وعن عائشة رضي الله عنها قالت جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فاطعمتها ثلاث تمرات فاعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت الى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتها فاشتقت التمرة التي كانت تريد ان تأكلها بينهما. فاعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله قد اوجب لها بها الجنة او اعتقها بها من النار. رواه مسلم وعن ابي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني احرض حق الضعيفين اليتيم والمرأة حديث حسن رواه النسائي باسناد جيد وعم مصعب بن اسعد بن ابي وقاص رضي الله عنهما قال رأى سعد من له فضلا على من دونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل تنصرون وترزقون الا بضعفاءكم. رواه البخاري وهكذا مرسلا فانه مصعب بن سعد تابعي. ورواه الحافظ ابو بكر البرقاني في صحيحه متصلا ام مصعب عن ابيه رضي الله وعن ابي الدرداء عويمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ابغوني الضعفاء. فانما تنصرون وترزقون بضعفاء رواه ابو داوود باسناد جيد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه. اما بعد فهذه الاحاديث الاربعة كالتي قبلها بالحث على الفقراء والمساكين والايتام والظعفاء والحنو عليهم والتواضع لهم وخفض الجناح لهم. هذا شأن المؤمنين شأن المؤمنين ان يرحموا ضعفائهم وان يواسوهم ويحسنوا اليهم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. ويقول صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن في تراحمهم وفي توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر السهر والحمى في هذا الحديث وتقدم الرواية الاولى ان عائشة رضي الله عنها جاءت لها جاءتها امرأة معها ابنتان تشهد تطلب تسأل قدمت لها عائشة ثلاث تمرات فسلمت لبنتيها تمرتين ورفعت الثالثة اكلها فاستطعمتها ابنتها الثالثة شدة الحاجة شقتها بينهما نصفين ولم تأكل شيئا قالت عائشة فاعجبني امرها فلما جاءني استخبرته قال ان الله وجب بها الجنة واعتقها بها من النار. يعني بهذه الرحمة وهذا العطف. فان حرمت نفسها فشقت التمرة بينهما من رحمتها لهما هذه هي الحث على رحمة الفقير والمسكين والضعيف. هكذا قول صلى الله عليه وسلم اني احرج حق الضعيفين المرأة واليتيم. بعض الناس قد يظلم النساء ولا يبالي بحقوق والواجب الحذر من هذا. الواجب هذا هو حق النساء سواء كن زوجات او اخوات او بنات او غيرهن الواجب اداء حق المرأة في ارثها وغيره وانصافها ورحمتها وعدم ظلمها وهكذا اليتيم وهو الذي لعب له ولم يبلغوا الفم يقال يتيم والمقصود رحمة الفقراء من الاسلام وغيرهم. وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم هل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم الواجب العناية بالضعفاء ورحمة حالهم وعدم التكبر عليهم فهم من اسباب رزق العباد قد يرحم الله العباد باسباب ظعفائهم قد ينصرهم الله على عدوهم باسباب ضعفائهم. قد يعطيهم الغيث باسباب ظعفائهم فالواجب على اهل الاسلام ان يراعوا حق الضعفاء ويرحموهم ويعطفوا عليهم من الزكاة وغيرها. فوفق الله الجميع