الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الثاني عشر مجالس قراءتنا لكتاب الداء والدواء الجواب الكافي لمن سأل عن الدوا الشافي ولا زال المصنف رحمه الله يذكر ما يتعلق في عقوبات الذنوب والمعاصي وانها مؤثرة في صلاح آآ وانها مؤثرة في افساد القلوب ولذلك ينبغي للانسان ان ينظر في عقوبات هذه المعاصي والذنوب حتى ينزجر عنها ويتركها فنبدأ حيث وقفنا على قوله فصل ومن عقوباتها انها تؤثر بالخاصية في نقصان العقل. نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر لوالديه ولنا المسلمين اجمعين. امين. قال الامام ابن القيم رحمه الله فصل ومن عقوباتها انها تؤثر بالخاصية في نقصان العقل فلا تجد عاقلين احدهما مطيع لله والاخر عاصي. الا وعقل المطيع منهما اوفر واكمل وفكره هو اصح ورأيه اسد والصواب قرينه. ولهذا تجد خطاب القرآن انما هو مع اولي العقول والالباب. كقوله يا اولي الالباب وقوله فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين امنوا. وقوله وما يذكر الا اولوا الالباب. ونظائر ذلك كثيرة وكيف يكون عاقلا وافر العقل من يعصي من هو في قبضته وفي داره. وهو يعلم انه يراه يشاهده فيعصيه. هو هو بعينه غير متوال عنه. ويستعين بنعمه على مساخطه ويستدعي كل وقت غضبه عليه ولعنته له وابعاده من قربه وطرده من عباده واعراضه عنه وخذلانه له والتخلية بينه وبين نفسه وعدوه وسقوطه من عينه وحرمانه روح رضاه ورضا حبه وقرة العين بقربه والفوز بجواره والنظر الى وجهه في زمرة اوليائه الى اضعاف الى اضعاف اضعاف ذلك من كرامة اهل الطاعة واضعاف اضعاف ذلك من عقوبة اهل المعصية عقل لما الان سيرى لذة ساعة او يوم او دهر. ثم تنقضي كانها حلم لم يكن. وعلى هذا النعيم المقيم والفوز العظيم هو سعادة الدنيا والاخرة ولولا العقل ولولا العقل الذي تقوم به عليه الحجة لكان بمنزلة المجانين. بل قد يكون احسن حالا منه واسلم عاقبه. فهذا من هذا الوجه. المسألة مهمة جدا ان الانسان يدرك ان العاصي نقصان عقله في معصيته لربه وما ذكره المصنف من المثال العقلي خير شاهد على ذلك ليتأمل العاصي حال نفسه لو دخل بيت ملك من ملوك الدنيا هل صياما جهده في الافساد والمعاصي او يعمل جهده في اظهار حسن الحال في بيت الملك ورعاية الملك لو ان الانسان فكر هذا التفكير يدرك تمام الادراك ان العاصي حصل نقصان في عقله فعصى ربه والا فكيف يعصي ربه وهو في قبضته في داره فوق ارضه تحت سمائه في مرأى من عينه الانسان لا يعصي لا يعصي امام ابيه من يجرؤ من العقلاء فضلا عن المسلمين من يجرى من العقلاء فضلا عن المسلمين ان يجني امام ابيه وامام امه. الكفار ما يجرؤون لماذا لا يجرؤون؟ لانهم يرون شناعة هذا الفعل من يسرق امام ابيه وامه لا احد بل الناس اليوم لا يسرقون امام الكاميرات طيب اذا كان الناس لا يفعلون الذنوب والمعاصي امام محبيهم وامام كبارهم فندرك ان العاصي نقص عقله اذ عصى ربه. وهذا ظاهر والا فاين عقله فاين عقله؟ اذ اثر لذة ساعة لذة على طاعة الله عز وجل على قرة العين على روح رضا الله وحبه. نعم قال رحمه الله واما تأثيرها في نقصان العقل المعيشي فلولا الاشتراك في هذا النقصان لظهر لمطيعنا نقصان العقل عاصينا ولكن الجائحة عامة والجنون فنون ويا عجبا من صحت العقول لعلمت ان طريق تحصيل اللذة والفرحة والسرور. يعني هذا تأثيرها في نقصان العقل المعيشي المعاصي تؤثر على عقل البصيرة والادراك وتؤثر على العقل المعيشي فصاحب الذنوب والمعاصي كلما افرط في ذنوبه ومعاصيه كلما ضيع بمقدار ذلك حتى دنياه فمثلا الذي يسكر كثيرا يضيع ماله وعقله ويضيع عليه معاشه وربما يفصل من وظيفة الذي يسرق ربما يسجن ان لم يقطع يده فظاع عقله ولم يمتثل امر ربه وظيع الدنيا وهكذا يتأمل الانسان في هذا الحال مثلا الانسان الذي يعاكس النساء عياذا بالله كم ساعة يجلس في السوق مثلا ينظر الى هذه وتلك حتى مثل الذئاب التي تنظر الى النعاج الذاهبة والايبة حتى يجد نعجة يلائمه يتعب وينصب ويضيع اوقاته وعمره. فضلا عن ما له. في النظر الذي لا ينفع بل ويضر دنياه في المكالمات في الرسائل يشوش عليه فكرة يصبح لا يعرف حتى كيف يحصل معاشه؟ نعم قال قال رسول الله ويا عجبا لو صحت العقول لعلمت ان طريق ان طريق تحصيل اللذة والسرور وطيب العيش انما هو في رضا مأمن من النعيم كله في رضاه والالم والعذاب كله في سخطي ففي رضاه قرة العيون وسرور النفوس وحياة القلوب ولذة الارواح وطيب الحياة ولذة العيش واطيب النعيم مما لو وزن منه مثقال ذرة بنعيم الدنيا لم يث به بل اذا حصل للقلب من ذلك ايسر نصيب لم يرضى بالدنيا وما فيها عوضا منه. ولذلك لو تأملنا حال من وصلوا الى الى الشعور باللذة لوجدنا امرا عجبا. امرا عجب بلا استثناء فانت ترى من رزقه الله لذة النظر الى كتاب الله عز وجل. لا يبالي ملذات المناظر ومن رزقه الله لذة السماع للقرآن لا يبالي بالملاهي ومن رزقه الله لذة الذكر باللسان لا يباهي بالمجالس ومن رزقه الله لذة الخلوة والانس بالله عز وجل لا يبالي ولا يستوحش من الوحي بين لابد الانسان ان يتأمل العقول لو صحت وصلت الى اللذة اما اذا كانت على طريق على طريق المعاصي فانها لا تجد اللذة لا تجد لذة العبادة. نعم قال رحمه الله ومع هذا فهو يتنعم بنصيبه من الدنيا اعظم من تنعم المترفين فيها. ولا يشوب بذلك الحظ اليسير ما يشوب تنعم المترفين من الهبوب والغموم والاحزان والمعارضات بل قد حصل على النعيمين هو ينتظر نعيمين اخرين اعظم منهما. وما يحصل له في خلال ذلك من الالام. الامر كما قال سبحانه ان تكونوا تعلمون فانهم يألمون كما تألمون. وترجون من الله ما لا يرجون. فلا اله الا الله ما انقص عقل من باعت درة بالبعض والمسك بالرجيع ومرافقة الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين بمرافقة الذين غضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا. الانسان العاقل يتفكر الطائعين حصلوا على نعيمين نعيم اللذة والطاعة والعبادة. ونعيم استعمال المباحات والذي يرتكب الذنوب والمعاصي فاته النعيمين فاته النعيمين في الدنيا وانشغل بما يراه او يظنه نعيما ولذة وهي كدرة وهي كدرة ومضرة. فمثلا تجد اصحاب المعاصي الزناة مثلا يخافون من الامراض والسراق يخافون من الشنط. والمغتابون والنمامون يخافون ان كلامهم هذا لا يصل الى من اغتابوا وش يكون موقفه قولوا لا فما من ذنب وما من صاحب ذنب الا وتجده غير منعم حتى بذنبه لو تفكر قليلا وهذه مسائل عظيمة ايها الاخوة اهل الطاعة حصنوا النائمين نعيم لذة العبادة ونعيم لذة المباحات. ويحصنون النعيمين ويحصنون النعيمين كما قالها وهو ينتظر نعيمين اخرين اعظم منهما احدهما نعيم الجنة والاخر نعيم النظر الى وجه الله تعالى. هذا امر عظيم امر عظيم ذلك يقول ما انقص عقل من باع الدر بالبعض لو اعطينا ياقوت الماس لانسان قلنا اذهب او حافظ على هذه فراحوا باعها بالبعر. شنقول عنه؟ نقول عنه مجنون طيب والذي يبيع لذة الطاعة والعبادة لذة المباحات بالمحرمات اشبه المجنون فما انقص عقل من باع الدرة بالبعر والمسك بالرجيع سبحان الله العظيم ثم مع هذا كله غير الرفقة لن يكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين سيكون مع من روحي تطبلي مع الفاسقين ان كان زانيا فمع الزنا كان سارقا فمع اللصوص ان كان مغتابا فمع المغتابين ان كان كذابا فمع كذابين وان كان مرابيا ففي نهر الدم مع المرابي الذي يستبدل هذا الحال يدل على نقصان العقل نسأل الله ان يحفظنا واياكم بحفظ ومن هنا ندرك لماذا قال عز وجل عن العاصين انهم يرتكبون الذنب بجهالة انما التوبة على الله للذين يعملون ها بجهال ما في اجهل من المذنب يجهل هذه الامور فيرتكب السوء ويرتكب الذنوب والمعاصي. والا لو عنده عقل يعلم ويتذكر قد يعلم قد يكون عنده علم لكن علم لاحظ يسمى علم بالمسألة لا علم بالحال علم بالحكم لا علم بالمآل حصل عنده غفلة ولذلك ارتكب المحرم نعم قال رحمه الله فصل ومن اعظم عقوباتها انها توجب القطيعة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى. واذا وقعت القطيعة انقطعت عنه اسباب الخير. واتصلت به اسباب الشر. فاي فلاح واي رجاء واي عيش لمن قطعت عنه اسباب الخير وقطع ما بينه وبين وليه ومولاه الذي لا غنى له عنه طرفة عين. ولابد له منه ولا عوض له عنه واتصلت به اسباب الشر ووصل ما بينه وبين اعدى عدو له. فتولاه عدوه وتخلى عنه هو دينك فلا تعلم نفس ما في هذا الانقطاع والاتصال من انواع الالام وانواع العذاب. لو قيل لاحدنا ان الملك الفلاني او الامير الفلاني او الوزير الفلاني فيعطيك خطا مباشرا تتصل به متى ما تريد متى ما تريد تكلمه وهو يكلمك تكون معه ويكون معك واذا ظيعت هذا الخط او ضيعت هذا هذه الوسيلة للاتصال سيكون الامر ليس متروكا سيكون الامر عكسه سيأتيك الجلاد او السجان ويهددك ويخوفك فلا تزال خائفا مهددا. هل من عاقل سيضيع وسيلة الاتصال لا والله لا يمكن المعاصي توجب القطيعة والطاعات توجب الوصل توجب الوصل قال الله عز وجل اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه العمل الصالح الطاعات وسيلة للقرب وسيلة بالشين وسيلة للقرب ووصل ووصل وصراط مسلوك فمن يقطعه بالمعاصي؟ يقع في المفاوس التي فيها الهوام والدواب والسباع والاعداء المتربصون من الجن والانس نعم قال رحمه الله قال بعض السلف رأيت العبد ملقى بين الله سبحانه وبين الشيطان. ان اعرض الله عنه تولاه الشيطان وان تولاه الله لم يقدر عليه شيطانه. العبد ملقى بين الله فاما ان يرتفع ويعلو واما ان ينزل ويسفل لان الشيطان في اسفل السافلين في نار جهنم والجنة في اعلى عليين وفوقه عرش الرحمة فالعاقل يختار اين يريد؟ والله في الدنيا لو قال لي لو قيل لانسان تريد ان تسكن في اعلى او في اسفل الارض نجعل لك حفرة اين سيسكن سبحان الله! اين العقول اين عقول العصاة؟ نعم وقد قال الله تعالى واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس. الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه افتتخذونه وذريته اولياء من دونه وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا. يقول لعباده انا اكرمت انا اكرمت اباءكم ورفعت قدره وفضلته على غيري فامرت ملائكتي كل ان يسجدوا له تكريما وتشريفا. فاطاعوني وابى عدوي وعدوه. فعصى امري وخرج عن طاعتي. فكيف فيحسن بكم بعد هذا ان تتخذوه وذريته اولياء من دوني فتطيعونه في معصيتي وتوالونه في اله مرضاتي وهم اعداء عدو لكم. فواليتم عدوي وقد امرتكم بمعاداته. ليس هذا فحسب بل ان ابانا ان ابانا ادم عليه السلام لما حلف له الخبيث اليمين وقاسمهما اني لك ما لمن الناصحين فاطاعه في وسوسته فاكلا من الشجرة فازلهما الشيطان. ما الذي حصل يتأمل العاقل لماذا الله عز وجل يذكر لنا هذا يعني انت الان لو قيل لك ان اباك ذهب الى فلان فاستشاره فاشار اليه بسوء فكان سببا لخسارته في تجارته. بالله عليك انت تستشيره اين العقل لهذا السبب رب العالمين يذكر لنا ما حصل بين ابينا وبين ابليس لنحذر فانه كان غاشا لابينا وامنا. فكيف يكون ناصحا لنا؟ نعم قال رحمه الله ومن والى اعداء الملك كان هو واعداؤه عنده سواء. فان المحبة والطاعة لا تتم الا معاداة اعداء المطاعم وموالاة اوليائه. واما ان توالي اعداء الملك ثم تدعي انك موال له فهذا مكان هذا لو لم يكن عدو الملك عدوا لكم فكيف اذا كان عدوا لكم على الحقيقة؟ والعداوة التي بين العداوة التي بينكم وبينه اعظم من العداوة اعظم من العداوة التي بين الشاة والذئب. فكيف يليق بالعاقل ان يوالي عدوه وعدو وليه ومولاه الذي لا مولى له سواه. سبحان الله اليوم في قانون الناس اليوم ان اهل البلد اذا والوا من يعادي البلد يسمونه خاين صح ولا لأ؟ يقول خاين الوطن. ليش خاين الوطن؟ اشلون يوالي عدو الوطن شلون يوالي عدو الوطن؟ اشلون يوالي عدو الملك عدو الامير عدو الرئيس هذا خاين طيب ليتفكر العاصي حينما يعصي والى من صار مع من ولا ابليس صار مع اهل التدليس واهل الفسق والفجور اعداء الله تعالى ثم ليس هذا فحسب بل ان هذا العدو الذي هو عدو لوطنك وانت لو توليته اصبحت خائنا عند العقلاء من اهل البلد هو عدو لك ويجاهر لك بالعداوة. فكيف انت تواليه وتجالسه وتماشيه اين العقل؟ نعم قال رحمه الله ونبه سبحانه على قبح هذه الموالاة بقوله وهم لكم عدو. كما نبه على قبح قبح لقوله ففسق عن امر ربه. فتبين ان عداوته لربه وعداوته لنا كل منهما سبب يدعو الى معاداته. فما هذه الموالاة وما هذا الاستبدال بئس للظالمين بدلا. الله اكبر. نعم ويشبه ان يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب. وهو اني عاديت ابليس اذ لم يسجد لابيكم ادم مع ملائكتي. فكانت معاداته لاجلكم ثم كان عاقبة هذه المعاداة ان عقدتم بينكم وبينهم عقد مصالحة والله تنبيه طيف تنبيه عجيب من ابن القيم يعني لو ان احدا سألنا لماذا رب العالمين عاد ابليس؟ كلنا نقول لانه لم يسجد لابينا ادم طيب ما دام الله عاداه لاجلنا لاجل ابينا فلماذا نحن نواليه اذا سبحان الله سبحان الله كيف ابليس واعوان اعوانه من الانس والجن يلبسون على الناس؟ نعم. قال رحمه الله فصل من عقوباتها الا تمحق بركة العمر. وبركة الرزق وبركة العلم وبركة العمل وبركة الطاعة. وبالجملة تمحق بركة الدين والدنيا فلا تجد اقل بركة في عمره ودنياه وفي عمره ودينه ودنياه من عصى الله وما موحقت البركة من الارض الا لمعاصي الخلق. قال الله تعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض فقال تعالى وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا. وان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. وفي الحديث ان روح القدس نفذ في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها. فاتقوا اتقوا الله واجملوا في الطلب فانه لا ينال ما عند الله الا بطاعته. وان الله جعل الروح والفرح في الرضا اليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخر. وقد تقدم الاثر الذي ذكره احمد في كتاب الزهد قال انا الله اذا رضيت باركت وليس لبركتي منتهى. واذا غضبت لعنت ولعنتي تدرك السابع تدرك السابع من الولد قال وليست ساعة الرزق والعمل بكثرته. ولا طول العمر بكثرة الشهور والاعوام. ولكن سعة الرزق والعمر بالبركة فيه. وقد تقدم ان عمر العبد هو مدة حياته. ولا حياة لمن اعرض عن الله واشتغل بغيره بل حياة البهائم خير من حياته. فان حياة الانسان بحياة قلبه وروحه. ولا حياة لقلبه الا بمعرفة فاطره ومحبته وعبادته وحده. والانابة اليه والطمأنينة بذكره والانس بقربه. ومن فقد هذه الحياة فقد فقد الخير كله. ولو عوض عنها بما تعوض فما في الدنيا بل ليست الدنيا باجمعها عوضا عن هذه الحياة. فمن كل شيء يفوت العبد عوض واذا فاته الله لم لم يعوض عنه شيء البتة. هذه المسألة يظهر لي انها عجيبة جدا وهي ان اهل العصاة لا يجدون البركة في العمر بل لا يجدون اثرها ولا يجدون ثمرتها ولا يجدون زمنها على وجه اليقين حتى يوم القيامة وتأمل معي الان بين صورتين تأمل معي في صورة الفساق والفجار والكفار والمنافقين ماذا يقولون عن يوم القيامة؟ عندهم اقوال متعددة بحسب اعمالهم واعمارهم اعمارهم متساوية. طيب لماذا بعضهم يقول لبثنا يوما او بعض يوم تأمل معي راحت البركة من العمر كله ما يتذكر الا يوم او بعض يوم ومنهم من يقول عشية او ضحى. هذه صورة واضحة ولا لا؟ الان تأملوا معي في سورة العلماء العاملين. قال الذين العلم لقد نبتم في كتاب الله الى يوم البعث. اذا العلماء يعلمون لان اعمارهم مباركة فيعلمون ان الناس كلهم مكثوا كذا. طيب وهؤلاء؟ لا يجدون اثار لا يجدون الا اثار الذنوب المعاصي فلا يرون بركتها بل ولا يحسون بقيمتها الا كساعة من نهار او يوما وبعد يوم. نسأل الله السلامة والعافية. نعم قال رحمه الله وكيف يعوض الفقير بالذات عن الغني بالذات؟ والعاجز بالذات عن القادر بالذات. الميت عن الحي الذي لا يموت والمخلوق عن الخالق ومن لا وجود له ولا شي له من ذاته البتة عمن غناه وحياته وكماله وجوده رحمتهم من لوازم ذاته. وكيف يعوض من لا من لا يملك مثقال ذرة عن من له ملك السماوات والارض الله وانما كانت معصية الله لا عوض لا عوض عن الله ابدا كل شيء له عوظ الا الله فمن فقد الله لم يكن له عوظ البتة ومن ادرك رضا الله فمهما كان الذي فاته لا يعد شيئا ولهذا ينبغي للانسان ان يكون كما قال بعض السلف من وجد الله لم يفته شيء. ومن فقد الله فاته كل شيء. نعم وانما كانت معصية الله سببا لمحق بركة الرزق والاجل. لان الشيطان موكل بها وباصحابها. فسلطانه عليهم قالته على هذا الديوان واهله واصحابه وكل شيء يتصل به الشيطان ويقارنه فبركته موثوقة. ولهذا شرع ذكر اسم الله تعالى عند الاكل والشرب واللبس والركوع والجماع بما فيهم بما فيه مقارنة اسم الله من البركة. وذكر اسمه يطرد الشيطان فتحصر البركة ولا معارض لها. الله اكبر وكل شيء لا يكون لله فبركته منزوعة. فان الرب هو الذي تبارك وحده والبركة كلها منه وكل ما نسب اليه مبارك فكلامه مبارك ورسوله مبارك وعبده المؤمن النافع لخلقه مبارك وبيته الحرام مبارك وكنانته من ارضه وهي الشام ارض البركة. وصفها بالبركة في ستة في ستة ايات من كتابه فلا متباين الا هو وحده ولا مبارك الا ما نسب اليه. اعني الى محبته والوهيته ورضاه. والا فالكون وكله منسوب الى ربوبيته وخلقه. وكل ما وكل ما الانسان حينما يتأمل يجد ان هناك اناسا عاشوا ثلاثين سنة اربعين سنة خمسين سنة ستين سنة يتأمل في نفعه امة يجد امرا خارقا للعادة. لا يكاد يطيقه الانسان يعني مثلا لما ينظر الانسان الى الامام الشافعي الذي الف كتاب الام مثلا هذا اعظم كتاب الف في الفقه. الامام الشافعي بات ولم يصل للخمسين او او في لم يصل الى الستين ولد سنة مئة وخمسين وتوفي سنة مئتين واربعة يعني اربعة وخمسين سنة الف كتاب الام طيب النووي رحمه الله توفي عمره ستة واربعين سنة شوفوا مؤلفاته. اذا ايها الاخوة البركة من الله والانسان يبارك الله له بقدر معيته لله سبحانه وتعالى بقدر معيته لله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله وكل ما باعده من نفسه من الاعيان والاقوال والاعمال فلا بركة فيه ولا خير منه. وكل كان قريبا مني من ذلك ففيه من البركة على حسب على حسب قربه منه. رد البركة اللعنة لعنها الله او شخص لعنه او عمل لعنه ابعد شيء من الخير والبركة. وكل ما اتصل وارتبط به فكان منه بسبيل فلا بركة فيه البتة فقد لعن عدوه ابليس وجعله ابعد خلقه منه. فكل ما كان من جهته فله من لعنة الله بقدر قربه منه واتصاله منه الصليب ولهذا ينبغي الانسان يبتعد عن المعاصي لان المعاصي سبب للعنة الله عياذا بالله اما جاء في الحديث لعن الله الكاسيات العاريات؟ اما جاء في الحديث لعن الله وشارب الخمر؟ لعن الله السارق يسرق البيضة اذا ينبغي للانسان ان يحذر من لعنة الله تعالى. نعم قال رحمه الله فمن ها هنا كان للمعاصي اعظم تأثير في محق بركة العمر والرزق والعلم والعمل. وكل وقت عصيت الله او مال عصي الله به او بدن او جاه او علم او عمل فهو على صاحبه ليس له. فليس عمره وما وقوته وجاءه وعلمه وعمله الا ما اطاع الله به. ولهذا من الناس من يعيش في هذه الدار مائة سنة ويكون عمره لا يبلغ عشر سنين او نحوها. كما ان منهم من يملك القناطير المقنطرة من الزاد والفضة يكون ماله في الحقيقة لا يبلغ الف درهم او نحوها. وهكذا الجاه والعلم. ووجه ذلك انك تنظر تجد بعض الناس لا يملك الا مال يسير لكن لما يموت تجد انه بنى مساجد مو مسجد وبنى مدارس وبنى وحفر ابارا وكل وكفل ايتاما واعال ارامل شيء عجيب تجد بينما في المقابل تجد انسان عنده ملايين الملايين مات يقول مات صاحب الملايين ماذا فعل؟ لا شيء ما محقت البركة محقت البركة بسبب الذنوب بسبب الذنوب والمعاصي نسأل الله السلامة والعافية. نعم قال رحمه الله وفي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله عز وجل وما والاه او عالم او او متعلم. وفي اثر اخر الدنيا ملعون ملعونة ملعون ما فيها الا ما كان لله فهذا هو الذي فيه البركة خاصة والله المستعان. الواجب على المسلم ان يدرك ان الدنيا يا سبيل للاخرة وان يستخدم هذا السبيل في طاعة الله تعالى. وهذا السبيل المستخدم في طاعة الله تعالى له مسارات موصلة اليه اول ذلك كل ما تعلق بالله عز وجل ذكر الله او ما والاه او عالم او متعلم نسأل الله جل وعلا ان يبعدنا واياكم من لعنته وان يرزقنا واياكم رحمته ونكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين