يسوق الله تعالى قصة ابراهيم عليه السلام. والذي تزعم بنو اسرائيل انه قدوة لهم في في عباداتهم وشرائعهم. فتأتي الايات المحكمات لتبطل هذه المزاعم. بذكر قصتها هذا النبي الجليل عند بيت الله العتيق وهدى القلوب للذة وسمى بها لمراتب الاحسان وبحكمة نحيا ربيع قلوبنا. بخلاصة التفسير للقرآن لا تهجروا القرآن يا احبابي. فهو الشفيع لنا بيوم وهو المعلم يا اولي الالباب. هيا بنا ونحيا به هيا بنا. بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين سياق الايات رجع الى مرحلة تاريخية اسبق. وهي عهد ابراهيم عليه السلام. لماذا لانها تؤدي دورا محوريا في حسم الخلاف الذي شجر في المدينة بين اهل الكتاب وبين يا اهل الاسلام فاهل الكتاب يرجعون بوصولهم الى ابراهيم عليه السلام عن طريق اسحاق عليهم السلام ويفتخرون بذلك. والعرب ترجع بوصولها الى ابراهيم كذلك. عن طريق اسماعيل عليه السلام ويفتخرون بذلك. لذلك سياق الحديث عن ابراهيم واسماعيل واسحاق اتى في وقته المناسب لتقرير الحقائق المهمة حول الملة والمنهج والعقيدة ولتقرير حقيقة دين ابراهيم عليه السلام. قال الله تعالى مخاطبا نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام اذكر حين اختبر الله عبده ابراهيم عليه السلام. وكلفه بجملة من التكاليف الشرعية من الاوامر والنواهي كما هي سنته سبحانه وتعالى مع جميع عباده. فبهذه التكاليف والابتلاء يعلم الصادق من المنافق. والثابت من المتردد. وقد كان ابراهيم عليه السلام نعم فمن قام بكل التكاليف والاحكام واداها على اكمل وجه. ومن ابرز تلك التكاليف طوفه في وجه الوثنيين وتحطيم اصنامهم ومقارعة كبرائهم والهجرة من ديارهم والهم بذبح ولد اسماعيل قربانا لله تعالى وبناء بيت الله الحرام. فجزاه الله من جنس عمله الصالح اخبره باني جاعلك للناس قدوة يقتدى بك. في اقوالك وافعالك في وعبادتك في صبرك وفي سبعتك. فما اسعدك يا ابراهيم بهذا الاصطفاء عظيم وبهذا الشرف الرفيع وامام هذا العطاء الكبير. رغب ابراهيم عليه السلام في المزيد من فضل ربه فقال ومن ذريتي ومن ذريتي اي واجعل يا رب من ذريتي كذلك ائمة يقتدى بهم فاجابه الله تعالى بقاعدة عامة تبين عدل الله تعالى وحكمته قائلا لا ينال عهدي الظالمين. اي لا ينال الامامة في الدين الظالمون من ذريتك لان الظلم ينافي مقام الامامة في الدين وان جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واتخذوا منه مقام ابراهيم مصلاه وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود واذكر يا محمد حين جعل الله البيت الحرام مرجعا للناس تدن تتعلق به قلوبهم وتهفو اليه نفوسهم. لا يفترون عنه. فكلما رحلوا عن البيت الحرام رجعوا اليه ثم زاد الله عبده ابراهيم عليه السلام فضلا ومكانة. فقال الله للناس الحجر الذي كان ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالح الاية الكريمة بالجاحدين والمعاندين. الذين تركوا اتباع ملة ابراهيم. الملة السمحة الغراء النقية ان يقفوا عليه ابراهيم عليه السلام وقت بناء الكعبة اتخذوا من هذا الحجر مكانا للصلاة صار من سنة الطواف ان تصلي ركعتان بعده خلف مقام ابراهيم عليه السلام ما اوصى الله تعالى نبيه ابراهيم واسماعيل عليهما السلام بتطهير البيت الحرام عن كل رجز معنوي كالاصنام والاوثان او نجس حسي كالاقذار والاوساخ. حتى يتمكن الطائفون والعاكفون والمصلون من اداء العبادات بلا اذى يلحقهم او يضايقهم. فقضى الله لبيته الحرام ان يكون رمزا للطهر. كما انه رمز للامان واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من ثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى باب نار وبئس المصير ساق القرآن بعد ذلك نماذج من الدعوات التي تضرع بها ابراهيم عليه السلام الى ربه. بداية دعا للبلد الذي حوى في قلبه اعظم بيت على وجه الارض. دعا ابراهيم لمكة قائلا رب اجعلها هذا بلدا امنا. لا يتعرض فيه لاحد بسوء في نفسه او ماله او عرضه. فكانت مكة بدعاء الخليل حرما سلاما ببشرها وزرعها ودوابها والدعوة الثانية خص بها ابراهيم ساكني مكة المكرمة. بان يرزقهم الله بانواع الثمرات المختلفة. ليقبلوا على طاعتك ويتفرغوا لعبادتك. ثم ان ابراهيم تأدب مع الله سبحانه وتعالى. فجعل دعاءه هذا حصرا على المؤمنين بالله. والمصدقين يوم القيامة حرصا منه على شيوع الايمان بين سكان مكة. الا ان الله تعالى اجابه ومن من كفر منهم كذلك. فاني لن احرمه الرزق في الدنيا ليتمتع في حياته القصيرة. اما في الاخرة فاني انجئه مكرها الى عذاب النار. وبئس هذا المصير الذي يصير اليه واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل من انك انت السميع العليم. واذ يرفع ابراهيم القواعد يأتي السياق بصيغة الفعل المضارع. وكأن اللقطة حاضرة تقع الان حية شاخصة متحركة تراها الاعين وهذا من خصائص التعبير القرآني الجميل حين يتحول المشهد الى مشهد حاضر تفيض منه الحياة. ها هم الان النبيان ابراهيم وابنه اسماعيل. يرفعان قواعد الكعبة. ويضعان اساسه انظروا الى اسماعيل وهو يأتي بالحجارة وابوه ابراهيم يبني. ها هو بيته يرتفع شيئا فشيئا. حتى اصبح عاليا لا تصل اليه الايدي فيطلب ابراهيم من ابنه اسماعيل ان يأتيه بحجر ليصعد عليه ليكمل عمله ونحن نشاهد بناء البيت الحرام. كما لو كانت رؤية عين لا رؤية خيال نكاد نسمع صوتيهما وهما يبتهلان ويدعوان الله تعالى طوع واجلال. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم اروع هدم النبوة. ربنا اقبل منا كل اعمالنا. ومنها بناء بيتك المعظم يا رب انه عمل خالص لوجهك والغاية المرجوة من ورائه هي الرضا والقبول. فانت يا الله سميع لدعائنا عليم بقصدنا ونياتنا ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة تسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم. ومضي ابراهيم واسماعيل عليهما السلام يدعوان الله. ويبتهلان اليه في خشوع قائلين ربنا اجعلنا مستسلمين لامرك. وخاضعين لك وكذلك اجعل من يأتي بعد من ذريتنا امة مستسلمة لك. مذعنة لاوامرك ونواهيك وارشدنا يا الله. لشرائع ديننا وامور عبادتنا واعمال حجنا وفقنا للتوبة وارحمنا فانت عظيم المغفرة انت واسع الرحمة ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم. وختم النبيان الكريمان ابراهيم واسماعيل عليهم السلام دعائهما بكلمات عظيمة. هي من اعظم دعاء الذي دعواه لذريتهما. بل وللناس اجمعين. فقال ربنا وابعث في الامة المسلمة رسولا من انفسهم. يعرفون نسبه وشرفه وصدقه وامانته تكون مهمته يقرأ عليهم ايات كتابك ويعلمهم ما يوحى اليه من القرآن والسنة النبوية. ويطهرهم من الشرك والوثنية وذميم الخصال ويسمو بهم لكريم الاخلاق انك يا ربنا العزيز الذي لا يغلب ولا يقهر. والحكيم فيما يفعل وفيما يأمر وفيما يقدر. وقد استجاب الله تعالى دعاء ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ببعثة السراج المنير محمد عليه الصلاة والسلام. وتلك نعمة وعلينا حين اصطفاه الله تعالى من ذرية اسماعيل كلها. ليكون ومرشدهم ونبي العالمين. وجعل الكتاب الذي نزل عليه نورا للدنيا كلها ومهيمنا على كل ما سبقه. فالحمد لله رب العالمين التي تدعو الى الغاية الحقيقية من خلق البشرية. فلا احد يعرض عن دين ابراهيم عليه السلام الى غيره من الاديان المحرفة الا من اذل نفسه واحتقرها. كيف تعرضون عن ملة ابراهيم؟ وقد اختاره الله عز عز وجل واصطفاه وفضله بالنبوة والرسالة والخلة وجعله قدوة للناس يأتمون به ويتأسون به هذا فضله في الدنيا. وانه في الاخرة لمن الصالحين المقربين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين. كان ابراهيم عليه السلام ولا الاسوة للناس. ومثلا اعلى في الخضوع لله عز وجل. فانظر حين قال له ربه اسلم اي استسلم لي وامتثل لامري فما كان من الخليل عليه السلام الا ان قال بملئ في فمه وقلبه اسلمت لله رب العالمين. لم يجادل ولم يتعنت ولم يتساءل ولم يساوره شك في حكمة الله الذي دبر شؤون خلقه ورباهم ورحمته ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله غفر لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون بعد ان بين الله تعالى ان ابراهيم عليه السلام كان كاملا في نفسه اتبع ذلك ببيان انه كان ايضا يعمل على تكميل غيره. ودعوته الى توحيد الله سبحانه وتعالى. ولان الابناء اولى بالنصح والارشاد وصى ابراهيم عليه السلام ابناءه بهذه الملة الحنيفية. كما اوصى بها يعقوب بنيه فقال كل منهما لابنائه يا رأي ان الله ارتضى لكم دين الاسلام الذي لا يقبل الله دينا سواه. فاثبتوا الاسلام واستمسكوا بالاسلام حتى يدرككم الموت وانتم مقبلون على هذا الدين الحنيف ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيهما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله اباء قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل الى واسحاق الها واحدا ونحن له انكرت الاية على اليهود افتراءاتهم لما زعموا ان يعقوب عليه السلام كان على الملة اليهودية. فرد القرآن عليهم هل كنتم هودا حاضرين حين حضرت الوفاة يعقوب؟ فعرفتم الملة التي مات عليها؟ فان قالوا كنا فقد كذبوا وانكشف امرهم وان قالوا لم نحضر اذا بطلت دعواهم ان يعقوب كان يهوديا ووصى بنيه باليهودية. يفخر اليهود بانهم ابناء يعقوب عليه السلام الذي لقب بعده باسرائيل. فماذا كان يعقوب؟ يعقوب كان عبدا موحدا. كان نبيا صالحا. حسن الصلة بالله. يعرفه معرفة وثيقة ويستسلم لقضائه وقدره. هو وابناؤه كانوا مسلمين موحدين ولم يكونوا يهودا ولا نصارى. ويعقوب حين حضرته الوفاة جمع بنيه ليستوثق اه قبل وفاته من انهم لن يفرطوا في ايمانهم مثقال ذرة. سألهم سؤال فيه اختبار لهم. ما تعبدون من بعدي. فكان جواب ابناء الصالحين سنعبد الله. نعبد الله الذي هو الهك اله ابائك السابقين. اله جدك ابراهيم. واله عمك اسماعيل. واله ابيك اسحاق الها واحدا احدا لا نشرك به شيئا ونحن مستسلمون له ومنقادون اليه تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون. في الاية حذير لاهل الكتاب من ترك طاعة الله. اتكالا على انتسابهم للاباء. كانوا انبياء او صالحين تلك امة قد خلت. فابراهيم عليه السلام وذريته الصالحة امة قد مضت وافضت الى ما دمت لها جزاء ما كسبت من الاعمال وانتم معشر يهود لكم ما اكتسبتم من اعمالكم. ويوم القيامة لا تسألون عن اعمال غيركم وانما ستسألون عن اعمالكم وحدها. فاصلحوها وحسنوها وامنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام الذي هو دعوة ابراهيم عليه السلام اللهم اجعلنا ممن اتبع انبيائك ورسلك واحشرنا معهم يا رب العالمين ونذوق طعم الشند في كلمات متعلمين الفقه من لمحاته. انا ارى به اراحنا تسمو بنا بخلاصة التفسير للقرآن قصص به تعطينا اسم العبر تحكي لنا انباء فيها يا مزدجر عن قصة الرسل الكرام مع البشر. وتكون تثبيتا لقلب حبيبنا. بخلاصة التفسير للقرآن لخلاصة التفسير للقرآن