بان الله سبحانه حكيم عليم. كما قال عز وجل ان ربك حكيم عليم. وقال سبحانه ان الله كان اميما حكيما هو عليم بما يشرعه لعباده عليم بما يقدره لهم عليم حدثونا لو تكرمتم عن رمي الجمرات. كيف يكون؟ وحبذا لو فقهتم الناس بالسر من وراء ذلكم التعبد اذا امكن. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فان الله جل وعلا وله الحكمة البالغة. والحجة الدامغة شرع للمسلمين ومن الجمار. في الحج. تأس بنبيهم عليه الصلاة والسلام. لانه لما حج حجة رمى الجمار يوم العيد بسبع حصيات وما دمرت العقبة فقط وهي الجمرة التي فلي مكة فسبح صلاة يكبر مع كل حصاة. ثم رمى الجمار في الايام الاخيرة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر رماها بعد الزوال كل واحدة رماها بسبع حصيات يكبرها مع كل حصاة ويقول عليه والسلام عند اداء الانساك خذوا عني مناسككم. يعني يأمر الامة ان يتعلموا منه. وان يعملوا بما يشاهدون من عمله عليه الصلاة والسلام وما يسمعون من قوله. فهذا هو الدليل على الجمار. نعم وهي تشتمل على سبعين حصاة لمن استكمل الرمي في الايام الاربعة في اليوم الثاني يوم العيد سبع حصيات بعد ارتفاع الشمس الى غروب الشمس كلهم على الرمي يكبر مع كل حصاة للرجلة الكبرى التي تلي مكة. وهي جمرة العقبة وان رماها في الليل بعد نصف الليل اجزأ ذلك. ولا سيما للضعفاء والعجزة. اما الاقوياء فالسنة لهم ان يكون رميهم مثل ما رماها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ارتفاع وان رماها بعد الظهر او بعد العصر فلا حرج ويجوز على الصحيح ايضا منها بعد الغروب ايضا تلك الليلة لمن لم يرمي في النهار. الى اخر الليل واما الايام الاخرى الثلاثة وهي ايام التشريق فانها ترمى بعد الزوال كما رماها النبي عليه عليه الصلاة والسلام ولا يجوز رميها قبل الزوال لان ذلك خلاف الشرع المطهر. ويرميها المسلمون بعد الزوال الى غروب الشمس ومن لم يتيسر له ذلك من عجز عن ذلك وشغل عن ذلك جاز رميه لها بعد الغروب تلك الليلة لليوم الذي غرب شمسه في اصح قوله العلماء. لان الحالة حاجة وضرورة ولا سيما عند كثرة الحديث فان الوقت لا يسع لهم ما بين الزوال الى غروب الشمس فلهذا جاء على الصحيح ان ترمى بعد غروب الشمس لمن لم يتيسر له الرمي بعد الزوال. في ذلك اليوم. يعني اليوم الذي غاب يمضيه بعد الغروب وقد ذكر نوع من اهل العلم ان الحكمة في ذلك اهانة الشيطان واذلاله وارغامه واظهار مخالفته لانه عرظ لابراهيم عليه الصلاة والسلام حين اراه الله ذبح ابنه اسماعيل. ولكن من المقرر عند ائمة العلم ان الحكمة لابد ان تثبت بدليل واضح من كتاب او سنة. فان ثبتت فذلك نور على نور وخير الى خير. والا فالمؤمن يتقبل شرع الله ويعمل به وان لم يجد الحكمة والعلة في ذلك. مع ايمانه كل حادثة في المستقبل كما انه عليم بكل ما يقع بكل ما وقع في الماضي. وله الحكمة بالغة في كل شيء سبحانه وتعالى. فانه له كمال العلم. وكمال الحكمة والقدرة لا يفعلون شيئا عبثا ابدا. فلا يشرع شيئا عبثا ولا يفعل شيئا عبثا سبحانه وتعالى. بل كل ذلك لحكمة بالغة. وعلتنا عظيمة وغاية محمودة وان لم يعلمها البشر. هذا هو الواجب على كل مؤمن ان يعتقد ذلك فان الله سبحانه هو الحكيم العليم فيما يقضيه ويقدره وفيما يشرعه لعباده سبحانه وتعالى. ومن ذلك مسألة الرمي رمي الجمار. نعم. جزاكم الله خيرا