ان يقولوا السلام على الله من عباده وبين ان ذلك لان الله هو السلام سبحانه وتعالى فلا يقال السلام على الله. نعم قال الشارح الشيخ عبد الرحمن ابن حسن رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد قال باب لا يقال السلام على الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد على اله واصحابه اجمعين كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون السلام على الله من عباده السلام على جبرائيل وميكائيل السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام على الله من عباده فان الله هو السلام ومنه السلام ولكن قولوا التحيات لله والطيبات نهاهم صلى الله عليه وسلم ان يقولوا السلام على الله من عباده وبين ان ذلك لان الله هو السلام ومنه السلام سبحانه وتعالى السلام من اسماء الله سبحانه وتعالى وهو السالم من النقائص والعيوب الموصوف بكل كمال وجلال سبحانه وتعالى ولكن قولوا التحيات التحيات هي التعظيمات التحيات لله اي التعظيمات كلها لله سبحانه وتعالى ملكا واستحقاقا نعم باب لا يقال السلام على الله في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا اذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام على الله فان الله هو السلام نعم نهاهم صلى الله عليه وسلم ان يقول في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد قال وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم وابو داوود والنسائي وابن ماجة من حديث شقيق ابن سلمة عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا اذا جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام على الله قبل عباده السلام على فلان وفلان الحديث وفي اخره ذكر التشهد الاخير ورواه الترمذي من حديث الاسود ابن يزيد عن ابن مسعود وذكر في الحديث سبب النهي عن ذلك بقوله فان الله هو السلام ومنه السلام نعم هذا ما ورد في هذا الشأن انهم كانوا في اول الامر يقولون السلام على الله من عباده فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال لا تقولوا السلام على الله من عباده لان الله هو السلام ولكن قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات والصلوات هي التعظيمات فالله جل وعلا هو المستحق للتعظيم المطلق فيقال تحيات اي التعظيمات كلها لله ملكا واستحقاقا. نعم وذكر في الحديث سبب النهي عن ذلك بقوله فان الله ها هو السلام ومنه السلام وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا انصرف من الصلاة المكتوبة يستغفر ثلاثا ويقول اللهم انت السلام ومنك السلام. تباركت يا ذا الجلال والاكرام نعم هذا المشروع ان المسلم اذا اه سلم من الصلاة المفروظة فانه اول ما يقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله لان الانسان عرضة للنقص اه الخلل فالمسلم شرع له ان يقول ذلك ويقول اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام وفي الحديث ان هذا هو تحية اهل لربهم تبارك وتعالى وفي التنزيل ما يدل على ان الرب تبارك وتعالى يسلم عليهم في الجنة كما قال تعالى سلام قولا من رب رحيم الرب سبحانه يسلم على اهل الجنة فيقول سلام قولا من رب يقول لاهل الجنة سلام قولا من رب رحيم نعم ومعنى قوله ان الله هو السلام انه تعالى سالم من كل نقص ومن كل تمثيل فهو الموصوف بكل كمال المنزه عن كل عيب ونقص. نعم ولذلك لا يقال السلام على الله من عباده وانما يقال التحيات لله اي جميع التعظيمات لله سبحانه وتعالى هذا هو البديل المشروع الذي استمر عليه عمل المسلمين من وقت النبي صلى الله عليه وسلم يقولون هذا التحيات لله بل في اخر الصلاة يقولون التحيات لله والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فيسلمون على كل عبد صالح في السماء او في الارظ بهذه التحية الطيبة المباركة نعم قال العلامة ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد السلام اسم مصدر وهو من الفاظ الدعاء يتضمن الانشاء والاخبار فجهة الخبرية فيه لا تناقض الجهة الانشائية وهو معنى السلام المطلوب عند التحية وفيه قولان مشهوران الاول ان الله عز وجل هو السلام ومعنى الكلام نزلت بركته عليكم ونحو هذا واختير في هذا المعنى من اسمائه عز وجل السلام دون غيره من الاسماء الثاني ان السلام مصدر بمعنى السلامة وهو المطلوب المدعو به عند التحية ومن حجة اصحاب هذا القول انه يأتي منكرا فيقول المسلم سلام عليكم ولو كان اسما من اسماء الله لم يستعمل كذلك من حجتهم انه ليس المقصود من السلام هذا المعنى وانما المقصود منه الايذان بالسلامة خبرا ودعاء قال العلامة ابن القيم رحمه الله وفصل الخطاب ان يقال الحق في مجموع القولين فكل منهما بعض الحق والصواب في مجموعهما وانما يتبين ذلك بقاعدة وهي ان حق من دعا الله باسمائه الحسنى ان يسأل في كل مطلوب ويتوسل بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله حتى ان الداعي متشفع الى الله تعالى متوسل اليه به فاذا قال ربي اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور فقد سأله امرين وتوسل اليه باسمين من اسمائه مقتضيين لحصول مطلوبه نعم هذا هو البيان الكافي في هذا الامر وهو ان ان هذا اللفظ جامع لكل انواع الخير وكل انواع البركة فاذا جاء به المسلم لا سيما عقيب الصلاة كان مرجوا ان يحصل على هذا الخير العظيم الذي يتضمنه هذا اللفظ المبارك. نعم وقال صلى الله عليه وسلم لابي بكر رضي الله عنه وقد سأله ما يدعو به قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم نعم اعترف العبد على نفسه انه ظلمها بمعنى انه عرظ نفسه لغضب الله فهو يريد ان ينقذ نفسه من ذلك فيأتي بهذا اللفظ المبارك الطيب الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لامته نعم فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم اغفر لي وارحمني. يطلب من ربه المغفرة والرحمة ثم يتوسل اليه باسمه انك انت الغفور الرحيم هذا حري ان يستجاب منه الدعاء اذا اتى به نعم فالمقام لما كان مقام طلب السلامة التي هي اهم عند الرجل اتى بلفظها بصيغة اسم من اسماء الله تعالى وهو السلام الذي تطلب منه السلامة فتضمن لفظ السلام معنيين احدهما ذكر الله والثاني طلب السلامة وهو مقصود المسلم اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام فانت الذي تعطي السلام وهو السلامة لعبادك فهذا هو اجل ما يقال في هذا الموقف وهو ما بعد السلام من الفريضة نعم فتضمن لفظ السلام معنيين احدهما ذكر الله والثاني طلب السلامة وهو مقصود المسلم فقد تضمن سلام عليكم اسما من اسماء الله تعالى وطلب السلامة منه فتأمل هذه الفائدة. فائدة عظيمة ان تتوسل الى الله اسم من اسمائه وتقول اللهم انك انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام وحقيقته البراءة والخلاص والنجاة من الشرور والعيوب وعلى هذا المعنى تدور تصاريفه فمن ذلك قولك سلمك الله ومنه دعاء المؤمنين على الصراط رب سلم سلم ومنه سلم الشيء لفلان اي خلص له وحده نعم يدعونه في اشد الاحوال واشد الكربات حينما يمشون على الصراط وهو الجسر المنصوب بين الجنة والنار فالمسلمون المؤمنون ينجون من هذا الصراط الى الجنة واما الكفار والمنافقون فانهم يسقطون من من على هذا الجسر الى النار والعياذ بالله فهذا الموقف وهو المرور على الصراط موقف عظيم ولهذا يقول الانبياء في هذا الموقف اللهم سلم سلم فيسلم عبادك المؤمنين في حال المرور على هذا الصراط آآ الذي الذي هو بين الجنة والنار فمن سقط منه سقط في النار والعياذ بالله ومن تجاوزه طاف الى الجنة فهذا دعاء عظيم والانبياء يدعون الله فيقولون اللهم سلم سلم حين المرور على الصراط نعم ومنه سلم الشيء لفلان اي خلص له وحده. قال تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل ورجلا سلما لرجل هذا مثل للشرك والتوحيد فالعبد اذا كان آآ يدعو شركاء كثيرين وبينهم شقاق فهذا لا يسلم والعياذ بالله واما اذا دعا الها واحدا وتوسل باسم من اسمائه اللهم انت السلام ومنك السلام فهذا ينجو باذن الله ينجو المرور على الصراط المرور على الصراط الصراط دحض ومزلة لحظ ومزلة وهو بين الجنة والنار ولكن الله يثبت الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة فيمرون على الصراط بسلامة الى الجنة يعبرون الى الجنة واما الكفار والمنافقون فانهم والعياذ بالله يسقطون من هذا الصراط الذي هو احر من الجمر وادق من السيف يسقطون الى النار نعم وقال تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل اي خالصا له وحده لا يملكه معه غيره ومنه نعم نعم العبد اذا كان يملكه عدة اسياد فانه يتحير ولا يدري من يرظي منهم واذا كان له سيد واحد فانه يعرف مقاصده ويعرف ما يرضيه يسهل عليه الامر وينجو من العذاب ويمر على الصراط بسلامة يعبر الى الجنة نعم ومنه السلم وضد الحرب لان كل واحد من المتحاربين يخلص ويسلم من اذى الاخر ولهذا بني فيه على المفاعلة فقيل المسالمة مثل المشاركة نعم ومنه القلب السليم وهو النقي من الدغل والعيب الا من اتى الله بقلب سليم والقلب السليم هو السالم من الدغل والعيب نعم ومنه القلب السليم وهو النقي من الدغل والعيب وحقيقته وحقيقته الذي قد سلم لله وحده اوصى من دغل الشرك وغله ودغل الذنوب والمخالفات نعم بل هو المستقيم على صدق حبه وحسن معاملته وهذا هو الذي ضمن له النجاة من عذاب الله والفوز بكرامته ومنه اخذ الاسلام فانه من هذه المادة لانه الاستسلام والانقياد لله والتخلص من شوائب الشرك نعم فسلم لربه وخلص له كالعبد الذي سلم لمولاه ليس له فيه شركاء متشاكسون ولهذا ظرب سبحانه هذين المثلين للمسلم الخالص لربه وللمشرك به نعم قال المصنف رحمه الله فيه مسائل اي في هذا الباب. نعم. الاولى. تفسير السلام تفسير السلام وانه السلامة من العيوب والنقائص نعم. الثانية انه تحية تحية اهل الجنة كما قال جل وعلا تحيتهم فيها سلام. نعم. الثالثة انها لا تصلح انها لا تصلح لله نعم الرابعة العلة في ذلك نعم لا تقول السلام على الله من عباده فان الله هو السلام هذا هي العلة بالنهي عن ذلك نعم. الخامسة تعليمهم التحية التي تصلح لله قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات هذا البديل الصالح الذي يقوله المسلم والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين