المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحادي والعشرون والمئة الحديث الرابع عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم انه قال لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم علمني دعاء ادعو به في صلاتي فقال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث ابي بكر رضي الله عنه قل اللهم اني ظلمت نفسي الى اخره سأل رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ليعلمه دعاء جامعا فعلمه هذا الدعاء الجامع لبيان صفة الخالق وصفة نفسه وبيان المطلوب فان الدعاء اما ان يكون باحد هذه الجمل الثلاث او باثنتين منها او بها كلها وهذا اكمل ما يكون فبيان صفة نفسه قوله اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يمكن اي مخلوق ان يبرئ نفسه من هذا الوصف وقد قال اكمل الخلق واعرفهم بالله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لن يدخل احد منكم الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته وقد طبع الانسان من حيث هو على الظلم والجهل ثم ذكر صفة ربه تبارك وتعالى بقوله ولا يغفر الذنوب الا انت اي لا احد يقدر ان يغفرها غيرك واما الله تعالى فلا يتعاظمه شيء فانه يغفر الذنوب جميعا ثم ذكر مطلوبه بقوله فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني فذكر المغفرة وبها يزول المكروه والرحمة وبها يحصل المحبوب وقوله مغفرة من عندك اي صادرة من عندك لا يبلغها عملي بل بمجرد فضلك وكرمك وجودك واحسانك ولطفك وامتنانك ثم توسل الى الله بذكر اسمين عظيمين من اسمائه تبارك وتعالى مناسبين للمطلوب فقال انك انت الغفور الرحيم ذكر الغفور لمناسبة المغفرة والرحيم لمناسبة الرحمة اي انك عظيم المغفرة واسع الرحمة فاغفر لنا وارحمنا واختلف متى يقال هذا الدعاء فقيل في الركوع والسجود وقيل بعد التشهد وكلها محل دعاء فيستحب قولها بعد التعوذ المتقدم وهو متأكد جدا وكذلك في الركوع والسجود ان طال