بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم واغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتاب بلوغ في كتاب الحج باب الاحرام وما يتعلق به عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ما اهل رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من عند مسجد متفق عليه وان خلاد النسائب عن ابيه رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتاني جبريل فامرني ان امر اصحابه ان يرفعوا اصواتهم بالاهلال. رواه الخمسة وصححه الترمذي وابن حبان. عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم تجرد لاهله واغتسل رواه الترمذي وحسنه. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى باب الاحرام. الاحرام هو نية الدخول في النسك يعني انه ينوي انه دخل في النسك من حج او عمرة. وليس الاحرام نية ان يحج او نية ان يعتمر او ان يلبس ملابس الاحرام بل هو نية الدخول في النسك. يعني ان ينوي انه دخل في نسك العمرة او في نسك الحج. وانه حرم عليه ما كان حلالا له قبل احرامه. ثم ذكر الاحاديث في هذا الباب الحديث الاول حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال ما اهل رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من عند المسجد يعني مسجد ذي الحليفة وقول ما اهل الاهلال هو رفع الصوت بالتلبية. فهذا الحديث يدل على ان الرسول صلى الله عليه وسلم لبى ودخل في النسك عند المسجد يعني عند مسجد الحليفة بعد ان فرغ من جميع شؤونه وقد جاء في حديث جابر رضي الله عنه وفي حديث ابن عباس انه اهل بعدما ركب واستوت به ناقته على البيداء ولا منافاة بين الاحاديث فان النبي صلى الله عليه وسلم اهل واحرم عند المسجد. ولما ركب ناقته ودابته رفع ايضا صوته واهل بالتوحيد. فلا منافاة بينهما فيكون ابتداء الاحرام عند المسجد. ولم ما ركب كرر هذه التلبية التي هي الدعوة الى توحيد الله عز وجل. لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك والمشروع الانسان الا يحرم ويدخل في النسك الا اذا فرغ من جميع اموره وشؤونه لانه فما تعجل في الاحرام فنسي ان يتطيب او نسي ان يقلم اظفاره اذا كان يحتاج الى ذلك فيكون هذا الاحرام مانعا له من الانتفاع قضاء حاجته قبل احرامه. اما الحديث الثاني حديث خلاد رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اتاني جبريل فامرني ان امر اصحابي ان يرفعوا اصواتهم بالاهلال يعني بالتلبية. فهذا الحديث يدل على مشروعية التلبية. ومشروعية الاكثار منها ومشروعية في رفع الصوت بها وذلك اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه. ولان اظهارها ورفع الصوت بها من تعظيم شعائر الله وحرماته. وقد قال الله تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب وقال تعالى ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. ولان رفع الصوت بالتلبية شعار النسك القوري لان النسك له شعران شعار قولي وشعار فعلي. فالشعار القولي هو التلبية ورفع الصوت بها والشعار الفعلي ان يلبس ملابس الاحرام. اما الحديث الثالث حديث ابن ثابت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم تجرد لاهلاله واغتسل. تجرد يعني خلع ملابسه المعتادة من ازار ورداء ونحوه واغتسل واطلق الغسل والغسل اذا اطلق فهو كصفة غسل الجنابة. فكل كل غسل ورد في الكتاب والسنة لم تبين صفته فصفته كصفة غسل الجنابة. فدل هذا الحديث على مسائل منها مشروعية التجرد من الملابس عند الاحرام. فالمشروع اذا اراد ان يحرم ان يتجرد من ملابسه. لا ان يحرم ثم يتجرد بل يكون التجرد سابقا على لبس ملابس الاحرام وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد مشروعية الاغتسال عند الاحرام. وهذا الاغتسال مشروع لكل من اراد النسك من ذكر او انثى من حائض ونفساء وغيرهما. ولهذا امر النبي صلى الله او ارشد النبي صلى الله عليه وسلم بنت عميس فقال لها اغتسلي واستثري بثوب واحرمي. لما نفست والاغسال المشروعة في الحج ثلاثة اقسام. الاول الغسل عند الاحرام. كما في هذا الحديث. والثاني الغسل عند دخول مكة كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقدم مكة الا بات بريقه واغتسل. والثالث الغسل ليوم عرفة. فهذه هي الاقسال الثلاثة المشروعة. وما سواها ان فعله الانسان فهو جائز لكن لا يتعبد لله عز وجل به مع انه لم يرد. لان العبادات مبناها على والمنع والحظر. قال الله تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. وقال النبي صلى الله عليه من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وقال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. فعلى المؤمن ان يحرص على التقيد بما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ففي اتباعهما الخير والفلاح والفوز في الدنيا والاخرة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد