وان الله سامع وظن انه قد انفلت وهرب من اثبات الكلام لله عز وجل وما علم المسيكين ان من اثبت له السماع فانك تثبت له الكلام لان من يسمع يتكلم اي متعلق بالجار المجرور قبله فيكون المعنى ان القرآن منزل بواسطة جبريل من الله عز وجل حقا ثابتا لا مرية فيه فعلى هذا كلمة بالحق يكون متعلقا بكل ما سبق الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الحادي عشر من مجالس قراءتنا لرسالة العقيدة الوسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله مع اخواننا من طلاب العلم من اندونيسيا ونحن في مساء الاربعاء السابع عشر من شهر الله رجب عام اربعة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ونبدأ حيث كنا قد وقفنا على ما اورده المصنف رحمه الله فيما يتعلق الايات التي تتحدث عن صفة كلام الله جل وعلا حيث وقفنا على قوله ومن اصدق من الله حديثا. فنبدأ على بركة الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم شيخنا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم صلي وسلم بارك الله في شيخنا وفي السامعين وفي المسلمين جميعا يقول المؤلف شيخ الاسلام احمد بن عبدالوهاب ابن تيمية رحمه الله تعالى وقوله ومن اصدق من الله حديثا ومن اصدق من الله قيلا وقوله واذ قال الله يا عيسى ابن مريم وقوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وكلم الله موسى تكليما ومنهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات ولما جاء المسالمي قاتنا وكلمه ربه وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا وقوله واذ نادى ربك موسى ان ائت قوم الظالمين وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين وقوله تعالى ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون ويوما يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ احسنتم هذه الايات هي مؤكدة لقضية من القضايا العقدية المتعلقة بالايمان بالله جل وعلا وهو انه يجب على المسلم على المسلم ان يعتقد ان الله تبارك وتعالى موصوف بالكمال والجلال وليس موصوفا بالنقص وليس كالاصنام والاوثان التي لا تسمع ولا تبصر ولا تتكلم فهذه الايات فيها دلالة صريحة على ان الله جل وعلا يتكلم وهذا يعني انه سبحانه منزه عن صفة الخرس والخرس نقص والكلام كمال والله جل وعلا يوصف بانه متكلم ازلا وهو جل وعلا يتكلم في وقت دون وقت فحينئذ يقال الكلام من حيث كونه صفة فالله عز وجل موصوف بهذه الصفة ازلا وابدا فلم يأت وقت لم يكن فيه متكلم ولم يأتي وقت لم يكن قادرا على الكلام وانما هذا شأن المخلوقات المحدثات. فان الانسان اول ما يولد لا يتكلم ثم يتكلم والعجماوات اول ما تولد لا يكون تكون لها الاصوات ثم تصبح لها الاصوات وهكذا في باقي الموجودات فانها توجد ثم تكون لها الصفات اما الله تبارك وتعالى فهو متكلم ازلا ومتكلم ابدا والمحدثات قد تفقد صفة الكلام لعارض ما وذلك لنقص ذواتهم وبناء على ذلك تتجلى نقص صفاتهم بخلاف المولى جل وعلا فان ذاته العلية وصفات فصفاته المتعلقة بذاته علية كذلك صفاته الفعلية علية كذلك فيجب على المسلم ان يعتقد ان الله تبارك وتعالى متكلم ازى وابدا. اما كونه يوقع احاد كلامه في وقت معين لانه كلم جبريل وقال له اذهب فانظر الى الجنة والنار وكلم مع الملائكة وقال اني جاعل في الارض خليفة وكلم مع ادم وقال انبئهم باسمائهم وكلم مع موسى لما جاء الى الطور وناديناه من جانب الطور الايمن فهذا كلام من حيث الاحاد كان في وقت معين وهو من صفات الافعال بهذا الاعتبار ومما يدل على ان الله جل وعلا كلامه ليس ككلام البشر انه سبحانه وتعالى كلامه موصوف بانه احسن الكلام فلا احسن من كلامه سبحانه وتعالى وبان كلامه اصدق الكلام فلا اصدق من كلامه تبارك وتعالى وكلامه اصدق الحديث ولهذا اورد المصنف هذه الاية ومن اصدق من الله حديثا والجواب لا احد اصدق من الله حديثة وهنا الحديث يتعلق بالاخبار ومن اصدق من الله قيلا والقيل متعلق بالقول وهو الامر والنهي فالاول يكون المراد منه الاخبار كل اخبار الله عز وجل احسن واصدق ما يكون والثاني يتعلق امره ونهيه وهو القول قل افعلوا كذا يقولوا افعلوا كذا. قال افعلوا كذا قال لا تفعلوا كذا قال افعلوا كذا ولذلك اقواله كلها اوامره ونواهيه كلها اصدق الاوامر واصدق النواهي ومن اصدق من الله قيل فلما وصف خبره بالحديث علمنا انه كلام ولما وصف امره ونهيه بالقيل علمنا انه قول ولفظ ويتكلم وجاء هذا صريحا في القرآن في مواضع كثيرة قال ويقول وقلنا قل نهبط منها جميع اذ قال الله يا عيسى ابن مريم قال الله وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين فكل مشتقات قال ويقول وقلنا وقيل كل ذلك يدل ان الله جل وعلا يتكلم وتكلم و امر ونهى سبحانه وتعالى وفي قوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. جمع بين الصدق والعدل والصدق يكون متعلقا بالاخبار والعدل يكون متعلقا بالاحكام فكل خبر الله صدق وكل امر الله ونهيه عدل والصدق انما يكون على اكمل الوجوه. ولهذا وصف في اية النسا بقوله ومن اصدق من الله حديثا على وجه الاستفهام التقريري بمعنى لا احد اصدق من الله حديثة واوامره عدل وهو سبحانه وتعالى حكم عدل جل في علاه فاذا كان الامر كذلك فنعلم ان ما امر به هو العدل وما نهى عنه هو العدل فشرعه كله مبني على العدل وفيه دلالة على ان كلامه سبحانه وتعالى يوصف بانه كلام لانه قال وتمت كلمة ربك والكلمة التي تمت هنا ان كان المقصود بها الكلمة الكونية فهي قوله كن وهذا يكون فيما يتعلق بالايجاد وان كان المقصود بكلمة ربك الكلمة المفردة المظافة فهي تشمل الكلمات كلها من الاوامر والنواهي ويكون المقصود كلمات الله الشرعية التي فيها الامر والنهي يكون المقصود من الكلمة المضافة الى الرب تبارك وتعالى هي الكلمات الشرعية التي فيها الامر والنهي والقاعدة ان المفرد المضاف يعم ومعنى الكلمة المضافة تعم ان كل كلام الله جل وعلا فيما يتعلق باي امر واي نهي هو تام ما معنى وتمت كلمة ربك اي كل كلمة من كلام الله في اي امر باي نهي وفي اي خبر فهو على وجه التمام هذا اذا قلنا ان المقصود بالتمام هو التمام في الكلمات الشرعية المنزلة وهذا يكون دلالة على ان الله عز وجل اكمل شرعه بكلامه المنزل فيكون كقوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واما على التوجيه الاول لان المقصود وتمت كلمة ربك اي كلامه الكوني فانه كونا يقول الاشياء كن فتكون كونا قدر الامور الكونية والشرعية ووقعت الامور الكونية على وجه كلامه صدقا وعلى وجه حكمه عدلا. وهذا المعنى ايضا مستقيم وهذا من بلاغة القرآن انه يحتمل المعاني العدة التي لا تخالف بينها ولا تظال وسواء قلنا ان المقصود الكلمة الكونية كن او الكلمة الشرعية قال يقول قل فان فيه اثبات ان الله عز وجل يقال لاحد كلامه كلا وفي قوله تبارك وتعالى وكلم الله موسى تكليما فيه التصريح بالفعل الماضي المضاف الى الله جل وعلا اضافة الفعل الى فاعله وكلم الله موسى تكليما وتكليما مصدر والمصدر والمصدر يؤكد الفعل وينفي المجاز عند من يثبت المجاز فان المجازيين يقولون ان الفعل اذا اكد بمصدره فانه لا يحتمل معنى المجاز ولو قال الرجل آآ رأيت رجلا يخطب رؤية فمعنى هذا ان هذه الرؤية بصرية لانها مؤكدة بالمصدر لو قال الرجل تكلمت مع زيد كلاما لا يحتمل معنى غير المعنى الحقيقي عند من يقول بتقسيم الكلام الى حقيقة ومجاز واما قول من قال من المعتزلة ان المقصود بكلما يعني جرح كما قاله الزمخشري فانه بعيد حمله على ذلك مذهبه الغوي على ان يقول مثل هذا التفسير الغبي بمثل هذه الاية الصريحة الدالة الصحيحة على ان الله جل وعلا كلم موسى حقيقة ومن ذا الذي يجرأ ويقول ان الذي تكلم مع موسى انما كان هواء او كان خلقا او كان مخلوقا او كانت شجرة او كان الوادي انى لهذه الاشياء المحدثة المخلوقة ان تقول لموسى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني من يحترم عقله ويحترم نفسه لا يمكن ان يقول هذا الكلام ولذلك هذه الاية من اصلح الادلة على انه تبارك وتعالى يتكلم وفي قوله جل وعلا منهم من كلم الله تصريح لان الله تبارك وتعالى كلم بعض الرسل لان منهم بالتبعيظ اي من الرسل من كلم الله فمن الاولى للتبعيظ وهم الظمير راجع الى الرسل والانبياء ومن راجع لي الاحاد منهم منهم من كلم الله فدل على ان هناك فرقا بين من كلمه الله وبين من لم يكلمه الله ولكن انظر الى الجبل ما قال لا ارى لو قال لا ارى لانتفت الرؤيا مطلقا ولكن ذلك لانه موجود والموجود يرى فقال لن تراني يعني الان وفي اية القيامة وجوه يومئذ ناضرة فمن كلمه الله حصل له الرفعة لان الله كلمه مباشرة بخلاف من كلمه من لم يكلمه الله وانما كلمه بواسطة الملائكة فادم عليه السلام نبي مكلم بلا واسطة كلمه الله وقال انبئهم باسمائهم وموسى عليه السلام نبي مكلم بلا واسط وذلك في عند وادي الايمن من وادي الطور المبارك ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي مكلم بلا واسطة في ليلة الاسراء والمعراج وهذا التكليم حقيقي وليس المقصود به التكليم المنامي فان التكليم المنامي لم ينكره احد لانه نوع من الالهام يلقى يلقى في الروع ويسمع في النفس وفي قوله ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه تصريح وتأكيد على حصول الكلام مع موسى عليه السلام ولهذا يقولون ان رجلا من اهل البدع قرأ الاية في سورة النساء بالتقديم والتأخير فجعل الاية وكلم الله موسى تكليما باعتبار ان موسى متكلم لان من يسمع يتكلم ثم لو فرضنا ان الاية كما قرأها هذا الظال وكلم الله موسى تكليما وهي قراءة غير واردة الا في ذهنه فماذا يقول في اية الاعراف ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه فهنا ربه لا يحتمل الا الرفع لان الظمير كلمه ظمير في محل النصب باتفاق اهل اللغة فانه لا يتأتى ضمير النصب في محل الرفع فانت تقول اخذت كتابه لا يأتي الظمير الا مفعوله وهذا يؤكد على ان الله جل وعلا كلم موسى كلاما حقيقيا. وفي قوله جل وعلا وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا تصريح وتوضيح وبيان لان الله جل وعلا حصل منه نوع اخر من انواع الكلام وهو النداء والنداء نوع خاص من الكلام وكونه نادى وكونه ناجى وكونه قال وكونه تكلم وكون كلامه حديثا وكون كلامه قيل كل ذلك يؤكد ان الله جل وعلا متكلم حقيقة فان هذه الاوصاف لا يمكن ان يوصف بها المجازات او ما يصح ان يكون مجازا عند من يثبت المجاز فقوله وناديناه فيه اثبات لنوع خاص من الكلام وهو النداء فالرب تبارك وتعالى ينادي كما ينادي يوم القيامة واذا نادى يوم القيامة يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب وهنا نادى من جانب الطور الايمن موسى عليه السلام كان ذاهبا من مدينه الى مصر وهو في طريقه الى مصر كان يمشي في الوادي المبارك وجبل الطور على يمينه فالله ناداه من جانب الطور الايمن في الاية الاخرى جانب الطور الايمنة جانبة الايمنة صفة للجانب. وهنا جانب الطور الايمن الايمن صفة للجانب والايمن قيل في معناه قولاني الاول من جانب الطور الايمن اي من اليمن والبركة اي من جانب الطور المبارك وعلى هذا فيكون الايمن صفة للطور وعلى المعنى الثاني من جانب الطور الايمن اليميني عكس الشمال فيكون صفة لموسى عليه السلام اي من يمين من جانب يمين موسى في الطور وقربناه نجيا وقربناه نجيا اي قربناه للناجية ولنتخذه ونصطفيه وفي قوله جل وعلا واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين. هذا نداء فيه دلالة على ان الله يتكلم بصوت فان القول بلفظ والكلام من كلمة فما فوق ظروف والنداء يكون بصوت ولذلك سمع موسى عليه السلام صوتا وفي قوله وناداهما ربهما الم انهكما فيه دلالة ان الله نادى ادم وحواء وهما في الجنة فسمع صوت الرب تبارك وتعالى فقالا ربنا ظلمنا انفسنا وناداهما ربهما لم نهاكما عن تلكما الشجرة واقل لكما فنادى وقال لهما فدل على اثبات النداء والقول وفي قوله تبارك وتعالى ويوم يناديهم في سورة القصص ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون فيه دلالة على ان الله ينادي يوم القيامة ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين اذا هذا النداء يحصل في يوم القيامة فيسمعه اهل الموقف كلهم يسمعه اهل الموقف كلهم فينبغي علينا ان نثبت كلام الله جل وعلا على ما يليق به. واما من قال يلزم من اثبات الكلام كيت وكيت وكيت وكيت فهذه اللوازم انما اخذوها من اذهانهم التي تخيلت البشر المتكلمين او تخيلت الحيوانات المتكلمة والمحدثات وليس هناك مقارنة ولا مقاربة ولا مشابهة بين الخالق والمخلوق فالله جل وعلا يتكلم كيف شاء وتكلم سبحانه بلا كيف؟ نعم اسمعوني سبعة وعشرين. احسن الله اليكم ويقول وقوله وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون وقوله تعالى يريدون ان يبدلوا كلام الله قل لن تتبعون وقوله واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته وقوله ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون وقوله وهذا كتاب انزلناه مبارك وقوله لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله واذا بدلنا اية ما كان اية والله اعلم بما ينزل قالوا انما آآ انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر. لسان الذي يلحدون اليه اعجميا وهذا لسان عربي مبين. احسنت هذه الايات اوردها المصنف رحمه الله للدلالة على اثبات نوع معين من الكلام من كلام الله جل وعلا وهو اثبات الكلام المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص القرآن الكريم فكما يجب على المسلم ان يثبته ان الله تبارك وتعالى متكلم وتكلم مع بعض الانبياء والمرسلين من حيث العموم وتكلم مع ادم من حيث الخصوص ومع موسى عليه السلام من حيث الخصوص ومع محمد صلى الله عليه وسلم من حيث الخصوص في ليلة الاسراء والمعراج يجب ان نؤمن انه تكلم بالقرآن وانزله الرحمن بواسطة جبريل عليه السلام الى محمد عليه الصلاة والسلام فسمع جبريل القرآن من الله بصوت الله وسمع النبي عليه الصلاة والسلام القرآن من جبريل عليه السلام بصوت جبريل وسمع الصحابة القرآن وهو كلام الله بصوت النبي صلى الله عليه وسلم وسمع التابعون القرآن من الصحابة باصوات الصحابة والقرآن كلام الله والاصوات صوت المبلغين والقرآن الموجود بين الدفتين كلام الله والمداد مداد المخلوقين والقرآن الموجود في الصدور كلام الله عز وجل والصدر صدر المخلوق واللي كلامه الذي يقرأه القارئ هو كلام الله واللسان لسان المخلوق الذي يسمعه المستمع للقرآن هو كلام الله عز وجل وان كان الصوت صوت فلان وفلان فهذا القرآن حيثما تصرف فهو كلام الله عز وجل واذا اشكل عليك الامر فانظر يا رعاك الله لنفسك بصورة واحدة لو قال لك قائل انما الاعمال بالنيات هذا كلامي. فستكذبه لماذا تكذبه؟ لانك تعلم ان هذا الكلام هو كلام النبي عليه الصلاة والسلام بناء على هذا عندما يؤديه هو بلفظه او بصوته ليصبح الكلام كلامه. بل يقال هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأه فلان او هو بصوت فلان او سمعه فلان او كتبه فلان فاذا كان الامر كذلك فالقرآن كلام الله حيثما تصرف كتبه فلان او قرأه فلان او حفظه فلان او اه كان في صوت فلان او سمعه فلان فانه لا يتغير ولهذا قال جل وعلا ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون وفيه دلالة على ان القرآن فيه نوع خاص من الكلام وهو القصص ولهذا قال جل وعلا في اول سورة يوسف نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن فالقرآن فيه القصص وهو نوع من الكلام ووصف الله عز وجل هذا القرآن بانه قرآن اما مهموزا من قرأ يقرأ قراءة فمعنى القرآن اسم مصدر من قرأ يقرأ قراءة وقرآنا او انه علم. وبالنسبة للقرآن كلمة القرآن ترد في القرآن على المعنيين على معنى العلمية كما في اية فصلت هذه ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل. فهنا المراد به العلمية وقد تأتي كلمة القرآن مرادا بها المصدرية كقوله جل وعلا وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا اي وقراءة الفجر قرأت كلمة القرآن بغير همز. ان هذا القرآن بالتسهيل فيكون من قرع يقر قريا و قرا والاول هو الاشهر ووصف الله جل وعلا هذا القرآن بقوله وهذا كتاب انزلناه مبارك فالقرآن منزه وكونه منزل لا يخرجه عن كونه كلام الله. كما قلنا كونه مكتوبا في الالواح لا يخرجه عن كونه كلام الله كونه مقروءا لا يخرجه عن كونه كلام الله. فكونه منزلا فيه دلالة على امرين الاول ان الله في العلو فانزله من عنده والثاني ان الله عز وجل انزله بواسطة جبريل فان الكلام لا ينزل بنفسه انما حمله جبريل وحفظه فنزل به وهنا في قوله انزلناه مبارك وصف القرآن بانه طفى الكتاب المنزل بانه مبارك ولا تعارض في قولنا ان القرآن انزل من الله سمع جبريل القرآن من الله وانزل به الى محمد صلى الله عليه وسلم وبين قولنا القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ ومكتوب ونسخت منه نسخة ووضعت في السماء الدنيا في بيت العزة فان ذلك لا يتعارض مع كون جبريل سمع القرآن من الله جل وعلا كما لا يتعارض قولنا القرآن كان في الجلود واللي خافي والنخيل جذوع النخيل مع كون الصحابة سمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم اذا الله جل وعلا يرى يوم القيامة وتكتسب الوجوه الناظرة النظارة جعلني الله واياكم والدينا ومشايخنا وذرياتنا منهم وفي قوله جل وعلا على الارائك ينظرون. ينظرون الى ماذا لم يأتي فلا تعارض بين هذا وهذا و اهل السنة والجماعة متفقون ان جبريل عليه السلام لم يأخذ القرآن من اللوح المحفوظ وانما اخذه من الله عز وجل بدلالة الايات تنزيل من حكيم حميد ولم يقل من لوح محفوظ. ولا من بيت العزة تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت اياته من لدن حكيم حميد. اذا كل هذه الايات تؤكد ان القرآن سمعه جبريل من الله جل وعلا قل نزله رح القدس من ربك ولم يقل من بيت العزة ولا من السماء الدنيا وهذا موضع البيان ولا يجوز فيه التأخير في المقام وفي قوله لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله بالاية دلالة ظاهرة على عظمة هذا القرآن لو رنزلنا هذا القرآن على جبل من عظمته لرأيت الجبل خاشعا لماذا لو كان هذا مخلوق لما تخشع الجبل له لان الجبل مخلوق عظيم لا يتخشع لمخلوق اخر فلو ان القرآن كان مخلوقا لما وصف الجبل بهذا الوصف فلما علمنا انه كلام الله فخشعت الجبل لكلام الله عز وجل وهذا مثل كون الجبل صار دكا لما تجلى الله عز وجل له واصاب نور وجهه الجبل الذي كان موسى عليه السلام فجعله دكا وخر موسى صعيقا ومثل هذا قوله جل وعلا ولو ان قرآنا سيرت به الجبال والجواب لسارت او قطعت به الارض وجوابه لتقطعت او كل ما به الموتى والجواب لاحيوا اذن معنى هذا الكلام ولو ان قرآنا دل على عظمة هذا القرآن وذلك لانه من صفات الله جل وعلا وكلامه وفي قوله تبارك وتعالى في اية النحل واذا بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون بل اكثرهم لا يعلمون فيه دلالة ان الله جل وعلا يبدل الايات فيأتي بالناسخ ويزيل المنسوخ او يأتي بالناسخ ويرفع حكم المنسوخ وان لم يزله او يأتي بالناسخ ويبقي المنسوخ تلاوة وحكم لا حكما فالله جل وعلا يفعل ما يشاء وفي دل هذا على ان في احكامه من الامر والنهي ناسخ ومنسوخ في كلام الله جل وعلا اما في خبره فلا يقع التبديل. واحفظوا هذا عني لا يقع في الاخبار النسخ لماذا لانه لو وقع في الخبر النسخ للزم الكذب وربنا تبارك وتعالى كلامه وخبره كله صدق اما امره ونهيه فهذا لا يبعد لا عقلا ولا شرعا ان يأمر الملك عبيده بشيء ثم اه ينهاهم عنه لانه رأى منهم الالتزام والطاعة والعبادة هذا امر ليس فيه اي استحالة شرعية او عقلية اما تبديل ايات الخبرية فهذا يلزم منه الكذب. ولهذا لما اخبر الله عز وجل ان المنافقين لن يخرجوا مع محمد صلى الله عليه وسلم وقال له وامره ان يقول لهم لن تخرجوا معي ابدا وارادوا الخروج قال الله عز وجل يريدون ان يبدلوا كلام الله فإذا لا يقع التبديل في الاخبار ثم انه جل وعلا اخبر بانه لما ينزل اية مكان اية وهو سبحانه اعلم بما ينزل ماذا قال المفترون؟ قالوا انما انت مفتر يعني ليس هذا كلام الله فدلت هذه الاية بهذا الجزء من القول قالوا انما انت مفتى ان الذي يقول القرآن ليس كلام الله فقد وافق المفترين الذين قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام انما انت مفتر فان النبي عليه الصلاة والسلام يقول هذا القرآن كلام الله وليس من عندي والمشركون والكفار قالوا من عندك قد افتريت فمن قال القرآن ليس من عند الله ولا كلام الله فقد شابههم ولذلك قال جل وعلا بعدها قلنا نزله روح القدس من ربه فاذا القرآن منزه ونزل به جبريل روح القدس باتفاق المفسرين هنا هو جبريل عليه السلام اختلفوا في معنى الروح في ايات اخرى واتفقوا ان معنى رح القدس هنا هو جبريل عليه السلام وفي قوله من ربك دليل على بيان ابتداء الكلام من اين ابتدأ القرآن؟ ابتدأ من الله جل وعلا ويكون الكلام كلام من ابتدعه لا كلام من نقله وفي قوله جل وعلا بالحق الجار والمجروء يتعلق بماذا؟ انتبهوا يا طلاب العلم اخر الجار والمجرور ليصح تعلقه بكل ما مضى. فيكون المعنى ولننتبه قل نزله بالحق. اذا يصح ان يكون الجار المجرور متعلقا بالانزال. اي انزل حقا ويصح ان يكون بالحق متعلقا بروح القدس اي ان الذي جاء به روح القدس حقا ثابتا لا مرية فيه ويجوز ان يكون بالحق جار المجرور متعلق من ربك من ربك وفي قوله قل نزله روح القدس من ربه من ربه. الجار والمجرور متعلق بالظمير في قوله نزله الظمير راجع الى القرآن الى الكلام المنزل وفي قوله تعالى ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين. في ثلاثة اوصاف للقرآن مثبت وهدى وبشرى مثبت لان فيه الوعد والوعيد وهدى لان فيه الدلالات والبينات والعلم وهدى لان فيه نورا توضيحا وتبيانا كيف يصل الانسان الى الجنة وقوله ولقد نعلم انه انهم يقولون انما يعلمه بشر فيه دلالة على ظلال قول المشركين الذين يقولون ان هذا القرآن كلام بشر كلام مخلوق فمن زعم ان القرآن مخلوق فقد وافق قول المشركين الذين زعموا فقالوا ان هذا الا قول البشر فتوعدهم الله بسقر في قوله ساصليه سقر. وهنا قال عنهم ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمهم مباشرة الذي يقول القرآن مخلوق فكأنه يقول انما علم النبي بشر وهذا كلام لا يستقيم فان قال قائل لكن القرآن علمه النبي عليه الصلاة والسلام بواسطة جبريل وهذا انما هو من باب الاداء انما هو من باب الاداء والبلاغ لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين وهذا وصف من اوصاف القرآن انه لسان اي بمعنى لغة لسان يعني لغة فالقرآن معروف انه باللغة اي لغة لسان عربي مبين عربي يعني فصيح وليست عربية مكسرة وكانت العرب تتحدث بلهجات عدة منها عربية فصيحة كقريش ومنها عربيات فيها الفصاحة والغالب عليه. والغالب على بعضها الفصاحة لكن فيها شيء من العجبة ولذلك قال لسان عربي مبين اي لا عجبة فيه. وهذا وصف عظيم من اوصاف القرآن الكريم. نعم احسن الله اليكم وقوله وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة وعلى الارائك ينظرون وقوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة وقوله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وهذا الباب في كتاب نعم تمام. وهذا الباب في كتاب الله كثير. من تدبر القرآن طالب الهدى طالب الهدى منه تبين له طريق الحق. احسنت هذه الايات اوردها المصنف رحمه الله لبيان اثبات صفة من صفات الله عز وجل وهو انه سبحانه له وجه وانه جل وعلا يرى يوم القيامة فاهل السنة والجماعة يثبتون لله تبارك وتعالى صفة الوجه وانها من الصفات الذاتية كاليد صفة ذاتية فان الله سبحانه وتعالى له صفات ذاتية وصفات فعلية قد جاء في القرآن ما يدل على انه سبحانه يرى يوم القيامة اما في الدنيا فلا يرى لعموم قوله لموسى لن تراني. ومعنى لن تراني يعني في الدنيا وذلك لان الدنيا ليست بدار بقاء حتى يرى الباقي الدائم فيه جل في علاه وانما يرى الله سبحانه وتعالى في دار الديمومة والبقاء هل يمكن لاحدكم تأملوا في هذا المثال هل يمكن لاحدكم ان يطلب لقاء او رؤية ملك من ملوك الدنيا او رئيس من رؤسائها في مكان يكون فيه القذارة ويكون فيه المزبلة؟ الجواب لا يمكن هل يمكن لاحد منا ان يطلب من رئيس او ملك ان يراه وان يقابله في مكان مزلزل قابل للزوال في اي لحظة؟ الجواب لا. اذا كيف يطلب الناس يقولون لن نؤمن حتى نرى الله جهرا ولذلك موسى عليه السلام لما قال لربه ارني انظر اليك من الناحية العقلية يجوز ان الله يرى في الدنيا لكن الله سبحانه بحكمته اخبر موسى فقال لن تراني اي في الدنيا بالضاد يخطئ الصاد الى ربها ناظرة بالظاد اخت الطاء ناظرة بمعنى نظرة العيون الباصرة ولا يأتي المعتزلي ويقول ناظرة يعني الى ثوابها فان العرب تقول نظرت الى كذا لا تكون الا بالعين نظرت الى القمر ليلة البدر نظرت الى الشمس صحوا اما اذا عديت نظرت بغيري الى فتحتمل معنى اخر كقولنا نظرت في المسألة هذه نظرة قد تكون عقلية فكرية وتقول نظرتك اي اخرتك وتقول اه انتظرتك وتقول نظرتك بمعنى انتظرتك اما اذا عديت باله فلا تحتمل الا الرؤية البصرية ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام كما سيأتي في الاحاديث انكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر المتعلق بل حذف فدل على ان المعنى على الارائك ينظرون الى ربهم ينظرون الى ربهم وهذا جاء بعد قوله عن الكفار كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ولما ذكر حجب اعدائه ذكر بعد ذلك ما لاوليائه. وذلك انهم لا يحجبون. فقال على رأيك ينظرون وفي قوله جل وعلا للذين احسنوا الحسنى وزيادة الحسنى اينما جاءت القرآن فهي الجنة والزيادة هنا جاء تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى بانه النظر الى وجه الله تبارك وتعالى وفي قوله سبحان لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد المزيد النظر الى وجه الله تبارك وتعالى وسيأتي بيان مزيد من هذا في الاحاديث الواردة تحت هذا الباب. ثم قال المصنف في ختم هذا الفصل وهذا الباب اي فيما ورد بالاسماء الله وصفاته وافعاله المختصة به المظافة اليه في كتاب الله كثير فهذا الذي ذكره غيظ من فيض بل ثلث القرآن في الحديث عن الله عز وجل من تدبر القرآن طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق وهو ان الله جل وعلا ليس كمثله شيء وتثبت له الصفات والافعال على وجه يليق به سبحانه وتعالى من غير ان يكون في ذلك مشبها او مشابهة مشابهة هذه الصفات لصفات المحدثين المخلوقين وهو سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهو سبحانه الله الاحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد الله له الاسماء الحسنى ولا نعلم له سمية. نكتفي بهذا القدر. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح اذا عندكم اسئلة خمس دقائق قبل الاذان تفضل تفضلوا يا اخوة لمن اراد يسأل يا شيخنا احسن الله اليكم يا شيخنا. السؤال اه سعيد بيقول اه هل يراوغ في اه هل يرى الله في منا من شيخنا هذه المسألة رؤية واتمنى هذه المسألة رؤية الله في المنام تكون على قدر الايمان عند جمهور اهل السنة والجماعة نعم احسن الله اليكم سؤال ممكن اخير يا شيخنا؟ تفضل آآ جاء في الحديث آآ حجابه النور لو كشفه لاحقر لاحرقت لاحرقت ايوة آآ ما المقصود من هذا الحديث؟ بارك الله فيكم معناه ان الله جل وعلا حجابه النور وانه سبحانه وتعالى وجهه نور فلو انه ازاح الحجاب فانا نور وجهه تحرق الموجودات فان قال قائل فكيف ينظرون اليه يوم القيامة؟ فالجواب يقويهم الله تبارك وتعالى ويمكنهم من ذلك كما مكن العباد بقدرته جل وعلا الا يتضرروا من ضوء الشمس هناك الاخوة رافعين ايديهم اذا تسمح لهم يسألون لا من شهران اه تفضل سفيان علي طيب يا جزاك الله خير يا سيد آآ آآ سؤال ايه اللي اه اه ماذا نفهم من ايتين الاولى؟ الاية قال الله تعالى الكل نزله روح القدس من ربك بالحق وبين اية بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ نعم لا تعارض بين الايتين فنحن نقول القرآن كان في الجلود وفي اللخاف وفي العظام وكان في بصدر النبي عليه الصلاة والسلام وليس هناك تعارض في قول بين قولنا نحن نتكلم الان وكلامنا مكتوب في اللوح المحفوظ الله جل وعلا كلامه وافعاله ما يفعله في الكون في الارض مكتوب في اللوح المحفوظ وهو ايضا في نفس الوقت تكلم الله جل وعلا به فانزله جبريل عليه السلام. اذا في لوح محفوظ هذا حديث عن كتابة القرآن. القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ قل نزله رح القدس من ربك هذا المسموع نعم تفضل يا عبدالرحمن ابو تفضل. جزاك الله خير يا عبد الرحمن تفضل احسن الله اليكم يا شيخنا. عندي سؤال اه ما الفرق بين ما الفرق اساسي بين اهل السنة والجمع وعشائره في باب شيخنا نحن من الدرس الاول نبين بعض الفروقات الاساسية لكن الاصل الاصل الاول انهم يقدمون العقل على النقل واهل السنة يقدمون النقل على العقل الاصل الثاني انهم يقولون الايمان التصديق. واهل السنة يقولون الايمان قول وعمل الاصل الثالث ان اهل السنة يثبتون جميع الاسماء والصفات وان الشاعر لا يثبتون الا صفات السبع التي يسمونها صفات المعاني. الاصل الاخر ان اهل السنة والجماعة يرون السمع والطاعة لولاة الامر. وان جاروا وظلموا وهم لا يرون ذلك في بعض الاصول بالاختصار الان اعتذر منكم جميعا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته