المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله باب التشهد قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته باب التشهد سمي بذلك لان فيه لفظ التشهد وحكمه اما التشهد الاول فواجب واما الاخير فركنا واذا لم يكن في الصلاة الا تشهد واحد فهو ركن الثامنة عشر والمئة الحديث الاول عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه قال علمني رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم التشهد كفي بين كفيه كما يعلمني السورة من القرآن التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله وفي لفظ اذا قعد احدكم للصلاة فليقل التحيات لله وذكره وفيه فانكم اذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والارض وفيه فليتخير من المسألة ما شاء رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث ابن مسعود علمني رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم التشهد الى اخره فيه انه ضبطه لانه في اقرب الحالات اليه واحسن التعليم وفيه حسن تعليمه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد ورد عنه تشهدات كثيرة هذا احسنها وقوله التحيات لله اي جميع التعظيمات له سبحانه ومنها الصلوات لكن خصها لشرفها ولان المقام يقتضي ذلك والطيبات اي من الاقوال والاعمال فان الله طيب ولا يقبل من الاقوال والاعمال الا طيبا السلام عليك ايها النبي اي اسأل الله ان يسلمك من جميع العيوب والنقائص وهذا خطاب استشعارا بانه من عظم المحبة كأنه حاضر ومخاطبة اي مخلوق تبطل الصلاة الا هو في هذا وقوله ورحمة الله هذا دعاء له بحصول الخير وقوله وبركاته هذا دعاء له بزيادة الخير وقوله السلام علينا هذا دعاء بالسلامة لنفسه ومن حضر الصلاة من بني ادم ومؤمن الجن والملائكة وقوله وعلى عباد الله الصالحين هذا كما قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم دعاء لكل عبد صالح في السماء والارض وقوله اشهد ان لا اله الا الله اي لا معبود بحق غيره فهو الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد لا رب غيره ولا اله سواه واشهد ان محمدا عبده ورسوله اي انه عبد لا يعبد ونبي لا يكذب والا يعبد الله الا بما شرع وهذا التزام بالا يعبد الا الله وحده لا شريك له والتزام بطاعة الله ورسوله وفي قوله اذا قعد الى اخره فيه ان محل التشهد القعود وقوله فليتخير من المسألة ما شاء يعني ان هذا محل اجابة فليسأل ما احب من خير الدنيا والاخرة وافضل ذلك ما ورد من الادعية في الكتاب والسنة وينبغي ان يجتنب السؤال الدنيوي المحض لان الوارد اجمع وانفع وقال بعضهم تبطل بذلك ولكن الصحيح انها لا تبطل للعموم