تسمى ملك الاملاك زاد زاد مسلم في روايته لا مالك الا الله عز وجل وفي سنن ابي داود وغيره عن ابي شريح رضي الله عنه انه كان يكنى ابا الحكم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال المؤلف وفقه الله تعالى تقسيم اسماء الله من حيث الدلالة. ان من القواعد المفيدة في باب فهم الاسماء الحسنى انها من حيث دلالتها تنقسم الى قسمين القسم الاول ما دل على صفة متعدية والفعل المتعدي هو ما يتعدى اثره فاعله ويتجاوزه الى المفعول به ولذا يقال له الفعل المجاوز وما كان من الاسماء كذلك فانه يتضمن ثلاثة امور الاول ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل. الثاني ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل الثالث ثبوت حكمها ومقتضاها مثال ذلك السميع يتضمن اثبات السميع اسما لله تعالى. واثبات السمع صفة له. واثبات حكم بذلك ومقتضاه وهو انه يسمع السر والنجوى كما قال تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تهاوركما ان الله سميع بصير وكذلك اسمه الرحيم يتضمن اثبات الرحيم اسما لله تعالى. والرحمة صفة له واثبات حكم ذلك ومقتضاه وهو انه يرحم من يشاء وهكذا يقال في جميع الاسماء التي من هذا النوع كالغفور والرزاق والكريم والبصير والبارئ والخالق والمصور والحفيظ والرب والقيوم والرؤوف والفتاح والعفو واللطيف القسم الثاني ما دل على صفة لازمة وهو ما لا يتعدى اثره فاعله ولا يتجاوزه الى المفعول به. ولذا يقال لغو الفعل غير المجاوز وما كان من الاسماء كذلك فانه يتضمن امرين. الاول ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل. الثاني ثبوت التي تضمنها لله عز وجل مثال ذلك الحي يتضمن اثبات الحي اسما لله عز وجل. واثبات الحياة صفة له. وكذلك العظيم يتضمن اثبات العظيم اسما لله عز وجل واثبات العظمة صفة له وهكذا يقال في جميع الاسماء التي من هذا النوع كالعلي والاول والاخر والظاهر والباطن والاحد القوي والمتين قال ابن القيم رحمه الله في سياق تقريره لهذا القاعدة الاسم اذا اطلق عليه جاز جاز ان يشتق منه مصدر الفعل فيخبر فيخبر به عنه فعلا ومصدرا نحو السميع البصير القدير يطلق عليه منه السمع والبصر والقدرة. ويخبر عنه بالافعال من ذلك نحو قد سمع الله فقدرنا فنعم قادرون هذا ان كان الفعل متعديا فان كان لازما لم يخبر عنه به نحو الحي. بل يطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل فلا يقال حيا ومن القواعد المفيدة في فقه الاسماء الحسنى ان الاسم من اسمائه سبحانه له ثلاث دلالات. دلالة على والصفة بالمطابقة ودلالة على احدهما بالتضمن ودلالة على الصفة الاخرى باللزوم تسمي الحي مثلا فانه دال على الذات وعلى صفة الحياة بالمطابقة. ودال على الذات وحدها وعلى صفة الحياة وحدها بالتضمن ودال على القدرة والسمع والبصر والعلم وغيرها من الصفات باللزوم ودلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على كامل معناه ودلالة التضمن هي دلالة اللفظ على بعض معناه. ودلالة اللزوم هي دلالة اللفظ على امر خارج ومن القواعد المفيدة ايضا في هذا الباب ان اسماء الله الحسنى كلها مختصة بالله عز وجل فاظافتها اليه تعني اختصاصه بها فله سبحانه الكمال المطلق لا شريك له ولا سمي له ولا مثيل تعالى الله عن ذلك يدل لذلك قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى وقوله له الاسماء الحسنى الجار والمجرور يفيد القصر اي قصر كمال الحسن الثابت لاسمائه سبحانه عليه اما حكم تسمية البشر باسماء الله فامر في هذا فالامر فالامر في هذا يكون على وجهين الاول ما كان من اسماء الله على من مختصا به سبحانه وتعالى. كلفظ الجلالة الله والخالق والبارئ والقيوم. فلا فلا يجوز تسمية غيره به لان مسماه معين لا يقبل الشركة. فالله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. والرحمن يدل على كمال رحمة الله التي وسعت كل شيء وهو بكثرة استعماله صار علما بالغلبة عليه سبحانه مختصا به. والخالق من يوجد على غير مثال سابق والبارئ من يوجد الشيء بريئا من العين. وذلك لا يكون الا من الله وحده. فلا يسمى به الا الله تعالى والقيوم هو المستغني بنفسه عن غيره. المفتقر اليه كل من سواه. وذلك مختص بالله فهذا النوع من الاسماء يمتنع تسمية غيره بشيء منها. الثاني ما كان من الاسماء له معنى كل تتفاوت فيه افراده كالملك والعزيز والجبار والمتكبر فيجوز غيره بها فقد سمى الله نفسه بهذه الاسماء وسمى بعض عباده بها. لقوله تعالى قالت امرأة عزيز وقوله كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ولا يلزم من ذلك التماثل لان الاظافة تقتضي التخصيص فما يضاف الى الله منها يخصه ويليق به سبحانه وبجلاله وكماله وما يضاف منها الى المخلوق فعلى معنى خاص يليق بالمخلوق وبنقصه وضعفه فهذا صواب القول في هذه المسألة. قال ابن كثير رحمه الله والحاصل ان من اسمائه تعالى ما يسمى به ومنها ما لا يسمى به غيره كاسم الله والرحمن والخالق والرزاق ونحو ذلك ومما يلتحق بهذا ان الواجب تجاه اسماء الله احترامها ومراعاة الادب نحوها ومن هذا الاحترام الا يسمى احد باسم فيه نوع مشاركة لله في في اسمائه كقاضي القضاة وملك الملوك وحاكم الحكام ونحوها حفظا للتوحيد وصيانة لجناب الله وصفاته. ودفعا مسائل الشرك وسدا لمنافذه ففي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان اخنع اسم عند الله رجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم واليه الحكم. فقال ان قومي اذا اختلفوا في بشيء اتوني فحكمت بينهم. فرضي كلا الفريقين. فقال ما احسن هذا فما لك من الولد قال شريح ومسلم وعبدالله. قال فمن اكبرهم؟ قال شريح. قال فانت ابو شريح فارشده صلى الله عليه وسلم الى تغيير كنيته مراعاة للادب في حق اسماء الله ولو لم تقصد المشاة بركة ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يوفقنا لكل خير اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا بنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه