بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين في باب فضل قيام ليلة القدر. عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجالا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اروا ليلة القدر في المنام في السبع الاواخر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارى رؤياكم قد تواطأت في السبع الاواخر. فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الاواخر متفق عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الاواخر من رمضان ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان متفق عليه وعنها رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الاواخر من رمضان رواه البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجالا من اصحاب النبي صلى الله وسلم اورو ليلة القدر في المنام اي اراهم الله عز وجل ليلة القدر في المنام اي في حال نومهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارى رؤياكم قد تواطأت. ارى اي اعلم رؤياكم اي ما اراكم الله عز وجل في المنام قد تواطأت اي اتفقت. فمن كان متحريها يعني ليلة القدر فليتحرها في السبع الاواخر لهذا الحديث على فوائد منها ان الله عز وجل قد يكرم بعض عباده فيريه في منامه ما يكون وفيه خيرا له. ومنها ايضا ان ليلة القدر قد ينعم الله عز وجل على بعض الناس وبعض عباده فيريهم هذه الليلة كما في هذا الحديث وكما في حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله ارأيت ان وافقت ليلة القدر ما اقول قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. ومنها ايضا ان ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان. اما حديث عائشة رضي الله عنها الثاني وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في العشر الاواخر. ومعنى يجاور ان يعتكف وقال صلى الله عليه وسلم من كان متحريها فليتحرها في العشر الاواخر. وهذه الاحاديث تدل على ان ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان. ولهذا اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم اول ما اعتكف العشر الاول من رمضان فاتاه جبريل فقال يا محمد ان الذي تطلب امامك ثم اعتكف العشر الاوسط فاتاه جبريل فقال يا محمد ان الذي تطلب امامك. ثم اعتكف العشر الاواخر وقال من كان معتكفا فليعتكف العشر الاواخر ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان. وارجى ليالي العشر ليالي الوتر وارجى ليالي الوتر السبع البواقي. وهي ليلة ثلاث وعشرين ان كان الشهر ناقصا وليلة وعشرين ان كان الشهر تاما. وارجى السبع الاواخر هي ليلة سبع وعشرين. ومنها ايضا مشروعية الاعتكاف في العشر الاواخر من رمضان فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة قالت كان يعتكف العشر الاواخر حتى توفاه الله عز وجل. والمقصود من الاعتكاف التفرغ لطاعة الله عز وجل وطلبا وتحريا ليلة القدر وقد اخفى الله عز وجل هذه الليلة عن عباده امتحانا لهم وابتلاء ليتبين من كان جادا في بها حريصا على موافقتها ومصادفتها ممن هو متخاذل وكسلان. ولاجل ان يجتهد العبد في ليلة القدر في كل ليلة. لانها لو كانت ليلة معلومة لكان الانسان يجتهد في هذه الليلة ويدع ما سواها وهذه الليلة لها علامات منها اولا انها ليلة بلجة صافية ليس فيها حر ولا لا برد ولا عواصف ولا قواصف كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومنها ايضا كثرة النور المرأة في تلك الليلة بتنزل الملائكة بالخير والرحمة من رب العالمين. ومنها ايضا ان الانسان يجد في هذه الى انشراحا في صدره وطمأنينة في قلبه وحرصا على العبادة وعلى اكمالها واتمامها اكثر مما يجده في بقية الليالي. ومن العلامات ايضا ان الشمس تطمع في صبيحتها بيضاء نقية ليس لها شعاع الى غير ذلك من العلامات. فعلى المؤمن ان يحرص على تحري هذه الليلة طلبها اغتناما بفضلها وثوابها. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد