ومثلها في سائر اعمال البر يعني هذا ليس خاصا بعزم القلب على الشهادة في سبيل الله لو عزم على انفاق مال لله عزم على طلب علم لله عزم على بر والدين لله عزم على اي فعل خير واعتقد ذلك فله اجر ما نواه وان عاقه عائق وهذا تفضل من الله ان يعطي العبد على العزم ولو لم يفعل العبد وقوله من سأل الله الشهادة بصدق الحديث الحادي عشر عن سهل ابن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه. وفي رواية من سأل الله الشهادة من قلبه صادقا بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه. رواه الترمذي وهو حديث صحيح في هذا الحديث فضل عزم القلب على الخير فضل النية الصادقة للقلب على الشهادة في سبيل الله اي طلب من الله ان يقبضه شهيدا في سبيله وفي الحديث ان تمني الشهادة وسؤال الله الشهادة مرغب فيه شرعا مطلوب وفي الحديث اهمية اخلاص القلب. طبعا ليش الشهادة؟ لفضلها واجرها وعظمها يغفر له عند اول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويأمن الفتان يأمن فتنة القبر يعني فيها مزايا عظيمة عند ربهم يرزقون احياء فرحين بما اتاهم الله من فضله في ارواحهم في حواصل الطير الخضر تسرح من الجنة تأوي الى قناديل معلقة بالعرش يطلع عليهم ربهم فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وفي الحديث اهمية اخلاص القلب لقوله بصدق يعني باخلاص وحسن ظن قيد السؤال بالصدق يعني لا يسأل الله الشهادة عبد صادقا لان ذلك معيار الاعمال ومفتاح البركات وبه يرجى الثواب قال بلغه الله منازل الشهداء مجازاة له على طلبه الذي كان صادقا فيه فاذا سأل الشهادة بصدق اعطي من ثواب الشهداء وان مات على فراشه وان مات على فراشه فلو قال العبد اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك اللهم ارزقني شهادة في سبيلك كان ذلك حسنا. اللهم ارزقنا شهادة في سبيلك قوله وان مات على فراشه لان كلا منهما نوى خيرا وفعل ما يقدر عليه فاستويا في اصل الاجر ولا يلزم من استوائهما فيه من هذه الجهة استواؤهما في كيفيته وتفاصيله. يعني لو واحد قال شخص سأل الله الشهادة صادقا وما قدر له ان يدخل في معركة ويموت ويقتل في سبيل الله فمات على فراشه ورجل ذهب فجاهد فقتله في سبيل الله قتل في المعركة مع الكفار بحسب تعريف الشهيد. من قتل في المعركة مع الكفار هل هما سواء هذا وهذا؟ ام بينهما فرق في الثواب في الاجر في المنزلة هذا الجواب في اصل الاجر يستويان وهذا معنى حديث بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه لكن لا يلزم من ذلك الاستواء في الكيفية والتفاصيل لان في عندنا اصل الاجر وعندنا المضاعفات فقد يستويان في اصل الاجر ولا يستويان في المضاعفات فيبقى لمن عانى الم القتل ميزة ويبقى لمن اريق دمه حقيقة ميزة اذ الاجر على حسب العمل ونيته ويزيد العامل بعمله على الناوي على مجرد النية فمن نوى الحج صادقا ولا مال له يحج به يؤجر ولكن من باشر الحج وذهب وتعب وطاف وسعى ونقل الاقدام ووقف ورمى ورأى المشاعر صار في الشمس والغبار والزحام والمشقة ليس مثله فان استوي في اصل الاجر فلا يستويان ضرورة في التفاصيل وبقية المزايا كالمضاعفة يثاب دون ثواب من باشر العمل. الاول ولا ريب ان الحاصل للمقتول يقول في فيض القدير من ثواب الشهادة تزيد كيفيته وصفاته على الحاصل للناوي الميت على فراشه وان بلغ منزلة الشهيد فهما وان استويا في الاجر لكن الاعمال التي قام بها العامل تقتضي اثرا زائدا وقربا خاصا وهو فضل الله يؤتيه من يشاء انتهى وفي هذا الحديث بيان فضل الله على عباده وانه تعالى يعظم اجرهم ويضاعف ثوابهم وان من عرف الله صدقه واخلاصه وتبليغه يعني وانه يعني ماذا تبلغ نواياه فانه عز وجل لا يضيع اجر هذا وهنا نعرف اهمية اعمال القلوب يعني سأل الله الشهادة من قلبه خالصا خالصا من قلبه خالصا من قلبه فكيف ان هذا العمل القلبي بلغ صاحبه مرتبة عظيمة بل ربما يفوق الذي سأل ما هو ما هو ربما اكيد الذي يسأل الله الشهادة صادقا ويموت على فراشه فوق الذي يذهب للقتال ويقاتل ويقتل حمية. قاتل حمية عصبية قال قاتلت عن قومي عصبية قاتل رياء وسمعة ليقال فلان جريء. فلان شجاع فان الاول مع انه ما قتل ولا راح المعركة منزلة الشهداء والثاني راح للمعركة وقتل فهو في النار لانه قال في الحديث في اول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فاتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت بان يقال جريء. فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. رواه مسلم من فوائد الحديث بيان قاعدة الشريعة العظيمة ان العزم التام اذا اقترن به ما يمكن من الفعل او مقدمات الفعل نزل صاحبه في الثواب والعقاب منزلة الفاعل التام هذا كلام القيم في طريق الهجرتين قاعدة الشريعة ان العزم التام على الطاعة وعلى المعصية اذا اقترن به ما يمكن من الفعل او مقدمات الفعل نزل صاحبه في الثواب والعقاب منزلة الفاعل منزلة الفاعل التام يعني هب ان شخصا لما اقترب الحج ذهب يبحث عن حملة وتصريح يبحث عن حملة وتصريح واجرى اتصالات ودخل على المواقع وحاول وما كتب له يبلغه الله منزلة الحاج ليش لانه عنده عزم تام وعنده مقدمات الفعل وما امكن من الفعل اللي هي هذه الاتصالات وهذا البحث وهذه المتابعة هذه المتابعة ملاحقة مراجعة السؤال الحاح ولو ما حصل ما كتب ما راح ما كتب الله. هذا معناها ذهب راح هذا خلاص عمل نحن الان نتكلم على واحد مات على فراشه يعني ما امكنه الذهب. افرض انشغل ببر امه بوالديه او ما وجد مكانا صحيحا يجاهد فيه. حاول مثلا ان يجد مكانا ما وجد هذا مدخول هذا فيه هذا كذا هذا كذا فهذا اذا اذا كان صادقا في العزم خلص فلذلك الامكان يتفاوت فيه الناس. يعني ما يمكن هذا لا يمكن هذا احيانا تكون الامة ما تستطيع ليست الان على مستوى انها تجاد طيب ماذا يفعلون؟ هم الان لا بد ان لا بد ان يأخذوا بالاسباب واعدوا لهم ما استطاعوا من قوة فهذا اخذ بالاسباب فمات على فراشه هذه الاسباب مقدمة الفعل وقد يكون الاخذ بالاسباب احيانا تفقها في الحكم يعني يتفقه في احكام مثلا الجهاد في سبيل الله لانه هذا باب الان صار فيه خلط كثير كثير دخل في باب الجهاد في سبيل الله الان الغلو الفجور البغي استباحة الدماء حب الدنيا المناصب الغى حب الغنايم المغانم يعني دخل فيه اشياء عظيمة من الفساد اي اين الصدق فيه سبحان الله العظيم. يعني حتى بذل الارواح ابتلي فيه المسلمون لاحظ معي الان بذل الارواح ابتلي فيه المسلمون يعني ما هو الان باب هنيء سائغ ساهل واضح ميسر لا لا هذا الباب الان ما خلوه الاعداء سبحان الله افسدوا على المسلمين جهادهم في اشياء كثيرة وزرعوا فيه الفتن وزرعوا فيه المنافقين ازرعوا فيه المصائب العظيمة وقام سوق الغلو وحصل فيه الخلط وحصل البغي وصار قتال للدنيا والمغانم والتغلب والاستيلاء وحب الرئاسة لو دخل فيه دخلت فيه المصائب العظيمة واستباحة دماء مسلمين انت تفكر يعني ان قضية الان هذا الباب انه باب سهل وميسور وواضح وكل شيء لا وصار في تعجلات وتخبطات وظرب السياسة الشرعية بعرض الحائط يعني قد يكون المصلحة احيانا قصر القتال على المكان الذي يغزى فيه المسلمون فقط تلقى فيه خط العشواء وين؟ استعداء الدنيا كلها وقتال جميع الاطراف في العالم. وينك؟ الامة تطيق هذا الامة على هذا المستوى يعني فيها قدرة لهذا ولذلك لا سياسة شرعية ولا فقه الا من رحم الله. لاحظوا يا اخوان ترى مسألة ليست قضية سهلة هذه النبي عليه الصلاة والسلام في التلاتاشر سنة في مكة وسنتين في حتى بدأت معركة بدر وحتى وكيف بدأت وكيف يريدون القافلة في البداية وكيف واللي بعدها احد جاء المشركون وحتى اللي بعدها الخندق جاء المشركون وبعدها قال الان نغزو ولا نغزى يعني صارت وراح في الحديبية في العام السادس وراح ابتعد راح الى خيبر وراح وذهب وبعدها فتحت مكة بعد ثلاث سنوات من من ايش صلح الحديبية اللي كان كلها دعوة يعني صلح الحديبية اغتنم المسلمون ثلاث سنوات من عام ستة الى عام تسعة تجوب قوافلهم الدعوية ارجاء الجزيرة فكانوا في الحديبية الف وستمية جيش فتح مكة عشرة الاف من وين طلع الفرق؟ من نتيجة ثلاث سنوات في الدعوة نشاط ما فتح مكة شغلة سهلة اخضاع العرب القبائل ففرق عظيم بين ما كان يحدث مثلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من الاعداد والفقه والمرحلية وجهاد الدفع اولا ثم الطلب ثم والانتقال وصبر ثلاطعشر سنة في مكة وسنتين في المدينة خمسطعشر سنة من الاعداد والصبر ولذلك لا ليس بعجب ان ينجح اولئك ويفشل كثير من المغامرين ايه طيب بسط ابن القيم رحمه الله تعالى الكلام قال مما قاله في آآ هذا دل عليها قوله صلى الله عليه وسلم على قاعدة ايش العزم التام اذا اقترنت به مقدمات الفعل ينزل من عزم منزلة الفاعل في الثواب والعقاب قال دل عليها قوله صلى الله عليه وسلم اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال انه كان حريصا هذه حريصا هذه تحت خطين انه كان حريصا على قتل صاحبه. متفق عليه. وجاء في الترمذي ومسند احمد من حديث ابي كبش الانماري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وقال انما الدنيا لاربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بافضل المنازل عنده مال وعلم يعرف كيف يخرج الزكاة يعرف ما هي النفقات الواجبة عليه يعرف ما هي مراتب الصدقة يعرف ما هو الاحوج والانفع والاشمل اثرا بالعلم هذي الاعتبارات اللي سبق اللي ذكرناها الثلاثة في الصدقة هذه من من نتيجة ايش العلم في ناس عندهم اموال بس مساكين يعني يجيب ممكن ينفق ملايين في عمل يعني يعني عمل ما له مصلحة كبيرة ما عنده علم فقه ما فيه ولا رزق بواحد طالب علم يدله عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بافضل المنازل ابو بكر الصديق عثمان بن عفان عبدالرحمن بن عوف وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية. طبعا هذا محل الشاهد من الحديث بالنسبة لموضوعنا يقول لو ان لي مالا لعملت بعمل فلان بنيت المساجد ودور الايتام وحججت المسلمين الفريضة واجهت وانفقت في سبيل الله والاربطة ونشرت وانفقت في نشر العلم والدعوة الى الله وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو ان لي مالا لعملت لعملت بعمل فلان فهو بنيته فاجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهو باخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو ان لي مالا لعملت فيه بعمل فلان خلص رحت اشتريت طيارة خاصة وفطرت في مدري فين واتغديت مدري ايش ورحت تعشيت مدري في مدينة كذا ومدري ورحت الملاهي والبارات وما ادري ايش. واتخذت من العشيقات وسويت كذا وحطيت يخت في عرض البحر فيه خمر ونساء يلاه مثل فلان سويت مثل فلان من الفسقة الفجرة ارباب الاموال ورحت القمار وعملت وعملت وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو ان لي مالا لعملت فيه بعمل فلان هذا المسرف المبذر مرتكب بالمعاصي بالمال فهو بنيته فوزرهما سواء طب هذا لاقى مر ولا راح مع المومسات ولا انفق في الخمور الفاخرة اللي يقولون ولا لبس الحرير وهو الطبيعي وهو رجل. ولا فعل ولا ما ما عنده مع ذلك قال فوزرهما سواء هذا عمل القلب فاخبر عليه الصلاة والسلام ان وزر الفاعل والناوي الذي عزم سواء لانه اتى بنية ومقدوره التام من هذا الباب من كان له ورد يصليه من الليل فنام ومن نيته ان يقوم اليه غلب عينه نوم كتب له اجر ورده وكان نومه صدقة عليه من ربه ومثله المريض والمسافر اذا كان له عمل يعمله متعودا عليه اعتاد فشغل عنه بالمرض او السفر كتب له مثل عمله وهو صحيح مقيم ومثله هذا الحديث من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه. ونظائر هذا كثيرة انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى وانما لكل امرئ ما نوى من اعظم التجارات الرابحة مع الله تجارة النيات هذي بس احتجنا فقه تجارة النيات هذه يعني تجيب لك حسنات وانت ما ما عملت طبعا غير الاشياء التي تعملها. فيصير عندك مصدران يعني الاعمال الصالحة والنوايا الصالحة مصدران عظيمان للاجر