الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الحديث العاشر من احاديث كتاب الاربعين الايمانية وهو تحت عنوان كمال الايمان موجب للنجاة ونقصانه عرظة للعقوبة هذا العنوان اوردت تحته حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه وكان شهد بدرا وهو احد النقباء ليلة العقبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من اصحابه بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم وارجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فاجره على الله ومن اصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن اصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو الى الله ان شاء عفا عنه وان شاء عاقبه فبايعناه على ذلك متفق عليه هذا الحديث الذي عنوانه كمال الايمان موجب للنجاة ونقصانه عرظة للعقوبة هذا الحديث دليل على صحة معتقد اهل السنة والجماعة وهو ان الايمان ينقسموا الى ايمانا كامل وايمان ناقص كما ان الايمان في اصله ايمان مقبول وايمان مردود الايمان المقبول هو ايمان المسلم والايمان المردود هو الايمان المبعض او الايمان المنتقاه او الايمان اليهودي او النصراني الذي قال الله عز وجل عنهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فمتى ما امن الانسان ببعض وكفر ببعض اقر ببعض الشرع وانكر البعض الاخر فانه لا يكون مؤمنا اذا الايمان اما ان يكون ايمانا مقبولا واما ان يكون ايمانا مردودا فمن الناس من يقول كما قال الله عز وجل ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين فهذا ايمان مردود وايمان اهل النفاق الذي هو على هواهم والايمان المقبول عند الله جل وعلا هو الذي ينقسم الى قسمين ايمان يسمى الايمان الكامل واهله خلصوا خلصوا المؤمنين واهله هم المتقون ومن اتى بكمال الايمان فانه يستوجب النجاة من النار ابتداء ومستوجب لدخول الجنة ابتداء واما من اتى بالايمان الناقص فانه يعرض نفسه للعقوبة ومعنى التعريض للعقوبة انه تحت المشيئة كما قال الله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فلما قال يغفر ثم قال لمن يشاء علمنا انه تحت المشيئة فهو معرض ان شاء عفا عنه وان شاء عذبه وهو نص حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه وهذا الحديث ايها الاخوة حافز لنا ومشجع لنا على ان نجتهد حتى نحصل الايمان الكامل لان ذلك موجب للنجاة وان نحذر من منغصات الايمان او منقصات الايمان لان ذلك لان ذلك سبب من اسباب العقوبات عبادة بن الصامت رضي الله عنه يقول الراوي عنه وكان شهد بدرا وانتم تعلمون ان شهداء الذين شهدوا بدرا من الصحابة هم اهل الايمان الكمل بشهادة من بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم وبشهادة القرآن اذ التقى الجمعان جمع الايمان وجمع الكفر والنبي صلى الله عليه وسلم قال لعبدي حاطب لما قال ليدخلن حاطب النار قال كذبت لا يدخل النار رجل شهد بدرا اه معنى هذا الكلام ان اهل الايمان الكمل اهل الايمان الواجب ليس من صميم انتبهوا الان ليس من صميم ايمانهم الذي به يستحقون النجاة ان لا يقع ان لا تقع منهم المعاصي الا يقع منهم الذنب قد يقع منهم الذنب قد تقع منهم المعاصي لكن الفرق بين اصحاب الايمان الكامل وبين اصحاب الايمان الناقص ان اهل الايمان الكمل اذا وقع منهم ام ابوا ورجعوا وتابوا ولا يستمرئون ولا يستأخرون ولا يسوفون واما اهل الايمان الناقص فانهم يسوفون وربما يصرون على الذنوب والمعاصي هذا الرجل شهد بدرا فكان احد اهل الايمان الكمل بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو علاوة على هذه الفظيلة احد النقباء ليلة العقبة احد النقباء ليلة العقبة والمقصود بالنقباء جمع نقيب ونقيب القوم مقدمهم وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد الهجرة من مكة الى المدينة طلب من اهل المدينة ان يأتوا ليلا عند العقبة التي هي جمرة العقبة الكبرى اليوم وان يختاروا منهم نقباء فاختاروا نقباء وكل واحد من النقباء هو عن عشيرته هو عن قبيلته نائب فبايعهم النبي صلى الله عليه وسلم على الحماية وعلى الحفظ حفظ النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين وعلى الدفاع عنهم وعلى قسمة الارظ والمال بينهم وبين المهاجرين يقول عبادة ابن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من اصحابه اصابة يعني جماعة وهذا فيه فائدة علمية وهي ان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ربما قال الشيء امام جماعة من الناس وهؤلاء الجماعة هم الذين يبلغون هذا الشيء للاخرين فليس من اللازم ان كل ما يبلغه النبي صلى الله عليه وسلم لابد ان يبلغه لجميع الامة وانما هو ملزم بالبلاغ فان حصل البلاغ بايصال الحكم للبعض لزم البعض ايصاله للبعض الاخر قال وحوله عصابة من اصحابه بايعوني هذه الكلمة عجيبة لماذا طلب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم منهم المبايع وقد سبق وان بايعهم في العقبة ثم بايعهم في بدر ثم الان جالس في المدينة ويقول لهم بايعوني وقد جاء في حديث سلمة بن الاكوع في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة اه الحديبية قال بايعني يا سلمة قال بايعتك يا رسول الله في اول الناس قال بايعني قال قمت فبايعته قال ثم بايعه الناس فقال يا سلمة قم بايعني قال يا رسول الله قد بايعتك في اول الناس واوسط الناس قال قم فبايعني قال فقمت فبايعته يستفاد من هذا الحديث جواز ان ولي الامر ان يكرر المبايعة لبعض القادة والرؤساء المرة بعد المرة ويذكرهم بالله جل وعلا لاسيما من يكونون على نوع ولاية نوع ولاية وامارة لان تذكيرهم بالسمع والطاعة وتذكيرهم بالمبايعة هو تذكير بالعهد الذي بينهم وبينه فلذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايع الصحابة رظوان الله تعالى عليهم مبايعات عامة ويبايعهم مبايعات خاصة فهؤلاء العصابة من المسلمين بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مبايعة خاصة قال بايعوني وهذا فيه دلالة على جواز تكرار البيعة المرة بعد المرة وعلى الشيء تلو الاخرى هذا ما هو بعظ الناس اليوم يقول خلاص انا اقسمت يوم اني تخرجت من الكلية انا اقسمت خلاص يكفي لا ينبغي ان يكرر هذا القسم عند كل حادث جلل كما فعله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال بايعوني ماذا كانت المبايعة هذه الخاصة هذه المبايعة كانت على بيعة النساء تسمى ببيعة النساء وهي التي وردت في اخر سورة الممتحنة قال الله عز وجل يا ايها النبي اذا جاءك المؤمنات يبايعنك على الا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنينه ولا يقتلن ولا يأتين ببهتان ولا يقتلن اولادهن ولا يأتين ولا يأتيني بهتان يفترينه بين ايديهن وارجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم فالنبي صلى الله عليه وسلم استعمل واستخدم هذه البيعة مع عصابة من اصحابه رضوان الله تعالى عليه قال بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا وهذه المبايعة عظيمة عهد انك لا تشرك وهذا مثله مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم لعموم امته قال لا تشرك بالله شيئا وان قطعت اربا اربا ما ينبغي للانسان ان يشرك بالله عز وجل شرك امر عظيم كما جاء في حديث سلمان الفارسي قال مر رجلان على صنم لا يجوزه احد حتى يقدموا له قربانا. قربان للصنم فقالوا للاخر قرب لهذا الصنم لنتركك تتجاوز قال ما عندي شيء اقرب قال قرب ولو ذبابا فقرب ذبابة فخلوا سبيله فمات فدخل النار وقالوا للاخر قرب انا ما كنت لاقرب شيئا لغير الله القربان ممنوع لغير الله عز وجل فقالوا له قرب والا ظربنا عنقك. قال لا اقرب شيئا لغير الله فظربوا عنقه فدخل الجنة لا ينبغي للانسان ان يستسهل امر الشرك الشرك اخطر شيء في الوجود اكمل شيء في الوجود واحسنه واظبطه واعظمه التوحيد واخطر شيء في الوجود الشرك ولهذا تجد ان ابليس واعوانه اذا رأوا الشرك واقعا في الناس لا يبالون به. يتركونهم وما يفعلون ولا يزالون باهل الاسلام حتى يوقعوهم في الشرك فان امتنعوا منه فلا يزالون في اهل الاسلام حتى يوقعوهم في البدع فان امتنعوا منه فلا يزالون في الاسلام حتى يوقعوهم في المعاصي فان امتنعوا منه فلا يزالون فيها الاسلام حتى يوقعوهم في العجب نسأل الله السلامة والعافية فينبغي على المسلم ان يدرك ان الشرك كما قال الحكيم لقمان ان الشرك لظلم عظيم لذلك الله لا يغفر ان الله لا يغفر ان يشرك به في موضعين من اية من سورة النساء في موضعين ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء بتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق ولهذا يجب على المسلم ان يعرف ما هو الشرك ليحذره ليبتعد عنه قال بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا وهذه مباية عظيمة يا اخوان معناها لزوم التوحيد استمرارية على التوحيد ولهذا قال النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم لاصحابه بعدما علمهم رباهم زكاهم بايعه من التوحيد قال ما الشرك اخفى عليكم؟ ما الشرك اخشى عليكم ما يخاف الشرك على اصحابه هذا حديث خاص باصحابه ما هو بالامة ولكن اخشى عليكم ان تبسط عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها او قال اخشى عليكم ان ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض يعني تعمل عمل الكفار فهذا امر عظيم قال بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا الشرك بالله صوره في ثلاثة اشياء شرك في الربوبية وهو ان يعتقد انسان ما ان لشيء ما ملك مع الله او تصرف مع الله او شفاعة مع الله فهذه الامور الثلاث او عون مع الله فهذه الامور الثلاث ان يكون هناك احد يعتقد ان لفلان ملك مع الله او فلان عياذا بالله له تصرف مع الله او فلان له شفاعة مع الله بدون اذن ولا قيد ولا شرط كما يشفع اهل الدنيا عند اهل الدنيا فهذه هذا نوع من اخطر انواع الشرك وهو الشرك في الربوبية والنوع الثاني وهو اخطر واكثر شيوعا الشرك في الالوهية وهو صرف العبودية لغير الله تبارك وتعالى صرف شيء او نوع من انواع العبادة لغير الله تبارك وتعالى فمن يذبح لغير الله او يستغيث بغير الله او يستعيذ بغير الله او يستغفر غير الله او يسجد لغير الله او يذكر غير الله على سبيل التعبد او يطوف بغير بيت الله او ينظر لغير الله او يذبح لغير الله فكل هذه انواع من الشرك في الالوهية وهو الذي قال الله فيه قل ان صلاتي لاحظوا الان صلاتي ونسكي هذا متعلق باي انواع التوحيد الالوهية العبادة توحيد الالوهية توحيد العبادة ومحياي ومماتي متعلق بانواع التوحيد الربوبية المتصرف هو الله في حياتنا وفي مماتنا ولذلك يقول بعض مشايخنا كما اننا نستيقن ان المحيي المميت هو الله يجب ان نستيقن ان الصلاة لله والنسك لله لا يجوز ان يصرفهما لغير الله النوع الثالث من انواع الشرك الشرك في الاسماء والصفات وهذا بابه كثير ومنه عياذا بالله تعالى اعتقاد ان هناك احد يستحق اسماء مثل اسماء الله او صفات مثل صفات الله تبارك وتعالى قال بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا الناس يرفعون شعارات لا لكذا ولا لكذا النبي صلى الله عليه وسلم رفع شعار لا للشرك بايع اصحابه على ايش لا للشرك اعظم شيء اليوم مع الاسف لا نجد هذه الكلمة لا نجد هذه الكلمة ابدا لا للمخدرات صح ولا لا لا لكذا ولا لطيب وين لا للشرك هذا ما له وجود ينبغي ان نعرف قيمة التوحيد فخطورة الشرك قال ولا تسرقوا. هذه البيعة الثانية. او الامر الثاني ومعنى لا تسرقوا يدخل فيه السرقة بالمعنى الاصطلاحي ويدخل فيه السرقة بالمعنى اللغوي فيدخل فيه الاختلاس فان الاختلاس من بيت مال المسلمين وان لم يسميه الفقهاء سرقة فهو نوع سرقة في اللغة وان كان صاحبه لا يستحق قطع اليد. وانما يستحق على ذلك التعزير. لكنه في اللغة هو سرقة ولذلك لا بد ان نفرق بين ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من السرقة وبين ما يقام عليه الحد من السرقة فرق بين الامرين فالسرقة بجميع انواعها محرمة واما كونه قاطع قطع اليد يكون على نوع خاص من السرقات فهذا شيء اخر قال ولا تسرقوا ولا تزنوا والزنا هنا محرمة وهي كبيرة من كبائر الذنوب عافانا الله واياكم من ذرياتنا وحفظ الله لنا ولكم عوراتنا وحفظ الله لنا ولكم اهلينا هذه من الكبائر الخطيرة يقول الله جل وعلا ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وسعى سبيلا الزين امره خطير كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لذاك الرجل اترظاه لامك؟ قال لا اترظاه لابنتك؟ قال لا اترظاه لاختك؟ قال لا اترضاه لعمتك لخالتك؟ قال لا قال فكذلك الناس يجب على الانسان ان يتأمل هذا امر خطير يا اخوة قال ولا تزنوا والعجب كل العجب ممن يرتكب هذه الفاحشة او السرقة ويختلي عن انظار الناس وهو لا يقدر ان يختفي عن نظر الله تبارك وتعالى يخفي نفسه عن سمع الناس وهو لا يستطيع ان يخفي نفسه عن سمع الله تبارك وتعالى قال ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم هنا مسألة اصولية مهمة جدا وهي ان النهي عن الشيء نهي عن اسبابه النهي عن الشيء نهي عن اسبابه فاذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السرقة معنى هذا انه يجب عليك انت ان تعمل لتعيل اهلك حتى لا تحتاج الى السرقة لا تزنوا معناها يجب عليك الا تنظر النظر الحرام ان لا تسمع السمع الحرام الا تكتب شيئا حرام فان ذلك من الابواب المؤدية الى الزنا ولا تقتلوا اولادكم القتل كله محرم ولكن هنا فائدة ذكرها بعض العلماء وهي ان المحرمات من جنس واحد يختلف في درجتها فالزنى كله محرم وكبيرة من كبائر الذنوب لكن الزنا بالجارة اعظم كبيرة والزنا بالمحارم اعظم جرما والزنا بزوجة الغاز اعظم اثما دلنا هذا على ان الاثام والذنوب من جنس واحد متفاوتة مثل هذا الان القتل. القتل كله محرم لكن ان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك اخطر اعظم لان فيه قتلا وفيه تضجرا على القدر وفيه عدم يقين بان الرزق من الله تبارك وتعالى ولذلك جاء في القرآن الكريم في موضعين النهي عن قتل الاولاد ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم نرزقكم واياهم الرزق كله على الله جل وعلا لا يأتي انسان الا ومعه رزقه ابدا لا يمكن لابد الانسان ان يتيقن من هذا لا يأتي انسان الا ومعه رزقه بسفرة هذه التي كانت قبل شهر او اكثر الى طلاب العلم في تركيا حدثني رجل من اه بلاد اوزباكستان يقول كنت طالبا في الازهر يدرس يقول وحملت زوجتي ابن وكنت كثير الخوف لان راتبي جنيهات لا يتجاوز المئة يقول الان تكاليف المستشفى وتكاليف كذا وتكاليف كذا وتكاليف كذا يقول فاصبحت في حياء لكن لم اجد الا اليقين لاني كلما تذكرت تسويفاتي ابليس وتخويفات ابليس تذكرت هذه الاية نحن نرزقكم واياهم نحن نرزقهم واياكم يقول وكنت ادعو الله تبارك وتعالى قال فلما وضعت المولود يقول جاءني رجل لا اعرفه ها يقول لا اعرف جاء الرجل واذا به راكب مرسيدس شبح يفتح السيارة ويأتي وينزل حاجات من السيارة ما عمري يقول مكثت سنتين في مصر ما اكلتها سنتين يقول ما اكلتها هذا كله في يوم الولادة يقول واعطاني مبلغ من المال بالمئات ما كنت احلم بها يقول فازددت يقينا لخبر الله نحن نرزقهم واياكم نحن نرزقكم واياهم لابد الانسان ان يستيقظ يأتي الانسان ومعه رزق. رزق قل او كثر قال النبي صلى الله عليه وسلم ولا تقتلوا اولادكم كان الجاهلون يقتلون اولادهم لسببين السبب الاول خشية المشاركة في الرزق لا سيما الاناث والسبب الثاني والسبب الثاني وهو خاص بالاناث خشية العار قشة العاب لماذا يقتلون الاناث خشية العار لماذا يقتلون الاولاد الذكور خشية الفقر والنبي صلى الله عليه وسلم نهى ولا تقتلوا اولادكم قال بعض العلماء ان قتل الاولاد يدخل فيه ما يسميه الاصوليون بالسبب غير المباشرة لا تتسببوا في قتل اولادكم كيف يتسبب الانسان في قتل ولده لا يربيه تربية حسنة يصير انتحاري بعدين لا يسر يربيه تربية صحيحة بعد ذلك يصبح مفجر عياذا بالله تبارك وتعالى قال بعض العلماء ولا تقتلوا اولادكم يدخل فيه الوأد الخفي وما هو الوأد الخفي قال الوأد الخفي هو العزل ولكن الصحيح ان العزل جائز لحديث جابر رضي الله عنه قال كنا نعزل والقرآن ينزل ولو كان شيء ينهى عنه لنهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال في المبايعة على الامر الخامس ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم وارجلكم هذه الجملة في الاية فسرها العلماء بان المرأة تنجب ولدا ليس من زوجها وبعلها ثم تقول انه ولده طيب بالنسبة للرجال ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم وارجلكم قال بعض العلماء ان المراد بهذا ايضا هو ان الرجل يدعي ابنا ليس له فيفتري انه من بين يديه ومن بين رجليه وهو ليس منه وهو يعلم ان هذا ليس ابني فينسبه الى نفسه ولكن الصواب في الاية والصواب في الحديث ان المقصود بالبهتان الذي يفتريه الناس بين ايديهم وارجلهم اعم من ذلك يدخل فيه كل كذب سواء كان الكذب في انتساب الولد الى نفسه او انتساب الولد الى زوجته او كان الكذب على الناس او كان الكذب في اي شيء في الاموال في الاعراض بالانفس كل هذا يدخل في كلمة البهتان ولا تأتون تأتوا ببهتان تفترونه. البهتان معناه الكذب المختلق النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له يا رسول الله ارأيت الرجل يكون فيه ما نقول قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته. اذا معنى البهتان هو ان تقول شيئا ليس موجودا ثم قال تفترونه ومعنى الافتراء اي ايجاد هذا الكذب الذي لا اصل له ومعنى الافتراء اصطناعه قال تفترونه بين ايديكم بين ايديكم يعني تقولونها قدامكم هكذا امامكم وارجلكم يقول الرجل انا برجليني رحت وسويت وانا مشيت وما لا سوى ولا مشى او يقول انا سويت كذا وكذا قبل يومين او بعد يومين راح اسوي كذا وكذا وما راح يسوي هذا كله من البهتان قال ولا تعصوا في معروف لا تعصوا في معروف هذه المبايعة السادسة على الامر السادس وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم طلب من اصحابه الا يعصوا في معروف هنا الان سؤال هل النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم يأمرهم بغير المعروف ما يمكن اذا ما معنى قوله ولا تعصوا في معروف قال العلماء انما خرج الحديث مخرج البيان وهو ان هذه البيعة لازمة لكم حتى اين انا مت فان امرتم بشيء فلا تعصوا ما دام انه في معروف من قبل امرائكم خلفائكم وحكامكم ولا تعصوا في معروف ذكر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هذه الامور الستة يقول العلماء انه ليس من المقصود من هذه الامور الستة اعيانها لان المناهي الشرعية ليست محصورة في هذه الامور الستة وانما المقصود من هذه الامور الستة الاشارة الى مثيلاتها الاشارة الى اذا الا تشرك اذا لا تكفر لا تنافق واضح طيب لا تسرق لا تغل يدخل معه ها لا تغش لا تخادع وهكذا كل واحدة من هذه انما هي فيها الاشارة النص عليها بعينها والاشارة بدلالة عدم الحصر الى مثيلاتها ثم قال صلى الله عليه وسلم فمن وفى منكم فاجره على الله تأملوا هذا الكمال الان وفا فحافظ على هذه البيعة ولازمها فلم يقع منه هذه المحرمات دلنا على انه اجره على الله جل وعلا. ثوابه عند الله تبارك وتعالى ومن اصاب من ذلك شيئا الان نأتي الى القسم الثاني لان الناس الذين على هذا الحال هم على قسمين قسم منهم ادركوا هذه المحرمات فامتثلوها وقسم منهم ادركوا هذه المحرمات وارتكبوها وركبوها ولم يبالوا بها قال صلى الله عليه وسلم ومن اصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له هذه المسألة مهمة كبائر الذنوب التي فعلها يفعلها الانسان اذا عوقب عليها في الدنيا وهو كفارة له ما عقوبة الشرك بعد الاسلام التوبة طيب وما العقوبة المترتبة على الردة القتل طيب واذا قتل على الردة هل هذه كفارة له؟ الجواب لا فخرج الحديث ومن اصاب من ذلك شيئا خرج اسم الاشارة الى المجموع لا الى الكل المجموع من حيث العموم لها كفارات لها عقوبات وبعضها عقوباتها كفارة لها اما الردة فان قتل المرتد ليس كفارة لردته. وانما تخليص للامة من شره قال ومن اصاب من ذلك شيئا يعني سرق فقطع زنا جلد ان كان اه ان كان ايش؟ غير موجود. غير محصن غير متزوج او يرجم ان كان محصنا او قتل فقتل او عصى الامير فزجر عزر قال ومن اصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له هذه اللفظة يقول عنها العلماء الحدود كفارات الحدود كفارات هذه قاعدة مهمة جدا ما معنى الحدود كفارات هل معناها على الاطلاق او على التقييد الصواب الحدود كفارات فيما يتعلق في حق الله جل وعلا اما حق الادميين فان الحدود لا تكفر حق الادميين ولنظرب على هذا مثلين المثال الاول لو ان رجلا سرق من انسان اخر خمسين الف دينار فاخذ فقطعت يده فهذه قطع اليد كفارة فيما يتعلق بينه وبين الله وزجر لمن حوله من اهل المجتمع واما بالنسبة لخمسين الف يلزم بارجاعها هذا هو الصحيح من اقوال اهل العلم لو ان رجلا قتل انسانا ظلما فجاء ورثة المقتول فطلب القصاص فقتل هذا القتل بالنسبة له كفارة له فيما يتعلق بينه وبين الله اما حق المقتول فيبقى حق المقتول فيبقى يأتي يوم القيامة كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يأتي المقتول يوم القيامة ورأسه يخرج منه الدم ويقول يا ربي سل هذا فيما قتلني فهذا امر خطير وهكذا الزنا لو ان رجلا زنا ثم او اقيم عليه الحد فان الحج كفارة له والتوبة تجبر ما قبلها. يبقى حق العبد فلنفرض الان ان هذه المرأة كان لها زوج او له اب او لها اب او اخ او اخت انتهك عرضهم اين يذهب حق هؤلاء؟ لا يضيع عند الله شيء حقوق الادميين ايها الاخوة امرها عظيم عند الله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اول ما يقضى بين العباد الدماء لانه اعظم حقوق للادميين واول ما يقضى بين العباد الصلاة بالنسبة لحقوق الله تبارك وتعالى فالنبي صلى الله عليه وسلم لما قال فعوقب في الدنيا فهو كفارة له يعني كفارة له فيما يتعلق من حقوق الله عز وجل ومن اصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو الى الله ان شاء عفا عنه وان شاء عاقبه هذه اللفظة تدل على ان الانسان اذا فعل ذنبا ثم ستر الله عليه ثم ستر الله عليه فتاب فهذا الى الله تبارك وتعالى ان شاء عفا عن وان شاء عاقبه اما المصر على الذنب اذا مات فهذا لا شك ان الله تبارك وتعالى يعاقبه يعاقبه في حق الادميين واما حقه جل وعلا فهذا يرجع الى الله سبحانه وتعالى. هنا قال ومن اصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله الله فهو الى الله ان شاء عفا عنه فيما يتعلق بحقه وان شاء عاقبه فيما يتعلق بحقه اذا لم يكن تائبا ان كان تائبا ان شاء عفا عنه وان شاع عاقبه فيما يتعلق بحق الادميين فان الادميين اذا طلبوا حقهم فالله جل وعلا اما ان يقولوا لهم خذوا من حسناته انه ما في شيء اخر ما في دنانير ولا دراج خذوا من حسناته او ضعوا عليه من سيئاتكم واما ان الله جل وعلا يكون له اعمال حسنة فاق بها نال بها رضا الله يرظي الله تبارك وتعالى خصومه من فحينئذ يعفو الله تبارك وتعالى عنه قال عبادة فبايعناه على ذلك ولهذا ايها الاخوة ينبغي على الانسان ان يعاهد نفسه على انه لا يفعل هذه المحرمات البتة وان يحذر منها قطعا ودوما حتى يميته الله تبارك وتعالى وهو راض عنه. نسأل الله جل وعلا ان يتوفانا على وان يحييني على رضاه وان يميتني على رضاه. وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين