الا تقبلها الله بيمينه فيربيها لصاحبها كما يربي احدكم فلوه او فصيلة حتى يكون اعظم من الجبل او قال مثل الجبل فجدير بالمؤمن ان ينافس في الخيرات وان يسارع في النفقات الطيبة باب الانفاق مما يحب ومن الجيد. قال الله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وقال تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم. ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون وعن انس رضي الله عنه قال كان ابو طلحة رضي الله عنه اكثر الانصار بالمدينة مالا من نخل وكان احب امواله اليه بيرحا وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال انس فلما نزلت هذه الاية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. قام ابو طلحة الى رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان الله تعالى انزل عليك لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون بون وان احب ما لي الي بيرحا وانها صدقة لله تعالى ارجو برها وذخرها عند الله تعالى. فضعها يا رسول الله حيث اراك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخن ذلك مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما واني ارى ان تجعلها في الاقربين. فقال ابو طلحة افعل يا رسول الله. فقسمها ابو طلحة قاربه وبني عمه متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى اما بعد فهتان الايتان والحديث الشريف كلها تدل على شرعية الانفاق من طيب الكسب لانه ينبغي للمؤمن ان ينافس في الخيرات وان يخرج من طيب كسبه ومن طيب ماله يرجو ما عند الله جل وعلا بان التقرب الى الله يكون بما يناسبه سبحانه وذلك من الطيب لا من الخبيث فالنفقة عنده مضاعفة والاجر عنده مضاعف جل وعلا فلا يليق بالمؤمن ان يتقرب بالردي والخبيث بل ينبغي له يبادر الى الطيب ولهذا يقول جل وعلا لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وسبحانه يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وعشيرا ويقول عز وجل واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى ويقول سبحانه يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث يعني الردي ممن تنفقون ولستم باخذين الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم ما من عبد يتصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبله الله الا الطيب فاتقوا الله ما اسرعتم وانفقوا واسمعوا باطلوا وانفقوا خيرا لانفسهم ويقول سبحانه وما انفقتم من شيء او يخلفه وخير الرازقين ويقول عز وجل امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعل لكم مستخلفين فيه. فالذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير ويقول جل وعلا الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ولما سمع مع ابو طلحة رضي الله عنه هذه الاية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. اتى النبي صلى الله عليه وسلم قال اني سمعت الله يقول وان احب اموالي الي بيروحها يرعى نخل به مستقبل المسجد كانه يزوره ويصمم مما فيه طيب فظاعة يا رسول الله حيث ارعاك الله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مال بخ بخ ذلك مال الرابح ذلك مال الرابح بلفظ ذلك مال الرائح يعني يروح عليك اجره وثوابه او ذاهب في الدنيا تربح فيه في الاخرة واني ارى ان تضعها في الاقربين شرع عليه بان يوزعها بين اقاربه فيجمع بين صلة الرحم وبين النفقة في سبيل الله فوزاها بين اقاربه رضي الله عنه هذه الدلالة على شرعية الانفاق في وجوه البر والاحسان للاقارب والمساكين وان ذلك مما ينفعه الله به ويغضب به اجره عند ربه جل وعلا. واذا صارت الصدقة في الاقارب المحتاجين كانت افضل كما في الحديث الصحيح الصدقة المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة ووفق الله الجميع