بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين نحمده عز وجل ونثني عليه الخير كله ونصلي ونسلم على نبينا محمد. مم وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن سهلا قال الامام ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه او في رسالته المسماة بالعقيدة الواسطية قال فيما يتعلق باثبات استواء الله جل وعلا على عرشه قال وقوله عز وجل الرحمن على العرش استوى في سبعة مواضع اي من القرآن العظيم ذكر الله عز وجل استواءه على عرشه جل وعلا والاستواء هو العلو والارتفاع والصعود والاستقرار فهذه المعاني الاربعة مما جاء عن السلف في تفسير الاستواء وهذا ما جاء طبعا هذا هذه التفسيرات انما هي بموجب لغة العرب فمن معاني استوى اي علا ومن معانيها ان يرتفع وصعد وكل هذه المعاني معاني متقاربة والمعنى الرابع اي استقم وقد ذكر الامام ابن القيم عبارات السلف في تفسير الاستواء فذكر هذه العبارات او هذه المعاني الاربع نعم والعرش هو صديق الملك العرش هو سريع الملك وعوش ربنا جل وعلا عرش او صغير له قوائم وانه محمول من قبل الملائكة يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ تمانية فهذا العرش تحمله الملائكة وهذا العرش له قوائم كما سبت في الحديث المتفق على صحته ان الرسول صلى الله عليه وسلم عند عندما يفيق من الصعقة يجد ان موسى اخذا بساق العوج يجد ان موسى عليه السلام اخذا بساق العرش فهذا العرش له قوائم ويحمل من قبل الملائكة وايضا دلت الاحاديث الصحيحة الا انه سقف المخلوقات ولذا كان سقفا للجنة قال الله تعالى قال المصنف رحمه الله دكر الاستواء في سبعة مواضع من القرآن العظيم فاول هذه المواضع في سورة الاعراف في قوله تعالى ان ربكم الله جل وعلا وربنا هو الله المألوف المعبود جل وعلا الذي خلق السماوات والارض فلا خالق الا الله عز وجل في ستة ايام قلق هذه السماوات والاراضين بستة ايام وهو قادر جل وعلا على ان يخلقها بقوله كن فتكون سبحانه وتعالى ولكن خلقها جل وعلا في ستة ايام وهذه الايام المشهور انها تبتدأ من الاحد الذي هو الواحد اول ايام بالاسبوع ثم الاثنين الثلاثاء الاقبحا الخميس الجمعة نعم وفيه خلق ادم عليه السلام ثم استوى على العرش بعد ان خلق السماوات والارض استوى جل وعلا على العرش اي على وارتفع وصعد واستقو كما تقدم وقال في سورة يونس ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش وهذه الاية بمعنى الاية السابقة قال وفي سورة وعد الله الذي وسع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وهي ايضا بمعنى ما تقدم وقال في سورة طه الرحمن على العرش استوى وهي ايضا بمعنى ما تقدم وقال في سورة الفوقان ثم استوى على العرش الرحمن. فاسأل به خبيرا وقال جل وعلا في سورة الف لام ميم السجدة الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش وهي ايضا بمعنى ما تقدم وقال في سورة الحديد وهي اخر اية ذكر فيها الاستواء. اخر اية يعني في القرآن العظيم هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام. ثم استوى على العرش وهي بمعنى ايضا ما تقدم من الاية اذا الواجب علينا هو ان نثبت ما اسبته الله عز وجل لنفسه وهنا قد اسبت لنفسه الاستواء وهذا الاستواء استواء يليق بجلاله جل وعلا وعظمته سبحانه وتعالى فعلينا ان نثبت ذلك ونثبت المعنى الذي جاء في لغة العرب بمعنى الاستواء لان القرآن انما انزل بلغة العرب واما كيفية هذا الاستواء فهي غير معلومة لدينا لان الله عز وجل اخبرنا انه استوى ولم يخبرنا كيف استوى ولذا الامام مالك رحمه الله عندما سئل عن الاستواء قال الاستواء معلوم اي باللغة العربية والكيف مجهول لان الله لم لان الله تعالى لم يخبرنا عن كيفية الاستواء الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب لانه جاء في القرآن الله عز وجل هو الذي اخبر بذلك عن نفسه سبحانه وتعالى والسؤال عنه بدعة عن كيفية الاستواء ان ذلك بدعة. نعم. فالواجب التسليم والانقياد هذا هو الواجب نعم وعلى هذا جوا الصحابة والتابعون لهم باحسان الى يوم الدين واما اهل البدع ومن انحرف عن الكتاب والسنة فهؤلاء اولوا الاستواء بتأويل فاسد قالوا الاستواء الاستيلاء وهذا غير صحيح لان الاستيلاء في لغة العرب تفيد ان هناك شيء كان مغالبا لله والله عز وجل غلبه وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وغلبة حتى استوى تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا ثم ان الله عز وجل قد قال ثم استوى على العرش الرحمن فلو كان الاستيلاء الله عز وجل مستولي لان الخلق خلقه وليس هناك احد يغالبه فهو الواحد الذي لا شريك له ثم امر ثالث لماذا خصت خص العرش بالاستيلاء اذا كنتم تزعمون ان الاستواء الاستيلاء لماذا خص العرش بل هو جل وعلا اذا كان المقصود الاستيلاء والمغالبة والغلبة فالله عز وجل غالب على كل شيء. والله غالب على امره. غالب على كل شيء. لماذا يخص العرش فقط من باقي المخلوقات لكن اذا فسرنا الاستواء التفسير الصحيح بالعلو والارتفاع والصعود والاستقرار فهذا يستقيم فالعرش هو سرير الملك هو سرير الملك نعم لذا يستقيم هذا التفسير بانه الصعود والارتفاع والعلو والاستقرار نعم فهذا استواء يليق بجلاله سبحانه وتعالى. وعلينا ان نثبته ان لربنا جل وعلا كما اثبته الله تعالى لنفسه ثم ذكر المصنف رحمه الله امر يتعلق ايضا بما تقدم وهو علو الله عز وجل على عرشه وهو علو الله عز وجل على خلقه سبحانه وتعالى ومن ذلك العرش وغيره من المخلوقات فقال عز وجل يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي متوفيك اي هنا الوفاة النوم لان عيسى عليه السلام حي قال الله عز وجل وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم فعيسى عليه السلام حي ومن معاني الوفاة باللغة العربية النوم قال الله تعالى الله يتوفى الانفس حين موتها يتوفى الانفس اي تنيم النوم الانفس عفوا قال الله تعالى وهو الذي وهو الذي يتوفاكم بالليل. وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما رحتم بالنهار يتوفاكم بالليل ان ينيمكم ويعلم ما جرحتم بالنهار اي عندما يحييكم وتتحركون يحييكم بعد النوم. تستيقظون بعد النوم فتتحوكون ويعلم ما جرحتم ما كسبتم فالوفاة اني متوفيك اي هنا النوم. ووافعك الي الله عز وجل رفع عيسى اليه في السماء وهذا فيه اثبات لعلو الله عز وجل على خلقه وان الله عز وجل قد رفع عيسى اليه سبحانه وتعالى. ولذا قال في الاية التي بعدها الله اليه نعم وفي هذا الرد على اليهود الذين يزعمون انهم قد قتلوا عيسى عليه السلام فعيسى لم يقتل بل القى الله جل وعلا شبه عيسى على غيره بل شبه لهم نعم ولذا قال وما قتلوه وما صلبوه وقال عز وجل اليه يصعد الكلم الطيب اليه الى الله عز وجل يصعد الكلام الطيب فدل هذا على ان الكلام الخبيث لا يصعد الى الله بل هو مردود وغير مقبول بخلاف الكلام الطيب فانه مقبول ولذا يصعد الى الله عز وجل والعمل الصالح ايضا يصعد الى الله يرفعه فدل هذا على ان العمل غير الصالح يكون مردودا وغير مقبول ودلت ايضا هذه الاية على علو على علو الله على عرشه جل وعلا على علو الله على عرشه جل وعلا وعلوه على سائر مخلوقاته سبحانه وتعالى وقال عز وجل يا هامان ابن لي صوحا لعلي ابلغ الاسباب فرعون يخاطب وزير هامان بان يبني له صرحا اي شيئا مرتفعا وحسنا عاليا لعلي ابلغ الاسباب ما هذه الاسباب؟ اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى كيف علم فرعون ان اله موسى وهو الله عز وجل في السماء لان موسى اخبره نعم فلذا قال فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. هذا بزعم فرعون. وقد كذب فرعون فرعون هو الكاذب وموسى عليه السلام هو صادق بدل بدليل الايات التي تقدمت وغيرها من النصوص التي فيها اثبات علو الله عز وجل على خلقه ولذا قال عز وجل اامنتم من في السماء وهنا من في السماء اي من في العلو لان كل ما فوقك سمع اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور تضطرب ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا اي حجارة بسبب عصيانكم وعدم اتباعكم لاوامر ربكم فستعلمون كيف ندير فهذه ايضا الايات دلت على علو الله. وانه جل وعلا في السماء. ولذا والايات في ذلك كثيرة ولذا قال عز وجل كما تقدم يخافون ربهم من فوقهم وفي صحيح الامام مسلم حديث معاوية ابن الحكم السلمي عندما اتم معاوية بجارية وكان قد ضربها وذلك لان كانت ترعى بغنم معاوية عليكم السلام الله وبركاته كانت ترعى بغنمه فجاء الذئب وعدا على شاة واخذها فغضب معاوية بن الحكم فصكها فا ندم بعد ان ضربها فاتى الى الرسول عليه الصلاة والسلام فامره ان يعتقها. ولكن بعد سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم لها فقال لها اين الله قالت في السماء قال لها من انا قالت انت رسول الله. قال اعتقها فانها مؤمنة تأقوه عليه الصلاة والسلام على قولها انه في السماء وهذا حديث صحيح صريح نعم ماذا اه اجاب بعض المبتدعة عن هذا الحديث ما يستطيع ان يؤول يؤوله بماذا قالت في السماء يعول بماذا؟ فقال الحديث ضعيف مضطرب وانه جاء بعدة الفاظ وهو غير هالكلام غير صحيح كذب. الحديث ليس بمضطرب وصحح الامام مسلم وتتابع الائمة على تصحيحه ولا يعرف احد من القرون الثلاثة من اهل العلم رد هذا الحديث. والذين انتقدوا على الايمان بالدعوة والذين انتقدوا على الامام مسلم بعض الاحاديث لم ينتقدوا هذا الحديث فهو حديث صحيح نعم وفي الحقيقة ان النصوص التي جاءت في ذلك نصوص كثيرة ثم عليكم السلام ايضا الادلة التي تدل تدل على علو الله عز وجل على خلقه ليست فقط في ما جاء في القرآن العظيم وفيه كفاية او ما جاء في السنة النبوية وفيها كفاية بل ايضا الفطرة فطر الله عز وجل عبادة على ذلك ولد ما من داع يدعو الا ويرفع يديه الى السماء. نعم. اه لم يعلم ان احد يدعو هكذا الى الارض. نعم فما من داعي يدعو الا ويرفع يديه الى السماء. فهذه فطرة. قد فطر الله عز وجل عليها عبادة. المسلم والكافر والعاقل وغير العاقل. يقولون حتى ان الحيوانات ايضا انها تتوجه اذا ارادت التوجه الى خالقها تتوجه الى السماء وقد جاء في قصة لها في قصة فيها عبرة وقواتها ثقات كما قال ابو عبد الله الذهبي ان ابا المعالي الجويني كان على المنبر واراد ان يقوي والعياذ بالله ان الله في كل مكان نعوذ بالله فكان على العرش ويقول كان الله ولا مكان وهو على ما عليه الان يعني في كل مكان نعوذ بالله فقام احد اهل العلم وهو الهمداني فقال يا امام دعنا من ذلك اخبرنا عن الضروبة التي يجدها كل واحد منا في قلبه. ما قال عارف قط يا الله الا ووجد في قلبه وفي يديه يرفع يديه الى السماء وفي قلبه يميل الى السماء فلطم على جبهته ونزل من المنبر وقيل خرق ثوبه وقال حيرني الهمداني حيرني الهمداني فهذه ضرورة لا ينفك عنها الانسان وحتى الكفار لو سألتهم اين الله؟ قالوا في السماء نعم الا هؤلاء الذين يؤولون النصوص التي جاءت ويخالفون الفطرة من الجهمية والمعتزلة والاشاعرة. نعم الذين تأثروا بلوسة اهل الكلام وبتقريرات اهل البدعة نعم فتلوثت عقولهم وفسدت فطرهم فاخذوا يقولون والعياذ بالله بهذا القول الباطل نعم. ثم ذكر المصنف ايضا النصوص التي جاءت في معية الله لخلقه جل وعلا قال الله تعالى هو الله الذي خلق السماوات والارض. في ستة ايام. ثم استوى على جل وعلا وتقدم هذا في سورة الحديد يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ثم قال عز وجل وهو معكم اينما كنتم. والله بما تعملون بصير. فهو معنى جل وعلا حيثما كنا. وذلك لان الخلق في قبضته جل وعلا. وتحت هيمنته والسماوات مطويات. بيمينه جل وعلا اكل شيء تحت قهوه. جل وعلا. فهو معنى سبحانه وتعالى اين عن الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. والله بما تعملون بصير لا تخفى عليه خافيا منكم بل يعلم يعلم السر واخفى جل وعلا ولذا قال عز وجل ما يكون من نجوى سلاسة. والنجوى هي الاسراغ النجوى ضد المناداة. المناداة رفع الصوت النجوى لا الاصرار بالكلام ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. فلا يخفى عليه شيء ولا خمسة الا هو سادسهم. ولا ادنى من ذلك اي اقل ولا اكثر الا ومعهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله كل شيء عليم. وهذه المعية معية عامة. والمعية العامة تكون مع كل الخلق وجميع الناس لا ينفك احد عن معية الله. جل وعلا عندنا معية خاصة وهي التي جاءت في قول الله تعالى لا تحزن ان الله معنا او الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لابي بكر عندما كان في الغار وجاء المشركون يبحثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخشي الصديق انهم يقفون عليهم ويمسكون بهم. فحزن فقال له عليه الصلاة والسلام لا تحزن. ان ان الله معنا هذه معية خاصة المعية الخاصة تقتضي النصرة والحفظ والتأييد بخلاف المعية العامة ولذا قال عز وجل لموسى وهارون عندما خشي من فرعون. قال انني معكما. اسمع واضع اذا لا تخاف من فرعون فالله تعالى معكم يسمع كلامكم ويراكم عز وجل وقال تعالى ايضا في المعية الخاصة ان الله مع الذين اتقوا لماذا خص المتقين؟ لان هذه المعية خاصة فهو مع المتقين يؤيدهم يحفظهم وينصرهم والذين هم محسنون الذين احسنوا في اعتقاداتهم فاعتقدوا ما جاء في الكتاب والسنة واحسنوا في اعمالهم واقوالهم اتبعوا ايضا ما جاء في الكتاب والسنة فهذه المعية الخاصة وقال تعالى واصبروا ان الله مع الصابرين ايضا هذي معية خاصة. فمعية الله الخاصة مع الصابرين. الذين صبروا على جهاد اعداء الله وعلى اذى الكفار لهم. وعلى ما يصيبهم في الدنيا فالله مع الصابرين وقال تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين هذه معية ايضا خاصة. فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله هذا مما يفسر المعية الخاصة وانها تقتضي النصر والتأييد والحفظ والكلاءة والله مع الصابرين. جل وعلا ولعل نقف عند هنا ادعوا بالله تعالى التوفيق