بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين نقل المصنف رحمه الله في باب امر الصائم بحفظ لسانه وجوارحه عن المخالفات والمشاتمة ونحوها عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فان سابه احد او قاتله فليقل اني صائم متفق عليه وعنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه رواه البخاري باب باب في مسائل من الصوم. عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا نسي احدكم فاكل او شرب فليتم صومه فانما اطعمه الله وسقاه متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال اذا كان صوم يوم احدكم فلا يرفث ولا يسخط انسان به احد او قاتله فليقل اني صائم هذا الحديث والذي بعده من اداب الصيام الواجبة ان الصائم يحفظ صومه مما ينقصه ففي هذا الحديث يقول النبي عليه الصلاة والسلام اذا كان صوم يوم احدكم وهذا الحديث شامل فيما اذا كان الصيام فرضا او نفلا فلا يرفث والرفث قيل هو الكلام الفاحش البذيء. وقيل هو الجماع ومقدماته ولا يصخب والصخب هو رفع الصوت والصياح فان سابه احد او شاتمه. وفي رواية او قاتله فليقل اني صائم. يعني اذا سبه احد او شتمه احد فانه المشروع ان يقول اني صائم وانما يقول اني صائم لامور اولا اعزازا لنفسه وانه لم يمنعه من مقابلة هذا السب. وهذا الشتم الا انه صائم فكأنه يقول لولا اني صائم لقابلت سبك وشتمك وثانيا تذكيرا لنفسه ولغيره وثالثا انه اقطع للنزاع. لان الشاب والشاتم اذا علم انك لن تقابله بسب او شتم فانه يتوقف عن ذلك فهذا الحديث يدل على مشروعية حفظ الصيام. وان الواجب على الصائم ان يصون صومه. وان يحفظ صومه ومما ينقصه يذهب اجره وثوابه اما الحديث الثاني وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. من لم يدع يعني يترك قول الزور وقول الزور كل قول مائل عن الحق. يعني كل قول باطل الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم من لم يدع قول الزور والعمل به يعني العمل بقول الزور. كالظلم والعدوان والتعدي على الناس. والجهل يعني السفه. وهو ضد الرشد فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. يعني ان الله عز وجل ليس له حاجة اي ارادة اي انه سبحانه قال لم يرد منا ان ندع الطعام والشراب فقط وانما اراد منا ما هو فوق ذلك من تحقيق التقوى. ولهذا لما ذكر الله عز وجل مشروعية الصيام قال يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. يعني لاجل ان تتقوا هذا الحديث يدل على ان المشروع للصائم ان يجتنب كل قول محرم وان هذه الاقوال المحرمة لها تأثير على الصيام وفيه ايضا دليل على اثبات الحكمة في شرع الله تعالى وانه سبحانه وتعالى لا يشرع الشرائع الا لحكمة. اما الحديث الاخير وهو حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال اذا نسي احدكم وهو صائم فليتم صومه اذا نسي احدكم وهو صائم فاكل او شرب. وفي رواية فافطر فليتم صومه فانما اطعمه الله وسقاه اذا نسي النسيان هو ذهول القلب عن امر معلوم. فاذا نسي الانسان وهو صائم فاكل ناسيا او شرب ناسيا فليتم صومه. هذا امر باتمام الصوم. وهذا الامر للوجوب فيما اذا كان الصيام واجبا والاستحباب فيما اذا كان الصيام مستحبا فمثلا لو ان شخصا كان صائما صوم فرض فاكل ناسيا او شرب ناسيا فان الواجب عليه ان يتم صيامه والا يقطع صيامه لانه معذور في ذلك. واما اذا كان الصيام مستحبا فمن المعلوم ان التطوع بالصيام لا يجب فان شاء اتم صومه وان شاء افطر. قال فانما اطعمه الله وسقاه. نسب الاطعام والاسقاء الى الله تعالى لان هذا الامر بغير اختيار من الانسان. ففي هذا الحديث دليل على مسائل منها اولا ان النسيان من طبيعة البشر فمن طبيعة البشر انهم ينسون. واذا كان افضل الخلق وسيد الخلق عليه الصلاة والسلام يقول انما انا بشر مثلكم انسى كما تنسون فاذا نسيت فذكروني. ومنها ايضا ان من نسي وهو صائم فاكل او شرب او افطر حتى بغير الاكل والشرب كما في رواية فان فان المشروع له ان يتم صومه وفيه على ان الانسان اذا نسي واكل او شرب فان ثوابه واجره لا ينقص لانه قال يتم صومه يعني ان صيامه تام لم يحصل له نقص ولم يحصل فيه خلل. ولكن الواجب على الانسان الصائم اذا اكل او شرب ناسيا الواجب عليه متى ذكر او ذكر فان الواجب عليه ان يكف فلو فرض عنا شخصا شرب ماء ناسيا او اكل ناسيا ثم ذكر فيجب عليه ان يكف عن الاكل والشرب وان يلفظ ما في من طعام او شراب ويجب ايضا على من رأى شخصا يأكل او يشرب ان ينبه وان يذكره. ولا يقول هذا رزق ساقه الله عز وجل اليه لانه هو معذور بالنسيان. لكنك لست معذورا بوجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. فاذا قدر انك رأيت شخص في نهار رمضان او في غيره وتعلم انه صائم فان الواجب عليك ان تذكره ان تذكره لان هذا من التعاون على البر والتقوى وقد قال الله عز وجل وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ولا تقل دعه يأكل ويشرب وهذا رزق ساقه الله اليه لانه هو كما سبق معذور وغير مؤاخذ بهذا العمل لانه بغير اختيار منه لكنك لست في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد