المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم. اذا جاء نصر الله والفتح ورأيتن اسيدخلون في دين الله اقواجا فسبح بحمد ربك. فسبح بحمد ربك واستغفره في هذه السورة الكريمة بشارة وامر لرسوله عند حصولها. واشارة وتنبيه على ما يترتب على ذلك. فالبشارة هي البشارة بنصر الله لرسوله. وفتحه مكة ودخول الناس في دين الله افواجا. بحيث يكون كثير منهم من اهله وانصاره بعد ان كانوا من اعدائه وقد وقع هذا المبشر به. واما الامر بعد حصول النصر والفتح. فامر الله الله ورسوله ان يشكر ربه على ذلك. ويسبح بحمده ويستغفره. واما الاشارة فان في ذلك اشارتين. اشارة لان يستمر والنصر لهذا الدين. ويزداد عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفاره من رسوله. فان هذا من الشكر. والله يقول لئن شكرتم لازيدنكم وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في هذه الامة لم يزل نصر الله مستمرا حتى وصل الاسلام الى ما لم يصل اليه دين من الاديان ودخل فيه ما لم يدخل في غيره. حتى حدث من الامة من مخالفة امر الله ما حدث. فابتلاهم الله بتفرق الكلمة وتشتت الامر فحصل ما حصل ومع هذا فلهذه الامة وهذا الدين من رحمة الله ولطفه ما لا يخطر بالبال او يدور في الخيال. واما الاشارة الثانية فهي الاشارة الى ان اجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب ودنى. ووجه ذلك ان عمره عمر فاضل اقسم الله به وقد عهد ان الامور الفاضلة تختم بالاستغفار كالصلاة والحج وغير ذلك. فامر الله لرسوله الحمد والاستغفار في هذه الحال. اشارة الى ان اجله قد انتهى. فليستعد ويتهيأ للقاء ربه. ويختم عمره بافضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه. فكان صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن ويقول ذلك في صلاته. يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي