بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم اغفر وفي علانا ولشيخنا ولمشايخه ولوالدينا وللمسلمين اجمعين. اللهم امين. قال الامام النووي رحمه الله تعالى الحديث الثاني عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام الموء توكه ما لا يعنيه حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا بسم الله الرحمن الرحيم حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه هذا الحديث من الاحاديث التي تكلم فيها بعض اهل العلم في ثبوتها هل هو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سمعتم حسنه النووي رحمه الله تعالى وضعفه اخرون ان اهل العلم كاحمد وغيره وآآ قالوا ان هذا الحديث مرسل يعني لا يثبت رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ابي هريرة بهذا الحديث يعني خطأ من بعض الرواة وانما هو من حديث علي ابن الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلي بن الحسين هو علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب من صغار التابعين وهو لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدرك كبار الصحابة من لم يدرك جده اليا رضي الله عنه المشهور وعلى كل حال اه هذا الحديث مرسل هذا الصحيح ان شاء الله تعالى انه مرسل لا يثبت رفعه وان كان حسنه النووي رحمه الله تبارك وتعالى والحديث له شواهد كثيرة ومعناه عظيم معنى هذا الحديث عظيم بل بعض اهل العلم قال هذا الحديث ثلث الاسلام لما تضمنه من اه المعنى العظيم وهو ان الاسلام من حسن ان المرأة من حسن اسلامه تركه ما لا يعنيه ولذلك يقول اه محمد ابن ابي زيد القيروان المالكي مالك الصغير يقال له قال جماع اداب الخير تتفرع من اربعة احاديث ابواب الخير وليس الاحكام وانما ابواب الخير تتفرع من اربعة احاديث الاول من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت وسيأتينا ان شاء الله تعالى والثاني حديث من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه والحديث الثالث ايضا سيأتينا قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال له اوصني قال لا تغضب والحديث الرابع وايضا سيأتينا آآ لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وكل هذه الاحاديث التي ذكرها ابن ابي زيد القيرواني ذكره النووي رحمه الله تعالى في هذا الكتاب الذي قصد به جمع الاحاديث النافعة للامة بشكل عام وقد اصاب رحمه الله تبارك وتعالى وان قلنا ان هذا الحديث فيه كلام من حيث الثبوت اما معنى الحديث معنى الحديث معنى تركه ما لا يعنيه ما يعنيه ما يهمه ما يعنيه اي ما يهمه والمقصود ترك ما لا يعنيه من المحرمات يعني يبتعد عن المحرمات ويبتعد عن المكروهات ويبتعد عن المشتبهات ويبتعد كذلك عن فظول المباحات كل هذه الاشياء غير مهمة للانسان المحرم من باب اولى انه غير مهم والمكروه ثم المشتبه ثم المباح اذا كان لا يعنيه يبتعد عنه. فظول المباحات وهذا وهذا هو الزهد والورع ان يبتعد الانسان عن فضول ليس بلازم ولكن الافضل ان الانسان لا يتوسع بالمباحات وان كان جائزا لكن كثير من اهل العلم كانوا يقولون يترك شيئا من الحلال خشية ان يقع في الحرام من باب الورع وباب الورع واسع كما قلنا او نقلنا عن سفيان الثوري ابي عبدالله رحمه الله تعالى يقول ما رأيت اسهل من الورع كلما شككت في شيء تركته وباب الاحتياط واسع في دين الله تبارك وتعالى واكثر ما يراد في كلام اهل العلم بترك ما لا يعنيه هو فظول الكلام وفضول الكلام ان لا يتكلم فيما لا يعني وذكر ان رجلا قال للاحنف ابن قيس بما ست قومك الاحنف بن قيس مختلف فيه هل هو صحابي او مخضرم من كبار التابعين وهو سيد بني تميم في زمنه سيد بني تميم مع انه اسمه الاحنف اللي يمشي على كثر يعني ويعني ومعها سيد بني تميم لحم ابن قيس فقال له رجل بم ست قومك بم ست قومك يعني بماذا صرت انت سيد بني تميم هذه القبيلة الكبيرة انت صرت سيد هذه القبيلة بما؟ ست هذه القبيلة قال بتركي ما لا يعنيني كما انك لم تترك ما لا يعنيك مو شغلك يقول بتركي ما لا يعنيني كما انك لم تترك كأنه يقول له انت ما راح تسوق انسى لانك لا تترك ما لا يعنيك فاذا الانسان اذا عليه ان يحرص على ان يترك ما لا يعنيه وذكر عن احد الصحابة انه وهو في مرض موته كان وجهه يتهلل يعني عادة الانسان في مرض موته يكون عبوسا متضايقا يعني مهتما لما سيأتيه بعد الموت هذا وجهه متهلل قبيل موته في سكرات الموت فسئل عن ذلك. قيل له نرى وجهك يعني متهللا يعني في مثل هذه الاوقات الحرجة فقال عندي خصلتان اثق بهما كثيرا قالوا وما هما قال كنت لا اتكلم فيما لا يعنيني وكان قلبي سليما للمؤمنين كنت لا اتكلم فيما لا يعنيني وكان قلبي سليما للمؤمنين. فبين ان هاتين الخصلتين هما اللتان آآ راحة بمثل هذا الوقت الحرج الذي يعني تزيغ فيه القلوب. الله المستعان وعلى كل حال الخوظ فيما لا يعني او الخوظ في شؤون الاخرين خلونا نقول ينقسم الى خمس اقسام شيء لا يعني وشيء يعني ولذا اهل العلم قال قالوا الكلام في شؤون الاخرين في شؤون الناس يمكن ان يقسم الى اقسام منها واجب مستحب مباح مكروه محرم على على اقسام آآ الخمسة كان الخمسة هذه يقولون آآ تكون اه مسألة الكلام في شؤون الاخرين قد يكون التدخل في شؤون الاخرين واجبا كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا تدخل في شؤون الاخرين تقول له لا تعبد كذا اعبد كذا لا تفعل كذا افعل كذا. هذا تدخل في شؤون الاخرين لكنه واجب لانه من باب الارض واعظم معروف التوحيد واعظم منكر الشرك ونحن ندعوا الى التوحيد وننهى عن الشرك وهذا هدي الانبياء صلوات ربي وسلامه عليهم اجمعين وقد يكون مستحبا لن تناصح اخا لك بان يحسن كلامه او آآ يبحث له عن مكسب جيد للرزق او ان يطلب العلم او ما شابه نصيحة النصح للمسلمين الاصل انها مستحبة وقد يكون مباحا كسائر ما يكون بين الناس كيف حالك؟ هل سافرت الى اين سافرت ماذا وجدت في سفرك كم كلفك السفر من المال؟ آآ ما المناطق التي زرتها ماذا تقرأ قبل ان تنام ماذا تفعل في بيتك؟ سوالف الناس العادية هذي الحديث الذي يكون بين الناس هذا من المباح اذا كان لا ينزعج الذي تسأله فهذا من المباح المكروه كأن تسأله سؤالا تحرج به غيرك ويرى انه لو لم تسأله لكان اولى كالامور الخاصة بالانسان في ناس تنزعج من هذا ان تسأله في شؤونه الخاصة عن اهله او عن راتبه مثلا بعض الناس ينزعج لما تسأله عن راتبه كم راتبك مثلا ما هي مصاريفك؟ ما يعني اشياء خاصة هذي ما اسمح لك انك تسأل بها. فالاسئلة التي لا معنى لها ولا داعي فالانسان يتركها ولا يبحث فيها ولا يسأل عنها الخامس وهو المحرم هو التجسس على الناس تقال عنهم ماذا فعلوا؟ وماذا وقع لهم وما كان التجسس على احوال الناس؟ هذا من المحرم. اذا هذه الاحكام الخمسة تتعلق بالتدخل بشؤون الاخرين آآ من ترك ما لا يعنيه من المحرمات ومن المكروهات ومن المشتبهات ومن فضولي المباحات يقول اهل العلم يبلغ درجة الاحسان هذا هو المحسن هذا الذي يقال عنه انه يعبد الله كأنه يراه فان لم يكن يراه فان الله يراه يعني الانسان يصل الى هذه المرحلة اذا تجاوز هذه الامور ابتعد عن المحرمات ابتعد عن المكروهات ابتعد عن المشتبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ثم بعد ذلك ترك فضول المباحات خشية ان يقع في المحرمات فهذا يكون قد بلغ درجة الاحسان ان شاء الله تبارك وتعالى وصار ممن يستحيي من الله جل وعلى ولذا قال اهل العلم استحيي من الله على قدر قربه منك كم تعتقد ان الله قريب منك الذي يراك حين تقوم سبحانه وتعالى بقدر قربه منك استحيي منه وخف من الله على قدر قدرته عليك كم تظن قدرة الله عليك هكذا ويقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله تبارك وتعالى من عد كلامه من عمله قل كلامه الا فيما يعنيه من عد كلامه من عمله لان هذا من العمل الذي ما يفعل من خير وما يفعل من شر الا وهناك ملك يكتب الكلام من العمل الذي يكتب عليك يقول من عد كلامه من عمله الذي يحسب عليه قل كلامه صار حذرا الا فيما يعنيه فلا يتكلم فيما لا يعني نعم