بسم الله والحمد لله واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه واتبع سنته واقتفى اثره الى يوم الدين. اما بعد. ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اسأل الله جل جلاله ان يجعل هذا الاجتماع اجتماعا مرحوما. وان يرزقنا واياكم فيه العلم النافع والعمل الصالح. وان يبارك لنا في اوقاتنا وفي اعمالنا هذا اليوم هو اليوم يوم الاربعاء الموافق للعشرين من شهر شوال من عام اربعة اربعين واربع مئة والف. من الهجرة في درسنا المعتاد مع تفسير القرآن العظيم. نجلس هذه الدقائق المعدودة نقرأ ايات من كتاب الله نتعلم ما فيها ونتدبرها و نستفيد من هذه الدقائق. الايات التي بين ايدينا من سورة النساء. وهي قول الله سبحانه وتعالى اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء. انت لما تقرأ هذه الاية تريد ان تستفيد من هذا الكلام وهذه الاية العظيمة الله سبحانه وتعالى ذكر قبلها ما يدل على معناها فانك اذا قرأت ما قبلها اتضح لك هالمعنى. وهذا ما يسمى عند اهل العلم بسياق الايات احيانا الاية تتضح لك اذا قرأت ما قبلها او قرأت ما بعدها. يتضح لك المقام يتضح لك المعنى. الله سبحانه وتعالى ذكر في الايات التي قبلها موقف اهل الكتاب اليهود والنصارى من الرسل. فذكر الله سبحانه وتعالى انهم يفرقون بين الله ورسله. ويؤمنون ببعض ويكفرون ببعض. ولما جاء النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة وكان فيها اليهود. وهم يعرفونه معرفة تامة يعرفونه كما يعرفون ابناؤهم بصفاته لما جاءهم في المدينة انكروه وكفروا به ولم وهذا من عنادهم وتعنتهم. يسألك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء. يقولون يا لم تأتي بما اتى به موسى وعيسى ان الله انزل عليه كتابا وانت لم تأتي بكتاب انما تأتي بايات وسور مفرقة. القرآن نزل عليك مفرقا لم ينزل كاملا. لو انت مثل موسى وعيسى نزل عليك كاملا لامنا يعني كأن الان العلة والسبب في عدم ايمانهم هو نزول القرآن كاملا او عدم نزوله. وهذا من التعنت ولو نزل كاملا او لم ينزل لم يؤمن لانه ليس مقصدهم هو الوصول الى الحق واتباع الحق وانما المقصود مقصده هو ورد والكفر برسالة النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك كيف رد الله عليهم لما قالوا هذا الكلام؟ اسمع ماذا رد الله عليهم. قال يسألك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء؟ فقد سألوا موسى اكبر من ذلك. اذا هم سألوك ان تنزل كتاب كامل من السماء فهم موقفهم ايضا مع نبيهم وهو نبي لهم موقف سيء. ثم ذكر سبحانه وتعالى بعد ذلك قبائل قبائح اليهود الذين عاصروا النبي وقبائح اسلافهم اجدادهم. اسمع يقول فقد سألوا موسى اكبر من ذلك ما هو؟ قالوا لموسى ارنا الله جهره. ارنا الله جهره. سألوا الله سألوا موسى ان يريهم الله يريهم الله جهره. فلما سألوا قالوا ارنا الله جهره. اخذتهم الصاعقة. فماتوا عن اخرهم هؤلاء هم السبعون الذين اختارهم موسى لميقات ربه. فلما وصلوا الميقات قالوا لن نؤمن بك ولن نتبعك حتى ترين الله جهره. فماتوا عن اخرهم. ثم بعثهم الله. واحياهم. قال ارنا الله جهرا. فاخذتهم الصاعقة بسبب ظلمهم وتجرؤهم على الله سبحانه وتعالى. قال الله عز وجل ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينة اتخذوا العجل اي شيء اتخذوه الها. اتخذوا العجلة الها اي معبودا من دون الله. وهذا ليس للترتيب الزمني ثم اتخذوا لان الذين سألوا الله سألوا موسى ان ان يروا الله جهرا هذا في بعد ما عبد الجه لكن الله سبحانه وتعالى يذكر طبائعهم يذكرها ترتيب يعني ترتيبا غير زمني وانما ما فيها من القبائح. فاشدها سؤال اشدها سؤالهم ان يروا الله جهره. ولذلك عاقبهم الله مباشرة بان اخذتهم الصاعقة فماتوا. ماتوا. جاءتهم جاءهم الصوت من السماء. حتى حتى ما تقطع قلوبهم فماتوا ثم بعد ذلك احياهم الله. قال ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات. اتخذوا العجلة من حليهم صنعوا من الحلي عجلا جسدا له خوار. واتخذوه الها وقالوا هذا الهنا واله موسى ولكن موسى نسيه وبدأ يذهب يبحث عنه وسيرجع وسيعبده من دون الله. فلما جاء موسى والقى الالواح اخذ العجل واحرقه ونسبه في البحر في اليم. طيب قال ثم اتخذ العجلة من بعد ما جاءتهم البينة فعفونا عن ذلك. الذين عبدوا العجل عاقبهم الله بان يقتل بعضهم بعضا. توبة توبة من يعبد العجل ان يقتل بعضهم بعضا. ثم رفع الله عنهم. رفع الله عنهم بالتوبة. قال فعفونا عن ذلك واتينا موسى سلطانا مبينا. اي ان من نعم الله عليهم ان اتى الله ان اتى الله سبحانه وتعالى موسى البينات وانزل عليه التوراة هدى وموعظة لهم. قال ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا. رفع الطور لماذا؟ رفع الطور. اخذ الطور هو جبل عظيم. رفعه الله عليهم وجعله فوقهم ان لم يؤمنوا وان لم يتبعوا سيسقط عليهم. وهذا بينه الله سبحانه وتعالى في سورة الاعراف. واذ نطقنا الجبل فوقهم كانه ظله وظنوا انه واقع بهم خذوا ما اتيناكم بقوة فلما رفضوا رفع الله عليهم الجبل ان لم يؤمنوا سقط عليهم فامنوا بقوة امنوا كراهية قال سبحانه وتعالى هنا ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم ان يأخذوا بالميثاق. ولكنهم ينقضون المواثيق. قال انا له ادخلوا الباب سجدا. باب ماذا؟ باب القرية. ما هي القرية؟ لم يحددها القرآن. وذكر بعضهم انها بيت المقدس. قال الله سبحانه وتعالى لهم ادخلوا القرية. ادخلوا القرية. وامر موسى ان يدخل بهم فقالوا ماذا؟ قالوا ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها. الى ان قالوا اذهب انت وربك فقاتلا انها هنا قاعدون شوف كيف القبح والجراءة منهم ومواقفهم مع الله ومع رسولهم موسى عليه السلام. قلنا لهم ادخلوا الباب ايه ده؟ يعني متواضعين وقلنا لهم لا تعدو في السبت. كل هذه الايات التي او هذه الاشياء اللي تأتينا الله في القرآن وضحها لنا. في الصلاة سبحانه وتعالى في القرآن في قوله في ايات اخرى في قصة اصحاب السبت ما هي قصة اصحاب الصرف؟ ما هي؟ هي قوم من قوم من موسى كانوا يعيشون على البحر واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يعدون في السبت. كانوا يقعون في معاصي كثيرة فابتلاهم الله بان حرم عليهم الصيد يوم السبت واما باقي الايام فيصيدون. ومن الابتلاء ان السمك والحوت لا يخرج الا يوم السبت. واذا بقية الايام يذهب في قعر البحر. ولا يجدون ولا واحدة. واذا جاء السبت خرجت حتى تصل تدخل الى بيوتهم قالوا ماذا نصنع؟ فتحايلوا على شرع الله. وعلى حكم الله وعلى تحريمه. فقالوا نضع الشباك يوم الجمعة. ويوم الاحد نأخذ ونحن لم نصل يوم السبت. وهذا تحايل على على حكم الله وشرعه. فوضع الشباك وبدأت تأتي وتسقط بهذه الشباك. واذا جاء لاحد اخذها فعاقبهم الله باي شيء؟ قال لهم كونوا قردة خاسئين. فقلبوا قردة وخنازير لم يمكثوا اياما حتى ماتوا. قال وقلنا لهم لا تعدوا لا تتعدوا حدود الله في السبت. واخذنا منهم ميثاقا غليظا. اخذ الله منهم المواثيق الغريبة ولكنهم لا لا يفون بالمواثيق ابدا. فقال الله في فيهم فبما نقضهم ميثاقهم شف الان يعدد سبحانه وتعالى لك قبائح هؤلاء اليهود حتى ماذا؟ ماذا نستفيد؟ حتى نحذر من صفاتهم واعمالهم السيئة وحتى نحذر منهم. لانهم هم اعداء. قال فبما نقضهم اي بسبب نقضهم المواثيق هذا اولا. ثانيا قال وكفرهم بايات الله. كل ما تأتيهم اية من ايات الله يكفرون به وخذ اشد من ذلك وقتلهم الانبياء بغير حق. قتلوا من الانبياء اعدادا منهم يحيى. زكر ويحيى وحاولوا قتل عيسى ابن مريم ولم يستطيعوا. وحاولوا قتل محمد صلى الله عليه وسلم. فلم يستطيعوا. وهم قتلة الانبياء بغير حق زيادة في الشناعة لانه لا يمكن ان يقتل النبي بحق او بغير حق. وقولهم قلوبنا اذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم يبلغهم هذه الرسالة ويعظهم ويذكرهم بالميثاق الذي اخذ عليهم ان يؤمنوا محمد صلى الله عليه وسلم قالوا قلوبنا غلف مغلفة ما تسمع منك ولا تقبل منك قلوبنا غلف قال الله عز وجل طبع الله عليه. في اية اخرى بل لعنهم الله بكفره. لما قالوا قلوبنا غلف لعنهم الله وطردهم. وقال هنا بل طبع الله عليها بكفرهم. يعني قلوبهم مغلفة مطبوع عليها بسبب كفرهم. كما قال سبحانه وتعالى كلا بل ران على قلوبهم لما كان يكسبون الذنوب والمعاصي والكفر هذه اثرها سيء حتى يطبع على قلب الانسان فلا ولا يسمع. قال فلا يؤمنون الا قليلا. لا يؤمن منهم الا عدد قليل. او لا يؤمنون الا ايمانا قليلا قال خذ من قبائحهم وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما يكفرون بالايات الكثيرة وجراءة على ذلك انه اتهموا مريم الطاهرة التي قال الله فيها ان الله اصطفاك وطهرك. وقال فيها عمران التي احسنت فرجها. وطهرها واثنى عليها يتهمونها بالزنا قال وبكفهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما. البهتان اشد الكذب. اشد الكذب. لانه يبهك صاحبه قال وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم. هذي دعوة لم يسلم له القرآن ولم ولم يقرهم على ذلك يقولون قتلنا عيسى. عيسى لم يقتل. عيسى موجود. عيسى رفعه الله الى السماء. وهو موجود وسينزل في اخر الزمان. ما قتله اليهود ولم يستطيعوا ان يقتلوها. ولذلك اسمع قال وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله استهزاء رسول الله وين رسول الله قتلناه يستهزئون قال الله عز وجل وما قتلوه. وما صلبوه. ما استطاعوا ولم يستطيعوا ان يقتلوا طيب كيف يقولون هم قتلوه؟ قال الله عز وجل لكن شبه لهم شبه لهم. كيف شبه لهم قالوا لما جاء اليهود وارادوا قتل عيسى وخططوا لقتله. وكان عيسى قد جلس مع اصحابه الحواريين. فلم علم عيسى قال لبعض اصحابه من القي عليه شبهي سيرفعني الله عز وجل واذا فدخلوا ورأوا سيظنون ان هذا عيسى فيقتلوه. فقال بعظهم نعم انا. لانه قال من يلقي وله الجنة؟ فقال نعم في رواية انه قال ان لما خططوا ارسلوا واحدا منهم يتقدمهم لينظر ويتأكد من وجود عيسى فالقى الله على هذا الرجل الشبه على انه عيسى. فلما عاد اليهم واذا الوجه وجه عيسى فقتلوه. قتلوه وصلبوه. فقالوا هذا ثم ترددوا ترددوا قالوا الوجه وجه عيسى والجسد ليس بجسد عيسى. فترددوا ولذلك قال الله عز وجل ولا لكن شبه لهم اشتبه عليهم الامر شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه في قتله لفي شك منه لم وانما دعوة لفي شك من ما لهم به من علم ما عندهم علم. في قتله حقيقة الا اتباع الظن. قال الله عز وجل وما قتلوه يقينا. بل رفعه الله اليه. بل رفعه الله وحماه الله وحفظه من شرهم. وكان الله عزيزا قويا لا احد يتجرأ علي احد من اوليائه. حكيما فيما يدبر وفيما يصنع. قال الله عز في حق اهل الكتاب بان الايات التي بعدها بعد ايات سيأتينا الحديث عن النصارى هذا الحديث الان عن اليهود سيأتي الحديث عن النصارى من عيسى قال وان من اهل الكتاب اليهود والنصارى الا ليؤمنن به بمن؟ بعيسى قبل موته يعني اذا حضره الموت اي واحد من اليهود والنصارى اذا حضره الموت يؤمن بحقيقة عيسى وانه ولده الله بكلمته خلقه الله بكلمته وانه رسول من الله وانه لم يمت ولم يقطع. قال الا ليؤمنن حقيقة عيسى قبل موته او يقال في معنى اخر للمفسرين وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته اي قبل موت عيسى لان عيسى سينزل في اخر الزمان وهو من علامات الساعة الكبرى ويقتل الدجال ويقتل الخنزير ويرفع يضع الجزية ويكسر الصليب ويقيم العدل في الارض ثم بعد ذلك يموت عيسى كما يموت غيره. واهل الكتاب في اخر الزمان اذا رأوه يؤمنون به. قال ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا اي يوم القيامة يكون عيسى عليه هؤلاء شهيدا عليهم يشهد عليهم بما بكفرهم او ايمانهم. قال الله سبحانه وتعالى في اليهود خاصة فبظلم من الذين هادوا. اي بسبب ظلمهم وهذا كله نستفيد منه ان الذنوب والمعاصي والظلم والكفر هي سبب لكل شؤم ولكل قال فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم. حرم الله عليهم اللحوم بعض اللحوم لحوم الابل كل ذي ظفر كالبط ونحوه. وحرم عليهم بعض الشحوم قال حرمنا عليهم طيبات وبصدهم عن سبيل الله كثيرا هذا السبب انهم يصدون عن سبيل الله كثيرا يصدون بانفسهم ويصدون غيرهم غيرهم. قال واخذهم الربا. الربا محرم في جميع الشرائع. لانه ظلم للمستضعفين. واستغلال لهؤلاء الفقراء قال واخذهم الربا وقد نهوا عنه. ان الله حرم عليهم. واكلهم اموال الناس بالباطل. يأخذون الرشاوى ويأخذون اموال الناس بالباطل قال واعتدنا للكافرين منهم الذين كفروا منهم اعد الله مأذى اعتدنا لهم عذابا اليما. لكن مع هذه القبائح وهذه الاشياء العظيمة التي يذكرها الله عن هؤلاء اليهود واهل الكتاب الا لان الله سبحانه بحكمه وعدله لا يعمر. لا يعمم الحكم للجميع. ولذلك اقرأ الاية التي بعدها. قال لكن الراسخون في العلم منهم. يوجد منهم علماء راسخون. لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون منهم لانه يوجد طوائف منهم مؤمنة. يؤمنون بما انزل اليك يا محمد وهو القرآن. وما انزل من قبلك وهي الكتب السابقة والمقيمين الصلاة. قال اخص منهم الذين يحافظون على الصلاة. يقيمون الصلاة لان منهم من يقيم الصلاة والمؤتون الزكاة يؤدون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الاخر. قال في حق ماذا؟ اولئك اوتيهم اجرا عظيما. هؤلاء الذين الله سبحانه استثناهم وصفهم بهذه الصفات العظيمة ووعدهم بهذا الوعد الكريم ان الله سيؤتيهم الاجر العظيم. نقف عند هذا القدر نسأل الله ان ينفعنا بما قلنا وبما سمعنا. وان يجعلنا واياكم هداة المهتدين موفقين لكل خير. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين