بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولو ان اهل الكتاب امنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولادخلناهم جنات النعيم ولو ان اليهود والنصارى امنوا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم واتقوا الله باجتناب المعاصي لكفرنا عنهم المعاصي التي ارتكبوها ولو كانت كثيرة ولادخلناهم يوم القيامة جنات النعيم يتنعمون بما فيها من نعيم لا ينقطع اذا هذا حث وترغيب على طاعة الله تعالى وان الانسان اذا سار على التقوى فان الله سبحانه وتعالى ينعمه في جنات النعيم ثم قال تعالى معقبا على هذه الاية مرغبا العباد بالطاعة ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون ولو ان اليهود عملوا بما في التوراة وان النصارى عملوا بما في الانجيل وعملوا جميعا بما انزل عليهم من القرآن ليسرت لهم اسباب الرزق من انزال المطر وان بات الارض ومن اهل الكتاب المعتدل الثابت على الحق والكثير منهم ساء عمله لعدم ايمانه اذا هذا ترغيب بهناء العيش والرزق الكامل في هذه الدنيا فربنا ذكر الترغيب كما في الاية الخامسة والستين بجنات النعيم وذكر ايضا ان هذا الترغيب ليس خاصا بالاخرة بل هو يشمل امر الدنيا ثم بين ربنا في هذه الاية حال اهل الكتاب وان وانهم مختلفون في اعمالهم ثم قال تعالى يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين يا ايها الرسول اخبر بما انزل اليك من ربك كاملا ولا تكتم منه شيئا فان كتمت منه شيئا فما انت بمبلغ رسالة ربك وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما امر به بتبليغه كلما امر بتبليغه فمن زعم خلاف ذلك فقد اعظم الفرية على الله والله يحميك من الناس بعد اليوم فلا يستطيعون الوصول اليك بسوء فما عليك الا البلاغ والله لا يوفق للرشد الكافرين الذين لا يريدون الهداية اخي الكريم تأمل هذه الاية الكريمة الاية سبعة وستين بعد الايتين الخامسة وستين والسادسة والستين فربنا جل جلاله حث اهل الكتاب على الايمان بالقرآن والاخذ برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ورغب على هذا بسعادة الدارين الدار الاخرة والدار الدنيا ثم حث الله تعالى نبيه على التبليغ الكامل للرسالة التي انزلها الله تعالى وهذا الحث هو يشمل جميع المؤمنين وتأمل هنا وان لم تفعل فما بلغت رسالته. فاذا كتم الانسان شيئا من الوحي فكأنه كتم الوحي جميعا وتأمل فيه فان هذا العهد قد تكفل الحفظ والرعاية في الدنيا قال والله يعصمك من الناس فالذي يبلغ رسالات الله تعالى على بصيرة فان الله تعالى يعصمه ثم قال تعالى قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين قل ايها الرسول لستم ايها اليهود والنصارى على شيء من الدين المعتد به حتى تعملوا بما في التوراة والانجيل وتعمل بما انزل عليكم من القرآن الذي لا يصح ايمانكم الا بالايمان به والعمل بما فيه وليزيدن كثيرا من اهل الكتاب الذي انزل اليه فمن ربط طغيانا الى طغيان وكفرا الى كفر لما هم عليه من الحسد فلا تأسف على هؤلاء الكافرين وفي من اتبعك من المؤمنين غنية وكفاية اذا ربنا جل جلاله يأمر نبيه والامر للنبي هو امر لنا. قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل جيل وما انزل اليكم اي الاخذ بالقرآن والعمل به قال وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا. فالقرآن اما حجة على الانسان واما حج للانسان. قال لا تأسى على القوم الكافرين فالمرء لا يأس لكن شريطة ان يؤدي النصح لكتاب الله تعالى ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثم قال تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالح بخير فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ان المؤمنين واليهود والصابرين وهم طائفة من اتباع بعض الانبياء والنصارى من امن منهم بالله واليوم الاخر وعمل الاعمال الصالحة فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا والقرآن ايها الاخوة مثاني اذا ذكر حال الخاسرين ذكر ربنا جل جلاله قال اهل الفلاح والفوز ثم قال تعالى لقد اخذنا ميثاق بني اسرائيل وارسلنا اليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى انفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون لقد اخذنا العهود المؤكدة على بني اسرائيل بالسمع والطاعة فنقضوا ما اخذ عليهم منها واتبعوا ما تمليه اهواءهم من الاعراض عما جاءتهم به رسلهم ومن تكبيرهم بعضا وقتلهم بعضا. فربنا جل جلاله يقص علينا حال الكافرين حتى يبتعد المرء عنهم من فوائد الايات اولا العمل بما انزل الله تعالى سبب لتكفير السيئات ودخول الجنة وسعة الارزاق. اذا هذا بيان لاهمية العمل الصالح لاجل ان لا يفرط الانسان بالعمل الصالح ثانيا توجيه الدعاة الى ان التبليغ المعتد به هو المبرئ للذمة هو ما كان كاملا غير منقوص وفي ضوء ما ورد به الوحي ثالثا لا يعتدوا باي معتقد ما لم يقم صاحبه دليلا على انه من عند الله تعالى اسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم على ما يحب هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته