المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة العاشرة والمئة الفرق بين من يفرح بالنعم لهواه ومن يفرح بالنعم لتساعده على طاعة الله ما اعظم الفروق والتفاوت بين من يفرح بالنعم لموافقة طبعه وهواه ومن يفرح بها لانها تعينه وتساعده على طاعة الله فهذا الاخير قد استعمل النعم ووضعها موضعها الذي قصدت له توسل بها الى نعم عاجلة واجلة ودخل في قوله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وهذا الذي كانت نعم الله عليه سببا للسعادة الابدية والمغنم الرابح ينبغي للعبد اذا انعم الله عليه بعافية بدن وسعة رزق وحصول ولد ونحوه ان يجتهد ويعمل كل سبب ظاهر وباطن في ان تكون هذه الامور معينة له على الخير وزادا له الى ما يحبه الله ويرضاه ويقول اللهم ما رزقتني مما احب فاجعله قوة لي فيما تحب وما زويت عني مما احب فاجعله فراغا لي فيما تحب وهذا اعظم بركة النعم فان نعم الله وعطاياه ان لم يبارك للعبد فيها كانت ناقصة وقليلة الجدوى على العبد واللوم كل اللوم عليه ولهذا من فرح بالنعم لموافقة طبعه وهواه وحزن على فواتها لمخالفتها لذلك لم يكن له غاية حميدة ولا عاقبة حسنة بل قد يجد هذه النعم محشوة بالنكد والالام القلبية ولهذا يحق للعبد ان يقول بقوة ايمان وصدق اللهم بارك لي فيما اعطيت فيكون داعيا لله بدوام النعم وبركتها والمزيد منها والله اعلم