بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله وقوله الرحمن على العرش استوى في سبعة مواضع في سورة الاعراف قوله ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش وقال في سورة يونس عليه السلام ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش وقال في سورة الرعد الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وقال في سورة طه الرحمن على العرش استوى قال في سورة الفرقان ثم استوى على العرش الرحمن. وقال في سورة الف لام ميم السجدة. الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش في سورة الحديد هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. حسبك الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فان هذه الطائفة من الايات الكريمات التي ساقها الشيخ رحمه الله يجمعها موضوع واحد وهو اثبات الاستواء الله عز وجل على عرشه المجيد. فقد استوى ربنا سبحانه وبحمده استواء يليق بجلاله وعظمته بعد ان خلق السماوات والارض على عرشه والاستواء في اللغة معناه العلو والاستقرار. هكذا تعرف العرب معنى استوى. انه على واستقر. كما قال الله عز وجل في سورة الزخرف لما ذكر الفلك والانعام قال لتستووا على ظهوره. يعني على ظهور الفلك والانعام. ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه. اذا لتستووا على ظهوره اي لتعلوا وتستقروا على ظهور الفلك والانعام. ثم تذكروا نعمة ربكم اذا علوتم واستقررتم على ظهورها. فهذا هو اصل معنى الاستواء في لغة العرب والقرآن نزل بلسان عربي مبين ما الذي قال لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه هو الذي قال الرحمن على العرش استوى فمعنى الاستواء في الموضعين واحد لكنه اذا اضيف الى المخلوق صار السواء ان يليق به. واذا اضيف الى الخالق صار استواء يليق به. كما نقول ذلك في سائر الصفات للمخلوق سمع يليق به وللخالق سمع يليق به. للمخلوق بصر يليق به وللخالق بصر يليق به. كذلك نقول ها هنا للمخلوق استواء يليق به وللخالق استواء يليق به وقد اثبت الله تعالى هذا الاستواء في سبعة مواضع من القرآن ومراد الشيخ ها هنا ذكر الاستواء معدا بعلى لان ورود استوى في القرآن جاء على ثلاثة انحاء آآ النوع الاول ان يأتي الاستواء مطلقا يعني غير مقيد بحرف علة كقول الله تعالى ولما بلغ اشده واستوى اذا هنا استوى لم تتقيد لا بحرف على ولا بحرف الى وانما اطلق الله تعالى سيكون معناها هذا اي بلوغ النهاية والكمال فاذا جاءت استوى مطلقة غير مقيدة فانها تدل على الانتهاء والكمال. مثل قولنا استوى الزرع نضج بلغ غايته في النضج. استوى الطعام. اي بلغ غايته في النضج هكذا لما قال الله عن نبي من انبيائه ولما بلغ اشده واستوى. يعني بلغ كمال الخلقة والخلق هذا مجيئها مطلقة وتأتي متعدية بالى كقول الله تعالى ثم استوى الى السماء وهي دخان فاذا جاءت معداة بايذاء فان معناها حينئذ قصد بارادة تامة رصد بارادة تامة فاذا جاءت معدات باذاء فهي تدل على معنى القصد والتوجه للشيء واما الموضع المراد ومحل الشاهد فهو اتيانها معداة بعلى كما في هذه المواضع السبعة ستة منها على نسق واحد ثم استوى على العرش وموضع واحد في سورة طه الرحمن العرش استوى سيكون معناها حين اذ اي على واستقر علوا واستقرارا يليق بجلاله وعظمته. هذا الذي تعرفه العرب من لغتها لا تعرف سواه. ولهذا لم يتردد الامام مالك ان يقول الاستواء معلوم وفي لفظ الاستواء غير مجهول. اي ان العرب تعرفه من لغتها لا تتمارى فيه هذه المواضع السبعة احدها في سورة الاعراف ان ربكم ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام. هذه الايام ليست كايامنا بل كما قال الله وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون فخلق الله السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. وثم كما تعلمون حرف عطف يدل على التراخي فنستطيع ان نفهم من هذا انه سبحانه وبحمده حين خلق السماوات والارض لم يكن مستويا على العرش فلما فرغ من خلقهما استوى على العرش. هذا ما تدل عليه لغة العرب ويفهمه كل عربي قح يقرأ هذه الاية وامثاله وامثالها ثم استوى على العرش. وما العرش؟ العرش في اللغة هو سرير الملك. سرير الملك الذي يقعد عليه يسمى عرش. قال الله تعالى ولها عرش عظيم ولها عرش عظيم اما العرش في الاصطلاح اي عرش الرحمن فهو اعظم المخلوقات واعلاها واجلها واكبرها وهو سقف العالم الكون كله تحته وما فوقه الا الرحمن. سبحانه وبحمده وهذا العرش له قوائم كما نطقت بذلك النصوص وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اه اكون اول من يفيق فاجد موسى باطشا بساق العرش وهذا العرش ايضا له حملة. قال الله تعالى ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية فيجب الايمان بان لله تعالى عرشا عظيما كبيرا عليا اه استوى عليه سبحانه وبحمده واستواؤه عليه ليس عن حاجة فان كل شيء محتاج الى الله والله غني عما سواه. بل العرش وما دونه لا قيام له الا بالله سبحانه وبحمده. فليس استواء الله على العرش وعلوه عليه ناتج ناتجا عن حاجة كلا ولكنه استواء يليق به سبحانه وقال في سورة يونس عليه السلام ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. وقال في سورة الرعد الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش هل قوله بغير عمد ترونها هل قوله ترونها قيد ام انها صفة مطردة؟ يعني هل المراد الله الذي رفع السماوات بغير حمد فلا يوجد عمد اصلا يعني ترى فلا عمد او المقصود انه رفع السماوات بعمد لكنها عمد غير مرئية يحتمل هذا ويحتمل هذا تأملوا في الاية الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها والاقرب والله اعلم ان ثم عمد لكنها غير مرئية ليست من جنس الاعمدة التي تحمل سقف هذا المسجد ونحو ذلك. لانه لو اراد نفي العمد مطلقا لاكتفى بالقول الله الذي رفع السماوات بغير عمد ولم يحتج ان يقعني ان يقول ترونها فهذا يدل على ان تم عمد والله اعلم لكنها ليست من جنس العمد التي نعهدها ثم استوى على العرش وهو موضع الشاهد. وفي سورة طه اللفظ يختلف عما قبله وما وما بعده. الرحمن على العرش استوى مقدمة ذكرى اسمه الشريف سبحانه آآ على ذكر الاستواء. وقال في الفقاد ثم استوى على العرش وقال في الف لام ميم السجدة. الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش وقريب منها هو الذي خلا في الحديد هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش فهكذا ترون يرعاكم الله ان الله تعالى ذكر الاستواء مضطردا بلفظ واحد في ستة مواضع ولفظ مقارن سياق مقارب في الموضع السابع مما يدل على انه اراد حقا وصدقا تحقيق هذه الصفة له سبحانه وتعالى ولكن الزائغين يقعون في شؤم مسلكهم الخاطئ ومقدماتهم آآ السيئة فتجرهم الى مخالفة الهدى وصاروا يقولون كلا لا يمكن ان نثبت لله استواء حقيقيا. والمراد باستوائه على عرشه استيلاؤه عليه. ليس استواء حقيقية فاذا قيل لهم لم؟ مصارف لذلك عن ظاهره؟ قالوا لان الاستواء من افعال المخلوقين والله منزه عن مشابهة المخلوقين فصاروا يعيدون ويجترون نفس الشبهة التي يصفون بها كثيرا مما اثبت الله تعالى لنفسه من صفات الكمال ونعوت الجلال والفعلية والخبرية والجواب عنهم سهل. كما تقدم ان يقال ان هذا استواء اضافه الرب الى نفسه. فلما اضافه الى نفسه اختص به. وان ما وقع الاشتراك في اصل المعنى وفي حروف اللفظ فقط اما حقيقته وكيفيته فالامر يختلف. كما قال الامام مالك لما دخل عليه داخل وقال يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. وفي لفظ الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما اراك الا صاحب بدعة ثم امر به فاخرج من المسجد. فاثبت الامام مالك رحمه الله معنى الاستواء وانه معروف في لغة العرب لا يخفى على عربي معنى الاستواء واما الكيف وهو ما يختص به سبحانه وينفرد به عن سائر استواءات المخلوقين فمجهول او غير معقول. لا تتمكن عقولنا من دركه والايمان بالاستواء واجب والسؤال عن كيفيته بدعة. فهذا جواب سديد من امام رشيد يجب ان يجاب به عن كل من سأل عن هكذا مسألة شاذة وزعم اهل البدع بان الاستواء بمعنى الاستيلاء مخالف للغة العرب فقد سئل ابن الاعرابي والخليل ابن احمد وغيرهم من ائمة اللغة هل ياتي الاستواء بمعنى الاستيلاء فابوا وقالوا هذا شيء لا تعرفوه العرب وحسبك بهم فانهم ائمة اللغة واهل اللسان نفهم ان يأتي ان يأتي للإستواء بمعنى الاستيلاء. شيء لا تعرفه العرب من لغتها. والقرآن نزل بلسان عربي مبين الامر الثاني ان هذه الدعوة مخالفة لما تواتر في كتاب الله. فسبعة مواضع تعبر بلفظ الاستواء. فلو كان مراد الله تعالى من الاستواء الاستيلاء لقال ولو في موضع واحد استولى ولكنه لم يتغير هذا اللفظ في جميع المواضع السبعة الامر الثالث ان نقول ان تفسير الاستواء بالاستيلاء يترتب عليه لوازم فاسدة او يلزم منه لوازم فاسدة فمثلا لو فسر الاستواء بالاستيلاء للزم من ذلك الا يكون الله تعالى مستوليا على عرشه حين خلق السماوات والارض وهل يقول بذلك مؤمن هل يقول بذلك من يؤمن بربوبية الله ان الله تعالى لم يكن مستوليا على عرشه حين خلق السماوات والارض ثم استولى عليه بعد ذلك هذا ما يؤدي اليه قولهم ان الثواب بمعنى استولى ايضا يلزم من ذلك ان ان لا يكون بين العرش والارض السفلى شيء فرق. ما الفرق اذا اذا كان الاستواء بمعنى الاستيلاء؟ فاي فرق بين العرش الذي فوق السماوات السبع وبين الارض السفلى. لا فرق لان الله تعالى مستول على الجميع يترتب على هذا ان يكون الله تعالى وتنزه يصح ان يقال عنه انه استوى على كل شيء اذا كان استوى بمعنى استولى يلزم من ذلك ان ان يقول قائل استوى على البيوت واستوى على الشجر واستوى على الحجر واشياء لا يعني يقوى الانسان على ذكرها هذا لازم قولهم ان استوى بمعناه استولى. فدل ذلك على ان تفسير الاستواء بالاستيلاء معنى باطل وانه آآ قول على الله بغير علم ولا موجب له فانه لا يجوز صرف الكلام عن ظاهره الى خلاف ظاهره باقرارهم هم الا بوجود دليل يوجب المعنى من من حقيقته الى مجازه على فرض القول بالمجاز ولا تلين طبعا القوم يقولون ان الدليل الموجب صرف الكلام عن ظاهره الى خلاف ظاهره هو الفرار من الوقوع في مشابهة المخلوقين. فنقول هذا الذي تعللتم به علة واهية. فانه لا يلزم منه ما ذكرته فلله تعالى استواء يليق به وللمخلوق استواء يليق يليق به. فاين تذهبون لم يبقى لكم ما تتشبثون به ان هي الا مقدمات باطلة واوهام فاسدة وظنون آآ اعتقدتموها ثم استدللتم عليها. فعكستم المسار وكان الواجب ان تستدلوا ثم تعتقدوا اذا هذه المقالة مقالة باطلة فاسدة والواجب كما هو مذهب اهل السنة والجماعة ان نثبت لله سبحانه وتعالى استواء يليق بجلاله وعظمته لا يماثل استواء المخلوقين وهل الاستواء صفة ذاتية ام فعلية كيف ترون هل الاستواء صفة ذاتية ام فعلية؟ فعلية ها لانه تقدم كثيرا ان الفرق بين الذاتية والفعلية ان الذاتية هي الملازمة لذاتها التي لا تنفك عنه. وان الفعلية هي المتعلقة بمشيئته فلما علمنا انه حين خلق السماوات والارض لم يكن مستويا على عرشه ثم استوى دل ذلك على ان هذا وصف ذاتي. دل ذلك على ان هذا وصف فعلي. بخلاف ما يأتي اثره وهو صفة العلو قال محمد وقوله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي من رفعه الله اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا سمي كل ما علا سمع. فمثلا سقف هذا المسجد سماؤك سماء هذا المسجد سقفه هكذا فان في على وجهها تدل على الظرفية يعني امن ثم من في العلو ولا اشكال ولا نحتاج ان نقول فيه بمعنى اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور اما منتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير. نعم اه ساق الشيخ هذه الايات الدالة على اثبات العلو بعد الايات الدالة على اثبات الاستواء وذلك ان بين الاستواء وبين العلو فرقان الفرق الاول ان الاستواء صفة فعلية والعلو صفة ذاتية الاستواء صفة فعلية والعلو صفة ذاتية. بمعنى ان الله تعالى لا بد دوما ان يوصف بالعلو. ولا يمكن ان ان ان يزول عنه وصف العلو. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسيره للاسماء الاربعة. قال وانت الظاهر فليس فوقك شيء الله تعالى دوما متصف متصف بالعلو لا يمكن ان يتصف بالسفوت. حتى اذا نزل سبحانه وتعالى الى سماء الدنيا في الثلث الاخير من الليل لا يمكن ان يكون فوقه شيء من مخلوقاته. والله على كل شيء قدير ولا يقاس بخلقه. ليس كمثله شيء ولا تضرب له الامثال فالعلو صفة ذاتية والاستواء صفة فعلية الفرق الثاني ان ان العلو يدل عليه العقل والنقل اما الاستواء فانه لا لا يدل عليه الا النقل. فلو ادمن الانسان التفكير واجهد ذهنه ليثبت الاستواء لم يتمكن بمجرد العقل اما العلو فان العقل يدل عليه اذا العقل يقطع بان العلو كمال والسفل نقص وكل كمال ثابت للمخلوق فالله اولى به. وكل نقص ينزه عنه المخلوق فالله اولى ان ينزه عنه. فالعقل يدل على اثبات العلو. لكن العقل لا يدل على اثبات الاستواء. وان كان لا يمنعه. لكنه لا يدل عليه اذا هذه الايات التي بين ايدينا تدل على اثبات علو الله واعلموا ان علو الرب سبحانه وبحمده قد دل عليه الكتاب والسنة والعقل والفطرة علو الله تعالى دل عليه الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة. اي توافرت الادلة الخمس على اثبات علو الله عز وجل. الاستواء كما تقدم دل عليه الكتاب فيما تلون من آآ الايات السبع دلت عليه السنة الصحيحة فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان الله استوى على عرشه ودل عليه الاجماع دل عليه الاجماع فقد انعقد اجماع المسلمين على ذلك كما قال الاوزاعي كنا نقول والتابعون متوافرون ان الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات او كما قال رحمه الله. اذا هذا تابع للمبحث السابق الاستواء دلت عليه ثلاثة انواع من الادلة الكتاب والسنة والاجماع واما العلو فقد دلت عليه خمسة انواع من الادلة الثلاثة السابقة والعقل والفطرة اما دلالة الكتاب فاليكموها. قال الله تعالى يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ورافعك الي. الرفع لا يكون الا الى اعلى الرفع لا يكون الا الى اعلى بل رفعه الله اليه الرفع لا يكون الا الى اعلى. وفي هذا رد على اليهود والنصارى الذين يزعمون ان عيسى عليه السلام قد صلب حاشا وكلا قال الله تعالى وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم فقد وشت اليهود بعيسى عليه السلام الى الرومان ليقتلوه فاتوا ليقبضوا عليه فالقى الله شبهه على هذا الخائن الذي وشى به. فاخذوه وجرجروه ووضعوه على خشبة الصلب الصلب ووضعوا عليه الشوك وصلبوه. واما عيسى عليه السلام فقد رفعته الملائكة الى السماوات العلى. حتى صارت في السماء الرابعة اذا هذا التعبير بالرفع اه يدل على العلو وقوله في الاية الاولى اني متوفيك. هل هذا متوفيك بمعنى الموت؟ وعيسى عليه السلام لم يمت بدليل انه ينزل في اخر الزمان. ينزل في اخر الزمان. فهو لم يمت بعد عليه السلام. اذا متوفيك اما بمعنى مستوفيك او انها الوفاة التي بمعنى النوم بمعنى ان الله القى عليه النوم. والنوم اخو الموت لكنه اخوه الاصغر قد قال الله تعالى الله يتوفى الانفس حين موتها. والتي لم تمت في منامها النوم نوع وفاة. فيه نوع استتناء لكن تبقى للروح علاقة بالبدن فعيسى عليه السلام قد استوفاه الله بمعنى انه اخذه اليه او استوفاه الله بمعنى انه القى عليه النوم فكان وفاة صغرى ثم رفعه اليه. لكن ليس المقصود اني متوفيك اي مميتك الاية الثالثة اليه يصعد الكلم الطيب. اليه. مرجع الضمير الى من؟ الى الله عز وجل. اليه يصعد والصعود لا يكون الا الى اعلى. اذا هي من ادلة العلو اليه يصعد الكلم الطيب. ما الكلم الطيب الكلم الطيب هو كل لفظ حسن مشروع كالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والحوقلة والاسترجاع والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم كل هذا كلم طيب فالكلم الطيب يصعد الى الله عز وجل. والعمل الصالح يرفعه مرجع الضمير في يرفعه اما الى الكلم الطيب يعني والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب واما الى الله عز وجل يعني ان الله تعالى كما يصعد اليه الكلم الطيب يرفع العمل الصالح هذا يعني قولان قد اختار ابن القيم فيما يظهر والله اعلم المعنى الاول لانه سمى كتابة الوابل الصيب. ورافع الكلم طيب ورافع الكلم الطيب. فاستنبط العلماء ان مجرد الكلام الكلام لا يرتفع الا اذا اقترن به عمل العمل تصديق للكلام. والا فقد يدعي الانسان الدعاوى العريضة فما لم يقرنها بالعمل لا تكون اه مقبولة ثابتة عند الله عز وجل. والشاهد من هذا هو لفظ يصعد ويرفع والرفع لا يكون الا الى اعلى الاية الرابعة قوله تعالى يا ما نجنيه صرحا لعلي ابلغ الاسباب. اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. من القائل فرعون يقول مخاطبا وزيره هامان قال له ابن لي صرحا. وما الصرح؟ الصرح هو البناء الرفيع الشامخ لعلي ابلغ الاسباب. الاسباب جمع سبب وهو الطريق يعني طرائق السماوات. اسباب السماوات يعني طرائق السماوات. فاطالع الى اله موسى. ما الذي نصب اطلع ان مظمرة يعني فان اطلع الى اله موسى. فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا ما وجه الدلالة من هاتين الايتين على اثبات العلو ابن لي صرحا والصرح يدل على العلو والارتفاع. فاين طلب اله موسى في جهة العلو ما قال احفر لي حفرة او احفر لي خندقا او نفقا. قال ابن لي صرحا وايضا من وجه اخر يدل ها اسباب السماوات لكن يدل على ماذا على ان موسى عليه السلام اخبره ان الهه اين؟ في السماء هذا يدل على ان موسى عليه السلام اخبره ان الهه في السماء فقال آآ لعلي اطلع آآ اطلع الى لعل نعم ابني لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب. اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. وهذا من تحايل فرعون وحدلقته. وتظاهره بالموضوعية وهذا من اساليب الطغاة فان من الطغاة من يتظاهر امام الشعوب والعامة بانه موظوعي وانه يبحث عن اه اه الحق وغير ذلك. حتى انه لا يضع نفسه في موضع الاجتهاد. ارأيتم فرعون وهو اعتى الطغاة يقول ما علمت لكم من اله غيري. مثل هذه الجملة تدل كانما هو قتل الموضوع بحثا. واجتهد في ان يبحث لهم عن اله ثم بعد ذلك صفق وقال والله ما علمت لكم من اله غيري. يعني استفرغت جهدي ووسعي وبحثت وما وجدت لكم الى غيري. هكذا آآ يغرر بهم بمثل هذا الكلام ويرونه ناصحا مجتهدا وكذلك ايضا حينما خرج عليهم وقال انا ربكم الاعلى لئن اتخذت الها غيري لاجعلنك من المسجونين. ويقول ها هنا متظاهرا يعني بالبحث والتقصي. ابني لي صرحا يعني لنتأكد من الموضوع لنتحقق. لا شيء ليس ثم اله. هكذا يريد. يريد ان يحسم الربوبية والالوهية بشخصه المهين سبحان الله هذا آآ اساليب هؤلاء الطغاة قديما وحديثا قال بعد ذلك اامنتم من في السماء؟ ان يخسف بكم الارض؟ فاذا هي تمور تمور اي تضطرب وتتحرك. ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا. والحاصب هي الريح التي تحمل حصباء فتحسبهم فستعلمون كيف نذير اين وجه الدلالة من هذه الاية على اثبات علو الله قوله من في السماء. فالذي في السماء هو الله عز وجل والسماء لها معنيان. اما ان تكون السماء هي السماء المبنية السبع الشداد او يكون المراد بالسماء العلو ان قلنا ان السماء هي في هذه الاية هي السبع الشداد. فمعنى قوله امنتم من في السماء اي امنتم من على السماء وفي تأتي بمعنى على في لغة العرب ليس هذا تأويلا هذا من صميم لغة العرب التناوب بين حروف الجر وشاهدوا ذلك او شواهد ذلك من كتاب الله قول الله تعالى فسيحوا في الارض. يعني على الارض لا في جوفها وغورها آآ قوله تعالى فامشوا في مناكبها يعني على مناكبها آآ قوله تعالى في قصة فرعون مع السحرة ولاصلبنكم في جذوع النخل هل مراده انه يدخلهم في جوف هذه الجذوع؟ لا. يعني المقصود على جذوع النخل. اذا في تأتي حلا في لغة العرب. فاذا كان المقصود بالسماء في هذه الايات السماء المبنية السبعة الشداد فان في هنا تفسر بمعنى على وان قلنا ان السماء المراد بها العلو. لان العرب تسمي كل ما علا سمع على. وبهذا يزول الاشكال فليس المقصود حاشا وكلا ان تكون السماوات تحوي الرب تظله او تقله. تعالى الله الله اكبر واعظم واجل من ان تكون سماواته تحويه تظله او تقله. بل ما السماوات السبع الاراضون السبع في كف الرحمن الا كخردلة في كف احدكم اصغر من ان ان يتوهم انسان ان السماوات تحيط به سبحانه وتعالى فصار المقصود امنتم من في السماء اما من على السماء او معناها من في العلو. فهذا دليل على اثبات علو الله. والواقع ايها الكرام ان علو الله تعالى في القرآن العظيم مذكور بطرق متنوعة. منها ما ذكر المؤلف منها يعني ما استشهد به المؤلف ومن فيها صيغ اخرى فقد سمى الله نفسه في كتابه باسماء تدل على العلو صريحا. سبح اسم ربك الاعلى وهو الكبير المتعال وهو العلي العظيم. فالعلي والاعلى والمتعال تدل على ذلك وكذلك ما آآ مر بنا من ذكر صعود الاشياء اليه وذكر عروجها اليه تعرج الملائكة والروح اليه والعروج يكون الى اعلى. ورفع الاشياء اليه من الادلة نزول الاشياء منه. لان النزول لا يكون الا من اعلى الى اسفل ذكر الاستواء يدل على العلو. وهكذا حتى حكى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى عن بعض علماء الشافعية ان في القرآن اكثر من الف دليل على اثبات علو الله وبعضهم قال الفي دليل. يعني بعضها دلالته مباشرة وبعضها مستنبط فهذه دلالة القرآن واما السنة فكثير جدا في الاحاديث كقول النبي صلى الله عليه وسلم وانت الظاهر فليس فوقك شيء وآآ كذلك ايضا آآ رفع النبي صلى الله عليه وسلم طرفه الى السماء ينتظر الوحي من الله عز قد نرى تقلب وجهك في السماء فالكتاب والسنة وقول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله؟ قالت في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله. قال اعتقها فان مؤمنة الى غير ذلك من الادلة الاجماع قد ذكرنا لكم انفا قول الاوزاعي كنا نقول والتابعون متوافرون ان الله تعالى فوق عرشه ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات الاجماع منعقد على اثبات علو الله تعالى لا ينازع في ذلك احد من اهل السنة بل كلهم على هذا. ماذا بقي؟ العقل. العقل يدل على اثبات العلو وذلك ان العلو لدى جميع العقلاء صفة كمال والسفن صفة نقص. هذا امر تقر به جميع العقول والاصل ان ما كان لله ما كان ما ثبت للمخلوق من كمال فالله اولى به. كما ان ما تنزه عنه المخلوق من نقص فالله احق بالتنزيه منه. وفي هذا رسالة آآ مبسوطة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. اسمها الرسالة الاكملية الرسالة الاكملية اما الدليل الرابع فهو دليل الفطرة. فقد غرس الله تعالى في الفطر اعتقاد علوه سبحانه وتعالى حتى ان اليهود والنصارى يقرون بهذا ان الله تعالى في العلو ويشيرون الى السماء ناهيك عن يعني آآ اهل الاسلام فانهم اكثر الناس تحقيقا لعلوه سبحانه وتعالى فما من انسان لم تلتف فطرته بالمباحث الكلامية والمنطقية والفلسفية الا ويجد في قلبه نزوعا الى حين مناجاة الله تعالى. وقد وقع قصة لابي المعالي الجويني وهو من اساطين الاشاعرة اه مع ابي جعفر الهمداني فقد كان يقرر اعني ابا المعالي الجويني وكان يلقب بامام الحرمين لتفننه في علوم الفقه والاصول والعربية لكن في باب الاعتقاد ليس على طريقة اهل السنة والجماعة. فكان يقرر ويقول كان الله ولا شيء وهذه جملة صحيح ثم آآ اردف قائلا وهو الان على ما كان عليه يعرض بنفي العلو والاستواء وهو الان على ما كان عليه. ففهم ابو جعفر الهمداني مراده وانه يريد ان ينفي حصول الاستواء لان الله قال ثم استوى على العرش فقال يا امام دعنا من ذكر العلو والاستواء واخبرنا عن هذه الضرورة التي يجدها احدنا في قلبه. ما قال عارف قط يا الله الا وجد في قلبه ضرورة بطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة فجعل الجويني يلطم على رأسه ويقول حيرني الهمداني. حيرني الهمداني لم يستطع ان ان يجيب عن عن هذا الدليل الفطري وانتم تجدون هذا في قلوبكم. ما من احد منا يناجي ربه ويقول يا رب الا يجد قلبه ينزع الى اي جهة يمين يسار امام خلف تحت لا. يجد ان قلبه يتجه نحو العلو. حتى ان الاطفال الصغار اذا يعني استعدى بعضهم على بعض وجرى يعني يخوفه بالله الذي في السماء. ناهيك عن الشيوخ الكبار والعجائز. بل يقال ان البهائم العجماوات اذا اعتراها شيء من الالم او جاءها ضرب رفعت طرفها الى السماء الله سبحانه وتعالى فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه ليس فيه شيء من خلقه ولا في خلقه شيء منه. هذه عقيدة اهل في السنة والجماعة فعلو الله تعالى ثلاثة انواع قدر وعلو قهر وعلو ذات والصفات من باب واحد عفوا حلوة وعلو القدر هو علو الصفات. اما ان نقول علو قدر وعلو قهر وعلو ذات ولا نقول علو قهر وعلو صفات وعلودات بمعنى واحد نبينه حتى لا تلتبس عليكم. المقصود بعلو القدر هو علو الصفات. لان الله له المثل الاعلى. وهذا امر يجمع عليه اهل القبلة وان اختلفوا في التفاصيل ما يوجد احد يدعي الاسلام الا يفترض لله الكمال المطلق واسعد الناس بهذا هم اهل السنة الذين اثبتوا ما اثبت الله لنفسه من صفات الكمال ونزهوه عن صفات النقصان واما علو القهر فلا ينازع فيه احد من اهل القبلة. وهو القاهر فوق عباده. فلا يمكن لاحد يدعي الاسلام ان يثبت لله غالبا خارجا عن قدرته وقهره وسلطانه. وهو القاهر فوق عباده. يكفيك الملائكة العظام الذين قال الله تعالى عنهم يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون بقي موضع النزاع وحلبة الصراع في القسم الثالث وهو علو الذات. فاهل السنة والجماعة قاطبة مجمعون على ان الله تعالى بذاته مستو على عرشه بائن من خلقه ليس فيه شيء من خلقه ولا في خلقه شيء منه انه سبحانه وتعالى له العلو الاعلى وانه سبحانه مستو على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته. وان عرشه هو سقف المخلوقات فكل الكون تحت العرش والله فوق العرش هذه الفكرة الواضحة البينة عند جميع اهل السنة والجماعة ان الله سبحانه عال على خلقه مستو على عرشه ليس فيه شيء من خلقه يعني لا اختلاط ولا في خلقه شيء منه. لا حلول هذا معتقد اهل السنة والجماعة واما اهل البدع فقد قالوا مقالات دائرة في هذا واتوا بالعجب العجاب. فمنهم من يقول ان الله حال في كل مكان جعل الله عما يقولون علوا كبيرا وهذه مقالة حلولية الجهمية الذين يقولون ان الله في كل مكان وقد تسمع من بعض الناس من يقول ربنا في كل مكان. هذا قول باطل. علمه في كل مكان عما هو بذاته سبحانه فلا يجوز ان قال في كل مكان هل يكون في المساجد والبيوت والاسواق وكذا؟ هذا لا يقول بهم ان يقدروا الله حق قدره. الله تعالى فوق سماواته مستو على عرشه خائن من خلقه ليس فيه شيء من خلقه ولا في خلقه شيء منه ومنهم من قال لا يوصف باي جهة فلا يقال فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا امام ولا خلف. يعني نفى عن الله الجهات الست ولا محايد ولا مجانب ولا محاذي ولا ولا ولا ولا نفى عن الله الجهات الست. سبحان الله. لو اريد ان يعرف العدم بشيء ما وجد احسن من هذا التعريف. ان تقول عن شيء من الاشياء لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال. ولا امام ولا خلف وليس مجانبا ولا محاذيثا ولا محاذيا ولا كذا ولا تجوز الاشارة الحسية اليه ولا ولا ولا ولا سلسلة من النفي. هذا في الحقيقة يفضي الى القول بالعدم. ولهذا تفطن لهذا آآ اهل السنة وقال انما ان ليس فوق السماء اله. يعني مقالتهم هذه تفضي الى القول بانكار وجود الله فهذه المقالة هي مقالة اه متأخر الجهمية. متأخر الجهمية الذين قالوا بنفي الجهات الست اه بالنفي المطلق فهذه مقالة تأباها العقول تناقض ادلة الكتاب والسنة اما اهل السنة والجماعة فكما سمعتم على الجادة على ما يوافق العقل والفطرة والنأوى والشرع لا ينبوا كلام على شيء من ذلك. الله سبحانه وتعالى بذاته فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه. ليس فيه شيء من خلقه ولا في خلقه شيء منه. هذه مقالته. اما المقالات الباطلة الفاجرة كما قالت الحلول وكما قالت الاتحاد بنوعيهما العام والخاص فكلها مقالات كفرية لا تمت الى الحق بصلة ويجب دفعها وانكارها اه ثم انه انتقل الى طائفة اخرى من الايات فقال وقوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم. والله بما اتعملون بصير؟ وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء نعم اه هاتان الايتان اتى بهم المصنف بعد ذكر ايات الاستواء والعلو وهذا من حسن صنيعه وتصنيفه ليبين ان علو الله تعالى واستوائه على عرشه لا يمنع من معيته لخلقه فانه سبحانه قريب في علوه. علي في دنوه هو سبحانه قريب في علوه علي في دنوه لا تناقض بين كونه سبحانه فوق السماوات العلا مستويا على العرش وبين كونه مع خلقه اذ ان هذه المعية معية علم معية علم معية بصفات الربوبية بسمعه وبصره وقدرته واطلاعه. فلا تنافي بين الامرين لان كان هذا يتنافى في حق المخلوقين فانه لا يتنافى او لا يتنافى في حق الخالق المخلوق ربما لو وجد وجد مثلا شخص فوق سطح هذا المسجد فانه لا يعلم ما نحن فيه ولا يسمع كلامنا ولا يرى فعالنا اليس كذلك؟ هذا في حق المخلوقين. ناهيك فيما لو كان في مكان نائم بعيد فقد يتوهم متوهم ان كون الله تعالى فوق عرشه مستو عليه فوق سماواته ان هذا يفضي الى عدم علمه ومعيته بخلقه الشيخ ايات العلو والاستواء بما يدل على انه لا تعارض بين المعية والعلو. فقال في اية في الاية الاولى هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. اذا هذا فيه اثبات العلو والاستواء. يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وسبق تفسير هذه الجمل وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير اذا في اية واحدة جمع بين المعية والعلو فلا يمكن ان يكون بين المعية والعلو تعارض هذه المعية هي معية العلم معية بعلمه وسمعه وبصره وقدرته واحاطته سبحانه ليس كمثله شيء الاية الثانية في سورة المجادلة ما يكون من نجوى ثلاثة. النجوى هو حديث الهمس ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم رابعهم يعني جاعلهم اربعة فهو معهم ولا خمسة الا هو سادسهم يعني جاعلهم ستة ولا ادنى من ذلك. يعني ادنى من الاربعة ولا اكثر اكثر من الستة او اكثر من الخمسة الا هو معهم اينما كانوا اذا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة انه ان الله بكل شيء عليم. اذا هو بما تعملون بصير وهو بكل شيء عليم قال الامام احمد رحمه الله افتتح الاية بالعلم واختتمها بالعلم اراد بذلك رحمه الله الرد على حلولية الجهمية يعني حينما فسر السلف المعية بالعلم ليس مرادهم ان العلم مطابق للمعية وانما مرادهم بذلك تفسير الشيء بلازمه تفسير الشاي بلازمة. يعني انه يلزم من معيته سبحانه العلم باحوالهم وارادوا بذلك الرد على حلولية الجهمية الذين يزعمون ان الله موجود في جميع الاشياء وانه منبث في الكون كانبثاث الهواء تعالى الله عما يقولون. وان الارض ظرف له تعالى الله عن ذلك ولهذا السلف قطعوا عليهم الطريق. وقالوا معهم بعلمه. افتتح الاية بالعلم. اين افتتحها بالعلم؟ في سورة المجادلة. الم ترى ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض. واختتمها بالعلم ان الله بكل شيء عليم فهذه الايات دلت على اثبات نوع احد احد نوعي المعية. وهي معي المعية العامة التي يشترك فيها جميع المخلوقات والايات القادمة تدل على اثبات المعية الخاصة وهي التي تكون للمؤمنين فنرجع الكلام عليها الى الدرس القادم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه