تفضلنا به ظن السوء وبه جملة ومن ظن به خلاف ما وصف به نفسه او وصفه به رسله او عطل حقائق ما وصف به نفسه ووصف به الرسل فقد ظن به ظن السوء ومن ظن ان له ولدا او شريكا او ان احدا يشفع عنده بدون اذنه او ان بينه وبين خلقه وسائق او يرفعون حوائجهم اليه او انه نصب لعباده اولياء من وتعالى فانه اذا سئل به يعطي انه اذا سئل به يعطي وفي ضمن الاحاديث ان من يعظم الله عز وجل لا يسأل بالله امورا دنيوية. ولا يسأل بوجه الله دنيوية داوود وفي حديث وفي حديث عند ابي داوود وابن حبان حسن الظن من حسن العبادة رواه الترمذي والحاكم ولفظهما حسن الظن بالله من حسن عبادة لا لان حسن الظن عبادة لله عز وجل فمن حسن ظنه بالله فقد اتى بابا من ابواب العبادة ومن حسن ظنه بالله عبد الله على وجه آآ الكمال لانه يعلم ان ما عند الله من الثواب خير الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد هذا مجلس اخر من مجالس القراءة والتعليق على تيسير العجز الحميد بشرح كتاب التوحيد آآ حيث كنا قد وقفنا على قوله بالباب الخامس والخمسين باب لا يرد من سال بوجه الله فنبدأ على بركة الله تبارك وتعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه مع الاستعانة بمن بمن ازمة الامور بيده ومصدرها منه ومردها اليه نعم قوله فان اصابك شيء الى اخره العبد اذا فاته ما لم يقدر له فله حالتان حالة عجز وهي مفتاح عمل الشيطان يلقيه العجز الى لو ولا فائدة المسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الشيخ العلامة بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب تيسير العزيز الحميد. باب لا يسأل بوجه الله الا الجنة. لا لا. فاخطأنا. باب لا يرد من سأل بالله اللي قبله ها؟ اربعة وخمسين نعم اخطاء باب الرابع والخامسة صح احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى باب لا يرد من سأل بالله اي اعظاما واجلالا لله تعالى ان يسأل به في شيء ولا يجاب السائل الى سؤاله ومطلوبه ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بابرار القسم. وتنازعوا هل هو امر استحباب او ايجاب؟ وظاهر كلام شيخ الاسلام التفريق بين ان يقصد الزامه بالقسم فتجب اجابته او يقصد اكرامه فلا تجب عليه. ولهذا اوجب على المقسم في الاولى الكفارة اذا لم يفعل المحلوف عليه دون الثانية لانه كالامر. ولا يجب اذا كان للاكرام لامر النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر بوقوفه بالصف ولم يقف ولان ابا بكر اقسم على النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنه بالصواب والخطأ لما فسر الرؤيا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ولا تقسم كما في الصحيحين. قال لانه علم انه لم يقصد الاقسام عليه مع المصلحة المقتضية للكتم قال المصنف رحمه الله تعالى عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استعاذ بالله فاعيذوه ومن سال بالله فاعطوه ومن دعاكم فاجيبوه. ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه. فان لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا انكم قد كافئتموه. رواه ابو داوود والنسائي بسند صحيح قال الشارح قوله من استعاذ بالله فاعيدوه اي من سألكم من تدفعوا عنه شركم او شر غيركم بالله كقوله بالله عليك ان تدفع عني وفلين او سرك اعوذ بالله من شرك وشر فلان ونحو ذلك فاعيذوه اي امنعوه مما استعاذ منه وكفوه عنه لتعظيم اسم الله ولهذا قالت الجونية للنبي صلى الله عليه وسلم اعوذ بالله منك فقال لقد عذت بمعاذ الحقي باهلك. ولفظ وابي داوود من استعاذكم بالله فاعيدوه ومن سألكم بالله فاعطوه. قوله ومن سأل بالله فاعطوه. وفي حديث ابن عباس عند احمد وابي داود من سألكم بوجه الله كيف اعطوه؟ ومعناه ظاهر وهو ان يقول اسألك بالله او بوجه الله ونحو ذلك ان تفعل او ان تفعل او تعطيني كذا ويدخل في ذلك القسم عليه بالله ان يفعل كذا من سأل بالله وبوجه الله ومن استعاذ بالله او بوجه الله فان من عنده خشية من الله ينتهي لا شك ولا ريب. اما الفساق والفجار والمنافقون لو تسألهم الف مرة بالله لا يبالون نسأل الله السلامة والعافية نعم قال وظاهر الحديث وجوب اعطائه ما سأل ما لم يسأل اثما او قطيعة رحم وقد جاء الوعيد على ذلك في عدة احاديث منها حديث ابي موسى مرفوعا ملعون من سأل لوجه الله ومن وملعون من يسأل بوجهه ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا. رواه الطبراني قال في تنبيه الغافلين ورجال اسناده رجال الصحيح الا شيخه يحيى بن عثمان بن صالح والاكثر على توثيقه فان بلغ هذا الاسناد او اسناد غيره مبلغا المحتج به كان ذلك من الكبائر. قال وعن ابي عبيدة مولى رفاعة ابن رافع مرفوعا ملعون من سال بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله فمن سائله رواه الطبراني وايضا. وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا الا اخبركم بشر الناس رجل يسأل بالله ولا يعطي به؟ رواه الترمذي وحسنه ابن حبان في صحيحه وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بشر البرية؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال الذي يسأل بالله فيعطي رواه احمد اذا تبين هذا اذا تبين هذه اذا تبين هذا فهذه الاحاديث دالة على اجابة من سأل بالله واقسم به ولكن قال شيخ انما تجب على معين فلا تجب على سائل يقسم على الناس. وظاهر كلام الفقهاء ان ذلك مستحب كابرار القسم والاول اصح قوله ومن دعاكم فاجيبوه اي من دعاكم الى طعام فاجيبوه فان كان وليمة عرس وتوفرت الشروط المبينة في كتب الفقه وتوفرت الشروط المبينة في من كتب الفقه وجبت الاجابة وان كان لغيرها استحب اجابتها ولا تجب وقيل تجب مطلقا وهو الصحيح لظواهر الاحاديث. وهي لم تفرق بين وليمة العرس وغيرها وان كانت وليمة العرس اكد واوجب. قوله ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه المعروف اي اسم جامع للخير وقوله فكافئوه اما الكيس فهو العاقل فرق بين الكيس والكيس آآ لو كنت فعلت كذا طيب هنا يأتي السؤال لماذا قوله لو كنت فعلت كذا لكان مذموما؟ قد يكون تمنى شيء رد القدر بالقدر نقول اي على احسانه بمثله او خير منه. وقد اشار شيخ الاسلام الى مشروعية المكافآت لان القلوب جبلت على حب من احسن اليها. فهو اذا احسن اليه ولم يكافئه ذئه يبقى في قلبه نوع تأله لمن احسن اليه. فشرع قطع ذلك بالمكافآت فهذا معنى كلامه وقال غيره انما امر بالمكافأة ليخلص القلب من احسان الخلق ويتعلق بالملك الحق. ولفظ ابي داوود ومن اتى اليكم معروفا. قوله فان لم تجدوا ما تكافئوه هكذا ثبت بحذف النون في خط المصنف وهكذا هو في غيره من اصول الحديث. سقطت من غير ناصب ولا جازم اما اذا اوساهم من الناسخ قوله فادعوا له الى اخره يعني من احسن اليكم اي احسان فكافئوه بمثله. فان لم تقدروا فبالغوا في الدعاء له جهدكم حتى تحصل والمثلية رجل المبالغة انه رأى في نفسه تقصيرا في المجازاة لعدم القدرة عليها واحالها الى الله ونعم المجازيه وهذا الحديث رواه ايضا احمد باسناد صحيح وابن حبان والحاكم وصححه النووي. وقد روى الترمذي وصححه والنسائي وابن حبان عن اسامة بن زيد مرفوعا. من صنع اليكم معروفا فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد ابلغ في الثناء. وجه ايراد هذا الباب في كتاب التوحيد ان من يعظم الله سبحانه لان الله عنده اعظم من الدنيا وما فيها ومن فوائد هذا الباب ان اجابة من سأل بالله واجبة بشرطين. الاول ان تكون معينة والثاني ان يكون المسؤول قادرا على الفعل دون ان يلحقه مشقة اما اذا كان السؤال عاما لمجموعة من الناس فلا يجب وانما يندب او كان السؤال فيما يشق على الانسان او فيما لا يقدر على الانسان فحين اذ لا يجب ولكن يندب نعم بالله عليكم نفس المعنى لو قال بالله عليك بمعنى اسألك بالله. نعم. احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله تعالى باب لا يسأل بوجه الله الا الجنة. اي واجلالا واكراما لوجه الله ان يسأل به الا غاية المطالب. ان يسأل به الا غاية المطالب. وهذا من معاني قوله تعالى يبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. غاية المطالب اعلاها وارفعها قدرا ومكانة ومنزلة ودرجة نعم. ثم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى عن جابر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل بوجه الله الا الا الجنة. رواه ابو داوود. قال الشارف قوله عن جابر اي ابن عبد الله. قوله لا يسأل لوجه الله روي بالنفي والنهي وروي بالبناء للمجهول وهو الذي في الاصل. وروي بالخطاب قبل المفرد وفيه اثبات الوجه خلافا للجهمية ونحوهم فانهم اول وجه بالذات. وهو باطل اذ لا يسمى ذات الشيء وحقيقته وجها فلا يسمى والانسان وجها وتسمى يده وجها ولا تسمى رجله وجها. والقول في الوجه عند اهل السنة كالقول في بقية الصفات فيثبتونه لله على ما يليق جلاله وكبريائه من غير كيف ولا تحديد اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل. قوله الا الجنة كأن يقول اللهم اني اسألك بوجهك الكريم ان تدخلني الجنة. وقيل المراد لا تسألوا من الناس شيئا بوجه الله. كأن يقول اعطني شيئا بوجه الله. فان الله اعظم من ان اسأل به شيء من الحطام. او قلت والظاهر ان كلا المعنيين صحيح قال الحافظ العراقي وذكر الجنة انما هو للتنبيه به على الامور العظام لا للتخصيص في الامور الدنيئة بخلاف الامور العظام تحصيلا او دفعا كما يشير اليه استعادة النبي صلى الله عليه وسلم به. قلت والظاهر ان المراد لا يسأل لوجه الله الا الجنة او ما هو وسيلة اليها في الاستعاذة بوجه الله من غضبه ومن النار ونحو ذلك مما هو وارد في ادعيته صلى الله عليه وسلم وتعوذاته ولما نزل قوله تعالى قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال النبي صلى الله عليه وسلم اعوذ بوجهك او من تحت ارجلكم قال اعوذ بوجهك رواه البخاري. وهذا الحديث رواه الضياء في مختارة ايضا ولكن في اسناده سليمان ابن معاذ قال ابن معين ليس بشيء وضعفه عبد الحق وابن القطان على كل حال بالنسبة لسؤال الله الجنة هذا الحديث صحيح سؤال الله بوجهه الجنة هذا حديث صحيح وهو من باب التوسل الى الله بذاته ببعض صفاته سبحانه وتعالى ووجهه من ذاته تبارك وتعالى وهل يسأل بوجه الله ما آآ سوى ذلك يسأل اذا كان وسيلة الى ذلك والا فلا نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في اللو. اعلم ان من كمال التوحيد الاستسلام للقضاء والقدر مع مباشرة الاسباب فاذا فعل العبد ما امر به شرعا من الاسباب ولم يأتي الامر على مراده او على ما يظنه فالواجب عليه الاستسلام للقضاء والقدر. رضا بالله ربا فان هذا من جنس المصائب والعبد مأمور عند المصائب بالصبر والاسترجاع والتوبة وقول لو لا يجدي عليه الا الحزن والتحسر مع ما توحيده من نوع المعاندة للقدر الذي لا يكاد يسلم منها من وقع منه هذا الا ما شاء الله. فهذا وجه ايراده هذا الباب في التوحيد المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى يقولون لو كان لنا من الامر شيء قال السائح قال ابن كثير فسر ما اخفوه في انفسهم بقوله يقولون لو كان لنا من الامر شيء ها هنا اي يسرون هذه المقالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن اسحاق حدثني يحيى ابن عباد قال قال ابن اسحاق حدثني يحيى ابن عباد ابن عبد الله ابن الزبير عن ابيه عن عبدالله ابن الزبير انه قال قال الزبير رضي الله عنه لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد نعم الا ترى ان الانسان اذا احسن الظن بزيد وعمرو انه يعمل له من الاعمال ما لا يسأله ما هو المقابل لعلمه الذي في عقله من حسن الظن به نعم الخوف علينا ارسل الله علينا النوم. فما منا رجل الا في صدره. فوالله اني لاسمع قول قول معتب بن قشير ما اسمعه الا كالحلم. لو كان لنا من الامر شيء ما ها هنا. فحفظتها منه وفي ذلك انزل الله عز وجل يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا. لقول المؤتمر رواه ابن ابي حاتم قال الله تعالى اي هذا قدر مقدر من الله عز وجل وحكمه حتم لازم لا محيد عنه ولا مناص منه. قلت فتبين وجه ايراد المصنف الاية على الترجمة لان قول لو في الامور المقدرة من كلام المنافقين ولهذا رد الله عليهم ذلك بان هذا قدر. فمن كتب عليه شيء فلابد ان يناله. فماذا يغني عنكم قول لو وليت الا الحسرة والندامة. فالواجب عليكم في هذه الحالة الايمان بالله والتعزي بقدره مع ما ترجون من حسن ثوابه وفي ذلك عين الفلاح لكم في والاخرة وليصل الامر الى ان تنقلب المخاوف امانا. والاحزان سرورا وفرحا. كما قال عمر بن عبدالعزيز اصبحت ومالي سرور الا في مواقع القضاء والقدر. قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله لاخوانهم لو اطاعونا ما قتلوا. قال الشارح رواه ابن جرير عن السدي انه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم احد في الف رجل. وقد وعده فتحة ان صبروا فلما خرجوا رجع عبد الله بن ابي في ثلاثمائة فتبعهم ابو جابر السلمي يدعوهم السلامي اه ابو جابر السلمي نعم احسن الله اليكم. فتبعهم ابو جابر السلمي يدعوهم فلما غلبوه وقالوا له ما نعلم قتالا ولئن واعتنى لترجعن معنا فانزل الله. الاية في الاية قال هو عبد الله ابن ابي الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد رواه ابن جرير وابن ابي حاتم فعلى هذا اخوانه هم المسلمون المجاهدون وسموا باخوانهم للموافقة في الظاهر. وقيل اخوانهم في النسل لا في الدين. وقاضوا لو اطاعونا ما قتلوا قال ابن كثير لو سمعوا مشورتنا عليهم في القعود وعدم خروج ما قتلوا مع من قتل. قال الله تعالى الموت ان كنتم صادقين ايا كان القعود يسلم به الشخص من القتل والموت فينبغي انكم لا تموتون. والموت لابد ات اليكم ولو كنتم في بروج مشيدة. ادفعوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين. قال مجاهد عن جابر ابن عبد الله نزلت هذه الاية في عبدالله ابن ابي كتب وكان اشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم احد بعدم الخروج فلما قدر الله الامر قال ذلك تصويبا لرأيه ورفعا لشأنه فرد الله عليه وعلى امثاله فلا تقدرون على ذلك. فعلم ان ذلك بقضاء الله وقدره ان يستوي الذي في وسط الصفوف والذي في البروج المشيدة بالقتل والموت. بل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم. فلا ينجي حذر عن قدر وفي ذلك قول لو ونحوه في مثل هذا المقام لان ذلك لا يجدي شيئا اذ المقدر قد وقع فلا سبيل الى دفعه ابدا واصبر حكم ربك فانك باعيننا قال المصنف رحمه الله تعالى في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ربط الله بها مسبباتها النافعة للعبد في معاشه ومعاده. انتهى ملخصا من كلام ابن القيم. الله يحب الكيس العاقل. الكيس ديال العقل الكيس العقل والكيس مباشرة الاسباب العقل مباشرة الاسباب ولا تعجزن وان اصابك شيء فلا تقل له اني فعلت كذلك لكان كذا وكذا ولكن قل قدر قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان. ارسله القول في الصحيح اي صحيح مسلم قوله احرص على ما ينفعك الى اخره. هذا الحديث اختصره المصنف رحمه الله ولفظه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير يحرص على ما ينفعك الى اخره. وقوله عليه السلام المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف فيه ان الله سبحانه موصوف بالمحبة. وانه يحب على الحقيقة كما قال يحبهم ويحبونه. وفيه انه سبحانه انه يحب مقتضى اسمائه وصفاته وما يوفقها فهو القوي. ويحب المؤمن القوي وهو وتر يحب الوتر وجميل يحب الجمال واليم يحب العلماء ومحسن يحب المحسنين وصبر يحب الصابرين وشكور يحب الشاكرين. قلت الظاهر ان المراد القوة في امر الله وتنفيذه والمسابقة بالخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على ما يصيب هداة الله ونحو ونحو ذلك. لا قوة البدن. ولهذا مدحنا الله الانبياء بذلك في قوله واذكروا عباد ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار. فالايدي القوة والعزائم في تنفيذ امر الله قوله وقوله في كل خير. الظاهر والله اعلم ان الحديث المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف انه على عمومه يشمل القوة البدنية ويشمل القوة التي تكون في امر الله وتنفيذه والمسابقة بالخير الحديث عام نعم احسن الله اليكم. ثم قال رحمه الله تعالى وقوله في كل خير اي كل اي كل من المؤمن القوي والمؤمن الضعيف على خير وعافية الاشتراكيين في الايمان والعمل الصالح ولكن القوي في ايمانه ودينه احب الى الله وفيه ان محبته للمؤمنين تتفاضل في حب بعضهم اكثر من بعض وقوله احرص على ما بفتح الراء وكسرها. قال ابن القيم سعادة الانسان في حرصه على ما ينفعه في معاشه ومعاده والحرص هو بذل الجهد واستفراغ الوسع. فاذا صار فما ينتفع به الحديث وكان حرصه محمودا وكماله كله في مجموع هذين الامرين ان يكون حريصا وان يكون حرصه على ما ينتفع به. فان حرص على ما لا ينفعه او فعل ما ينفعه بغير حرص فاته من الكمال بحسب ما فاته من ذلك. فالخير كله في الحرص على ما ينفع. قوله واستعن بالله قال ابن القيم لما يحرص الانسان وفعله انما هو بمعونة الله ومشيئته وتوفيقه امره ان يستعين به ليستمع له مقام اياك نعبد واياك نستعين فان حرصه على ما ينفعه عبادة لله ولا تتم الا بمعونته. وامره بان يعبده ويستعين به وقال غيره استعن بالله اي يطلب اي اطلب الاعانة في جميع امورك من الله لا من غيره كما قال تعالى اياك نعبد واياك اياك نستعين. فان العبد عاجز لا يقدر على شيء ان لم يعنه الله عليه. فلا معين له على مصالح دينه ودنياه الا الله الا الله عز وجل من اعانه الله فهو المعان ومن خذله فهو المخذول. وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته ويعلم اصحابه ان يقولوا الحمد لله نستعينه نستهديه ومن دعاء القنوت اللهم انا نستعينك وامر معاذ بن جبر الا يدع في دبر كل صلاة ان يقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك بك وحسن عبادتك. وكان ذلك من دعائه صلى الله عليه وسلم. ومنه ايضا ربي اعني ولا تعن علي. واذا حقق العبد مقام الاستعانة وعمل به كان مستعينا بالله عز وجل متوكلا عليه راغبا وراهبا اليه. ويتحقق له مقام التوحيد ان شاء الله تعالى. قوله ولا تعجز ولا تعجز ولا تعجزن او لا تعجزن. قولوا ولا تعجزن وهو بكسر دين وفتحها اي استعمل الحرص والاجتهاد في تحصيل ما ينفعك من امر دينك التي تستعين بها على صيانة دينك وصيانة عيالك ومكارم اخلاقك ولا تفرط في طلب ذلك ولا تتعاجز عنه متكلا على القدر او تهوينا بالامر فاتوه النسابا للتقصير. وتلام على التفريق شرعا وعقلا. مع انهاء الاجتهاد نهايته الحرص وابلاغ الحرص غايته. فلابد من الاستعانة بالله والتوكل عليه والالتجاء في كل الامور اليه. فمن ملك هذين الطريقين حصل على خير الدار طيب وقال ابن القيم رحمه الله العجز ينافي حرصه على ما ينفعه وينافي استعانته بالله فالحريص على ما ينفعه اي يستعين بالله ضد العاجز فهذا ارشاد له قبل رجوع المقدور الى ما هو من اعظم اسباب حصوله. وهو الحرص على عليه مع الاستعانة ها هنا بل هي مفتاح اللون والجزع والسخط والاسف والحزن وذلك كله من عمل الشيطان فنهاه صلى الله عليه وسلم عن افتتاح عمله بهذا المفتاح. وامره بالحالة الثانية وهي النظر الى القدر والملاحظات. وانه لو قدر له لم يفته ولم يغلبه عليه احد فلم يبق له ها هنا انفع من شهود القدر ومشيئة الرب النافذة التي توجب وجود المقدور واذا انتفت امتنع وجوده. فلهذا قال فان اصابك شيء اي غلبك الامر ولم يحصل بعد بذل جهده والاستعانة بالله فلا تقل لو اني فعلته لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل وارشده الى ما ينفعوه في الحياتين حالة حصول مطلوب في وحالة فواكه. فلهذا كان هذا الحديث مما لا يستغني عنه العبد ابدا بل هو اشد شيئا اليه ضرورة. وهو يتضمن اثبات القدر والكسب والاختيار بالعودية باطنا وظاهرا في حالتي حصول المطلوب وعدمه. هذا معنى كلام ابن القيم وقال القاضي قال بعض العلماء هذا النهي انما هو لمن قاله معتقدا ذلك حتما. وانه لو فعل ذلك لم يصيبه قطعا. فاما من رد ذلك الى مشيئة الله تعالى وانه لن يصيبه الا ما شاء الله فليس من هذا. واستدل بقول ابي بكر الصديق رضي الله عنه في الغار لو ان احدهم رفع رأسه لرآنا قال القاضي وهذا ما لا حجة فيه. لانه اخبر عن مستقبل وليس به دعوة لرد القدر بعد وقوعه. قال وكذا جميع ما ذكره البخاري فيما يجوز من اللو كحديث لولا حدثان قومك بالكفر واتممت البيت على قواعد ابراهيم ولو كنت راجما بغير بينة لرجمت هذه ولولا ان اشق على اذا امرتم بالسواك وشبه ذلك وكله مستقبل لا اعتراض فيه على قدر ولا كراهة فيه لانه انما اخبر عن انتقاده فيما كان يفعل لولا لولا المانع واما هو في قدرته فاما ما ذهب فليس في قدرته فان قيل ما تصنعون بقوله صلى الله عليه وسلم لو استقبلتم الامر لاستدبرتم ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة. قيل هذا كقوله لولا حثان قومك بالكفر ونحوي ان هو خبر عن مستقبل لا اعتراض فيه على قدر. ان هو اخبار لهم انه لو استقبل الاحرام بالهدي ما ساق الهدي ولا احرم بالعمرة بقوله لهم مما امرهم بفسخ الحج الى العمرة حثا لهم وتقييبا لقلوبهم لما رآهم توقفوا في امره وليس للمنهي عنه بل هو اخبار لهم عما كان يفعل في المستقبل لو حصل والاخيرة في جواز ذلك وانما ينهى عن ذلك في معارظة القدر او مع اعتقاد ان ذلك المانع لو يقع لوقع خلاف مقدور. هذا الذي ذكره القاظي عن حديث لولا حسان قومك وذكره الشيخ سليمان عن حديث لو استقبلت من امري ما استدبرت ضعيف والاقوى ان يقال ان لو الذي هو ينقص التوحيد هو لو في استدراك ما قد مضى مع آآ اظهار الظجر على القدر. هذا الذي ينقص التوحيد اما اذا كان لو فيما يستقبل فهذا ليس داخل في هذا الباب اصلا ولو فيما مضى في الخير وتمنيه مطلوب شرعا فحديث لولا حثان قومك وحديث لو استقبلت من امر ما استدبرت ماض ماض لكنه في تمني الخير كما لو قال قائل لو كان عندي مال لبنيت هذا المسجد هذا تمني لخير قد مضى. هذا المسجد بني وتم فليس هذا من نقص الايمان في شيء بل هو من تمام الايمان لماذا؟ لانه تمني للخير فاذا لو منقص للتوحيد متى؟ اذا كان على سبيل الظجر على القدر اذا كان على سبيل الضجر على القدر. اما فيما يستقبل فلا اشكال فيه واما فيما مضى في تمني الخير لا اشكال فيه نعم احسن الله اليكم قوله فان لو تفتحوا عمل الشيطان اي من الجزع والعجز واللوم والسخط من القضاء والقدر ونحو ذلك. ولهذا من قالها على وجه المنهي عنه فان سلم من التكبير بالقضاء وقدره لم يسلم من المعاندة له واعتقادي انه لو فعل ما زعم لم يقع المقدور ونحو ذلك وهذا من عمل الشيطان ليس في هذا رد للقدر ولا تكذيب به تلك الاسباب التي تمناها من القدر فهو يقول لو اني وفقت لهذا القدر لاندفع بي عني لاندفع به عمي ذلك القدر فان القدر يدفع بعضه ببعض الى هذا حق ولكن هذا ينفع قبل وقوع القدر المكروه فاما اذا ما وقع فلا سبيل الى دفعه وان كان له سبب الى دفعه او تقليده بقدر اخر فهو اولى به من قول لو كنت فعلت الوظيفته في هذه الحال ان يستقبل فعله الذي يدفع به المكروه ولا يتمنى ما لا مطمع في وقوعه فانه عجز محض والله يلوم على العجز. ويحب الكيس ويأمر به. والكيس مباشرة الاسباب التي ان هذا مشعر بالظجر من القلب مشعر بالظجر من القذر اما اذا كان في تمني الخير فلا اشكال فيه طيب اذا وقع القدر؟ هل الانسان يعده؟ يرده بالعجز؟ الجواب لا. وانما يرده بالتسليم والرظا اذا كان موافقا للشرع او يرده بالتوبة والاستغفار اذا كان ذنبا او يرده اذا كان اه مصايب مقدرة او اذا كان طاعات خير يرده بتمني الخير. ومباشرة الاسباب المؤدية الى ازالة اثاره. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله تعالى باب النهي عن سب الريح اي لانها مأمورة ولا تأثير لها في شيء الا بامر الله فسبها كسب الدهر وقد تقدم النهي عنه فكذلك فكذلك الريح. المصنف رحمه الله تعالى عن ابي ابن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الريح ارأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما امرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما امرت به الترمذي ويسأله قوله عن ابي ابن كعب اي ابن قيس ابن عبيد ابن زيد ابن معاوية ابن عمر ابن مالك ابن النجار الانصاري الخزرجي ابو المنذر صحابي بدرى جليل وكان من قراء الصحابة وفضلائهم وعلمائهم وله مناقب مشهورة اختلف في سنة موته فقال هيثم بن عدي مات سنة تسع مات سنة تسع عشرة وقال خليفة ابن خياط سنة اثنتين وثلاثين يقال فيها مات ابي ابن كعب ويقال بل مات في خلافة عمر قلت وقيل غير ذلك قوله لا تسبوا الريح اي لا تشتموها ولا تلعنوها للحوق ضرر فيها فانها مأمورة مقهورة فلا يجوز سبها بل تجب التوبة عند التضرر بها وهو تأديب من الله تعالى لعباده وتأديبه رحمة ولهذا جاء في حديث ابي هريرة مرفوعا الريح من رح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب فلا تسبوها ولكن سلوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها. رواه احمد وابو داوود وابن ماجة وكونها قد تأتي بالعذاب لا ينافي كونها من رحمة الله. وعن ابن عباس ان رجل لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تلعنوا الريح فانها مأمورة انه من لعن شيئا ليس له باهل رجعت اللعنة اليه رواه الترمذي وقال غريب. قال الشافعي لا ينبغي شتم الريح فانها خلق مطيع لله ودين من جنوده يجعلها رحمة اذا شاء ونقمة اذا شاء. ثم روى باسناده حديثا منقطعا ان رجلا شكى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقر فقال له لعلك تسب الريح. وقال مطرف لو حبست الريح عن الناس لانتن ما بين السماء والارض. قوله فاذا رأيتم ما تكرهون اي من الريح اما شدة برها او بردها او قوتها قوله فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح. امر صلى الله عليه وسلم بالرجوع الى خالقها. وامرها امرها الذي ازمة الامور كلها بيده ومصدرها عن قضائه فما استجلبت نعمة بمثل طاعته وشكره ولست دفعت نقمة بمثل التجاء اليه تعوذي به والاضطرار اليه والاستكانة له ودعائه والتوبة اليه والاستغفار من الذنوب قالت عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا عصفت الريح يقول او قال اللهم انا اللهم اني اسألك من خيرها وخير ما فيها وخير ما اوصلت به واعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما اوصلت به. واذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل واقبل وادبر فاذا مطرت سري ذلك عنه فعرفت عائشة ذلك فسألته فقال لعله يا عائشة كما قال قوم معاذ مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارض من رواه البخاري ومسلم فهذا ما امر به صلى الله عليه وسلم وفعله وعند الريح وغيرها من الشدائد والمكروهات. فان هذا ممن يستغيث بغير الله من الطواغيت والاموات؟ فيقول يا فلان الزمها او ازلها فالله المستعان وجه ايراد باب النهي عن سب الريح في كتاب التوحيد ان من كان موحدا فانه يعلم ان الامور انما تسير بتدبير العزيز الغفور فحينئذ لا يعترض على شيء من قضاء الله وقدره في الكون ومن كمل ايمانه فانه يرى ان الخير في تقدير الله عز وجل واما من نقص ايمانه وتوحيده فانه يسب هذه الاسباب التي ازمتها بيد خالق الاسباب جل في علاه نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى يقولون هل لنا من الأمر كله لله اراد المصنف بهذه الترجمة للتنبيه على وجوب حسن الظن بالله لان ذلك من واجبات التوحيد. ولذلك ذم الله من اساء الظن به لان مبنى حسن الظن على العلم برحمته الله وعزته واحسانه وقدرته وعلمه وحسن اختياره وقوة التوكل عليه فاذا تم العلم بذلك اثمر له حسن الظن بالله. وقد ينشأ حسن من مشاهدة بعض هذه الصفات لاستلزامها الباقي وبالجملة فمن قام بقلبه حقائق معاني اسماء الله وصفاته قام به من حسن الظن ما يناسب كل اسم وصفة. لان كل صفة لها عبودية خاصة وحسن ظن خاص. وقد جاء في الحديث القدسي قال الله تعالى انا عند ظن عبدي بي وانا معه حين يذكرني. رواه البخاري ومسلم. وعن جابر رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة ايام يقول لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله عز وجل. رواه مسلم وابو قال اذا تبين هذا قوله يقولون له يقولون هل لنا من الامر شيء؟ قال ابن القيم ثم اخبر عن الكلام الذي الا وهو قولهم هل لنا من الامر من شيء وقولهم وليس مقصودهم بالكلمة والثانية اثبات القدر ورد الامر كله كله لله. ولو كان ذلك مقصود ولو كان ذلك مقصودهم لما ظنوا عليه لما ضموا عليه. ولما الرد عليهم بقوله لله ولا كان مصدر هذا الكلام ظن الجاهلية ولهذا قال غير واحد من المفسرين ان ظنهم الباطل ها هنا هو هو التكذيب بالقدر. وظنهم ان الامر لو كان اليهم لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه وتبعا لهم يسمعون منهم ولم ولما اصابهم القتل ولكان النصر والظفر لهم ولما اصابهم القتل ولكان النصر والظفر لهم. فاكذبهم الله عز وجل في هذا الظن الباطل الذي هو ظن الجاهلية. وهو ظن المنسوب الى اهل الجهل الذين يزعمون بعد نفاذ الذي لم يكن بد من نفاذه انهم انهم كانوا قادرين على دفعه وان الامر لو كان اليهم لما اخذ القضاء فاكذبهم الله بقوله قل ان الامر كله لله. فلا يكون الا ما سبق به وقضاؤه وقدره وجرى به قلمه وكتابه السابق. وما شاء الله كان لنا ولا بد شاء الناس ام ابوا وما لم يشأ لم يكن شاءه الناس ام لم يشاؤوا. وما جرى عليكم من الهزيمة والقتل فبامره الكوني الذي لا سبيل الى دفعه سواء كان كان لكم من الامر شيء او لم يكن لكم فانكم لو كنتم في بيوتكم وقد كتب القتل على بعضكم لخرج من كتب عليه القتوة من بيته الى مضجعه ولابد سماع كان له من الامر شيء او لم يكن. وهذا من اظهر الاشياء لقول القدرية النفاة. الذين يجوزون ان يقع ما لا يشاء الله وان يشاء ما لا يقع وقوله وليبتلي الله ما في صدوركم اي يختبر ما فيها من الايمان والنفاق فالمؤمن لا يزداد بذلك الا ايمانا وتسليم والمنافق من ومن في قلبه مرض لابد ان يظهر على ما في لابد ان يظهر ما في قلبه على جوارحه ولسانه قوله وليمحص ما في قلوبكم هذه حكمة اخرى وهي تمحيص ما في قلوب المؤمنين وهو تخليصه وتنقيته وتهذيبه فان يخالطها من تغليبات الطباع وميل النفوس وحكم العادة وتزيين الشيطان واستيلاء الغفلة ما يضاد ما اودع فيها من الايمان والاسلام والبر والتقوى فلو تركت في عافية دائمة مستمرة لم تتخلص من من هذا المخالط ولم تتمحص منه فاقتضت حكمة العزيز الرحيم ان قيض لها من المحن والبلايا ما يكون كالدواء الكريه لمن عرض له داء الا لم يتداركه طبيب بازالته وتنقيته ممن هو في جسده والا خيف عليه من الفساد والهلاك. فكانت نعمته سبحانه عليهم بهذه الكسرة والهزيمة وقتل من قتل منهم تعادل نعمته عليهم بنصرهم وتأييدهم ووطنهم بعدوهم. فله عليهم النعمة التامة في هذا وهذا. من نظر هذه النظرة الجميلة علم ان وعلم وتيقن من آآ ان الظن الحسن هو الواجب يجب على الانسان ينظر الى المحن والبلايا انها ادوية مرة لعلاج الامة المحن والبلايا ادوية مرة لعلاج الامة نعم قال رحمه الله تعالى قوله نشاطا طائفة منكم. يعني اهل الايمان واليقين والثبات والتوكل الصادق وهم يجازمون بان الله عز وجل سينصر رسوله ويجزي له مأموله ولهذا قال يعني لا يغشاهم وعاش من القلق كما قال في الاية الاخرى بل ينقلب الرسول والمؤمنون الى اهليهم ابدا وزين ذلك في قلوبكم الاية وهكذا هؤلاء اعتقدوا ان المشركين لما ظهروا تلك الساعة فانها الفاصلة وان الاسلام قد باد واهله وهذا وشأن اهل الريب والشك اذا حصل امر من الامور الفظيعة تحصل لهم هذه الظنون الشنيعة. قال ابن القيم رحمه الله ظن الجاهلية هو المنسوب الى اهل الجهل وظن غير الحق انه ظن لانه ظن غير ما يليق باسمائه الحسنى وصفاته العلى وذاته المبررات من كل علم وسوء وخلاف ما يليق بحكمته وحمده وتفرده بالربوبية والالهية وما يليق بوعده الصادق الذي لا يخلفه وقد ذكر المؤلف تفسير ابن القيم لهذه الاية وهو احسن ما قيل فيها وسيأتي ما يتعلق به ان شاء الله تعالى. نحن اليوم نسمع كثيرا من اهل الريب والشك ما يظنونه في دين الاسلام يظنون ان الله لن يظهر دينه ولم يظهر كتابه ولا سنة نبيه ويظنون ان اهل السنة واهل الكتاب واهل الحديث انهم سيقهرون وانهم سيزالون ووالله ما في قلوبنا من حسن الظن بالله يجعلنا نستيقن ان الله غالب على امره وانه سبحانه وتعالى مظهر دينه بنا ولا بغيرنا الله سبحانه وتعالى يظهر دينه كيف يشاء حتى لو ظن الظانون ان الحبال كلها انقطعت يوجد الله عز وجل حبلا وسببا من جهته يأتي الظهور ويأتي النصر والتمكين الحمد لله لما بخير اليوم وستكوني افضل من هذا ان شاء الله عز وجل. اذا رجعت الى كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم والطاعة ولاة امرها بالمعروف ولا يظنن ظالم ان غلبة الكفر وغلبة اهل البدع يعني اظمحلال حق الحق لا يظمحل. حتى ينزل عيسى ابن مريم حكما مقسطا عدلا الى يوم القيامة. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله تعالى وقوله يقولون هل لنا من الامر من شيء؟ هذا ايضا من حكاية مقال المنافقين والظاهر لو ان المعنى انا اخرجنا كرها ولو كان الامر الينا ما خرجنا كما اشار اليه ابن ابن ابي بذلك ولفظه استفهام ومعناه النفي اي ما لنا شيء من الامر اي للخروج وقيل غير ذلك فرد الله عليهم بقوله لله اي ليس لكم من ولا لغيركم بل الامر كله لله فهو الذي اذا شاء شيء فلا مردا. وقوله يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما هنا تقدم الكلام عليها بباب ما جاء في اليوم وقوله وليبتلي الله ما في صدوركم اي قدر الله هذه الهزيمة والقتلة ليختبر الله ما في صدوركم باعمالكم انه قد علمه غيبا شهادة لاني مجازاة انما تقع على ما يعلم مشاهدة لا على ما هو معلوم منهم غير معمول. ولينحص ما في ان يطهرها من الشك والبغض بما يريكم من عجائب اياته وظاهر قدرته وهذا خاص بالمؤمنين دون المنافقين الصدور هي معناه ان الله لا يبتليكم ليعلم ما في صدوركم فانه عليم بذلك وانما ابتلاكم ليظهر اسراركم والله اعلم قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله دائرة السم. الاية. قال الشارف قال ابن كثير ان يتهمون الله تعالى في حكمه ويضلون بالرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه ان يقتلوا اذهبوا بالكلية ولهذا قال اي ابعدهم من رحمته واعد لهم جهنم مصيرا. قال المصنف رحمه الله تعالى قول ابن القيم في الاية الاولى فسر الظن بانه سبحانه لا ينصر رسوله وان امره سيضمحل. وفسر ان ما اصابه لم يكن بقدر بقدر الله وحكمته. ففسر بانكار الحكمة وانكار القدر وانكار ان يتم امر رسوله ويدوره الله على الدين كله وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح. وانما كان هذا ظن السوء لانه ظن غير ما يليق به سبحانه وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق فمن ظن ان يديل الباطل على على الحق ادانة مستغربة او محل معها الحق او انكر ان ما جرى بقضائه وقدره او انكر ان يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليه الحمد بل زعم ان ذلك بمشيئة مجردة والذين كفروا فويل للذين كفروا من النار. هذه الامور الخمسة التي ذكرها ابن القيم كلها من ظن السوء الاول الظن بان الله لا ينصر رسوله والثاني الظن بان امر الاسلام سيظمحل والثالث الظن ظن الشوب انكار الحكمة في تقدير الله عز وجل الرابع الظن السوء بان كان القدر ظن السوء بانكار القدر الخامس الظن بان هذا الاسلام وان ظهر فانه لا يدوم. هذه خمسة امور من ظن المشركين ظن سوء ظن السوء بالله عز وجل وبدينه. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله تعالى واكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك الا من عرف الله واسماءه وصفاته وموجبه حكمته وحمده وصفاته. لان مفعول المفعول من كل ما اجمع الالف والتاء فانه ينصب ويجر بالكسر. احسنت. تشكيل خطأ ايظا مر معنا تشكيل اخر خطأ في الاول قال ففسر بانكار وفسر. وفسر بانكار الحكمة وانكار القدر. نعم. احسن الله اليك قال ولا يسلم من ذلك الا من عرف الله واسماءه وصفاته وموجب حكمته وحمده فليعتني اللبيب الناصح لنفسه بهذا وليتب الى الله وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء. ولو فتشت ما فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر و له وانه كان ينبغي ان يكون كذا وكذا فمستقيم ومستكثر وفتش نفسك هل انت سالم؟ لا حول ولا قوة والله ايها الاخوة يعني هل نحن سالمون من هذا الامر هذا يحتاج منه الى وقفة صادقة مع النفس كم مرة نجد تعنتا على القدر كم مرة نجد ملامة؟ فلان ما يستاهل وما يدريك انما يستاهل ما يدريك يا سبحان الله يا سبحان الله كلمات وعبارات فظلا عن ما يكون في القلوب فتش نفسك هل انت سالم هل انت سالم من التعنت على القدر من الملامة على القدر كم واحد منا يقول المفروض يكون الشكل ما يكون كم مرة لا حول ولا قوة الا بالله نسأل الله ان يبصرنا ويجعلنا ممن يشهدون ربوبية الله في كل حركة وسكنه حتى يسلم من القدر لا طريق لا طريق اقول لا طريق للسلامة في باب القدر الا بشهود الربوبية لابد ان تشهد ان كل حركة وسكون هو بامر الله عز وجل اياك والملامة واياك والضجر نعم لا تلم الا ما هو مخالف للشرع. بس نعم احسن الله اليكم. ثم قال وفتش نفسك هل انت سالم؟ فان تنجو منها تنجو من ذي عظيمة. والا فاني لا خالك ناجيا قال الشرح قوله فسر هذا الظن بانه سبحانه لا ينصر رسوله الى اخره. هذا التفسير غير هذا تفسير غير واحد من المفسرين. وهو مأخوذ من تفسير القتادة والسدي ذلك عنهما ابن جرين وغيره بالمعنى. وقوله وان امره سيضمحل اي سيذهب جملة حتى لا يبقى له اثر. والمحلال ذهاب الشيء جملة. قوله وفسر ان ما اصابه لم يكن بقدر الله وحكمته قال القرطبي وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله يعني تكليمة بالقدر وذلك انهم تكلموا فيه فقال الله يعني القدر خيره وشره من الله واما تفسيره بانكار الحكمة فلم اقف عليه عن السلف وهو تفسير صحيح فمن انكر ان ذلك لم يكن لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد والشكر. وقد ظن بالله ظن السوء. وقد اشار تعالى الى بعض الحكم والغايات المحمودة بذلك من سورة ال عمران. وذكر شيئا كثيرا منها في الاية المفسرة في قلوبكم والله عليم بذات الصدور. وهذا بعض الحكمة في ذلك فمن انكره فقد ظن السوء بالله وحكمته وعلمه ورحمته لكمال علمه وقدرته ورحمته. ولان من اسمائه الحق وذلك هو موجب الهيته وربوبيته. قوله في سورة الفتح اي في قوله ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات عليهم دائرة السوء. الى قوله ان طلب الرسول والمؤمنون الى اهليهم ابدا. وزين ذلك في قلوبكم وضنتم قوله لانه ظن غير ما يليق به سبحانه اي لان الذي يليق به سبحانه ان يظهر الحق على الباطل وينصره. فلا يجوز في عقل ولا شرع ان يظهر الباطل والحق. قال تعالى على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق. وقال تعالى وقل الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا قوله وما يليق بحكمته وحمده اي ان الذي يليق بحكمته وحمده الا يكون في السماوات ولا في الارض حركة ولا سكون الا وله في ذلك الحكمة البائضة الكامل التام عليها فكيف بمثل هذا الامر العظيم الذي وقع على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى سادات الاولياء رضي الله عنهم فله سبحانه وتعالى بذلك كما هو له عليه الحمد والشكر ومن تأمل ما في سورة ال عمران في سياق القصة رأى من ذلك العجب فمن ظن بالله تعالى انه لم يفعل ذلك بقدر وحكمة يستحق وعليه الحمد والشكر وغضنا به ظن السوء قوله فمن ظن ان يدير الباطل على الحق ادارة مستقرة يظمحل معها الحق فهذا ظن السوء لانه نسبه اي سبحانه الى ما لا يليق بجاله وكماله ونعوته وصفاته. فان حمده وحكمته وعزته تأبى ذلك وتأبى ان ان حزبه وجنده وان تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم لاعدائه المشركين العادلين به. فمن ظن به ذلك فما عرفه ولا عرف اسمائه وصفاته جماله قوله او انكر ان يكون ما جرى بقضائه وقدره اي فذلك ظن السوء لانه نسبة لانه نسبة له الى ما لا يليق بربوية بربوبيته وملكه وعظمته يعني انتم لعلكم ما ادركتم هذا لما جاءت موجة الشيوعية في العالم الاسلامي ظن الناس ان اه الناس في الخليج كلهم سيصيرون شيوعيين لكن الحمد لله هلكت الشيوعية وبقي اهل الاسلام على ما هم عليه ثم جاءت القومية العربية وظن الناس ان الناس يتركون الاسلام ويركظون وراء القومية العربية يجمعون اليهود والنصارى والمسلمين ذهبت القومية العربية وما بقي الا الكتاب والسنة ولله الحمد. واليوم يظن بعض الناس ان الاسلام سيذهب وان الذي يثبت او الذي سيتغلب هم اليهود الغاصبين في فلسطين المحتلة او الغرب او الشرق هذا ظن السوء نحن نستيقظ بان الله عز وجل ناصر دينه. لكن علينا ان نكون من جنوده. وذلك بالرجوع الى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة. نعم قال رحمه الله تعالى قوله او انكر ان يكون قدروه لحكمة بالغة يستحق عليها الحمدلله بل زعم ان ذلك لمشيئته مجردة فويل للذين كفروا من النار. ابن القيم رحمه الله وكذلك قدر ما قدره من ذلك وغيره لحكمة بالغة رواية محمودة يستحق عليها الحمد وان ذلك انما صدر عن مشيئة مجردة عن حكمة وغاية مطلوبة هي احب اليه من فواتها وان تلك الاسباب المكروهة المفضية اليها لا تقديرها عن الحكمة افظائها الى ما يحب وان كانت مكروهة له فما قدرها سدا ولا شاءها عبثا ولا خلقها باطلا كفروا ويل للذين كفروا من النار قوله ووعده الصادق لان الله تعالى وعد رسوله صلى الله عليه وسلم انه يظهر امره ودينه على الدين كله كما قال تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى فمن ظن به تعالى ان دين نبيه يسير محل ويبطل ولا يومه ولا يظهر على الدين كله تقدمن بالله ظن السوء انه ظن انه يخلف الميعاد والله تعالى لا يخلف الميعاد. قوله اكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص به وفيما يفعله بغيرهم. قال ابن القيم فمن قنط من رحمته وايس من روحه فقد ظن به ظن السوء ومن جوز عليه ان يعذب اولياءه مع احسانهم واخلاصهم ويسوي بينهم وبين اعدائه فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن انه يترك خلقه وسجن معطلين عن والنهي ولا يوصي اليهم رسله ولا ينزل اليهم كتبه. وقد ظن به ظن السوء. ومن ظن انه لم يجمعهم بعد موتهم بالثواب والعقاب في دار يجازى فيها المحسن باحسان والمسيء بساءته ويبين لخلقه حقيقة ما اختلفوا فيه حقيقة ما اختلفوا فيه ويظهر للعالمين كلهم صدقه وصدق رسله وان اعدائه كانوا هم الكاذبين فقد ظن به ومسه وهم ظن انه يضيع عليه عمله الصالح الذي عمله لوجهه على امتثال امره ويبطله عليه بلا سبب من العبد او انه يعاقبه بما لا صنع له والاختيار له ولا قدرة ولا ارادة له في حصوله وليعاقبه على فعله سبحانه به او ظن به انه يجوز عليه ان يؤيد اعدائه الكاذبين عليه بالمعجزات التي يؤيد بها انبيائه ورسله وانه وانه يحسن منه كل شيء حتى يعبب من افنى عمره بطاعته اي كمحمد الله عليه وسلم فيخلده في الجحيم او في اسفل سافلين. ومن استنفذ عمره في عداوته وعداوة رسله ودينه اي كابي جهل فيرفعه في رفعه الى اعلى عليين. وكيف امرين في الحسن سواء عنده ولا يعرف امتناع احدهما ووقوع الاخر الا بخبر صادق والا فالعقل لا يقضي بقبح احدهما وحسن الاخر فغضن به يظن السوء ومن ظن انه اخبر عن نفسه وصفاته وافعاله مما ظاهره باطل وتشبيه وتمثيل وترك الحق لم يخبر به وانما رمز اليهم رموز بعيدة وصرح دائما بالتشبيه والتمثيل والباطل واراد من واراد من خلقه ان يبعثوا اذهانهم وقواهم وافكارهم في تحريف كلامه عن مواضعه وتأويله على غير تأويله واحالهم في معرفة اسمائه وصفاته على عقولهم وارائهم لا على كتابه مع قدرته وان يصرح لهم بالحق الذي ينبغي التصريح به ويريحهم من الالفاظ التي توقعهم في اعتقاد الباطل فقد ظن به ظن السوء ومن ظن به ان يكون في ملكه ما لا يشاء ولا يقدر على ايجابي وتكوينه فقد ظن به ظن السوء ومن ظن انه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم الموجودات فقد ظن به وما السوء. ومن ظن انه لا سمع له ولا بصر ولا علم ولا ارادتها ولا كلام يقوم به وانه لم يكلم احدا من الخلق ولا يتكلم ابدا فقد ظن به ظن السوء ونظن انه ليس فوق سماواته على عرشه بائنا من خلقه وان نسبة ذاته تعالى الى عرشه كنسبتها الى اسفل الى اسفل سافلين. وانه اسفل كما انه اعلى وانه من قال سبحان ربي الاسفل كان من قال سبحان ربي الاعلى فقد ظن به اقبح الظن. ومن ظن انه يحب الكفر والفسوق والعصيان والفساد كما يحب الايمان والبر والطاعة والصلاح فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن انه لا يحب ولا يرضى ولا يغضب ولا يوالي ولا يعادي ولا ولا يقرب من احد من خلقه ولا يقرب منه احد وان دواه الشياطين في القرب منه كذوات الملائكة المقربين فقد ظن وبه ظن السوء ومن ظن انه يسوي بين المتضادين او يفرق بين المتساويين من كل وجه او يحبط طاعات العمر المديد الخالصة الخالصة الصواب بكبيرة بكبيرة واحدة تكون بعدها فيخلده في الجحيم بتلك الكبيرة كما يخلد من لم يؤمن به طرفة عين واستنفذ عمره في مساخطه ومعاداة رسله ودينه يتقربون بهم اليه ويجعلونهم وسائط بينه وبين وبينهم بينهم وبينهم فيدعون فيدعونهم ويخافونهم ويرجونهم فقد به اقبح الظن واسوأها. ومن ظن به انه ينال ما عنده بمعصيته ومخالفته كما ينال بطاعته والتقرب اليه فهو من ظن السوء. ومن ظن به انه اذا ترك لاجله شيئا ان لم يعوضه خيرا منه وانما وهو من فعل شيئا لاجره لم يعطيه افضل منه وقد ظن به ظن السوء وما ظن انه يغضب على عبده ويعاقبه بغير جرم ولا سبب من العبد الا بمجرد المشيئة فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن به انه اذا صدقة الرغبة والرهبة وتضر عينيه واسأله واستعان به وتوكل عليه انه يخيبه فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن انه يثيبه اذا عصاه. وما يثيبه اذا طاعة وسأله ذلك بدعائه فاقضى النبي خلاف ما هو اهله وما لا يفعله ومن ظن انه اذا اغضبه واسخطه وقع في معاصيه ثم اتخذ من دونه اولياء ودعا من دونه ملكا او بشرا حيا او ميتا يرجو بذلك ان ينفعه ان ينفعه عند ربه ويخلصه من عذابه فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن به انه يسلط على رسوله صلى الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم اعداه تسليط مستقرا دائما في حياته ومماته وابتلاه بهم لا يفارقونه فلما مات استبجوا بالامر دون وصيه واهل بيته وسلبوهم حقهم واذلوهم من غير جرم ولا ذم لاوليائه واهل الحق وهو يرى وارد ويقدر على نصرة اوليائه وحزبه ولا ينصرهم ثم جعل المبدلين لدينهم مضاجعيه في حفرته تسلم امته عليهم في كل وقت كما تظنه الرافضة فقد ظن به اقبح الظن انتهى انتهى اختصارا. اه من هذا نخلص انهما من مشرك وكافر ومنافق الا وعنده سوء الظن بالله وما من مبتدع الا وعنده سوء ظن بالله بقدر بدعته من الذي يسلم من سوء الظن بالله من اتى بالتوحيد والسنة جعلني الله واياكم منهم نعم قال وهو ينبهك على احسان الظن بالله في كل شيء. قوله فليعتني اللبيب اللب اي العقل واللبيب اي العاقل قوله ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملامة له وانه كان ينبغي ان يكون كذا وكذا قلت بل يبوحون بذلك ويسرحون به باشعارهم وكلامهم. قال ابن عقيم في الفنون الواحد من العوام اذا رأى مراكب مقلدة بالذهب والفضة ودارا مشيدة مملوءة بالخلل والزينة. قال انظر الى ما عطاهم مع سوء افعالهم ولا يزال يلعنهم ويذم معطيهم حتى يقول فلان يصلي الجماعات والجمعة ولا يؤذي الذر ولا يأخذ ما ليس له ويؤدي الزكاة اذا كان له مال ويحج ويجاهد ولا ينال خلة ولا ينال قلت بقلة ويظهر الاعجاب كانه ينطق انه لو كانت الشرائع حقا لكان الامر بخلاف ما ترى. وكان الصالح غني الفاسق فقيرا. قال ابو الفرج هذه حالة قد شملت خلقا كثيرا من العلماء والجهال. اولهم ابليس فانه نظر بعقله فقال كيف يفضل الطين على جوهر النار كيف يفضل الطين على جوهر النار؟ اذا هذا كله من سوء الظن بامر الله وحكمته وتقديره. نعم. قال وفي من اعتراضه ان حكمتك قاصرة وان رأيي اجود وتبع ابليس في تغفيره واعتراضه خلع كثير منهم ابن الرواندي والمعري ومن قوله اذا كان لا يحظى برزقك عاقل وترزق مجنونا وترزق احمقا ولا ذنب يا رب السماء على امرئ رأى منك ما لا يشتهي فتزندق. على كل حال بالنسبة للمعري يقال انه رجع يقال انه رجع وتاب في اخر عمره الله اعلم. اما اذ راوندي فالزنديق من الزنادقة نعم قال وكان ابو علي ابن مقلة يقول ايا ربي ايا ربي خلقوا. ايا ربي تخلق ليل واغصان بان وكثبان رمل. وتبدع في كل طرف بسحره وفي كل بقد رشيق بشكله وتنهى عبادك ان يعشقوا ايا حاكم العدل ذا حكم عدلي؟ اعوذ بالله نسأل الله السلامة والعافية هذا كلام ابن مقلة نعم قال وكان ابو طالب المكي يقول ليس على المخلوق اضر من الخالق. اعوذ بالله هذا ابو طالب المكي صاحب قوت القلوب من كبار المتصوفة نعم. قال ابن الجوزي ودخلت ودخلت على صدقة ابن الحسين الحداد وكان فقيها غير انه كان كثير الاعتراض وكان عليه جرب. فقال هذا ينبغي ان يكون على جمل الا علي وكان يتفقده بعض الاكابر المأكول فيقول بعث لي هذا على الكبر وقت لا اقدر على اكله وكان رجل يصحبني قد قارب ثمانين سنة كثير الصلاة والصوم فريضة وشد به المرض وقال ان كان يريد ان اموت فيميتني واما هذا واما هذا التعذيب فلا فما له معنى والله لو اعطاني الفردوس مكفورا ورأيت اخر يتزيى بالعلم اذا ضاق عليه رزقه يقول اي شن هذا التدبير؟ لا اله الا الله وينه الايمان؟ وين التوحيد والله الذي لا اله الا هو ان الولد الصغير ليعترض على والديه لا يعترض على والديه في اشياء كثيرة حتى في اشياء يكرهها يوقظ ابنه لصلاة الفجر لا يعترض. يوقظ ابنه للمدرسة لا يعترض. يقول له ذاكر لا يعترض فكيف المخلوق يعترض على الخالق اين العقول؟ يدعون انهم اصحاب عقل نعم قال وعلى هذا كثير من العوام اذا ضاقت ارزاقهم واعترضوا وربما قالوا ما يريد ان يصلي واذا رأوا رجلا صالحا مؤذى قالوا ما يستحق قدحا في القدر وكان قد جرى في زماننا تسلق من الظلمة فقال بعضنا فسخ هم يقولون ما يستحق حنا عندنا يقولون ما يستاهل نفس المعنى نسأل الله السلامة والعافية يقول فلان صار له حد لا ما يستاهل ايش دراك انه ما يستاهل انت تعترض على قظاء الله وقدره فلان اصابه مرض ايه ما يستاهل. ما يجوز هذا. فلان خسر في تجارته لا ما يستاهل. فلان شالوه من المسؤولية. من المكانة. لا ما يستاهل ما يصير هذا قضاء الله وقدره نعم قال وكان قد جرى في زماننا تسلط من الظلمة فقال بعض من تزيأ بالدين هذا حكم بارد وما فهم ذلك الاحمق فان الله يملي للظالم. الله اكبر نعم. قال وفي الحمقى من يقول اي فائدة في خلق الحيات والعقارب وما علم ان ذلك انموذج لعقوبة المخالف. وهذا امر قد شاع ولهذا مددت النفس. الله اكبر وانا اذكر اني قرأت في آآ كتب التاريخ ان المغول لما استولوا على بغداد اتوا بعالم فقيه فقالوا له الست تزعم انك على الحق وان على الباطل؟ قال بلى قال كيف تكونون على الحق وقد قوانا عليكم قال لاننا آآ لاننا خرجنا عن امره فسلط علينا ذئابا امثال هذا هو الصحيح ان ننظر الى ما في القضاء والقدر مما يؤلم انه دواء مر لمعالجة الامة نعم قال وفيه واعلم ان المعترض قد ارتفع ان يكون شريكا وعلا على الخالق بالحكم عليه. وهؤلاء كلهم كفرة. لانهم رأوا حكمة الخالق قاصرة واذا كان توقفك بل بعين الرضا بحكم الرسول صلى الله عليه وسلم يخرج عن الايمان. قال فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الاية. فكيف يصح الايمان مع الاعتراض على الله؟ وكان في زمن عقيم رجل رأى بهيمة على غاية من على غاية من السقم. وقال ورحمتي لك وقلة في اقامة التأويل معذبك؟ هذا مثل الإنسان يقول يقول الله موجود ليش يعذب الحيوان موجود الملاحدة اليوم يقولون ليش الله يعذب البقرة على مرضها؟ يا اخي هذه كلها مبنية على الحكمة. انت اذا جهلتها لا يجوز ان اعترض على الله انت اذا جهلت لا يجوز ان تعترظه هذا مثل انسان يأتي ويدخل الى هذا المسجد فيرى في هذا المسجد شباكا لا يعجبه يقول انا اعترض على هذا المهندس انت منت مهندس كيف تعترض نعم فقال له ابن عقيم ان لم تقدر على حمل هذا الامر لاجل دقتك الحيوانية ومناسبته الجنسية فعندك عقل تعرف به حكم الصانع وحكمته ويوجب عليك التأويل. فان لم فان لم تجد استطرحت لفاطر العقل حيث خانك العقل عن معرفة الحكمة في ذلك انتهى. استطرحت يعني طرحت هذا الامر وارتح نعم قوله وفتش نفسك هل انت سالم؟ قال ابن القيم اكثر الخلق الا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء فان غالب بني ادم يعتقد انه مبخوث الحق ناقص الحظ وانه يستحق فوق ما اعطاه الله. ولسان حاله يقول ظلمني ربي ومنعني ما استحقه ونفسه تشهد عليه بذلك. وهو بلسانه ينكره ولا تتجاسر على التصليح به ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كاملا حمول النار في الزناد فاقدح زناد من شئت ينبئك شراره عما في زناده. الله المستعان فليعتني اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع وليتب الى الله ويستغفره كل وقت من ظنه بربه ظن السوء. وليظن السوء بنفسه التي هي مأوى كل سوء ومنبع كل شر. المرتبة على الجهل والظلم. فهو اولى بظن السوء من احكم الحاكمين واعذر وارحم الراحمين الغني الحميد الذي له الغنى التام والحمد التام والحكمة التامة المنزه عن كل سوء في ذاته وصفاته وافعاله واسمائه. نعم. فباته لها الكمال المطلق من كل وجه وصفاته كذلك. وافعاله كلها حكمة ومصلحة ورحمة وعدل واسماؤه كلها حسنى. فلا تظن بربك ظن سوء فان الله اولى بالجميع ولا تظلم بنفسك قط خيرا وكيف بظالم جاهد جهول وظن بنفسك السوء تجد هكذاك وخيرها كالبستاحين. وما بك من تقى فيها وخير فتلك مواهب الرب الجليل وليس لها ولا منها ولكن من الرحمن فاشكر للدليل. قوله تنجو منها اي من هذه الخصلة العظيمة قوله تجد ذي عظيمات اي تنجو من شر عظيم قوله فاني لا اخالك هو بكسر الهمزة الى انك قوله ناجيا اي سالما والله اعلم. اسأل الله ان يسلمنا واياكم من سوء الظن بالله عز وجل وقظائه وقدره وحكمته وان يرزقنا واياكم تمام الرضا بالقضاء وان يوفقنا لما يحب ويرضى ان شاء الله الملتقى السبت القادم بعد صلاة العصر السبت القادم بعد صلاة العصر ان شاء الله عز وجل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله ان شا الله ننتهي قبل المغرب من كتاب تيسير العز عبد الرحمن يسأل يقول يا شيخ كيف نوفق بين حديث وجوب الاعطاء للمقسم بالله وحديث لا يحل مال امرئ مسلم الا بطيب نفس منه هو لا يحل له ان يسأل باسم الله فاذا سأل فانت يجب عليك ان تعطيه ما دام عندك بقدر ما لا يظعفك ولا يعجزك هو الذي وقع في الاثم وانت اديت الواجب