وعن ابي مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا انفق الرجل على اهله فقط ان يحتسبها فهي له صدقة. متفق عليه وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء اثما ان يضيع من يقوت. حديث صحيح نواه ابو داوود وغيره وروى مسلم في صحيحه بمعناه قال كفى بالمرء اثما ان يحبس عمن يملك قوته. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم يصبح العباد فيه الا ملكان ينزلان فيقول احدهما اللهم اعط منفقا خلفا. ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا متفق عليه وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول. وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى. ومن يستعفف يعفه الله. ومن يستغني يغنيه لله رواه البخاري بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث كالتي قبلها النفقة ولا سيما على الاهل لان نفقتهم واجبة. الزوجة والاولاد خاسرين ومن يكون في نفقته وحسابه الواجب ان يبدأ بهم قبل غيرهم كما في الاحاديث الصحيحة ابدأ بمن تعول يقول صلى الله عليه وسلم ان الرجل اذا انفق النفقة على اهله يحتسبها كتبها الله له صدقة يعني مع اجر اداء واجب من كتب الصدقة زيادة مع كونه ادى الواجب هذا يؤجر على اداء واجب ويؤجر على نيته الطيبة اذا فانفق يحتسب ما عند الله من المثوبة وان الله جل وعلا اوجب عليه العناية باهله والانفاق عليهم ويحتسب ذلك طاعة لله والتماسا لمرضاته فيكتب الله له بذلك صدقة مع اجر الواجب هذا فيه فضل عظيم فينبغي المؤمن ان يلاحظ ذلك وان يكون عنده احتساب في صدقاته وبانفاقه على اهله يرجو ما عند الله من المثوبة سبحانه وتعالى. صدقته على اهله يحتسبها تحسب له الامل صدقة مع اجل ادائه الواجب فذلك حديث عبد الله ابن عمر يقول صلى الله عليه وسلم كفى ان يضيع من يقوت وفي اللفظ الاخر حديث مسلم كفى بالمرء من ان يحبس عن من يملك قوته يعني كاف في الاثم ان يضيع من تحت يده من اوزات من اولاد من خدم ارقى يعني انه يحصل له اثم عظيم بذلك اثما ان يضيع من يقوت فينبغي للمؤمن ان يلاحظ من تحت يده وان ينفق عليهم ويحسن اليهم حتى لا يصاب باسبابهم ويقول صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من وابدأ بمن تعول يبدأ بمن يعول من زوجة واولاد ونحو ذلك وخير الصدقة ما كان على الله غنى يعني بعد الاولاد وبعد الاية يتصدق بعد ما يؤدي الواجب ومن يستغني يله الله ومن يستعف يعفه الله فهذا فيه توجيه من النبي صلى الله عليه وسلم الى ان المؤمن تكون يده عليا توليته منفقة لا سائلة يحرص على ان يكون منفقا لا سائلا يبدأ بنفقته بمن يعول من زوجة واولاد ونحوهم وغيره الصدقة ما كان على الظاهرين. فاذا اتصدق ما كان عن ظاهرنا بعد ما يؤدي الواجب يجوز على غيرهم من الفقراء والمساكين والارحام ونحو ذلك. ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغفر لغيره الله فيه الحسنة التعفف وعدم سؤال الناس والحاجة اليهم والاستغناء عنهم من حيث امكنهم ذلك. من يستعف يعفه الله ومن يستغني لوجه الله. ويقول صلى الله عليه وسلم ما بيوم يفلح فيه الناس الا وينجو فيه ملكان احدهما يقول اللهم اعط منفقا خلفا والثاني يقول اللهم اعطني هذه حتى على النفقة وان المنفق موعود بالخلف والملك يدعو له بالخلف يقول الله عز وجل وما انفقتم من شيء فهو يخلفه. وهو خير الرازقين. ويقول جل وعلا فاتقوا الله ما استطاعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيرا لانفسكم. ومن يوق شح نفسه واولئك هم المفلحون ويقول سبحانه امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. فالذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير. ويقول جل وعلا وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. فالمؤمن يحسن ظنه بربه ينفق ويرجو من الله الخلف والبركة في البقية فوجه الله حق فعليك احسان الظن بربك و انفق مما لديك في وجوه النفقة لكن تبدأ بمن تعول تبدأ بالواجب فوفق الله