بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قالوا يا موسى انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها تذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون قال قوم موسى من بني اسرائيل مصرين على مخالفة امر نبيهم موسى انا لن ندخل المدينة انا لن ندخل المدينة ما دام الجبارون فيها فاذهب انت يا موسى وربك فقاتل الجبارين اما نحن فسنبقى مقيمين في مكاننا متخلفين عن القتال معكما قال ربي اني لا املك الا نفسي واخي. فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين قال موسى لربه يا رب لا سلطان لي على احد الا على نفسي واخي هارون فافصل بيننا وبين القوم الخارجين عن طاعتك وطاعة رسولك قال فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في الارض فلا تأس على القوم الفاسقين قال الله لنبيه موسى ان الله حرم دخول الارض المقدسة على بني اسرائيل مدة اربعين سنة يظلون هذه المدة في الصحراء حيارى لا يهتدون. فلا تأسف يا موسى على القوم الخارجين عن طاعة الله فانما يصيبه من عقاب هو بسبب معاصيهم وذنوبهم. اذا على الانسان ان يحذر المعاصي في غاية الحذر وان المعاصي سبب للعقوبات العاجلة والآجلة وانك لن تصاب بمؤذ الا بذنب فارحم نفسك بترك الذنوب واتل عليهم نبأ ابني ادم بالحق اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر قال لاقتلنك. قال انما يتقبل الله من المتقين واقصص ايها الرسول والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب للجميع واقصص ايها الرسول على هؤلاء الحسدة الظالمين من اليهود خبر ابني ادم وهما قابيل وهابيل بالصدق الذي لا مرية فيه حين حينما قدم قربانا يتقرب به كل واحد يتقرب به كل منهما الى الله سبحانه فقضي الله القربان الذي قدمه هابيل لانه من اهل التقوى ولن يقبل قربان قابل لانه ليس من اهل التقوى. فاستنكر قابيل قبول قربانها ابي لها حسدا وقال لاقتلنك يا هابيل. فقال هابيل انما يقبل الله قربانا من اتقاه بامتثال اوامره واجتناب نواهيه وهذه الاية الكريمة ايها الاخ الكريم اجعلها نصب عينيك صباحا مساء. ليل نهار انما يتقبل الله من المتقين واحذر ان تخالف رسم التقوى تعمل ان تكون متقيا لاجل ان يقبل عملك ثم قال تعالى حاكيا عن احد ابني ادم لان بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين لان مددت يدك الي تقصد قتلي فلست مجازيك بمثل صنيعك ذلك ليس جبدا مني ولكني اخاف الله رب المخلوقات. اذا ربنا هو الذي خلقنا وهو الذي يملكنا وهو الذي يرزقنا ولا يصح لنا ان نخالف امر الله بل انما يعيش العبد في ارض الله بما يريده الله اني اريد ان تبوء بإثمي واثمك فتكون من اصحاب النار وذلك جزاء الظالمين. فقال له مرحبا والواعظ يرغب ويرهب فقال له مرحبا اني اريد ان ترجع باثم قتلي ظلما وعدوانا الى اثامك السابقة. فتكون من اصحاب النار الذين يدخلونها يوم القيامة. ذلك الجزاء جزاء المعتدين. وانا لا اريد ان ارجع اتم قتلك فاكون منهم فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله. فاصبح من الخاسرين فزينت لقابيل نفسه الامارة بالسوء قتل اخيه هابيل ظلما فقتله. فاصبح بسبب ذلك من انفسهم حظوظهم في دنياهم واخراهم وهكذا الانسان لا يفعل الفعل حتى يكون الامر في القلب. اذا اصلاح القلب بالمعرفة بالله وبكلام الله تعالى فاذا صلح القلب صلحت الجوارح واذا لم يصلح القلب لم تصلح الجوارح فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه. قال يا ويلتى اعجزت ان اكون متلها هذا الغراب فاواري سوءة اخي فاصبح من النادمين. فارسل الله غرابا يثير الارض امامه ليدفن فيه غرابا ميتا ليعلمه كيف يستر بدن اخيه فاصبح من المتحسرين. وهذا طبعا من رحمة الله ان الله قد خلق الانسان وان الانسان يقبر كما قال تعالى ثم اماته فاقبره وربنا قال ايضا الم نجعل الارض كفاة احياء وامواتا وربنا قد ارسل الغراب لحتى تسير هذه السنة في عملية الدفن. وفي هذا المرحلة ان الغراب كان رحيما لاخيه الغراب والانسان اذا لم يرحم اخاه المسلم فهو اشد من الحيوان خسة في قلبه ونفسه من فوائد الايات مخالفة الرسل توجب العقاب كما وقع لبني اسرائيل اذ عاقبهم الله تعالى بالتيه اذا المخالفة توجب التيه هكذا حصل لبني اسرائيل ونحن اذا خالفنا ايضا تهنا عن الطاعة فعلينا بالطاعات وترك المنكرات قصة ابني ادم ظاهرها ان اول ذنب وقع في الارض في ظاهر القرآن هو الحسد والبغي. والذي ادى به للظلم وسفك الدم الحرام الموجب للخسران وما اكثر الحسد في بني الانسان. فاياك يا اخي اياك والذنوب واياك والحسد فان الحسد يجر الى البغي الندامة عاقبة مرتكبي المعاصي ان من سن سنة قبيحة او اشاع قبيحا وشجع عليه فان له مثل سيئات من اتبعه على ذلك. لان قابيل لما قتل هابيل كل نفس تقتل فانه يحمل كفلا منها لانه اول من سن القتلى نسأل الله العافية والسلامة وان يحفظنا ويحفظ جميع المسلمين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته