بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فمرحبا بكم اخواني في هذا المجلس من مجالس رواية حديث النبي صلى الله عليه وسلم واقول كما قال عثمان ابن عفان لو طهرت قلوبكم ما شرعت من كلام الله عز وجل وايضا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم عزيزة على قلوبنا فيسعى الانسان لاجل ان يطهر قلبه مما لا يحبه الله تعالى فاذا نقى القلب فان القلب سيقبل الى كلام الله والى كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهذا القلب وعاء اذا امتلأ بشيء ازدحم به فاذا امتلأ القلب بكلام الله تعالى وابتلام نبيه صلى الله عليه وسلم اثر فيه فلا يحتمل غيره وربنا قال وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين فهذا الشفاء وهذه الرحمة اذا صارت في القلب فانها ستدفع ما يؤول الى العذاب والى اللعنة من الذنوب والمعاصي فجدوا يا اخواني في طلب العلم في طلب علوم القرآن وفي طلب علوم حديث النبي صلى الله عليه وسلم وان الانسان كلما شغل نفسه بطاعة الله قالت يرثت نحله العرفط فلما دخل علي قلت له مثل ذلك ثم دخل على خفية فقالت مثل ذلك فلما دخل على حفصة قالت يا رسول الله الا اسقيك منه؟ قال لا حاجة لي به كلما ابتعد عن معصية الله تعالى وهذه الحياة الدنيا انما هي فرصة يعمل بها الانسان لاجل ان يتقرب الى ربه جل جلاله ولذلك على الانسان ان يتعلم النحو لان الناس صارت تلحن كثيرا في القراءة وان يتعلم الانسان الفرائض وان يتعلم الانسان الحديث فتأتي بركته وخيره في قوة العمر وعند ثناء العمر وليتعلم الانسان الفقه فهو ثمرة العلوم والفقه نافع للشاب وللشيخ والفقه ايها الاخوة سيد العلم فلا تغفلوا عن سيد العلم وجدوا بهم باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينمت طلاق يعني من قال هذا ولم ينوي الطلاق وحدثنا زهير بن حرب قال حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم عن هشام يعني الدستواء قال كتب الي يحيى بن ابي كثير يحدث عن يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه كان يقول في الحرام يمين يكفرها فاذا اتى بلفظ الحرام يجعله يمين وفيه الكفارة وقال ابن عباس لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة اي ان هذا قد اخذ عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمن مأمور بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فعلا وترك وحدثنا يحيى ابن بشر الحريري قال حدثنا معاوية يعني ابن سلام عن يحيى ابن ابي كثيرا ان يعلى ابن حكيم اخبره ان سعيد ابن جبيرا اخبره انه سمع ابن عباس قال اذا حرم الرجل عليه امرأته فهي يمين يكفرها وقال لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة وحدثني محمد بن حاتم قال حدثنا حجاج بن محمد قال اخبرنا ابن جريج قال اخبرني عطا انه سمع عبيد الله ابن عمير يخبرك انه سمع عائشة تخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش في شرب عندها عسلا قالت فتواطيت انا وحفصر ان ايتنا ما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل اني اجد منك ريح مغافير والمغافير شيء معروف في ذاك الزمان وله رائحة كريهة مثل رائحة النبيذ والنبي صلى الله عليه وسلم كان يكره ان توجد منه رائحة كريهة وليعلم المرء ان هذا سنة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره ان توجد منه رائحة كريهة فعلى الانسان بالطيب وعليه ان يبعد عن نفسه الرائحة الكريهة اكلت مغافير فدخل على احداهما فقالت ذلك له فقال بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن اعود له فنزل لما تحرم ما احل الله لك الى قوله ان تتوبا في عائشة وحفصة واذ اسر النبي الى بعض ازواجه حديثا بقوله بل شربت عسلا حدثنا ابو كريب محمد ابن العلاء وهارون ابن عبد الله قال حدثنا ابو اسامة عن هشام عن ابيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل. هذا الحديث الصحيح والناس لما نسوا الحديث الصحيح وقعت على السنتهم الاحاديث الموضوعة بسبب توغلهم بالمعاصي فالمعاصي لها اضرار ومن اضرار المعاصي انها تمنع العلم وتهجره فكان اذا صلى العصر دار على نسائه فيدنو منهن فدخل على حفصة فاحتبس عندها اكثر ما كان يحترس فسألت عن ذلك فقيل لي اهدت لها امرأة من قومها عجة من عسل وهذا العسل لما يوضع بوعاء من جلد يقال له عك فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شربة فقلت اما والله لنحتالن له وهكذا البشر سبب الغيرة تصيبه اشياء غير صحيحة واذا ينبغي على الانسان ان يراقب نفسه وان يرقب قوله وفعله وان يجعل هذا القول وهذا الفعل قبل ان يفعله امام الوحيين لينظر هل عمله مشروع ام لا يقول فذكرت ذلك بسودة وقلت اذا دخل عليك فانه سيدنو منك فقولي له يا رسول الله اكلت مغادير فانه سيقود لك لا فقولي له ما هذه الريح وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه ان يوجد منه الريح فانه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل فقولي لهم جرست نحله العرفط يعني باعتبار ان هذا النحل قد اكلت من هذا النبت وسأقول ذلك له وقوليه انت يا صفية فلما دخل على سوداء قال تقول سودا والذي لا اله الا هو لقد كدت ان اباديه بالذي قلت لي وانه لعن الباب فرقا منك فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله اكلت مغافير قال لا قالت فما هذه الريح؟ قال ثقتني حفصة شربة عسل قالت تقول سوداء سبحان الله والله لقد هربناه اي منعناه قالت قلت لها اسكتي قال ابو اسحاق ابراهيم حدثنا الحسن ابن بشر ابن القاسم قال حدثنا ابو اسامة بهذا سواء معنى هذا ان ابراهيم ابن سفيان راوي كتاب مسلم قد ساوى مسلما في اسناد هذا الحديث فرواه عن واحد عن ابي اسامة كما رواه مسلم عن واحد عن ابي اسامة فعلى برجل وهذا يسمى من الزوائد زيادات راوي الكتاب وقد تكلمنا عن فوائد الزيادات في كتابنا الجامع في العلل. اسأل الله ان ينفع بهم باب بيان ان تأخير امرأته لا يكون طلاقا الا بالنية. التخيير لا يكون انطلاقا الا بالنية وحدثني ابو الطاهر قال حدثنا ابن وهب حاء وحدثني حرملة ابن يحيى التجيبي واللفظ له قال اخبرنا عبد الله ابن وهب قال حدثني يونس ابن يزيد عن ابن شهاب قال اخبرني ابو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف ان عائشة قالت لما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخير ازواجه بدأ بي. فقال اني ذاكر لك امرا فلا عليك الا تعجلي حتى تستأمني ابويك تلا عليك ان لا تعجلي حتى تستأمري ابويك. قالت قد علم ان ابوي لم يكونا ليأمران بفراقه قالت ثم قال ان الله عز وجل قال يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالينا امتعكن واسرحكم سراحا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما قالت قلت في اي هذا استأمر ابوي فاني اريد الله ورسوله والدار الاخرة قالت ثم فعل ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك وقوله صلى الله عليه وسلم في اول امر فلا عليك ان لا تعجزي معناه ما يضرك الا تعجلي وانما قال لها هذا شفقة عليها ورحمة بها ورزقا لابويها ونصيحة لها في بقائها عنده صلى الله عليه وسلم وهكذا على الانسان ان لا يتعجل في امر يعزمه وعلى الانسان ان يفكر فيه فان فكر العاقل مرآته فان خاف ان يحملها فانه صلى الله عليه وسلم قد خاف ان يحملها صغر سنها وقلة تجاربها على اختيار الفراق نعم فاذا فعلت قد اظر بها وقد اظر بابويها وايضا لما بدأ بها حتى يكون باقي النساء يأتسين بها وفي هذا الحديث منقبة ظاهرة لعائشة ثم لسائر امهات المؤمنين وفيه المبادرة الى الخير وايثار امور الاخرة على امور الدنيا فان الاخرة باقية. وان هذه الدنيا راحلة ونحن سنرحل عنها قبل رحلتها. فاللهم اجعل رحلتنا الى خير واجعل حياتنا في طاعتك يا ارحم الراحمين اللهم لا تسلط علينا ظالما ولا تسلط علينا من يجعلنا نعصيك يا ارحم الراحمين وفي هذا الحديث نصيحة الانسان صاحبه وتقديمه في ذلك لما هو انفع له في اخرته. اذا الانسان يجعل الاخرة نصب عينيه حدثنا ثري بن يونس قال حدثنا عباد ابن عباد عن عاصم عن معاذ العدوية عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذننا اذا كان في يوم المرأة منا بعدما نزلت ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء فقالت لها معاذ فما كنت تقولين لرسول الله صلى الله عليه وسلم اذا استأذنك قالت كنت اقول ان كان ذلك الي لم اوتر احدا على نفسي فهذي المنافسة فيه صلى الله عليه وسلم ليست لمجرد الاستمتاع وبمطلق العشرة وشهوات النفس وحظوظها التي تكون من بعظ الناس بل هي منافسة في امور الاخرة لاجل القرب الى الله تعالى بالقرب الى سيد المرسلين وسيد الاولين والاخرين والرغبة فيه وفي ختمته وحسن معاشرته والاستفادة منه وفي قضاء حقوقه وحوائجه وتوقع نزول الرحمة والوحي عليه عندها ونحو ذلك من المنازل العظيمة الذي كنا ازواج النبي صلى الله عليه وسلم يسعين لها وتأمل قول ابن عباس حينما قال لا اوتر بنصيبي منك احدا وانت يا طالب العلم لا تؤثر كتاب الله تعالى لا تؤثر شيئا على كتاب الله وعلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واعط كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم افضل الاوقات واجمل الساعات واجعل خير اوقاتك اوقات تبث بها القرآن وسنة النبي العدنان وحدثنا الحسن بن عيسى قال اخبرنا ابن المبارك قال اخبرنا عاصم بهذا الاسناد نحوه حدثنا يحيى ابن يحيى التميمي قال اخبرنا عن اسماعيل ابن ابي خالد عن الشعبي عن مسروق قال قالت عائشة قد خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نعده طلاقا. نعم وحدثناه ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا علي ابن مسهر عن اسماعيل ابن ابي خالد عن الشعبي عن مسروق قال ما ابالي غيرت امرأتي واحدة او مئة او الفا بعد ان تختارني ولقد سألت عائشة فقالت قد خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم افكان طلاقا؟ اي لم يكن طلاقا وهذا استفهام يراد به النفي ويسمى بالنفي الظني حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن عاصم عن الشعبي عن مسروق عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساءه فلم يكن طلاقا وحدثني اسحاق ابن منصور قال اخبرنا عبد الرحمن عن سفيان عن عاصم الاحمر واسماعيل ابن ابي خالد عن الشعري مسروق عن عائشة قالت خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه فلم يعده طلاقا حدثنا يحيى ابن يحيى وابو بكر ابن ابي شيبة وابو كريب قال يحيى اخبرنا وقال الاخران حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه فلم يعددها علينا شيئا. نعم اذا هذا لا يعد طلاقا وحدثني ابو الربيع الزهراني قال حدثنا اسماعيل ابن زكريا قال حدثنا الاعمش عن ابراهيم عن الاسود عن عائشة وعن الاعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة بمثله اي مثل المتن السابق وحدثنا زهير بن حرب قال حدثنا روح ابن عبادة قال حدثنا زكريا ابن اسحاق قال حدثنا ابو الزبير عن جابر ابن عبد الله قال دخل ابو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه ولم يؤذن لاحد منهم. قال فاذن لابي بكر فدخل ثم اقبل عمر فاستأذن فاري له فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا حوله نسائهم واجبا ساكتا قال فقال لاقولن شيئا اضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت اليه فوجئت عنقها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هن حولي كما ترى يسألنني النفقة فقام ابو بكر الى عائشة يلجأ عنقها نعم ويقال وجاء يلجأ اذا طعن ولما كنا نتعلم النحو كان يقول عبد وجارية في بطن عصفور وجاء بمعنى قطع اي قطع رئة نعم وقام عمر الى حفصة يلجأ عنقها كلاهما يقول تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده الحمد لله الذي رزقنا في ديار غربتنا ولن يهنا الحمد لله الحمد لله الحمد لله ما تركنا بلادنا الا بعد ان عرض السيف على رقابنا مرارا وبقيت بفضل الله تعالى هناك فلما اخرجنا من ديارنا ما خرجنا الا في سبيل الله وجئنا بحمد الله هذه الديار فاكرمنا الله تعالى بها وبارك الله تعالى لنا بها ولذا ما درسته في ست سنوات في العراق درسته هنا في ثمانية اشهر بحمد الله تعالى وهذا صحيح مسلم قبل شهر بدأنا به. ونحن الان بفضل الله تعالى نسير به سير العنق والحمد لله نسأل الله ان يتمم لنا شرح الكتب التسعة وتفسير كتابه وان يجعل الله هذا الصوت باقيا الى يوم الدين. ينتفع منه المسلمون. وتدر عليه وتدر علينا به الحسنات مات فليس الحريص الذي يحرص ان يملأ وقته بالطاعات انما الحريص الذي يحرص ان لا تنقطع حسناته عند وفاته قلنا والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ابدا ليس عنده ثم اعتزلهن شهرا او تسعا وعشرين ثم نزلت عليه هذه الاية يا ايها النبي قل لازواجك حتى بلغ للمحسنات منكن اجرا عظيما قال فبدأ بعائشة فقال يا عائشة اني اريد ان احرظ عليك امرا احب ان لا تعجني فيه حتى حتى تستثيري حتى تستشيري ابويك قالت وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها هذه الاية قالت افيك يا رسول الله استشير ابوي يعني الانسان لا يستشير في امر ظاهر نفعه في الدنيا والاخرة بل اختاروا الله ورسوله والدار الاخرة. واسألك الا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت قال لا تسألني امرأة منهن الا اخبرتها هكذا ينبغي على الانسان ان يكون صادقا ان الله تعالى لم يبعثني معنفا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا. هذا النص ينبغي على الانسان ان يجعله نصب عينيه في جميع احواله وفي جميع اموره وينبغي على الانسان ان يكثر من القرآن حتى يتخلق به وان يكثر من سنة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتأدب بادبها نعم تم هذا الحديث ومما يذكر فيه اننا قرأنا لاقولن شيئا يضحك النبي صلى الله عليه وسلم هذا فيه استحباب مثل هذا وان الانسان اذا رأى صاحبه مهموما حزينا فانه يستحب له ان يحدث بما يضحكه او يشغله او يطيب نفسه وهذا من فضائل الصديق رضي الله عنه. الذي هو من الشاكرين ومن اهل العلم والخير والفضل والاحسان باب في الايلاء واعتزال النساء وتخييرهن وقوله تعالى وقوله تعالى وقوله تعالى وان تظاهر عليه حدثني زهير ابن حرب قال حدثنا عمر ابن يونس الحنفي قال حدثنا عكرمة ابن عمار عن سماك ابي زمير قال حدثني عبد الله ابن عباس قال حدثني عمر ابن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال دخلت المسجد فاذا الناس يمكثون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وذلك قبل ان يؤمرن بالحجاب. قال عمر فقلتم لاعلمن ذلك اليوم. قال دخلت على عائشة فقلت يا بنت ابي بكر قد بلغ من شأنك ان تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ما لي وما لك يا ابن الخطاب عليك بعيبتك والمراد بذلك عليك بوعظ بنتك حفصة والعين في كلام العرب وعاء يجعل الانسان فيه افضل ثيابه ونفيث متاعه فشبهت ابنته بها لان الانسان يرعى اهل بيته قال فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها يا حفصة فقد بلغ من شأنك ان تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا انا ولولا انا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت اشد البكاء وينبغي على الانسان ان لا يجرح الاخرين فان العظام تجبر ولكن الخواطر لا تجبر فقلت لها اين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت هو في خزانته في المشربة فدخلت فاذا انا في رباح فلان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على اسقفتي المشروبة يعني عشبة الباب السفلى مدلل رجليه على نقير من خشب وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر فناديته يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح الى الغرفة ثم نظر اليها فلم يقل شيئا ثم قلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح الى الغرفة ثم نظر الي فلما يقول شيئا ثم رفعت صوتي فقلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاني اظن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن اني جئت من اجل حفصة والله لان امرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لاضربن عنقها ورفعت صوتي فاومأ الي ان ارقه اي اصعد فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصيره فجلست فادنى الي اذارة وليس عليه غيره واذا الحصير قد اثر في جنبه فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا انا بقبضة من شعير النحو الصاع ومثلها قرض في ناحية الغرفة واذا افيق معلق وهو الجلد الذي يتم دماغه قال فابتدرت اي اية وعلى ما يمكنك يا ابن الخطاب قلت يا نبي الله ومالي لا ابكي وهذا الحصير قد اثر في جنبك وهذه خزانتك لا ارى فيها الا ما ارى وذاك قيصر وكسرى في الثمار والانهار وانت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته وهذه خزانتك فقال يا ابن الخطاب الا ترضى ان تكون لنا الاخرة؟ ولهم الدنيا؟ قلت بلى قال ودخلت عليه حين دخلت وانا ارى في وجهه الغضب فقلت يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء فان كنت طلقتهن فان الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وانا وابو بكر والمؤمنون معك وقل ما تكلمت واحمد الله بكلام الا رجوته ان يكون الله يصدق قولي الذي اقول ويا اخوان هكذا ينبغي على الانسان ان لا يقول قولا ولا يفعل فعلا الا ينظر بقلبه الى ربه راضيا ام ساخطا عن هذا ونزلت هذه الاية اية التخيير عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن وان تظاهر عليه فان الله هو مولاه. وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير وانت ايها الاخ الكريم كن ظهيرا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم متعلما اياها عاملا بها ما افتن علومها بين الناس وكانت عائشة بنت ابي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اطلقتهن قال لا قلت يا رسول الله اني دخلت المسجد والمسلمون يمكثون بالحصى يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه افأنزل فاخبرهم انك لم تطلقهن قال نعم ان شئت فلم ازل احدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كسر فضحك وكان من احسن الناس تغرا. اللهم اجعل ثغورنا في طاعتك يا ارحم الراحمين اللهم ما سقط من اسنانه فاصلحه واجعله في خدمة الحديث والقرآن يا كريم يا رحيم ثم نزل نبي الله فنزلت اتشبث بالجذع ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كانما يمشي على الارض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله انما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال ان الشهر يكون تسعا وعشرين فقمت على على باب المسجد فناديت باعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ونزلت هذه الاية واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فكنت انا استنبطت ذلك الامر وانزل الله اية التخيير طبعا قوله تحسر الغضب عن وجهه اي زال وانكشف الغضب عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم وقوله حتى كشف فضحك اي ادى اسنانه تبسما نعم وقوله اتشبث بالجذع اي استمسك به حدثنا هارون بن سعيد الايلي قال حدثنا عبد الله ابن وهب قال اخبرني سليمان يعني ابن بلال قال اخبرني يحيى قال اخبرني عبيد ابن حنين انه سمع عبد الله ابن عباس يحدثك قال مكثت سنة وانا اريد ان اسأل عمر ابن الخطاب عن اية فما استطيع ان اسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجع فكنا ببعض الطريق عدل الى الاراك في حاجة له فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت يا امير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ازواجه فقال تلك حصة وعائشة. قال فقلت له والله ان كنت لا لا اريد ان اسألك عن هذا منذ سنة هكذا ينبغي ان يتأدب طالب العلم مع معلمه يقول فما استطيع هيبة لك هذا الادب هو الذي يرفع شأن الانسان عند الله تعالى واذا ارتفع الانسان عند الله فانه يرتفع يرتفع عند عباد الله فانظروا نعم الى ابن عباس لا يوجد كتاب الا وفيه ابن عباس فهذا التقوى التقوى والسير على سنة النبي صلى الله عليه وسلم يرفع شأن الانسان قال فلا تفعل ما ظننت ان عندي من علم فسلني عنه. يعني لا تنحرج مني ولا تتأخر نحو هذا وهذا من تواضع عمر ابن الخطاب فان كنت اعلمه اخبرتك قال وقال عمر والله ان كنا في الجاهلية ما نعد للنساء امرا. اذا جاء الاسلام اكرم امر النساء حتى انزل الله تعالى فيهن ما انزل وقسم لهن ما قسم. قال فبينما انا في امر ائتمره اذ قالت لي امرأتي لو صنعت كذا وكذا فقلت لها وما لك انت ولما ها هنا وما تكلفك في امر اريده في امر اريده وما تكلفك في امر اريده فقالت لي عجبا لك يا ابن الخطاب ما تريد ان تراجع انت وان ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان اذا اخي الكريم اذا اغضبتك اهلك فقد اغضب من هو خير منك فاصبر واحتسب وادرأ السيئة بالحسنة قال عمر فاخذ ردائي ثم اخرج مكاني حتى ادخل على حفصة فقلت لها يا بنية انك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان فقالت حصل والله انا لنراجعه فقلت تعلمين اني احذرك عقوبة الله وغضب رسوله يا بني لا يغرنك هذه التي قد اعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اياها. يعني لا تغتري بغيرك من النساء اللاتي جمعن الجمال والمحبة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرجت حتى ادخل على ام سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت لي ام سلمة عجبا لك يا ابن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي ان تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ازواجه. طب هذه نصيحة قال فاخذتني اخذا كسرتني عن بعظ ما كنت اجد لان هذا الكلام قد منعه عن بعض نصحه الذي هو يريد ان ينصح فخرجت من عندها وكان لي صاحب من الانصار اذا غبت اتاني بالخبر واذا غاب كنت انا اتيه بالخبر. وهذا فيه استحباب حضور مجالس العلم واستحباب التناوب في حضور العلم اذا الم يتيسر لكل واحد الحضور بنفسه ونحن حينئذ نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا انه يريد ان يسير الينا فقد امتلأت قدورنا منهم فاتى صاحبي الانصاري يدق الباب وقال افتح افتح فقلت جاء الغساني فقال اشد من ذلك فقلت جاء الغساني فقال اشد من ذلك يعني ان الامر اشد من ذلك اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ازواجه فقلت رغم انف حفصة وعائشة لا حول ولا قوة يعني التصق التصق بالرغام ثم اخذ ثوبي فاخرج حتى جئت فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربة له يرتقى يرتقى اليها بعجلة وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم اسود على رأس الدرجة فقلت هذا عمر فاذن لي. قال عمر فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث فلما بلغت حديث ام سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من ادم حشوها اي من جلد وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم وان عند رجليه قرظا مصبورا اي مجموعة وعند رأسه اهبا معلقة الجلود فرأيت اثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت فقال ما يبكيك؟ فقلت يا رسول الله ان كسرى وقيصر فيما هما فيه وانت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ترضى ان تكون لهم الدنيا ولك الاخرة اللهم ارزقنا الاخرة اللهم ارزقنا الاخرة اللهم ارزقنا صحبة نبيك صلى الله عليه وسلم في الجنة وحدثنا محمد ابن المثنى قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال اخبرني يحيى ابن سعيد عن عبيد ابن حنين عن ابن عباس قال اقبلت مع عمر حتى اذا كنا بمر الظهران وفاق الحديث بطوله كنحو حديث سليمان بن بلال غير انه قال قلت شأن المرأتين؟ قال حفصة ام سلمة وزاد فيه فاتيت الحجرة فاذا في كل بيت بكاء وزاد ايضا وكان الا منهن شهرا فلما كان تسعا وعشرين نزل اليهن وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة وزهير بن حرب واللفظ لابي بكر قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن يحيى ابن سعيد انه سمع عبيد ابن حنين وهو مولى العباس قال سمعت ابن عباس يقول كنت اريد ان اسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلابدت سنة ما اجد له موضعا حتى صحبته الى مكة فلما كان بمر الظهران ذهب يقضي حاجته فقال ادركني باداوة من ماء فاتيده بها فلما قضى حاجته ورجع ذهبت اصب عليه وذكرت فقلت له يا امير المؤمنين من المرأتان فما قضيت كلامي حتى قال عائشة وحفصة وحدثنا اسحاق بن ابراهيم الحنظلي ومحمد ابن ابي عمر وتقاربا في اللفظ. قال ابن ابي عمر حدثنا وقال اسحاق اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبدالله بن ابي ثور عن ابن عباس قال لم ازل حريصا ان اسأل عمر عن المرأتين من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما حتى حج عمر وحججت معه فلما كنا ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالاجابة فتبرز ثم اتاني فسكبت على يديه فتوضأ فقلت يا امير المؤمنين من المرأتان من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل كلاهما ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما قال عمر وا عجبا لك يا ابن عباس قال الزهري كره والله ما سأله عنه ولم يكتمه. قال هي حفصة وعائشة ثم اخذ يسوق الحديث قال كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نسائهم فطبق نساؤنا يتعلمن من نسائهن قال وكان منزلي في بني امية ابن زيد بالعوالي فتغضبت يوما على امرأتي فاذا هي تراجعني. فانكرت ان تراجعني. فقالت ما تنجر ان اراجعك؟ فوالله ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم لا يراجعنه وتهجره احداهن اليوم الى الليل اعوذ بالله فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت اتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت نعم فقلت اتهجره احداكن اليوم الى الليل؟ قالت نعم قلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر. افتأمنا افتأمن احداكن ان يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فاذا هي قد هلكت لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم باب المطلقة ثلاثا لا نفقة لها. المطلقة اذا طلقت ثلاثا فانه لا نفقة لها فهي تختلف عن تلك التي قد طلقت طلاقا رجعيا التي تبقى عنده اما المطلقة ثلاثا فهي مبتوتة ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك نعم الاب الذي يكرم ابنته سواء كان في بيته او متزوجا. نعم الاب الذي احسن الى بنته قريبة كانت او بعيدة فاذا هي قد هلكت لا تراجعي رسول الله ولا تسأليه شيئا واسأليني ما بدا لك ولا يغرنك ان كانت جارتك هي اوسم واحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك. يريد عائشة قال وكان لي جار من الانصار قال فكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وانزل يوما فيأتيني بخبر الوحي وغيره واتيه بمثل ذلك فكنا نتحدث ان غسان تنعل الغيل تنعل الخيل لتغزونا فنزل صاحبي ثم اتاني عشاء فضرب بابي ثم ناداني فخرجت اليه فقال حدث امر عظيم. قلت ماذا؟ اجاءت غسان؟ قال لا بل اعظم من ذلك واطول طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه. فقلت قد خابت حفصة وخسرت وقد كنت اظن ان وقد كنت اظن هذا كائنا حتى اذا صليت الصبح شددت علي ثيابي ثم نزلت فدخلت على حفصة وهي تبكي فقلت اطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا ادري ها هو لا معتزل في هذه المشربة فاتيت غلاما له اسود فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج اليه فقال فذكرتك له فصمت فانطلقت حتى انتهيت الى المنبر فجلست فاذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم فجلست قليلا ثم غلبني ما اجد ثم اتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج اليه فقال قد ذكرتك له فصمت فوليت مدبرا فاذا الغلام يدعوني فقال ادخل قد اذن لك فدخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو متكئ على رمل حصير قد اثر في جنبه فقلت اطلقت يا رسول الله نسائك فرفع رأسه الي فقال لا فقلت الله اكبر اذا يستحب الانسان اذا سر بخبر ان يقول الله اكبر لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فتغضبت على امرأتي يوما فاذا هي تراجعني فانكرت ان تراجعني فقالت ما تنكر ان اراجعك فوالله ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره احداهن اليوم الى الليل. فقلت قد خاب من فعل ذلك منهن وخسر افتأمن احداهن ان يغضب عليها ان يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فاذا هي قد هلكت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد دخلت على حفصة فقلت لا يغرنك ان كانت جارتك هي اوسم منك واحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فتبسم اخرى فقلتم استأنس يا رسول الله؟ قال نعم فجلست فرفعت رأسي في البيت فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر الا اهبا ثلاثة فقلت ادعوا الله يا رسول الله ان يوسع على امتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله فاستوى جالسا ثم قال افي شك انت يا ابن الخطاب اولئك قوما قد عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت استغفر لي يا رسول الله وكان اقسم ان لا يدخل عليهن شهرا من شدة موجدته اي غضبه عليهن حتى عاتبه الله. نعم قال الزهري فاخبرني عروة عن عائشة قالت لما مضى تسع وعشرون ليلة دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بي فقلت يا رسول الله انك اقسمت ان لا تدخل علينا شهرا وانك دخلت من تسع وعشرين اعدهن فقال ان الشهر تسع وعشرون اي ان الشهر يكون تسعا وعشرين. وقد وافق ذاك الشهر انه كان تسعا وعشرين ثم قال يا عائشة اني ذاكر لك امرا فلا عليك ان لا تعجني حتى تستأمري ابويك ثم قرأ علي الاية يا ايها النبي قل لازواجك حتى بلغ اجرا عظيما قالت عائشة قد علم والله ان ابوي لن يكونا ليأمران بفراقه قالت فقلتم اوفي هذا استأمر ابوي فاني اريد الله ورسوله والدار الاخرة قال معمر فاخبرني ايوب ان عائشة قالت لا تخبر نساءك اني اخترتك فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ارسلني مبلغا ولم يرسلني متعنتا قال قتادة صغت قلوبكما قال مالت قلوبكما وهذا الحديث فيه من الفوائد والعوائد ولعلنا نقف عند قول اولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فعلى الانسان ان يتفكر ان بمقدار ما يتعجل من من طيبات الدنيا قد يفوته من نعيم الاخرة اذا لم يؤدي شكره وعلى الانسان ما اوتي من حظ له في الدنيا فعليه ان يستعمله في القربة الى الله تعالى حدثنا يحيى ابن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الله ابن يزيد مولد اسود ابن سفيان عن ابي سلمة ابن عبد الرحمن ان فاطمة بنت قيس ان ابا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فارسل اليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لك علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال ليس لك عليه نفقة فامرها ان تعتد في بيت ام شريك. ثم قال تلك امرأة يغشاها اصحابي. اعتدي عند ابن ام مكتوم فانه رجل اعمى تضعين ثيابك فاذا حللت فاذنيه قالت فلما حللت وذكرت له معاوية ابن ابي سفيان وابا جهم خطبان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ابو جهم فلا يظع عصاه عن عاتقه واما معاوية فصعلوك لا مال له انتحي اسامة ابن زيد فكرهت ثم قال انتحي اسامة فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبت به اللهم يا ارحم الراحمين اجعل لنا فيما رزقتنا خيرا واجعلنا نظع هذا الخير في طاعتك يا ارحم الراحمين وحدثنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا عبد العزيز يعني ابن ابي حازم وقال قتيبة ايضا حدثنا يعقوب يعني ابن عبد يعني ابن عبد الرحمن القاري كليهما عن ابي حازم عن ابي سلمة عن فاطمة بنت قيس انه طلقها زوجها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان انفق عليها نفقة دونا فلما رأت ذلك قالت والله لاعلمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان كانت لي نفقة اخذت الذي يصلحني وان لم تكن لي نفقة لم اخذ منه شيئا. قالت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا نفقة لك ولا سكنى حدثنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا ليث عن عمران ابن ابي انس عن ابي سلمة انه قال سألت فاطمة بنت قيس فاخبرتني ان زوجها المخزومي طلقها فابى ان ينفق عليها فجاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفقة لك فانتقلي فاذهبي الى ابن ام مكتوم فكوني عنده فانه رجل فانه رجل اعمى تظعين ثيابك عنده اعان الله التي لا تجد مأوى ولا سكنى اعان الله المهجرين والمبعثين. اعان الله المرظى اعان الله المساجد وحدثني محمد ابن رافع قال حدثنا حسين ابن محمد قال حدثنا شيبان عن يحيى وهو ابن ابي كثير قال اخبرني ابو سلمة ان فاطمة بنت قيس اخت الضحاك بن قيس اخبرته ان ابا حفص ابن المغيرة المخزومي طلقها ثلاثا ثم انطلق الى اليمن فقال لها اهله ليس لك علينا نفقة. فان بلغ خالد ابن الوليد في نفر فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت نيمونة فقالوا ان ابا حفص بلغ امرأته ثلاثة فهل لها من نفقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست لها نفقة وعليها العدة وارسل اليها الا تسبقيني بنفسك وامرها ان تنتقل الى ام شريك ثم ارسل اليها ان ام شريك يأتيها المهاجرون الاولون فانطلقي الى ابن ام مكتوم الاعمى فانك اذا وضعت حمارك لم يرك فانطلقت اليه فلما مضت عدتها انكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم اسامة بن زيد ابن حارثة هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته