المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله العشرون والمئة الحديث الثالث عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يدعو اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال وفي لفظ لمسلم اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع يقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ثم ذكر نحوه رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث ابي هريرة كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يدعو اللهم اني اعوذ بك الى اخره وفي اللفظ الاخر اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع الى اخره فهذا امره وهذا فعله واذا ثبت الحكم بالفعل والامر كان ابلغ وهذا دعاء عظيم لا ينبغي للانسان تركه وهو متأكد جدا لا ينبغي تركه لانه جامع للاستعاذة من الشر كله لان الشر هو العقوبات واسبابها فاستعاذ من الشر بقوله اعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ففي هذا اثبات عذاب القبر واستعاذ من اسباب العقوبات بقوله ومن فتنة المحيا والممات وهذا عام لجميع فتن الحياة وقوله والممات اي الفتنة عند الاحتضار وهي اعظم الفتن لان الشيطان اعاذنا الله من شره يتسلط على الانسان في هذه الحال لعلمه ان الاعمال بالخواتيم فهو اشد ما يكون في هذه الحال مع ان الانسان الغالب انه في هذا ضعيف القلب والبدن ولكن على قدر توكله وعمله يعان فامر العبد بالاستعاذة منها في كل صلاة وهذه حالة لا يمكن احد ان يسلم منها فمن اعظم ما يعين العبد حسن عمله في حال صحته كما ورد احفظ الله يحفظك تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ومن لم يعنه الله ويثبته فهو مخذول فمن احسن العمل في حال صحته وتعرف الى الله في حال الرخاء اعانه في حال الشدة وثبته وقد ورد ان الامام احمد رحمه الله لما احتضر واخذه النزع جعل ابنه عبدالله يلقنه ويقول يا ابتي قل لا اله الا الله فيقول بعد بعد فاحزنهم ذلك فلما افاق قال يا ابتي انا نقول لك قل لا اله الا الله فتقول بعد بعد فقال يا بني اني رأيت الشيطان عاضا على انامله تحسرا ويقول فتني يا احمد فاقول بعد بعد انتهى يعني انه لم يفته ما دامت الروح لم تخرج من الحلقوم فاذا كان هذا الامام احمد فكيف بمن دونه فنسأل الله ان يعيذنا من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن وقوله ومن فتنة المسيح الدجال هذا تخصيص بعد تعميم وخصها لانها من اعظم الفتن ويحتمل ان المراد بذلك الشخص الذي ثبت بالاحاديث الصحيحة انه يخرج في اخر الزمان وفتنته من اعظم الفتن ويحتمل ان المراد بذلك الجنس فيعم كل فتنة من جنس فتنته وهذا احسن من الاول لانه اعم