بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى قال الله تعالى ولقد ارسلنا موسى باياتنا وسلطان مبين الى فرعون وملأه فاتبعوا امر فرعون وما امر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود واتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود يقول تعالى مخبرا عن ارسال موسى باياته ودلالاته الباهرة الى فرعون ملك القبط وملأه فاتبعوا فاتبعوا امر فرعون. اي منهجه ومسلكه وطريقته في الغي وما امر فرعون برشيد اي ليس فيه رشد ولا هدى وانما هو جهل وضلال وكفر وعناد وكما انهم اتبعوه في الدنيا وكان مقدمهم ورئيسهم كذلك هو يقدمهم يوم القيامة الى نار جهنم يخدمهم. احسن الله اليك كذلك هو يقدمهم يوم القيامة. الاية يقدم قومه يوم القيامة لين قدم يقدم اذا ورد البلد يقول قدم يقدم ويقال قدم يقدم الى تقدم القوم مثل هذه الاية تقدمهم يقدم قومه يعني يقدمهم عن باب الشر في شرفه قدم يقدمه قدم يقدم قدم يقدم الى تقدم القوم وقدم يقدمه الى ورد البلد وقدم يقدم هذا لازم بمعنى صار قديما نعم احسن الله اليك وكما انهم اتبعوه في الدنيا وكان مقدمهم ورئيسهم كذلك هو يقدمهم يوم القيامة الى نار جهنم فاوردهم اياها وشربوا من حياض رداها وله في ذلك الحظ الاوفر من العذاب الاكبر كما قال تعالى فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا وقال تعالى فكذب وعصى ثم ادبر يسعى فحشر فنادى فقال انا ربكم الاعلى فاخذه الله نكال الاخرة والاولى ان في ذلك لعبرة لمن يخشى وقال تعالى يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود وكذلك شأن المتبوعين يكونون موفرين في العذاب يوم القيامة. موفرين. نعم احسنت. نعم كما قال تعالى لكل ضعف ولكن لا تعلمون وقال تعالى اخبارا عن الكفرة انهم يقولون في النار ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيل ربنا اتهم ضعفين من العذاب الاية. وقوله واتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة اي اتبعناهم زيادة على عذاب النار لعنة في الدنيا ويوم القيامة بئس الرفد المرفوض. يعني ولعنة يوم القيامة لعنة. لعنة في الدنيا ولعنة في الاخرة. نعوذ بالله بئس الرفد المرفوض قال مجاهد زيدوا لعنة يوم القيامة فتلك لعنتان وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس بئس الرفد المرفود قال لعنة الدنيا والاخرة وكذا قال الضحاك وقتادة وهو كقوله وجعلناهم ائمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين وقال تعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب قال تعالى ذلك من انباء القرى نقصه عليك منها رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اما بعد هي هذه السورة الكريمة سورة هود قد صلى الله علينا قص الانبياء قصة نوح مع قوم مبسوطة ثم قصة هود مع قوم مبسوطة ثم قصة صالح معقولة مبسوطة ثم قصة تبقى مجيء الاضياف الملائكة اضيافا لابراهيم ثم قصة لوط مبسوطة ثم قصة شعيب معقول المبسوطة ثم ذكر قصة موسى مع فرعون مختصرة قد بسطها في مواضع اخرى سبحانه وتعالى ولقد ارسلنا موسى باياتنا ان بالحجج والدلائل والبراهين التي تدل على نبوته وانه رسول من عند الله ولهذا قال باثا وسلطان مبين والحجة حجة واضحة اعطاه الله من الايات العصا واليد وغيرها وكما قال سبحانه في سورة الاعراف فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقنبلة والضفادع والدم. ايات مفصلات فارسل الله تعالى موسى الى فرعون القبط بالايات والحجج الواضحة على نبوته الى فرعون وملأه الى فرعون لانه هو ملك مصر في ذلك الزمان وفرعون علم على على كل ملكوس يسمى فرعون كما ان النجاشي ملك على علم الحبشة وقيصر ملك على قلب على ملك الروم وكسرى بدأ علم على ملك الفرس وهكذا قل له مملكة لها ملك لي يزن ولك على من ملك اليمن والمراد فرعون هنا فرعون الذي ارسل الله اليه موسى لزمانه الطاغية المتجبر الذي دعاه الربوبية وقال نسأل ربكم الاعلى ولهذا قال ولقد اصبنا موسى بآثنا الى فرعون وملأه الملأ هو الاشراف والاتباع الكبرى فاتبعوا امر فرعون بجهلهم وعنادهم وكفرهم. قال وما او فرعون برشيد بل امر فرعون والضلال والهلاك والانحراف بعيدا عن الرشد كل البعد فهو رئيسهم ومقدمه في الدنيا هو الذي يظلهم يدعي الربوبية ويتبعونه فهو مقدمه في الدنيا وكذلك هو مقدمه في النار يوم القيامة. يقدم يقدم قومه يوم القيامة يعني يتقدمهم ويكون امامهم ويرد النار قبلهم وهم يتبعونه ولهذا قال سبحانه يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد الموروث بئس الورد برود النار بئس ذنب بئس الورد المردود ويتبعوا في هذه اللعنة ويوم القيامة ادفعه في الدنيا لعنة ويوم القيامة لعنة اخرى لعنتان. لعنة بعد ان لعنة نعوذ بالله ولهذا قال بئس الرفق المرفود ليست اللعنتان نعم نسأل الله السلامة والعافية وذلك ان انه يدعي الربوبية وانه تبيعه على ذلك واستمروا على عيادهم وكفرهم حتى اهلكهم الله بالغرق وانتقم منه سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليك فذهبت ارواحهم اجسامهم للغرق وارواحهم الى النار والحرق نعوذ بالله نعم قال الله تعالى ذلك من انباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم فما اغنت عنهم الهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء امر ربك وما زادوهم غير تطبيب لما ذكر تعالى خبر الانبياء وما جرى لهم مع اممهم. وفي هذه الايات من الفوائد بيان عاقبة المكذبين وان عاقبتهم النار والدمار في الدنيا والاخرة وفيه بقى ان العاقبة للمؤمن متقين فان موسى ومعه لا تهم العاقبة الحسنة نجاهم الله في الدنيا واعد لهم ترى كرامته في الاخرة وفرعون اغرقه الله ومن معه بالغرق واعد لهم عذاب جهنم في بيان عاقبة المؤمنين والمتقين وان له العاقبة الحسنة وان اصابهم ما اصابهم بل عاقبة المكذبين الكفرة وان عاقبتهم النار. فيه التحذير من تكذيب الانبياء وانما كذب الانبياء نبيا من الانبياء فهو كافر وفيه وجوب العباد بالله وبالرسل ووجوب التوحيد والانقياد بشرع الله ودينه واتباع رسله. وان هذا هو سبيل النجاة وسبيل وطريق السعادة نعم احسن الله اليك لما ذكر تعالى خبر الانبياء وما جرى لهم مع اممهم وكيف اهلك الكافرين ونجى المؤمنين قال ذلك من انباء القرى اي اخبارهم نقصه عليك منها قائم اي عامر وحصيد اي هالك وما ظلمناهم اي اذ اهلكناهم ولكن ظلموا انفسهم بتكذيبهم رسلنا وكفرهم بهم فما اغنت عنهم الهتهم اوثانهم التي يعبدونها ويدعونها من دون الله من شيء ما نفعوهم ولا انقذوهم لما جاء امر الله باهلاكهم وما زادوهم غير تطبيب قال مجاهد وقتادة وغيره وغيرهما اي غير تقصير وذلك ان سبب هلاكهم ودمارهم انما كان باتباعهم تلك الالهة فلهذا خسروا في الدنيا والاخرة قال تعالى وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد. يقول تعالى وكما اهلكنا اولئك القرون الظالمة المكذبة لرسلنا. كذلك نفعل وباشباههم ان اخذه اليم شديد وفي الصحيحين عن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليمليني الظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة الاية قال الله تعالى ان في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره الا لاجل معدود يوم يأتي لا يتكلم نفس الا باذنه فمنهم شقي وسعيد يقول تعالى ان في اهلاكنا الكافرين وان جائنا المؤمنين لاية اي عظة واعتبارا على صدق موعودنا في الاخرة انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وقال وقال تعالى فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين وقوله ذلك يوم مجموع له الناس اي اولهم واخرهم كقوله وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا وذلك يوم مشهود اي عظيم تحضره الملائكة ويجتمع فيه الرسل وتحشر الخلائق باسرهم من الانس والجن والطير والوحوش والدواب ويحكم ويحكم فيه العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها وقوله وما نؤخره الا لاجل معدود اي لمدة مؤقتة لا يزاد عليها ولا ينتقص منها يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه اي يوم يأتي يوم القيامة لا يتكلم احد الا باذن الله كقوله لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا وقال وخشعت الاصوات للرحمن الاية وفي الصحيحين في حديث الشفاعة ولا يتكلم يومئذ الا الرسل ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وقوله فمنهم شقي وسعيد اي فمن اهل الجمع شقي ومنهم سعيد كما قال فريق في الجنة وفريق في السعير وروى الحافظ ابو يعلى في مسنده عن ابن عمر عن عمر رضي الله عنه قال لما نزلت فمنهم شقي وسعيد سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله الله اليكم هذا الحديث وفيه. وروى الحافظ ابو يعلى في مسنده عن ابن عمر عن عمر رضي الله عنهما قال لما نزلت فمنهم شقي وسعيد سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله على من اعمل؟ على شيء قد فرغ منه ام على شيء لم يفرغ منه فقال على شيء قد فرغ منه يا عمر وجرت به الاقلام ولكن كل ميسر لما خلق له ثم بين تعالى حال الاشقياء وحال السعداء فقال فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد يقول تعالى لهم فيها زفير وشهيق قال ابن عباس الزفير في الحلق والشهيق في الصدر اي تنفسهم زفير واخذهم النفس شهيق لما هم فيه من العذاب عياذا بالله من ذلك. خالدين فيها ما دامت السماوات والارض قال الامام ابو جعفر ابن جرير من عادة العرب اذا ارادت ان تصف الشيء بالدوام ابدا قالت هذا دائم دوام السماوات والارض وكذلك يقولون هو باق ما اختلف الليل والنهار وما وما سمرة ابن سمير وما سمر ابن سمير سمراء بالراء نعم احسن الله اليك ابناء سمير نعم وما لألأت العثر بأذنابها يعنون بذلك كله ابدا فخاطبهم جل ثناؤه بما يتعارفونه بينهم. يعني هذه امثال. نعم فقال خالدين فيها ما دامت السماوات والارض قلت ويحتمل ان المراد بما دامت السماوات والارض الجنس لانه لا بد في عالم الاخرة من سموات وارض كما قال تعالى يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات ولهذا قال الحسن البصري في قوله ايش قلت ايش قلت؟ قلت ويحتمل ان المراد بما دامت السماوات والارض الجنس لانه لا بد في عالم الاخرة من سماوات وارض. كما قال تعالى يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات ولهذا قال الحسن البصري في قوله ما دامت السماوات والارض قال يقول سماء غير هذه السماء وارض غير هذه فما دامت تلك السماء وتلك الارض وقوله الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد كقوله النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله. ان ربك حكيم عليم قيل ان الاستثناء عائد على العصاة من اهل التوحيد. نعم. ممن يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين. يعني الاستثناء الا ما شاء ربك ما شاء ربك هذا الاستثناء قيل ان السنة عائد الى الى العصاة نعم احسن الله اليك قيل ان الاستثناء عائد على العصاة من اهل التوحيد ممن يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين من الملائكة والنبيين والمؤمنين. حتى يشفعون في اصحاب الكبائر ثم تأتي رحمة ارحم الراحمين فتخرج من النار من لم يعمل خيرا قط. وقال يوما من الدهر لا اله الا الله كما وردت بذلك الاخبار الصحيحة المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمضمون ذلك من حديث انس وجابر في سعيد وابي هريرة وغيرهم من الصحابة ولا يبقى بعد ذلك في النار الا من وجب عليه الخلود فيها ولا محيد له عنها وهو من مات على الشرك ومن قال لا اله الا الله يوما من الدهر يعني مات على التوحيد ولم خيرا قط يعني نزلت على التوحيد ومن قال لا اله الا الله يعني بشروطها قال لا اله الا الله والتزم ولم ينقضها بالشرك ولا بالنفاق ولا بغيره لابد من هذا لان من قال لا اله الا الله بلسانه ونقضها بافعاله ما تنفعه قال لا اله الا الله قال وقال لا اله الا الله يوم عرف خيرا قط يعني زيادة على التوحيد والايمان اما من قال لا اله الا الله بلسانه ونقضها بالشرك فلا تنفعه نعم نسأل الله اليك وهذا الذي عليه كثير من العلماء قديما وحديثا في تفسير هذه الاية الكريمة قال تعالى واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك عطاء غير مجدود يقول تعالى واما الذين سعدوا وهم اتباع الرسل ففي الجنة اي فمأواهم الجنة خالدين فيها اي ماكثين فيها ابدا ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك معنى الاستثناء ها هنا ان دوامهم فيما هم فيه من النعيم ليس امرا واجبا بذاته بل هو موكول الى مشيئة الله تعالى فله المنة عليهم دائما. ايش؟ معنى الاستثناء. معنى الاستثناء معنى الاستثناء ها هنا ان دوامهم فيما هم فيه من النعيم ليس امرا واجبا بذاته بل هو موكول الى مشيئة الله تعالى فله المنة عليهم دائما ولهذا يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس وقال الضحاك والحسن البصري هي في حق عصاة الموحدين الذين كانوا في النار ثم اخرجوا منها وعقب ذلك بقوله عطاء غير مجذوذ اي غير مقطوع قاله مجاهد وابن عباس وابو العالية وغير واحد لئلا يتوهم متوهم بعد ذكره المشيئة ان ثم انقطاعا او لبسا او شيئا بل حتم له بالدوام وعدم الانقطاع. كما بين هناك ان عذاب اهل النار في النار دائما مردود الى مشيئته وانه بعدله وحكمته عذبهم ولهذا قال ان ربك فعال لما يريد كما قال لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهنا طيب القلوب وثبت المقصود بقوله عطاء غير مجدود. سطرين الله اليك كما بين هناك ان عذاب اهل النار في النار دائما مردود الى مشيئته وانه بعدله وحكمته عذبهم ولهذا قال ان ربك فعال لما يريد كما قال لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهنا طيب القلوب وثبت المقصود بقوله عطاء غير مجدود وقد جاء في الصحيحين يؤتى بالموت في صورة كبش املح فيذبح بين الجنة والنار ثم يقال يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت وفي الصحيح ايضا فيقال يا اهل الجنة ان لكم ان تعيشوا فلا فلا تموتوا ابدا وان لكم ان تشبوا فلا تهرموا ابدا وان لكم ان تصحوا فلا تسقموا ابدا وان لكم ان تنعموا فلا تبأسوا ابدا نعم في هذه الايات الكريمات بعد ان قص الله تعالى علينا قصص الانبياء وما جرى لهم مع اممهم قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ذلك من ذلك يعني ما سبق من اخبار الله من مما قصه الله تعالى علينا من اخبار الانبياء ذلك من انباء القرى يعني من اخبارهم نقصه عليك منها قائم وحصيد من اهلك ومنها قائم ذلك من انباء القرآن غصوا عليك منها قائم وحصيد منها ما هو تالف ومنها ما هو بقي له بقايا كديار ثمود غيرها منها قائم وحصين ذلك من انباء القرآن القصوا عليها وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم هنا نفى الله تعالى الظلم عن نفسه فقال وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم في الكفر والمعاصي فاهلكهم الله والله سبحانه وتعالى حكموا العدل لا يظلم احدا كما قال سبحانه ومن يعمل من الصالحة وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضبا في الحديث القدسي حديث ابي ذر يقول الله تعالى يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظلموا وقال سبحانه لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه كان يمنع احدا من ثواب حسناته او يحمله اوزار غيره هذا هو الظلم الذي تنزه الرب وعده وهو قادر سبحانه على الظلم للجبرية من الاشار وغيره الذي يقول الظلم غير مقدور للرب الظلم هو هو مستحيل تصرف المالك في غير ملكه او مخالفة الامر والله ليس فوقه امر يأمره وكل شيء هو امركه فعلى هذا يكون ظلم لا وجود له وقالت القدرية معتزلة القدرية ان الظلم كل ما كان من العبد ظلما وقبيحا يكون من الله ظلما وقبيحا لو فعله. واسأل الله بخلقه وهذا باطل وهذا باطل تعريف القدرية للظلم انه وكان ظلما وقبيحا من العبد لو فعله يكون ظلما وقبيحا من الله لو فعله هذا باطل لانه مثل الله بخلقه والجبرية يقابله الجبرية قال والظلم مستحيل وغير مقدور عليه هو السر بن مالك في غير ملكه كالجمع بين النقيضين وهذا باطل والصواب ان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. لو كان الظلم كما يقول جبريل غير مقدور عليه كيف كيف يتنازل؟ كيف يحرمها على نفسه يحرم على نفسه شيء غير مقدور كيف يؤمن عباده؟ يؤمنهم من شيء لا يمكن وجوده هذا من الابطال الباطل الظلم مقدور لله لكن الله تنزه عنه وحرمه على نفسه كما كتب على نفسه الرحمة لم يحرموا عليه احد لكنه حرمه من نفسه على نفسه سبحانه وتعالى كما انه كتب على نفسه الرحمة وبعضهم لهم ولكن ظلموا انفسهم قال الله تعالى فما اغرتان وغالياتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء من ربك ما اغرت عنهم الهتهم التي يعبدونها من دون الله الاوثان وغيرها ما اغنت عنهم ولا نفعتهم ولا دافعت عنهم عذاب الله وما زادوهم غير تطبيب غير هلاك قال سبحانه وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه عليم شديد. يعني كما انه سبحانه اهلك هؤلاء فهو يهلك القرى الظالمة لهم مثل ذلك فليحذر الظالمون فان مصيرهم مصير هؤلاء وكذلك اخذ ربك يا داخل القرآن اذا اخذ القرآن وهي ظلمة ان اخذه اليم شديد ان في ذلك الاية في اهلاك هؤلاء المكذبين عبرة وعظة لكن ليس لكل احد انما اية وعظة لمن لمن كان في قلبه حياة لما ان في ذلك لذكرى كما قال سبحانه في سورة قف ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد وهنا قالت فان في ذلك الاية لمن خاف عذاب الاخرة اما الذي لا يخاف لا حيلة فيه ان في ذلك الذين خافوا على ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود هو يوم القيامة يجمع الناس ويحشرون في صعيد واحد يسمعه الدعوة ويأخذه البصر كما ثبت في الحديث ذلك يوم الجمعة له الناس وذلك يوم مشهود يشهده الخلائق كلهم تشهده الملائكة تحيط بالناس والله سبحانه وتعالى فوق الجميع يحاسبهم يوم يأتي لا يتكلم نفسه الا باذنه ويأتي يوم القيامة لا تكلم نفس نفس ذاكرة في سياق النافي تعظ كل نفس لا يستطيع ان يتكلم الا باذن الله لا ملك ولاء وزير ولا عالم ولا جاهل ولا غني ولا فقير ولا نبي ولا احد. ما احد يستطيع يتكلم الا بعد اذن الله يوم يأتي لا يتكلم نفس الا باذنه كما قال سبحانه في سورة الفاتحة ما لك يوم الدين هو سبحانه مالك الدنيا والاخرة لكن خص يوم الدين لان يوم وهو يوم القيامة لان تزول املاك الملوك في الدنيا فيه ملوك لكن في الاخرة ما فيه لما الملك اليوم لله الواحد القهار ليس هناك ملك الا الله. مالك يوم الدين يوم ياتي لا تتكلم نفس لا تتكلم نفس اي نفس قاعدة للاصولية ان النكرة في سقي النفي او انها او الشرط تعم كل اي نفس لا احد سأتكلم الا به. فمنهم شقي وسعيد. هكذا الناس ينقسمون الى قسمين يوم القيامة قسم شقي وهم الكفرة اهل الشرك والكفر واهل الضلال من اليهود والنصارى والمنافقين والوثنيين وجميع فرق الكفرة قوله هو الاشقياء ومنهم الشيخ هو سعيد واما السعداء فهم اهل العباد والتوحيد والطاعة والمؤمنون الذين وحدوا الله ويقصروا العبادة وموتوا على التوحيد كونه هو للسعادة نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم. واما العصاة الموحدون فهم مآلهم الى الجنة لكن على خطر على خطر قد يعذب احدهم في قبره بسبب المعاصي وقد تصيبه اهوال في موقف القيامة وقد يستحق دخول النار وتشفع فيه وقد يدخل النار بل يدخل النار جملة من الكبائر تواترت الاخبار بان يدخلوا النار جبنة من من اهل الكبائر من الموحدين المؤمنين مؤمنون موحدون مصلون ولا تأكلون وجوههم دخلوا النار بمعاصي كبائر ماتوا عليها غير توبة هذا مات على الزنا من غير توبة هذا مات على الربا من غير توبة هذا مات على الخمر من غير توبة هذا متى على عقوق الوالدين هذا متى على قطيعة الرحم هذا متاع الغيبة هذا متاع النميمة هذا بتاع الاكل الرشوة وهكذا فيطهر من النار يطهرون بمعاصيهم بقدر جرائمهم ثم يخرجون منها بشفاعة الشافعين قد ثبت النبي عليه الصلاة والسلام يشفع لهم اربع شفاعات كل مرة يحدنا الله له حدا ويشفع بقية الانبياء ويشفع الملائكة ويشفع الافراد والشهداء والصالحون وتبقى القضية بقية لا تلوم الشفاعة فيخرجهم رب العالمين برحمته يقول رب شفعت الملائكة وشفع النبيون ولا يبقى الا رحمة ارحم الراحمين. فيخرج قوما من النار لم يعملوا الخير قط. يعني زيادة على التوحيد والايمان فهؤلاء العصاة هم من اهل الجنة لكن اصابهم خبث ووسخ هذا الوسخ وهو وسخ المعاصي وهذا الخبث الذي اصابه لابد من تطهيرهم منه فمن عفا الله عنه طهر بعفو الله ومن لم يعفو الله عنه لابد يطهر بالنار تغسل هذي كله جلسة اللي تصيب الثوب لابد من تطهيرها النجاسة المعاصي المعاصي نجاسة لابد من تطهيرها فمن عفا الله عنه طهره الله بالعفو وبلغه الله لابد ان يطهر به النار ليطهر بالنار اخرجه الله من النار الى الجنة لانهم من اهل الجنة. انه وحدهم من اهل الجنة ثم بعد ذلك بعد بعده الصفا لا اعلاك الا الكفرة في النار والموحدون في الجنة بعد اخراج العصاة الموحدين ولا من الدار ولا يبقى منه احد تغلق النار وتطلق على الكفرة بجميع اصنافهم نعوذ بالله من الكفار اليهود والنصارى وغيرهم كما قال سبحانه انا عليهم مؤصدة مطبقة مغلقة وقال السؤال يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولا هم عذاب مقيم. قال سبحانه كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار قال سبحانه فام الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق نعوذ بالله نسأل الله العافية سفير في الحلق وشهيق في الصدر خالدين فيها باكثين خالدين فيها مستمرين ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد قيل ان هذا الاستثناء استثناء الرب ولا يفعله قد جاءت النصوص الاخرى الكثيرة بانهم لا يخرجون كما فيه كذلك وما هم بخرج من نار ولهم عذاب مقيم لابثين في احقابا كلما خززناه سعيرا هذه النصوص كلها تدل على ان بقائهم مؤبد. نعوذ بالله وام هذا الاستثناء فهو من المتشابه الذي يرد الى المحكم وهذا هو الصعب ان ان النار باقية مستمرة وانا لا تفنى جاءت بعظ الاثار تدل على النار تفنى لكن نأكل ضعيفة ومنقطعة روي هذا عن بعض السلف ولكن حملها بعض اهل العلم على ما ورد الارتفاع ان المراد الطبقة طبقة العصاة من العيار تفنى واما الطبقات التي فيها الكفرة فلا تفنى اذا خرج العصاة من النار فنيت الطبقة التي هو فيها لان النار والعياذ بالله دركات كل دركة سفلى اشد عذاب والعصاة في الطبقة العليا اخفه عذاب ليس كعذاب الكفرة نأخذ العصاة تلهبهم النار من هنا او هنا ولا تكن وجوههم اما اما الكفرة فهم يصلونها لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش الصلوات تغمرهم نعوذ بالله ومستمر ابد الاباد فليس على العصاة الموحدين كعذاب الكفرة. العصاة لا تغمرهم بجميع الجهات اذهبوا هم ولا تأكلوا وجوههم واما الكفرة فانهم يصلون فيصلون يوم الدين وما هم نسأل الله العافية لهم من جهنم بهذا قال سبحانه واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ هذا الاستثناء قيل قيل انها هذا الاستثناء انما هو مدت بقائهم في القبر او في البرزخ وقيل غير ذلك ولكن الله سبحانه قال عطاء غير مجذوذ يعني غير منقطع مستمر فالصواب الذي عليه اهل السنة ان الجنة والنار دائمتان باقيات هذي دائمتان لا تفنيان ابدا الاباد واما اقول بان النار تفنى هذا قول مرجوح ضعيف وحمله بعضهم على بانها بانه محمول على فناء الطبقة التي فيها العصاة اذا خرجوا فليت الطبقة التي هم فيها فيه في هذه الايات الكريمات ان الله تعالى يقص على نبيه قصص الانبياء للعبرة والعظة واخذ الحذر لتحذر هذه الامة ان تسلك مسالك الظالمين فيصيبها ما اصابهم وفي هذه الاية ان الله سبحانه وتعالى تنزه عن الظلم وانه حكم العدل لا يظلم احدا وان الكفار والعصاة ما ظلمهم الله ولكنهم ظلموا انفسهم والله تعالى اعطاهم الاسماع والابصار والافئدة وارسل اليهم رسل وانزل عنهم كتب ولكنهم هم اختاروا هم اختاروا طريق الضلال واثره بذلك ولهذا اخبر الله عنهم انهم اذا دخلوا النار يعترفون قال فاعترفوا بذنبهم وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير هو اعترف اعترفوا بانهم مستحقون للعذاب فهو الذي ظلموا انفسهم وما ضربناه لك ظلموه وسهو وما ظلمهم الله واثقلهم الظالمين ظلموا انفسهم فباغرت عنهم الهتهم التي يدعون من دون الله بشيء لما جاء امر ربك وما زادوهم غير مرتتبين. في ان الالهة لم تزد عابديها الا خسارا وهلاكا ودبارا ولم تضيع عنه شيئا وفيه ان ان الله سبحانه وتعالى يأخذ الظلمة على غرة وان الله يبلي لهم ولهذا وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرآن وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد. وفي ان اخذ الله شديد. فالله تعالى يملي للظالم حتى اذا اخذ لم يفلته. كما في الحديث وكذلك ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لا يفلته ثم قرأ هذه الاية وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد وفيه ان في اهلاك الكفرة ها هي لمن خاف عذاب الاخرة وفي ان يوم القيامة يوم يجمع الله فيه الناس ويحشرهم جميعا تحضره الملائكة وفيها انه في يوم القيامة لا تستطيع اي نفس تتكلم الا الا الا اذا اذن الله لها ولو كانت اعظم الناس وجعا كالانبيا والرسل لا يتكلم احد الا باذن الله وفيه ان الناس ينقسمون الى شقي وسعيد فالاشقياء هم الكفرة واعد الله لهم النار وخلد فيه ابدا ابد والسعداء هم اهل التوحيد والعباد اعد الله لهم الجنة خالد لا فيه ابد الاباد فيه اثبات الجنة والنار وفي ان من انكر الجنة والنار فهو كافر ومن انكر البعث فهو كافر ويجمع المسلمين. ومن كذب بالقرآن فهو كافر نعم