بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال المؤلف وفقه الله تعالى اسماء الله تعالى غير محصورة ان من القواعد المهمة في باب الاسماء والصفات ان اسماء الله الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا تحد بعدد معين وقد ورد في السنة النبوية دلائل واضحات تقرر هذا الامر وتجليه ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول اللهم اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك فاخبر صلى الله عليه وسلم انه لا يحصي ثناء عليه ولو احصى جميع اسمائه لاحصى الثناء عليه ومن ذلك ايضا ما ورد في حديث الشفاعة الطويل انه صلى الله عليه وسلم قال ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لم يفتحه على احد قبلي متفق عليه فدل الحديث على ان هناك محامد من اسماء الله وصفاته يفتح الله بها على رسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم وهي بلا شك غير المحامد المأثورة في الكتاب والسنة وايضا فقد ثبت في المسند وغيره من حديث عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما طاب عبدا هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب اهم الا اذهب الله همه وحزنه وابدله مكانه فرحا قال ابن القيم رحمه الله فجعل اسماء الله ثلاثة اقسام قسم سمى به نفسه فاظهره لمن شاء من ملائكته او غيرهم ولم ينزل به كتاب كتابه ملم ولم ينزل به كتابه انزلته في كتابك موافقة للحديث قسم سمى به نفسه فاظهره لمن شاء من ملائكته او غيرهم ولم ينزل به كتابه. نعم وقسم انزل به كتابه فتعرف به الى عباده وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يطلع عليه احدا من خلقه ولهذا قال استأثرت به. اي تفرطت بعلمه وبهذه الدلائل الواضحة يتبين ان اسماء الله غير محصورة في عدد معين واما الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة فلا يفيد حصر اسماء الله في هذا العدد المعين المذكور في الحديث بل قصارى امره الدلالة على فضيلة احصاء هذا العدد من اسماء الله والكلام في هذا الحديث جملة واحدة فقوله من احصاها صفة وليس خبرا مستقلا والمعنى ان لله تسعة وتسعين اسما من شأنها ان من احصاها دخل الجنة وهذا لا ينافي ان يكون له اسماء غيرها ولهذا نظائر كثيرة في كلام العرب كما تقول ان عندي تسعة وتسعين درهما اعددتها للصدقة فان هذا لا ينافي ان يكون عندك غيرها معدة لغير ذلك وهذا امر معروف لا خلاف بين العلماء فيه قال النووي رحمه الله واتفق العلماء على ان هذا الحديث ليس فيه حصر لاسمائه سبحانه وتعالى فليس معناه انه ليس له اسماء غيرها اسماء غير هذه التسعة وتسعين وانما مقصود الحديث ان هذه التسعة والتسعين من من احصاها دخل الجنة فالمراد الاخبار عن دخول الجنة باحصائها لا الاخبار بحصر الاسماء ولهذا جاء في الحديث الاخر اسألك بكل اسم سميت به نفسك او استأثرت به في علم الغيب عندك وقد ذكر الحافظ ابو بكر ابن العربي المالكي عن بعضهم انه قال انه قال لله تعالى الف اسم قال ابن العربي وهذا قليل فيها. والله اعلم وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والصواب الذي عليه جمهور العلماء ان قول النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة معناه ان من التسعة والتسعين من اسمائه دخل الجنة ليس مراده انه ليس له الا تسعة انه ليس له الا تسعة وتسعون اسماء فانه في الحديث الاخر الذي رواه احمد وابو حاتم في صحيحه اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وذهاب غمي وهمي وثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك فاخبر انه صلى الله عليه وسلم لا يحصي ثناء عليه ولو احصى جميع اسمائه لاحصى صفاته كلها فكان يحصي الثناء عليه لان صفاته انما يعبر عنها باسمائه وبهذا يعلم ان اسماء الله الحسنى ليست محصورة في عدد معين بل ان اسماء الله الحسنى المذكورة في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ليست محصورة في هذا العدد المذكور في الحديث وانما قصارى امره كما تقدم الدلالة على ان لله تسعة وتسعين اسما من شأنها ان من احصاها دخل الجنة ولذا قرر اهل العلم رحمهم الله ان الاسماء الواردة في القرآن والسنة تزيد على هذا العدد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وان قيل لا تدعو الا باسم له ذكر في الكتاب والسنة هذا اكثر من تسعة وتسعين وعلى هذا فان من جمع من اهل العلم تسعة وتسعين اسما من اسماء الله وجمع غيره اسماء اخرى فتوافق في بعضها واختلفا في بعض لا يعني ذلك ان ما اختلفا فيه ان ما اختلفا فيه بعضه ليس من الله لتجاوز ذلك التسعة والتسعين بل قد يكون ما جمعاه كله من اسماء الله وان تجاوز التسعة والتسعين وعلى كل فالعبرة في صحة ذلك الاسم وثبوته وعلى كل فالعبرة في صحة ذلك الاسم وثبوته قيام الدليل عليه من الكتاب والسنة واذا تبين خطأ قول من حصر اسماء الله في تسعة وتسعين اسما بناء على فهم خاطئ للحديث فان قول من قال انها ثلاثمئة او الف او اربعة الاف او غير ذلك من الارقام فخطؤه ظاهر لانه قول عار عن البينة. وكلام مجرد لا دليل عليه ولا برهان والله تعالى يقول وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. ويقول ولا تقفوا ما ليس لك به علم. والله تعالى اعلم نعم نسأل الله عز وجل توفيق لما يحبه ويرضاه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه