تاب من ذنب ان نحرص على تبشيره بالتوبة ان نبشره بقبول الله عز وجل بتوبته وانه اذا اصلح حاله فان حاله بعد التوبة يكون خيرا من حاله قبل التوبة. وان لا ننفره بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين أمين نقل الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ مران في كتاب الصيام وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلكت يا رسول الله قال وما اهلكك قال وقعت على امرأتي في رمضان فقال هل تجد ما تعتق رقبة؟ قال لا. قال فهل تستطيع ان تصوم شهرين متتابعين؟ قال لا قال فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا؟ قال لا. ثم جلس فاتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر. فقال تصدق بهذا قال اعلى افقر منا فما بين لابتيها اهل بيت احوج اليه منا. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت انيابه. ثم قال اذهب فاطعمه اهلك. رواه السبعة واللفظ لمسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وابهم اسم الرجل هنا اما سترا عليه واما لنسيانه واما لكون الحكم لا يتعلق بمعرفة عينه وقد جاء في بعض الروايات انه سلمة بن صخر البياظي رضي الله عنه فقال يا رسول الله هلكت والمراد بالهلاك هنا الهلاك قوي للهلاك الحسي. وذلك لان الوقوع في الاثم والمعاصي والذنوب هلاك للانسان. فقال له النبي عليه الصلاة والسلام وما اهلكك يعني ما سبب هلاكك؟ فقال وقعت على امرأتي في رمضان اي جامعتها في رمضان فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل تجد رقبة يعني فتعتقها؟ وقوله هل تجد رقبة هذا من باب بالبعض عن الكل. وهو سائغ في اللغة العربية. وقوله هل تجد رقبة؟ يعني فتعتقها والعتق هو تخليص الرقبة وتحريرها من الرق. ولا فرق في الرقبة بين الذكر والانثى. فقال لا يعني رقبة ولا اجد ثمن الرقبة. فقال هل تستطيع ان تصوم شهرين متتابعين؟ هل تستطيع يعني هل في طوعك وفي طاعتك ان تصوم شهرين متتابعين. اي متواليين لا تفطر بينهما الا بعذر شرعي. والشهر ما بين الهلالين فقال الرجل لا. فقال النبي عليه الصلاة والسلام فهل تستطيع ان تطعم ستين مسكينا اي فقيرا لا لا يجد كفايته وكفاية من يمونه. فقال الرجل لا فبينما هو جالس اذ اوتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق اي بمكتل فيه طعام. فقال خذ هذا فتصدق به يعني كفارة عنك. فقال الرجل اعلى افقر مني؟ يعني هل اتصدق على شخص افقر مني؟ والله فيما بين لابتيها اهل بيت احوج منه احوج اليه مني. قالوا والله ما بين لابتيها يعني لابتي المدينة هما حرتاها والحرة هي الارض التي تعلوها حجارة سوداء وحرة المدينة شرقية يعني شرقي البقيع وتسمى حرة واقم وغربية وتسمى حرة فقال والله ما بين لابتيها اهل بيت احوج اليه مني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذه فاطعمه اهلك يعني لا ان لا انه يكون صدقة وانما هو طعام ونفقة. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت انيابه من حال هذا الرجل الذي جاء خائفا وجلا ثم حصل له ما لا يخطر له على بال من حصول النواري والعطاء من النبي عليه الصلاة والسلام. ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا عظم اثم الجماع في نهار رمضان بان الرجل قال هلكت بل في بعض الروايات انه قال احترقت فاقره النبي عليه الصلاة والسلام على ذلك ومنها ايضا ان من جاء تائبا من الذنب فانه لا يعنف لان النبي عليه الصلاة والسلام لم يعنف هذا الرجل الذي قال اني جامعت امرأتي في رمضان ولم يزجره بل انه عليه الصلاة والسلام رغبه في ذلك. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اعني رغبه في التوبة الى الله عز وجل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. والواجب علينا اذا رأينا شخصا قد عن ذلك لان زجره ونهره قد يكون سببا في انتكاسته وعدم توبته. ومنها ايضا من فوائد الحديث جواز اخبار الانسان عما وقع فيه من ذنب او معصية. لان هذا الرجل اقر عند النبي عليه الصلاة والسلام انه وقع في ذنب او معصية. ولكن هذا اعني اخبار الانسان عما وقع فيه من ذنب ومعصية انما يكون اذا كان ذلك لمصلحة كاستفتاء وتدارك ما عليه من قضاء واجب او نحو ذلك اما ان يخبر عما وقع فيه من ذنب او معصية لا لمصلحة فان هذا مما نهي عنه لانه ستر الله عز وجل عليه. ومن فوائده ايضا وجوب الكفارة المغلظة في الجماع في نهار رمضان رمظان لقوله هل تجيء رقبة؟ هل تستطيع ان تصوم شهرين؟ هل تستطيع ان تطعم ستين مسكينا؟ واعلم ان اذا وقع في نهار رمضان ترتب عليه احكام خمسة. الحكم الاول فساد الصوم والحكم الثاني وجوب الامساك بقية يومه. والحكم الثالث وجوب الكفارة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام والحكم الرابع وجوب القضاء والحكم الخامس الاثم. فهذه خمسة احكام تترتب على الجماع في في نهار رمضان اولا الاثم بانه ارتكب محرما ومعصية. وثانيا فساد صومه. وثالثا انه يلزم ان يمسك بقية يومه لانه افطر بسبب محرم ورابعا وجوب القضاء يعني ان يقضي هذا اليوم الذي افسده. وخامسا وجوب الكفارة المغلظة. وانما تجب الكفارة في الجماع بشروط ثلاثة. الشرط الاول ان يكون الجماع في رمظان والثاني ان يكون في صومه اداء. والثالث ان يكون الصوم واجبا عليه. فمن جامع في قضاء رمضان او جامع في صوم غير رمضان كصوم نذر او كفارة او ما اشبه ذلك فلا تجب عليه الكفارة وانما في فيما اذا وقع الجماع في نهار رمضان لانه انتهك حرمة الزمن. والشرط الثالث ان يكون الصوم واجبا عليه. فلو جامع المسافر حال سفره فانه لا تجب عليه الكفارة ذلك لان المسافر يباح له الفطر. فهذه هي شروط وجوب الكفارة ان يكون الجماع. وان يكون فينا هذا رمضان وان يكون الصوم اداء وان يكون الصوم واجبا عليه. ويأتيه ان شاء الله تعالى بقية الكلام على فوائد هذا الحديث في الدرس القادم ان شاء الله. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد