بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والدينا ولمشايخنا ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب فضل قيام الليل وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قام احدكم من الليل فليفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام من الليل افتتح صلاته بركعتين خفيفتين. رواه مسلم عنها رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا فاتته الصلاة من الليل من وجع او غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة. رواه مسلم. وعن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نام عن حزبه او عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له ان ما قرأه من الليل رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كما قال اذا قام احدكم من الليل او اذا اراد احدكم ان يقوم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح قيام الليل بركعتين خفيفتين هاتان الركعتان الخفيفتان ثبتت بهما السنة من قول النبي صلى الله عليه وسلم ومن فعله. فدل الحديث ان على انه يستحب للانسان اذا اراد ان يقوم الليل ان يستفتح قيام الليل خفيفتين والحكمة من هاتين الركعتين امران. الامر الاول لاجل ان تنحل بقية العقد. فقد النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يعقد على قافية احدكم اذا نام او اذا اراد ان ينام ثلاث عقد فاذا هو قام وذكر الله عز وجل انحلت عقدة فاذا توضأ انحلت العقدة الثانية فاذا قام وصلى انحلت العقدة الثالثة فيبادر بهاتين الركعتين لاجل ان تنحل العقد. والامر الثاني لاجل ان يزيل ما عليه من اثر النوم والكسل والفتور. فهاتان الركعتان تكونان سببا لزوال اثر النوم والكسل والخمول حينئذ يشرع في قيام الليل بهمة ونشاط فيشرع للمؤمن اذا اراد ان يقوم الليل ان يفتتح بهاتين الركعتين حتى لو قدر انه لم يبقى عليه سوى الوتر بركعة واحدة فانه يصلي هاتين الركعتين ثم يوتر. الا اذا خشي طلوع الفجر فانه ليدرك وقته. اما الحديث الثالث حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا فاته ورده من بوجع او غيره يعني من نوم او شغل هام او نحو ذلك صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة فهذا الحديث يدل على ان الانسان اذا فاته ورده من الليل يعني قيام الليل فانه يصليه ويقضيه من النهار. فان كان من عادته ان يصلي احدى عشرة ركعة صلى ثنتي عشرة ركعة مثنى مثنى يسلم من كل ركعتين. وان كان من عادته ان يوتر بثلاث صلى اربعا بسلامين. وان كان من عادته ان يوتر بواحدة صلى ركعتين آآ يشرع للمؤمن ان يقضي ما اعتاده من النوافل اما الحديث الرابع حديث عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من فاته حزبه من الليل الحزب اي الورد وما اعده الانسان لنفسه وهيأه وما رتبه الانسان من عبادة. الحزب هو الورد وما يرتبه الانسان لنفسه من وظائف العبادة من قرآن او صلاة. من فاته حزبه من الليل او شيئا منه قرأه من النهار فكأنما قرأه من الليل. وهذا ايضا يدل على مشروعية قضاء الانسان ما فاته من حزبه من الليل من قراءة او صلاة او غير ذلك. فقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه يقضي ذلك. ولكن هذا فيما اذا فاته ورده من الليل يعني قيام الليل لعذر شرعي. اما اذا كان قد فاته بسبب تكاسله وتهاونه فانه لا يقضي. لان القاعدة ان كل عبادة مؤقتة بوقت محدد اذا اخرجها الانسان عن وقتها من غير عذر شرعي لا يشرع له ان يقضيها ولو قضاها لم ينفعه ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. ومنها ايضا من فوائده مشروعية قضاء الانسان ما فاته من الصلوات ومن الاوراد اذا كان ذلك لعذر. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من نام عن صلاة او نسيها فليصلها اذا ذكرها فاذا فاته شيء لعذر وقضاء فكأنما في وقته بقوله صلى الله عليه وسلم فليصلها اذا ذكرها. وهذا يدل على ان فعلها عند ذكرها كادائها في وقتها وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد