وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعوني واحسن اليهم اليك واحلم عنه ويجهلون عليه فقال لان كنت كما قلت فكانما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم. وعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه. متفق عليه وعنه رضي الله عنه قال كان ابو طلحة اكثر الانصار بالمدينة معلم من نخل وكان احب امواله اليه قبيلة اه وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. فلما نزلت هذه الاية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام ابو طلحة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان الله تبارك وتعالى يقول لم ان تنال البر حتى تنفقوا مما تحبون وان احب ما لي الي بيرحا وانها صدقة لله تعالى ارجو برها وذخرها عند الله تعالى وضعها يا رسول الله حيث اراك الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخن ذلك مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت واني ارى ان تجعلها في الاقربين فقال ابو طلحة افعل يا رسول الله فقسم ابو طلحة في اقاربه وبني عمه. متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث تدل على شرعية صلة الرحم والترغيب فيها وان يستحب للمؤمن ان يصل ارحامه وان يحذر قطيعة كما قال الله جل محذرا من القطيعة هل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وان تقطعوا ارحامكم. اولئك الذين لعنهم الله واصمهم واعمى ابصارهم واثنى على الذين يصلون ما امر الله به ان يغسل فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة صلة الرحم بما يسر الله من مال وكلام طيب وغير هذا من وجوه الخير ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم من احب ان يبصر له برزقه وان ينسأ له في اجله فليصل رحمه قد حثت على صلة الرحم من احب ان ينسأ له في اهله يمسى الله برزقه وان ينسى له في هذا الدين في اجله رحمه قالت يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني واحلم عليهم ويجهلون علي فماذا تأمرني؟ قال ان كنت كما قلت لك انما تسفه المل يعني من له المال الرماد الحامي ولا يزال معك من الله ظاهر عليهم ما دمت على ذلك هذا الرجل كان يصل ارحامه يصلهم ويقطعونه ويحلم عليه ويثنون عليه ويحسن اليهم ويسيئون اليه ومع هذا صبر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كأن مسك ابن ملأ الرماد من احسانك اليهم كراهتهم من المعروف وانكارهم للمعروف ولا يزال معك من الله ظاهر عليهم الله عوين للواصلين معين له موفق لهم اذا صدقوا في ذلك واخلصوا لله جل وعلا وفي الحديث الاخر يقول صلى الله عليه وسلم ليس الواصل بالمكافي. ولكن الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها هذا الواصل الكامل الذي قطعت رحمه وصلها والقطيعة شأنها قبيح الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قاطع رحم يشرع للمؤمن بل يجب على المؤمن ان يصل ارحامه وان يجتهد في ذلك وان يصبر حتى يقع ربه فسوف يجد الخير العظيم عند الله جل وعلا والفضل الكبير بصلته واحسانه الى قرابة وسوف تكون لها العاقبة الحميدة وبهذا قصة ابي طلحة رضي الله عنه لما سمع قول الله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفيقوا ما تحبون. يعني كمال البر لا يناله حتى ينفق مما احب والمال محبوب للانسان قال تعالى وتحبون المال حبا جما قال يا رسول الله اني سمعت الله يقول لن تبره حتى تبلغوا مما تحبون وان احبهم ولي بيرها وينخلوا في مستقبل مسجد لابي طلحة كان النبي يدخل هذا النقل ويشرب من ماء طيب واني ارى ان تضعها في الاقربين وانه قال ابو طه انها صدقة لله. ارجو برها وذخرها عند الله فضعها الى صحيفته اراك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم بخ بخ ذلك مال رابح يعني رابح لصاحبه ناجح في الدنيا والاخرة. في اللفظ الاخر مال رائح. يعني زائل او يروح عليك ثوابه واجره وسمعت ما قلت واني ارى ان ترضعها بالاقربين يعني ان توزعها بين اقاربك ووزعها بين اقاربه كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فهذا فيه الدلالة على فضل صلة الرحم من اخوة وابناء واعمام واخوال وبني عم وبني اخ واشباههم من كلهم صلتهم بها خير عظيم لما يسره الله من كلام طيب المشهورة من نصيحة من مال من شفاعة لهم في خير الى غير هذا من وجوه الخير. ومن ذلك المال مواساتهم بالمال. وفق الله