المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الثانية عشرة والمئة معنى حديث اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل دعاء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لابن عباس رضي الله عنهما اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل يظن كثير من الناس انهما مترادفان معناهما واحد وليس الامر كذلك فان الفقه في الدين التفقه في اصوله وفروعه واحكامه المتنوعة ومعرفة الشرائع الكلية واما معرفة التأويل فهي اخص من ذلك فهي التمكن من ادخال الوقائع والجزئيات والمعينات في الشرعيات الكلية وتطبيقها عليها فاذا اخبر الله ورسوله بخبر عن وقوع بعض الحوادث فالفقه في الدين معرفة ذلك واعتقاد مدلوله وعلم التأويل اذا وقع ذلك الحادث تمكن العالم من ادخاله في ذلك الخبر وعلم انه هو المراد فيزداد بذلك علما وايمانا وكذلك اذا حكم الله ورسوله بحكم امر او نهي او اباحة فالفقه في الدين هو معرفة ذلك الحكم ومعرفة المراد منه والتأويل تطبيق الجزئيات والاعيان على الكليات ومعرفة تفاصيل الاعيان وانها مراد الله ورسوله بذلك الحكم فكم من فقيه في الدين ولكنه يخفى عليه ادخال كثير من الحوادث والمعينات في الاحكام الكلية ولا يشعر بها ولهذا ينبغي للمعلم والواعظ ان ينبه على الوقائع والحوادث والمعينات وانها هي المراد وهي داخلة في ذلك الامر او النهي او الاباحة او الخبر فما اعظم نفع ذلك وهذا التطبيق ايضا يقوي تلك المعرفة الكلية فكل منهما يمد الاخر الحوادث والوقائع لابد ان ترجع وتربط بالكليات والكليات لا تتضح تماما الا بالتفصيل وتعيين الجزئيات