يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين نصيحة عامة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين سلك الله بنا وبهم سبيل عباده المؤمنين واعاذنا واياهم من طريق المغضوب عليهم والضالين. امين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اما بعد فالموجب لهذا هو نصيحتكم ووصيتكم بتقوى الله وترغيبكم فيما ينفعكم في الدنيا والاخرة وتحذيركم مما يضركم في الدنيا والاخرة عملا بقول الله سبحانه في كتابه الكريم وتعاونوا على البر والتقوى. ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. واتقوا الله ان الله شديد العقاب وقوله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم والعصر. ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فامر سبحانه وتعالى بالتعاون على البر والتقوى. وحذر من التعاون على الاثم والعدوان. وتوعد من خالف ذلك بشدة وقال صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ثم امر الله سبحانه عباده ان يردوا ما تنازعوا فيه الى الله والرسول فقال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر العقاب واخبر عز وجل في هذه السورة القصيرة العظيمة ان الناس قسمان خاسرون ورابحون وبين ان الرابحين هم الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فمن استكمل هذه الصفات الاربع فهو من الفائزين بالربح الكامل والسعادة الابدية. والعزة والنجاة في الدنيا والاخرة اه ومن فاته شيء من هذه الصفات فاته من الربح بقدر ما فاته منها. واصابه من الخسران والغبن والفساد بقدر ما معه من التقصير والغفلة اعراضي عما يجب عليه فاتقوا الله عباد الله وتخلقوا باخلاق الرابحين وتواصوا بها بينكم واحذروا صفات الخاسرين واعمال المفسدين. وتعاونوا على تركها وتحذير الناس منها. تفوز بالنجاة والسلامة والعاقبة الحميدة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فمن اهم الامور التي يجب فيها التناصح والتواصي تعظيم كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام تمسكوا بهما ودعوة الناس الى ذلك في جميع الاحوال. لانه لا سعادة للعباد ولا هداية ولا نجاة في الدنيا والاخرة اخيرا الا بتعظيم كتاب الله وسنة نبيه الامين صلى الله عليه وسلم اعتقادا وقولا وعملا استقامة على ذلك والصبر عليه حتى الوفاة. لان الله سبحانه امر عباده بطاعته وبطاعة رسوله وعلق كل خير بذلك وتهدد من عصى الله ورسوله بانواع العذاب والخزي في الدنيا والاخرة قال الله تعالى قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليهما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا. وما على الرسول الا البلاغ المبين وقال تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون وقال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم وقال عز وجل تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدا فيها. وله عذاب مهين ففي هذه الايات المحكمات الامر بطاعة الله ورسوله. والحث على اتباع كتابه المبين وتعليق الهداية والرحمة ودخول الجنات بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتعليق الفتنة والعذاب المهين بمعصية الله ورسوله فاحذروا ايها المسلمون ما حذركم الله منه. وبادروا الى ما امركم به باخلاص وصدق ورغبة ورهبة تفوزوا كل خير وتسلموا من كل شر في الدنيا والاخرة ومن اعظم الطاعة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام التحاكم الى شريعته. والرضا بحكمها والتواصي بذلك والحذر كل الحذر مما يخالفها. عملا بقول الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما اقسم الله سبحانه في هذه الاية الكريمة ان العباد لا يؤمنون حتى يحكموا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم. وينقادوا لحكمه راضين مسلمين من غير كراهة ولا حرج. وهذا يعم مشاكل الدين والدنيا فهو صلى الله عليه وسلم هو الذي يحكم فيها بنفسه في حياته وبسنته بعد وفاته ولا ايمان لمن اعرض عن ذلك او لم يرضى به وقال تعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله فهو سبحانه هو الذي يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه في هذه الدار وذلك بما اوحى الى رسوله صلى الله عليه وسلم من القرآن والسنة وفي يوم القيامة يحكم بين الناس بنفسه عز وجل وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا يأمر الله سبحانه في هذه الاية بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم لان في ذلك خير الدنيا والاخرة. وعز الدنيا والاخرة. والنجاة من عذاب الله يوم القيامة ويأمر بطاعة اولي الامر عطفا على طاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم. من غير ان يعيد العامل. لان اولي الامر انما تجب طاعتهم فيما هو طاعة لله ولرسوله واما ما كان معصية لله ورسوله فلا تجوز طاعة احد من الناس فيه كائنا من كان لقول النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف والرد الى الله هو الرد الى كتابه الكريم والرد الى الرسول هو الرد اليه في حياته عليه الصلاة والسلام والى سنته بعد وفاته ثم قال سبحانه ذلك خير واحسن تأويلا يرشد عباده الى ان رد مشاكلهم كلها الى الله والرسول خير لهم. واحسن عاقبة في العاجل والاجل فانتبهوا رحمكم الله واعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام تفوز بالحياة الطيبة والسعادة الابدية كما قال الله سبحانه من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وان من اقبح السيئات واعظم المنكرات التحاكم الى غير شريعة الله من القوانين الوضعية والنظم البشرية. وعادات الاسلاف والاجداد واحكام الكهنة والسحرة والمنجمين التي قد وقع فيها الكثير من الناس اليوم. وارتضاها بدلا من شريعة الله التي بعث بها رسوله ومحمدا صلى الله عليه وسلم. ولا ريب ان ذلك من اعظم النفاق. ومن اكبر شعائر الكفر والظلم والفسوق واحكام الجاهلية التي ابطلها القرآن. وحذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا وقال تعالى وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا فاعلم ان ما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم. وان كثيرا من الناس لفاسقون افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون وقال عز وجل ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون وهذا تحذير شديد من الله سبحانه لجميع العباد من الاعراض عن كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والتحاكم الى غيرهما وحكم صريح من الرب عز وجل على من حكم بغير شريعته بانه كافر وظالم وفاسق. ومتخلق باخلاق المنافقين واهل الجاهلية والمراد بذلك انه كافر كفرا اكبر. وظلم اكبر وفسق اكبر ان استحل ذلك وان فعله لاهداف اخرى فهو كفر اصغر وظلم اصغر وفسق اصغر عند جمهور اهل العلم روي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة من السلف رضي الله عنهم والله ولي التوفيق فاحذروا ايها المسلمون ما حذركم الله منه وحكموا شريعته في كل شيء واحذروا ما خالفها وتواصوا بذلك فيما بينكم. وعادوا وابغضوا من اعرض عن شريعة الله وتنقصها او استهزأ به وسهل في التحاكم الى غيرها لتفوزوا بكرامة الله وتسلموا من عقاب الله وتؤدوا بذلك ما اوجب الله عليكم من موالاة اوليائه الحاكمين بشريعته. الراضين بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعاداة اعدائه الراغبين عن شريعته. المعرضين عن كتابه وسنة رسوله صلى الله وعليه وسلم والله المسئول ان يهدينا واياكم صراطه المستقيم. وان يعيذنا واياكم من مشابهة الكفار والمنافقين وان ينصر دينه ويخذل اعداءه. انه على كل شيء قدير وصلى الله على عبده ورسوله محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة