بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد المختصر في التفسير الجزء السادس سورة المائدة الصحيفة السابعة عشر بعد المئة قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين يا ايها الذين امنوا بالله وبرسوله لا تجعلوا من اليهود والنصارى حلفاء واصفياء توالونهم فاليهود انما يوالون اهل ملتهم والنصارى انما يوالون اهل ملتهم وكلا الفريقين تجمعهم معاداتكم ومن يتولهم منكم فانه في عدادهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين بسبب موالاتهم للكفار هذه الاية الكريمة تبين خطورة موالاة الكفار من اليهود والنصارى وان الامر جل خطير وان المؤمن في خير ما دام انه يؤدي الولاء والبراء كما يريده الله تعالى وان الانسان في مزلة كبيرة اذا والى اعداء الله تعالى قال تعالى فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة فعسى الله ان يأتي بالفتح او امر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في انفسهم نادمين فترى ايها الرسول المنافقين ضعفاء الايمان يبادرون الى موالاة اليهود والنصارى قائلين نخاف ان يظفر هؤلاء وتكون لهم الدولة فينالنا منهم مكروه فلعل الله يجعل الظفر لرسوله وللمؤمنين او يأتي بامر من عنده تندفع به طاولة اليهود ومن يواليهم فيصبح المسارعون الى موالاتهم نادمين على ما اخفوه من النفاق في قلوبهم لبطلان ما تعلقوا به من اسباب واهية هذه الاية الكريمة تبين حال الكثيرين من الذين يداهنون ولا يؤدون الامر على ما يريده الله تعالى. وتأمل فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الذين يسخرون من دينكم ويتلاعبون به من الذين اعطوا الكتاب من قبلكم من اليهود والنصارى والمشركين حلفاء واصفياء واتقوا الله باجتناب ما نهاكم عنه من موالاتهم وهذا رآه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وايضا نراه حتى يوم الناس هذا يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة اي انهم يداهنون اعداء الله تعالى مخافة ان يصابوا بضر ونسوا ان الله هو الذي يأتي بالخير وان الله هو الذي يدفع الشر فعسى الله ان يأتي بالفتح او امر من عنده وتأمل ان الفتح من عند الله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم. وتأمل اوامر من عنده فالمرء حينما يكون على ما يريده الله تأتيه الفتوح فوق ما يؤمل قال تعالى ويقول الذين امنوا اهؤلاء الذين اقسموا بالله جهد ايمانهم انهم لمعكم حبطت اعمالهم فاصبحوا خاسرين ويقول المؤمنون متعجبين منحة الى من حال هؤلاء المنافقين اهؤلاء الذين حلفوا مؤكدين ايمانهم انهم لمعكم ايها المؤمنون في الايمان والنصرة والموالاة بطلت اعمالهم فاصبحوا خاسرين بفوات مقصودهم وما اعد لهم من عذاب ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم يا ايها الذين امنوا من يرجع منكم عن دينه الى الكفر فسوف يأتي الله بقوم بدلا منهم يحبهم ويحبونه لاستقامتهم رحماء بالمؤمنين اشداء على الكافرين يجاهدون باموالهم وانفسهم لتكون كلمة الله هي العليا ولا يخشون تعنيف من يعنفهم بتقديمهم رضا الله على رضا المخلوقين ذلك من عطاء الله الذي يعطيه من يشاء من عباده والله واسع الفضل والاحسان. عليم بمن يستحق فضله فيمنحه اياه ومن لا يستحقه فيحرمه وتأمل اخي الكريم ان هذه الاية قد بدأت بي يا ايها الذين امنوا كما ان الاية التي قبل ايتين بدأت يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنداء يا ايها الذين امنوا يقتضي ان المأمور به او المنهي عنه هو من مستلزمات الايمان فربنا جل جلاله يبين غناه عن العالمين وان العبد حينما يعمل انما يعمل لنفسه. فقال يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبون ويحبونه فربنا جل جلاله يهتدي من الخلائق كثير. فاذا انت اخفرت في حق الله فهناك الكثير يقومون باداء حق الله ويصبرون عليه يحبهم فربنا جل جلاله يحب اوليائه الذين يؤدون حق الولاية تماما ويحبونه هم يحبون الله لان الله سبحانه وتعالى اتصف بصفات العظمة والكمال والجلال ولانه الرب الذي يربنا بالنعم ادلة على المؤمنين فالمؤمن يكون لين الجناح لاخوانه المؤمنين لاجتماعهم في الايمان اعزة على الكافرين اي انهم اصحاب منع ضد الكفار يجاهدون في سبيل الله. لماذا يجاهدون في سبيل الله لان الكفار هم اعداء المحبوب فهم يجاهدون اعداء المحبوب ولا يخافون لومة لائم اي انهم ثابتون على الحق ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. في هذا ملمحة لان الهداية والاستقامة افضل ما يناله الانسان في هذه الدنيا الفانية فهو فضل عظيم من الله تعالى كما ان الانعام بالهداية الى الصراط المستقيم من اعظم النعم. كما قال صراط الذين انعمت عليهم والله واسع يعني فربنا جل جلاله واسع عليم ثم قال الله تعالى انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون لما نهى الله عن موالاة اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار اخبر بمن يتعين على المؤمنين موالاتهم فقال انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ليس اليهود ولا النصارى ولا غيرهم من الكفار اولياؤكم بل ان وليكم وناصركم الله ورسوله والمؤمنون الذين يؤدون الصلاة كاملة ويعطون زكاة اموالهم وهم خاضعون لله اذلا ثم قال تعالى ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون ومن يتولى الله ورسوله والمؤمنين بالنصرة فهو من حزب الله وحزب الله هم الغالبون لان الله ناصرهم ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم والكفار اولياء واتقوا الله ان كنتم مؤمنين ان كنتم مؤمنين به وبما انزل عليكم من فوائد الايات التنبيه على عقيدة الولاء والبراء التي تتخلص في الموالاة والمحبة لله ورسوله والمؤمنين وبغض اهل الكفر وتجنب محبتهم ايها الاخوة عقيدة الولاء والبراء هي المنهج التطبيقي لكلمة التوحيد لا اله الا الله من صفات اهل النفاق موالاة موالاة اعداء الله تعالى التخاذل والتقصير في نصرة الدين قد ينتج عنه استبداد المقصر والاتيان بغيره ونزع شرف نصرة الدين عنه اذا ايها الاخوة المرء حينما ينصر دين الله انما ينصر نفسه الا تنصروه فقد نصره الله ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا التحذير من الساخرين بدين الله تعالى من الكفار واهل النفاق وموالاتهم والانسان يبتعد عن الكفار ويبتعد عن المنافقين ولا يخالط هؤلاء الا لاجل تبليغ رسالات الله هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته