سالوا دخلوا مباشرة للدار يفتشون يفتشون يقولون لصاحب اين الحسن البصري؟ والحسن البصري جالس امامه في المجلس وهم لا يرونه الله يدافع اي الذين امنوا خباب ابن يعني ابن الارت رضي الله عنه كان الاعداء يأخذون الحديدة ويكون الحديد في النار ثم يجعلونها على اكتافه احس بذلك في اول الامر ثم لم يحس بذلك شيء رفع الله عنه لذلك هذه المسألة عظيمة ايها الاخوة بعض الناس الذين لا يعرفون اللغة العربية يظنون ان معنى كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش به. يظنون ان الخالق يصير في المخلوق. وهذا من جهل في فهمهم للغة العربية فان الملك اذا قال لاحد رعيته اني معك انا سمعك انا بصرك ليس معناه انه صغر حتى صار عين هذا الرجل هذا لا يفهمه انسان عاقل لكن الذين لا يفهمون العربية او تلوثت عقولهم بجراثيم البدعة يفهمون ما يشاؤون فان هذا الكلام مستخدم في العربية ان الملك او احد عظماء الناس يقولون لاحدهم اني شمعك وبصرك اني يدك افعل ما تشاء. هذا واظح جلي في كلام العرب ومعلوم ان الله خالق والعبد المخلوق. فكيف يكون الخالق في المخلوق؟ هذه مثل عقيدة النصارى في الاتحاد عياذا بالله لكن هذا معناه مفسر في الحديث في النهاية ولئن سألني لاعطينه. اذا في سائل وفي مسؤول من السائل العبد ومن المسؤول؟ الرب لو كان الرب في المربوط ما قال ولئن سألني اذا اعطيني. ما يحتاج يسأل اصلا ولئن استعاذني لاعيذنه. لو طلب العون لاعدته. اذا فيه دلالة على انهم لو طلبوا العودة انه طلب العود من الله اذا في فرق في عبد يطلب وفي رب يعطي اذا هذا الحديث لا يدل باي حال من الاحوال. لا على لا على الحلول ولا على الاتحاد. بل انه يدل على فضل ولاية الله عز وجل. وان العبد يحفظ الله سمعه وبصره. كما فعل الله مع يوسف عليه السلام تعرفون قصة يوسف قال الله كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا والاصل ان لها مسكن فهي تنازلت عن حقها. لها ذلك. الله جعل للعباد حقوقا فان هم تنازلوا هذه الحقوق فالامر راجع اليها قال وما استكرهوا عليه هنا لابد ان نكون فقهاء بالنسبة للاكراه المخلص اذا الله حفظه الله حفظك لانه ولي من اولياء الله نبي رسول كان مخلصا فصار مخلصا فكن انت مخلصا تكون مخلصا كن مخلصا تكون مخلصا نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم الاخلاص والخلاص. نعم قال المصنف رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي مناسبة هذا الحديث للذي قبله مناسبة لطيفة جدا وذلك ان بعض الناس ظن ان من شرط الولاية ان العبد لا يذنب ولا يخطئ فناسب ذكر هذا الحديث بعد الحديث السابق وذلك لانه ليس من شرط الولي ان يكون معصوما ولكن من شرط الولي انه اذا اخطأ او نسي او استكره او زل او اذنب يرجع ويتوب مباشرة ولا يستمر على وموظوع هذا الحديث موضوع هذا الحديث رفع الاثم عن المكلفين رفع الاثم عن المكلفين عند عدم الارادة التامة رفع الاثم عن المكلفين عند عدم الارادة التامة وهذا الحديث داخل في الاحاديث الدالة على فضل الله على هذه الامة فقد قال جمع من اهل العلم ان الامم السابقة كانت مؤاخذة على الخطأ ولا النسيان وعلى الاستكراه وان رفع الاثم في حال الخطأ والنسيان والاستكراه هي من خصائص هذه الامة بدليل ادم عليه السلام اكل من الشجرة نسيانا فنسي ولم نجد له ها نسي ولا ما نسي؟ بنص القرآن. فنسي ولم نجد له عزما فاخطأ ونسى اذا الله اخذه اخذه نعم اخذه. اذا رفع الخطأ والنسيان والاستكراه منها من خصائص هذه الامة ومن فضائل بالله على الامة المرحومة يقول صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز ما نتجاوز معناه ان الاصل المؤاخذة الاصل المؤاخذة لانه لا يقال تجاوز الا على ما حقه المؤاخذة فانت تقول تقول لمن آآ لمن يطلب العفو منك تقول تجاوزت عنك. طيب لو ما لم يكن لك عليه حق؟ هل يحق لك ان تقول انا تجاوزت عنك؟ لا فدل على كلمة تجاوز على ان الاصل المؤاخذة ان الله تجاوز لي لما قال لي علمنا الخصوصية لهذه الامة هذه دلائل النص الحديث ان الله تجاوز لي صلوات ربي وسلامه عليه نسأل الله ان يجعله شفيعا لنا يوم القيامة كما كان شفيعا لهذه الامة بسؤاله ربه ان يرفع عنا الخطأ والنسيان وجعل الله ذلك له عليه الصلاة والسلام فنسأله جل وعلا ان يجعله شفيعا لنا يوم القيامة ان الله تجاوز لي عن امتي الامة اذا اضيفت الى النبي صلى الله عليه وسلم فيمكن ان يكون المراد اما امة الاجابة واما امة الدعوة والاكثر ان المراد بالامة المضافة الى النبي صلى الله عليه وسلم امة الاجابة وفي بعض النصوص يكون المراد امة الدعوة طيب كيف نعرف ما المراد في حال الاظافة نعرف بدلالة السباق او السياق او اللحاق هنا لما قال ان الله تجاوز لي عن امتي. علمنا ان المراد امة الاجابة. امة الاسلام المسلمون لماذا علمنا ان المراد المسلمون؟ لان الله يؤاخذ الكفار يؤاخذ الكفار الا نسيان يمنع على نسيانه. قال الله عز وجل اه عن الكفار لما ادخلهم النار قال فلما ايش الاية لا لا لا ما ابيها هذي لما ادخل النار قال ايه؟ انا نسيناكم كما نسيتم شي لعيبة ان نسيناكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا فيستدل بهذا بعموم الاية على ان النسيان من الكفار ليس معفوا ولا متجاوزا عنه وان كان المراد بالنسيان هناك ان كان المراد بالنسيان في حق الله هو الترك انا نسيناكم يعني تركناكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا اي كما انكم تجاوزتم او تغافلتم عن لقاء يومكم هذا قال ان الله تجاوز لي عن امتي اذا امة الايجاب. الخطأ ما هو الخطأ؟ الخطأ هو ان يريد العبد ان يريد. ارادة موجودة الان. ان يريد العبد فعلا فيقع منه ما لا يريد ان يريد العبد فعلا فيقع منه في النتيجة ما لا يريد اخذ السهم او البندقية يريد ان يصيد غزالة فلما اكد النشان واراد ان يضرب ضرب فلما ضرب رفع رجل رأسه بينه وبين الغزالة فمات هل هو اراد صيد الانسان ولا صيد الغزلان طبعا في الظاهر اراد صيد الغزلان. المحقق هو اللي يعرف بعدين لكن هذا مثال فقط اذا الخط عرفناه ارادة فعل وحصول غيره ارادة موجودة نعم. طيب لماذا قلنا ان الحديث يدل على رفع المؤاخذة عند عدم الارادة التامة؟ لان هو لم ارد هذا الفعل الذي وقع اراد فعلا اخر فوقع هذا الفعل وهذا الخطأ الاثم فيه مرفوع في العبادات والمعاملات الاثم فيه مرفوع في العبادات والمعاملات ولكن في العبادات ان كان ان كان مما يجبر فيجبر وان كان مما لا اثر له على العبادة فلا داعي للجبر وان كان يبطله بان نسي الشر او نسي الركن فيقضيه مثال ذلك اكل او شرب ناسيا فهذا لا اثر له ولا داعي للجبر لان من اكل وشرب ناسيا اطعمه الله وسقى فضل من الله ومنه انسان نسي ان يتوضأ فهذا لا يمكنه الجبر هذا يعيد الصلاة يتوضأ ويعيد الصلاة انسان نسي سجدة من الركعة الرابعة. وتذكر بعد السلام مباشرة يسجد ها ثم يتشهد ثم يسجد سجدتي السهو. اذا يجبر اذا في العبادات اما معفو عن الخطأ مطلقا واما الجبر واما الاعادة واما في المعاملات فالخطأ لا اثم فيه ولكن لابد من المعاوضة لابد من المعاوضة لان حقوق الناس لا تضيع قال والنسيان المقصود بالنسيان هو ما ترتب على عدم العلم ما ترتب على ايش؟ عدم العلم واكتب ويدخل فيه الجهل ويدخل فيه الجهل ويدخل فيه الجهل. ومن هنا قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا اذا لا بد من قيام الحجة لابد من الحجة للمؤاخذة. فان لم يتذكر الانسان الحجة او مشي او لم تبلغه فمتجاوز عنه. مثلا الصحابة الذين صلوا الى بيت المقدس قبل علمهم بالنشر قبل علمهم بالنشر يعني نسخت الصلاة صلاة الظهر. وهم صلوا العصر والمغرب والعشاء في صلاة الفجر في مسجد قباء علموا بتحويل القبلة كما في الصحيح من حديث عبدالله بن عمر طيب العصر المغرب العشاء ثلاث صلوات صلوها الى بيت المقدس. لكن لم تبلغهم المسألة ولم يبلغهم العلم اذا يدخل في لا يؤاخذهم الله عز وجل والنسيان في العبادات على نفس الاحكام الثلاثة الاول في الخطأ. اما معفو عنه واما يجبر واما يعاد هي نفسها الثلاثة هذا بالنسبة للنسيان. اما نسيان الحقوق فهي لا تسق نسيان الحقوق في المعاملات لا تسقط الحقوق ولكن يرفع الاسم انسان اخذت منه دينا فجاءك وطلب منك الدين فجحدته وانت لا تذكر لا تأثم على جحدك. لانك لا تذكر فذهب الى بيته واتى بالصك واذا انت موقع الان انت لا تأثم على جحدك لكنك ملزم بدفع الدين فالنسيان في حقوق الادميين يرفع الاثم كالخطأ ولا يسقط الحق قال صلى الله عليه وسلم وما استكرهوا عليه وما بمعنى الذي اي والذي استكرهوا عليه والاستكراه ان يطلب الغير اكراهك على فعل امر. الاستكرار ان يطلب الغير ان يطلب الغير ارغامك على فعله والاستكراه في امور العبادات العملية الاستكراه في الامور العبادات العملية معفو الاثر فمثلا لو كان انسان صائما فادخلوا الطعام جبرا الى فمه وانفه لا يعتبر مفطر انسان يريد ان يصلي فاجبره الناس على الحبس ولم يعطوه ماء فيصلي بالتيمم. وان لم يجد ترابا او وكان محبوسا لا يستطيع ان يتيمم يصلي كيف شاء الاستقرار في العبادات معفو الاثر لاسيما اذا لم يكن ثم وقت للقضاء فحينئذ بالاتفاق لكن اذا كان في وقت للقضاء فيه خلاف بين العلماء واما الاستكراه طيب نكمل بعد الاذان بشيء اللهم اقبل الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة. لا حول حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح لا اله الا الله لا اله الا الله اللهم صلي على محمد اللهم رب هذه الدعوة التامة قوله صلى الله عليه وسلم وما استكرهوا عليه الخطأ والنسيان خرج مخرج العموم فدل على ان الخطأ والنسيان والاستقرار في اي باب من ابواب الدين لا يترتب عليه المؤاخذة لا يترتب عليه المؤاخذة بمعنى لا اثم فيه ولكن هذا لا يعني سقوط الحقوق لان هذا فيه دلالة على ان الله يسقط حقه واما حقوق العباد فالله لا يسقط حقوق العباد حتى يسقط العبد حقه. هذه مسألة مهمة. الله عز وجل جعل للعباد حقوقا فاذا اسقط العبد حقه له ذلك مثلا انسان مات ابوه ولم يجد لم يكن له وارث الا هو واخته. فقال لاخته الميراث كله لك انا ما اريد شيء له ذلك لان الله جعل له حق هو تنازل عنه ما في اشكال امرأة وافقت على الزواج من رجل وقالت انا لا اريد منك مسكنا عندي سكن الاكراه ليس في كل شيء جائزا. يعني بمعنى لو ان العدو الكافر مسكوا المسدس عليك قالوا لك يا اما تقول اسرار بلدنا ولا نقتلك ما يجوز في كل شيء ان الانسان يجعل الاكراه حجة الاصل ان الاكراه يرفع الاثم فيما اذا لم يتعلق به ظرر عام او لم يتعلق به دم مسلم اخر او عرض مسلم يعني بمعنى لو ان انسان مسك المسدس عليك قالوا لك احنا حاطين المسدس على راسك تروح تجيب لنا شنطة فلان ولا قتلناك ما في بأس لان هذا الماء الذي اخذته تحت الاكراه انت مأمور بتعويضه بعد الاكرام ما في اشكال لكن لو قالوا لك نحن الان سنقتلك او تقتل فلان ليس لك ان تقتل فلان. لان حياتك ليست من حياة المسلم لو قالوا لك نقتلك او تجيب لنا بنت فلان لا يجوز لك هذا الفعل لان اعراظ المسلمين من دمك انت دمك حرمته حرمة خاصة اراظي المسلمين عامة فاذا لا يدعي انسان الكره لكن فيما يتعلق بحقوق الله فالله رفع اثم الاكراه حتى في الكفر والشرك. حتى في الكفر والشرك قال الله تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدره. فمن تكلم بالكفر او نطق الكفر. او فعل الكفر مكرها وقلبه وانهم بالايمان فلا شيء عليه ولكن ما يتعلق بدماء المسلمين ما يتعلق باعراض المسلمين فالصحيح انه لا يملك لا يرتكب ذلك طيب لو قالوا لك اما تفقأ عين فلان او نقتلك في هذه الحالة ايضا الصحيح انه لا يجوز التعرض الى دم المسلم ولو يسيرا وتبقى انت حي هذه مسألة مهمة وعلى كل حال تفصيلات هذه المسائل كثيرة في كتب شراح الحديث والفقهاء ولكن الحديث يدل على فضل الله عز وجل في تعامله مع اهل الاسلام ومع امة محمد صلى الله عليه وسلم ومن جنس النسيان الغفلة ما ادري ذكرته او لا من جنس النسيان الغفلة. اضيفوها اليه لو ان الانسان غفل فانه مثل النسيان لعلنا نكتفي بهذا ان شاء الله ونكمل في الغد. انبهكم الى ان الغد ان شاء الله هو اخر يوم كان المقرر الاحد لكن الحمد لله استطعنا باذن الله نستطيع ان ننتهي الغد ان شاء الله ان كنا احياء نسأله جل وعلا ان يتقبل منا ومنكم وان يعينا واياكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين