بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين في باب في اداب المجلس والجنيس وعن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لرجل ان يفرق بين اثنين الا باذنهما. رواه ابو داوود والترمذي. وقال حديث حسن. وفي رواية لابي داوود لا يجلس بين رجلين الا باذنهما حذيفة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة. رواه ابو داوود باسناد حسن. وروى الترمذي عن ابي مجلز ان رجل من قعد وسط حلقة فقال حذيفة رضي الله عنه ملعون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم او لعن الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم من جلس وسط الحلقة قال الترمذي حديث حسن صحيح عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير المجالس اوسعوها رواه ابو داود باسناد صحيح على شرط البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل للرجل ان يفرق بين اثنين او ان يجلس بين اثنين اي اذا كان متجاورين. لانه اذا جلس بين اثنين فرق بينهما فقد يكون بينهما مودة ومحبة وقد يكون بينهما كلام ونحو ذلك. فاذا جلس بينهما شق ذلك عليهما. وقطع ما بينهما من حديث وقوله بين اثنين المراد بذلك اذا كانا متجاورين اما اذا كان هناك فرجة فلا حرج ان يجلس فيها. وقوله الا باذنهما اي اذنهما القول او باذنهما الفعلي فالاذن القولي ان يصرح له بان يجلس بينهما. والاذن الفعلي ان يفسح له. فاذا افسح له فهذا فإذن منهما بالفعل. فهذا الحديث فيه النهي عن الجلوس بين اثنين والتفريق بينهما الا باذنهما. وهذا في جميع المجالس سواء كان ذلك بالصلاة اي في المساجد ام في غيرها. فلا يحل لانسان ان يفرق بين اثنين بحيث انه يراهما جالسين فيأتي ويفرق بينهما. بل بعض الناس ربما فرق بينهما بان يزيع هذا يمينا وهذا شمالا وهذا في الواقع اشد. وربما لزم من ذلك ايضا ان يتخطى اما الحديث الثاني حديث حذيفة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة. وهذا الحديث فيه ضعف وفيه انقطاع. لكن ما دل عليه من المعنى فانه صحيح. فانه ينهى ان الانسان وسط الحلقة لامرين الامر الاول انه يلزم غالبا من جلوسه وسط الحلقة ان حط رقاب الجالسين. وهذا ايذاء لهم. ولهذا لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة قال له اجلس فقد اذيت وثانيا انه اذا جلس وسط الحلقة فانه يحول بين وجوه الجالسين بحيث انه اذا كان هناك شخص يتكلم وجلس وسطهم فانه يحول بينهم وبين رؤيته. فحينئذ يشق عليهم لا يجوز للانسان ان يجلس وسط الحلقة بما سبق من المفسدتين وهو انه يلزم من ذلك تخطي الرقاب في الغالب ويلزم من ذلك ايضا ان يحول بين الجالسين. ولهذا جعل فقهاؤنا رحمهم الله جعلوا هذا الامر من خوارم المروءة التي يزول بها وصف العدالة. ومن ثم لا تقبل شهادته. اما الحديث الثالث حديث ابي سعيد خير المجالس اوسعها خير المجالس هذا عام في مجالس العلم وفي غيرها. اوسعها اي ما كان واسعا. لان المجلس اذا كان واسعا فسيحا ففيه اراحة للجالسين. لان الجالس يتقلب فيه كيف شاء. بخلاف اذا كان المجلس ضيقا فانه يشق على الجالسين ربما ضيق بعضهم على بعض وربما دخل داخل فاحتيج الى ان يقوم له احد يحتاج الى ان يقوم له احد حتى يجلس في هذا المجلس. واما اذا كان المجلس فسيعا فان الجالسين يرتاحون ويتقلبون كيف شاءوا ويجلسوا كيف شاءوا بحيث لا يكون عليهم حرج ولا مشقة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد