بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. قال المصنف رحمه الله الا باب الجنائز. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ختم المؤلف رحمه الله كغيره من المؤلفين كتاب الصلاة بباب الجنائز لان الجنازة يصلى عليها والمراد بهذا الباب احكام الميت من تغسيله وتكفينه والصلاة عليه وحمله ودفنه وزيارته زيارة قبره والدعاء له وهذا من محاسن الاسلام ومن كرامة المسلم على الله سبحانه وتعالى فان المسلم اذا مات يعتنى به هذه العناية الفائقة فيغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين فهذا مما يدل على كرامة المسلم على الله سبحانه وتعالى وان المسلمين يتولونه واما الكافر فيتولاه الكفار ويدفن في مقابر الكفار ولا يتولاه المسلمون ولا يدفن في مقابر المسلمين. واذا لم يوجد من يدفنه من الكفار فانه او يوارى يوارى في التراب ولا يترك على وجه الارض وهذا من نعم الله على الادمي ان جيفته لا تترك مثل جيف الدواب تلقى للسباع الكلاب وانما تدفن. قال الله جل وعلا ولقد كرمنا بني ادم حملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا قال سبحانه وتعالى في تعداد نعمه على هذا الادمي ثم اماته فاقبره ثم اذا شاء انشره امتن عليه بانه اذا اماته فانه امر بقبره ودفنه تكرمة له. ولا يكون كغيره من الجير. ويستحب للمسلم ان يتذكر الموت دائما وابدا حتى ولو كان في عنفوان الصحة والشباب فيتذكر الموت ولا يستبعد في اي لحظة يكون على استعداد ولا يغفل عن الموت. قال الله جل وعلا كل نفس ذائقة الموت الينا ترجعون والنبي صلى الله عليه وسلم قال تذكروا هادم اللذات الموت فانكم لا تذكرونه في قليل الا كثرة ولا في كثير الا قلله وفي تذكر الموت قصر للامل استعداد للموت وقناعة بالرزق واقبال على العمل الصالح والكف عن المحرمات والمعاصي والاقبال على الطاعات والحسنات والتوبة والاستغفار هذا يحصل فيه تذكر الموت اما اذا غفل الانسان عن الموت ونسيه فانه يتمادى في في الغفلة ويتمادى في المعاصي والكسل وترك الطاعات التهاون بالعبادات ويكون عنده امل طويل وغرور في هذه الدنيا. فيتذكر المسلم الموت ويعتذر للاموات الذين يراهم صباحا ومساء يعتبر انه سيكون في يوم من الايام وقد يكون قريبا يكونوا مثلهم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له العمل ينقطع بالموت ويختم على ما كان من خير او شر والتوبة تنتهي عند حضور الموت حتى ولو كان الانسان في حياة في ادراك اذا حضره الموت فانه لا تقبل توبته قال صلى الله عليه وسلم ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر اي اي تبلغ روحه الغرغرة والحلقوم حينئذ لا يقبل منه توبة فيتذكر الانسان هذا ويبادر بالتوبة انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ما يأجلون التوبة ويأخرونها لانهم لا يدرون مدة اقامتهم في هذه الدنيا فيبادرون بالتوبة انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة بغلبة نفس وهوى وعدم صبر هذه الجهالة وليست الجهالة عدم العلم لا الجهالة ان الانسان يطغى في هذه الدنيا ويطلق لنفسه العنان هذي الجهالة ثم يتوبون من قريب ولم يقل يتوبون فقط بل قال يتوبون من قريب قريب من الذنب الذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله ثم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبه مبادرة ثم قال جل وعلا وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان هذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر فعلى المسلم ان يتوب الى الله وان يتخلص من المظالم ويؤدي الحقوق الى اهلها ولا يبقى في غفلته وظلمه وعدوانه بل يحاسب نفسه ثم يستعد للموت يخلص حسابه في هذه الدنيا كما يقولون يصفي حسابه صفي حسابه بهذه الدنيا ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين الا وصيته الا ووصيته عنده تذكر الموت كذلك على المسلم ان يوصي بماله وما عليه ما له من الحقوق على الناس وما عليه من الحقوق للناس ومن الديون وما عنده من الودايع. ما يترك الامر مضيعا. ثم الموت وتضيع هذه الحقوق تبقى في ذمته بل عليه ان يوصي بها ويثبتها في كتاب عنده حتى يسلم من عهدته. لو فاجأه الموت يسلم من عهدتها وكذلك مسألة التداوي التداوي والعلاج لا بأس به مباح ان الانسان يتعالج من المرض بما اباح الله من الادوية والرقية الشرعية فالعلاج مباح بالامور المباحة وبعض العلماء يرى انه مستحب والعلاج مستحب وبعضهم يرى انه واجب. ولكن الصحيح انه مباح انه مباح ان شاء تعالج وان شاء لم لم يتعالج هذه كلها امور ينبغي للمسلم ان يستحضرها فاذا مرض اذا مرض الانسان فانه تستحب زيارته وعيادته. عيادة المريض هذا من حق المسلم على اخيه المسلم قال صلى الله عليه وسلم واذا مرض فعدوا فيعوده ويجلس عنده ويطمئنه ويوسع عليه الدنيا وينفس عنه زيارة المريض فيها اجر عظيم وفيها مصلحة للزائر والمزور. الزائر يحصل على الثواب والمزور يستأنس باخيه وينشرح صدره صدره اذا زاره اخوه ويذهب ما بينهما من من سوء التفاهم قد يكون بينهما سوء تفاهم فاذا زاره فان هذا يزول بزيارته في عيادة المريض وهي قربة الى الله سبحانه وتعالى ويذكر بالتوبة يذكر المريض بالتوبة. اذا رأى الزائر انه في حالة تدل على قربها فانه يحث على التوبة ويذكره بالوصية بما له وما عليه. فان هذا من التعاون على البر والتقوى. فاذا مات فانه وكذلك اذا حضره الاجل نزل به الموت اوجهه الى القبلة ويلقنه لا اله الا الله لتكون اخر كلامه كما قال صلى الله عليه وسلم من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة لقنوا قال صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا اله الا الله موتاكم يعني المحتضرين اما بعد الموت فلا يلقن. لانه ما ما في فايدة لكن يلقن المحتضر الذي يسمع الكلام ويستطيع النطق. يلقن الشهادة. ليموت عليها لقنوا موتاكم لا اله الا الله فان من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة هذا من حق المسلم على اخيه المسلم فاذا مات فانه يشرع بتجهيزه على ما يأتي ان شاء الله هذا كله من محاسن الاسلام ومن كرامة المسلم عند الله سبحانه وتعالى نعم. احسن الله اليكم. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال نعى النبي صلى الله عليه وسلم النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم الى المصلى فصف بهم وكبر اربعة نعم هذا الحديث فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي. نعى يعني اخبر بموته اعلن موته وهذا فيه دليل على جواز الاخبار عن الميت اذا مات من اجل ان يدعى له ويصلى عليه فاذا كان الغرض من الاخبار عن الميت والاعلان عن موته الغرض الدعاء له والصلاة عليه حضور الصلاة عليه وتشييع وتشييعه واذا كان لاحد عليه حقوق يتقدم اذا كان القصد من الاعلان عن وفاة الميت هذه الامور فهذا مستحب فان النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي يعني اخبر اصحابه بموته من اجل ان يدعوا له ويصلوا عليه والنجاشي ملك الحبشة. النجاشي لقب لكل من ملك الحبشة قالوا له النجاشي كما ان من ملك مصر يقال له فرعون ومن ملك الروم يقال له قالوا له الهرقل او القيصر ومن ملك الفرس قالوا له كسرى والاكاسرة ملوك الفرس والقياصرة ملوك الروم هذه القاب هذه القاب معروفة عند الناس والنجاشي كان نصرانيا كان نصرانيا وكان رجلا عادلا. ولما ظغط المشركون على المسلمين في مكة وشددوا عليهم امرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يهاجروا الى الحبشة وقال ان فيها رجلا لا يظلم احد عنده يعني النجاشي. فهاجروا عنده مستقبلهم واكرمهم ثم انه سمع القرآن سمع منهم القرآن فشهد انه من عند الله وانه هو والتوراة خرجا من مشكاة واحدة. فاسلم وحسن اسلامه رحمه الله فيعد من التابعين لانه لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم بل امن به ولم يره فيكون من التابعين لا من الصحابة وفي الحديث الصلاة على الغايب الصلاة على الغايب وهي محل خلاف بين العلماء ومن العلماء من يرى الصلاة على الغائب لان النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي ومن العلماء من يرى انها لا تشفع الصلاة على الغائب لانه كان يموت خلق كثير من الصحابة في البلدان ولم يصلي عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ومن العلماء من يقول اذا كان الميت في ارض لم يصلى عليه فيها فان المسلمين يصلون عليه صلاة الغائب لان النجاشي بارظ نصارى ليس عنده احد من المسلمين فاذا كان مات المسلم في ارظ ولم يصلى عليه فيها فان المسلمون فان المسلمين يصلون عليه صلاة الغائب. هذا القول الثالث وهو الذي اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم والقول الرابع انه اذا كان الميت له شأن في الاسلام كالعالم وولي الامر ولي امر المسلمين. ممن له شأن في الاسلام ونفع في الاسلام فانه يصلى عليه صلاة الغائب وهذا ما عليه العمل الان في هذه البلاد يصلون على العلماء ويصلون على ولاة امور المسلمين اذا ماتوا صلاة الغائب. وفي الحديث ان التكبير على الجنازة اربعا ان التكبير على الجنازة اربعا. اربع تكبيرات وهذا هو الذي عليه العمل عند المسلمين وهو الذي تدل عليه اكثر الاحاديث. ان التكبير على الجنازة اربع تكبيرات التكبيرة الاولى يقرأ بعدها سورة الفاتحة تكبيرها الثانية يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعدها الصلاة الابراهيمية تكبيرها الثالثة يدعو للميت تكبيرة الرابعة يسلم بعدها هذه صفة صلاة الجنازة وفي الحديث ايضا ان المصلين يكونون صفوفا ولو كان المكان واسعا فالافضل ان يكونون ان يكونوا صفوفا ولا يكون صفا واحدا الافضل ان يكونوا ثلاثة صفوف او اربعة نعم. احسن الله اليك عن ابي هريرة رضي الله عنه قال نعى النبي صلى الله عليه وسلم النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم الى المصلى فصف بهم وكبر اربعا كما سبق فيه الاخبار عن موت الميت لاجل الصلاة عليه والدعاء له وفيه علم من اعلام النبوة ودليل واضح من ادلة نبوته صلى الله عليه وسلم. فانه مع النجاشي في في اليوم الذي مات فيه مع بعد المسافة بين الحبشة والمدينة ولكن الله اطلعه على ذلك. بواسطة جبريل فهذا فيه علامة من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم قوله خرج بهم الى المصلى. وكان عندهم مصلى للجنايز كان عندهم مصلى للجنائز غير المسجد. فتارة يصلون على الجنازة خارج المسجد في المكان الذي يصلون فيه عادة وتارة يصلون عليها في المسجد. فيجوز الصلاة عليها في المسجد والصلاة خارج المسجد. نعم. عن جابر اربعا مثل الحديث الذي قبله. لان التكبير على الجنازة يكون اربع تكبيرات لا ينقص عنها. نعم