هذه القصة لم تثبت والصواب ان الاية عامة ومنهم على طريقة منهم ما دام الله قال منهم فلا ينبغي البحث من هو ولا ينبغي ان يعين قصص لم تثبت من المراد نعم الله واخذ بناصيتها قوله تعالى ذلك بان الله لم يكن مغير النعمة انعمها على قوم لايات ذلك العذاب الذي يوقعه الله بالام الكذبة وزال عنه ما هو فيه من النعم والنعيم بسبب الاسرى وشره وشرهم ان ارادوا خيانة قوله تعالى ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا باموالهم الاية هذا عقد موالاة ومحبة عقدها الله بين المهاجرين الذين امنوا وهاجروا في سبيل الله وتركوا قيل وقيل لهم لا تقربوا المسجد الحرام بعد عامكم هذا وكان ذلك سنة تسع من الهجرة وحج بالناس ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه واذن ببراءة يوم النحر ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ثم رغب تعالى المشركين بالتوبة من الاستمرار على الشرك فقال فان تبتوا فهو خير لكم وان توليتم فاعلموا انكم غير بل انتم في غبضته. قادر ان يسلط عليكم عباده المؤمنين الذين كفروا بعذابنا مؤلم مفظع في الدنيا بالقتل والاسر والجلاء وفي الاخرة بالنار وبئس القرار. الا الذين عاهدتم الى المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا الاية اي هذه البراءة التامة المطلقة من جميع المشركين الا الذين عاهدتم من المشركين واستمروا على عهدهم ولم يجر منهم ما يوجب النقض فلا ناقصوكم شيئا ولا عاونوا عليكم احدا فهؤلاء الذي لا دور فيه ولا ظلم. يعني هذه الرؤية وقعت مناما ووقعت واقعا. فالرسول صلى الله عليه وسلم اراه الله قم قليلا والصحابة لما التقوا مع الكفار رأوهم قليلا والعكس. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا سائل يسأل عن قوله تعالى ويكلم الناس في المهد وكهلا يقول المهد معروف يعني في اثناء الولادة وكهلا هل المقصود حين ينزل عيسى اخر الزمان؟ حيث انه رفع وكان شابا هذا احد الاقوال في التفسير وقد اشرنا الى هذا والقول الاخر ان معنى كهلا يعني في تمام قوتك وهو الشباب يقول السائل هل يليق ان يقول الشيخ المفسر رحمه الله ان الجبل اندك انزعاجا من الله؟ هل لفظ انزعاجا صحيح ام خشية هو ليس مراد الشيخ انزعاج بمعنى التضجر لا انزعاج بمعنى عدم التحمل انزعاج بمعنى عدم التحمل هذا السائل كتب ما اعرف شلون اقرا اه هذا هو المجلس الحادي عشر من مجالس القراءة والتعليق على كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير اهل القرآن العلامة المفسر الوصول الفقيه الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وكنا قد وقفنا على الاية الحادية والاربعين من سورة الانفال فنبدأ على بركة الله والقراءة مع الشيخ عبد السلام سعيد الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فغفر الله لشيخنا والحاضرين قال مؤلف رحمه الله تعالى قول الله تعالى واعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله وللرسول الاية يقول تعالى واعلموا ان ما غنمتم من شيء اخذتم من ما كفار قهرا بحق قليلا كان او كثيرا فان لله يخمسه اي باقيه لكم ايها الغانمون. لانه اضاف الغنيمة اليهم واخرج منها خمس ابدل دل على ان الباقي لهم يقسم على ما قسمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل سهمه الفارس السهماني لفرسه وسهم له واما هذا الخمس. واما هذا قمت فيقسم خمسة اسهم سهم لله ولرسوله يصرف مصالح المسلمين العامة من غير تعيين لمصلحة لان الله جعله للهو ولرسوله والله ورسوله غني فعلم انه لعباد الله فاذا لم يعين الله له مصرفا دل على ان مصرفه للمصالح العامة. والخبث الثاني للقرابة هو قرابة صلى الله عليه وسلم بني هاشم بن المطلب فاضافه الله الى القرابة دليل على ان العلة في مجرد القرابة فيستوي فيه غني وفقير ذكرهم وانثاهم والخبث الثالث لليتامى هم الذين فقدت اباهم او صغار جعل الله لهم خمسا خمس الخمس رحمة بهم حيث كانوا عاجزين عن القيام صالح وقد فقد من يقوم من مصالحهم. والخمس الرابع للمساكين للمحتاجين الفقراء من صغار وكبار ذكور واناث. والخمس الخامس لابن السبيل وهو الغريب المقطر به في غير بلده وبعض المفسرين يقول ان خبث الغنيمة لا يخرج عن هذه الاصناف. ولا يلزم ان يكونوا فيه على السواء بل ذلك تبعا وهذا هو الاولى وجعل الله اداء الخمس على وجهه شرطا للايمان فقال ان كنتم امنت بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان وبدري ان الذي فرق الله به بين الحق والباطل واظهر الحق وابطل الباطل يوم التقى الجمعان جمع المسلمين وجمع الكافرين بالله وبالحق الذي انزله الله على رسوله يوم الفرقان الذي حصل فيهم الايات والبراهين ما دل على ان ما جاء به هو الحق والله على كل شيء قدير لا يغالبه احد الاغلبة اذا تنبي العدوة الدنيا اي بعدوة الوادي القريبة من المدينة وهم بعدوته اي جانبه البعيدة من المدينة فقد جمعت واد واحد والركب الذي خرجتم لطلبه واراد الله غيره اسفل منكم مما يلي الساحل البحر ولو تواعدتم انتم واياهم على هذا الوصف بهذه اختلفتم في الميعاد اي لابد من تقدم او تأخر او اختيار مزج او غير ذلك مما يعرض لكم او لا هم يصدفكم عن ميعادهم ولكن الله جمعكم على هذه الحال ليقضي الله امرا كان مفعولا مقدرا في الازل لابد من وقوعه ليهلك من هلك عن بينة ليكون حجة وبينة فيختار الكفر فيختار الكفر على بصيرة وجزم ببطلانه فلا يبقى له عذر عند الله ويحيى من حي عن بينة ان يزداد المؤمن بصيرة ويقينا ويقينا بما رأى الله بما ارى الله الطائفتين من ادلة الحق وبراهينه ما هو تذكرة لاولي الالباب لجميع الاصوات باختلاف اللغات على تفن الحاجات عليهم بالظواهر والضمائر والسرائر والغيب والشهادة قوله تعالى يدريكم الله في منامك قليلا الايات وكان الله قد ابى رسول المشركين في الرؤيا العدو العدو قليلا فبشر بذلك اصحابه فاطمئنت قلوبهم وثبت افئدتهم ولو اراكهم كثيرا فاخبرت فاخبرت بذلك اصحابك لفشلتم ولتنازعتم في الامر فمنكم من يرزقنا على قتالهم ومنكم من يرى ذلك والتنازع مما يوجب الفشل ولكن الله سلم لطف بكم انه عليم بذات الصدور بما فيه من ثبات وجزع وكذب فعلم الله من قلوبكم ما صار سببا للطفه. واحسانه بكم وصدق رؤيا رسوله صلى الله عليه وسلم فار الله المؤمنين عدوهم قليلا في ويقللكم يا معشر المؤمنين في اعينهم فكل من الطائفتين اثر الاخرى قليلة لتقدم كل منهما على الاخرى ليقضي الله امرك الكافرين وقتل قادتهم ورؤساء الضلال منهم ولم يبقى منهم احد له اسم يذكر فتيات فيتيسر بعد ذلك انقيادهم اذا دعوا الى الاسلام فصار ايضا بالباقيين الذين من الله عليهم بالاسلام والى الله ترجع الامور جميع امور الخلائق ترجع الى الله فيميز الخبيث من الطيب ويحكم في الخلائق بحكمه العادل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون الايات. يقول تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم طائفة من الكفار قاتلكم فاثبتوا لقتالها واستعملوا الصبر وحبس النفس على هذه الطاعة الكبيرة التي عاقبتها العز والنصر واستعينوا على ذلك بالاكثار من ذكر الله لكم تفلحون تدركون ما تطلبون من الانتصار على اعدائكم فالصبر والثبات والاكثار من ذكر الله من اكبر اسباب النصر. واطيعوا الله ورسوله باستعمال ما امر به والمشي خلف ذلك في جميع الاحوال ولا تنازعوا تنازعا يوجب تشتت القلوب وتفرقها فتفشلوا فتجبنوا وتذهب ريحكم اي تنحل عزائيكم وتفرق قوتكم ويرفع ما وعدتم به من النصر على طاعة الله ورسوله. واصبروا نفوسكم على طاعة الله ان الله مع الصابرين بالعون والنصر والتأييد واخشعوا لربكم واخضعوا له ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئى الناس ويصدون عن سبيل الله هذا مقصدهم الذي خرجوا اليه وهذا الذي ابرزهم من ديارهم لقصد الاشهر والبطل في الارض وليراهم الناس ويفخر لديهم. والمقصود الاعظم انهم خرجوا ليصدوا عن سبيل الله من اراد سلوكه والله ما يعملون محيطه فلذلك اخبركم بمقاصدهم وحذركم ان تشبهوا بهم وحذركم ان تشبهوا به فانه سيعاقبهم على ذلك اشد العقوبة قصدكم في خروجكم وجه الله تعالى وعلى دين الله والصد عن الطرق الموصلة الى سخط الله وعقابه وجذب الناس الى سبيل الله القويم الموصل لجنات النعيم واذ زين لهم الشيطان اعمالهم حسنها في قلوبهم وخدعهم وقال لا غالب لكم اليوم للناس فانكم في عدد وعدد وهيئات لا يقاومكم فيها محمد معه واني جار لكم من ان يأتيكم احد ممن تخشون غائلته لان ابليس قد تبدى لقريش في سورة سراقة ابن مالك ابن الجعشم المدلجي يخافون من بني مدلج لعداوة كانت بينهم. فقال الشيطان انا جار لكم فاطمأنت نفوسهم واتوا على حرد قادرين فلما تراءت الفئة والكفار فرأى الشيطان جبريل عليه السلام يزع يزع الملائكة خاف خوفا شديدا ونقص على عقبيه ولى مدبرا وقال لمن وبرهم اني اني بريء منكم اني ارى ما لا ترون ارى الملائكة الذين لا يدان لاحد بقتالهم اني اخاف الله يخاف ان يعادلني بالعقوبة في الدنيا والله شديد العقاب ومن المحتمل ان يكون الشيطان قد سوى له وسوس لهم في صدورهم انه لا غالب لهم اليوم من الناس وانه جار لهم فلما اوردهم موالدهم نكص ثم تبرأ منه كما قال تعالى كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني اخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين. هذا الاحتمال بعيد لان ما المقيس عليه وهو كمثل الشيطان اذ قال للانسان اذكر هذا واقع سيقع سيكبر الشيطان ممن امن به في النار. ويقول له الشيطان هذا الذي اخبر عنه الرحمن القول الذي قاله الشيطان والمجاورة التي اعطاها لهم الشيطان هذه كانت حقيقية. نعم اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض يشك شبهة من ضعفاء الايمان المؤمنين حين اقدموا على قلتهم على قتال المشركين مع كثرتهم غر هؤلاء دينهم ان يوردهم الدين الذي هم عليه هذه الموارد التي لا يدان لهم بها ولا استطاعة لهم بها يقولونها واحتقارا لهما استخفافا لعقولهم والله الاخفاء عقولنا الضعفاء فان الايمان يجيب لصاحب الاغنام عن الامور الهائلة التي لا يقدم عليها الجيوش العظام. فان المؤمن المتوكل على والله الذي يعلم انه ما من حول ولا قوة ولا استطاعة لاحد الا بالله تعالى وان الخلق لو اجتمعوا كلهم على نحو شخص مثقال ذرة لم ينفعه ولو اجتمعوا على ان يضروه لم يضروه الا بشيء قد كتبه الله عليه وعلم انه على الحق وان الله تعالى حكيم رحيم في كل ما قدره وقضاءه فانه لا يبالي ما اقدم عليه من قوة وكثرة وكان واثقا بربه مطمئن القلب لا فزعا ولا جبانا ولهذا قال ومن يتوكل على الله فان الله عزيز لا يغالب قوته قوة. حكيم فيما فقضاه واجراه قوله تعالى ولو ترى يتوفى الذين كفروا الملائكة الايات يقولوا تعالى ولو ترى للذين كفروا بايات الله حين توفاهم الملائكة الموكلون بقبض ارواحهم وقد اشتد بهم خلق وعظم كربهم والملائكة يضربون اوجههم وادبارهم يقولون لهم اخرجوا انفسكم يقولون لهم اخرجوا انفسكم ونفوسهم ممتنعة عن الخروج لعلمها ما امامها من العذاب الاليم ولهذا قال وذوقوا عذاب الحريق العذاب الشديد المحرق. ذلك العذاب حصى لكم لعلكم غير ظلم ولا جور من ربكم وانما هو بما قدمت ايديكم من المعاصي التي اثر اسرت لكم ما اسرت وهذه سنة الله في الاولين والاخرين فان باب هؤلاء المكذبين اي سنتهم واجرى الله عليهم من الهلاك بذنوبهم كذا بال فرعون والذين من قبله من الامم المكذبة كفروا بايات الله فاخذهم الله بالعقاب ذنوبهم ان الله قوي يشدد العقاب لا يعجزه احد يريد اخذه ما من دابة وتغييرهما امباب انفسهم. فان الله لم يكن مغيرا نعمة انعمها على قوم نعم الدين والدنيا بل يبقيها ويزيدهم منها ان ازدادوا له شكرا حتى يغيروا ما بانفسهم الى الطاعة المعصية ويكفروا نعمة الله ويبدلوا بها كفرا. فيلبسهم اياها ويغيرها عليهم كما غيروا ما بانفسهم ولله الحكمة ذلك والعدل والاحسان الى عباده حيث لم يعاقبهم الا بظلمهم وحيث وجذب قلوب اوليائه اليه بما يذيق العباد من النكال اذا خالفوا امره وان الله سميع عليم ان يسمع جميع ما نطق به الناطقون سواء من من اسر القول ومن جهر به ويعلم ما تنطوي عليه الضمائر وتخفيه السرائر فيجري على عباده من الاقدار ما اقتضاه علمه وجرت به مشيئته بذنوبهما كل بحسب جرمه واغرقنا ال فرعون وكل من المهلكين والمعذبين كانوا ظالمين الله ولا اخذهم ولا اخذهم بغير جرم اقترفوه فليحذر المخاطبوه مخاطبون ان يشابهوهم في الظلم في حل الله بهم من عقابه ما احل باولئك الفاسقين. قوله تعالى ان شر الدواب عند الله الذين كفروا الاية هؤلاء الذين جمعوا هذه الخصال قال الثلاثة الكفر وعدم الايمان والخيانة بحيث لا يثبتون على عهد عاهدوه ولا قول قالوا هم شر الدواب عند الله فهم شر من الحمير والكلاب غيرها لان الخير معدو منهم شر متوقعون فيهم فاذهاب هؤلاء ومحكومهم والمتعين الا يسرد لغيرهم ولهذا قال فاما تثقفنه في الحرب تجدن انه في حال المحاربة بحيث لا يكون لهم عهد وميثاق. فشرد بهم ما خلفهم نكل بهم غيرهم واوقع بهم من العقوبة ما يصيرون عبرة من بعدهم لعلهم اي من خالفهم اي من خلفهم يتقون صنيعهم لئلا يصيبهم ما اصابهم وهذه من فوائد العقوبات حدود تابعة على المعاصي انها سبب الازدجار من لم يعمل المعاصي بل وزجرا لمن عملها الا يعاودها ودل تقييد هذه العقوبة بالحرب ان الكافر ولو كان كثير القيامة سريع الغدر انه اذا اعطي عهدا لا يجوز خيانته وعقوبته قوله تعالى واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء ان الله لا يحب الخائنين واذ اي واذا كان بينك وبين قوم عهد وميثاق على ترك القتال فخفت منه قيادة بان ظهر من قرائن احوال ما يدل على خيانتهم من غير تصحيح منهم بالخيانة. فانبذ اليهم عهدهم ويرميه عليهم واخبرهم انه لا عهد بينك وبينهم على سواء حتى يستوي علمك وعلمهم بذلك ولا يحل لك ان تغدرهما وتسعى في شيء مما مات مما منع مما منعه موجب العهد حتى تخبره هم بذلك ان الله لا يحب الخائنين بلغوه اشد البغض فلابد من امر بين بين يبرئكم من الخيانة ودلت الاية على انه اذا وجدت الخيانة المحققة منهم لم يحتجن ان ينبذ اليهم عهدهم. لانه لم لانه لم لانه لم يخفى منهم علم ذلك ولعدم الفائدة ولقوله على سواء وهنا قد كان معلوما عند الجميع غدركم ودل مفهومها ايضا انه اذا لم يخف منه خيانة فان لم يوجد منهم ما يدل على ذلك انه لا يجوز نبذ العهد اليهم بل يجب الوفاء به الى ان تتم مدته. وهذا فيه الحث على العهود والمواثيق بيننا وبين الكفار وانه ينبغي المحافظة عليها ما دام في ذلك حقن لدماء المسلمين. نعم قوله تعالى ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا انهم لا يعجزون لا يحسب الكافرون بربهم المتكذبون باياته انهم سبقوا الله وفاتوه انهم لا يعجزونه والله لهم بالمرصاد وله تعالى الحكمة البالغة في امهالهم وعدم المعادلة بالعقبة التي من جملتها ابتلاء عباده المؤمنين وامتحانون وتزودهم من طاعة ومرضهما يصلون به المنازل العالية باخلاقهم وصفات لم يكونوا بغيره بالغيها. فلهذا قال لعباده المؤمنين واعدوا لهم ما استطعتم من قوته ومن رباط الخيل الاية اي واعدوا لاداءكم بكفار الساعين في هلاككم وابطال دينكم ما استطعتم من قوة كل ما تقدرون عليه من قوة العقلية بدنية وانواع الاسلحة ونحو ذلك مما يعين على قتالهم فدخل في ذلك انواع الصناعة التي تعمل فيها اصناف الاسلحة والالات من المدافع والرشاشات والمنازل الطيارات الجوية والمراكب البرية والبحرية والحصون والقلاع والخنادق والات الدفاع والرأي والسياسة التي بها يتقدم المسلمون يندفع عنهم به شر وتعلم الرمي والشجاعة والتدبير. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ان القوة الرمي ومن ذلك الاستعداد للمراكب محتاج اليها عند القتال ولهذا قال تعالى من رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وهذه علة موجودة فيها في ذلك الزمان وهي ارهاب الاعداء ودروع مع علته فاذا كان موجودا شيء شيء اكثر ارهابا منها كالسيارات البرية والهوائية المعدة للقتال التي تكون بان تكون النكاية فيها اشد كانت امورا مأمورا بالاستعداد بها وسائر تحصيلها حتى انها اذا لم توجد الا بتعلم الصناعة وجب ذلك لان ما يتم الواجب الا به فهو واجب. وقوله ترهبون به عدو الله وعدوكم ممن تعلمون انهم اعدائكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم مما يقاتلونكم بعد هذا الوقت الذي يخاطبهم الله به الله يعلمهم. فلذلك امرهم بالاستعداد لهو من اعظم ما يعين على قتالهم بذل النفقات المالية جهاد الكفار ولهذا قال تعالى ان النفقة في سبيل الله تضاعف الى سبعمائة ضعف الى ضعف كثيرة وانتم لا تظلمون لا تنقصون من اجرها وثوابها شيئا قوله تعالى توكل على ربك فان في ذلك فوائد كثيرة منها ان طلب العافية يطلب كل وقت. فاذا كانوا هم مبتدئين في ذلك كان اولى لاجابتهم ومنها ان في ذلك ادماما واستعدادا منكم للقتال في وقت اخر ان احتيج الى ذلك. ومنها انكم اذا اصلحتم وامن بعضكم بعضا وتمكن كل من معرفة ما عليه الاخر فان الاسلام يعلو ولا يعلى عليه كل من له عون وبصيرة اذا كان معه انصاف فلا بد ان يؤثره على غيره من الاديان لحسنه في اوامره ونواهيه وحسنه في معاملته للخلق والعدل فيهم وانه ولا فيه ولا ظلم بوجهه فحينئذ يكسو الراغبون فيه والمتبعون له فصار هذا السلم نوعا صار هذا السلم عونا للمسلمين على الكافرين ولا يخاف من السمع الا خصلة وخصلة واحدة وهي ان الكفار ان يكون الكفار قصدهم بذلك خدع المسلمين وانتهاز الفرصة بهم اخبرهم الله حسب مكاذيب خداعهم. وان ذلك يعود عليهم ضره فقال وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله كافيه كما يؤذيك وهو القائم من صالحك اتك فقد سبق لك من كفايته لك ونصره ما يطمئن به قلبك. فلهو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين اعانك بمعونة سماوية وهو النصر منه الذي لا يقاومه شيء ومعونة بالمؤمنين بان قيدهم لنصرك. والف بين قلوبهم فاجتمعوا واختلفوا وازدادت قوتهم باجتماعهم ولم يكن هذا بسعي احد ولا بقوة غير قوة الله فلو انفقت ما في الارض جميع من ذهب وفيضة وغيرهما لتأليفهم بعد تلك النفرة والفرقة الشديدة ما الفت بين قلوبهم لانه لا يقدر على تغليب القلوب الى الله تعالى ولكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم وعزته ان الف بين قلوبهم ما جمعها بعد الفرقة فقال تعالى اذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها. ثم قال قال يا ايها النبي حسبك الله وحسبك الله يكافيك ومن اتبعك من المؤمنين اي وكافي اتباعك من المؤمنين وهذا وعد من الله لعباده المؤمنين متبعين بالكفاية والنصرة على الاعداء فاذا اتوا بالسبب الذي هو الايمان والاتباع فلابد ان يكفيهم ما اهمهم من امور الدين والدنيا وانما تتخلف الكفاية بتخلف قوله تعالى يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال الايات يقول تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم يا ايها النبي حرضوا مني على القتال حقهم ونهضهم الي بكل ما يقوي همم وينشط وهمم من الترغيب في الجهاد ومقارنة الأعداء والترهيب من ضد ذلك وذكر فضائل الشجاعة والصبر ما يترتب على ذلك من خير الدنيا والآخرة وذكر المظالم الجبن وانه من الاخلاق الغظيبة المنقصة للدين والمروءة وان الشجاعة بالمؤمنين اولى من غيرهم ان تكونوا تعلمون فانهم يعلمون كما تعلمون وترجون من الله ما لا يرجون ان يكن منكم ايها المؤمنون عشرون صابرون يغلبوا مئتين وان يكن منكم مئة يغلب الفا من الذين كفروا كفروا يكون الواحد بنسبة عشرة من الكفار وذلك بان الكفار قوم لا يفقهون. لا علم عندهم بما اعد الله للمجاهدين في سبيله فهم يقاتلون لاجل علو في الارض والفساد فيها وانتم تفقهون المقصود من حتى لانه على الاعلاء كلمة الله واظهار دينه والذب عن كتاب الله وحصول الفوز الاكبر عند الله. وهذه كلها دواعي للشجاعة والصبر والاقدام القتال ثمان هذا الحكم خففه الله على عباده فقال الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا فلذلك اقتضت رحمته وحكمته التخفيف منكم مائة صابرة يغلب مائتين وايكم منكم الف يغلب الفين باذن الله والله مع الصابرين بعونه وتأييده. وهذه الايات صورتها صورة اخبار عن المؤمنين بانهم اذا بلغوا هذا المقدار المعين يغلبون ذلك المقدار المعين في مقابلته من الكفار. وان الله يمتن عليه بما جعل فيه من الايمانية ولكن معناها حقيقتها وحقيقتها الامر وان الله امر المؤمنين في اول الامر ان الواحد لا يجوز له ان يفر من العشرة والعشرة من المئة والمائة من الالف ثمان الله صفف ذلك فصار لا يجوز فرار المسلمين لمثله من الكفار فان زادوا على مثلهم جاز لهم الفرار لكن يرد على هذا امران احدهما انها بصورة الخمر ان يكون على بابه وان المقصود بذلك الامتنان والاخبار بالواقع. والثاني تغيير ذلك العددين ان يكونوا صابرين بان يكونوا متدربين على الصبر وهذا انهم اذا لم يكونوا صابرين فانه يجوز لهم الفراق. فانه يجوز لهم الفرار ولو اقل من مثليهم اذا غلب على ظنهم الضرر كما تنقضي الحكمة الالهية ويجاب عن الاول بان قوله لا نخفف الله عنكم الى اخر ادم وعلى ان هذا الامر لازم وامر محتم. ثم ان الله خففه الى ذلك العدد فهذا ظاهر في انه امر وان كان في صيغة الخبر وقد يقال ان في اتيانه بلفظ الخبر نكتة بديعة لا توجد فيه اذا كان بلفظ الامر. وهي تقوية قلوب المؤمنين والبشارة بانهم سيغلبون الكافرين ويجاب عن الثاني ان المقصود بتغيير ذلك بالصابرين ان وحثنا على الصبر لانه ينبغي منكم ان تفعلوا الاسباب الموجبة لذلك. فاذا فعلوها صارت الاسباب الايمانية والاسباب المادية مبشرة بحصول ما اخبر الله به من النصر العدد القليل يعني ان قوله ان يكن منكم عشرون صابرون يغلب مئتين هو خبر بمعنى الامر. فاذا كان منكم من شؤون صابرون فيجب ان تغلبوا المئتين او فاغلبوا المائتين. هذا خبر بمعنى الامر. نعم قوله تعالى ما كان الذين ان يكون لهم اسرى حتى يسكن في الارض الايات هذه معاتبة من الله ورسوله وللمؤمنين يوم بدنه اذا ساروا المشركين وكان رأي امير المؤمنين عمر بن الخطاب في هذه الحال قتلهم واستئصالهم. فقال تعالى ما كان الذين يكون له اسرى حتى يسكن في الارض ما ينبغي ولا لا يليق به اذا قتل الكفار الذين يريدون ان يطفئوا نور الله ويسعون اخماء دينه والا يبقى على وجه الارض ممن يعبد الله ان يتسرع بلا اسرهم وابقاء من اجل الفداء الذي يحصل منه وهو عرض قليل بالنسبة للمصلحة المقتضية لعبادته وابطال شره فما دام لهم شروا فاذا فاذا اسخنوا وبطل شرهم وضح الامر فحين اذ لا بأس باخذ الاسرى منهم وابقائهم يقول تعالى تريدون باخذهم الفداء وابقائهم على الحياة الدنيا لا مصلحة الا لمصلحة تعود الى دينكم والله يريد الاخرة باعزاز دينه ونصر اوليائه وجعل فوق غيره فيأمركم بما يوصل الى ذلك. والله عزيز حكيم كامل العزة لو شاء ان ينتصر من الكفار من دون قتال لفعل ولكن انه حكيم يبتلي بعضكم ببعض لولا كتاب من الله سبق به القضاء والقدر انه قد احل لكم الغنائم وان الله رفع عنكم ايها الامة العذاب ولمسكم في اخذتم عذاب عظيم وفي الحديث لو نزل عذاب يوم بدر مما نجى منه الا عمر. فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا وهذا من لطفه تعالى بهذه الامة حل لها الغنائم ولم تحل لامة قبلها واتقوا الله في جميع اموركم ولازموه شكرا لنعم الله عليكم. ان الله غفور رحيم كره من تاب اليه جميع الذنوب ويغفر لمن لم يشرك به شيئا جميع المعاصي رحيم بكم حيث اباح لكم الغنائم وجعلها حلالا طيبا. قوله تعالى ايها النبي يقول لمن في ايديكم من الاسرى والاية وهذه نزلت في اوسار يوم بدر وكان من جملتهم العباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلما طلب منه فداء ادعى انه مسلم قبل ذلك فيسقط عنه الهدى فانزل الله تعالى جبرا لخاطره ومن كان ومن كان على مثل حاله يا ايها النبي قل لما في ايديكما يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا ما اخذ منكم اي من المال بان ييسر لكم من فضله خيرا كثيرا ما اخذ منكم ويغفر لكم ويغفر لكم ذنوب ويغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم الجنة والله غفور رحيم لقد جزى الله وعده للعباس وغيره فحصل وبعد ذلك من المال شيء كثير. النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا اتاهم العباس ان يأخذ منه بثوبه ما يطيق حمله فاخذ منه ما كاد ان يعجز عن حمله. وان يريد خيانتك في السعي الحرب ومنابذتك فقد خانوا الله من قبل فامكن منهم فليحذروا خيانتك فانه تعالى قادر عليهم وهم تحت قبضته. والله عليم حكيم عليم بكل شيء حكيم يضع الاشياء في مواضعها ومن علمه وحكمته ان شرع لكم هذه الاحكام الجليلة الجميلة قد تكفل بكفايتكم وقد تكفل بكفايتكم لاجل الجهاد في سبيل الله وبين الانصار الذين او رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه. واعانوهم في ديارهم واموالهم وانفسهم هؤلاء بعضهم اولياء بعض لكمال ايمانهم وتمام اتصال بعضهم ببعض. والذين امنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولاية من شيء حتى يهاجروا فانهم قطعوا اولئك لا تكمالهم عنكم في وقت شدة الحاجة الى الرجال فلما لم يهاجروا لم يكن لهم من ولاية المؤمنين شيء. لكنهم ان استنصروك في الدين اي قتال من قاتلهم لاجل دينهم فعليكم النصر والقتال معهم واما من قاتلوهم لغير ذلك من المقاصد فليس عليكم نصرهم وقوله تعالى الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق عهد بترك القتال فانهم اذا اراد المؤمنون متميزون الذين لم يهاجروا قتالا فلا تعينهم عليهم لاجل ما بينكم وبينهم من ميثاق والذين كفروا بعضهم اولياء وبعض الا تفعلوا تكن فتنة فتنة في الارض وفساد كبير لما عقد الولاية بين المؤمنين اخبر ان الكفار حيث جمعهم كفر وبعض فبعضهم اولياء وبعض فلا ولهم كافر مثلهم. وقوله الا تفعلوه اي موالاة المؤمنين ومعاذات الكافرين بان بان واليتموهم كل لهم او عاديتموهم كلهم او واليتم الكافرين وعاديتم المؤمنين. تكن فتنة في الارض وفساد كبير فانه يحصل بذلك من الشر ما لا ينحصر من اختلاط الحق باطل المؤمن بالكافر وعدم كثير من العبادات الكبار كالجهاد والهجرة وغير ذلك من مقاصد الشرع والدين. التي تفوت اذا لم يتخذ المؤمنون وحدهم بعضهم بعضا. والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين حقا الايات السابقات في عقد الموالاة بين المؤمنين المهاجرين والصاروا وهذه الايات في بيان مدحهم وثوابهم فقال والذين امنوا وجهدوا هجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين ونصروا اولئك هم المؤمنون المهاجرين والانصار هم المؤمنون حقا لانهم صدقوا ايمانهم بما قاموا به من الهجرة ونصرة وموالاة بعضهم لبعض وجهاد لاعدائهم من الكفار والمنافقين لهم مغفرة من الله تمحى بها سيئاتهم وتضمحل بها زلاتهم ولهم رزق كريم خير كثير من ربي الكريم في جنات النعيم ربما حصل له من الثواب المعجل ما تقربه اعين ما تطمئن به قلوبهم وكذلك من جاء بعد هؤلاء المهاجرين والانصار من اتمام باحسان فامن وهجر وجاهد في سبيل الله فاولئك منكم لهم ما لكم وعليهم وعليكم فهذه الموالاة الايمانية قد كانت في اول الاسلام لها وقع كبير وشأن عظيم حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين والصاروا اخوة خاصة غير الاخوة الايمانية العامة وحتى كانوا يتوارثون بها فانزل الله اولي الارحام بعضهم اول فلا يرثه الا قارب من العصبات واصحاب الفروض فان لم يكونوا فاقرب قراباته من ذوي الارحام كما دل عليه عموم الاية الكريمة وقوله في كتاب الله في حكمه وشرعه ان الله بكل شيء عليم ومنه ما يعلمه من احوالكم التي يجري من شرائعه الدينية عليكم ما يناسبها تم تفسير سورة الانفال ولله الحمد والمنة. الحمد لله. الحمد لله اسأل الله ان يبارك لنا في الوقت نعم تفسير سورة براءة ويقال سورة التوبة وهي مدنية براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين الاية هذه براءة من الله ومن رسوله الى جميع المشركين والمعاهدين ان لهم اربعة اشهر يسيحون في الارض على اختيارهما منين من المؤمنين وبعد الاربعة اشهر عهد لهم ولا ميثاق وهذا لمن كان له عهد مطلق غير مقدر مقدار باربعة اشهر فاقل ما من كان له عهد مقدر فانه يتعين ان يتمم له عهده اذا لم اذا لم يخف منه خيانته ولم يبدأ بنقض العهد ثم انزل في مدة عهدهم انهم وان كانوا امنين فانهم لئن يعجزوا الله ولن يفوتوا وانه من استمر منهم على شركه فانه لا بد ان يخزيه فكان هذا مما يجلبهم الى الدخول في الاسلام الا من عاند واصر ولم يبالي بوعيد الله. واذان من الله الى الناس يوم الحج الاكبر ان الله بليوم المشركين ورسوله والايات هذا ما وعد الله به المؤمنين من نصر دينه والى كلمته خذلان اعدائهم الذين اخرجوا الرسول ومعهم مكة من بيت الله الحرام مما لهم التسلط عليه من ارض الحجاز نصر الله. نصر الله رسوله والمؤمنين تتعب مكة واذل المشركين وصار المؤمنين الحكم والغلبة على تلك الديار فامر النبي صلى الله عليه وسلم واذنه ان يؤذن ان يؤذن يوم الحج الاكبر وهو يوم النحر وقت الناس مسلمين وكافرين من جميع جزيرة العرب ان يؤذن بان الله بريء ورسوله من المشركين. فليس لهم عنده عهد وميثاق فاينما وجدوا يتم اليهم عهدهم الى مدتهم قلت او كثرت لان الاسلام لا يأمر بالخيانة. وانما يأمر بالوفاء ان الله يحب المتقين الذين ادوا ما امروا به واتقوا اتقوا الشرك والخيانة وغير ذلك من المعاصي استدل بعض الفقهاء بقوله اربعة اشهر انه لا يجوز العهد مع الكفار باكثر من اربعة اشهر. لكن هذا استدلال بعيد. فان النبي صلى الله عليه وسلم قد صالح اهل مكة صلحا مطلقا ولم يقيده لا بسنة ولا بغيره. فالصحيح من اقوال اهل العلم وان كان قولا ليس قول الجمهور. الصحيح ان عهد الصلح ليس له وقت معين وانما يرجع ذلك الى ولي امر المسلمين. نعم قوله تعالى فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم الاية. يقول تعالى فاذا سلخ العشر الحرم التي حرم فيها قتال مسيكين ومعاهدين وهي شروط تيسير وهي اشهر التسيير الاربعة وثمان المدة لمن له مدة اكثر منها فقد برئت منهم الذمة. فاقتلوا حيث وجدته في اي مكان وزمان وخذوهم اسرى واحصروهم اي ضيقوا عليهم فلا تدعوهم يتوسعون في بلاد الله وارضه التي جعلها الله معبدا عبادك فهؤلاء ليسوا اهلا لسكان سكناها ولا يستحقون منها شبرا لان الارض لله وهم اعداءه المنابذون له ولرسوله محاربون الذين بدون ان تخلو الارض من دينه ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون واقعدوا لهم كل مرصد اي كل ثنية او موضع يمرون عليه وفي جهادهم ابذلوا غاية مجهودكم في ذلك ولا تزالوا على هذا الامر حتى يتوا من شركهم. ولهذا قال فان تاهوا من شركهم واقاموا الصلاة ادوها بحقوقها واتوا ذكرت لمستحقيها فخلوا سبيلهم اتركوهم وليكونوا مثلكم مثلكم لهم ما لكم وعليهم ما عليكم. ان الله غفور رحيم يغفر الشرك فما دونه للتائبين ويرحمهم بتوفيقهم للتوبة ثم قبولها منهم وفي هذه الاية دليل على ان من امتنع من اداء الصلاة والزكاة فانه يقاتل حتى يؤديها كما استدل بذلك وبكر الصديق رضي الله تعالى عنه وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله الاية لما كان ما تقدم من ثم حث على قتال مهيج المؤمنين بذكر الاوصاف التي صدرت من هؤلاء الاعداء والتي هم موصوفون بها المقتضية لقتالهم فقال ايمانهما باخراج الرسول الذي يجب احترامه وتوقيره وتعظيمه واهمه ان يجلوه ويخرجوه من وطنه وسعوا في ذلك ما امكنهم وهم بداوكم اول مرة الاشهر الحلوة فاقتل المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم كل مرصد امرا عاما في جميع الاحوال وفي كل الاشخاص منهم ذكر الله تعالى ان المصلحة اذا بعضهم جاز بل وجب ذلك فقالوا ان احد المشركين استجارك لطلب منك ان تجيره وتمنعه من الضرر لاجل ان يسمع كلام الله وينظر حالة الاسلام فاجره حتى يسمع كلام الله ومن اسلم هداك والا فابلغوا مأمنه وان المحل الذي يأمن فيه والسبب في ذلك ان الكفار قوميا لا يعلمون فربما كان استمرارهم على كفرهم لجهل منهم اذا زال اختار عليه الاسلام فلذلك امر الله رسوله وامته اسوة اسوته في الاحكام ان يجيروا من طلب ان يسمع كلام الله وفي هذا حجة صريحة لمذهب اهل السنة وجماعة القائلين بان القرآن كلام الله غير مخلوق لان الله تعالى وما تكلم به واضاف الى نفسه اضافة الصفة الى موصوفها المعتزلة من اخذ بقولهم ان القرآن مخلوق ومكمل الادلة الدالة على بطلان هذا القول ليس هذا محل ذكرها قوله تعالى كيف يكون المشركين عهد عند الله وعند رسوله هي الاية هذا بيان الحكمة الموجبة لان يتبرأ الله ورسوله من المشركين فقال وكيف يكون المشركين عهد عند الله وعند رسوله هل قاموا بواجب الايمان ام تركوا رسول الله والمؤمنين من اذيتهم؟ ام اما حاربوا الحق ونصروا الباطل؟ اما سعوا في الارض فسادا فيحق له ان يتبرأ الله منهم والا يكون لهم عهد عنده ولا عند رسوله. الا الذين عاهدتهم من المشركين عند المسجد الحرام فان لهم في العهد وخصومة خصوصا في هذا المكان الفاضل حرمة اوجب ان يرعوا فيها فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين. ولهذا قال كيف وان يظهر عليكم الا ولا ذمة الايات كيف يكون المشركين عند الله عهد وميثاق والحال انه من يظهر عليكم القدرة والسلطة لا يرحموكم ولا يقوى فيكم الا ولا ذمة لا ذمة ولا ولا يخافون الله فيكم فليسوءنكم سوى العذاب فهذه حالكم معهم لو ظهروا ولا يغرنكم ما منهم ما يعاملونكم به وقت الخوف منكم فانهم يرضونكم يا فؤاد متاب قلوبهم الميل والمحبة لكم. بل هم الاعداء حقا مبغضون لكم صدقا واكثرهم فاسقون لا ديانة لهم ولا مروءة اشتروا بايات الله ثمنا قليلا اختاروا الحظ العاجل الخسيس في الدنيا على الايمان بالله ورسوله انقياد لايات الله فصدوا بانفسهم وصدوا غيرهم عن سبيل الله انهم كما كانوا يعملون ولا يرقبون فيهم الا ولا ذمة لاجل عداوتهم للايمان واهله فالوصف الذي جعلهم يعادونكم لاجلي ويبغضونكم هو الايمان واتخذوا مبادئه عدوا من نصره لكم وليا واجعلوا الحكم يدور معه وجودا وعدما لا تجعلوا الولاية والرداوة طبعية تميلون بهما بحيثما على الهوى وتتبعون فيها النفس ولما وتتبعون فيها النفس لما رتب السوء ولهذا ان تابوا عن شركهم ورجعوا الى الايمان واقاموا الصلاة واتوا الزكاة في الدين وتناسوا بتلك وتناسوا تلك العداوة اذ كانوا مشركين لتكونوا عباد الله المخلصين بهذا يكون العبد حمدا حقيقة لما بين من احكامه العظيمة ما بين ووضح منها ما وضح احكاما وحكما احسن الله اليك احكاما وحكما وحكما حكمة احسن الله اليك. ووضح منها ووضح منها ما وضح احكاما وحكما وحكما وحكمة. قال ونفصل الايات اي نوضحها ونميزها لقوم يعلمون فاليهم سياق الكلام وبهم تعرف الايات والاحكام. وبهم عرف دين الاسلام وشرائع الدين اللهم اجعلنا من القوم الذين يعلمون ويعملون ما ما يعلم بما بما يعلمون برحمتك وجودك وكرمك واحسانك يا رب العالمين امين امين اللهم اجعلنا من القوم الذين يعلمون ويعملون بما يعلمون برحمتك وجودك وكرمك واحسانك يا رب العالمين. نعم قوله تعالى وانك ثويمانه من بعد عهدهم الاية يقول تعالى بعدما ذكر ان المعاهدين من المشركين استقاموا على عهدهم فاستقيموا لهم بعد الوفاء وانكثوا ايمانهم يقظوها وحلوها فقاتلوا فقاتلوكم او عانوا على قتالكم او نقصوكم وطعنوا في دينكم ايعابوه وسخروا منه ويدخلوا فيها جميع انواع الطعن موجهة الى الديناوية للقرآن فقالوا ائمة الكفر قادته فيه والرؤساء الطاعنين في دين الرحمة الناصرين لدين الشيطان وخصهم بذكر لعظم جنايتهم ولان غيرهم تبع لهم وليدل على ان من طعن في الدين وتصدى للرد عليه فانه من ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لا عهود ولا مواثيق يلازمون على الوفاء بهذا لا يزالون خائنين العهد لا يوثق منهم لعلهم لعلهم في قتالكم اياهم ينتهون عن الطعن في دينكم وربما دخلوا فيه حيث نقض نقضوا العهود واعانوا عليكم وذلك حيث اعانت قريش وهم معاهدون بني بكر حلفاءهم على خزاعة حنفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا معهم وكما هو مذكور مبسوط في السيرة. اتخشونه في ترك قتاله فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين بقتالهم واكد ذلك عليكم غاية التأكيد فان كنتم مؤمنين فانتظروا لامر الله ولا تخشون فتتركوا امر الله. ثم مع قتالهم وذكر ما يترتب على هذي من الفوائد وكل هذا حسن على قتالهم فقال قاتلوهم ايعذبهم الله بايديكم بالقتل ويخزيهم اذا نصركم الله عليهم وهم الاعداء الذين يطلب خزيهم ويحرص عليهم وينصركم عليهم وهذا وعد من الله وبشارة قد انجزها ويشفي صدور قوم مؤمنين غيظ قلوبهم فان في قلوبهم من الحنق والغيظ عليهم ما يكون قتال وقتلهم لما في قلوب المؤمنين من الغم والهم. اذ يرون هؤلاء الاعداء محاربين لله ولرسوله ساعين في اطفاء نور الله وزوالا للغيظ الذي في قلوبهم وهذا يدل على محبة الله للمؤمنين واعتنائه باحوالهم حتى انه جعل من جملة المقاصد الشرعية وقال تعالى ويتوب الله على من يشاء من هؤلاء المحاربين بان يوفقوا من الدخول والاسلام ويزينه في قلوبهم ويكره اليهم الكفر والفسوق والعصيان والله عليم حكيم يضع الاشياء مواضعها ويعلم من يصلح للايمان فيهديه ومن لا يصلح فيقيه في غيه وطغيانه. ام حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذي جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسولا والمؤمنين ولي جهلها يقول تعالى لعباده المؤمنين بعد ما امرهم بالجهاد اما حسبتم ان تدركوا من دون الابتلاء والامتحان بما يبين به الصادق والكاذب ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم علما يظهر مما في القوة الخارج ليترتب عليه الثواب والعقاب فيعلم الذين يجاهدون في سبيل الله في المته ولم يتخذوا من دون الله ولا رسول للمؤمنين ولي جتنا اي وليا من الكافرين يتخذون الله ورسوله والمؤمنين اولياء. فشرع الله الجهاد ليحصل به هذا المقصود الاعظم هو ان يتميز الصادقون الذين يتحيزون الذين يتحيزون الا الذين لا يتحيزون الا لدين الله من الكاذبين الذين يزعمون الايمان الذين يزعمون الايمان وهم والاولياء من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين والله خبير بما تعملون يعلم ما يصير منكم ويصدر فيبتليكم ما يظهر به حقيقته حقيقة ما انتم عليه ويجازيه على اعمالكم خيرها وشرها ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر. يقول تعالى ما كان لما ينبغي ولا يليق المشركين يعمر مساجد الله بالعبادة والصلاة وغيرها من طاعته الحال انهم شاهدون ومقرون على انفسهم بشهادة حالهم وفطرهم. بشهادة حالهم وفطرهم وعلم كثير منهم انهم على الكفر والباطل فاذا كانوا شاهدين على انفسهم بكون عدم الايمان الذي هو شرط لقبول الاعمال فكيف يزعمون انه عمار مساجد الله والاصل منهم مفقود والاعمال منهم باطلة ولهذا قال حفظت اعمالهم اي بطلت وضلت وفي النار هم خالدون. ثم ذكر من هو عمار مساجد الله فقال انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر اقام الصلاة الواجبة والمستحبة من قيام الظاهر ومنها والباطن واتى الزكاة لاهلها ولم يخشى ان الله قصر خشيته على ربه فكف عن ما حرم الله ولم يقصر حقوق الله الواجبة فوصفه بالايمان النافع بالقيام بالاعمال الصالحة التي يؤمها الصلاة والزكاة وبخشية الله التي يصلها كل خير فهؤلاء عمار المساجد على الحقيقة واهلها الذين انهم اهلها فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين وعسى من الله واجبة واما من لم يؤمن بالله ولا باليوم الاخر ولا عنده خشية لله هذا ليس من عمال مساجد الله ولا من اهلها الذين هم اهلها وان زعم ذلك وادعى. اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام لايات ما اختلف بعض المسلمين بعض المسلمين وبعض المشركين في تفضيل عمارة المسجد الحرام البناء والصلاة والعبادة فيه وسقاية الحاج على الايمان بالله والجهاد في سبيله. اخبر الله تعالى بالتفاوت بينهما فقال اجعلتهم سقاية الحاج سقيهم الماء من زمزم كما هو معروف اطلق هذا الاسم انه مراد وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يسلمون عند الله فالجهاد والايمان بالله افضل من سقاية الحاج بعمارة المسجد الحرام بدرجات كثيرة الا ان الايمان اصل في الدين وبه تقوى الاعمال وتسكو الخصال وتزكو الخصال واما الجهاد في سبيل الله فهو ذروة سنام الذي به حوض دين الاسلامي ويتسع ينصر الحق ويخذل الباطل واما عمارة مسجد حرام سقاية الحاج فهي وان كانت اعمالا صالحة فهي متوقفة عن وليس فيها من المصالح ما في الايمان والجهاد فلذلك قال لا يسلمون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين وصفهم الظلم الذين لا يصلح لا يصلحون لقبول شيء من وخير من لا يليق بهم الا الشر. يعني هذا التفضيل اه على اطلاقه لا يصح انما المقصود اجعلتم الخطاب للكفار الذين يجعلون اعمالهم التعبدية مثل عمارة المسجد الحرام يجعلونه افظل من الايمان بالله لان الاية اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد كمن امن بالله هنا المقارنة تصح لا مقارنة بين عمل المشرك في عمارة المساجد وفي عمارة الرهبان والصوامع وبين الايمان بالله ما فيه مقارنة لكن اذا كان المؤمن هو الذي يقارن مؤمن يجاهد ومؤمن يعمر مساجد الله. ايهما افضل؟ لا شك ان مساجد الله قد يكون في بعظ الاوقات افظل عمارتها من الجهاد لان عمل المجاهد ربما ماسك البندق على الحدود ما يقاتل احد لكن المسجد فيه الصلوات وفيها كذا وفيها وفيها بل فيها تعليم الدين نفسي واساسي فالذي يظهر والله اعلم ان هذه المقارنة عقدت بين اعمال الكفار في الخير وبين اعمال اهل الايمان في الخير اما اذا كان الكل من اهل الايمان فحينئذ كل بحسبه. نعم ثم صرح بالفضل فقال الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم بالنفقة التي بالنفقة في الجهاد وتزييد الغزاة وانفسهم بالخروج بالنفس اعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون لا يفوزوا بالمطلوب. لا يفوز بالمنطوب المطلوب ولا ينجوا من المرهوب الا من اتصف بصفاتهم وتخلق باخلاقهم يبشرهم ربهم رحمة منه وكرمهم وبرا بهم واعتناء ومحبة لهم برحمة منه وزال بها عنهم الشرور واوصلهم اليهم بها كل خير. ورضوان منه قال عليهم الذي هو اكبر نعيم الجنة واجله فيحل عليهم رضوان فلا يسخط عليهم ابدا وجنات لهم فيها نعيم مقيم من كل ما اشتهت الانفس والتنازل عن مما لا علموا وصفه ومقداره الى الله تعالى الذي منه ان الله اعد المجاهدين في سبيل مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض ولو اجتمع الخلق درجة واحدة منها لوسعتهم خالدين فيها ابدا لا ينتقلون عنها ولا يبغون عنها احوال ان الله عنده وجه عظيم لا تختاره كثرته على فضل الله ولا يتعجب من عظمه حسنه على من يقول لشيئكم فيكون. يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا ابائكم واخوانكم اولياء استحبوا الكفر عن الايمان الايات يقولوا تعالى يا ايها الذين امنوا اعملوا الايمان بان مقامه وتعاد من لم يقم به ولا تتخذوا ابائكم واخوانكم الذين هم اقرب الناس اليكم وغيرهم من باب اولى واحرى فلا تتخذوا موليا ان استحبوا ويختاروا على وجه الرضا والمحبة الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون لانهم تجرؤوا على معاصي الله واتخذوا اعداء الله اولياءه الولاية والمحبة والنصرة وذلك ان اتخاذهم وان اتخاذهم اولياء موجب لتقديم طاعة على طاعة الله ومحبتهم على محبة الله ورسوله هذا ذكر السبب موجبا لذلك وان محبة الله ورسوله يتعين تقديمها على محبة كل شيء وجعلوا جميع الاشياء تابعة لهما. فقال قل كان اباكم ومثل امهات اخوانكم ان عشرة ازواجكم وعشيرتكم قراباتكم عموما واموال اقترضتموها اي اكتسبتموها وتعبتم في تحصيلها خاصة بذكر لانها ارغم عند اهلها وصاحبها اشد عليها مما تأتيه الاموال من غير تعب ولك الدين وتجارة تخشون كسادها اي رخصها ونقصها وهذا شامل لجميع انواع التجارات والمكاسب العذر من عروض التجارة من الاسماء والاواني والسلحة والامتعة والحبوب والحروف والانعام وغير ذلك ومساكن ترضونها من حسنها وزخرفها وموافقتها لاهوائكم فان كانت هذه الاشياء احب اليكم الله ورسوله والجاهد في سبيله فانتم فسقة ظلمة فتربصوا وينتظروا ما يحل بكم من العقاب حتى يأتي الله بامره الذي لا مرد له والله لا يهدي قوم فاسقين خالدين عن طاعة الله المقدمين على محبة الله اي شيئا من المذكورات وهذه الاية الكريمة اعظم دليل على وجوه محبة الله ورسوله وعلى تقديمهما على محبة كل شيء وعلى الوعيد الشديد والمقت الاكيد على ما كان شيء من وقد قيل ان سبب الجامعة في عزير انه ابن الله انه لما تسلط الملوك على بني اسرائيل ومزقوهم كلهم مزق وقتله وحملة التوراة وجدوا عزيرا بعد ذلك حافظا لها واكثرها هذه المسكرات احب الى الله اليه من الله ورسوله والجهاد في سبيله وعلامة ذلك انه اذا عرض عليه امران احدهما يحب الله ورسوله وليس لنفسه فيها شو تشتهي ولكنه يفوت عليه محبوبا لله ورسوله او يقصه فانه قدم ما تهواه نفسه على ما يحبه الله جل على انه ظالم تارك لما وعليه لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويمحن ان اعجبتكم كثرتكم الايات يمتن تعالى عن عباد المؤمنين بنصره اياه في مواطن كثيرة ماضي اللقاء الحروب حتى في اشتدت عليهم فيه الازمة. وذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة سمع انها وزنت استمعوا لحرب فسار اليهم صلى الله عليه وسلم في اصحابه الذين فتحوا بمكة وبمن اسلم من الطلقاء من اهل مكة فكانوا اثني عشر الفا ومشركون اربعة الاف اعجب بعض المسلمين بكثرتهم وقال بعضهم لن نغلب اليوم من قلة فلما التقوا هم وهوازن وحملوا على المسلمين حملة واحدة فلزموا لا يلوي احد على احد صلى الله عليه وسلم الى نحو مئة رجل ثبتوا معه وجعلوا يقاتلوا المشركين وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو المشركين ويقول انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب ولما رأى من المسلمين ما رأى امر ابن عباس فناداهم يا اصحاب السمرة يا اهل سورة البقرة فلما سمعوا وعطفوا عطفة رجل واحد فتلدوا مع المشركين. فهزم الله المشركين هزيمة شنيعة واستولوا على معسكرهم ونسائهم واموالهم وذلك قوله تعالى لقد نصركم الله في مواطن كثيرة وهو اسم للمكان الذي كانت فيه موقعة بين مكة والطائف. اذا اعجبتكم كثرة فلم تغن عنكم شيئا اي فلم تفدكم شيئا قليلا ولا كثيرا وضاقت عليكم الارض ما قابكم من الهم والغم حين ان زهم هزمتم بما رحبت على رحبها وسعتها ثم وليتم مدبرين اي منهزمين. ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين والسكينة يجعل الله في القلوب وقت القلاقل والزلازل والمفظيعات وما يثبتها ويسكنها ويجعلها مطمئنة وهي من نعم الله العظيمة على العباد وانزل جنودا لن تراها والملائكة انزلهم الله تعالى فمعونة المسلمين يوم حنين يثبتونهم ويبشرونهم بالنصر. وعذب الذين كفروا بالهزيمة والقتل واستيلاء المسلمين على نسائهم وهم اولادهم واموالهم وذلك الكافيين يعذبهم الله في الدنيا ثم يردهم في الاخرة الى عذاب غليظ ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء فتاب الله على كثير من وقعت عليهم واتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم التائبين مسلمين فرد عليهم نساءهم واولادهم والله غفور رحيم ذو مغفرة واسعة ورحمة عامة الذنوب العظيمة للتائبين ويرحم بتوفيقهم للتوبة والطاعات والصفح عند رأيهم وقبول توباتهم فلا ييأسن احد من رحمة الله ومغفرته ولو فعل من الذنوب اجرام ما فعل. يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام. بعد عامهم هذا الاية يقول تعالى يا ايها الذين امنوا المشركون بالله الذين عبدوا معه غيره ونجس الخبثاء في عقائدهم واعمالهم واي نجاسة ابره مما كان يعبد مع الله الهة لا تنفع ولا تضر ولا تغني عنه شيئا واعمال ما بين محاربة لله وصد عن سبيل الله ونصر للباطل ورد للحق وعمله بالفساد في الارض ولا في الصلاح فعليكم ان تق فعليكم ان تطهروا واشرف البيوت واطهرها عنهم فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا والسنة تسع من الهجرة حين حج حج من ناس ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وبعد النبي صلى الله عليه وسلم ابنه ابن عمه عليا ان يؤذن في يوم الحج الاكبر براءة فنادى ان لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان وليس المراد هنا نجاسة البدن فان فان الكافر كغيره طاهر البدن بدليل ان الله تعالى اباح وطابية مباشرة ولم يمر بغسل ما صاب منها والمسلمون ما زالوا يباشرون ابدان الكفار ولم ينقل عنهم انهم تقذروا منها تقذرهم الى النجاسات وانما المراد كما تقدم نجاسته المعنوية بالشرك. فكما ان التوحيد ما طهارة فالشرك نجاسة. وقوله وان خفتم ايها المسلمون عيلة فقرا وحاجة من منع المشركين من قربان المسجد الحرام بان تنقطع الاسباب التي بينكم وبينهم على باب ومحل واحد بل لا ينغلق باب الا وفتح غيره ابواب كثيرة. فان فضل الله واسع وجوده عظيم وعليه اي ثبات طمأنينة والسكون والسكون المثبتة للفؤاد. ولهذا ولهذا لما خلق صاحبه سكنه وقال لا تحزن ان الله ومعنا وايده بجنود لم تروه الملائكة الكرام الذين جعلهم الله حراسا له. وجعل كلمة الذين كفروا السبل اي الساقظ المخذول فان الذين كفروا قد كانوا على خصوصا لمن ترك شيئا لوجهه الكريم فان الله اكرم الاكرمين وقد انجز الله وعده فان الله امر المسلمين بفضله وبسط لهما من الارزاق ما كانوا اكبر الاغنياء والملوك وقوله ان شاء تعليق للاغناء بالمشيئة لانه غناء في الدنيا ليس من لوازم الايمان ولا يدل على محبة الله فلهذا علقه الله بمشيئته فان الله يعطي الدنيا وما يحب ومن لا يحب ولا يعطي الايمان والدين الا من يحب ان الله عليم حكيم علمه واسع يعلم من يليق به الغنى ومن لا يليق ويضع الاشياء مواضع وينزلها منازلها. وتدل الاية الكريمة وهي قوله فلا يغلب الناس بعدما كانوا هم الملوك والرؤساء في البيت ثم صار بعد حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اقامتهم في البيت ومكة المكرمة ثم نزلت هذه الاية ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم امر ان يجلوا من الحجاز فلا يبقى فيها دينان وكل هذا لاجل بعد كل كافر عن المسجد الحرام فيدخل في قوله وبعد عامهم هذا هنا قول المصنف ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم امر ان يجلوا من الحجاز يعني امر التنفيذ من عمر رضي الله عنه واما امر الشرع فقد حصل من النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته قال لا يبقين في جزيرة عربي دينان فلا يجوز ان يكون في جزيرة العرب دينان. لا يجوز في جزيرة العرب ان يكون هناك دينان يعني قائمان اما وجود بعض الكفار مستخدمين فهذا امر لم ينفه حتى عمر رضي الله عنه. بدليل ان روسيا الذي قتله كان مجوسيا وكان مستخدما عند المغيرة ابن شعبة. نعم قوله تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله والايات. هذه الاية تأمر بقتال الكفار من اليهود والنصارى ومن الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ايمانا صحيحا يصدقونه بافعالهم واعمالهم ولا يحرمون ما حرم الله فلا يتبعون شرعه في تحريم المحرمات ولا يدينون دين الحق ولا يدينون بالدين الصحيح وان زعموا انهم على دين فانه دين غير الحق لانه اما دين مبدل وهو الذي لم يشرعه الله اصلا ما دين منسوء قد شرعه الله ثم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيقى التمسك به بعد الناس غير جائز فامروا بقتال هؤلاء وحث على ذلك. لانهم يدعون الى ما هم عليه ويحصل الضرر كثير منهم ذلك القتال حتى يعطوا الجزية يكون جزاء لترك المسلمين قتالهم واقامة ما من على انفسهم كل كل على حسب حاله من غنا وفقير من غني والمتوسطين كما فعل ذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وغيره من امراء المؤمنين وقوله عن يد حتى يبذلوها في حال ذلهم وعدم اقتدارهم ويعطوها بأيديهم فلا يرسلون بها خادما ولا غيره بل لا تقبل منهم الا بايديهم وهم صاغرون فاذا كانوا بهذه الحال وسألوا المسلمين ان يقروهم بالجزية وهم تحت احكام المسلمين وقهرهم والا بان لم يفو ولم يعط الجزئية عن يده بل يقاتلون حتى يسلموا وسدا بهذه الاية الجمهور يقول لا تخرج جزية الله من الكتاب لان الله لم يأخذ الجزية الا منهم. واما غيره فلم يذكر الا قتالهم حتى يسلموا والحق بالكتاب فيأخذ الجزية اقراظ في ديار المجوس فان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ الجزية المجوس هجر وثم اخذ امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه من الكرسي المجوس. وقيل ان الجزية تؤخذ من سائر من اهل الكتاب غيرهم لان هذه الاية نزلت بعد فراغ من قتال العرب المشركين والشروع في قتال الكتاب ونحن فيكون هذا القيد اخبارا بالواقع لا مفهوم له ويدل على هذا ان المجوس خذت منهم الجزية وليسوا اهل كتاب ولانه قد تواتر عن المسلمين من الصحابة ومن بعدهم انهم يدعون من يقاتلونهم الى حد ثلاث اما الاسلام او وداء الجدية والسيف من غير فرق بين كتابه وغيره. وهذا وقع في اثناء الفتوحات الاسلامية. فكم من هندوسي او بوذي او مجوسي بقى في ذمة اهل الاسلام ولم يقتلهم المسلمون. فدل على ان هذا الحكم هو الصواب وهو ان الجزية تؤخذ من اي كافر نعم فقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى مسيحيون الله ذلك قول بافواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله هنا يحكون الايات ما مر تعالى بقتال الكتاب ذكر من اقوالهم الخبيثة ما يهيج قارون لربهم ولدينه على قتالهم والاجتهاد وبذله الواسع فيه. وقالت وان لم ثم قالت لعامته فقط قالها فقط منهم فيدل ذلك على ان في اليهود من الخبث والشر ما اوصلهم الى الان قالوا هذه المقالة التي فيها على الله وتنقصوا عظمته وجلاله فاملاها عليهم الحفظ واستنسخوها فادعوا فيه هذه الدعوة الشنيعة وقالت النصارى عيسى ابن مريم ابن الله قال الله تعالى ذلك القول الذي قاله قوله بافواههم لم يقيموا عليه حجة ولا برهان ومن كان لا يبالى بما يستغرب عليه اي قول يقوله. فانه لا دين ولا عقل يحجزه عما يريد من الكلام ولهذا قال يشابهون في قولهم هذا قول الذين كفروا من قبل وقول المشركين الذين يقولون الملائكة بنات الله تشابهت قلوبهم فتشابهت اقوالهم في البطلان قالت لهم الله وانا كيف يصرفون عن الحق الصرف الواضح المبين؟ وهذا وان كان يستغرب على امة كبيرة كثيرة ان تتفق على قول ان يدل على وطنه ادنى تفك وتسليط للعقل عليه فان لذلك سببه انه اتخذوا احبارهم علماؤهم ورهبانهم العباد المتجردين للعبادة اربابا من دون الله يحلون لهم ما حرم الله فيحلونه ويحرمون لهم ما احل الله فيحرمون ويشرعون لهم من الشرع والاقوال المنافية لدين الرسل فيتبعونهم عليها وكانوا ايضا يغلون في وكانوا ايضا يغلون في مشايخهم وعبادهم ويعظمونهم ويتخذون قبورهم تبعد من دون الله وتقصد بالذبائح والدعاء والاستغاثة والمسيح ابن مريم اتخذوه الها من دون الله والحال انه خالفوا في ذلك امر الله لهم على السنة رسله فما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو فيخلصون للعبادة والطاعة ويخصونه بالمحبة والدعاء. فنبذوا امر الله واشركوا بهما ولم ينزل به سلطانا سبحانه وتعالى عما وتنزه وتقدس وتعالت عظمته عن شرك وافتراء وافتراءهم فانهم في ذلك ويصفونه بما لا يليق بجلاله والله تعالى العالي في اوصاف افعاله عن كل نسب اليهم ما ينافي كماله المقدس. فلما تبين انه لا حجة لهم على ما قالوه ولا برهان لما او لما اصلوه وانما هو مجرد قول قالوا تراني افتروا اخبر انهم يريدون بهذا يطيعون نور الله بافواههم ونور الله دينه الذي ارسل به الرسل وانزل به الكتب وسماه الله نورا لانه يستنار به الجهل والديان الباطلة فانه علم بالحق وعمل بالحق وما عداه فانه بضده فهؤلاء اليهود والنصارى من ضاهم ومن ضاهاهم من يريدون يطهون والله مجرد اقوالهم التي ليس عليها دليل اصلا. ويأبى الله الا ان يتم نوره لانه النور الباهر الذي لا يمكن لجميع الخلق او اجتمعوا على تويوتا هو الذي انزله جميع نواصي العباد بيده وقد تكفل بحفظه من كل من يريده بسوء. ولهذا قال ويبى الله الا من وراه ولو كره الكافرون وسعوا ما امكنه في رده وابطاله فان سعيهم لا يضر الحق شيئا ثم بين تعالى هذا النور الذي قد تكفل باتمام وحفظه فقال هو الذي ارسل رسوله بالهدى الذي هو العلم النافع ودين الحق الذي هو العمل الصالح فكان ما بعث به محمدا صلى الله عليه وسلم مجتمع على بين الحق من الباطل في اسماء الله واصحابه وفي احكام اخباره والامر بكل مصلحة نافعة القلوب والارواح والابدان من اخلاص الدين لله وحده ومحبة الله وعبادته والامر بمكارم الاخلاق ومحاسن الشيم والاعمال الصالحة والاداب النافعة والنهي عن كل ما يضاد ذلك ويناقض بالاخلاق والاعمال السيئة المضلة القلوب والابدان والدنيا والاخرة فارسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كان المشركون ليعليه على جانب الحجة والبغض والسيف والسنان وان كان المشركون ذلك وبغوا له الغوائب ومكروا مكرا فان المكر السيء لا يضر الا صاحبه فوعد الله فوعد الله لابد ان ينجزه وما ضمنه لا بد ان يقوم به احسنت بارك الله فيك قراءة مع شيخنا الله جل وعلا يظهر دينه ولو لم يكن احد يريد نصره. والتاريخ خير شاهد على هذا. فقد اظهر الله تبارك وتعالى دينه فاخرج الصليبيين من بيت المقدس على يد رجل من الاكراد. وقد اظهر الله عز وجل احاديث نبيه صلى الله عليه وسلم على يد البخاري وقد اظهر الله تبارك وتعالى دينه فهزم المسلمون التتار على يد رجل عبد من العبيد كان يباع ويشترى فهذا دليل ان الانسان اذا تخلى عن دين الله عز وجل فالله ينصر دينه كيف شاء. سبحانه وتعالى. نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله يا ايها والذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان يأكلون اموال الناس بالباطل الايات. قال هذا تحذير من الله تعالى لعباده المؤمنين عن كثير من الاحبار والرهبان اي العلماء العباد الذين ياكلون اموال الناس بالباطل اي بغير حق ويصدون عن سبيل الله. فانهم اذا كانت لهم رواتب من اموال الناس او بذل الناس لهم من اموالهم فانه لاجل بعلمهم وعبادتهم ولاجل هداهم وهدايتهم. وهؤلاء يأخذون ويصدون الناس عن سبيل الله فيكون اخذهم لها على هذا الوجه سحتا وظلما فان الناس ما بذلوا كلهم من اموالهم الا ليضلوا ما على الطريق المستقيم. ومن ومن اخذ ومن اخذهم لاموالهم الناس بغير حق ان يعطوهم ليفتوهم او يحكموا لهم بغير ما انزل الله فهؤلاء الاحبار والرهبان ليحذر منهم هاتان الحالتان اخذهم لاموال الناس بغير حق وصدهم الناس عن سبيل الله. والذين يكنزون الذهب والفضة يمسكونهما ينفقون ما في سبيل الله من طرق الخير الموصلة الى الله. وهذا هو الكنز المحرم ان يمسكها عن النفقة الواجبة كان يمنع منها الزكاة او النفقات الواجبة لزوجته والاقارب في سبيل الله اذا وجبت فبشرهم ثم فسره بقول يوم يحمى عليها اي على اموالهم في نار جهنم انما فيحمى كل دينار او درهمان على حدته فتكوى بها جباههم وجنوبهم مظهور في يوم القيامة كلما بردت اعيدت الى يوم كان مقداره خمسين الف سنة ويقال لهم توبيخا ولو ما هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون فما ظن فما ظلمكم ولكنكم ظلمتم انفسكم وعذبتموهما وعذبتموها بهذا الكنز وذكر الله تعالى في هاتين ايتين انحرف الانسان في ماله وذلك باحد امرين اما ننفق في الباطل الذي لا يجدي عليه نفعا بل لا يناله منه الا الضرر المحض لذلك كاخراج الاموال في المعاصي والشهوات التي لا تعين على طاعة الله واخراجها للصد عن سبيل الله واما ان يمسك ماله عن اخراجه في الواجبات ثنيان الشيء عن الشيء والنهي عن الشيء امر بظده. وهذه قاعدة من قواعد التفسير النهي عن الشيء امر بظده نعم. وقوله ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله الاية. يقول تعالى ان عدة الشهور عند الله في قضاء الله قدر اثنى عشر شهرا وهي هذه الشهور المعروفة في كتاب الله في في حكمه القدري. يوم خلق السماوات والارض واجرى ليلها ونهارها وقدر اوقاتها فقسمها على هذه الشهور الاثني عشر شهرا منها اربعة حرم. وهي رجب الفرد وذو القعدة وذو الحجة. والمحرم سميت لزيادة حرمتها وتحريم القتال فيها فلا تظلموا فيهن انفسكم يحتمل ان الضمير يعود الى الاثني عشر شهرا وان الله تعالى بين انه جعلها للعباد وان تعمر بطاعته ويشكر الله تعالى على منته بها وتقييضها لمصالح العباد. فلتحذر من ظلم انفسكم فيها ويحتمل ان الضمير يعود الى الاربعة الحرم ان هذا نهي لهم عن الظلم فيها خصوصا وعن النهي عن الظلم كل وقت. من جهة تحريمها وكون الظلم فيها اشد منه في غيرها ومن ذلك النهي ومعنى القتال على قول من قال ان القتال لم ينسخ تحريم عملا بالنصوص العامة بتحريم القتال فيها ومنهم من قال ان تحريم القتال فيها منسوخ اخم من قوله تعالى فقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة. اي قاتلوا جميع انواع المشركين والكافرين برب العالمين ولا تخص احدا منهم بالقتال دون عهد بل اجعلوهم كلهم اعد لكم اعداء كما كانوا هم معكم كذلك قد اتخذ اهل الايمان اعداء لهم لا يالون من الشر ان شيئا ويحتمل ان كافة حال من الواقع يكون معنى هذا وقاتلوا جميعكم المشركين فيكون اتياء وجوب النذير على جميع المؤمنين. وقد نسخت على هذا الاحتمال من قوله وما كان المؤمنون ينفر كافة الاية. يعني قوله وقاتل المشركين كافة جعله عموما في الزمان فيه نظر جعلوا الاية عموما في الزمان فيه نظر لان كلمة كافة اما حال من المشركين واما محال من واو الجماعة في قاتلوا وعلى الثاني فهو مخصوص بقوله وما كان المؤمنون لينفروا كافة. اما تعميم الاية في الزمان فلا دليل عليه ايه نعم واعلموا ان الله مع المتقين بعونه ونصره وتأييده فلتحرص على استعمال تقوى الله في سركم وعلنتكم القيام بطاعته خصوصا عند قتال الكفار فانه في هذه الحال ربما ترك المؤمن العمل بالتقوى في معاملة الكفار لاعداء المحاربين زيادة في الكفر والاية ان نسيه ما كان للجارية يستعملونه وفي الاشهر الحرم كان من جملة بداعيهم الباطلة انهم لما رأوا احتياجهم للقتال في بعض اوقات الاشهر الحرم رأوا بها ارائهم الفاسدة ان يحفظوا على عدة الاشهر الحرم التي حرم الله القتال فيها وان يؤخروا بعض الاشهر الحرم ان يقدموه ليجعلوا مكان من اشهر الحل لما ارادوا فاذا جعلوا وما كانوا احلوا القتال في وجالوا الشهر الحلال حراما. فهذا كما اخبر الله عنهم انه زيادة في كفرهم وضلالهم لما فيه من من المحاذير من انهم تدعوه من تلقاء انفسهم وجعلوه بمنزلة شرع لا يهديني والله ورسوله بريئان منه. ومنها انهم قد يقلبوا الدين وجعلوا الحلال حراما والحرام قام حلاله ومنها انهم موهوا على الله بسهمهم وعلى عباده ولبسوه ولبسوا عليهم دينهم واستعملوا الخداع والحيرة في دينه ومنها ان العوائد المخالفة قل للشارع والاستمرار عليها يزول قبحه عن النفوس وربما اظن انها عوائد حسنة فحصل من الغلط والضلال ما حصل ولهذا قال يضل به الذين كفروا ويحلونه عاما ويحرمونه عاما يواطئ عدة ما حرم الله اي ليوافقوها في العدد فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء اعمالهم اي زينتهم الشياطين اعمالا السيئة فرأوها حسنة بسبب العقيدة المزينة في قلوبهم والله لا يهدي القوم الكافرين الذين انصبر الكفر والتكليب في قلوبهم فلو كل اية لم يؤمنوا ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم اذا الارض الايتين اعلم ان كثيرا من هذه السورة الكريمة نزلت في غزوة تبوك اذ ندب النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين الى غزوة الروم وكان الوقت حارا وازداد قليلا والمعيشة عسيرا فحصل من بعض المسلمين من التثاقل ما اوجب ان يعاتبهم الله تعالى عليهم ويستنهضهم فقال تعالى يا ايها الذين امنوا الا تعلمون بمقتضى الايمان معتوها ولا مجنونا ولا مخبولا يتصرف فيه اللجان او او الناس الذين يجمعون الزكوات هذا امر ممنوع. يجب ان الفقير مال الزكاة هو يتصرف في مصلحة نفسه بما يراه. من الذي جعلك وليا عليهم؟ هذا ينبغي التنبيه اما في يقيني من المبادرة لامر الله والمسارعة الى رضا وجهاد اعداءه لدينكم. فما لكم اذا فما لكم اذا قيل لكم منفر في سبيل الله اثاقلتم من الارض اي تكاسلت وملتم الى الارض ودعت والسكون فيها ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة؟ اي ما حالكم الا حال من رضي الدنيا وسعى لها اولم يبالي بالاخرة فكأنه من من فكأنه ما امن بها فما متاع الحياة الدنيا الا التي مالت بكم وقدمتموها على الاخرة لقيلون افليس افليس قد جعل الله لكم عقولا تتزنون بها الامور وايها احق بالايثاب؟ افليست الدنيا من اولها الى اخرها لا نسوة لها في الاخرة فما مقدار عمر الانسان القصير جدا من الدنيا حتى يجعلوا الغاية التي لا غاية وراءها باجعل سعيه وهمه وارادته لا يتعدى الحياة الدنيا قصيرا مملوءة بالاقدار المشحونة اخطار لمن وقر الايمان بقلبه ولا من جزل رأيه ولا من عد من اولي الالباب. ثم توعدهم على عدم نفير فقال الا تنفروا عذابا اليما في الدنيا والاخرة فان عدم النفير في حل استنفار من كبائر الذنوب الموجبة لاشد العذاب لما فيها من المضاد الشريف المتخلف قد عصى الله تعالى وارتكب ولنهي ولن يساعد على نصر دين الله ولا ذب عن كتاب الله وشرعه ولا اعان اخوانه المسلمين على عدوهم الذي يريد ان يستأصلهم ويمحى قديرهم وربما اقتضى به غير من ضعفاء الايمان بل في اعضاء من قاموا بجهاد اعداء الله فحقيق بمن هذا حاله ان يتوعدهم الله بالوعيد الشريف فقال الا تنفروا يعدكم عذاب ثاني من يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم ولا تضروه شيئا فانه تعالى متكفل برص دينه واعلاء كلمة فسواء ام تثلمتم بامر الله او وراءكم ظهريا والله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء اراده ولا يغالبه احد الا تنصروه فقد نصره الاية اي الا تنصر رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم فالله غني عنكم اتضرونه شيئا فقد نصره في اقل ما يكون واذله لاخرجه الذين كفروا. اذا اخرجه الذين كفروا من مكة لما هموا بقتله وسعوا في ذلك وحرصوا اشد الحرص فالجأوه الى ان يخرج ثاني اثنين اي هو وابوه ابو بكر الصديق رضي الله عنه اذ هما في الغار اي لما هرب من مكة لجاء الى غار ثوبهم في اسفل مكة فمكث به يبرد عنهم الطلب فهما في تلك الحالة الحرجة الشديدة المشقة حين انتشر الاعداء من كل جانب يطلبون ما يقتلوهما فانزلهم فانزل الله عليهما من نصره ما لا يخطر على البال اذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه ابي بكر لما حزن شدا قال اقول لا تحزن ان الله معنا بعونه ونصره وتأييده فانزل الله فلم يقلها النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء بها الى ابي بكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها ثم جاء بها بعد ابيك الى عمر فلم يقبلها فيقال انه هلك في زمن عثمان قادرين في ظنهم على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم اخذه حمق عليم. فعملوا غاية مجهود في ذلك فخذلهم الله ولم يتم لهم مقصودهم. بل ولا ادركوا شيئا صلى الله ورسوله بدفعه عنهم وهذا هو النصر المذكور في هذا الموضع فان النصر على قسم النصر والمسلمين اذا طبعهم في عدوهم بان يتم الله لهم ما طلبوا وقصدوا على عدوهم يظهر عليهم والثاني اصل المستضعفين مستضعف على الذي طمع فيه عدوه القذر فنصر الله ان يرد عنه عدوه ويدافع عنه ولا هذا النص انفع النصر ونصر الله رسوله اذا اخرجه الذين كفروا ثانيتين من هذا النوع. وقوله وكلمة الله هي العلياء كلمات قدرية وكلماته الدينية هي العالية على كلمة غيره التي من من جملتها قوله. وكان حقا علينا نصر المؤمنين. انا لننصر اصولنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد فدين الله هو الظاهر العالي على سائر الاديان بالحجج الواضحة البيان والسلطان الناصر والله عزيز لا يغالبه مغالب ولا يفوته هارب حكيم يضع الاشياء مواضعها ويؤخر نصر الحزب الى وقت اخر الحكمة الالهية. وفي هذه الاية الكريمة فضيلة ابي بكر الصديق رضي الله عنه بخصيصة لم تكن لغيره من هذه الامة. وهي الفوز بهذه المنقبة الصحبة الجميلة وقد اجمع المسلمون على انه هو المراد بهذه الاية الكريمة ولهذا عدوا من من انكر صحبة ابي بكر النبي صلى الله عليه وسلم كافرا لانه منكر للقرآن الذي صرح بها. وفيها فضيلة السكينة وانها من تمام نعمة الله على العبد في اوقات الشدائد والمخاوف التي تطيش لها الافئدة وانها تكون على حسب معرفة العبد بربه والثقة بوعده الصادق وبحسب ايمانه والسيئات وفيها ان الحزن قد يعرض لخواص عباد الله الصديقين مع ان الاولاد نزل يسعى في ذهابه عنه فانه مضعف للقلب موهن للعزاء للعزيمة. انثروا خفافا وثقالا وجاهروا باموالكم وانفسكم في سبيل الله يقول تعالى لعبادي المؤمنين في سبيله فقال انثروا خفافا وثقلا في في العسر واليسر والمنشط والمكر والحر والبر بجميع الاحوال جاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله ابذلوا وجودكم في ذلك ويستفرغوا وسعكم في المال والنفس. وفي هذا دليل على انه كما يجب الجهاد في النفس ويجب الجهاد في في المال حيث اقتضت الحاجة ودعت لذلك ثم قال ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون اي الجهاد في النفس والمال خير لكم من المتقاعد عن ذلك لان فيه رضا الله تعالى والفوز الدرجات العالية عندهم والنصر دين الله والدخول في جملة جنده وحزبه. لو كان خروجه من طلب عرض قريب او منفعة دنيوية سهلة التناول او كان سبب سفرا قاصدا اي قريبا سهلا لاتبعوك لعدم المشقة الكثيرة ولكن بعدت عليهم الشقة اي طالت عليهم المسافة عنك وليس هذا من امارات العبودية بل العبد الحقيقة المتعبد لربه في كل حال القائم بالعبادة السادة والشاقة فهذا العبد لله على كل حال وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم اي سيحلفون انت ان تخلفهم عن الخروج انا لان تخلفهم عن الخروج ان لهم عذرا وانهم لا يستطيعون ذلك يهلكون انفسهم والكذب والاخبار بغير واقع والله يعلم انهم لكاذبون وهذا العتاب انما هو للمنافق الذي للمنافق الذي تغلب عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وابدو من الاعذار الكلمة ما ابجو فعفا النبي صلى الله عليه وسلم عنهم بمجرد اعتذاره من غير ان يمتحنهم فيتبين له الصادق من الكذب ولهذا عاتبهم الله على هذه المسارعة الى عذر فقال عفا الله عنك لما اذنت لهم الايات. يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم عفا الله عنك اي سامحك وغفر لك ما اجريت لماذا لهم في التغلب حتى يتبينوا لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين بان تمتحنهم ليتبينك الصادق من الكاذب فتأذر من يستحق العذر ممن لا يستحق ذلك ثم اخبر ان المؤمنين بالله واليوم الاخر لا بترك الجهاد بالاموال وانفسهم لان ما معهم من الرغبة في الخير والايمان يحمل مال الجهاد من غير ان يحتهم عليه بتركه من غير عذر والله عليم بالمتقين ان يجازيهم على ما قاموا به من تقوى ومن علمهم المتقين انه اخبر ان من علاماتهم ان ان من علامات انهم لا يستأذنون في ترك الجهاد. انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر وارتابت قلوبهم اي ليس لهم ايمان تام ولا يقين صدق فلذلك قل قلت رغبة في الخير ودب واحد وقتله احتاجوا ان يستأذنوا في ذبح قتال وهم في ريبهم يترددون لا يزالون في الشك والحيرة كره الله انبياتهم الايات. يقول تعلم بين ان المتخلدين من المنافقين قد ظال منهم من القرائن ما يبيننهم ما قصدوا الخروج بالكلية وان اعذارهم التي اعتذروها باطلة فان العذر والمانع الذي يمنعه اذا بذل العبد وسعه وسعى في اسباب الخروج ثم منعه مانع شرعي فهذا الذي يعذر اما هؤلاء المنافقين فلو ارادوا الخروج لاعدوا له العدة اي فاستعدوا وعملوا ما يمكنه من الاسباب لكن لما لم يعدوا له عدة علم انهم ارادوا انهم ما ارادوا الخروج ولكن كره الله انبعاثهم معكم في الخروج للغزو فثبطهم قدرا وقضاء وان كان امرهم حتى وان كان امرهم محدثهم على الخروج وجعلهم مقتدرين عليه ولكن من حكمة ما اراد ان يتم الخذل مثبتهم وقيل اقعدوا مع القاعدين من النساء والمعذورين ثم ذكر الحكمة بذلك فقال لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبلاء نقصا ولو ضعوا خلال كفيه ولا سأوا في الفتنة والشر بينكم وفرقوا جماعتكم المجتمعين يبغونكم الفتن هم حريصون على القاء العداوة بينكم وفيكم اناس ضعفاء عقول سماعون لهم يستجيبون لدعوة يغترون بهم فاذا كانوا حريصين على قدرانكم والقاء الشني اليكم والقاء الشر بينكم وتثبيطكم عن اعدائكم فيكم ان يقول منهم ويستنصحون وما ظنكم فما ظنك بالشر الحاصل من خروجهم مع مع المؤمنين والنقص الكثير منهم فهي اتم الحكمة في حيث ثبطهم ومنعوا من الخروج من عباد المؤمنين رحمة بهم ولطفا ممن يداخلهم ما لا ينفعهم بل يضرهم والله عليم بالظالمين علموا عباده كيف يحذرونهم ويبين لهم من المفاسد الناشئة من مخالطة ثم ذكر انه قد سبق لهم سوابق للشر. فقال قد ابتغوا الفتن من قبل اي حين هاجرت المدينة بذلوا الجهد وقلبوا لك الامور ايا داروا الافكار واعمل الحيل في ابطال دعوتكم وخذلان دينكم ولم يقصروا في ذلك حتى جاء الحق وهم كارهون. فبطل كيد محل باطل فحقيق بمثله او لا ان يحذر الله عباده المؤمنين منهم. والا يبالي المؤمنون بتخلفهم عنهم ومنهم من يقول الا في الفتنة سقطوا ان جهنم لمحيطة بالكافر ابن عباس رضي الله عنه هذه السورة تسمونها بالبراءة وهي المشقشقة من اسماء السورة المشقشقة وفي اسماء السورة يقول ابن عباس الفاضحة لانها فظحت المنافقين لا زال يقول ومنهم ومنهم حتى ما بقي منهم احد. نعم. وقوله ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الا في الفتنة سقط وان جهنم لمحيطة بالكافرين اي ومنها وهؤلاء المنافقين من يستأذنوا في التخلف ويعتذروا بعذر اخر فيقول ائذن لي في التخلف ولا تفتني في الخروج فاني اذا خرجت فرأيت نساء بين الاصفر ولا اصبر عنهن. كما قال ذلك الجد ابن القيس المقصود قبحه الله النفاق بان مقصوده يقصد الحسن فان في خروج فتنة وتعرضا للشرع وفي عدم الخروج عافية وكفى في وكفى عن الشر. قال الله تعالى مبينا كذب هذا القول الا في الفتنة سقطوا مبينا كذبا قال الله تعالى مبينا كذب هذا القول الا في الفتنة سقطوا فانه على تقليل صدق هذا القائل من قصده. في التخلف الكبرى وفتنة عظيمة محرمة وهي معصية الله ومعصية الرسول جعل الاثم الكبير والوزر العظيم. واما الخروج فمفسدة قليلة بالنسبة للتخلف وهي متوهمة بها مع ان هذا القائل فقصده التخلف ولا غير اعدهم الله بقوله وان جهنم لمحيطة بالكافرين ليس لهم معنى لا مفر ولا مناص فلا فكاك ولا خلاص. وان تصبك حسنة تسوهم الاية يقول تعالى مبين ان المنافقين هم الاعداء حقا المبغضون للدين صرفا وان تصب حسنة كنصر وادالة على العدو تسوءهم اي تحزنهم وتؤمهم وان اصبك مصيبة في ادانة كادانة العدو عليك بقولوا متبجحين بسلامة من الحضور معك فقد اخذنا امرنا من قبل اي قد حذرنا وعملنا بما ينجينا من قول في مثل هذه المصيبات ولو وهم فرحون بمصيبتك وبعدم مشاركتهم قال تعالى ردا عليهم في ذلك قل ان يصيبنا الا ما كتب الله لنا اي قدر واجراهم في اللوح المحفوظ هو مولانا اي متولي امورنا الدينية والدنيوية فعلينا الرضا ايها الهلاكين الهدى والسعادة ومنها عدم اهتمامهم ايضا بذلك وهو قدر زائد على مجرد الاذية ومنها قدح في عقل النبي صلى الله عليه وسلم وعدم ادراكه وتفريقه بين صدقوا الكلمة واكمل الخلق عقلا واتم مدراكا واثقبهم رأيا وبصيرا لهذا قال تعالى اي يقبل من قال له خيرا باقداره وليس في ايدينا من الامر شيء وعلى الله وحده فليتوكل المؤمنون ان يعتمدوا عليه في جلب مصالحهم ودفع المضاد لعلهم يثق به في تحصيل المطلوب منه فلا خاب من توكل عليه واما من توكل على غيره فانه مقتول غير مدرك لما امت. قل هل تربصون بنا الاحدى الحسنيين؟ الاية. قل اي اي قل المنافقين الذين تربصوا بكم الدواء يرى اي شيء يتربصون بنا فانكم لا تربصون بنا الا امرا فيه فيه غاية نفعنا وهو احدى الحسين اما بالاعداء والنصر عليهم ونيل الثواب الاخرى والدنيا واما الشهادة التي هي من اعلى درجات الخلق ارفع المنازل عند الله. واما تربصنا بكم يا معشر المنافقين فنحن نتربص بكم ان الله بعذاب من عنده لا سبب لنا فيها بايدينا بان يسلطنا عليكم فنقتلكم فيتربص بنا الخير انا معكم متربصون بكم الشر قل انفقوا طمع لو كرمن يتقبل منكم الايتين. يقول تعالى مبينا بطلان نفقات المنافقين وذاكرا لسبب ذلك. قل لهم انفقوا طوعا من انفسكم منكرا على ذلك اختياركم ان يتقبل منكم شيء من اعمالكم لانكم كنتم قوما فاسقين خارجين عن طاعة الله ثم بين صفة فسقهم واعمالهم فقال ما منعوا من تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسول والاعمال كلها شرط قبورها الايمان فهؤلاء لا ايمان لهم ولا عمل صالح فان حتى ان الصلاة التي هي افضل اعمال البدن اذا قاموا اليها قاموا كسالى قالوا ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى متذاكرون لا يكاد يفعلونها من ثقلها عليهم ولا ينفقون الا وهم كارهون من غير انشراح صدر وثبات نفس غاية الذم لمن فعل مثل فعلهم. وانه ينبغي للعبد ان لا يأتي الصلاة يقول تعالى قوم نوح وعاد وثمود. وقوم ابراهيم واصحاب المدينة اي قري اي قري اي قرى قوم لوط فكلهم اتتهم رسلهم بالبينات اي بالحق الواضح الواضح الجلي المبين لحقائق الاشياء فكذبوا بها الا وينشط وهو نشيط البدن والقلب اليها. ولا ينفق الا وهو منشرح الصدر ثابت للقلب يرجو ذخرها وثوابها من الله وحده ولا المنافقين الايات يقول تعالى اول بركتها عليهم ان قدموها على مراضي ربهم. واول بركاتها لمن قدموها على مراظي ربهم وعصاهم الله لان ما يريد الله ليعذبهم بها في الدنيا والمراد بالعذاب هنا ما يناله من المشقة بتحصيلها والسعي الشديد بذلك وهو اهم من القلب فيها وتعب البدن. فلو قابلت بها بمشقة لم كلها نسبة اليها فهي لما الهتهم عن الله وذكري صارت وبالا عليهم حتى في الدنيا ومن وبالها العظيم الخطر الخطر ان ان قلوبهم تتعلق وارادتها او ارادتهم لا تتعداها فتكون منتهى مطلوب غاية مرغوبهم ولا يبقى في قلوبهم للاخرة نصيب فيجب ذلك ان ينتقلوا من الدنيا انفسهم وهم كافرون في عقوبة اعظم من هذه العقوبة الموجبة للشقاء الدائم والحسرة الملازمة ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم اصلهم في الحديث هم هذا انهم قوم يفرقون اي يخافون الدوائر وليس في قلوبهم شجاعة تحملهم على اني ان يبينوا احوالهم فيخافون ان اروح لهم منكم يخافون ان تتبرأوا منهم فيتخطفهم الاعداء من كل جانب. واما حال قوي القلب ثابت الجنان فانه يحمل ذلك على بيان حاله كانت امسية ولما كان المنافقين خلع عليهم خلعة الجبن الكذب ثم ذكر شدة جبنهم فقال لو يجدوا ملجأ ما يلجأون اليه عندما تنزل بهم الشياة ومغارات يدخلونها فيستقرون فيها او مدخلا او مدخلا اي محل يدخلونها فيتحصنون فيها لولوا اليه وهم يجمعون اي يسرعون ويهرعون فليس لهم ملكة يقدرون بها على الثبات ومنهم من يلمزك في الصدقة ان يعطوا منها راض لم يعطوا منها لا هم يسخطون الايتين اي وهؤلاء ومن هؤلاء المنافقين ويعيبك في قسمة الصدقات وينتقدوا عليك فيها وليس انتقادهم فيها وعيب مقص صحيح ولا لرأي رجيع وانما المقصود من يعطوا منها فان اعطوا منها رضوا ان لم يعطوا منها ايداهم يسخطون وهذه حالة لا تنبغي للعبد ان يكون رضاه وغضبه تابعا لهوى نفسه الدنيوية وغرضه الفاسد بل الذي ينبغي ان يكون هوتبا لمرضاة ربه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تماما لما جئت به وقال هنا ولو ان نمرض ما اتاهم الله ورسوله اي اعطاهم من قليل وقالوا حسبنا الله كافينا الله في الارض مما قسمه لنا. ليؤملوا فضله واحسنه بان يقولوا سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. اي متضرعون في جلب منافعنا ودفعهم لسلموا من النفاق ونعودوا الى الايمان والاحوال العالية ثم الصدقات الواجبة فقال انما الصدقات للفقراء والمساكين الاية. يقول تعالى انما الصدقات للزكاة وبدليل ان الصدقة المستحبة لكل احد لا يخص بها احد دون احد. اي انما الصدقات لاولاد المذكورين دون من عداهم لان حسرة فيهم لانه حصرا فيهم ثمانية اصناف الاول والثاني الفقراء والمساكين. وهم في هذا الصنفان متفاوتان فالفقير اشد حاجة من المسكين ان الله بدأ بهم ولا يبدأ الا بالاهم فالاهم ففسر ففسر الفقير بانه الذي لا يجد شيئا او يجد بعضك فيجد نفسها والمسكين الذي يجد نصفها فاكثر ولا يجد تمام الكفاية لانه لو وجدها لكان غنيا فاعطون من الزكاة ما يزول بهم ما يزول به فقره مسكنة وممثلة العاملون عن الزكاة هم كل من لهم عمل منشر فيها من حافظ لها وجاب لها من اهلها او راع او حامل او كاتب ونحو ذلك ويلقون لاجلع عمالتهم وهي اجرة لاعمالهم فيها. والرابع المؤلف قلوب المؤلف قلبه هو السيد المطافق ممن يرجى اسلامه او يغشى شره او يرجى بمعطيته قوة ايمانه او اسامة رضيده جماية ممن لا يعطيها او يعطى ما به التأليف والمصلحة الخامس الرقاب والمكاتب الذين قد اشتروا في الاول والثاني والثالث والرابع باللام انما صداقات للفقراء والمساكين اي وللمساكين والعاملين اي وللعاملين عليه. والمؤلفة قلوبهم اي وللمؤلفة قلوب بعدين جاء كلمة في الرقاب الظرفية. والفرق ان بدل كلمة يعطون يعطون كان الاولى ان يقال فيملكون لان اللام لام تمليك يعني ما يجوز ان تبني باموال الزكاة مساكن تعطيها للفقراء هذا ما يجوز بعض الناس يفعل هذا اذا الفقير يجب ان يملك المال يجب ان يملك الزكاة هو يتصرف فيه بما يراه مصلحة لنفسه هو ليس رقاب واما في سبيل الله واما في ابن السبيل واما في الغانمين نعم شخص عليه دين يجوز انك ما تعطيه الزكاة تروح تعطي الزكاة للذي يطلبه ما في بأس لان الله ما قال وللغارمين قال وفي الغارمين في فرق بين اللام وبين في نعم احسن الله اليك قال رحمه الله الخامس المكاتبون الذين قد اشتروا انفسهم من ساداتهم فهم يسعون في تحصيل ما يفك رقابهم فيعانون على ذلك من الزكاة وفك الرقبة وفك الرقبة المسلمة التي ايهاب سلك فار داخل في هذا بني اولى ويدخل في هذا انه يجوز ان يعتق منها الرقاب واستقلالا لدخوله في قوله وفي الرقاب. السادس الغارم لهم قسمان احدهما الغارمون الاصلاح ذات البين هو ان يكون بين طائفتين من الناس شر وفتنة فيتوسط الرجل اصلاح للاصلاح بينهم بمال يبذله لاحدهم اولهم او لهم كلهم قيل له نصيب من الزكاة ليكون انشط له واقوى لعزم فيعطى ولو كان غنيا وسالما غنم لنفسه ثم عسرت منه ويعطى ما يوفي به دينه وهو السابع الغازي في سبيله فطويعة الذين لا ديوان لهم فيعطون من الزكاة ما يعينهم على نغز من ثمن من ثمن سلاح دابة وانفقت لهم ولعياله وقال كثير من وان تفرغ القادر على الكسب لطلب العلم واعطي من الزكاة. وقال كثير من الفقهاء ان تفرغ القادر على الكسب لطلب العلم واعطي من الزكاة لان العلم داخل في الجهاد في سبيل الله. ولو قالوا ايضا يجوز ان يعطى منها لحج فرده وفيه نظر والثامن ابن سبيل وهو الغريب المنقطع به في غير بلده فيعطى من الزكاة ما يوصله الى بلده فهؤلاء الذين تدفع اليهم الزكاة وحدهم فريضة من الله فرضها مقدرة تابعة للعلم والحكمة والله عليم حكيم واعلم ان هذه الاصابة ثمانية ونفع كالفقير والمسكين الحاجة اليه والانتفاع وانتفاع الاسلام به. فاوجب الله هذه الحصص من اموال الاغنياء لسد الحاجة الخاصة والعامة للاسلام والمسلمين فلو اعطى الاغنياء زكاة اموالهم على الوجه الشرعي لم يبقى فقير من المسلمين ولا حصل من الامور من الاموال ما يسد الثغور ويجاهد به الكفار ويحصل به جميع مصالح الدينية ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن الاية الايات ايوة من هؤلاء المنافقين الذين يردون النبي الى قول رجيت والعيب له ولديني ويقولون هو اي لا يبالون بما يقولون من الادعية للنبي ويقولون اذا بلغوهم عنا بعض ذلك جئنا نعتذر اليه فيقبل منا لانه اذن ان يقبل كل ما كل يقال له ولا يميز بين صادق وكاذب وقصد قبحهم الله فيما بينهم انهم من غير مكترثين بذلك ولا مهتمين به لانهم اذا لم يبلغوا هذا مطلوبهم اذا وان بلغوا واكتفوا بمجرد اعتذار واحد فاساءوا كل الاساءة من اوجه كثيرة اعظم الية نبيهم الذي جاء لهداية اخراج من من الشقاء واما اما اعراضه وعدم تعنيفه لكثير من المناطق والكذب فليسعوا خلقه فلساعة فلسعة خلقه فالإذاعة تكون القادمة اهتمامه بالشأن وامتثاله لأمر الله تعالى بقوله سيحلفون بالله لكم انقلبت من اليمين فأعرضوا عنهم انهم رزق واما حقيقة ما في قلب هريمة فقال عنه يؤمنون يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين الصادقين الصادقين المصدقين ويعلم الصادق من الكاذب وان كان كثيرا يعرض عن الذين يعرفوا كذبهم ويعلموا من صدقهم ورحمة للذين امنوا رحمة للذين امنوا منكم فانهم بهم يهتدون باخلاقهم يقتدون واما غير المؤمن فانهم لم يقبلوا هذه رحمة فالرد وابا فخسروا ديهم واخرتهم والذين يؤذون رسول الله بالقل والفهم وما دام عليم في الدنيا والاخرة من العذاب الاليم انه يهتم قتل المؤذي وشاتمه. انه يتحتم وقته مذي وشاتمه يحلفون بالله لكم ليرضوهم فيتبرأون فيتبرأ مما صدر منهم من الادعية وغيرها فرأيتم ان ترضوا عليهم والله ورسوله حقا يرضوه وان كانوا مؤمنين لان المؤمنين لا يقدم شيئا على رضا ربه ورضا رسوله فدل هذا على انتفاء ما لهم حيث قدموا رضا الله رضا غير الله ورسوله. وهذا محادة لله ومشاقة له وقد تواعد من قوله. الم يعلموا ورسوله بان يكون في حد وشق مبعد عن الله ورسوله بان تهاون باوامر الله وتجرأ على محارمه. فان لو نار جهنم خالدا فيها وذلك سجن الذي لا ولا افظع منه فحيث فاتهم النعيم المقيم وحصله على عذاب الجحيم عياذا بالله من حالهم. يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبأهم بما في قلوبهم الايات كانت هذه السورة الكريمة تسمى الفاضحة لانها بينت اسرار المنافقين وتتدسرا فما زال الله يقول ومنهم ومنهم ويذكر اوصافهم الا انه لم يعين اشخاص نفاذتين احداهما ان الله ستير يحب الستر على عباده. والثاني ان الذم من على من اتصف بذلك الوصف من المنافقين الذين توجه اليهم الخطاب وغيرهم الى يوم القيامة فكان ذكر الوصف اعم وانسبك حتى خافوا غاية الفضل قال الله تعالى لان لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا. اخذوا وقتلوا تقتيلا وقال هنا في فائدة اخرى ايضا وهي الثالثة انه لم يعينهم يعني لو قال وفلان وفلان وهو يعلم انه سيتوب لكان لغوا في الكلام. فقال ومنهم وهو يعلم انه سيتوب من هؤلاء اناس فابهامه غاية في الابلاغ في البلاغ نعم. وقال هنا يحذر المنافقون لم تنزل عليهم صراط تنبئهم بما في قلوبهم اي تخبرهم وتقطعهم بما تبين اسرارهم حتى تكون على ايات العباد ليكونوا عبرة للموتى بنقل السهج ويستمروا على ما انتم عليه من استعداد ان الله مخرج ما تحذرون قال قد وفى وقد وفى تعالى بوعده فانزل هذه السورة التي بينتهم وفضحتهم هكذا يقول طائفة منهم في غزوة تبوك ما رأينا مثل قراءنا هؤلاء يعلمون النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ارغب بطونا ولا عند النقاء ونحو ذلك فلما بلغوا من النبي صلى الله عليه وسلم قد علم كلامهم جاؤوا ويعتذرون اليهم يقولون انما كنا نخوض ونلعب ان نتكلم في كلام الله قصرا ابي ولا قصدنا الطعن ولا العيب قال الله تعالى مبين عدم عذرهم في ذلك قل لهم اي ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذرون وقد كفرتم بعد ايمانكم فان الاستدعاة بالله ورسوله كفر مخرج عن الا ان اصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الاصل ومناقض اللون اشد المناقضة ولهذا جاءوا الى الرسل يعتذرون بهذه المقالة والرسول لا يزيد معنى قوله كنتم تستهزئون لا تعتذرون وقد كفرتم بعد ايمانكم وقوله ان عفوا طائفة من كل توبتهم واستغفار انهم كانوا مجرمين مقيمين على كفرهم وفي هذه الاية دليل على ان من اسر سرية خصوصا سريرة يمكر فيها بدينه ويستهجو به ورسله فان الله تعالى يظهر يظهرها ويفضح صاحبها ويعاقبه اشد العقوب وان من استهدى بشيء من كتاب الله وسنة رسوله الثابتة عنه او ساخرا بذلك او تنقصه لو تنقصوا فانه كافر بالله العظيم وان التوبة مقبولة من كل ذنب وان كان عظيما المنافقون والمنافقات يقول تعلم لانهم اشتركوا بالنفاق فاشتركوا في تولي بعضهم بعضا وفي هذا وصف المنافقين العام الذي لا يخرج منه صغيرا ولا منه لانها في جنات عدن اي اقامة لا يضالون عنها ولا يتحولون منها ورضوان من الله يحله على اهل الجنة اكبر مما هم فيه من فان نعيمهم لم يطب الا برؤية ربهم ورضوانه عليهم ولانه الغاية التي اما العابدون والنهاية التي سعى نحوها المحبون كبير ثم لا يخرج منه صغير منهم ولا كبير فقالوا يأمرون بالمنكر وهو الكفر والفسوق والعصيان وينهون عن المعروف والايمان والاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة والاداب الحسنة ويقبضون ايديهم عن عن الصدقة وطرق الاحسان فوصفهم فوصفهم البخل نسوا الله نسوا الله فلا يذكرونه الا قليلا فنسيهم من رحمته فلا يوفقهم لخير ولا يدخلهم الجنة. بل يتركهم بالدرك الاسفل من النار خالدين فيها مخلدين من المنافقين هم الفاسقون. حصل الفسق بهم لان فسق ما اعظم من فسق مد بدليل ان عذابهم اشد من عذاب غيرهم ان المؤمنين قد ابتلوا بهم اذا كان اذ كانوا بين الظلم والاحتراز منهم شديد. واجلسوا الله فنسيهم جمهور السلف يقول نسوا الله يعني تركوا امر الله فنسيهم اي فتركهم الله. نسوا الله تركوا الله. ما بالوا به فنسيهم تركهم الله ولم يبالي بهم. وهذا افهمه مع الحديث الاخر ها قال الله جل وعلا في الحديث القدسي ان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. شيء مقابل شيء. فمن يذكر الله يذكره الله. ومن ينسى الله ينساه الله وليس المقصود بالنسيان هنا الذي هو نوع من انواع الجهل. حاشا وكلا هذا منفي عن الله تبارك وتعالى نعم وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم. جمع المنافقين والكفار في نار جهنم لعنة الخلود في ذلك اجتماعا في الدنيا الى الكفر والمعاداة لله ورسوله والكفر باياته كالذين من قبلكم كانوا اشد منكم قوة واكثر اموالا واولادا الايات عليه ما قسى الله علينا فانتم اعمالكم شبيهة باعمالهم. استمتعتم بخلاقكم اي بنصيبكم من الدنيا فتناولتموه على وجه اللذة والشهوة. معرضين عن المراد من واستعنتم به على معاصي الله ولم تتعدى ولم تتعد همتكم هي وارادتكم ما خولتم من النعم كما فعل الذين من قبلكم وخضتم كالذي خاضوا وخط بالباطل والزهور وجادلتم بالباطل وتدحضوا به الحق. فهذه اعمالهم وعلومهم استمتاع بالخلاء. استمتاع بالخلاق. وخوض بالباطل فاستحقوا من العقوق عقوبة الاهلاك ما استحق من قبلهم ما استحق من قبلهم ممن فعلوا كفعلهم واما المؤمنون فهم ان استمتعوا بنصيبهم وما خولوا من الدنيا فانه على وجه الاجتهاد به على طاعة الله فهي علوم الرسل وهي وهي الوصول الى اليقين في جميع المطالب والمجادلة بالحق بالادحاظ الباطل وقوله فما اكان الله ليظلمهم اذا وقع به من عقوبتهما ولكن كانوا انفسهم على معاصي وعصوا رسلهم واتبعوا امر كل جبان عن يد والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض الايات لما ذكر ان المنافقون بعضهم من بعضهم ذكر ان المؤمنين وبعضهم اولياءه فقال والمؤمنون والمؤمنات اي ذكور والمؤمنات والمؤولات والانتماء والنصرة يأمرون بالمعروف وهو اسم جامع لكل ما عرف حسنه من العقائد الحسنة والاعمال الصالحة والاخلاق الفاضلة واول من واول من يدخل في امرهم انفسهم وينهون عن المنكر وهو كل ما خالف المعروف وناقضه من العقائد الباطل في العمل الخبيث في الاخلاق الرذيلة. ويطيعون الله ورسوله اي لا يزالون ملازمين طاعة الله ورسوله على الدوام اولئك سيرحمهم الله يدخلون برحمتهم ويشملهم باحسانه ان الله عزيز حكيم اي قوي طاهر مع قوته فهو حكيم بيضاء كل شيء موضعه اللائق به الذي يحمد على ما خلق وامر به. ثم ذكر ما اعد الله له من التوابل فقال وعد وعد الله المؤمنين والمؤمنون جنات تجنيه من انا ارجى ان يأتي من كل نعيم وفراه خالية من كل اذى وترى تجري من تحته قصورها ودورها وسيانها الانهار الغريزة الانهار الغزير المرء الانيقة التي لا يعلم ما فيها من الخيرات والبركات. ان الله تعالى خالدين فيها لا يبغون لا حول ولا زخرفة وحسناتها اعدت اعدت لعباد الله المتقين قد طاب مآل قد طاب مرآها وطاب منزلها ومقيلها وجمعت من الات المساكين العالية ما لا يتمنى فوقه المتمنون. وحتى ان الله تعالى قد اعد لهم غرفا في غاية الصفاء والحزن وباطنها من ظاهرها فهذه المساكن الانيقة التي حقيق بان تسكن اليها النفوس بان تسكن اليها النفوس تلجأ اليها القلوب وتشتاق لها الارواح رب الارض والسماوات اكبر من نعيم الجنات ذلك هو الفوز العظيم حيث حصلوا على كل مطلوب وتبع لهم كل محظور وحسنت طه وطابت منهم جميع فلنسأل الله ان يجعلنا معهم بجوده. يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغضب عليهم جهنم وبئس المصير الايات يقول تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم يا ايها النبي الجاهل من الكفار والمنافقين ان يبالغ في الجهاد والغلطة عليهم حيث اقتضت الحال والغلظة عليهم. وهذا الجهاد يدخل فيها باليد والجهاد بالحجة واللسان فمن بارز منهم المحاضر يجاهد باليد والانسان والسيف والسنان ومن كان مذهل الانسان بذمة واوعد فانه يجادل ويبين له محاسن وسام الشرك والكفر عنه فهذا ما لهم في الدنيا واما في الاخرة ومأواهم جهنم اي مقرهم الذي لا يخرجون منها وبئس المصير بالله ما قالوا ما قد قالوا كلمة كفر اي اذا قالوا قولا كقول من قال منهم ليخرجن الاعز منا الاذى والكلام الذي يتكلم به الواحد ويد الواحد الرسول فاذا بلغهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغه شيء من ذلك جاؤوا اليه يحلفون بالله ما قالوا قال تعالى مكذبا لهم ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا كان ظاهره انه اخرجه من دائرة الكفر وكلامهم الاخير ويدخلهم الكفر وهموا بما لم ينالوا ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فامر من يصدهم عنك عن قصهم والحال انهم ما نقموا وعابهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اغناهم الله ورسوله من فضله بعد ان كانوا فقراء معوزين فهذا من اعجب الاشياء ان يستهينوا بمن كان سبع اخراج من ظلمته الى النور ومغنيا لهم بعد ولا الحق عليهم الا ان يعظموه ويؤمنوا به ويجلوه فاجتمع الداعي الديني وداعي المروءة واجتمع الداعي الديني وداعي المروءة الانسانية فقال الاخرة في الدنيا بما ينال من الهم والغم والحزن وانا على نصرة الله وعدم حصول ما لمطلوبهم وفي الاخرة في عذاب سعير وما لهم في الارض من ولي نتولن امورهم يحصل لهم المطلوب ولا نصلهم المكروه اذا انقطعوا من ولاية الله تعالى فثم اصناف الشرع والخسران والشقاء والحرمان احسنت بارك الله فيك قراءة مع الشيخ عبد السلام هذه الصفات التي ذكرها الله للمنافقين ينبغي على الانسان يفتش نفسه في قوله او في قلبه يبتعد عنها كل البعد. نسأل الله جل وعلا ان يعيذنا واياكم من النفاق والشقاق. وسوء المنقلب والاخلاق. نعم قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن الاية ومن هؤلاء المنافقين من اعد الله عدا وميثاق اتانا بفضله من الدنيا بسطها لنا لنصدقن ونكون من الصالحين فنصل الرحم ونقرئ الضيف. ونعين على نواب الحق ونفعل الافعال الحسنة الصالحة ولما اتاهم من فضله لم يوفوا بما قالوا بل بخلوا عن الطاعات وعن القيادة وهم معرضون غير الملتفتين الى الخير. فلما لم يفوا بما عاهدوا الله عليه عاقبهم وعاقبه نفاقا في قلوب مستمر الى يوم القيامة يلقون مما اخلف الله ما وعدوه بما كانوا يكذبون فليحذر المؤمن من هذا الوصف الشنيع ان يعاهد ربه وان حصل مقصوده الفلاني ليفعلن كذا وكذا ثم لا يفي بذلك فانه وربما عاقبه الله بالنفاق كما عاقب هؤلاء واتقى النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت في الصحيحين اية المنافق ثلاث اذا حدث كذا واذا عاهد غدر واذا وعد اخلف هذا المنافق الذي وعد الله وعاهده لئن اعطاه الله من فضيل صدق انه ليكون من الصالحين. حدث فكذب وعاهد فغدر واعد فاخلف ولهذا توعد من صدر منه هذا الصنيع بقوله الم يعلموا ان الله يعلم السراء ونجواهم وان الله علام الغيوب فسيجازيهم على ما عملوا من اعمال التي يعلمها الله تعالى او ليتصدق انه يصل الرحم ويعينه على نواب الحق فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فكان له غنم حتى خرج بها عن المدينة فكان لا يحضر الا الصلوات الخمسة ثم بعد فكان لا يحضر الا صلاة الجمعة ثم كثرت ابعادها فكان لا يحضر جمعة ولا جماعة. ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فاخبر بحاله ياخذ الصدقات من اهلها فمروا على ثعلبة فقال ما هذه الا جزية ما هذه الا اخت الجزية فلما لم يعطهم جاؤوه اخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة ثلاثة فلما نزلت هذه الاية فيه وفي امثاله ذهب بها بعض اهله فبلغه اياها فجاء بزكاة والذين لا يجدون الا جهدهم الايات وهذا ايضا من مخازن المنافقين فكانوا قبحهم الله لا يدعون شيئا من امور الاسلام والمسلمين يرون لها منهم ما قال الا قالوا وطعنوا بغي عدوانا. فلما حث الله ورسوله على صدقة المسلمون الى ذلك وبدلوا من اموالهم. كل على حسب حالهم منهم واكثر منهم مقل فيلمزون المكثر ومنهم بان قصده بنفقته الرياء والسمعة وقالوا للمقل الفقير ان الله غني عن صدقة هذا فانزل الله تعالى الذين ينبزون يعيبون ويطعمون المطوعين الصدقات فيقولون مراؤون قصدهم الفقر والرياء ويلمزون الذين لا يجدون الا جهدا فيخرجون ما استطاعوا يخرجون ما استطاعوا ويقولون الله غني عن اخواتهم فيسخرون منهم فقابلهم الله على صنيعهم بان يسخر منهم ولهم عذاب اليم فانهم جمعوا في كلامهم هذا بين عدة محاذير منها تتبعهم الاحوال وحرصهم على ان يجدوا مقالا يقولونه فيهم والله يقول ان الذين يحبون تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم منها طعنوا بالمؤمنين لاجل ايمانهم كفرا بالله تعالى للدين ومنهم وان ومنها ان ومنها ان اللمز محرم بل هو من كبائر الذنوب في امور الدنيا واما اللمز في امر واقبح واقبح منها ان من اطاع الله وتطوع بخصلة من خصال الخير فان الذي ينبغي اعانته وتنشيطه على عمله. وهؤلاء قصدوا تثبيتهم بما قالوا فيهم وعابوا عليه ومنها ان حكمهم على ان من افق مال كثيرا بانهم امراء غلط فاحش وحكم على الغيب ورجل بالظن اكبر من هذا ومنها ان قول صحيح صدقت القليلة الله غني عن صدقة هذا كلام مقصوده باطل فان الله غني عن صدقة المتصدق بالقليل والكثير بل وغني عن اهل السماوات والارض ولكنه تعالى امر العباد بما هم فمفتقرون اليه. فالله وان كان غنيا عنه فهم فقراء اليه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فهو في هذا القول من التثبيت عليهم امره ولكن ابوا الا التكاسل والاستئذان في القعود وقالوا وذرنا انكم مع القاعدين. قال تعالى من يكون مع النساء المتخلفات عند فقه او عقل دلهم على ذلك ان طبع الله على قلوبهم فلا تعي الخير ولا يكون فيها ارادة لفعل ما فيه الخير والفلاح عن الخير ما هو ظاهر بين ولهذا كان جزاءهم ان يسخر الله منهم ولهم عذاب اليم. استغفر لهم ولا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة على وجه المبالغة الا فلا مفهوم لها فلن يغفر الله له كما في الاية الاخرى سواء عليه ما استغفرت له لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ثم ذكر السبب المانع مغفرة الله لهم فقال ذلك بانهم كفروا بالله ورسوله والكافر لا ينفعه استغفار ولا العمل ما دام كافرا والله لا يهدي القوم الفاسقين اي الذين صاروا فسق لهم وصفا بحيث لا عليه سواه ولا يبغون له بدلا يأتيهم الحق الواضح فيردونه فيعاقبهم الله تعالى بالا يوفقهم له بعد ذلك. فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله الايات يقول تعالى وبين تبجح المنافقين بتخلفهم وعدم مبالاتهم بذلك الدال على عدم الايمان الكفر على الايمان المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وهذا قدر زائد على مجرد التخلف. فان هذا تخلف محرم وزيادة رضا بفعل المعصية وتبجح به وكره ان يجاهد باموال انفسهم في سبيل الله وهذا بخلاف المؤمنين الذين اذا تخلفوا ولو حزنوا على تخلف ما تأسفوا غاية الاسف ويحبون ان يجاهدوا باموالهم انفسهم في سبيل الله قلوبهم من الايمان ويردون من فضل الله واحسانه وبره وامتنانه وقالوا اي المنافقون لا تنفروا في الحر قالوا ان النفير مشقة علينا بسبب الحر راحة قصيرة منقضية عن الراحة الابدية التامة وحذروا من الحر الذي يقي منه الضلال ويذهبه الذي ويذهبه البكر والاصال وعلى الحر الشديد الذي لا يقادر قدره وهو النار الحامية ولهذا قال قل نار جهنم اشد حرا لو كانوا لما اثروا ما يفنى على ما يبقى ولما فروا من المشقة الخفيفة المنقضية الى مشقة شديدة الدائمة قال تعالى فليضحكوا قليلا وليضحكوا كثيرا تمتعوا بهذه الدار المنقضية ويفرحوا بلذاتها ويلهب بلعبها فسيبكون كثيرا في عذاب اليم جزاء بما كانوا يكسبون من الكفر والنفاق انقياد لاوامر ربهم فان رجعك الله الى طائفة منهم فاستأذنوك. وهم الذين تخلفوا من غير عذر ولم يحزنوا على تخلفهم استأذنوك للخروج لغير هذا هذه الغزوة اذا رأوا السهولة فقل لهم عقوبة لا تخرج معي ابدا ولن تقاتلوا معي عدوا فيسألني الله عنكم انكم رضيتم قعودي اول مرة فاقعدوا مع الخالفين وهذا كما قال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة فان المتثاقل متخلف عن المأمور به عند انتهاز فرصة لن يوفق له بعد ذلك ويحال بينه وبينه وما فيه ايضا تعذير لهم فانه يتقر عند مسلم ان هؤلاء من الممنوعين من الخروج الى الجهاد لمعصيته فكان ذلك توبيقا لهم وعارا عليهم ونكالا لن يفعل احد كفعلهم. في قوله لن تخرجوا معي ابدا في ان هذه اخر غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم لان من هؤلاء من امن وخرج وغزا مع ابي بكر ومع عمر واما مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يحصل نعم ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره لا يقول تعالى ولا تصلي على احد منهم مات من المنافقين ولا تقم على قوله بعد الدفن لتدعو له فان صلاته قال قبور شفاعة منه لهم وهم لا تنفع فيهم الشفاعة انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ومن كان كافرا ومات على ذلك فما تفعل شفاعة الشافعين وفي ذلك عبرة لغيرهم وزجر ونكال لهم وهكذا كل من علي من الكفر والنفاق. فانه لا يصلى عليه. وفي هذه الاية يدل على مشروعية الصلاة على المؤمنين الوقوف عند قبورهم للدعاء لهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحل ذلك في المؤمن فان تقييد النهي بالمنافقين يدل على انه كان قد كان متقررا في المؤمنين تعجبك اموالهم واولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الدنيا وتسهق انفسهم والكافرون الى تغتر بما اعطاهم الله تعالى في الدنيا من الاموال والاولاد اليس ذلك لكراماتهم عليه وانما ذلك اهانة منه لهم يريد الله ان يعذبهم بها في الدنيا فيتعبون في تحصيلها ويخافون من زوالها. ولا يتهنون بها بل لا يزالون قانون الشدائد والمشاقة فيها وتلهيهم عن الله والدار الاخرة حتى ينتقلوا من الدنيا وترزق انفسهم وهم كافرون قد سلبهم حبها عن كل شيء فماتوا وقلوبهم بها متعلقة وافئدتهم عليها متحرقة وجاهدوا مع رسوله يقول تعالى في بيان اسراء المنافقين لا يسألونك عن الطول منهم يعني اولو الغنى والاموال الذين لا عذر لهم وقد امدهم الله باموال وبنين فلا يشكرون الله ويحمدونه ويقولون ما اوجبه الله تعالى عليهم السهو فهم لا يفقهون صالحا فلو فقهوا حقيقة الفقه لم يرضوا لانفسهم بهذه الحال التي تحطهم عن منازل الرجال لكن الرسول والذين امنوا معه جاهدوا باموالهم وانفسهم الا يقول تعالى اذا تخلف هؤلاء المنافقون عن الجهاد فالله سيغني عنهم ولله عباد وخواص من خلقه اختصهم بفضله يقومون بهذا الامر. وهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والذين امنوا معه يجاهدون باموالهم وانفسهم غير متساقلين من هم فرحون ومستبشرون فاولئك لهم الخيرات كثيرة في الدنيا والاخرة فاولئك هم المفلحون فاولئك هم المفلحون الذين ظفروا فاولئك هم المفلحون الذين ظفروا باهل المطالب واكمل الرغائب اعد الله لهم جنات تجريم تحت الانار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم فتبا لمن لم يرغب بما رغبوا فيه وخسر دينه ودنياه واخراه وهذا نظير قوله قل امنوا به او لا تؤمنوا ان الذين اوتوا العلم من قبله لا يتلى عليهم يخرون سجدا وقوله فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين. قوله تعالى وجاء المعذرون من اعرابي يقول تعالى وجاء المعذر والاعرابي ليؤذن لهم اي دال الذين تهاونوا وقصروا منهم في الخروج لاجل ان يؤذن لهم في ترك الجهاد غيرهم بالين بالاعتزال جفائهم وعدم حيائهم واتيانهم بسبب ما معهم من الايمان الضعيف اما الذين كذبوا الله ورسوله منهم فقعدوا وتركوا الاعتذار بالكلية ويحتملوا ان معنى قوله المعذرون الذين لهم عذر اتوا الى رسوله صلى الله عليه وسلم ليعذرهم ومن عادته ان يعذر من له عذر. وقال الذين كذبوا الله ورسوله في دعواهم الايمان المقتضي للخروج وعدم عملهم بذلك ثم توعدهم الله تعالى سيصيبهم الذي سيصيب الذين كفروا منهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة لما ذكر المعتذرين وكانوا على قسمين قسم معذور في الشرع وقسم غير معذور ذكر ذلك بقوله ليس على الضعفاء فيبدأ فيما ابصارهم الذين لا قوة لهم على الخروج في القتال ولا على المرضى وهذا شامل جميع انواع المرض الذي لا يقدر صاحبه على الخروج والجهاد من عرج وعمل وحمير وذات والفارد وغير ذلك ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون لا يجدون زادا ولا راحة الا يتبلغون بها في سفر فهؤلاء ليس عليهم حرج وبشرط ان ينصحوا لله ورسوله بان يكونوا صادق الايمان وان يكون من نيتهم وعزمهم انهم لو قدروا لجاهدوا وان يفعلوا ما يقدرون عليه من الحث والترغيب والتشجيع على الجهاد ما على المحسنين من سبيل من سبيل يكون عليه فيه تبعة فانهم باحسانهم وفيما عليهم من حقوق الله تعالى وحقوق العباد اسقطوا توجه اللوم عليهم واذا احسن العبد فيما يقدر عليه سقط عنهما لا يقدر عليه ويستدل بهذه الاية على قاعدة وهي ان من احسن على غيره بنفسه او في ماله ونحو ذلك ثم ترتب على احسانه نقصا او تلهنا او غير ضامن الا انه محسن ولا سبيل على المحسنين كما انه يدل على ان غير المحسن والمسيئ كالمفرط ان عليه الضمان. والله غفور رحيم بمغفرته ورحمته عفا عن عجز وثامنيتهم الجازم الثواب القادرين على ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم فلم يصادفوا عندك شيئا قلت لهم معتدلا لا يجوز ما يحملكم عليه تولوا اعينهم تفيض وفي الدم حسنا لا يجد ما ينفقون فانهم عاجزون باذلون لانفسهم وقد صدر من الحزن والمشقة ما ذكره الله عنهم فهؤلاء لا حرج عليهم. واذا سقط الحرج عنهم عاد الامر الى اصله وهو ان من نوى الخير واقترب بنية لازم تستعين فيما يقدر عليه ثم لم يقدر فانه ينزل منزلة الفاعل التام. انما السبيل يتوجه واللوم يتناول الذين يستأذنونكم غنيا قادرون على الخروج لا عذرا هؤلاء يرادوا لانفسهم من دينهم ان يكونوا مع الخوالف كالنساء والاطفال ونحوهم وانما رضوا بهذه الحال لان الله طب على قلوبهم اي ختم عليها فلا يدخلها خير ولا يحسون بمصالحهم الدينية والدنيا فهم لا يعلمون عقوبة لهم على ما اقترفوا قوله تعالى يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم قل لا تعتذرون ان يؤمن لكم قد نبهنا الله من اخباركم الايات لما ذكر تخلف المنافقين الاغنياء وانه لا عذر لهم اخبر انهم سيعتذرون اليكم اذا رجعتم الي من غد قل لهم لا تعتذروا قد قل لهم لا تعتذروا لن نؤمن لكم اي لن نصدقكم باعتذاركم الكاذب قد نبانا الله من اخباركم الصادقين فلم يقل للاعتذار فاثم لانهم يعتذرون بخلاف ما اخبر الله الله عنهم وهم حال ومحال ان يكونوا صادقين فيما يخالف خبر الله الذي هو اعلى مراتب الصدق وسير الله عملكم ورسوله في الدنيا لان العمل وميزان الصدق من الكذب واما مجرد اقواله فلا دلالات في اعلى شيء من ذلك. ثم تردون الى عالم الغيب والشاة الذي لا يخفى عليه خفيت في نجويكم ما كنتم تعملون الخير والشر ويجازيكم بعده وبفضله من غير ان يضربكم مثقال ذرة واعلم ان المسيء المظلم له ثلاث حالات ما ان قال قوله واعذره ظاهرا وباطن ويعفى عنه بحيث يبقى كأنه لم يدرك هذه الحالة وهي مذكورة هنا في حق المنافقين ان عذرا غير مقبول هو انه قد تقرت احوالهم الخبيثات واعمالهم السيئة واما ان يعاقبوا بالعقوبة والتعزير الفعلي على ذنبهم واما ان يعرض ولا يقابلوا بما فعلوا بالعقوبات الفعلية وهذه الحالة الثالثة هي التي امر الله تعالى بها في حق المنافقين ولهذا قال سيحلفون بالله لكم اذا قلبتم اليهم لتعرضوا عنه فاعرضوا عنهم اي لا توبخوهم ولا تجلدوهم او تقتلوهم فانه قذر خبثاء ليسوا باهل لان يبالى بهم وليس التوبيخ هو العقوبة في دفهم وتكفيهم عقوبة جهنم جزاء بما كانوا يعملون. وقوله يحلفون لكم لترضوا عنهم واي ولهم ايضا هذا المقصد الاخر منكم غير مجرد بل يحبون ان ترضوا عنه كأنهم ما فعلوا شيئا. فان ترضى عنه فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين فلا ينبغي لكم ايها المؤمنون ان ترضوا عن من لم الله عنه بل عليكم ان توافقوا ربكم في رضاه وغضبه وتأمل وتأمل وتأمل كيف قال فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين لم يقل فان الله لا يرضى عنهم ليدل ذلك على ان باب التوبة مفتوح وانهم مهما تابوا هم او غيرهم فان الله يتوب عليهم ويرضى عنهم واما ما داموا فاسقين فان الله قال يرضى عليهم لوجود المانع من رضاه وخروجهم عما رضيه الله لهم من الايمان والطاعة الى ما يغضبه من الشرك والنفاق والمعاصي اي نعم يعني لم يقل فان الله لا يرضى عنهم وانما قال فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين. ليفتح لهم باب التوبة من جهة ومن جهة لتكون الاية اعم في ان الله لا يرضى عن الفاسقين. منهم ومن غيرهم. فهذا اعم. نعم قال وحاصل ما ذكره الله ان المنافقين متخلفين عن الجهاد من غير عذر اذا جاء يعتذر المؤمنين وزعموا ان لهم اعذار في تخلف بين المنافقين يريدون بذلك ان تعرض عنهم وترضوا وتقبلوا عذرا قبول العذر منهم والرضا عنهم فلا حبا ولا كرامة. واما الاعراض عنه فيعرض المؤمنون عنهم اعراضهم عن امور ردية الرجس وفي هذه الاية ثبات لكلام الله تعالى في قوله قد نبهنا الله من اخباركم واثبات الافعال الاختيارية لله تعالى وقاية مشيئته وقدرته وفي هذا وقدرته في هذا وفي قوله سيرى الله عملكم ورسوله اخبر انه سيراه بعد وقوعه في اثبات الرضا لله عن المحسنين والغضب والسخط على الفاسقين. قوله تعالى الايات يقوله تعالى سكان البادية والبراهية اشد كفرا ونفاقا من حاضرة الذين فيهم كفر ونفاق وذلك لاسباب كثيرة منها انهم بعيدون عن معرفة الشرائع الدينية والاعمال والاحكام فهم احرى واجران لا يعلمون حدود ما انزل الله على رسوله من اصولهم واحكام الاوامر والنواهي بخلاف الحاضرة فانهم اقرب الى ان يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله فيحدث له بسبب هذا العلم تصوراته حسنة وايرادات للخير الذين وايرادات للخير الذي يعلمون ما لا يكون في البادية وفيهم من لطافة الطبع والانقياد الابداعي ما ليس في البادية يجالسون اهل الايمان ويخالطون مكر من اهل البادية فلذلك كانوا احرى للخير من اهل البادية وان كان في البادية والحاضرة كفار ومنافقون ففي البادية اشد واغلظ من اما في الحاضرة ومن ذلك ان الاعراب احرصوا على الاموال واشح فيها فمنهم من يتخذ ما يفقه من الزكاة والنفقة في سبيل الله وغير ذلك مغرما ان يراها خسارة ونقصا لا يحتسب فيها اولا يريد بها وجه الله ولا يكاد يؤديها الا كرها ويتربص بكم الدوائر من عداوتهم للمؤمنين وبغضهم لهم انهم يودون انهم يودون وينتظرون فيهم دوائر الدهر فجاء الزمان وهذا سينعكس عليهم فعليهم دائرة اما المؤمنون فلهم دائرة الحسنة على اعدائهم ولهم العقبى الحسنة هنا يعلم النيات للعباد ما صدرت منه اعمال من اخلاص وغيره وليس العرب كلهم مذمومين بل منهم من يؤمن بالله واليوم الاخر فيسلم من ذلك من الكفر والنفاق ويعمل مقتضى ايمان ويتخذ ما يوفق قربات عند الله يحتسب نفقته ويقصد بها وجه الله تعالى والقرب منه ويجعلها وسيلة لصلوات الرسول دعائه لهم وتبريكه عليهم قال تعالى وبين نفع صلوات الرسول صلى الله عليه وسلم الا انها قربة لهم تقربهم الى الله وتنمي اموالهم وتحل فيها البركة سيدخلهم الله بها برحمته في جملة عباده الصالحين انه غفور رحيم فيغفر السيئات العظيمة لمن تاب اليه ويعم عباده وبرحمته التي وسعت كل شيء يخص عباده المؤمنين برحمته يوفقهم فيها الى الخيرات فيها من المخالفات ويؤجلهم فيها انواع المثوبات وفي هذه الاية الدليل على ان العرب كاهل الحاضرة منهم الممدوح ومنهم المذموم فلم يذمهم الله تعالى على مجرد تعرضهم على ترك اوامر الله وانهم في مظنة ذلك ومنها ان الكفر والنفاق يزيد وينقص ويغلظ ويخف بحسب الاحوال ومنها فضيلة علم ان هو اقرب الى الشر ممن يعرفه لان الله ذم الاعراب واخبر انه اشد كفره الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله ومنها ان العلم النافع الذي هو فعل لمعرفة حدود الله حدود ما انزل الله على رسوله من اصول الدين وفروعه كمال في حدود الايمان والاسلام والاحسان والتقوى والفلاح والطاعة والبر والصلة والاحسان الى الكفر والنفاق والعستاني والزنا والخمر والربا ونحو ذلك فان في معرفتها يتمكن من فعلها ان كانت مأمورا بها وتركها ان كانت محظورة من الامر بها والنهي عنها ومنها انه ينبغي للمؤمن ان يؤدي الحقوق المنشرحة الصدر مطمئن النفس ويحرص ان تكون مغنما ان تكون مغرما قوله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان الايات السابقون هم الذين سبقوا هذه الامة وبدروها للايمان والهجرة والجهاد واقامة دين الله من المهاجرين الذين اخرجوا فيسكن اليه ويؤخذ من المعنى انه ينبغي ادخال السرور على المؤمن بالكلام اللين والدعاء له ونحو ذلك مما يكون فيه اطمأنينة وسكونة سكون لقلبه وانه ينبغي تنشيط من انفق نفقة وعمل عملا صالحا بالدعاء له الثناء ونحو ذلك فضل من الله ورضوان وينصرون الله ورسله اولئك هم الصادقون. ومن الانصار الذين تودروا الايمان من قبله يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة الموت هو يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة والذين اتبعوهم باحسان باعتقاداتهم والاقوال والاعمال فهؤلاء هم الذين سلموا من الذم وحصل لهم نهاية المدح وافضل الكرامات من الله رضي الله عنهم وارضاه تعالى اكبر من نعيم الجنة ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري من تحتها الانهار. الجارية التي تساق والى سقي الجنان والحدائق الزاهية الزاهرة والرياض الناضرة خالدين فيها ابدا لا يبغون عنها حولا ولا يطلبون منها بدلا لانه مما تمنوه ادركوه لانهم مهما تمنوا وادركوا ومهما ارادوه وجدوه ذلك الفوز العظيم الذي حصل في كل فيه كل محبوب للنفوس وذلك لذة للارواح ونعيم للقلوب وشهوة للابدان واندفع عنهم كل محظور. اية سبق الاولين من المهاجرين والانصار ورضا الله عنهم. اذا نسيتها في سورة التوبة فتذكر انها الاية رقم مئة. لان الصحابة عاشوا قرنا واحدا. وبعد القرن انقرضوا النبي صلى الله عليه وسلم توفي في السنة العاشرة وما جاء سنة مئة وعشرة الا ولا يوجد صحابي على وجه الارض. فقرن الصحابة مئة سنة ثم انقرضوا نعم قوله تعالى ومن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة الاية يقول تعالى من حولكم من الاعراب المنافقون ومن اهل المدينة ايظا منافقون ما ردوا على النفاق تمرنوا عليه واستمروا وازدادوا بطغيان لا تعلموا باعيانه فتعاقبه تعاملهم لله تعالى في ذلك من الحكمة الباهرة نحن نعلمهم سنعذبهم مرة يحتمل ان تثنية على بابها وان عذابهم عذاب في الدنيا وعذاب في الاخرة في الدنيا ما يناله من الهم والغم والكراهات لما يصيب المؤمنين والفتح والنصر وفي الاخرة عذاب النار وبئس القضاء ويحتمل ان المراد سنغلظ عليهم العذاب ونضاعفه عليهم ونكرره. واخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئ الاية يقول تعالى واخرون من المدينة ومن حولها بل ومن سائر البلاد الاسلامية اعترفوا بذنوبهم اي اقروا بها وندموا عليها وسعوا في التوبة منها والتطهر من ادرانها عملا صالحا واخر سيئا ولا يكون عملا صالحا اذا كان مع العبد اصل التوحيد والايمان المخرج من الكفر والشرك الذي هو شرط لكل عمل صالح فهؤلاء خلطوا الاعمال الصالحة الاعمال السيئة من التجري على بعض المحرمات والتقصير بعض الواجبات مع الاعتراف بذلك والرجاء بان يغفر الله لهم. فهؤلاء عسى الله ان يتوب عليهم وتوبته على العبد نوعان اول التوفيق للتوبة والثاني قبولها بعد وقوعها منهم ان الله غفور رحيم للوصف والمغفرة والرحمة اللتان لا يخلو مخلوق منهما والسفلي الا بهما فلو يؤاخذ الله الناس بظلمه ما ترك على ظهرها من دابة الى الله يمسك السماوات والارض ان تزول ولان زالتا ان امسكهم من احد من بعده انه كان غفورا سيئاته فهذه الاية الدالة على ان المخلط المعترف النادم الذي لم يتب توبة نصوحة انه تحت الخوف والرجاء وهو الى السلامة اقرب واما المخلط الذي لم ولم يندم على ما مضى منه بل لا يزال مصرا على اللزوم فانه يخاف عليه اشد الخوف. قال تعالى لرسوله وما قام مقامه امرا له بما يطهر المؤمنين ويتمم ايمانهم خذ من اموالهم صدقة وهي زكاة مفروضة تطهر وتزكيهم بها اي تطهرهم من الذنوب والاخلاق الرذيلة وتزكيهم تنميهم وتزيد في اخلاقهم الحسنة الصالحة طمأنينة لقلوبهم واستبشار لهم النبي صلى الله عليه وسلم لامر الله تعالى دلالة على وجوب الزكاة في جميع الاموال وهذا اذا كانت للتجارة ظاهرة فانها اموال تنمى ويكتسب بها فمن العدل ان يواسي منها فمن العد ان يواسي من الفقراء باداء ما اوجب الله فيها من الزكاة ما اعد اموال التجارة فان كان المال ينمى كالحبوب والثمار الماشية متخذة من الماء والدر والنسل فانها تجب فيها الزكاة اه والا لم تجد فيها لانها اذا كانت في القنية لم تكن منزلة الاموال التي اتخذها الانسان في العادة مالا يتمول ويطلب منه المقاصد المالية وانما صرف عن صرف عن المالية بالقنية ونحوها. ويتزكى حتى يخرج زكاة ما له وانه لا يكفرها شيء سوى ادائها لان زكاة تطير المتوقف على اخراجها وفيها استحباب الدعاء من الامام او نائبه لمن ادى زكاته بالبركة ينبغي ان يكون جهرا من حيث يسمعه المتصدق الم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده الاية اما علموا سعة رحمة الله عموما وكرمه وانه يقول التوبة عن عباده التائبين من اي ذنب كان بل يفرح جعل بتوبته تعالى بتوبة عبده اذا تاب اعظم فرح يقدر ويأخذ الصدقات منهم ان يقبلها ويأخذها ويأخذها بيمينه فيربيها لاحد كما يربي الرجل فلوه كما يربي الرجل فلوه حتى تكون التمرة الواحدة كالجبل العظيم فكيف ما هو اكبر واكثر من ذلك الرحيم كثير التوبة على التائبين فمن تاب اليه تاب عليه ولو تكررت منه المعصية مرارا ولا يمل الله تعالى من التوبة على عباده حتى يملوهم ويأبوا والا النفار والشرود عن بابهم والاتهم والاتهم لعدوهم. الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء وكتبها للذين يتقون ويأتون الزكاة ويؤمنون باياتي ويتبعون رسوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ستردون الى عالم الغيب والشهادة الاية يقول تعالى وقل لهؤلاء المنافقين اعملوا ما ترون ما من اعماله واستمروا على باطلكم فلا تحسبوا ان ذلك سيخفى فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. اي لابد ان يتبين عملكم ويتضح ستردون الى عالم الغيب من البيوت ما كنتم تعملون من خير وشر في هذا التهديد والوعيد الشديد على من استمر على باطله وطغيانه واي عصيان ويحتمل ان المعنى انكما ما عملتم من خير او شر فان الله مطلع وسيطلع وسيطلع رسوله وعباده المؤمنين على اعمالكم ولو كانت باطنة واخرون مرجون لامر الله اما يعذبهم مما يتوب عليهم والله علم عليم حكيم واخرون من المخلفين مؤخرون لامر مؤخرون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم في هذا التقرير الشديد المتخلفين وحثوا لهم على التوبة ايها الندم والله عليم باحوال العباد ونياته حكيمته ان يقررهم ويتوب عليهم غفر لهم ما تاب عليهم وان اقتضت حكمته ان يخذلهم ولا يوفقهم للتوبة والتي فعل ذلك والذين اتخذوا فسنا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين الايات كانوا ناس من منافقهم اهل قبائل اتخذوا مزنا الى جنب مسجد قباء يريدون به المضارة والمشاقة بين المؤمنين ويعدونه لمن يرجونه من المحاربين لله ورسوله. يكون لهم حصنا عند الاحتياج اليه فبينت على خزيهم واظهر سرهم فقال والذين اتخذوا وضارة المؤمنين ولمسجدهم الذين يجتمعون فيه كفرا وكفرا مقصدهم فيه الكفر اذا اذا قصد غيرهم الايمان وتفريق بينهم المسلمين ليتشبعوا ويتفرقوا ويختلفوا ليتشعبوا ويفترقوا ويختلفوا وارصادا اعدادا لمن حارب الله ورسوله من قبل اعانة محاربين الله ورسوله الذين تقدم حرابهم واشتدت عواداوتهم وذلك بعامل الله بالذي كان من اهل المدينة فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر المدينة تكفر به وكان متعبدا في الجاهلية. فذهب الى المشركين يستعين بهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما لم يدرك مطلوبه عندهم ذهب قيصر بزعمه انه ينصر هلك اللعين في الطريق وكان على وعد وممالأة من هو والمنافقون فكان مما اعدوا له مسجد الضرار فنزل الوحي بذلك فبعث اليه النبي صلى الله عليه وسلم ان يهدم ويحرقه فهدم وحرق وصار بعد ذلك مزبلة. قال تعالى بعد ما بين المقاصد في ذلك المسجد ولا يحلفن ان اردنا في بنائه اياه الا الحسنى والاحسان الى الضعيف والعجز والضليل والله يشهد انهم لكاذبون فشهادة الله عليهم اصدق من حلف لا تقم فيه ابدا الا تصلي في ذلك المسجد الذي بني ضرار ابدا فالله يغنيك عنه ولست مضطرا اليه لمسجد رسله على التقوى من اول يوم ظهر فيه الاسلام في قباء وهو مسجد قباء اسس على اخلاص الدين لله واقامة ذكره وشاعر دينه وكان قديما في هذا عريقا فيه فهذا المسجد الفاضل احق ان تقوم فيه وتتعبد وتذكر الله تعالى فهو فاضل واهل فضلا ولهذا مدحهم الله تعالى فيه رجال يحبون ان يتطهروا من الذنوب ويتطهروا من الاوساخ والاحداث ومن المعلوم ان من احب شيئا لابد ان يسعى له ويجتهد فيما يحب فلابد انهم كانوا حريصين على التطهر من الذنوب والاوساخ والاحداث. ولهذا كانوا من سبق اسلامه وكانوا مقيمين للصلاة محافظين على الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واقامة شراء الدين وممن كانوا وممن كانوا ويتحرزون من مخالفة الله ورسوله في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن مسجد الضرار عن مسجد اسس على التقوى فقال مسجدي هذا وهذا ليس اه نفيا للاية وانما لبيان ان مسجده عليه الصلاة والسلام مما على التقوى وانها داخلة في عموم الاية والا الاية لا شك ان المقصود بها قباء. نعم. وسأله النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما نزلت هذه الايات في مدح من طهارة فاخبروه انهم يتبعون حجارة الماء فمدحهم على صنيعهم والله يحب المطهرين طهارة معنويا كالتنزل بالشرك والاخلاء الرذيلة والطهارة الحسية كازالة الانجاس ورفع ثم فاضرب الى المساجد فحسب مقاصد اهلها وموافقتها للرضا فقال افمن اسس بنيانه على تقوى من الله اي على نية صالحة واخلاص ورضوان بان كان موافقا لامره فجمع في عملي بين الاخلاص والمتابعة خير مما اسس بنيانه على شفاه اي على طرف على طرف جرف هار اي بال تداعى للهداة فانهار به في نار جهنم على يد قوم الظالمين ما فيه مصالح دينه ودنياه قافوا غاية الخير وبذلك يحو الله تعالى عنهم والا هم لانهم لا يزيدهم الا ريما الا ريب او نفاقا الا نفاقهم والله عليم بجميع اشياء ظهرها وباطنها خفيها وجليها اسره العباد على انه حكيم لا يفعل ولا يخلق ولا يأمر ولا ينهى الا ما اقتضته حكمته وامر به ولله الحمد وفي هذه الاية عدة فوائد منها ان اتخاذ المسيح الذي يقصد المسجد اخر بقوله انه محرم وانه يجب وهدم الناس الذي اطلع على اطلع على مقصود اصحابه من ان العمل وان كان فظلا تغيره النية فينقلب منهيا عنه كما قلبت نية اصحاب عملهم الى ما تراه ومنها ان كل حالة يحصل بها التفريق بين المؤمنين فانها من المعاصي التي يتعين تركها وازالتها كما ان كل حالة يحصل فيها والاستلاف يتعين اتباعها والامر بها والحث عليها. لان الله على اتخاذه ليس بضرائب هذا المقصد المدبر للنهي عنه كما يوجب ذلك الكفر ومحاربة الله ورسوله ومن النهي عن الصلاة في اماكن المعصية والبعد عنها وعن قربها. ومنها ان المعصية تؤثر في تؤثر في البقاع كما تؤثر البقاع كما اثرت معصية المنافقين في المسجد ونهي عن القيام فيه وكذلك الطاعة تؤثر في الاماكن التي كما اثرت في مسجد قباء التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه ولهذا كان مسجد قباء من الفضل ما ليس لغيره حتى كان صلى الله عليه وسلم يزور قباء كل سبت يصلي فيه وحث على الصلاة فيه. ومنها انه يستفاد من هذه التعاليم اذكرت ولاية اربع قواعد مهمة مهمة وهي كل عمل فيه مضارة لمسلم او في معصية لله فان المعاصي من فروع الكفر. او فيه تفريق بين المؤمنين معاونة لمن عاد الله ورسوله فانه محرم ممنوع منه وعكسه بعكسه. ومنها ان الاعمال الحسية الناشئة عن معصية الله لا تزال موعظة لفاعله عن الله في منزلة على المعصية حتى يزيلها حتى يزيلها ويتوب منها توبة تامة بحيث يتقطع قلبه من الندم والحسرات ومنها انه اذا كان مسجد قباء مسجد اسس على التقوى فمسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي اسسه بيده المباركة وعمل فيه واختاره الله له من باب اولى واحرى ومنها ان العمل مبني على الاخلاص والمتابعة والعمل المؤسس على التقوى الموصل لعامله الى جنات النعيم والعمل المبني على سوء وعلى البدع والضلال وهو العمل المؤسس على شرف اجرف نهار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين. احسنت باركت الله فيك. الملتقى غدا الساعة الثانية ان شاء الله اذان الساعة الثانية بعد صلاة الجمعة ان شاء الله. نستمر الى الساعة السادسة باذن