بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى تبي تيسر لكليم الرحمن قال رحمه الله تفسير سورة البقرة وهي مدنية. بسم الله الرحمن الرحيم. الف لام ميم ذلك الكتاب فيه مدل لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. والذين يؤمنون بما انزل يليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون. اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون. تقدم الكلام على البسملة واما الحروف المقطعة في اوائل السورة فالاسلم فيها السور عندي عندي الصورة احسن الله اليكم قال رحمه الله وما الحروف المقطعة في اوائل السور؟ بل اسلم فيها سكوت عن عن التعرض لمعناها من غير من غير مستند شرعي. مع الجزم بان الله تعالى لم ينزلها عبثا. بل لحكمة لا نعلمها بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. تقدم الكلام على ما يتعلق المقطعة في اوائل السور وقلنا ان العلماء اختلفوا في ذلك على اقوال كثيرة يجمعها ثلاثة اقوال. قول الله اعلم بها وقول ان لها معنى ثم اختلفوا في تفسيرها على اقوال ليس عليها دليل وقول ثالث انه ليس لها معنى لان الله عز وجل انزل هذا القرآن باللسان العربي المبين. وهذه الحروف المقطعة او الحروف الهجائية بمفردها ليس لها معنى في اللغة العربية. ولكن لها مغزى وهي اشارة الى هذا القرآن الذي اعجزكم فالمقصود بها التحدي. ولهذا يذكر بعدها بعدها الحروف المقطعة يذكر بعد ما يتعلق بالقرآن او ما كان طريق العلم به هو القرآن. نعم احسن الله الي قال رحمه الله وقوله ذلك الكتاب اي هذا الكتاب العظيم الذي هو الكتاب على الحقيقة المشتمل على ما لم تشتمل عليه المتقدمين والمتأخرين من العلم العظيم والحق المبين. فلا ريب فيه ولا شك بوجه من الوجوه. ونفي الريب ونفي الريب عنه ضده اذ ضد الريب والشك اليقين. فهذا الكتاب مشتمل على علم اليقين المزيل للشك والريب وهذه قاعدة مفيدة ان النفي المقصود به المدح لابد ان يكون متضمنا لضده وهو الكمال. لان النفي عدم والعدم المحض لا مدح فيه فلما طيب هذه قاعدة مفيدة ان ان النفي المقصود به المدح كل نفي قصد به المدح فلابد ان يكون متضمنا لكمال ظده. فنفي الريب عنه هنا يستلزم ان يكون فيه ايمان ويقين وعلم. كما قلنا في صفات الله عز وجل ان كل صفة نفاها الله تعالى عن نفسه فالمراد بها اثبات كما الظد نعم احسن الله اليك رحمه الله. فلما اشتمل على اليقين وكانت الهداية لا تحصل الا باليقين قال هدى للمتقين. والهدى ما تحصل به الهداية من الضلالة والشبه. وما به الهداية الى سلوك الطرق النافعة. وقال هدى وحدث المعمول فلم يقل هدى للمصلحة الفلانية ولا للشيء الفلاني. لارادة العموم وانه هدى لجميع وانه هدى لجميع مصالح الدارين. فهو مرشد للعباد في المسائل الاصولية والفروعية. ومبين للحق من الباطل والصحيح من الضعيف. ومبين مبين لهم كيف يسلكون الطرق النافعة لهم في دنياهم واخراهم. وقال في موضع اخر هدى للناس فعمم. وفي هذا موضع وغيره هدى للمتقين. لانه في نفسه هدى لجميع الناس. فالاشقياء لم يرفعوا به رأسا ولم يقبلوا هدى الله. فقامت عليهم به الحجة ولم ينتفعوا به لشقائهم. طيب في قوله هدى قد وحلف حذف المعمول لم يقل هدى لكذا وكذا. لارادة وهو كذلك فالقرآن هداية لكل شيء في المسائل الاصولية والفروعية ولهذا قال الامام الشافعي رحمه الله ليست تنزل باحد من المسلمين نازلة الا وفي كتاب الله تعالى هدى الى سبأ الا وما في كتاب الله تعالى الهدى. الى اليها والى معرفتها. او ما او كما قال رحمه الله. فكل نازلة تنزل فلابد ان يكون في كتاب الله لها مخرج وهدى. سواء كان ذلك تنصيصا ام اشارة ام تنبيها ام ايمائا؟ نعم احسن الله اليك قال رحمه الله واما المتقون الذين اتوا بالسبب الاكبر لحصول الهداية وهو التقوى التي حقيقتها اتخاذ ما يقي الله وعذابهم بامتثال اوامره واجتنابنا واجتناب النواهي. فاهتدوا به وانتفعوا غاية الانتفاع. قال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. فالمتقون هم المنتفعون بالايات القرآنية والايات الكونية. ولان الهداية نوعان بداية البيان وهداية التوفيق. فالمتقون حصلت لهم الهدايتان وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق. وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها ليست هداية حقيقية تامة. نعم. هداية البيان والارشاد ليست هداية حقيقية تامة لانه ليس لها فائدة اذا لم يوفق العبد لسلوك ما دلت عليه. بل تكون حينئذ حجة على صاحبها يكون كالمغضوب عليهم الذين علموا الحق ولم يعملوا به. نعم الله لقاء رحمه الله ثم وصف المتقين بالعقائد والاعمال الباطنة والاعمال الظاهرة لتضمن التقوى لذلك. فقال الذين يؤمنون بالغيب حقيقة الايمان هو التصديق التام بما اخبرت به الرسل المتضمن لانقياد الجوارح وليس الشأن في الايمان بالاشياء المشاهدة بالحس فانه لا يتميز بها المسلم من الكافر. انما الشأن في الايمان بالغيب الذي لم نره ولم نشاهده. وانما نؤمن به من خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم يعني ليس ليس الذي يكون محط المدح والثناء ان يؤمن بالشيء المشاهد لان هذا كل يؤمن به. بل انكاره مخالف للعقل بل ربما يوصف من انكره باختلال في عقله. وانما الشأن في الايمان بالامور الغيبية التي اخبر الله تعالى بها او بها رسوله صلى الله عليه وسلم لان بها يتميز المؤمن حقيقة من غيره. نعم. احسن الله الي قال رحمه الله فهذا الذي يميز فهذا الايمان الذي يميز به المسلم من الكافر لانه تصديق لانه تصديق مجرد لله ورسله المؤمن يؤمن بكل ما بكل ما اخبر الله به او اخبر به رسوله سواء شاهده او لم يشاهده. وسواء فهمه وعقله او لم يهتم يهتدي اليه عقله وفهمه. بخلاف الزنادقة المكذبين سواء شاهده يعني هذه في امور المشاهدة. وقوله سواء فهمه وعقله او لم يهتدي اليه عقله وفهم هذا في الامور المعنوية. يعني في الحكم ولا سيما في ما يتعلق بالاحكام الشرعية. اذا الغيب تارة يكون مما يشاهد الاصل يعني امرا حسيا وتارة يكون امرا معنويا. ففي الامور الحسية الايمان به في الاصل بمشاهدته من امور المعنوية بفهمه وعقله ومعرفة ذلك. فالذي يؤمن بالغيب سواء شاهده ام نشاهد عقله ام لم يعقله هذا لهو الذي يكون محط الثناء والمدح. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله بخلاف الزنادقة المكذبين بالامور الغيبية. لان عقولهم القاصرة المقصرة المقصرة احسن الله اليك. لان عقولهم القاصرة المقصرة لم تهتدي اليها. فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه. ففسدت عقولهم ومرجت احلامهم وزكت عقول المؤمنين المصدقين المهتدين بهدى بهدى الله. ويدخل في الايمان بالغيب الايمان بجميع الايمان بجميع ما اخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلة واحوال الاخرة وحقائق اوصاف الله وكيفيتها وما اخبرت به الرسل من ذلك يؤمنون بصفات الله ووجودها ويتيقنونها وان لم يفهموا كيفيتها. اذا الذين يؤمنون بالغيب كل ما غاب عن الانسان من اولا ما اخبر الله تعالى به ورسوله من امور الغيب. في الماضي وفي المستقبل ويدخل في ذلك ما يحصل يوم القيامة ايضا من الايمان بالغيب الايمان بما اخبر الله تعالى به او اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات. كل هذا في الايمان يدخل في ذلك ايضا امام الغيب الايمان او التصديق بالاحكام الشرعية بقبولها والانقياد لها سواء حكمته ام لم نعلم كل هذا داخل كما بينه رحمه الله في الايمان بالغيب. نعم احسن الله الي قال رحمه الله ثم قال ويقيمون الصلاة لم يقل يفعلون الصلاة او يأتون بالصلاة لانه لا يكفي فيها مجرد الاتيان بسورة الظاهرة فاقامة الصلاة اقامتها ظاهرا باتمام اركانها وواجباتها وشروطها. واقامتها باطنا باقامة روحها وهو القلب فيها وتدبر ما يقول ويفعله منها. فهذه الصلاة هي التي قال الله فيها ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر اذا في قوله ويقيمون الصلاة لم يقل كما قال المؤلف يفعلون الصلاة او يصلون وانما قد يقيمون اي يأتون بها قائمة شروطها واركانها وواجباتها ومكملاتها. هذا هذه هي الصورة الظاهرة. الصورة الباطنة حضور القلب والخشوع ان حضور القلب والخشوع بقدره او بقدر ما يحصل للمرء في صلاته من خشوع يحصل له الانتفاع بها فليس لك كما قال ابن عباس ليس لك من صلاتك الا ما عقلت منها. وقد سبق لنا بيان الاسباب او اسباب الخشوع في الصلاة. نعم احسن الله لقاء رحمه الله وهي التي يترتب عليها الثواب. فلا ثواب للعبد من صلاته الا ما عقل منها. ويدخل في الصلاة فرائضها ونوافل ثم قال ومما رزقناهم ينفقون. يدخل فيه النفقات الواجبة كالزكاة. والنفقة على الزوجات والاقارب والمماليك ونحو ذلك والنفقات المستحبة بجميع طرق الخير. ولم يذكر المنفق ولم يذكر المنفق عليه لكثرة اسبابه وتنوع ولان النفقة من حيث من حيث هي قربة الى الله واتى بمن الدالة على التبعيض لينبههم انه لم يرد منهم الا جزءا يسيرا من اموالهم غير الضار لهم ولا مثقل. بل ينتفعونهم بانفاقه وينتفعون وينتفع به اخوانهم. طيب في قول المؤلف الله واتى بمن الدال على التبعيض. وقلنا ان من هنا تحتمل وجها اخر ان تكون للبيان وبناء على هذا اعني على الخلاف هل من للتبعيض او انها للبيان؟ اختلف العلماء رحمهم الله في حكم انفاق الانسان او تبرعه بجميع ماله. لان قوله ومما رزقناهم ينفقون يشمل الانفاق الواجب والانفاق المستحب الانفاق الواجب وهو الزكاة مقدر شرعا الانفاق الواجبة والزكاة مقدر شرعا لان كل نصاب من انصبة الزكاة له قدر معين. الانفاق المستحب ليس له حد فهل يجوز الانسان ان يتبرع او ان ينفق جميع ما له او لا؟ اختلف العلماء رحمهم الله في ذلك على قولين من قال انه لا يجوز ومنهم من قال انه يجوز. والصحيح الجواز بشرطين الشرط الاول ان يكون عنده قوة في اليقين والتوكل والصبر عن المسألة والشرط الثاني ان يكون عنده ما يقتات به. من صنعة او حرفة او وظيفة او عمل ويدل لذلك ما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم امر اصحابه بالصدقة قال عمر رضي الله حديث عمر قال عمر فقلت في نفسي اليوم اليوم اسبق ابا بكر فاعد مالا واتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ماذا تركت لاهلك؟ قال تركت لهم مثله. يعني انه تصدق بماذا النصف قال ثم اتى ابو بكر رضي الله عنه بجميع ماله فقال ماذا تركت لهم؟ قال تركت لهم الله ورسوله قال عمر لا اسابقك بعد اليوم ابدا. فهذا دليل على جواز بذل الانسان وانفاقه لجميع ماله لكن بالشرطين مذكورين. اولا يكون عنده يقين وتوكل. وثانيا ان يكون عنده ما اه يتكسب به من صنعة او حرفة او وظيفة ونحوها احسن الله اليك قال رحمه الله وفي قوله رزقناهم اشارة الى ان هذه الاموال التي بين ايديكم ليست حاصلة بقوتكم وملككم وانما هي رزق الله الذي خولكم وانعم به عليكم. فكما انعم عليكم وفضلكم على كثير من عباده. فاشكروه باخراج بعض وانعم به عليكم. واسوا اخوانكم المعدمين. طيب وفي قوله ومما رزقناهم يعني اشارة الى ان هذا المال الذي بين يديه تتمتع به وتأكل منه اه تفعل ما تفعل هو في الاصل رزق من الله سقاه اليك. اذا من حق من حقي من حق هذا المال الذي رزقك الله تعالى. بل ومن شكر نعمة الله تعالى ان تخرج ما امر الله تعالى به اخراجه وهو جزء يسير ليس كثيرا الواجب القدر الواجب الذي يجب على الانسان ان يخرجه هو الزكاة الواجبة والنفقات الواجبة وما سوى ذلك فهو تطوع احسن الله اليك قال رحمه الله وكثيرا ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن. لان الصلاة متضمنة للاخلاص بالمعبود والزكاة والنفقة متضمنة للاحسان على عبيده. فعنوان سعادة العبد اخلاصه للمعبود وسعيه في نفع الخلق. كما ان شقاوة العبد عدم هذين الامرين منه فلا اخلاص ولا احسان. نعم. اذا الحكمة من قرنز الصلاة والزكاة في القرآن ذكر رحمه الله لان الصلاة متضمنة متظمنة اخلاصا للمعبود والزكاة متظمنة الاحسان على عبيده فعنوان السعادة اخلاص العبادة وسعي الانسان في نفع الخلق. ثم ايضا الصلاة والزكاة. الصلاة عبادة بدنية محضة والزكاة عبادة مالية محضة. ولذلك من حكمة الله تعالى ان نوع العبادات وشرع لعباده عبادات بدنية محضة ومالية محضة ومركبة فالمالية فالبدنية المحضة كالصلاة. بدنية محضة. والاعتكاف عبادة بدنية محضة ومثل اتباع الجنائز عبادة بدنية محضة ومنها عبادات مالية كالزكاة والنفقات والكفارات ومنها ما يكون مركبا من مال وبدن وهو الحج لان من الناس من من تسهل عليه عبادة البدن دون المال. يعني يسهل عليه ان يقوم الليل وان يصلي لكن يشح بالانفاق. عنده شح في الانفاق. ومن الناس من يكون على العكس من ذلك قد تثقل عليه العبادات البدنية ولكن تسهل عليه عبادات المالية. يعني مثلا تقول صم تطوعا وجد مشقة او وجد فتورا لكن المال اسهل عليه. فمن رحمة الله تعالى بعباده ان شرع لهم هذه العبادات. فالذي لا فالذي تشق عليه الصيام او يثقل عليه الصيام بامكانه ان يتقرب الى الله بعبادات اخرى من مالية وغيرها. نعم الله اللي قال رحمه الله ثم قال والذين يؤمنون بما انزل اليك وهو القرآن والسنة. قال تعالى وانزل الله عليك الكتاب والحكمة. فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به الرسول. ولا يفرقون. طيب وقوله الذين يؤمنون بما انزل اليك وهو القرآن والسنة القرآن كلام الله تعالى نزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين لكن السنة يعني ما ينطق به الرسول صلى الله عليه وسلم هذا على نوعين نوع منه يكون وحيا من الله. بمعنى ان الله تعالى يوحي اليه هذا الشيء ونوع يكون باجتهاد من الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم قد يقر على ذلك وقد لا يقر المثال الاول ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبر ان الشهادة تكفر كل شيء. سئل عن الشهادة فقال لا تكفر كل شيء ثم نزل عليه جبريل فاستثنى الدين. ثم قال الا الدين اخبرني بذلك جبريل انفا فقوله اخبرني بذلك او قوله الا الدين هذا وحي من الله عز وجل. ليس اجتهادا من الرسول عليه الصلاة والسلام السنة قد تكون اه وحيا من الله. بمعنى ان الله تعالى يوحي الى رسوله هذا الشيء. وهذا يكون في في الامور الغيبية مما اخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام من الامور الماضية والامور المستقبلة. ويكون ايضا في الاحكام الشرعية فينزل وحي بالحكم كقصة الظهار وقصة تحريم العسل وغيرها ولهذا قال المؤلف رحمه الله وهو القرآن والسنة. اذا ليس كل ما يتكلم به الرسول عليه الصلاة والسلام يكون وحيا. منه ما هو وحي ومنه ما ليس بوحي بل هو اجتهاد من الرسول عليه الصلاة والسلام. قد يقر على ذلك وقد لا يقر على ذلك. بل قد يعاتب من الله تعالى قال عز وجل عفا الله عنك بما اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين. وقال عز وجل يا ايها النبي لما حرموا ما احل الله لك. وقال تعالى عبس وتولى ان جاءه الاعمى. الايات. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله قال تعالى وانزل الله عليك الكتاب والحكمة. فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به الرسول. ولا يفرقنا بين بعض ما انزل اليه. فيؤمنون ببعضه ولا يؤمنون ببعضه. اما بجحده او تأويله على غير مراد الله ورسوله. كما يفعل ذلك من يفعله من المبتدعة الذين النصوص الدالة على خلاف قولهم بما حاصله عدم التصديق بمعناها وان صدقوا بلفظها. فلم يؤمنوا بها ايمانا حقيقيا وقوله وما انزل من قبلك يشمل الايمان بجميع الكتب لكن هنا الذين لا يؤمنون يؤمنون ببعضه اما بجاحد او اما الجحد مع مع ثبوت النص فهو كفر لانه تكذيب لله ورسوله. واما التأويل فان كان له مساء في اللغة العربية فهو فهم معذورون في ذلك. واما اذا كان تأويلا او تحريفا بغير دليل هذا على خطر عظيم. اذا الذين يؤولون نصوص الذين يعني موقف اهل البدع من نصوص الكتاب والسنة. منهم من يجحدها وينكرها. وهذا والعياذ بالله كفر بالله وبرسوله. ومنهم من يؤولها. هذا التأويل ان دل عليه دليل فهو صحيح مقبول. وان لم يدل عليه دليل فهو فاسد مردود. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله وقوله وما انزل من قبلك يشمل الايمان بجميع الكتب السابقة ويتضمن الايمان بالكتب ويتضمن الايمان بالكتب الايمان بالرسل وبما اشتملت عليه خصوصا التوراة والانجيل والزبور. وهذه خاصية المؤمنين. يؤمنون بالكتب السماوية كلها. وبجميع الرسل فلا يفرقون ما بين احد منهم ثم قال وبالاخرة هم يوقنون. ولذلك من كفر برسول واحد كفر بجميع الرسل. كما قال عز وجل كذبت قوم نوح المرسلين مع انه اول الرسل فجعلهم مكذبين لجميع جميع الرسل. نعم احسن الله لقاء رحمه الله ثم قال وبالاخرة هم يوقنون والاخرة اسم لما يكون بعد الموت. وخصه بالذكر بعد العموم لان الايمان باليوم الاخر احد اركان الايمان. ولانه اعظم باعث عن الرغبة والرهبة والعمل. واليقين هو العلم واليقين هو العلم التام الذي ليس فيه ادنى شك الموجب للعمل اولئك اين موصوفون بتلك الصفات الحميدة؟ على هدى من ربهم؟ اي على هدى عظيم. لان التنكير للتعظيم. واي هداية من تلك الصفات المذكورة المتضمنة للعقيدة الصحيحة والاعمال المستقيمة. وهل الهداية في الحقيقة الا هدايتهم وما سواها مما قال فهي ضلالة واتى بعلى في هذا الموضع الدالة على الاستعلال عن الاستعلاء. وفي الضلالة يأتي بفي كما في قوله وان واياكم لعلى هدى او في ضلال مبين. لان صاحب الهدى مستعلم بالهدى مرتفع به. وصاحب الضلال منغمس فيه محتقر ثم قال واولئك هم المفلحون. والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة والنجاة من المرهوب. حصل الفلاح فيهم انه لا سبيل الى الكون احسن الله اليك. لانه لا سبيل الى الفلاح الا بسلوك سبيلهم. وما عدا تلك السبيل فهي سبل الشقاء والهلاك والخسار. التي مسالكها الى الهلاك. فلهذا لما ذكر صفات المؤمنين فلهذا لما ذكرت صفات المؤمنين حقا ذكر صفات الكفار المظهرين كفرهم المعاندين للرسول