بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس العاشر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس مبارك من دروس التوحيد وضيف هذا الدرس كالمعتاد هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا اللقاء. حياكم الله وبارك فيكم اه في الدرس السابق فضيلة الشيخ حفظكم الله. تناولتم اه عنوان الباب باب الخوف من الشرك. واليوم اه هل الايات المباركات والحديث عنها في هذا الباب قال الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم هذه الاية التي ذكرها الشيخ في اول باب الخوف من الشرك هي قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من يشرك بالله فقد ضل ضلالا مبينا وفي الاية الاخرى فقد ظل ظلالا بعيدا وجه المطابقة بين هذه الاية والترجمة الخوف من الشرك نعم اذا كان الشرك لا يغفره الله مع ان رحمة الله واسعة ومغفرته واسعة فالمشرك لا تسعه لا تسعه الرحمة ولا تسعه الرجاء النجاة من النار اذا مات على ذلك انه من يشرك بالله قد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار والله لا يغفر الشرك وما دام الله لا يغفر الشرك مع انه واسع المغفرة فهذا يعطينا الخوف من الشرك اذا ما هو الشرك الذي هذه خطورته يجب ان نتعلم ما هو الشرك حتى نتجنبه ويجب ان ندرسه للطلبة ونبينه للطلبة ويجب ان نؤلف فيه وننشر لنبين للناس ما هو الشرك لان فيه من يقول الشرك فالشرك هو الشرك في الربوبية فقط. لا تعتقد ان احدا يدبر مع الله ويخلق مع الله ويرزق مع الله ولا يقولون الشرك يكون في العبادة الله جل وعلا قال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا الشرك المراد الشرك في العبادة والخوف والمحظور شرك في العبادة ان يدعو غير الله ان يذبح لغير الله ان ينذر لغير الله ان يدعو الموتى والمقبولين ليتمسح بقبورهم يطلب منهم هذا هو الشرك الاكبر لا يغفره الله من مات عليه فليس له طمع لمغفرة الله عز وجل. مع ان الله واسع المغفرة هذا يدل على خطورة الشرك ويدل على الخوف من الشرك انه لا يغفر الله له اذا مات عليه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك من الذنوب ما دون الشرك تحت مشيئة الله نعم وقال الخليل عليه السلام واجنبني وبني ان نعبد الاصنام الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام اتخذ الله إبراهيم خليلا سمي الخليل لان الله اتخذه قليلا والخلة هي اعلى درجات المحبة الله يحب ابراهيم اعلى درجات المحبة لما قدمه بالله من الدعوة والجهاد والصبر والاحتساب هو دعا عليه الصلاة والسلام بهذا الدعاء. رب اجعل هذا البلد امنا. يعني مكة رب اجعل هذا البلد امنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام تعجب إبراهيم الذي كسر الأصنام وألقي في النار بسبب ذلك فأنجاه الله منها يخاف انه يعود الى عبادة الاصنام لان الانسان بشر والقلب بين اصبعين من اصابع الرحمن والمغريات كثيرة ودعاة الضلال كثيرون فالانسان يخاف على نفسه اذا كان ابراهيم خاف على نفسه فدعا الله ان يجنبه عبادة الاصنام ولهذا يقول بعض العلماء من يأمن البلاء بعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام إبراهيم لم يزكي نفسه بل خاف ان يدركه ظلال الشرك وان يزين له الشرك يقع فيه فكيف بنا نحن نعم وفي الحديث اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر فسئل عنه فقال الريا. نعم الشرك نوعان الشرك الاكبر اكبر هذا مثل دعاء غير الله والذبح لغير الله والنذر لغير الله ولا بالحوايج من غير الله عز وجل من الاموات ومن الاضرحة آآ ممن لا يقدر عليها طلبوا ذلك يعتبروا شركا بالله عز وجل وهو الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله عز وجل والنوع الثاني الشرك الاصغر وهو الرياء. الشرك الاصغر يكون بالاقوال ويكون بالنيات يعني يكون ظاهرا على اللسان ويكون في القلب الذي يظهر على اللسان مثل لولا الله وانت ما شاء الله وشئت ومثل الحلف بغير الله عز وجل هذا شرك اصغر في الاقوال يظهر على اللسان واما الشرك الخفي فهو الشرك الذي في القلب وهو الرياء والسمعة هذا خافه الرسول صلى الله عليه وسلم على اصحابه لما حدثهم عن الدجال وخطر الدجال فخافوا من ذلك فصاروا يتحدثون فيه خوفا من ان يدركهم فجاء الرسول صلى الله عليه وسلم ووجدهم يبحثون في هذا قال الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا بلى قال الشرك الاصغر الرياء يقوم الرجل فيصلي ويزين صلاته لما يرى من نظر رجل اليه هذا شرك يبطل العمل لكنه شرك اصغر لا يخرج من الملة اذا كان الرسول خاف الشرك على صحابته الكرام فيهم الخلفاء الراشدون وفيهم اه اصحاب بدر وفيهم المهاجرون والانصار خافه عليهم فكيف نأمن نحن من هذا الشرك فعلى المسلم ان يخلص عمله لله لا يكن فيه نية لغير الله فيخلص عمله يصلح نيته انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى وعليه ان يسأل الله ان يوفقه للاخلاص وان يجنبه الشرك اخوف ما اخاف عليكم الخطاب لمن؟ للصحابة. فكيف بغيرهم؟ الشرك الاصغر. فسأل عنه لان هذا خطير فسألوا عنه ليتجنبوه فسأل عنه قال الرياء يعني من المراءات من المراءات وهذا بالبصر يقوم الرجل فيصلي يزين صلاته لما يرى من نظر رجل اليه يتصدق من اجل ان يمدح يقاتل من اجل ان يقال انه شجاع الى غير ذلك من المقاصد لغير الله عز وجل الحاصل ان اذا كان الرسول تخوف الشرك الاصغر الذي لا يخرج من الملة على صحابته خير الامة وخير القرون فكيف بالشرك الاكبر والعياذ بالله الا يخاف منه اكثر واشد فعلى المسلم ان يتذكر هذا وان يخاف من الشرك وان يسأل الله اولا يتعلم ما هو الشرك حتى يتجنبه لان فيه من يسميه بغير اسمه يسميه توسل توسل بالصالحين يسميه باسماء ما تنفر منه هو شرك لو سمي توسل هو شرك فلا يجوز والاسماء لا تغير الحقائق اللي توسلون بالاوليا والصالحين ويذبحون لهم وينذرون لهم ويقولون ليقربونا الى الله زلفى كما قال اسلافهم ويعبدون من دون الله ما لا يظرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى اقروا انهم يعبدونه قصدنا انهم يقربوننا الى الله زلفى الله جل وعلا انكر عليهم توعدهم يقربون الى الله زلفى الله جل وعلا توعدهم ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار فالمسلم يسأل الله السلامة من الشرك لكن ما يكفي حتى يتعلم ما هو الشرك ويتجنبه نعم شيخ صالح يعني بعض الناس يترك العبادات والسنن الرواتب ويقول انني اخاف من الرياء هذا من الشيطان الانسان لا يترك العمل فليعمل ويخلص لله عز وجل هذا من الشيطان ويجيه يقول لا تصلي مع الجماعة اترك الصلاة الجماعة صل بيتك اخفالك ولا يشوفك احد هذا ادعى للاخلاص فيطيع الشيطان ويصلي ببيته ويترك صلاة الجماعة لا تقم من الليل ولا تتهجد خشية لا تصوم تطوع خشية عليك من الربا هذا من الشيطان ولهذا يقول بعض السلف العمل لاجل الناس شرك وترك العمل من اجل الناس شرك. الانسان يعمل لله ولا ينظر للناس ولا ينظر الى تسويل الشيطان شياطين الانس والجن خاف عليك من الرياء لا لا تظهر للعبادة لا تتصدق لا تعمل كذا وكذا نخاف عليك من الشرك هذا خذلان من الشيطان والعياذ بالله. نعم وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار هذي الخطورة من مات يعني استمر على انه يدعو ندا لله شريكا لله. الند هو الشريك والمثيل يدعو يدعو الاولياء والصالحين من الاموات يدعوهم وهم اموات ويطلب منهم الحوائج من مات على ذلك دخل النار لان الله قال انه من يشرك بالله قد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار فهذا فيه الخوف من الشرك ومن يظمن لنفسه انه يموت على التوحيد من يضمن لنفسه حسن الخاتمة قد صرف كثير من الناس عن التوحيد وماتوا على الشرك بسبب دعاة الضلال ودعاة السوء وباسباب اخرى بسبب الجهل ايضا الواجب على المسلم ان يخاف من الشرك لان لا يموت عليه ويختم له به ولهذا قال صلى الله عليه وسلم من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة هذه الكلمة العظيمة كلمة التوحيد هذا ختم له بالتوحيد اذا مات على هذه الكلمة قد ختم له بالتوحيد فهذا فيه ان المسلم يسأل الله حسن الخاتمة حسن الخاتمة لان الخاتمة بيد الله عز وجل. الله جل وعلا قال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون احرصوا على الثبات على الدين حتى يأتيكم الموت وانتم عليه لا تفرطوا فيه لا تتساهلوا فيه لا تتكاسلوا عنه خشية ان يأتيكم الموت لا تؤجل العمل الى الى المستقبل تقول ان شاء الله اصلي بعدين ان شاء الله اتصدق بعدين بادر العمل قبل فواته لانك لا تدري متى يهجم عليك الموت. نعم ولمسلم عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقي الله وهو لا يشرك به شيئا دخل الجنة. ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار نعم هذا حديث عظيم من مات وهو لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة هذا كما سبق يا ابن ادم لو لقيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة التوحيد مبارك وفيه بركة وخير فاذا تمسك به المسلم ومات عليه سعد سعادة لا يشقى بعدها ابدا. لكن من يضمن لنفسه ذلك؟ الا بالله عز وجل والانسان لا يزكي نفسه وايضا لا يؤخر الاعمال للمستقبل الى غد الى بل يبادر قبل فوات الاوان ويتوب الى الله عز وجل قبل الموت قبل فوات الاوان فان من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة هذا وعد من الله عز وجل دخل الجنة اما من اول وهلة من غير عذاب واما بعد ان يعذبه الله اذا كان عليه ذنوب دون الشرك من الكبائر فان الله قد يعذبه فيها بقدرها ثم يخرجه الى الجنة فمآله الى الجنة اما في البداية واما بالنهاية ولا يخلد في النار الا المشرك والكافر والعياذ بالله. نعم اذا الشيخ صالح هل نقول آآ يعني التوسل بالصالحين من اتخاذ الانداد؟ نعم التوسل على نوعين نعم توسل بمعنى انه يصرف لهم شيء من العبادة. نعم. مثل ما يفعله عباد القبور توسلون بالاولياء والصالحين ويذبحون لهم وينذرون لهم ويعكفون على قبورهم هذا شرك اكبر هذا شرك اكبر وان سماه توسلا. نعم النوع الثاني توسل بالصالحين بمعنى طلب الدعاء بطلب دعائهم له وهم حاضرون ويقدرون على الدعاء هذا لا بأس به لا بأس به النوع الثالث ان ان يتوسل بهم بمعنى انه يطلب منهم البركة ويطلب منهما انهم يقربونه الى الله وانهم وانهم ولكنه لا يصرف لهم شيء من العبادة فهذا بدعة هذا توسل بدعي لا يجوز نعم اذا نختم بسؤال يا فضيلة الشيخ وقد يردنا كثيرا هل كثير الرجال نقول انه من الشرك الاكبر نعم الرياء على قسمين رياء المؤمنين. نعم. قد يدخل على المؤمنين وهو الذي تخوفه الرسول. صلى الله عليه وسلم على اصحابه والنوع الثاني رياء المنافقين. نعم. المنافقين يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا الا قليلا. هذا شرك اكبر والعياذ بالله. نعم جزاكم الله عنا وعن امة الاسلام خير الجزاء على تفضلكم بشرح هذه الدروس المهمة من كتاب التوحيد. يتجدد اللقاء مع فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في هذه الدروس ان شاء الله. وفي الختام تقبلوا تحيات زميلي مهندس الصوت عثمان عن ابن عبدالكريم الجويبر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته