انفسهم وبلوناهم على عادتنا وسنتنا بالحسنات والسيئات. اي بالعسر واليسر. لعلهم يرجعون عما هم عليه مقيما من الردى يراجعون ما خلقوا له من الهدى. فلم يزالوا بين صالح وطالح ومقتصد مباحث واتصافا بالعمل به لعلكم تتقون اذا فعلتم ذلك المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. فقال يسومهم سوء العذاب. ان ربك لسريع العقاب وانه لغفور واذ تأذن ربك اي اعلم اعلاما صريحا ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العدل ان يهينهم ويظلهم. ان ربك لسريع العقاب لمن عصاه. حتى انه يعجل له العقوبة في الدنيا. وانه لغفور رحيم لمن تاب اليه واناب يغفر له الذنوب ويستر عليه العيوب. ويرحمه بان يتقبل منه الطاعات. ويثيبه عليها بانواع المثوبات وقد فعل الله بهم ما اوعدهم به. فلا يزالون في ذل واهانة تحت حكم غيرهم. لا تقوم لهم راية ولا ينصر لهم علم والسيئات لعلهم يرجعون. وقطعناهم في الارض امما. اي فرقناهم ومزقناهم في الارض بعد ما كانوا منهم الصالحون القائمون بحقوق الله وحقوق عباده. ومنهم دون ذلك اي دون الصلاح اما مقتصدون واما ظالمون ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الادنى ويقولون سيغفر لنا. وان عرض والدار الاخرة خير حتى خلف من بعدهم خلف زاد شرهم ورثوا بعدهم الكتاب وصار المرجع فيه اليهم وصاروا يتصرفون فيه باهوال وتبذل لهم الاموال ليفتوا ويحكموا بغير الحق. وفشت فيهم الرشوة. يأخذون عرض هذا الادنى ويقولون مقرين انه ذنب وانهم ظلمة سيغفر لنا. وهذا قول خال من الحقيقة. فانه ليس استغفارا وطلبا للمغفرة على الحقيقة. فلو كان ذلك على ما فعلوا وعزموا على الا يعودوا. ولكنهم اذا اتاهم عرض اخر ورشوة اخرى يأخذوه. فاشتروا بايات الله ثمنا قليلا الى واستبدلوا الذي هو ادنى بالذي هو خير. قال الله تعالى في الانكار عليهم وبيان جراءتهم. الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على والله ان الحق فما بالهم يقولون عليه غير الحق اتباعا لاهوائهم وميلا مع مطامعهم. والحال انهم قد درسوا ما فيه فليس عليهم فيه اشكال بل قد اتوا امرهم متعمدين وكانوا في امرهم مستبصرين. وهذا اعظم للذنب واشد للوم واشنع للعقوبة هذا من نقص عقولهم وسفاهة رأيهم بايثار الحياة الدنيا على الاخرة. ولهذا قال والدار الاخرة خير للذين يتقون ما حرم الله وعليهم من المآكل التي تصاب وتأكل رشوة على الحكم بغير ما انزل الله. وغير ذلك من انواع المحرمات. افلا تعقلون اي افلا يكون لكم عقول توازن بينما ينبغي ايثاره. وما ينبغي الايثار عليه. وما هو اولى بالسعي اليه والتقديم له على غيره؟ فخاصية النظر للعواقب. واما من نظر الى عادل طفيف منقطع. يفوت نعيما عظيما باقيا. فانى له العقل والرأي. وانما العقل الا حقيقة من وصفهم الله بقوله والذين يمسكون بالكتاب ان يتمسكون به علما وعملا فيعلمون ما فيه من الاحكام والاخلاق التي علمها اشرف العلوم. ويعملون بما فيها من الاوامر التي هي قرة العيون وسرور القلوب وافراح الارواح. وصلاح الدنيا والاخرة من اعظم ما يجب التمسك به من المأمورات. اقامة الصلاة ظاهرا وباطنا. ولهذا خصها الله بالذكر لفضلها وشرفها وكونها ميزان الايمان واقامتها داعية لاقامة غيرها من العبادات. ولما كان عملهم كله اصلاحا. قال تعالى انا لا نضيع اجر في اقوالهم واعمالهم ونياتهم مصلحين لانفسهم ولغيرهم. وهذه الاية وما اشبهها دلت على ان الله بعث رسله الصلاة والسلام بالصلاح لا بالفساد. وبالمنافع لا بالمضار وانهم بعثوا بصلاح الدارين. فكل من كان اصلح كان اقرب الى اتباعه ثم قال تعالى واذ نطقنا الجبل فوقهم حين امتنعوا من قبول ما في التوراة فالزمهم الله العمل ونطق فوق رؤوسهم الجبل فصار فوقهم انه ظله وظنوا انه واقع بهم. وقيل لهم خذوا ما اتيناكم بقوة. اي بجد واجتهاد. واذكروا ما فيه. دراسة