ولا ينفع من لم ينفعه الله ولا يدفع الضر عن من لم يدفعه الله عنه. ولا له من العلم الا ما علمه الله تعالى. وانما ينفع من قبل ما ارسل به المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا فاني فقير مدبر لا يأتيني خبر الا من الله ولا يدفع عني الشر الا هو وليس لي من العلم الا ما علمني الله تعالى ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير. وما مسني السوء. اي لفعلت الاسباب التي اعلم انها تنتج لي المصالح والمنافع ولحذرت من كل ما يفضي الى سوء ومكروه. لعلمي بالاشياء قبل كونها وعلمي بما تفضي اليه. ولكني لعدم علمي قد ينالني ما ينالني من السوء وقد يفوتني ما يفوتني من مصالح الدنيا ومنافعها. فهذا ادل دليل على اني لاعلم لي بالغيب. ان انا الا نذير انذر العقوبات الدينية والدنيوية والاخروية. وابين الاعمال المفضية الى ذلك. واحذر منها وبشير بالثواب العاجل ببيان الاعمال الموصلة اليه والترغيب فيها. ولكن ليس كل احد يقبل هذه البشارة والنذارة. وانما ينتفع بذلك ويقبله المؤمن وهذه الايات الكريمات مبينة جهل من يقصد النبي صلى الله عليه وسلم ويدعوه لحصول نفع او دفع ضر فانه ليس بيده شيء من من البشارة والنذارة وعمل بذلك فهذا نفعه صلى الله عليه وسلم الذي فاق نفع الاباء والامهات والاخلاء والاخوان بما العبادة على كل خير وحذرهم عن كل شر. وبينه لهم غاية البيان والايضاح فلما تغشاها حملت حملا خفيفا اي هو الذي خلقكم ايها الرجال والنساء. المنتشرون في الارض على كثرتكم وتفرقكم من نفس واحدة وهو ادم ابو البشر صلى الله عليه وسلم وجعل منها زوجها اي خلق من ادم زوجته حواء لاجل ان يسكن اليها لانها اذا كانت منه حصل بينهما من المناسبة والموافقة. ما يقتضي سكون احدهما الى الاخر. فانقاد كل منهما الى صاحبه بزمام الشهوة. فلما تغش اي تجللها مجامعا لها قدر الباري ان يوجد من تلك الشهوة وذلك الجماع النسل. وحينئذ حملت حملا خفيفا وذلك في ابتداء الحمل لا تحس به الانثى ولا يثقلها. فلما استمرت به واثقلت به حين كبر في بطنها. فحينئذ صار في قلوبهما على الولد وعلى خروجه حيا صحيحا. سالما لا افة فيه كذلك. فدعوا الله ربهما لان اتيتنا ولدا صالحا. اي صالح الخلقة تمها لا نقص فيه لنكونن من الشاكرين فتعالى الله عما يشركون. فلما اتاهما صالحا على وفق ما طلب وتمت عليهما النعمة فيه. جعلا له شركاء فيما اتاهما. اي جعل لله شركاء في ذلك الولد الذي انفرد الله وبايجاده والنعمة به واقر به اعين والديه فعبداه لغير الله. اما ان يسمياه بعبد غير الله كعبد الحارث وعبد وعبد الكعبة ونحو ذلك او يشركا بالله في العبادة بعدما من الله عليهما بما من من النعم التي لا يحصيها احد من العباد. وهذا انتقال من النوع الى الجنس. فان اول الكلام في ادم وحواء ثم انتقل الى الكلام في الجنس. ولا شك ان هذا موجود في الذرية كثيرا. فلذلك قررهم الله على بطلان الشرك وانهم في ذلك ظالمون اشد الظلم. سواء كان الشرك في الاقوال ام في الافعال. فان الخالق لهم من نفس واحدة الذي خلق منها زوجها وجعل لهم من انفسهم ازواجا. ثم جعل بينهم من المودة والرحمة ما يسكن بعضهم الى بعض. ويألفه ويلتذ به. ثم هداهم الى ما به تحصل الشهوة واللذة والاولاد والنسل. ثم اوجد الذرية في بطون الامهات وقتا موقتا. تتشوف اليه نفوسهم ويدعون الله ان يخرجه سويا صحيحا. فاتم الله عليهم النعمة وانالهم مطلوبهم. افلا يستحق ان يعبدوه ولا يشركوا به في عبادته في احد ويخلص له الدين ولكن الامر جاء على العكس ولا يستطيعون لهم نصر ولا انفسهم ينصرون. فاشركوا بالله من لا يخلق شيئا وهم يخلقون. ولا يستطيعون لهم اي لعابديها نصرا ولا انفسهم ينصرون. فاذا كانت لا تخلق شيئا ولا قال ذرة بل هي مخلوقة ولا تستطيع ان تدفع المكروه عمن يعبدها بل ولا عن انفسها فكيف تتخذ مع الله الهة؟ ان هذا لا اظلم الظلم واسفه السفه وان تدعو ايها المشركون هذه الاصنام التي عبدتم من دون الله الى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم ادعوتمهم ام انتم صامتون. فصار الانسان احسن حالة منها لانها لا تسمع ولا تبصر. ولا لا تهدي ولا تهدى. وكل هذا اذا تصوره اللبيب العاقل تصورا مجردا. جزم ببطلان الهيتها وسفاهة من عبدها ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم. فادعوهم فليستجيبوا لكم وهذا من نوع التحدي للمشركين العابدين للاوثان. يقول تعالى ان الذين تدعون من دون الله لله عباد امثالكم. اي لا فرق بينكم وبينهم. فكلكم عبيد لله مملوكون. فان كنتم كما تزعمون صادقين في انها تستحق من العبادة شيئا فادعوهم فليستجيبوا لكم. فان استجابوا لكم وحصلوا مطلوبكم. والا تبين انكم كاذبون في هذه الدعوة. مفترون على الله اعظم الفريا وهذا لا يحتاج الى التبين فيه فانكم اذا نظرتم اليها وجدتم صورتها دالة على انه ليس لديها من النفع شيء. فليس لها ارجل تمشي بها ولا ايد تبطش بها. ولا اعين تبصر بها ولا اذان تسمع بها فهي عادمة لجميع الالات والقوى الموجودة في الانسان. فاذا كانت لا تجيبكم اذا دعوتموها وهي عباد امثالكم بل انتم اكمل منها واقوى على كثير من الاشياء. فلاي شيء عبدتموها؟ قل ادعوا شركائكم ثم كيدوني فلا تنظرون ايجتمعوا انتم وشركائكم على ايقاع السوء والمكروه بي. من غير امهال ولا انظار. فانكم غير بالغين لشيء من المكروه بي. لان ولي الله الذي يتولاني فيجلب لي المنافع ويدفع عني المضار