وفيه حث للمسلم على ثلاثة امور عظيمة. من اتى بها نال ثوابه. الاول قال فليقل خيرا او ليصم حث على استقامة اللسان. من اعظم ما يتقرب به العبد الى الله ان يستقيم لسانه. على ووفق ما اراده الله ورسوله. قد جاء في البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يضمن لي ما بين لحييه فكيه. وما بين رجليه اي فرجه. اضمن له الجنة. فقال عليه الصلاة والسلام لما قال لمعاذ املك عليك لسانك. قال يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم؟ وفي الحديث الاخر ان الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب. فامر النبي صلى الله عليه وسلم في اللسان بامرين احدهما مقدم على الاخر. الاول امر بقول الخير. قال فليقل خير هذا يشمل كل ما كان خيرا. وهو ما غلبت مصلحته على مضرته. او ما كان مصلحة محضة. لا مضرة فيه. مثل من يمثل لي. تعليم العلم احسنت ايضا احسنت ها اعطوني شيئا خيرا محظوظ نعم الامر بالمعروف اذا هذا خير فليقل خيرا هذا داخل ثم امر بالامر الثاني وهو قال او ليصمت. فالصمت عما ليس خيرا يؤجر الانسان عليه. وهذا يشمل الصمت عن الكلام المحرم والصمت عن الحرام واجب. ويشمل الصمت عن فضول الكلام. وهذا مندوب اليه كل كلام ليس فيه مصلحة دينية ولا دنيوية فالصمت عنه اولى ومن هنا كان ابو بكر يأخذ بلسانه ويقول هذا الذي اوردني الموارد. احذر لسانك ايها الانسان لا يلدغنك انه ثعبان. كم في المقابر من للسانه كانت تهاب لقاءه الاقران. ولذا قيل ان كان يعجبك السكوت فقط او فانه قد كان يعجب قبلك الاخيار. ما ان ندمت على سكوت مرة ولقد ندمت على الكلام مرارا فالكلام بالخير اولى من الصمت. والصمت عما لا فائدة منه قول من الكلام وعدم الاكثار من الكلام خوفا من عواقبه اولى. اولى من اطلاق الكلام