المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الثامنة والمئة فائدة مهمة للمعتنين بكتب الفقه ومقاصد الابواب وبعض مناسبات تربط بعض الابواب ببعض اعلم وفقك الله وعلمك ما لم تكن تعلم من العلوم النافعة ان الفقهاء الذين اعتنوا بكتب الاحكام والفقه وتأليفها وترتيبها احسنوا على الناس احسانا عظيما بما رتبوه وقربوه لهم من العلم حيث حصروا اجناس المسائل الدينية وانواعها بابواب وفصول تجمع شملها وتضم متفرقاتها وتقرب بعيدها وتسهلها على المعلمين والمتعلمين وتكفيهم المؤونة الشديدة في تتبعها من مظانها التي لا يكاد يصل اليها الافراد من المبرزين في العلم فاعتنى الفقهاء فجمعوا مثلا احكام الصلاة في ابواب وفصول كل باب وفصل جمعوا فيه من الاحكام المتفرقة في نصوص الكتاب والسنة والاقيسة الصحيحة وهكذا الزكاة والصيام وبقية العبادات وابواب المعاملات والتبرعات والمواريث والانكحة وتوابعها والجنايات وتوابعها فقربوا البعيد وجمعوا المتفرقات وسهلوا الشديد فلهم بذلك الفضل الاكبر واليد البيضاء والشكر والدعاء من جميع المنتفعين بهذا التعليم الذي يسره الله على ايديهم وبمساعيهم المشكورة واياديهم المبرورة فجزاهم الله عن الاسلام والمسلمين افضل الجزاء ورفع الله درجاتهم وضاعف لهم الاجور وغفر لهم القصور وعلى المنتفعين ان يشكروا الله على هذا التيسير. الذي اجراه الله على ايديهم وبسببهم ويحمدوه على هذه النعمة الكبرى وغيرها فانه اهل الثناء والحمد والنعم كلها منه اسبابها ومسبباتها فهذا التنبيه يفيدنا معرفة اقدار اهل العلم وشكرهم على ما عملوا مع الامة والعناية بهذه التعاليم الجميلة والتقريبات التي كفى الطالب العلم عن عناء ومجهود كبير اذا علمت ما سبق من الاجمال فها هنا اجمال اخر وهو ان الفقهاء رحمهم الله بدأوا بما الناس اليه احوج واكثر اضطرارا اليه ومنفعة قدموا العبادات على غيرها لان العبادات لازمة للمكلفين. وهي المقصود وما سواها وسائل وتوابع وقدموا منها الصلاة ثم الزكاة ثم الصيام ثم الحج لانها في مراتب الحاجة والاضطرار اليها على هذا الترتيب كما هو معلوم ثم فنوا بالمعاملات لكثرة نفعها وتقدمها على المواريث والانكحة والتبرعات ثم الوصايا والمواريث وتوابعها لانها تتعقب الحياة وتتصل بها ثم الانكحة وتوابعها لانها دون المعاملات في الكثرة والحاجة ولكن حاجتها ضرورية ونفعها كبير ولما كانت الجنايات انما تقع متفرعة عن معاملات او انكحة او نحوها اخروها على هذه الابواب واخروا عن الجميع ابواب الاقضية والشهادات والاقرارات لانها تقع فرعا عن المعاملات وحقوق الزوجية ويقع فيها من التخاصم والاشتباه شيء كثير فيحتاج بعد وجوده الى ما يبينه ويبين الحكم فيه فهذه المناسبات الجميلة بين هذه الابواب يغلب على الظن انها او بعضها مقصودة للفقهاء غفر الله لهم ورحمهم