صلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين والى الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان الدرس الثاني عشر. احكام ازالة النجاسة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده الصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد واله وصحبه وبعد ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد كما انه مطلوب من المسلم ان يكون طاهرا من الحدث اذا اراد الصلاة فكذلك مطلوب منه طهارة البدن والثوب والبقعة من النجاسة قال تعالى وثيابك فطهر وامر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة بغسل دم الحيض من ثوبها. مما يدل على اشتراط طهارة الثوب للصلاة اما كان الامر كذلك تطلب منا ان نلقي الظوء على هذا الموضوع وهو موظوع ازالة النجاسة عارظين لاهم احكامه وجاء ان ينتفع بذلك من يسمعه ويبلغه لاخواننا المسلمين ولقد كان الفقهاء رحمهم الله يعقدون لهذا الموضوع بابا خاصا يسمونه باب ازالة النجاسة اي تطهير موارد النجاسة التي تطرأ على محل طاهر من الثياب والاواني والفروش والبقاع ونحوها. والاصل الذي تزال هذه النجاسة هو الماء فهو الاصل في التطهير لان الله وصفه بذلك كما في قوله تعالى وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به. والنجاسة التي تجب ازالتها اما ان تكون على وجه الارض وما اتصل بها من الحيطان والاحواض والصخور فهذه يكفي في تطهيرها غسلة واحدة تذهب بعين النجاسة بمعنى انها تغمر بالماء بصبه عليها مرة واحدة لامره صلى الله عليه وسلم بصب الماء على بول الاعرابي الذي بال في المسجد وكذا اذا غمرت بماء المطر والسيول فاذا زالت النجاسة بصب الماء عليها او بماء المطر النازل او الجاري عليها كفى ذلك في تطهيرها وان كانت النجاسة على غير الارض وما اتصل بها فان كانت من كلب او خنزير وما تولد منهما فتطهيرها بسبع غسلات احداهن بالتراب بان يجعل التراب مع احدى الغسلات لقوله صلى الله عليه وسلم اذا ولغ الكلب في اناء احدكم فليغسله سبعا اولاهن بالتراب. رواه مسلم وغيره وهذا الحكم عام في الاناء وغيره كالثياب والفرش. وان كانت غير نجاسة كلب او خنزير كالبول والغائط والدم ونحوها فانها تغسل بالماء مع الفرك والعصر حتى تزول فلا يبقى لها عين ولا لون المغسولات على ثلاثة انواع النوع الاول ما يمكن عصره مثل الثوب فلا بد من عصره مع الاصل النوع الثاني ما لا يمكن عصره ويمكن تقليبه كالجلود ونحوها فلابد من تقليبه بالماء. النوع الثالث ما لا يمكن عصره ولا فلا بد من دقه وتثقيله في الماء بان يضع عليه شيئا ثقيلا حتى يذهب اكثر ما فيه من الماء وتتحلل النجاسة منه وان خفي موضع نجاسة في بدن او ثوب او بقعة صغيرة كمصلى صغير وجب غسل ما احتمل وجود النجاسة فيه حتى يجرم بزواله وان لم يدري في اي جهة منه غسل جميعه ويكفي في تطهير بول الغلام الذي لم يأكل الطعام رشه بالماء لحديث ام قيس انها اتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره فبال على ثوبه فدعا صلى الله عليه وسلم بماء فنضحه ولم يغسله متفق عليه وان كان الغلام يأكل الطعام لشهوة واختيار فبوله مثل بول الكبير وكذا بول الانثى الصغيرة والكبيرة في جميع هذه الاحوال يغسل كغسل سائر النجاسات ايها المستمع الكريم ويجب ان نعرف ما هو قاهر وما هو نجس من ارواح وابوال الحيوانات فما كان يحل اكل لحمه من الحيوانات فبوله وروحه طائر طاهر كالابل والبقر والغنم ونحوها لان النبي صلى الله عليه وسلم امر العرنيين ان يلحقوا بابل الصدقة فيشربوا من ابوالها والبانها متفق عليه فدل على طهارة بول الابل لان النجس لا يباح شربه. فان قيل انما ابيح للضرورة قلنا لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بغسل اثره اذا ارادوا الصلاة فهذا دليل على طهارته. في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في مرابض الغنم وامر بالصلاة فيها وهي لا شك تبول فيها قال شيخ الاسلام ابن تيمية الاصل في الارواح الطهارة الا ما استثني انتهى وسؤر ما يؤكل لحمه طاهر والسؤر هو بقية طعامه وشرابه وسؤر الهرة طاهر لحديث ابي قتادة في الهرة قال انها ليست بنجس. انها من الطوافين عليكم والطوافات رواه الترمذي وغيره وصححه شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بالمماليك من خدم البيت الذين يطوفون على اهله للخدمة ولعدم التحرز منها ففي ذلك رفع للحرج والمشقة والحق بعض العلماء بالهرة ما كان دونها في الخلقة من طير وغيره فسؤره طاهر كسؤل كسؤل كسؤر الهرة بجامع الطواف وما عدا الهرة وما الحق بها مما لا يؤكل لحمه وروثه وبوله وسؤره نجس ايها المستمع الكريم عليك ان تهتم بالطهارة ظاهرا وباطنا باطنا بالتوحيد والاخلاص لله في القول والعمل وظاهرا بالطهارة من الحدث والانجاس فان ديننا دين الطهارة والنظافة والنزاهة من الاقذار الحسية والمعنوية فالمسلم طاهر نزيه ملازم للطهارة. قال صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان فعليك يا عبد الله بالاهتمام بالطهارة والابتعاد عن الانجاس قد اخبر صلى الله عليه وسلم ان عامة عذاب القبر من البول اينما لا يتحرج منه الانسان اذا اصابك نجاسة فبادر الى تطهيرها ما امكنك لتبقى طاهرا لا سيما عندما تريد الصلاة فتفقد حالك من جهة الطهارة وعندما تريد الدخول في المسجد انظر في نعليك فان وجدت فيهما اذى فامسحهما ونقهما ولا تدخل بهما المسجد او تدخلهما المسجد وفيهما نجاسة حتى تزيلها. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه من القول والعمل