انه يدخل الجنة وليس الكلام عن الجهاد والامر به وانما الكلام عن من جاهد وقاتل وقتل وقتل فان وعده الدخول الجنات. نعم. قال رحمه الله واذا اردت ان تعرف مقدار الصدقة فانظر الى المشتري من هو او قدر ان يصلهم واصفون. لو لم يكن في الجنة الا جوار رب العالمين لكان حريا بالعاقل ان يسعى لها نسأل الله ان ينزلنا واياكم منازل الفردوس ووالدينا وذرياتنا وزوجاتنا. نعم اجمعين وبعد سائل يسأل يقول مريم لقبت بالصديقة. وابو بكر لقب بالصديق وعائشة الصديقة. معنى الصديق ومر معنا. الصديقة مؤنث ضيق والصديق هو العالم بايات الله العامل بها. الصديق هو العالم وبايات الله العامل بها من غير تردد ولا توقف. فمريم سميت صديقة لانها صدقت بامر الله ووعد الله وعلمت ان الامر من الله وعملت بمقتضى ذلك بلا لا تردد وابو بكر رضي الله عنه لقب بالصديق لانه كان اعلم الصحابة واعظمهم وكان اكثرهم واسرعهم استجابة. وعائشة رضي الله عنها لقبت بالصديقة لانها كانت اعلم نساء الامة علما وكانت مسارعة لتطبيق العلم فلذلك لقبت بالصديقة. هذا هو المجلس الثاني عشر ونحن في يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة في الساعة الثانية من شهر رمضان عام سبع وثلاثين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في يوم الثاني عشر من رمضان. وكنا قد وقفنا على الاية الحادية عشر بعد المئة من سورة التوبة والقراءة مع الشيخ غلام فليتفضل. الحمد لله الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه والاه. قال الله تعالى ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن. ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعه الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. قال الشيخ السدي رحمه الله تعالى يخبر تعالى خبرا صدقا ويعده وعدا حقا بمبايعة عظيمة ومعاوضة جسيمة وهو انه اشترى بنفسه الكريمة من المؤمنين انفسهم واموالهم فهي الثمن والسلة المبيعة بان لهم الجنة التي فيها ما تشتهيه الانفس تلذ الاعين من انواع اللذات والافراح والمسرات والحور حسان. والحور الحسان والمنازل وصفة العقل والمباينة ان يبذلوا لله نفوسهم واموالهم في جهاد اعدائه لاعلاء كلمة واظهار دينه. فيقاتلون في سبيل الله فيقتلون يقتلون فهذا العقد والمبايعة قد صدرت من الله مؤكدة بانواع التأكيدات وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن التي هي اشرف والكتب التي طرقت العالم على واكملها وجاء بها اكمل رسل اولو العزم وكلها اتفقت على هذا الوعد الصادق من الله فاستبشروا ايها المؤمنون القائمون بما وعدكم الله ببيعكم الذي بايعتم باي لتفرحوا بذلك ويبشر بعضكم بعضا. ويحث بعضكم وذلك هو الفوز العظيم الذي لا فوز اكبر منه ولا اجل ولانه يتضمن السعادة الابدية والنعيم المقيم الرضا من الله الذي هو من اكبر من نعيم الجنات. هنا يرد السؤال كيف يكون هذا الوعد موجودا في الانجيل وليس في الانجيل الامر بالقتال وليس في الانجيل الامر بالقتال. الامر بالجهاد والقتال موجود في التوراة. موجود في القرآن واما الانجيل فليس فيه الامر بالقتال. ولم يكن عيسى عليه السلام مأمورا بالقتال ولا بالجهاد. وانما مأمور بالجهاد الاعظم وهو الدعوة الى الله تبارك وتعالى. فمن اهل العلم يقول ان قوله وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل القرآن يعني هذا وعد مذكور في التوراة والانجيل والقرآن بان من يجاهد في سبيل الله فيقتل او يقتل هو الله جل جلاله والى العوظ وهو اكبر الاعواظ واجلها جنات النعيم الى الثمن المبدون فيها واو النفس والمال. الذي هو احب الاشياء الانسان الى من جرى على يديه عقد هذا التبايع وهو اشرف الرسل وباي كتاب رق وهي كتب الله الكبار المنزلة على افضل الخلق تائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون المؤمنين كأنه قيل من هم المؤمنون الذين لهم البشارة من الله بدخول الجنات ونيل الكرامات فقال هم التائبون اي ملازمون للتوبة الاوقات عن جميع السيئات العابدون اي المتصفون بالعبودية لله والاستمرار على طاعته من اداء الواجبات والمستحبات في كل وقت فبذل يكون العبد من العابدين الحامدون لله في السراء والضراء واليسر والعسر. المعترفون بما لله عليهم من النعم الظاهرة والباطنة على الله بذكرها وبذكره في اناء الليل واناء النهار السائحون فسرت فسرت السياحة بالصيام والسياحة في طلب العلم وفسرت سياحة القلب في معرفة الله ومحبته والانابة اليه على الدوام والصحيح ان المراد بالسياحة السفر في القروبات كالحج والعمرة والجهاد العلم وصلة الاقارب ونحو ذلك الراكعون الساجدون اي المكثرون من الصلاة المشتملة على الركوع والسجود الامرون بالمعروف ويدخل فيه جميع الواجبات مستحبة الناهون عن المنكر وهي جميع ما نهى الله ورسوله عنه. والحافظون لحدود الله بتعلمهم حدود ما انزل الله على رسوله وما يدخل في الاوامر والنوافل احكم ما لا يخفى وما لا يدخل الملازمون لها فعلا وتركا وبشر المؤمنين لم يذكر ما يبشرهم به ليعم جميع ما رتب على الايمان من ثواب الدنيا والدين والاخرة فالبشارة متناولة لكل مؤمن. واما مقدارها وصفتها فانها بحسب حال المؤمنين وايمانهم قوة وضعفا وعملا بمقتضى ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا ولو كانوا اولي قربى الايات يعني ما لا يليق ولا يحسن للنبي والمؤمنين بيمين يستغفرون للمشركين لمن كفر به وعبد معه غيره ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم فان الاستغفار لهم في هذه الحال غير مفيد فلا يليق بالنبي والمؤمنين لانهم اذا ماتوا لنا الشرك وعلم انهم يموتون عليه فقد حقت عليهم كلمة العذاب وجب عليهم دفن ولم تنفع فيهم شفاعة الشافعين والاستغفار والمستغفرين. وايضا فان النبي والذين امنوا معه وعليه من يوافق ربهم في رضاه وغضبه ويوالوا من والاه الله ويعاذوا من عاداه الله والاستغفار منهم لمن تيأ لمن تبين انه من اصحاب النار مناف لذلك مناقض له. ولئن وجد من خليل رضي الرحمن ابراهيم عليه السلام لابيه فانه من عن فانه عن موعدة وعدها اياه في قوله ساستغفر لك ربي انه كان بي حفيا وذلك قبل ان يعلم عاقبة ابيه فلما تبين لابراهيم ان اباه عدو لله سيموت على الكفر ولم ينفع فيه الوعظ والتذكير. تبرأ منهم موافقة لربي وتأدبا معه ان ابراهيم لاواه. اي رجاع الى الله في جميع الامور كثير الذكر كثير الذكر والدعاء والاستغفار الى ربك حليم اي ذو رحمة بالخلق وصفح عما يصدر منهم اليه من الزلات لا يستفز رجال الجارين ولا يقبل الجاني عليه جرمه ولا يقابل الجاني عليه بجرمه فابوه قال له لارجمنك ويقول له سلام عليك ساستغفر لك ربي فعليكم ان تقتدوا ملة ابراهيم في كل شيء الا قول ابراهيم لابي لاستغفرن لك كما نبأكم الله عليها وعلى غيرها ولهذا قال. يعني آآ حتى حتى ينبغي علينا ان نقتدي في إبراهيم مطلقا ما فيه استثناء. لان ابراهيم عليه السلام قال ساستغفرن لك. وجاء في سورة ابراهيم قال رب اغفر لي ولوالدي وانما كان هذا الدعاء كما قال الله من قبل ان يتبين لابراهيم انه يموت على الكفر لما تبين له انه عدو لله كيف تبين له انه عدو لله؟ بان مات على الكفر. مو مقصود تبين ان العدو لانه تبين له انه كافر هو يعرف انه كافر قبل ذلك. اذا معنى فلما تبين له انه عدو لله بموته. لان من مات على الكفر هذا لا يمكن الاستغفار له. تبرأ منه. لما مات ابو إبراهيم على الكفر تبرأ منه. ان إبراهيم لأواهم حليم. إذا يجوز للمسلم ان يستغفر للمشرك لان معنى الاستغفار للمشرك الحي يعني طلب المغفرة له بان يتوب الله عليه والمسلم مأمور بالدعاء للكفار بالهداية فالاستغفار تضمن دعوتهم الى الهداية وهذا امر جائز النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو للكفار بداية لكن اذا تبين انه مات على الكفر الان انغلق باب الاستغفار والتوبة له. والدعاء له. نعم. ولهذا قال ومن ما كان الله ليضل قوما بعد اذا دام حتى يبين لهم ما يتقون الايتين. يعني ان الله تعالى اذا من على قوم بالهداية وامرهم بسلوك الصراط المستقيم فانه تعالى يتمم عليهم احسانه ويبين لهم جميع ما يحتاجون اليه ويدعو وتدعو اليه ظرورتهم فلا يتركهم ضالين جاهلين بامور دينهم ففيها هذا دليل على كمال رحمة وان شريعة وافية بجميع ما يحتاجه العباد في اصول الدين وفروعه ويحتمل ان المراد بذلك وما كان الله ليضل قوما ان هداهم حتى يبين لهم ما يتقون. فاذا بين لهم ما يتقون فلم ينقادوا لو عاقبهم بالضلال جزاء لهم على ردهم الحق المبين والاول اولى ان الله بكل شيء عليم. فلكمال علمه وعمومه علمكم ما لم تكونوا تعلمون وبين لكم ما به تنتفعون ان الله لو ملك السماوات والارض يحيي ويميت وهو المالك لذلك المدبر لعباده بالاحياء والاماتة. وانواع التدبير الالهي فاذا كان لا يخل بتدبير القدر فكيف يخل بتدبيره الديني المتعلق بالهيته ويترك عبادة ويترك عباده سنن مهملين او او يدعوهم ضالين جاهلين وهو اعظم وهو اعظم توليه لعباده. ولهذا قال وما لكم من دون الله من ولي ولا اي ولي نتولاكم بجلب المنافع لكم او نصير يدفعكم ادفع عنكم المضار وقد تاب فقد تاب الله عليه نظري انه في تصحيف يعني العبارة ويترك عبادته سدى مهملين او يدعهم ظالين جاهلين هنا مكتوب واعظم وهو اعظم توليه لعباده وهو اعظم تولية لعباده هكذا الصواب. وهو اعظم تولية لعباده نعم احسن الله اليكم. لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الايتين يخبرك على انه من لطفه المحسنين يتابع على النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والانصار فغفر لهم الزلات ووفر لهم الحسنات ووقاهم الى اعلى اعلى الدرجات وذلك بسبب قيامهم بالاعمال الصعبة الشاقة لهذا قال الذين اتبعوا في ساعة عسرا اي خرجوا مع قتال الاعداء في غزوة تبوك وكانت في حر شديد وضيق من الزاد والركوب وكثرة العدو مما يدعو الى التخلف فاستعانوا الله تعالى وقاموا بذلك من بعد مكدت القلوب فريق منهم اي تنقلب قلوبهم يميل الى الدعة والسكون ولكن الله ثبتهم وايدهم قوام. وزيغ قلوبهم وانحرافهم عن الصراط المستقيم فان كان الانحراف في اصل الدين كان كفرا وان كان في شرعه كان بحسب تلك الشريعة التي زاغ عنها اما قصر عن فعلها او اعلى على غير وجه الشرعي وقوله ثم تاب عليهم اي قبل توبتهم انه بهم رؤوف رحيم رؤوف من رأفته ورحمته ان من عليهم بالتوبة وقبل وثبتهم عليها. هذا من فضل الله انه تاب على النبي والمهاجرين والانصار قبل ان يصدر منهم اي ذنب فقبل توبتهم وهذا من اعظم منن الله على المهاجرين والانصار وفيه فظلهم اذ غفر الله لهم قبل لن يصدر منهم الذنوب والاثام. نعم. وكذلك لقد تاب الله على الثلاثة الذين خلفوا عن الخروج مع المسلمين في تلك كالغزوة وهم كعب ابن مالك وصاحباه وقصتهم مشهورة معروفة في الصحاح في الصحاح والسنن. وصاحباه وهلال هلال و اه مرارة هلال ومرارة يجمعهما كلمة مكة كلمة مكة نعم حتى اذا حزنوا حزن وضاقت عليهم الارض بما رحبت اي على سعتها ورح بها ضاقت عليهم انفسهم التي هي احب اليه من كل شيء. فضاق عليهم الفضاء الواسع المحبوب الذي لم تجري العادة بالضيق منه وذلك لا يكون الا من امر مزعج بلغ من الشدة والمشقة ما لم يكن التعبير عنه وذلك لانهم قدموا رضا على كل شيء وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه اي تيقنوا وعرفوا بحال من انه لا ينجي من الشدائد ويلجأ اليه الا الله وحده لا شريك له فانقطع تعلق بالمخلوقين والتعلق بالله ربهم وفروا منه اليه فمكثوا بهذه الشدة نحو خمسين ليلة ثم تاب عليهم اذن في توبة موفقة ليتوبوا اي لتقع منهم فيتوب الله عليهم ان الله هو التوابون كثير التوبة والعفو والغفران يعني الزلات والنقصان الرحيم وصل الرحمة العظيمة التي لا تزال تنزل على العباد في كل وقت وحين. وفي جميع اللحظات ما تقوم به امورهم والدنيوية وفي هذه الايات دليل على ان توبة الله على العبد اجل الغايات واعلن النهايات فان الله جعل نهاية خواص عباد امتنع عليهم بما حين عملوا الاعمال التي يحبها ويرضاها. ومنا لطف الله بهم وتثبيتهم في ايمانهم عند الشدائد والنوازل المزعجة ومنها ان العبادة الشاقة على النفس لها فضل ومزية ليست لغيرها. وكلما عظمت المشقة عظم الاجر منها بشرط الا تكون المشقة مفتعلة بشرط ان لا تكون المشقة مفتعلة. اما اذا كانت المشقة مفتعلة فلا اجر فيها. يعني الانسان يمكن يمشي الى مكة سيرا ويمكن يمشي لمكة بالسيارة. فلا يقول انا امشي سيرا على رجلي لان المشقة اعظم الاجر اعظم هذي مفتعلة. نعم. ومنها ان توبة الله على عبده بحسب ندمه واسفه الشديد. وان من لا بالذنب ولا يحرج اذا فعلوا فان توبته مدخولة اي وان زعم انها مقبولة. ومنها ان علامة الخير وزوال الشدة اذا تعلق القلب بالله تعالى تعلقا تاما وانقطع عن المخلوقين ومنها ان من لطف الله بالثلاثة وسمهم بوسم ليس بعار عليهم فقال خلفوا اشارة بان المؤمنين خلفوهم او عن من بت بقبول عذرهم او في رده وانهم لم يكن تخلفهم رغبة عن الخير ولهذا لم يقل تخلفوا. ومنها ان الله تعالى من لهذا امر بالاقلاب فقال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. اي يا ايها الذين امنوا بالله وبما امر الله بالايمان به بما يقتضيه الايمان والقيام بتقوى الله تعالى باجتناب ما نهى الله عنه البعد عنه. وكونوا مع الصادقين في اقوالهم وافعالهم واحوالهم الذي اقوالهم صدق واعمالهم واحوالهم لا تكون الا صدقا خلية من الكسل والفتور سالمة من المقاصد السيئة مشتملة على الاخلاص والنية الصالحة فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة. قال تعالى هذا يوم ينفع الصادقين صدقهما الاية. ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه الايات. يقول تعالى المدينة المنورة من المهاجرين والانصار ومن حولها من الاعراب الذين اسلموا فحسن اسلامهم ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله اي ما ينبغي لهم ذلك ولا يليق باحوالهم ولا يرغبوا بانفسهم في بقائها وراحتها وسكونها عن نفسه الكريمة الذكية. بل النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم فعلى كل مسلم ان يفدي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه ويقدمه عليها فعلامة تعظيم الرسول ومحبته ومحبته والايمان التام بان لا يتخلفوا عنه ثم ذكر ثواب الحامل على الخروج فقال ذلك بانهم اي ذلك بانهم اي المجاهدين في سبيل الله لا يصيبهم ظمأ ولا نصب اي تعب ومشقة ولا مخمصة في سبيل الله مجاعة ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار من الخوض لديارهم والاستيلاء على اوطانهم ولا ولا ينالون من عدو اذا كالظفر بجيش او سرية او غنيمة لمال الا كتب لهم به عمل صالح لان هذه اثار ناشئة عن اعمالهم ان الله لا يضيع اجر المحسنين الذين احسنوا في مبادرتهم الى امر الله وقيامهم بما عليهم من حقه وحق خلقي بهذه الاعمال من اثار عملهم ثم قال ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا في ذهابهم الى عدوهم الا كتب لهم ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون. ومن ذلك هذه الاعمال اذا خصوا فيها لله ونصحوا فيها ففي هذه الايات اشد ترغيب وتشويق للنفوس للخروج الى الجهاد في سبيل الله ما يصيبهم فيه من المشقات وان ذلك لهم رفعة درجات وان الاثار مترتبة على عمل العبد له فيها اجر كبير. وما كان المؤمن ينفر كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة يتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون. يقول تعالى منبها لعباده المؤمنين على ما ينبغي لهم. وما كان المؤمنون لينفروا كافة اي جميعا لقتال عدو فانه يحصل عليهم المشقة بذلك. ويفوت به كثير من المصالح الاخرى فلولا نفر من كل فرقة منهم اي من البلدان والقبائل والافخار طائفة تحصل بها الكفاية والمقصود لكان اولى ثم على ان في اقامة المقيمين منهم وعدم خروجهم مصالح لو خرجوا لفاتتهم فقال يتفقهوا اي يقاعدون في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا ان يتعلموا العلم الشرعي ويعلموا معانيه ويفقهوا اسراره وليعلموا غيرهم ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم ففي هذا فضيلة العلم وخصوصا في قلوب الدين وانه اهم الامور وان من تعلم علما فعليه نشره وبثه في العباد ونصيحتهم فيه فان انتشار العلم للعالم من بركة واجره الذي ينوي وما اقتصار العالم على نفسه وعدم دعوته الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وترك تعليم الجوال ما لا يعلمون فاي من قاعة حصلت للمسلمين منه واي نتيجة نتجت من علم وغايته ان يموت فيموت علمه وثمرته. وهذا غاية الحرمان لمن اتاه الله علما ومنحه فهما. وفي هذه الايتين دليل وارسال وتنبيه لطيف لفائدة مهمة وهي ان المسلمين ينبغي لهم ان يعدوا لكل مصلحة من مصالحهم العامة من ويوفر وقته عليها ويجتهد فيها ولا يلتفت الى غيرها لتقوم مصالحهم وتتم منافعهم لتكون وجهة جميعهم نهاية ما يقصدون قصدا واحدا وهو قيام مصلحة دينهم ودنياهم ولو لو تفرقت الطرق وتعددت المشارف الاعمال متباينة والقصد واحد وهذه من الحكمة عامة النافعة بجميع الامور. يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غظا واعلموا ان الله مع متقين وهذا ايضا ارشاد اخر بعدما ارشدهم الى التدبير فيمن يباشر القتال ارشدهم الى انهم يبدأون بالاقرب فالاقرب من الكفار ارشدهم الى انهم يبدأون بالاقرب فالاقرب للكفار والغظة عليهم والشدة بالقتال والشجاعة والثبات. اي وليكن لديكم علم ان معونة من الله تنزل بحسب التقوى فلازموا عليها تقوى الله. يعينكم وينصركم على عدوكم هذا العموم قاتلوا الذين يلونكم من الكفار فمخصوص بما اذا كانت المصلحة في قتال غير الذين لولا وانواع المصالح كأنواع المصالح كثيرة جدا. القتال كله القتال كله والجهاد مبني على المصالح اذا كان الجهاد يؤدي الى مذلة المسلمين فهذا ليس بجهاد. هذا لا يفقهه كثير من جهلة الناس اليوم قال انما شرعه الله لمصلحة المسلمين. فاذا كانت المصلحة غير موجودة فلا يجوز القتال اصلا. حالهم كحال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في مكة حالهم كحال عيسى والحواريين. نعم. واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا الايات يقول تعالى مبينا حال المنافقين وحال المؤمنين عند نزول القرآن وتفاوت ما بين الفريقين فقال واذا ما انزلت سورة فيها الامر والنهي خبر عن نفسه الكريمة وعن الامور الغائبة والحث على الجهاد فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا اي حصل الاستفهام لمن حصل له الايمان بها من طائفتين قال تعالى مبينا حال الواقعة فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا بالعلم بها وفهمها واعتقادها والعمل بها والرغبة في فعل الخير والالتفاف عن فعله اي يبشر بعضهم بعضا بما من الله عليه من اياته والتوفيق لفهمها والعمل بها وهذا دال على انشراح من صدورهم لآيات الله وطمأنينة قلوبهم وسرعة انقيادهم ما تحثهم عليه. واما الذين في قلوبهم مرض شك ونفاق فزادتهم اي مرض الى مرض وشكا الى شك من حيث انهم كفروا بها وعاندوها وعرضوا عنها فزداد لذلك مرضهم وترامى بهم الى الهلاك الطبيعي على قلوبهم حتى ماتوا وهم كافرون. وهذا عقوبة لهم لانهم كفروا بايات الله وعصوا رسوله فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه قال تعالى موبقا على اقامتهم على ما هم عليه من الكفر والنفاق اولا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين بما يصيبه من البلايا والامراض يبتلون من وبما يبتلون من الاوامر الالهية التي يراد بها اختبار ثم لا يتوبون عما هم عليه من الشر ولا هم يذكرون ما ينفعهم فيفعلون وما يضرهم فيتركونه فالله تعالى يبتليهم كما هي سنة في سائر الامم بالسراء والضراء بالاوامر والنواهي ليرجعوا اليه ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون وفي هذه الاية دليل على ان الايمان يزيد وينقص انه ينبغي للمؤمن ان يتفقد ايمانا ويتعاهدوا فيجددوا وينميه ليكون دائما في في صعود. وقوله واذا ما انزلت سورة نظر بعض الى بعض هل يراكم من احد ثم انصرفوا انصرف الله قلوبهم بانهم قوم لا يبقون. يعني ان المنافقين الذين يحذرون ان تنزل عليهم سورة لتنبههم بما فيها في قلوبهم اذا نزلت سورة يؤمنوا بها ويعملون بمضمونها نظر بعضهم الى بعضهم جازمين على ترك العمل بها ينتظرون الفرصة بالاختفاء عن اعين المؤمنين ويقولون هل يراكم من احد من صرفوا متسللين وانقلبوا معرضين فجزاهم الله بعقوبة من جنسهم فكما انصرفوا عن العمل صرف الله القلوب بانهم قوم لا يفقهون فيقا ينفعهم فانهم لو فقيروا لكانوا اذا نزل سورة اذا نزلت سورة امنوا بها وانقادوا لامرها والمقصود من هذا بيان شدة نفورهم الجهاد وغيره من شرائع الايمان كما قال تعالى عنهم فاذا انزلت سورة محكمة الذين في قلوبهم مرض ينظرون اليك نظرا اغشي عليه من الموت لقد جاءكم رسول من انفسكم الايتين يمتن تعالى على عباده المؤمنين بما بعث بهم نبي الامي الذي من انفسهم يعرفون حالهم يتمكنون من الاخذ يعني ولا يألفون عن الانقياد له وهو صلى الله عليه وسلم في غاية النصح لهم السعي في مصالحهم عزيز عليه ما عنتم ان يشق عليه الامر الذي يشق عليكم ويعنقكم حريص عليكم فيحبونكم خيرا وساجدهم في اليكم ويحرصوا على هدايتهم الى الراحة نكره لكم الشر ويسجدوا بتنفيذكم عنوا بالمؤمنين رؤوف رحيما شديد الرأفة والرحمة بهم ارحم بي من والديهم اذا كان حقهم مقدما فعلى سائر الخلق وواجب على الامة ايمان بها وتعظيمه وتوقيره وتعجيره. فان امنوا فذلك حكومة فيكم ان تولوا عن الايمان والعمل فامض سبيلك ولا تذهب بدعوتك وقل حسبي الله اي الله كافية بجميع ما امني لا اله الا هو اي لا معبود بحق سوى عليه توكلت اعتمدت وثقت به في جلب ما ينفع دفع ما يضر. وهو رب العرش العظيم الذي هو اعظم المخلوقات اذا كان رب العرش العظيم الذي وسع المخلوقات كان ربا لما كان دونه من باب اولى واحرام. تم تفسير سورة التوبة بعون الله ومنه فلله الحمد اولا واخرا وظاهرا وباطنا تفسير سورة انس المكية بسم الله الرحمن الرحيم الف لام راء الايات. يقول تعالى الحكيم وهو هذا القرآن المشتمل على الحكمة والاحكام الدالة اياتها على الحقائق الايمان والاوامر والنوايا الشرعية الذي على جميع الامة رضا والقبول والانقياد ومع هذا فهم لا يعلمون فتعجبوا ان اوحينا الى رجل منهم عذاب الله وذكرهم الله وبشر الذين امنوا ايمانا صادقا ان لهم قدم صدق عند ربهم اي لهم جزاء ثواب مدخول عند ربهم بما قدموا من الاعمال الصالحة الصادقة. فتعجب الكافرون من هذا الرجل العظيم تعجب من حملهم على الكفر به. فقال الكافرون عنه ان هذا لساحر مبين. اي السحر لا يخفى بزعمهما على احد. وانا من سفههم وعلى دين فانهم تعجبوا من امر ليس مما يتعجب منه ويستغرب. وانما يتعجب من جلالتهم وعدم معرفة بصرهم كيف لم يؤمنوا بهذا الرسول الكريم الذي بعثهم الله من انفسهم يعرفونه حق المعرفة فردو دعوته وحرصوا على ابطال الدين والله متم نور ولو كره الكافرون ان ربكم الله الذي خلق السماوات وفي ستة ايام ثم استوى على العرش الايتين. يقول تعالى مبينا لربوبيته والهيته وعظمته ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض بستة ايام مع انه قادر على خلقها في لحظة واحدة ولكن في ذلك من الحكمة الالهية لانه رفيق بافعاله ومن دون حكمتها في انه خلقها من حقه وللحق ليعرب باسمائه وصفات مفرد بالعبادة ثم بعد خلق السماوات والارض السوا على العرش استواء يليق بعظمته يدبر الامر في العالم العلي والسبلي. من الاماتة والاحياء وانزال الارزاق ومداولة الايام بين الناس وكشف الضر عن المضرور واجابة السؤال فانواع التدابير نازلة منه صاعدة اليه وجميع الخلق مذعنون لعزه خاضعون لعظمته وسلطانه من سبيل لمن بعده فلا يقدم احد منهم على الشفاعة ولو كان افضل الخلق حتى يأذن الله ولا يأذن الا لمن يرتوى ولا يرتضي لا اهل الاخلاص والتوحيد له. ذلكم الذي شأنه ذلكم الذي هذا شأنه الله ربكم. اي هو الله الذي الى الوصول الالهية الجامع لسبعة الكمال وصف الربوبية الجامع لصفات الافعال فاعبدوه اي افردوه بجميع ما تقدرون عليه من انواع العبودية افلا تذكرون الادلة الدالة على انه وحده المعبود المحمود ذو الجلال والاكرام؟ فلما ذكر حكمه القدر وهو التدبير العام حكمه الديني وهو الشرع مضمونه ومقصوده عبادة وحده لا شريك له. ذكر الحكم الجزائي وهو مجازاته على الاعمال بعد الموت فقال اليه مرجعكم جميع اي سيجمعكم ثم بعد موتكم لميقات يوم معلوم انه يبدأ فالقادر على ابتداء الخلق قادر على اعادة ولده يرى ابتداء بالخلق ثم يمكن اعادته للخلق فهو فاقد العقل منكر لاحد مثليه. مع اثبات ما هو اولى منه فانا دليل عقلي واضح على المعاد. ثم ذكر الدليل قيمة فقال وعد الله حقا اي وعده صادق ولا لا بد من اتمامه. ليجزي الذين امنوا بقلوبهم بما امرهم الله بالايمان به وعملوا الصالحات من واجبات ومستحبات من القسط اي بايمان واعماله جزاء قد بينه لعباده واخبر انه لا تعلم نفس ما اخبر من قرة اعين والذين كفروا بايات الله وكذبوا رسل الله لهم شراب من حميم اي ماء حار يشوي الوجوه ويقطع الامعاء وعذاب اليم من سائر اصناف العذاب بما كانوا يكفرون اي بسبب كفرهم وظلمهم وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون الايتين لما قرأ ربوبيته الى ان يتذكر الادلة العقلية الافقية الدالة على ذلك وعلى كماله في اسمائه وصفاته من الشمس والقمر والسماوات والارض ما خلق فيهما من اصنام المخلوقات واخبر انها ايات لقوم يعلمون لقومه يتقون. فان العلم يهدي الى معرفة الدلالة فيها كيفية تسليم بعض الدلائل على اقرب وجه. والتقوى تحدث في قلب الرغبة في الخير والرأي من الشر. الناشئين عن الادلة والبراهين وعن العلم واليقين وحاصل ذلك ان مجرد خلق هذه المخلوقات بهذه الصفة. دال على كمال قدرة الله قدرة الله تعالى وعلمه وحياته وقيوميته وما فيها من الاحكام وما فيها من الاحكام والاتقان والابداع والحزن. دال على كمال حكمة الله وحسن خلقه وسعة علمه وفيها من انواع المنافع والمصالح الشمس ضياء والقمر نورا وهيحصل بهما من النفع الضروري وغيره مما يحصل يدل ذلك على رحمة الله تعالى واعتنائه بعباده وسعة البر واحسانه وما فيها من التخصيصات دال على مشيئة الله وإرادته النافذة وذلك دال على انه وحده المعبود المحبوب المحمود ذو الجلال والاكرام والانصار العظام وعنكم ساعة هل تجزون الا بما كنتم تكسبون من الكفر والتكذيب والمعاصي؟ قوله تعالى تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم يستمعونك حق هو اي يستخبرك المكذبون على وجه التعنت والعناد لا على وجه التبين والاستشهاد الذي لا تنبغي الرغبة الرغبة الا اليه ولا يصرف خالص الدعاء الا لولا لغيره من المخلوقات المربوبات المفتقرة الى الله بجميع شؤونها وبهذه الايات الحث والترغيب على التفكر في مخلوقات الله والنظر فيها بعين بذلك فان بذلك تنفسح البصيرة ويزداد الايمان والعقل والتقوى القبيحة. وفي اهمال ذلك تهاون بما امر الله به اغلاق لزيادة الايمان وجمود للذين والقريحة ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا النار بما كانوا يكسبون. يقول تعالى ان الذين يرجون لقاءنا لا يطمعون بلقاء الله الذي يؤثر ما طمع في طمع واعلى عن ذلك وربما كذبوا به ورضوا بالحياة الدنيا بدلا عن الاخرة اطمئنوا بها اي ركنوا اليها وجعلوها غاية امرهم فسعوا لها وكبوا على لذات شهوة بين طريق الحسرة تحصل ومن اي ومن اي وجه لاحتبت الارواء قد سربوا ارادتهم ونياتهم او افكارهم واعمالهم فكأنهم خلقوا بقائي فيها وكأنها ليست بداري ممر يتزود بها المسافر من الدار الباقية التي اليها يرحل الاولون والاخرون. والى نعيم ويا نعيم يا ولذاتها شمر والذين هم عن اياتنا غافلون فلا ينتفعون بالايات القرآنية ولا بالايات الافقية النفسية والاعراض عن الدليل مستديم للاعراض وقبلة علم المجهول المقصود اولئك الذين اذوا وصوا مأواهم النار اي مقرهم ومسكنهم الذين لا يرحلون عنها بما كانوا يكسبون من الكفر والشرك وانواع المعاصي فلما ذكر عقابهم ذكر ثواب المطيعين فقال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم لآيتين. يقول تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات جمعوا بين الايمان والقيام بموجب المقتضى من الاعمال الصالحة المشتملة اعمال القلوب المشتملة على اعمال القلوب واعمال الجوارح على وجه الاخلاص والمتابعة لديهم ربهم بايمانهم بسبب ما معهم من الايمان يثيبهم الله اعظم الثواب وهو الهداة يعلم ما ينفعهم ويمن عليهم بالاعمال الناشئة اذا النظر في ايات واديهم في هذه الدار الى الصراط المستقيم وفي الصراط المستقيم وفي دار الجزاء الى الصراط الموصلين جنات النعيم. ولهذا قال تحتهم الانهار الجارية الدوام في جنات النعيم اضاف اضافها الله الى النعيم الاشتمال على النعيم التام نعيم بالفرح والسرور والبهجة والحبور ورؤية الرحمن وسماع كلامه والاغتباط برب الرضا والقرب ونقاء الاحبة للاخوان والتمتع بالاجتماع بهم الاصوات المطربات والنوامات والمشيات والمناظر المفرحة لنعيم البدن بانواع الماكل والمشارب والمناكح ونحو ذلك مما لا تعلمه النفوس ولا خطر ببال احد اي عبادة فيها لله اولها تسبيح لله وتنزيله عن النقائص واخرها تحميد لله. واخرها تحميد لله فالتكاريف سقطت عنهم في دار الجزاء وانما لهم اكملوا اللذات الذي هو الذ من المآكل الذي لا اله ذكر الله الذي تطمئن به القلوب تفرح به الارواح. وهو لهم بمنزلة النفس من دون كلفة ومشقة اما تحية واما تحية فيما بينهم عند التلاقي والتزاوف والسلام اي كلام سالم من اللغو والاثم موصول بانه سلام قيل بتفسير قوله دعواهم فيها سبحانك اللهم الى اخر اية ان اهل الجنة اذا احتاجوا الى الطعام اذا احتاجوا الى الطعام والشراب ونحوهما قالوا اللهم فاحضر لهم في الحال فاذا قالوا الحمد لله رب العالمين. ولو يعجل الله للناس الشر استعجالا بالخير الاية وهذا من لطفهم واحسانه بعباده انه لو عجلهم الشر اذا اتوا باسبابهم وبادرهم بالعقوبة على ذلك كما يعجل لهم الخير وياتوا باسبابه. لقضي اليهم اجلهم الى لمحقتهم العقوبة ولكنه تعالى يمهلهم ولا يهملهم. ويعفو عن كثير من حقوقه فلم يؤاخذوا الله الناس بظلمه ما ترك على ظهرها من دابة ويدخل فيها ان العبد اذا غضب على اولاده او اهله او ما ربما دعا عليهم دعوة انه قبلت منه لهلكوا ولا ضره ذلك غاية الضرر. ولكنه تعالى حليم حكيم وقوله فنذر الذين لا يرجون لقاءنا اي لا يؤمنون بالاخرة. فلذلك لا يستعدون لها ولا يعملون ما ينجيه من عذاب الله في طغيانهم. اي باطنهم الذي جاوزهم به الحق والحد يعمهون يترددون حائرين لا يهتدون السبيل ولا يوفقون لاقوام وذلك عقوبة الام على ظلمهم وكفرهم بايات الله. واذا مس الانسان ضر دعانا الاية. واذا مس الانسان واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا قائم الاية وهذا اخبار عن طبيعة الانسان من حيث انه اذا مسه الضر من مرض او مصيبة اجتهد في الدعاء وسأل الله في جميعه هذه قائما والح بالدعاء ليكشف الله عنهم ضره فلما كشفنا عنهم ضر ومرة كان لم يدعونا الى ضر مسه اي استمر في غفلتهم ورضا عن ربه كأنه ما جاء انظروا فكشفه الله عنه فاي ظلم اعظم من هذا الظلم يطلب من الله قوى غرضه فاذا اناله اياه لم ينظر الى حق ربه وكأنه ليس عليه لله وهذا تزيين من الشيطان زينا لو ما كان مستأجرا مستقبلا بالعقول والفطر. كذلك زين للمسرفين اي المتجاوزين الى حد ما كانوا يعملون. ولقد اهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا جاءتهم رسل بالبينات وما كانوا ليؤمنوا لاياتين. يخبر نوى لك الامم الماضية بظلمهم وكفرهم بعدما جاءتهم البينات على على ايدي الرسل تبين الحق فلم ينقادوا لا ولم يؤمنوا فاحل بهم عقابهم الذي لا يرد عن كل مجرم متجري على محارم الله وهذه سنته في جميع الامم ثم جعلناكم ايها المخاطبون ثم جلسوا ايها المخاطبون خلائف في الارض من بعدهم لتنظر كيف تعملون فان انتم اعتبرتم ما اتعهدتم بمن قبلكم واتبعتم ايات الله وصدقتم رسلا ونز نجوتم في في الدنيا والاخرة وان فعلتم كفعل الظالمين قبلكم احل بكم ما احل بهم ومن انذر فقد اعذر. واذا تتلى عليه ما يتلى بيناتهم قال الذين لا لقاء ناتي بقربان غير هذا ابدل الايات. يذكر تعالى تعنت المكذبين لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم. وانه اذا تتلى عليه ما القرآن مبين للحق اعرضوا عنا وطلبوا وجوب التعنت فقالوا قراءة منهم وظلما. فقبحهم الله على الله واشد من ظلما وردا لاياته. واذا كان الرسول العظيم يأمره الله تعالى ان يقول لهم قل ما يكون لي اي ما ينبغي يليق ان نبدل من تلقاء نفسي فاني رسول محض. ليس لي من الامر شيء. ان اتاب الله ما يمحى الي. اي ليس لي غير ذلك فاني عبد مأمور اني اخاف ان عصيت ربي اذهب يوم عظيم. فهذا قول خير الخلق ودموع اوامر ربه ووحيه. فكيف بهؤلاء السفهاء الضالين الذين الجمع بين الجاني الضلال والظلم والعناد والتعنت والتعجيز لرب العالمين افلا يخافون عذاب يوم عظيم. فان زعموا ان قصدهم ان يتبين لهم الحق بالايات التي طلبوا كذب في ذلك فان الله قد بين من الايات ما يؤمن على مثله البشر. وهو الذي يصرفها كيف يشاء تابعا لحكمته الربانية ورحمته بعباده قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادراكم فقد لبثتم فيكم عمرا طويلا من قبله. اي قبل تلاوتين قبل درايتكم في مدة عمره ولا صدر مني ما يدل على ذلك فكيف اتقوله بعد ذلك وقد لبثت فيكم عمرا طويلا تعرفون حقيقة حالي باني امي لا اقرأ ولا اكتب هو لا يدرس ولا تعلم الى احديتكم بكتاب عظيم اعجز اعجز الفصحاء واعي العلماء فهل ينكر مع هذا ان يكون من تلقاء نفسه ام هذا دليل قاطع انه تنزيل من حكيم حميد؟ فلو اعملتم افكاركم وعقولكم وتدبرتم محاري وحال هذا الكتاب جزما لا يقول لا ريب بصدق وانه الحق الذي ليس بعده الا الضلال. ولكن اذا ابيتم الا تكذبون على الناس فانتم لا شك انكم ظالمون. ومن نظموا ممن افترى على الله كذبا او ولو كنت متقولا لكنت اظلم الناس وفاة للفلاح ولم ولم تخفى عليكم حالي ولكني جئتكم بآيات الله تعين فيكم الظلم ولابد ان وان امركم سينحل ولا تنالوا الفلاح ما دمتم كذلك ودل قوله قال الذين لا يرجون ان الذين حمله ان الذي حملهم على هذا التعنت الذي منهم وواعدهم وايمانهم بلقاء الله وعدم الرجاء وان من امن بلقاء الله فلا بد ان يلقاه فلا بد ان ينقاد لهذا الكتاب ويؤمن به لانه حسن القصد. الايمان بلقاء الله عز وجل اس من التي تجعل الانسان يعمل. ولذلك الانسان الذي يتكاسل عليه ان يزيد ايمانه باليوم الاخر هو يوم الحساب. نعم. ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم الا يقول تعالى ويعبدون اي المشركون المكذبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم من دون الله ما لا يضرهم لا ينفعهم اي لا تملك لهم مثقال ذرة من النفع ولا تدفع عنهم شيئا ويقولون قولا خاليا من البرهان هؤلاء شفعاء والكربات وان احدا من الخلق ليس بيده من هذا شيء الا ما اجراه الله على يده جزاء بان الله هو الحق. وان ما يدعون من دونه هو الباطل. ولهذا لمن عند الله ان يعبدوا ما يقربوه من الله ويشفع لهم عنده هذا قول من وهذا قول من تلقاء انفسهم وكلام ابتكروه هم ولهذا قال مبطل لهذا القول ولا تنبؤون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض اي الله تعالى هو العالم الذي احاط علما بجميع ما في السماوات والارض وقد اخبركم بانه ليس له شريك ولا اله معه فانتم يا معشر المشركين تزعمون انه يوجد له فيكم فيها شركاء. افتخبرون بامر خفي عليه وعلمتموه انتم اعلم هل يوجد قول ابطل من هذا القول المتضمن ان هؤلاء الظلام ضلال جهال السفهاء اعلم من رب العالمين وليكتفي العاقل بمجرد تصور هذا القول وبطلانه سبحانه وتعالى عما يشركون. اي تقدس وتنزل ان يكون له شريك او نظير بل هو الله الاحد الفرد الصمد الذي لا اله السماوات والارض الا وكل معبود في العالم العلوي والسفلي في العالم العلوي والسفلي سواء باطل سواه فانه باطل عقلا وشرعا ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل امة واحدة فاختلفوا الاية. اي وما كان الناس الا متى واحدا متفقين على الدين الصحيح ولكنهم اختلفوا بما بعث الله الرسل المبشرين وانزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس ما اختلفوا فيه ولولا كلمة سبقت من ربك بذنوبهم فقضي بينهم بان ننجي المؤمنين ونهلك كالكادرين المكذبين نصارى هذا فارقا بينهم. ولكنه اراد امتحانه ابتلاء بعضهم ببعض يتبين الصادق من الكذب فيقولون ايه المكذبون متعنتون لولا انزل علي اية من ربي الايات وكقولهم وقالوا لن نؤمرك حتى تفجر لنا من الارض ينبوع الايات فقل لهم اذا طلبوا منك اية انما الغيب لله اي هو المحيط علما باحوال العباد فيدبرهم بما يقتضيه علمه بما يقتضيه علمه فيهم حكمته البديعة وليس لاحد تدبير في حكم ولا دليل فانتظروا اني معكم من المنتظرين. اي كل ينتظر بصاحبه ما هو اهلا له فانظروا. هل لمن العاقبة واذا ذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم اذا لهم مكر في اياتنا الاية يقول تعالى مقامسة كالصحة بعد المرض والغنى بعد الفقر والامن بعد الخوف نسوا ما اصابهم من الضراء ولم يشكروا الله على الرخاء والرحمة بل استمروا في طغيان قال المقصود منه ولم يسلموا من التبعة من التبعة بل تكتب الملائكة عليهم ما يعملون ويحسن الله عليه ثم يجازيه الله اوفر الجذاب هو الذي يسيركم في البر والبحر الاية. لما ذكرت قاعدة العمد باحوال الناس عند اصابة الرحمة لهم بعد الضراء واليسر بعد اليسر ذكاء تؤيد ذلك وهي حالهم في البحر لحين عند اشتداد والخوف من عواقبه فقال هو الذي يسيركم في البر والبحر بما سأرى لكم من الاسباب المسيرة لكم فيها وهداكم اليها. وجرينا بهم بريح طيبة موافقة لما يهوون او من غير انزعاج منهم من يؤمن به اي بالقرآن وما جاء به ومنهم من لا يؤمن به وربك اعلم المفسدين وهم الذين لا يؤمنون به على وجه الظلم والعناد والفساد فسيجازيهم على فسادهم باشد العذاب ولا مشقة وفرحوا بها واطمأنوا اليها فبينما هم كذلك اذ جاءتهم ريح عاصف شديدة الهب والهبوب وجاءهم الموج من كل كانوا ظنوا انه احيط بهم اي عرفوا انه الهلاك فانقطع حينئذ تعلق بالمخلوقين وعرفوا انه لا ينجيهم من هذه الشدة الا الله وحده له الدين وعدو من انفسهم ووعدوا من انفسهم على وجه الاسلام فقالوا لان ان انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. فلما جاءهم اذا في الارض بغير الحق اي نسوا تلك الشدة اولئك الدعاء هم الزموا انفسهم فاشركوا بالله من من فاشركوا بالله من اعترفوا انه لا ينجيهم من الشدائد ولا يدفع عنهم المضايق فهل اخلصوا لله العبادة من رخاء كما اخلصوه في الشدة؟ ولكن هذا البغي يعود وباله عليم لهذا قال يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياة الدنيا اي غاية ما تؤمنون وشروطكم والاخلاص لله ان تنالوا شيئا من حطام الدنيا وجاهها النذر يسير الذي سينقضي سريعا ويمضي ايضا ثم تنتقل عنه بالرغم. ثم الينا مرجعكم يوم القيامة. فينبئكم بما كنتم تعملون في هذا وفي هذا قضاية التحرير لهم على الاستمرار على عملهم. انما مثل الحياة الدنيا كما ان انزلناه من السماء الايات. وهذا المثل من احسن الامثلة وهو مطابق لحالة الدنيا فان لذاتها وشهواتها وجاهها ونحو ذلك يزهو لصاحبهم جاء وقتا قصيرا. فاذا استكمل وتمنت محل وجاء لو زال صاحبه عنه فاصبح صفر اليدين منها ممتلئا قل قلبي من همها وحزنها وحسرتها فلذلك انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض. اي نبت فيها من كل صنف وزوج بيت مما يأكل الناس كالحبوب والثمار ومما تأكل النعم العشب الكلي المختلف بالاصنام حتى اذا اخذت الارض زخرفها زينت اي تزخرفت منظرها واكتست في زنياتها وصارت بهجة للناظرين ونزهة للمتبرجين المتبصرين فصرت ترى لا منظرا عجيبا ما بين اخذ واصفر وابيض وغيره. وظن اهل انهم قادرون عليها اي صامعهم طمع بان ذلك سيستمر ويدوم الوقوف في ارادتهم عنده وانتهاء مطالبهم فيه. فبينما هم في تلك الحالتا امر الله ليلا او نهارا اجعل لها حصيدا كان لم تغن بالامس اي كانها ما كانت هذه فهذه حالة الدنيا سواء بسواء. كذلك نفسر الايات اي نبينها ونوضحها تقليب المعاني الى الاذان الى الامثال. اي يعملون افكارهم فيما ينفعهم. اما الغافل معرض فهذا لا تنفعه لا ولا يزيل عنه الشك ولا يزيل عنه الشك البيان لما ذكر الله حال الدنيا وحاصل نعيمها شوق الى الدار الباقية فقال والله ادعو الى دار السلام يد من يشاء الى صراط مستقيم. للذين احسنوا الحسنى وزياد الاية. عمت على عباده بالدعوة الى دار السلام والحث على ذلك والترغيب وخاصة بالهداية من شاء استخلاصه واصطفاه. فهذا فضل الاحسان والله يختص برحمة من يشاء وذلك عدو وحكمة وليس لاحد عليه حجة بعد البيان والرسل. وسمى الله الجنة دار السلامات من جميع الافات والنقائص وذلك لكمال نعيمها وتمامه وبقائه وحسنه من كل وجه ولما دعا الى دار السلام كأن النفوس تشوقت الى الاعمال الموجبة لها الموصلة اليها فخوران بقوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة اي الذين احسنوا في عبادة الخالق بان عبدوه وعلى وجه المراقبة والنصيحة في عبوديته. وقاموا بما قدروا عليه منا واحسنوا الى عباد الله بما يقدرون عليهم من الاحسان القولي والفعلي من بذل الاحسان والمالي والاحسان البدني والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الجاني ونصيحة المعرضين وغير ذلك من وجوه البر والاحسان الذين احسنوا لهم الحسنى وهي الجنة الكاملة في حسنها وزيادة. وهي النظر الى وجه الله الكريم وسماع كلامه. وهي النظر الى الله الكريم وسماع كلامه والفوز برضاه والبهجة بقربه فابهذا حصل لهم اعلى ما يتمناه المتمنون يسأله السائلون ثم ذكر الدفاع المهجور عنهم فقال ولا يرى وجوههم قطر ولا ذلة اي لا ينالون مكروه بوجه من الوجوه لان المكروه اذا وقع بالانسان تبين ذلك بوجهه تغير وتكدب واما هؤلاء فكما قال الله عنهم تعرف في وجوههم نظرة النعيم اولئك اصحاب الجنة الملازمون لها فيها خالدون لا يحولون عنها ولا يزولون ولا يتغيرون. والذين كسبوا السيئات والسيئة بمثلها الاية. لما ذكر اصحاب الجنة ذكر تكسبوها في الدنيا هي الاعمال السيئة المسخطة لله من انواع الكفر والتكذيب واسباب المعاصي. اي جزاء يسوء بحسب ما عملوا من السيئات على اختلاف احوالهم. في قلوبهم وخوف من عذاب الله لا يدفع عنهم دافع ولا ايعصموا منه عاصم وتسير تلك الذلة الذلة الباطنة الى ظاهرهم. فتكون سوادا في وجوههم كانما تغشية وجوهكما من الليل مظلما اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. فكم من الفم؟ كم بين الفريقين من الفرق ويا بعد ما بينهما من التفاوت اولئك هم الكفرة الفجرة. ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين اشركوا مكانكم يقول تعالى يوم نحشرهم ويوم نحشرهم جميعا. اي نجمع جميع الخلائق لميعاد يوم معلومنا ونحضر المشركين ما كانوا وما كانوا يعبدون من دون الله ثم لله يقول للذين اشركوا مكانكم انتم وشركاؤكم الزموا مكانكم لقاء التحاكم الفصل بينكم وبينهم فزينا بينما فرق بينهم بالبعد البدني والقلبي فحصل بينهم العداوة الشديدة بدن بذلوا لهم في الدنيا خالص المحبة وصبروا الودود والوداد فانقلبت تلك المحبة الولاية بغضا وعدا وتبرأ شركاء منهم وقالوا ما كنتم يانا تعبدون فاننا ننزل الله ان يكون له شريك او ندين. فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم كنا عن عبادتكم لغافلين. ما امرناكم بها ولا دعوناكم لذلك وانما عبدت من دعاكم الى ذلك هو الشيطان كما قال تعالى اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين. وقال ويوم يحشر الجميع ثم يقول للملائكة هؤلاء اياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم مؤمنون. فالملائكة الكرام والانبياء والاولياء نحوهم يتبرأون ممن عبدهم يوم القيامة يتنصلون من دعائهم يأمل الى عبادتهم. وهم الصادقون هنا البارون في ذلك فحين اذ يتحسر المشركون حسرة لا يمكن وصفها ولا يعلمون مقدار ما قدموا من الاعمال وما اسلفوا من ردي الخصال ويتبين لهم يومئذ انهم كاذبين وانهم مفترون على الله قد ضنت عبادتهم وانحلت معبوداتهم. وتقطعت بهم اسباب الوسائل لانها قال هنالك اي في ذلك اليوم تبنوا كل نفس ما اسلفت اي تتفقد اعمالها وتتبع بالجزاء وتجازي بحسبهم خيرا فخير. وان شرا فشر وضل ثم كانوا يفترون من قوله بصحة ما هم عليه من الشرك وان يعبدون وانما يعبدون من دون الله تنفعهم وتدفع عنهم العذاب ومن يرزقكم من السماء والارض الايات اي قل لهؤلاء الذين اشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا محتجا عليهم بما قروا به من توحيد يا الامان تروه من توحيد الالوهية اسبابها فيها وخصهم بالذكر من باب التنبيه على المفضول بالفاضل ولكمال شرفهما ونفعهما. ومن يخرج الحي من الميت كاخراج انواع الاشجار والنبات من الحبوب والنوى اخراج اخراج المؤمن من الكافر والطائر من البيض ونحو ذلك ويخرج الميت من الحي عكس هذه المذكورات ومن يدبر الامر بالعالم العلوي وهذا شمل جميع انواع التدابير الالهية فانك اذا سألت عن ذلك فسيقولون الله لانهم يعترفون بذلك بجميع ذلك وان وان ان الله لا شريك له في شيء من المذكورات فقل لهم الزاما بالحجة. فقل لهم الزاما بالحجة فلا تتقون الله فتخلصون له العبادة وحده لا شريك له وتخلعون ما تعبدون من دونه من الانداد والاوثان فذلكم الذي وصف نفسه بما وصف ابيه. فذلكم الذي وصف نفسه بما وصف به الله ربكم اي المال والمعبود المحمود المربي جميع الخلق بنعمه هو الحق فماذا بعد الحق الا الضلال؟ فانه تعالى المنفرد بالخلق والتدبير لجميع الاشياء الذي ما للعمال ما الذي ما بالعباد من نعمة الا من ولا يأتي بالحسنات الا هو ولا يدفع السيئات الا هو ذو الاسماء الحسنى وصفاته الكاملة العظيمة والجلال الكرامة الذي ليس له من وجوده الا العدم ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا فليس له من الملك مثقال ذرة ولا شرك له بوجه من الوجوه ولا يشفع عند الله الا باذنه فتبا لمن اشرك به لمن كفر بي فقد علموا عقولهم فان بعد ان عدموا اديانهم بل فقدوا دنياهم واخراهم ولهذا قال تعالى عنهم الذي لمسقونهم لا يؤمنون بعد ان اراهم الله من الايات البينة البرائين النيرة ما فيه عبرة لاولي الالباب وموعظة للمتقين احسنت بارك الله فيك الشيخ عبد السلام. سورة يونس هذه السورة آآ لابد ان قضيتها ومحورها تدور حول اثبات الوهية الله عز وجل التي هي اصل القضية بين يونس وبين قومه. فجميع اياتها تدور على محور واحد وهي قضية اثبات الوهية الله تعالى بمختلف الدلائل آآ دليل الربوبية دليل الادلة الافاقية الادلة النفسية ونحو ذلك. نعم. قال رحمه الله تعالى تفسير تعالى قل هل هنا من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيدوه قل الله يبدأ الخلق ثم يعيدها الايات. يقول تعالى مبين عن جالهة المشركين وعدم اتصافها فبما يوجب اتخاذها الهة مع الله قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق يبتدي ثم يعيده وهذا استفهام بمعنى النفي والتقرير اي ما منهم احد يبدأ ثم يعيده وهي اضعف من ذلك واعجز قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده من غير مشارك ولا معاون له على ذلك عن عبادة المنفرد بالابتداء والاعادة الى عبادة من لا يخلق شيئا وهم يخلقون. قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق بيانه وارشاده او وتوفيقه قل الله وحده يهدي الى الحق بالأدلة والبراهين وبالإلهام والتوفيق والإعانته الى سلوك اقوم طريق. امن لا يهد يله لا يهتدي الا ان يهدى لعدم علمه ولضلاله وهي شركاؤهم التي لا تهدي ولا تهتدي الا ان تهدى. فما لكم كيف تحكمون اي شيء جعلكم تحكمون هذا الحكم الباطل بصحة عبادة احد مع الله بعد ظهور الحجة والبرهان انه لا يستحق العبادة الا الله وحده ليس بالهتهم التي يعبدون مع الله اوصافهم معنوية ولا اوصاف فعلية تقتضي ان تعبد مع الله بل هي متصفة بالنقائص الموجبة بطلان الهيتها فلاي شيء جعلت مع الله الهة؟ فالجواب ان هذا من تزيين الشيطان للانسان اقبح البهتان وظل الضلال حتى اعتقد ذلك والفه وظن له حقا وهو لا شيء ولهذا قال وما يتبع الذين يعدون من دون الله شركاء ما يتبعون في الحقيقة شركاء لله فانه ليس لله شريك اصلا ولا نقلا وانما يتبعون الظن وان الظن لا يغنيه من الحق شيئا فسموها الهة واعبدوها مع الله ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان الله عليم بما يفعلون وسيجازيهم على ذلك بالعقوبة البالغة. وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه الاية. يقول تعالى وما كان هذا القرآن يفترى من دون الله غير ممكن ولا متصور ان يفترى هذا القرآن على الله لانه الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وهو الكتاب الذي لو اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا مثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضا ظهيرة وهو الكتاب الذي تكلم به رب العالمين فكيف يقدر احد من الخلق ان يتكلم بمثلي؟ او بما يقاربه والكلام تابع لعظمة المتكلم بوصي فان كان احد يماثل الله في عظمته واوصاف كماله امكن ان يأتي بمثل هذا القرآن. ولو ولو تنزلنا على الفرض والتقدير فتقوله احد على رب العالمين لعادله بالعقوبة وبادره بالنكال. ولكن الله انزل هذا رحمة للعالمين وحجة على العباد اجمعين انزله تصديق الذي بين يديه من كتب الله السماوية بان وافقها وصدقها بما شهدت به وبشرت بنزوله وقع كما اخبرت وتفصيل الكتاب للحرام اولي الحلال والحرام والاحكام الدينية والقدرية والاخبارات الصادقة لا ريب فيه من رب العالمين لا شك ولا بل هو الحق اليقين تنزيل من رب العالمين الذي ربى جميع الخلق بنعمه ومن اعظم انواع تربيته ان انزل عليهما الكتاب في مصالحهم الدينية والدنيوية المشتمل على مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال. ام يقولون للمكذبون به عنادا وبغيا افتراه محمد على الله واختلقه قل له ملزما لهم بشيء قدروا عليه امكن ما ادعوه والا كان قولهم باطلا فاتوا بسورة مثله وجهوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين يعاونكم على الاتيان بصورة مثله وهذا محال ولو كان ممكنا لادعوا قدرتهم على ذلك ولاتوا بمثله ولكن لما بان وتبين ان ما قالوه باطل لا حظ له من الحجة. والذي حملهم على التكذيب بالقرآن المشتمل على الحق الذي لا حق فوقه ان انهم لم يحيطوا به علما فلو احاطوا به علما وفهموا حق فهمه لا اذعن بالتصديق به. وكذلك الى الان لم يأتهم تأويله الذي وعدهم ان ان ينزل بهم العذاب ويحل بهم النكال وهذا التكذيب الصادر منهم من جنس تكبير من قبلهم. ولهذا قال كذلك كذب الذين من قبلهم فانظروا كيف كان عاقبة الظالمين وهو لم يبق منهم احدا فليحذر هؤلاء ان يستمروا على تكريمهم فيحل بهم ما احل بالامم المكذبين والقرون المهلكين على التثبت في الامور وانه لا ينبغي للانسان ان يبادر بقبول شيء او رده قبل ان يحيط به علما وان كذبوك فاستمر فاستمر على دعوتك وليس عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء لكل عمله فقل لي عملي ولكم لكم انتم بريئون مما يعملون وانا بريء مما تعملون كما قال تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها. قوله تعالى ومنهم من يستمع اليك فانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون الايات. لما جاء به وان منهم من يستمعون للنبي صلى الله عليه وسلم وقت اخواتي الوحي لا على وجه الاسترشاد بل على وجه التفرج والتكذيب وتطلب العثرات وهذا استماع غير نافع ولا مجد على اهله خيرا لا جرى من سدا فعليهم باب التوفيق وحرموا من فائدة الاستماع. ولهذا قال فانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون وهذا الاستفهام من معنى النفي المتقلل لا تسمعوا الصم الذين لا يستمعون القول ولو جاهرت به وخصوصا اذا كان عقلهم معدوما المكذبون كذلك امتنعوا به واما سماع الحجة فقد سمعوا ما تقوم عليهم به حجة الله البالغة فهذا طريق عظيم من طرق العلم قد انسد عليهم وهو طريق المسموعات المتعلقة بالاخبار ثم ثم انسداد الطريق الثاني وهو طريق النظر فقال ومنهم من ينظر اليك افلا يفيده نظره اليك ولا سبل احوالك شيئا فكما انك لا تهدي العميا ولو كانوا لا يبصرون فكذلك لا تهدي هؤلاء فاذا فسدت عقولهم واسمعهم وابصارهم التي هي الطرق الموصلة الى العلم التي هي الطرق الموصلة الى العلم ومعرفة الحقائق فاين الطريق الموصل لهم الى الحق ودل قوله ومنهم من ينظر اليك ان النور الى حالة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه واخلاقه واعماله وما يدعو اليه من اعظم الادلة على صدقه ما على صدقه وصحة ما جاء به انه يكفي البصيرة عن غيره من الادلة. الاستفهامات في القرآن ينبغي لطالب العلم ان يهتم بها. هناك استفهام نفي وهناك استفهام تقرير وهناك استفهام توبيخ. فهذه ثلاث انواعات ثلاثة انواع من الاستفهام مات ينبغي للانسان ان يكون فيها على علم. الاستفهام يأتي بالهمزة او يأتي بهل. او يكون الكلام حذف منه اداة الاستفهام ولكن الاستفهام يفهم من السياق. فالاستفهام النفي هذا الشيء استفهام التقرير هذا شيء واستفهام التوبيخ هذا شيء اخر. نعم. وقوله ان الله لا يظلم الناس شيئا ويزيد في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم ولكن الناس انفسهم يظلمون ايديهم الحق فلا يقبلون فيعاقبه الله بعد ذلك بالطبع على قلوبهم والختم على اسماعهم وابصارهم قوله تعالى ويوم يحشرونك ان لم يبعثوا الا ساعة من النهار الا هي قضاء الدنيا وان الله تعالى ليحشر الناس وجمعهم اليوم لا ريب فيه فكأنهم ما الا ساعة من نهار وكأنه ما مر عليهم نعيم ولا بؤس وهم يتعارفون بينهم كحالهم في الدنيا في هذا اليوم يربح المتقون ويخسر الذين بلقاء الله وما كانوا مهتدين الى الصراط المستقيم والدين القومي حيث فاتهم النعيم واستحقوا دخول النار. قوله تعالى واما نريينك بعضا نعيدهم ونتوفنك فالينا مرجع ثم الله شهيد على ما يفعلون لا تحزن ايها الرسول على هؤلاء المكذبين ولا تستعجل لهم فانهم لابد ان يصيبهم الذين عندهم من العذاب اما في الدنيا ترى بعينك وتقر به نفسك وما في الاخرة بعد الوفاة. فان مرجعهم الى الله وان شئنا بهم ما كانوا يعملون. احصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد شديد لهم وتسلية الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كذبه قومه وعاندوه. قوله تعالى ولكل امة رسول الايات. يقول تعالى ولكل يدعوهم الى توحيد الله ودينه فاذا جاءهم رسول بالايات صدقه بعضهم وكذب الاخرون فيقضي الله تعالى بينهم القسط بين جهة المؤمنين واهلاك المكذبين وهم لا يظلمون بان يعذبوا قبل ان الرسول بان الحجة او يعذبوا بغير جرمهم فليحذر المكذبون لك من مشابهة الامم المهلكين في حل بهم ما حل باولئك ولا يستقطع العقوبة ويقول متى هذا الوعد ان كنتم صادقين فان هذا ظلم منهم حيث طلبه من النبي صلى الله عليه وسلم فانه ليس له من امره شيء وانما عليه البلاغ والبيان للناس واما حسابهم عليها من الله تعالى ينزل عليهم اذا جاء الاجل الذي اجله فيه والوقت الذي قدره فيه الموافق لحكمته الالهية. فاذا جاء ذلك الوقت لا يستأخر نسعى ولا يستخدمون فليحذر المكذبون بالاستعجال فانهم مستعجلون بعذاب الله الذي اذا نزل لا يرد بأسه عن القوم المجرمين ولهذا قال ولا رأيتم ان اتاكم عذابه بياتا ونهارا ما لا يستعجل منه المجرمون الايات. يقول تعالى قل ارأيتم ان اتاكم عذابه بيات واقتنوا منكم الليل ونهارا وقت غفلتكم ماذا يستأجر منه المجرمون استعجلوا بها واي عقاب ابتدروه فانه لا ينفع الايمان حين علو عذاب الله ويقال لهم توفيقا واعتداءا في تلك الحالة التي زعموا انهم يؤمنون الان تؤمنون في حال الشدة والمشقة وقد كنتم فان سنة الله بعباده ان يعتبهم اذا استعتبوه قبل وقوع العذاب فاذا وقع العذاب قال تعالى عن فرعون لما ادركه الغرق. قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين وانه يقال له الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. وقال تعالى فلم يكن ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد في عباده وقال هنا ثم اذا ما وقع امنتم به تدعون الايمان وقد كنتم به تستعجلون فهذا ما عملت فهذا ما عملت ايديكم اما استعجلتم به ثم قيل للذين ظلموا حين يوفون اعمالهم يوم القيامة ذوقوا عذاب الخلد ان عذاب الذي تخلدون فيه ولا يفتحون باحق حشر عبادي ووعثهم بعد موته اليوم الميعاد وجزاء العباد باعمالهم خيرا فخير وان شرا فشر. قل لهم مقسما على صحة مستدلا ولن تكونوا شيئا كذلك يوعدكم مرة اخرى ليجازيكم باعمالكم. واذا كانت القيامة فلو ان لكل نفس ظلمت الكفر والمعاصي ما في الارض من ذهب وفضة وغيرهما لتفتدي به من عذاب الله لافتدته ولما نفعا ذلك وانما النفع والضر والثواب والعقاب على الاعمال الصالحة والسيئة واسروا الذين ظلموا الندامة لما رأوا العذاب ندموا على ما قدموا ولا تحين مناص. وقضي بينهم الذي لا ظلم فيه ولا جور فيه بوجه من الوجوه. الا ان لله ما في السماوات والارض يحكم فيه بحكمه الديني والقدري وسيحكم فيه بحكم الجزاء لهذا قال الا ان وعد الله حق ولكن اكثرهم لا يعلمون فلذلك لا يستعدون للقاء الله الادلة القطعية والبراهين النقلية والعقلية. هو يحيي ويميت اي هو المتصرف بالاحياء والاماتة وسائل انواع التدابير لا شريك له في ذلك ترضعون يوم القيامة ويجازيكم باعمالكم خيرها وشرها. قوله تعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور والايات يقول تعالى هذا الكتاب الكريم بذكر اوصافه الحسنة الضرورية للعباد. فقال يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم تعظكم وتنذركم عن الاعمال الموجبة لسخط الله المقتضية لعقابه وتحذركم عن بيان اثارها ومفاسدها وشفاء لما في الصدور وهو هذا القرآن شفاء لما في الصدور من امراض الشهوات الصادرة عن القيادة للشرع وامراض الشبهات القادحة في العلم اليقين فان ما فيه من المواعظ والترغيب والترهيب والوعد والوعيد مما يوجب العبد الرغبة والرهبة. واذا وجدت فيه الرغبة في الخير والرهبة عن الشر ونمت على تكرر ما يرد اليها من معاني القرآن ذلك تقديم مراد الله على مراد النفس وصار ما يرضي الله احب الى العبد من شهوة نفسه. وكذلك ما فيه من البراهين والادلة التي صرفها الله غاية التصحيح وبينها احسن بيان مما يجري الشبهة القادحة في الحق ويصل به القلب الى اعلى درجات اليقين. واذا صح القلب من مرضه تبعته الجوارح كلها فانها تصبح بصلاحه وتفسد بفساده. وهدى ورحمة للمؤمنين فالهدى والعلم بالحق والعمل به والرحمة لما يحصل من الخير والاحسان والثواب العاجل العاجل والاجل لمن اهتدى به فالهدى اجل فالهدى اجل الوسائل والرحمة اكمل المقاصد والرغب ولكن الا يهتدي به ولا يكون رحمة لله في حق المؤمنين. واذا حصل الهدى وحلت الرحمة الناشئة وحصلت السعادة والفلاح. والربح والنجاح والفرح والسرور ولذلك امر تعالى بالفرح بذلك فقال قل بفضل الله الذي هو القرآن الذي هو اعظم نعمة ومنة وفضل تفضل الله تعالى بها على عباده ورحمته رحمته الدين والايمان وعبادة الله ومحبته ومعرفته. فبذلك فليفرعوا هو خير مما يجمعون من متاع الدنيا ولذاتها فنعمة الدين اتصلت بسعادة الدرر الا نسبة بينها وبين جميع ما في الدنيا مما هو مطمحن زائل عن قريب. وانما امر الله تعالى بفرح فضله ورحمته لان ذلك ما يوجب انبساط النفس وشكرا لله تعالى وقوتها وشدة الرغبة في العلم والايمان الداعي للازدياد منهما. وهذا فرح محمود بخلاف الفرح بشهوات الدنيا ولذاتها او الفرح فان هذا مذمور كما قال تعالى عن قوم قارون له لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين وكما قال تعالى في الذين جاءت به الرسل فلما جاءته الرسل بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم. تسمية للرحمة في القرآن ربما يراد منه القرآن. كما قال عز وجل لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم اهم يقسمون رحمة ربك؟ يعني القرآن. اذا قل بفظل الله يعني الايمان وبرحمته يعني القرآن فبذلك فليفرحوا. فالمؤمن يفرح بايمانه ويفرح بما اعطاه الله من القرآن. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك هو خير مما يجمعون كل ما سواه الايمان والقرآن نعم. يقول تعالى من الذين ابتدأوا تحريم ما احل الله وتحليل ما حرمه قل ارأيتم منا ما انزل الله لكم من رزق يعني انواع الحيوانات المحللة التي جعل الله رزقا لهم ورحمة في قل لهم وبخا على هذا قول فاسد يا الله اذن لكم مع الله تبترون بالمعلوم ان الله تعالى لم يأذن لهم فعلم انهم مفترون. وما ظنوا الذين يفترون على يوم القيامة فالناس لا يشكرون اما الا يقوموا بشكرها واما ان يستعينوا بها على معاصيه واما ان يحرموا منها ويردوا ما من الله تعالى به على بعده وقليل منهم الذي يعترف بالنعمة ويثني بها على الله تعالى ويستعين بها على طاعته ويستدل ويستدل بهذه الاية على انه اصل في جميع الاطعمة الحلة الا ما ورد الا ما ورد الشرع بتهريمه لان الله انكر على من حرم الرزق الذي انزله لعباده. وما تكونوا في شأن وما اسلموا منه من القرآن ولا تعملون بنعم الا كنا عليه واطلاعه على جميع احوال العباد في حركاتهم وسكناتهم وفي ضمن هذا الدعوة المراقبة على الدوام فقال ما تكون من شأن اي حال اي حال من احوالك الدينية والدنيوية وما تلو من القرآن وما تتلو من القرآن الذي اوحاه الله اليك ولا تعملوا مع من صغير او كبير الا ما عليكم شهودا تفيضون فيه اي وقت شروعكم فيه واستمراركم على العمل به فراقبوا الله تعالى في اعمالكم وادوه على وجه النصيحة والاجتهاد فينا واياكم الله تعالى فانه مطلع عليكم عالم بظاهرك وباطنك وما يعزف عن ربك ايما يغاب عن علمه وسمعه وبصره مثقال ذرة في الارض ولا في السماء والاصغر ومن ذلك والاكبر الا في كتاب اي قد احاط به علمه وجرى به قلمه. وهاتان المرتبتان من مراتب القضاء والقدر كثيرا ما يقرن الله بينهما وهما العلم محيط بجميع الاشياء وكتابته المحيطة بجميع الحوادث في قوله تعالى كقوله تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. قوله تعالى ابائه ويذكر اعمالهم واوصافهم وثوابهم فقال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فيما لا خوف عليهم فيما يستقبلونهم مما امامهم من المخاوف والاهوال ولا هم يحزنون على ما اسلفوا لانهم لم يسرفوا الا صالح الاعمال. واذا كانوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وثبت لهم الامن والسعادة والخير والكثير الذي لا يعلمه الا الله تعالى ثم ذكر اسمه فقال الذين امنوا بالله وملائكته وكتبوا لرسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره وصدقوا ايمانهم باستعمال التقوى مثال انه يبقى كل ما من كان مؤمنا تقيا كان لله تعالى وليا وله باشراف الحياة الدنيا وفي الاخرة اما البشارة في الدنيا فهي الثناء الحسن والمودة في قلوب المؤمنين والرؤيا الصالحة وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لاحسن اعماله والاخلاق والصرف عن مساوئ الاخلاق واما في الاخرة فاولها البشارة عند قبض ارواحهم كما قال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ان لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون وفي القبر ما يبشر به من رضى الله تعالى والنعيم المقيم. وفي الاخرة ما بشرى بدخول جنات النعيم والنجاة من عذاب الاليم. كلمات الله بل ما وعد الله تعالى فهو حق لا يفلت ولا تبديل لانه الصادق في دينه الذين يقدر احد ان يخالفه فيما قدره وقضى. ذلك هو الفوز العظيم لانه اشتمل على النجاة في كل كل مطلوب محبوب حصل الفوز فيه لانه لا فوز لغير اهل الايمان والتقوى والحاصل انها بشرى شاملة لكل خير وثواب. لكل خير وثواب رتبه الله في الدنيا والاخرة على الايمان والتقوى ولهذا اطلق ذلك فلم يقيد واياهم الا طغيان فتمللوا منه وسئموا. وهو عليه الصلاة والسلام غير متكاس ولا مثوى في دعوتهم فقال لهم يا قوم بارك الله اليكم مقام الله ان كان مقامي عندكم وتذكيري اياكم ما ينفعهم وتذكيري اياكم ما ينفعهم بايات الله الادلة الواضحة البينة تلك قول المكذبين فيك من الاقوال التي يتوصلون بها الى القدح بك وفي دينك فان اقوالهم لا تعزهم فان اقوالهم لا تعزهم ولا تضرك شيئا لله جميعا يؤتيها من يشاء ويمنعها من يشاء. قال تعالى من كان يريد العزة ولله العزة جميعا فليطلبها بطاعته بدليل قوله بعده اليه. يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ومن المعلوم انك على طاعة الله وان العزة لك والاتباعك من ولاتباعك من الله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين وقوله وهو السميع العليم اي سمعه قد احاط بجميع الاصوات ولا يخفى عليه شيء منها وعلمه قد احاط بجميع الظواهر الباطنة فلا يعزم عنهم اثقال الذرة في السماوات والارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر وهو تعالى يسمع قولك وقول اعدائك فيك ويعلم ذلك بالتفصيل فاكتفي بعلم الله وكفايته ومن يتق الله فهو حسبه. الا ان لله من السماوات وما في الارض وما يتبع الذين يجعل من دون الله شركاء الايات يقول تعالى ان الله ما في السماوات والارض خلقا وملكا وعبيدا يتصرف فيه بما يشاء من احكامه والجميع مماليك الا يسخرون مدبرون لا يستحقون شيئا من العبادة وليسوا شركاء الله بوجه من الوجوه لهذا قال وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء يتبعون الا الظن الذي لا يغني من الحق شيئا وانهم الا يخرصون في ذلك خرص واسكن بهتان فان كانوا صادقين في انها شركاء لله فليظهروا من اصافها ما تستحق قال ذرة من العبادة فلن يستطيعوا فهل منهم احد يخلق شيئا او يرزق او يملك شيئا من المخلوقات او يدبر الليل والنهار الذي جعله الله قياما للناس وهو وهو الذي جعلكم الليلة لتسكن فيهم في النوم والراحة بسبب الظلمة التي تخشى وجه الارض فلو استمر ضياءهما لما قروا ولما سكنوا وجعل الله النهار موسى مضيئا يبصر به. يبصر به الخلق ويتصرفون في معايشهم ومصالح دينهم ودنياهم. ان في ذلك لايات لقوم يسمعون عن الله سمع فهم وقبول واسترشاد لا سمع تعنت وعناد. فان في ذلك لايات لقوم يسمعون ويستدلون بها على انه وحده المعبود وانه الاله له الحق وان الالهية الالهية ما سواه باطلة وانه الرؤوف الرحيم العليم الحكيم. سبحانه هو الغني الايات يقول تعالى مخبرا عن بهت المشركين رب العالمين قالوا اتخذ الله ولدا فنزه نفسه عن ذلك بقوله سبحانه اي تنزل عن تنزه عما يقولون الظالمون في نسبة النقائص لا يعلمون ثم برهان عن ذلك بعدة براهين. احدها قول والغني والغني منحصر والغنى منحصر فيه وانواع الغنى مستغرقة به فهو الغني الذي لا هو الغنى التام وبكل وجه واعتبار من جميع الوجوه فاذا كان غنيا من كل ود فلأي شيء يتخذه يتخذ الولد الى الولد فهذا مناف لنا فلا يتخذ احد ولدا الا لنقص في غناه. البرهان الثاني قولونهما في السماوات وما في الارض وهذي كلمة عامة لا يخرج على موجود وفيه من اهل السماوات والارض الجميع مخلوقون عبيد ممالك ومن المعلوم ان هذا الوصف العام ومن المعلوم ان هذا الوصفة العامة ينافي ان يكون له منهم ولد فان الولد من جنس والده لا يكون مخلوقا ولا فملكيته لما في السماوات والارض عموما تنافي الولادة. يعني الاول غني دل على كمال الذات. والثاني لهما في السماوات وما في الارض دل على وجود السماوات والارض وما بينهما بعد لم يكن ولا يمكن ان يكون الرب له ابن من جنس المعدوم. الذي وجد بعد ان لم يكن. نعم البرهان الثاني قوله ان عندكم من سلطان بهذا هي عندكم حجة امة وبرهان يدل على ان لله ولد. فلو كان لهم دين لابدوا لما اتحداهم وعجزهم عن اقامة دليل علم بطلان ما قالوا هو ان ذلك قول بلا علم ولهذا قال الله ما لا تعلمون فان هذا من اعظم المحرمات الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون لا مطلوبهم ولا يحشرون. المقصود وانما يتمتعون في كل مكان في الدنيا قليلا. ثم ينتقلون الى الله ويرجعون اليه فيذيقهم العذاب ما كانوا يكفرون ما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون. يعني الشيخ ذكر ثلاثة براهين والاية فيها اربعة براهين. البرهان الاول ترك او الشيخ وهو قوله سبحانه هذا البرهان الاول. لان الولد نقص والله منزه عن النقص. فهذا البرهان الاول وهو والغني هو الغني هذا البرهان الثاني. فلكمال ذاته مستغن عن كل شيء. ثم له ما في السماوات هذا برهان الثالث ثم عدم علمهم ان عندكم من سلطان بهذا البرهان الرابع. نعم. قوله تعالى نوح اذ قال لقومه الايات قوت على نبيه واتلوا على قومك لما نوح في دعوته الى قومه حين دعا الى الله تعالى مدة طويلة ومكث بهم الف سنة الا خمسين عاما فلم فقد شق عليكم وعظم لديكم ورتم تنالون بسوء او تردوا الحق فعلى الله توكلت واعتمدت على الله في دفع لكل شر يراد بي وبما ادعو اليه. فهذا جندي وعدتي وانتم فاتوا بما قدرتم عليه من اوائل العدد والعدد فاجمعوا امركم كلكم بحيث لا يتخلف منكم احد ولا ومن وجودكم شيئا واحضروا شركائكم الذين كنتم تعبدونهم وتوالونهم من دون الله رب العالمين. مشتبها خفيا بل ليكن ذلك ظاهر علانيته ثم اقضوا الي اقضوا علي بالعقوبة والسوء الذي في امكانكم ولا تبذروني لا تهملوني ساعة من نهار. فهذا برهان قاطع واية العظيمة على صحة رسالته وصدق ما جاء به حيث كان وحده لا عشية تحميه ولا جنود تأويه وقد بادى قومه بتصفية ارائهم وفساد دينهم الهتهم وقد حملوهم وقد حملوا من بغضه وعداوته ما هو اعظم من من الجبال. فهو اعظم من الجبال الرواسي وهم اهل القدرة على ذلك فلم يقدروا على شيء من ذلك فعلم انه الصادق حقا وهم الكاذبون فيما يدعون. ولهذا قال فان توليتم عن دعوتكم اليه فلا موجب لتوليكم لانه تبين انكم لا لانكم لانه تبين لكم ان لانه تبين لكم انكم لا تولوا عن باطل الى حق وانما تولون عن حق قامت الادلة على صحته الى باطل. قامت الادلة على فساده ومع هذا فما سألتكم من اجل على دعوة وعلى اجابتكم فتقولوا هذا جاء لن يأخذ اموالنا فتمنعوا فتمتنعون لاجل ذلك. من اجل الا على الله لا يريد الثواب والجزاء الا الا منه وايضا فاني ما مررتكم بامر واخالفكم الى ضده بل امرت ان اكون بل امرت ان اكون من المسلمين فانا اول داخل واول فاعل لما امرتكم به فكذبوه بعدما دعاهم ليلا ونهارا وسرا وجهارا فلم يزدهم دعاؤه الا فنجيناه معه في هو الذي امرناه ان يصنعه باعيننا وقلنا له اذا فارت النور فاعمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك واهلك الا من سبق عليه القول ومن امن فاعلم رحمه الله السماء امام منهم وفجر الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر وحملناه على ذات الواهم ودستور تجري باعيننا وجعلناهم خلائف في الارض كمكذبين ثم بارك الله تعالى في ذريته وجعل ذريته الباقين ونشرا في اقوال الارض واغرقنا الذين كذبوا باياتنا بعد ذلك البيان واقامة البرهان. فانظر كيف كان عاقبة المنذرين وهو الهلاك المخزي واللعنة المتتابعة عليه في كل قرن يأتي بعدهم لا تسمع فيهم الا لو ما ولا ترى الا قدحا وذما فليحذر هؤلاء المكذبون بهم ما حل باولئك الاقوام المكذبين. من الهلاك والخزي والنكال. احسنت. اكمل بعد الاذان ان شاء الله تعالى. في سورة يونس ادلة عظيمة على صدق الانبياء جميعا. وكيف انهم استطاعوا آآ اظهار الادلة على الوهية الله عز وجل وعلى صدقهم. وعلى صدق ما جاءوا به نعم. قال رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى ثم بعثنا من بعده رسلا الى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا وليؤمنوا بما كذبوا به من قبل الاية اي ثم بعثنا من بعد نوح عليه السلام رسلا الى قومهم المكذبين يدعونهم الى الهدى ويحذرونهم من اسباب الردى فجاءوهم بالبينات اي كل نبي ايد دعوته بالايات الدالة على صحة ما جاء به. فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل يعني ان الله تعالى عاقبهم حيث جاءهم الرسول فبادروا بتكذيبه طبع الله على قلوبهم. وحال بينهم وبين بين الايمان بعد ان كانوا متمكنين منه كما قال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. ولهذا قال هنا وكذلك نطبع على قلوب المعتدين اي نختم عليها فلا يدخلها خير وما ظلمهم الله ولكنهم ظلموا انفسهم بردهم الحق فلما جاءهم وتكذيبهم الاول ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون الى اخر القصة اي ثم بعثنا من بعد هؤلاء الرسل الذين ارساهم الله تعالى الى القوم المكذبين المهلكين موسى ابن عمران كليم الرحمن. احد اولي العزم من المرسلين احد الكبار المقتدى بهم المنزل عليهم الشرائع المعظمة الواسعة. واجعلنا معه اخاه هارون وزيرا بعثناه الى فرعون وملأه اي كبار دولته ورؤسائهم. لان عامتهم تبع للرؤساء باياتنا الدالة على صدق ما جاء به من توحيد الله والنهي عن عبادة ما سوى الله تعالى. فاستكبروا عنها ظلما وعلوا بعدما استيقنوها وكانوا مجرمين وصفهم اي وصفهم الاجرام والتكذيب. فلما جاءهم الحق من عندنا الذي هو اكبر انواع الحق واعظمها وهو من من عند الله تعالى الذي خضعت لعظمته الرقاب. وهو رب العالمين المربي جميع خلقه من نعم فلما جاءهم الحق من عند الله على يد موسى ردوه فلم يقبلوه. وقالوا انها ان هذا لسحر مبين. لم يكفيهم قبحهم الله اعراضهم ولا اياه حتى جعلوه ابطل الباطل وهو السحر الذي حقيقته التمويه. بل جعلوه سحرا مبينا ظاهرا وهو الحق المبين ولهذا قال لهم موسى مربيا لهم عن ردهم الحق الذي لا يرده الا اظلم الناس اتقولون للحق لما جاءكم ايا تقولون انه سحر مبين. اسحر هذا اي فانظروا وصفه وما اشتمل عليه؟ فبمجرد ذلك يجزم بانه الحق ولا يفلح الساحرون لا في الدنيا ولا في الاخرة فانظروا لمن تكون له العاقبة. ولمن له الفلاح على يديه النجاح قد علموا بعد ذلك وظهر لكل احد ان موسى عليه السلام هو الذي افلح وفاز بظفر الدنيا والاخرة. والسحرة يدعون الناس لكي يعطوه من المال ويصبح عليهم مسؤولا. اما الانبياء يدعون الناس الى عبادة الله. فاي مشابهة بينهم وبين السحرة لا مشابهة البتة. نعم. قالوا لموسى رادين لقوله بما لا يرد به جئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه اباءنا اي جئتنا لتصدنا عما وجدنا عليه اباءنا من الشرك وعبادة غير الله وتأمرنا بان نعبد الله وحده لا شريك له. فجعلوا قول ابائهم الضالين حجة يردون بها الحق والذي به موسى عليه السلام. وقوله وتكون لكم الكبرياء في الارض اي وجئتمونا لتكونوا انتم الرؤساء ولتخرجونا من قضينا وهذا تمويه منهم وترويج على جهالهم وتهيج لعوامهم على معاداة موسى وعدم الايمان به. وهذا لا يحتج به لا يحتج به من عرف الحقائق وميز بين الامور. فان الحجج لا تدفع الا بالحجج والبراهين. واما من جاء بالحق فرد قوله بامثال هذه الامور فانها تدل على عجز مورد موردها عن الاتيان بما يرد القول الذي جاء به خصمه. لان انه لو كان له حجة لاوردها ولم يلجأ الى قوله قصدك كذا او مرادك كذا سواء كان صادقا في قوله واخباره عن قصد بخصمه الكاذبة مع ان موسى عليه الصلاة والسلام كل من عرف حاله وما يدعو اليه عرفة انه ليس له قصد في وانما قصده كقصد اخوانه المرسلين هداية الخلق وارشادهم لما فيه نفعهم. ولكن حقيقة الامر كما نطق بقلوبهم وما نحن لك ما بمؤمنين اي تكبرا وعنادا. لا لبطلان ما جاء به موسى وهارون ولا لإشتباه ولا غير ذلك من المعاني سوى الظلم والعدوان وارادة العلو الذي رموا به موسى وهارون. وقال فرعون معارضا الذي جاء به موسى ومغالبا لملأه وقومه ائتوني بكل ساحر عليم. اي ماهر بالسحر متقن له فارسل ففي المدائن مصر من اتاه بانواع السحرة على اختلاف اجناسهم وطبقاتهم. فلما جاء السحرة للمغالبة لموسى قال لهم موسى القوا ما انتم ملقون. اي شيء اردتم لا اعين لكم شيئا وذلك لانه جازم بغلبته غير مبال بهم وبما جاءوا به. طبعا فرعون والفراعنة كلهم كانوا مشهورين باستخدام السحر. كانوا مشهورين باستخدام السحر وتأثيري به على الناس والتأثير به على الناس. نعم. فلما جاء السحرة للمرء فلما القى فلما القوا حبالهم وعصيهم اذا هي كأنها حياة تسعى فقال موسى ما جئتم به السحر اي هذا السحر الحقيقي العظيم ولكن ما عظمته ان الله سيبطله. ان الله لا يصلح عمل المفسدين فانهم يريدون بذلك نصر الباطل على الحق واي فساد اعظم من هذا؟ وهكذا كل مفسد عمل عملا واحتال كيدا او اتى ببكر فان عمله سيبطل ويضمحل وان حصل لعمله رجان في وقت ما فان مآله الاضمحلال والمحق واما المصلحون الذين قصدهم باعمالهم وجه الله تعالى وهي اعمال ووسائل نافعة مأمور بها فان الله يصلح اعمالهم ويرقيها وينميها على الدوام فالقى موسى عصاه فتلقفت جميع ما صنعوا سحرهم واضحل امرهم واحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون فالقي السحرة حين تبين لهم الحق فتوعدهم فرعون بالصلب وتقطيع الايدي والارجل فلم يبالوا بذلك وثبتوا على ايمانهم. واما فرعون وملأه واتباعهم فلم يؤمن منهم احد بل استمروا في طغيانهم يعمهون ولهذا قال فما امن لموسى الا ذريته من قومه اي شباب من بني اسرائيل صبروا على الخوف لما ثبت في لما ثبت في وبهم من الايمان على خوف من فرعون وملئهم ان يفتنهم عن دينهم وان فرعون لعالم في الارض اي له القهر والغلبة في فحقيق به من يخاف من بطشه. فحقيق به من يخاف من بطشته وخصوصا اذا انه كان من اي المتجاوزين للحد في البغي والعدوان والحكمة والله اعلم بكونه ما امن لموسى الا ذريته من قومه ان الذرية والشباب اقبلوا للحق واسرعوا له انقيادا بخلاف الشيوخ ونحوه ممن تربى على الكفر. فانهم بسبب ما مكث في قلوبهم من العقائد الفاسدة ابعد من الحق من غيرهم. وقال موسى موصيا لقومه بالصبر ومذكرا لهم ما يستعينون به الا ذلك فقال يا قومي كنتم امنتم بالله فقوموا بوظيفة الايمان وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مسلمين. اي اعتمدوا اليه واستنصروه فقالوا ممتثلين لذلك على الله توكلنا. ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين الى سلطهم علينا فيفتنونا او يغلبونا فيفتنون بذلك ويقولون لو كانوا على حق لما غلبوا ونجنا برحمتك من القوم الكافرين لنسلم من شرهم ولنقيم على ديننا على وجه نتمكن به من اقامة طائعه واظهار من واظهاره من غير معارض ولا منازع. واوحينا الى موسى واخيه حين اشتد الامر على قومهما من فرعون وقومه وحرصوا على فتنتهم عن دينهم ان تبوأ لقومكما بمصر بيوتا اي مروه ان يجعلوا لهم بيوتا به من الاستخفاء فيها واجعلوا بيوتكم قبلة اجعلوها محلا تصلون فيها حيث عجزتم عن اقامة الصلاة الصلاة في الكنائس الكنائس والبيع العامة. واقيموا الصلاة فانها معونة على جميع الامور. وبشر وبشر المؤمنين بالنصر والتأييد واظهار دينهم فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا وحين اشتد الكرب وضاق الامر فرجه الله ووسعه. هذا فيه دليل لان الصلاة ما كانت تسقط عن اي انسان حتى في الديانات السابقة. امرهم الله ان يقيموا الصلاة ولو في السراديب. ولو في المغارات نعم فلما رأى موسى القسوة والاعراض من فرعون وملأه دعا عليهم وامن هارون على دعائه قال ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينة يتزينون بها من انواع الحلي والثياب والبيوت المزخرفة والمراكب الاخرة والخدام واموالا عظيمة في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ان اموالهم لم يستعينوا بها الا على الاضلال في سبيلك فيضلون ويضلون. ربنا اطمس على اموالهم يثلفها عليهم اما بالهلاك واما بجعلها حجاب غير منتفع بها واشدد على قلوبهم اي قسها فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم. قال ذلك غضبا عليهم حيث تجرأوا على محارم الله وافسدوا عباد الله وصدوا عن سبيله. ولكمال معرفته بربه بان الله سيعاقبهم على ما فعلوا باغلاق باب الايمان عليهم. قال الله تعالى قد اجيبت دعوتكما هذا دليل على ان موسى يدعو وهارون يؤمن على دعائه وان الذي يؤمن يكون شريكا للداعي في ذلك الدعاء فاستقيم على دينكما واستمرا على دعوتكم هما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون. اي لا تتبعان سبيل الجهال الضلال المنحرفين عن الصراط المستقيم اقيم المتبعين لطرق الجحيم. فامر الله موسى ان يسري لبني اسرائيل ليلا واخبره انهم سيتبعونه ارسل فرعون في المدائن حاشرين يقول ان هؤلاء اي موسى وقومه لشرذمة قليلون وانهم لنا لغائضون جميع الحاذرون فجمع جنوده قاصيهم ودانيهم فاتبعهم بجنوده بغيا وعدوا. اي خروجهم باغين على موسى وقومه ومعتدين في الارض واذا اشتد البغي واستحكم الذنب فانتظر العقوبة. وجاوزنا ببني اسرائيل البحرين وذلك ان الله اوحى الى موسى لما وصل البحر ان يضربه بعصاه فضربه فانفلق اثني عشر طريقا. وسلكه بنو اسرائيل وساق فرعون وجنوده وجنودهم خلفهم داخلين فلما استكمل موسى وقومه قومه خارجين من البحر وفرعون وجنوده داخلين فيه امر الله البحر فالتقم على فرعون وجنوده فاغرقهم وبنو اسرائيل ينظرون حتى اذا ادرك حتى اذا ادرك فرعون الغرق وجزم بهلاكه قال امنت انه لا اله الا الذي امنت فيه بنو اسرائيل هو الله الاله الحق الذي لا اله الا هو وانا من المسلمين اي المنقادين لدين الله ولما جاء به موسى. هذا هو المشهور فانفلق اثني عشر طريقا كما ذكره الشيخ. ومن اهل العلم من يقول فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم. اي كل جهة من جهة البحر كالطود العظيم فهو صار الطريق واحدة سلكه موسى وقومه ثم اتبعه فرعون بجنوده فالطريق في البحر كان واحدا ولكن المشهور عند المفسرين ان الله جعل في البحر اثني عشر طريقا. والذي والله اعلم انه طريق واحد. نعم. قال الله تعالى مبينا هذا الايمان في هذه الحالة غير نافع له اه الان تؤمن وتقر برسول الله وقد عصيت قبل ان بارزت بالمعاصي والكفر والتكذيب وكنت من المفسدين. فلا ينفعك الايمان كما جرت عادة الله ان الكفار اذا وصلوا الى هذه الحالة الاضطرارية انه لا ينفعهم ايمانهم. لان ايمانهم ايمانا مشاهدا كايمان من ورد القيامة والذي ينفع انما هو الايمان بالغيب. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون من خلفك اية قال المفسرون ان بني اسرائيل لما لما في قلوبهم من الرعب العظيم من فرعون كانهم لم يصدقوا شكوا في ذلك فامر الله البحر ان يلقيه على نجوة مرتفعة ببدنه ليكون لهم عبرة واية وان ان كثيرا من الناس عن اياتنا الغافلون. فلذلك تمر عليهم وتتكرر فلا ينتفعون بها لعدم اقبالهم عليها. واما من له عقل وقلب حاضر فانه يرى من ايات الله ما هو اكبر دليل على صحة ما اخبرت به الرسل. يوم ينجيك ببدنك يكون لمن خلفك اية سواء بني اسرائيل الذين رأوه فصدقوا انه مات وغرق او قومه فجاءوا بعد ذلك العساكر واخذوه الى قومهم وقالوا مات فرعون او نحن فهذه عبرة للجميع هل يرى بدن فرعون عون الى هذا اليوم وهو ملقى على ظاهر الارض والناس يعرفون انه غرق. نعم. قوله تعالى ولقد وانا بني اسرائيل من بوابة صدق لينزلهم الله واسكنهم في مساكن ال فرعون واورثهم ارضهم وديارهم ورزقناهم من الطيبات من المطاعم والمشارب وغيرهما. فما اختلفوا في الحق حتى جاءهم العلم الموجب لاجتماعهم وائتلافهم ولكن روى بعضهم على بعض وصار كثير صار لكثير منهم اهوية واغراض تخالف الحق. فحصل بينهم من الاختلاف شيء كثير ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. بحكمه العدل الناشي عن علمه التام وقدرته الشاملة وهذا هو الداء الذي يعرض لاهل الدين الصحيح وهو ان الشيطان اذا اعجزوه ان يطعوا في ترك الدين بالكلية سعة في التحريش بينهم والقاء العداوة والبغضاء. فحصل من الاختلاف ما هو موجب ذلك ثم حصل من تضليل بعضهم لبعض عداوة بعضهم لبعض ما هو قرة عين اللعين. والا فاذا كان ربهم واحدا ورسولهم واحدا ودينهم واحد ومصالحهم العامة متفقة. فلاي شيء يختلفون اختلافا يفرق شملهم ويشتت امرهم ويحل نظامهم فيفوت من مصالحهم الدينية والدنيوية ما يفوت ويموت من دينهم بسبب ذلك ما يموت. فنسألك اللهم بعبادك المؤمنين يجمع شملهم ويرأب صدعهم ويرد قاصيهم على دانيهم يا ذا الجلال والاكرام. امين قوله تعالى فان كنت في شك مما انزلنا اليك فسل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لا يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فان كنت في شك مما انزلنا اليك هل هو صحيح ام غير صحيح فسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك اسأل اهل الكتاب المنصفين والعلماء الراسخين فانهم سيقرون لك بصدق ما اخبرت به يوم فوفقهم وافقتي لما معهم فان قيل ان كثيرا من اهل الكتاب واليهود والنصارى بل ربما كان اكثرهم ومعظمهم كذبوا رسول الله صلى الله عليه وعاندوا وعاندوه ردوا عليه دعوته والله تعالى امر رسوله ان يستشهد بهم وجعل شهادتهم حجة لما جاء به وبرهانا على صدقه. فكيف يكون ذلك فالجواب عن هذا من عدة اوجه. منها ان الشهادة اذا اضيفت الى طائفتنا او اهل مذهب او بلد ونحوهم فانها فانها انما تتناول العدول الصادقين منهم. واما من عاداهم فلو كانوا اكثر من غيرهم فلا عبرة فيهم لان مبنية على العدالة والصدق. قد حصل ذلك بايمان كثير من احبارهم الربانيين كعبد الله ابن واصحابه وكثير ممن اسلم في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه ومن بعدهم. ومنها ان شهادة اهل الكتاب الرسول مبنية على كتابهم التوراة الذي ينتسبون اليه. فاذا كان موجودا في التوراة ما يوافق القرآن ويصدقه ويشهد له بالصحة فلو اتفقوا من اولهم واخرهم على انكار ذلك لم يقدح بما جاء به الرسول ومنها ان الله تعالى امر رسوله ان يستشهد باهل الكتاب على صحة ما جاء ما جاءه واظهر ذلك واعلنه على رؤوس الاشهاد ومن المعلوم ان كثيرا منهم من احرص الناس على ابطال دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. فلو كان عندهم ما يرد ما ذكره الله لابدوه واظهروه وبينوه. فلما لم يكن شيء من ذلك كان عدم رد المعادي واقرار المستجيب من اجل الادلة على صحة هذا القرآن وصدقه. ومنها انه ليس اكثر اهل الكتاب رد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكثرهم استجاب لها وانقاد طوعا واختيارا فان الرسول بعث واكثر اهل الارض متدينين من اهل الكتاب فلم يمك زينهم غير كثير حتى انقاد للاسلام اكثر اهل الشام ومصر والعراق وما جاورها من البلدان التي هي مقر دين اهل الكتاب. ولم البقاء لله اهل الرياسات الذين اثروا رئاساتهم على الحق ومن تبعهم من العوام الجهلة ومن تدين بدينهم اسما لا معنى كالافرنج الذين حقيقة امنهم انهم ظهرية منحلون عن جميع اديان الرسل وانما ابتسموا للدين المسيحي ترويجا لملكهم وتمويها لباطلهم كما يعرف ذلك من عرف احوالهم البينة الظاهرة وقول افرنج الافرنج اليوم الغربيين اه يعني هم اه صحيح انهم علمانيين او لا دينيين لكنهم ينتسبون الى اهل الكتاب. فانتسابهم الى اهل الكتاب يعطيهم الاحكام المتعلقة باحكام اهل الكتاب كما انهم ينتسبون الى عيسى عليه السلام زورا وبهتانا ومع ذلك الله اعطاهم اسم اهل الكتاب فكونهم علمانيين او لا دينيين لا يعني انهم ليسوا اهل الكتاب الا اذا تبرؤوا من اليهودية والنصرانية. فحينئذ يصبحون ملاحدة. نعم. ايه اذا هذا ليس نصراني هذا لا يقال نصراني هذا ملحد. نعم. وقوله لقد جاءك الحق الذي لا شك فيه بوجه من وجوه من ربك فلا تكونن من تلين كقوله تعالى كتاب انزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه. ولا ولا تكونن من الذين كذبوا بايات الله تكون من الخاسرين وحاصل هذا ان الله نهى عنها عن شيئين. الشك في هذه في هذا القرآن والابتراء منه واشد من ذلك التكذيب به وهو ايات الله البينات التي لا تقبل التكذيب بوجه ورتب على هذا الخسار. وهو عدم الربح اصل وذلك بغاة الثواب في الدنيا والاخرة وحصول العقاب في الدنيا والاخرة. والنهي عن الشيء امر بضده فيكون امرا التصديق التام بالقرآن وطمأنينة القلب اليه والاقبال عليه علما وعملا فبذلك يكون العبد من الرابحين. الذين ادركوا المطالب وافضل الرغائب واتم المناقب وانتفى عنهم الخسار. ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءته كل اية حتى يروا العذاب الاليم. يقول تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك اي ان اي انهم من الضالين الغاويين اهل النار لا بد ان يصيروا الى ما قدره الله وقضاه. فلا يؤمنون ولو جاءته كل اية فلا بدون ايات الا طغيانا وغيا الى غيهم. وما ظلمهم الله ولكن ظلموا انفسهم بردهم للحق لما جاء لهم اول مرة فعاقبهم الله بان طبع على قلوبهم واسماعهم وابصارهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم الذي وعدوا به فحينئذ يعلمون حق اليقين ان ما هم عليه والضلال وان ما جاءت به جاءتهم به الرسل هو الحق. ولكن في وقت لا عليهم ايمانهم شيئا فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون. واما الايات فانها تنفع من له يلقى السمع وهو شهيد. فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس الاية يقول تعالى فلولا كانوا قرية من قوم من القرى المكذبين امنت حين رأت العذاب فنفعها ايمانها. اي لم يكن منهم احد انتفع بايمانه حين رأى العذاب كما قال تعالى عن فرعون ما تقدم قريبا لما قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من فقيل له الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين وكما قال تعالى امنا بالله وحده وكفرنا وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يكن ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا سنة والله التي قد خلت في عباده وقال تعالى حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعوني لعلي اعمل صالحا في بما تركت كلا والحكمة في هذا ظاهرة فان الايمان اضطراري ليس بايمان حقيقة. ولو صرف عنه العذاب والامر والذي اضطره الى الايمان لرجع الى الكفران. قوله الا قوم يونس لما امنوا بعد ما رأوا العذاب كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين فهم مستثنون من العموم السابق ولابد لذلك من حكمة لعالم الغيب الشهادة لم تصل الينا ولم تدرك افهامنا ولم تدركها افهامنا. قال الله تعالى وان يونس لمن المرسلين الى قوله ارسلناه الى مئة الف او يزيدون فامنوا فمتعناهم الى حين. ولعل حكمة في ذلك ان غيرهم من المهلكين لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه واما قوم يونس فان الله اعلم ان فان الله ان ايمانهم سيستمر بل قد استمر فعلا وثبتوا عليه والله اعلم. هذا تنبيه لطيف جدا. لعل وان شاء الله بعد الصلاة نكمل نسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لما فيه صلاح ديننا ودنيانا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال السعدي رحمه الله تعالى تفسير قوله تعالى ولو شاء ربك لامنا في الارض كلهم جميع الاية يقول تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولو شاء كلام انفرادي كلهم جميعا بان يلهمهم الايمان ويوزع قلوبهم للتقوى فقدرته صالحة لذلك ولكنه اقتضت حكمة ان كان بعضهم وبعض الكافرين فانت ذكرت افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين لا تقدر على ذلك وليس بامكانك ولا قدرة غير الله شيء من ذلك وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله برغبته ومشيئته واذن القدري الشرعي فمن كان من الخلق قابلا لذلك يشكو عنده الايمان وفقا هو هداه ويجعل النرجس الشر والضلالة على الذين لا يعقلون عن الله اوامره ونواهيه ولا يلقون بالا لنصائحه ومواعظه. قوله تعالى قل انظروا ماذا في السماوات والارض بذلك نظر الفكر والاعتبار والتأمل لما فيها وما تحتوي عليه والاستبصار فان في ذلك لايات لقوم يؤمنون عبرا لقوم يوقنون. تدل على ان الله وحده المعبود المحمود ذو الجلال والاكرام والاسماء والصفات العظام وما كون الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون فهم فانهم لا ينتفعون بالايات لاعراضهم وعنادهم. فهل ينتظرون الا مثل ايام الذين قبل ما يفعله ينتظر هؤلاء الذين لا يؤمنون بايات الله بعد وضوحها الا مثل ايام الذين خلوا من قبلهم اي من الهلاك والعقاب فانهم صنعوا كصنيعهم وسنة الله جارية في الاولين الاخرين لمن تكون له العاقبة الحسنة والنجاة في الدنيا والاخرة وليست الا للرسل واتباعهم ولهذا قال ثم ننجي رسلنا والذين امنوا من مكاره الدنيا والاخرة وشدائدهما. كذلك حقا علينا اي اوجبناه على انفسنا للمؤمنين فان الله يدافع عن الذين امنوا فانه بحسب ما مع العبد من الايمان تحصل له النجاة من المكاره. قوله تعالى قل يا ايها الناس الكتب ما في شك من ديني الاية. النبي صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين وامام المتقين وخير الموقنين قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني اي في ريب واشتباه فاني لست في شك منه بل لدي العلم اليقين وانه الحق وانما تدعون من دون الله باطل ولي على ذلك الادلة الواضحة والبراهين الساطعة. ولهذا قال فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله من الداد والاصنام وغيرهما لانها لا تخلق ولا ترزق ولا تدبر ولا تدبر شيئا من الامور وانما هي مخلوقة سخرة ليس فيها ما يقتضي عبادتها ولكن نعبد الله الذي يتوفاكم اي هو الذي خلقكم وهو الذي يميتكم ثم يبعثكم ليجازيكم باعمالكم. فهو الذي ان يعبده ويصلى له ويخضع ويسجد وامرت ان اكون من من المؤمنين وانا اقيم وجهك للدين حنيفا ليخلص اعمالك الظاهرة الباطنة لله واقم جميع ديني حنيفا مقبلا على الله معرضا عما سواه ولا تكونن من المشركين لا في حالهم ولا تكن معهم ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فوهذا وصف لكل مخلوق انه لا ينفع ولا يضر. وانما النافع والضار هو الله تعالى فان فعلت ان دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فانك اذا من الظالمين الضالين لانفسهم بهلاكها. وهذا ظلم هو الشرك كما قال تعالى. ان الشرك لظلم عظيم. فاذا كان خير الخلق لو دعا مع الله غيره لكان من الظالمين المشركين فكيف بغيره؟ قوله تعالى وان يسقى الله بضره فلا كاشف له الا هو واياك بخير فلا راد لفضله هذا من اعظم الادلة على ان الله وحده مستحق للعبادة فانه النافع الضار والمعطي المانع الذي اذا مس الذي اذا مس بضر كفقر ومرض ونحوها فلا كاشف له الا ولان الخلق لو اجتمعوا على ان ينفعوا بشيء لم ينفعهم الا بما كتبه الله. ولو اجتمعوا لا يضروا احدا لم يقدروا على شيء من ضرره من ضرره اذا لم يرده الله ولهذا قال وان يردك الله بخير فلا راد لفضله. ولا يقدر احد من خلقه ان يرد فضله احسانا كما قال تعالى ما يفتح للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك ولا مصير له من بعده يصيب به من يشاء من عباده يختص برحمته من شاء من خلقه والله ذو الفضل العظيم وهو الغفور ولجميع ونجى من قوله لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم. وقال سآوي الى جبل. هذه اشارة صريحة ان العقول لا تنجي من عذاب الله. المنجي اتباع المنزل. هو فكر بعقله ان الجبل عالي يكون الذي يوفق عبده للاسباب مغفرته. ثم اذا فعلها العبد غفر الله ذنوبه كبارها وصغارها الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء وصل جوده الى جميعه الموجودات بحيث لا تستغني عن احسانه طرفة عين. فاذا عرف العبد بالدليل القاطع ان الله هو المتفرد بالنعم وكشف النقم واعطاء الحسنات وكشف الدليل الواضح قال بعده قل يا ايها الناس قد جاءكم الحق من ربكم الايات. اي قل يا ايها الرسول لما تبين البرهان يا ايها الناس قد جاءكم بكم الخبر الصادق المؤيد بالبراهين الذي لا شك فيه بوجه من الوجوه وواصل اليكم من ربكم الذي من اعظم تربيته لكم ان انزل اليكم هذا القرآن الذي فيه ذبيان لكل شيء وفيه من انواع الاحكام المطالب الالهية والاخلاق المرضية ما فيه اعظم تربية لكم واحسان منه اليكم فقد تبين رشد من الغي ولم يبقى لاحد شبهة فمن اهتدى بهدى الله بان علم الحق وتفهمه واثره على غيره فلنفسه والله تعالى غني عن عباده وانما ثمرة اعمالهم راجعة اليهم ومن ضل عن الهدى ان ارضى عن العلم بالحق او عن العمل به فانما يضل عليها ولا يضر الله شيئا فلا يضر الا نفسه وما ان عليكم بوكيل فاحفظ اعمالكم وانما انا لكم نذير مبين والله عليكم وكيل. فانظروا لانفسكم ما دمتم في مدة الامهال. واتبع ايها الرسول ما اوحي اليك علما وعملا حالا ودعوة اليه واصبر على ذلك فان هذا اعلى انواع الصبر وان عاقبته حميدة فلا تكسبها تفضل الله بينك وبين من كذبك وهو خير الحاكمين فان فان حكمه مجتمع على العدل التام والقصد الذي يحمد عليه. وقد امتثل صلى الله عليه وسلم امر وثبت على الصراط المستقيم حتى اظهر الله دينه على اعدائه بالسيف والسنان بعدما نصره الله عليهم بالحجة والبرهان فلله والثناء الحسن كما ينبغي لجلاله وعظمته وكماله وسعة احسانه. تم تفسير سورة يونس والحمد لله رب العالمين. الحمد لله تفسير سورة هود عليه السلام وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير الايات. يقول تعالى هذا كتاب عظيم ونزلك ونزل كريم احكمت اياته اتقنت واحسنت صادقة اخبارها عادلة اوامرها ونواهيها يا فصيحة الفاظه والبهية المعاني. ثم اغسلت ميزت بينت بيانا في اعلى انواع البيان من لدن الحكيم يضع الاشياء مواضعها وينزلها منازلها فيأمر ولا ينهى الا بما تقتضيه حكمته خبير مطلع على الظواهر والباطن فاذا كان احكام فاذا كان احكامه وتفصيله من عند الله الحكيم الخبير فلا تسأل بعد هذا عن عظمته وجلالته واكتماله على كمال الحكمة وسعة الرحمة. وانما انزل الله تعالى انتبهوا لان لا تعبدوا الا الله لاجل اخلاص الدين كله لله وان لا يشرك به احد من خلقه انني لكم ايها الناس منه اي من الله ربكم نذير لمن تجرأ على المعاصي بعقاب الدنيا والاخرة وبشير المطيعين لله بثواب الدنيا والاخرة. وان استغفروا ربكم عما صدر منكم من الذنوب ثم توبوا اليه فيما تستغفرون اعمالكم بالانابة والرجوع عما يكره الله تعالى الى ما يحبه ويرضاه ثم ذكر ما يترتب على الاستغفار والتوبة فقال يمتعكم متاعا حسنا يعطيكم من رزقه ما تتمتعون به وتنتفعون الى اجل مسمى الى وقت الى وقت وفاتكم ويؤتي منكم ويؤتي منكم كل ذي فضل يعطي اهل الاحسان والبر من فضله وبره ما هو جزاء لاحسانه من حصول ما يحبون ودفع ما يكرهون. وان تولوا عما دعوتكم اليه بل اعرضتم عنه وربما كذبتم فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير وهو يوم القيامة الذي يجمع الله فيه الاولين والاخرين. فيجازيهم باعمالهم خيرا فخير وان شرا فشر وفي قوله وهو على كل شيء قدير كالدليل على احياء الله الموتى فانه على كل شيء قدير ومن جملته الاشياء احياء الاموات ومن جملة الاشياء احياء والاموات وقد اخبر بذلك واصدق القائلين فاجب وقوع ذلك عقلا ونقلا. الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا من هلايا عندها المشركين وشدة ضلالهم انهم يثنون صدورهم يميلونها ليستخفوا ليستخفوا من الله. فتقع صدورهم حاجبة لعلم الله باحوالهم وبصره لهيئاته فقال تعالى مبين خطأ في هذا الظن. الا حين يستغشون ثيابهم ان يتغطون ان يتغطون بها اعلمهم في تلك الحال التي هي من اسفل بل يعلم ما يسرون من الاقوال والافعال. وما يعلنون منها بل هو ما هو ابلغ من ذلك وهو انه للنجاة الواجب على الانسان ان يعلم ان النجاة ما هو بالعقل النجاة في اتباع المنزل. نعم غضب الله ونجى نوحا وقيل يا ارض ابلع معك الذي خرج منك والذي نزل اليك ابلع الماء الذي على وجهك فامتثلتا وعليم ميلات الصدور بما فيه من الارادات والوساوس والافكار التي لم ينطقوا بها سرا ولا جهرا. فكيف تخفى عليه حالكم اذا اذا ثنيتم صدوركم لتستخفوا منه. ويحتمل ان يمنعنا في هذا ان الله يذكر اعراض المكذبين الرسول والغافلين عن دعوته انهم من شدة اعراضهم يثنون صدورهم من اي احد يحدو هو انزال الظهر بهذه الطريقة تحديدا نعم اي احدودبون حين يرون الرسول لان لا يراهم ويسمعهم دعوته ويعظهم بما ينفع هذه الاعراض شيء ثم وعدهم بعلمه تعالى بجميع احوالهم وانهم لا يخفون عليه وسيجازيهم بصنيعهم. قوله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزق ولا يجمع على وجه الارض من ادمي وحيوان بري او بحر فالله تعالى قد تكفل بارزاق واقواتهم فرزقهم على الله تعالى ويلعن مستقرها ومستودعها يعلم مستقر هذه الدواب وهو مكان فيه وتستقر فيه وتأوى اليه ومستودعها المكان الذي تنتقل اليه بذهابها ومجيئها وعوائق احوالها كل من تفاصيل احوالها في كتاب مبين في في اللوح المحفوظ المحتوي على جميع الحوادث الواقعة والتي تقع في السماوات والارض الجميع قد احاط الله بقد احاط بها علم الله وجرى بها قلم نفذت فيها مشيئته وسع رزقه. فلتطمئن القلوب الى كفاية من تكفل بارزاقها واحاط علما بذواتها وصفاتها. وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه على ما لا يتخبر تعالى انه خلق السماوات والارض في ستة ايام اولها يوم الاحد واخرها يوم الجمعة حين خلق السماوات والارض كان عرشه على الماء فوق السماء السابعة وبعد ان خلق السماوات والارض استوى على عرشه يدبر الامور ويصرفها كيف شاء من احكام القدرية والاحكام الشرعية ولهذا قال ليبلوكم ايكم من عمل ان يمتحنكم اذا خلق لكما في السماوات والارض بامره ونهيه. فينظر ايكم احسن عملا. قال الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى اخلصه واصابه اي قيل يا ابا علي ما اخلصه واصبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقول حتى يكن خالصا صوابا. والخالص ان يكون لوجه الله والصواب ان يكون متبعا في الشرع والسنة. وهذا كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقال تعالى الله الذي خلق السبع سموات والارض مثلهن يتنزل الامر بينهن ولتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد حر بكل شيء علمه الله ولابد ان يجمعوا في داره يجازيهم على ما امرهم به ونهاهم. ولهذا ذكر الله تكبير المشركين بالجزاء فقال ولئن قلت انكم مبعثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا ان هذا سحر مبين ولئن قلت هؤلاء اخبرتهم بالبعث بعد الموت ان لم يصدقوك بل كذبوك اشد تكذيبا وقدحوا فيما جئت به وقالوا ان هذا الا سحر مبين الا وهو الحق الا وهو الحق المبين. ولان اخرنا عنهم العذاب الى امتي معدودة الى وقت مقدر فتباطؤه لقالوا بجهل مظلم ما يحبسه مضمون هذا تكذيبهم به انهم يستدلون بعدم وقوعه بوقوعه بهم عاجلا على كذب الرسول المقبل بوقوع العذاب فما ابعد هذا الاستدلال. الا يوم يأتيهم العذاب ليس عنه فيتمكنون من النظر في امرهم وحاق بهم اين نزل بهم ما كانوا به يستهزئون من العذاب حيث تهاونوا به حتى جزموا بكذب من جاء به. قوله وتعالى ومنه رحمة كالصحة والرزق والاولاد ونحو ذلك ثم نزعها منه فانه يستسلم لليأس وانقاد للقنوط فلا يرجو ثواب الله ولا يخطر بباله ان الله سيردها او مثلها وخيرا منها عليه، وانه اذاقه رحمة من بعده انه يفرح ويبتر ويظن انه سيدوم على له ذلك الخير ويقول ذهب السيئات عني انه فرحوا فخور افرح بما اوتي ومما يوافق هوى نفسه فخور بنعم الله تعالى على عباد الله وذلك يحمل على الاشهر والبطل والاعجاب بالنفس والتكبر على الحق واحتقارهم والزرائم واي عيب اشد من هذا وهذه طبيعة الاسلام من حيث هو الا من وفقه الله واخرجه من هذا الخلق الذميم الى ضده وهم الذين صبروا انفسهم صبروا انفسهم عند الضراء فلم ييأسوا وعند السراء فلم يبطروا وعملوا الصالحات من واجبات مستحبات لاولئك مغفرة لذنوبهم يزول بها عنهم كل محز واجر كبيرها والفوز بجنات النعيم التي فيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين. قوله تعالى تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك لا تقوله تعالى صلى الله عليه وسلم عن تكذيب المكذبين فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضايقني صدرك ان يقول لولا انزل عليك اي لا ينبغي لهذا لمثلك ان قولهم يؤثر فيك ويصدك عن ما اتى عليه فاترك بعض ما يوحى اليك ويضيق صدرك فلتعنتهم بقولهم لولا انزل عليه كنز او جاء معه ملك. فان هذا القول ناشئ من تعنت او ظلم وعناد ومن ضلال وجهل بواقع والادلة فامض على امرك ولا تصدك هذه الاقوال الركيكة التي لا تصدر الا عن سبيل التي لا تصدر الا من سفيه ولا يضيق لك صدرك الاورد عليك حجة لا تستطيع ان لا ينقدح ببعض ما جئت به قدحا يؤثر فيه وينقص قدره. فيضيق صدرك بذلك ام عليك حسابهم طالب مطالب بهدايتهم جبرا. انما انت نذير والله على كل شيء وكيله الوكيل عليهم احفظ اعمالهم ويجازيهم بها اتم الجزاء يقولون افترى افترى محمد هذا القرآن فاجابهم بقوله قل لهم فاتوا بعشسوا سوء المسلمين افتريتم ادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين اي انه قد افترى فانه لا فرق بينكم وبينه في المصلحة والبلاغة وانتم الاعداء حقا حريصون ما يمكنكم على ايطال دعوة فان كنتم صادقين فاتوا بعشر سور مثله مفتريات فان لم يستجيبوا لكم على شيء من ذلك فاعلموا ان ما انزل بعلم الله من عند الله لقيام الدليل والمقتضي وانتباه المعارض والا اله الا هو اعلموا انه لا اله الا هو اي وهو وحده. المستحق الالوهية والعبادة بل انتم مسلمون اي مقاضون للالوهية مستسلمون لعبوديتها وفي هذه الايات الى انه لا ينبغي للداعي الى الله ان يصدها اعتراضا معترضين ولقدح القادحين. خصوصا اذا كان قدحنا مستند له ولا يخدع فيما دعا اليه وانه لا يضيق صدره وليطمئن بذلك ماضيا على امره مقبلا على شأنه وانه لا يجب وانه لا يجب اجابة مقترحات المقترحين الادلة التي يختارونها بل يكفي اقامة الدليل السالم عن المعارض على جميع المسائل والمطالب. وفيها ان هذا القرآن معجز بنفسه لا يقدر احد من البشر ان يأتي مثله ولا بعشر سور من وعلى بعشر صور مثله بل ولا بسورة من مثلي لان الاعداء البلغاء الفصحى يتحدى والله بذلك فلم يعارضوه لعلمهم انهم لا قدرة فيهم على ذلك مما يطلب فيه العلم ولا يكفيه غلبة الظن علم القرآن وعلم التوحيد لقوله فاعلموا ان ما انزل بعلم الله وان لا اله الا هو قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم في فيها لا يفحص ولا يقول تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها كل كل ارادته مقصورة على الحياة الدنيا وعلى زينتها من النساء والبنين والقناطر المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المساومة والحظ قد صرف رغبته وسعيه وعمله بهذه الاشياء ولم يجعل لدار القرار من ارادته شيئا فهذا لا يكون الا كافرا انه لو كان مؤمنا لكان يمنعه من ان تكون جميع ارادته للدار الدنيا بل نفس ايمانه وتيسر له من الاعمال اكثر من اثر الدار الاخرة ولكن هذا الشقي الذي كانه خلق للدنيا وحدها يعطيهم ما قسم لهم في ام الكتاب من ثواب الدنيا اي لا ينقصون شيئا ما قدر لهم ولكن هذا متهى نعيمهم. اولئك الذين اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار خالدين فيها ترى عنهم العذاب وقد حرموا جزيل الثواب وحفظ ما صنعوا فيها اي في الدنيا بطلة واذ محل ما عملوا مما يكيدون به الحق واهله وما عملوا من اعمال التي لا اساس لها ولا وجود لشرطها وهو الايمان. قوله تعالى فمن كان على بينة من ربه واتوا الشاهد منه من قبله موسى امام رحمة لا يذكر تعالى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقام مقامه من ورثته القائمين بدينه. وحججه الموقنين بذلك وانهم لا يوصف غيرهم ولا يكون احد مثلهم فقال من كان على بينة من رب الوحي الذي انزله الله فيه من سائر والمهمة ودلائلها الظاهرة فتيقنت فتيقن تلك البينة ويتلوها يتلو هذا البينة والبرهان برهان اخر شاهد منها وشاهد فطرة مستقيمة العقل الصحيح حين شهد حقيقة ما اوحاه الله وشرعه وعنه وعلم بعقله حسنه فازداد بذلك ايمان الى ايمانه وثم شاهد ثالث وكتاب موسى التوراة التي جعل الله اماما للناس ورحمة لهم هنا مكتوب ثم يعني هناك ثم بمعنى هناك شاهد ثالث. نعم قال يشهد لهذا القرآن بالصدق ويوافقه فيما جاء به من حقه فمن كان بهذا الوصف قد تواردت عليه شواهد الايمان وقامت لديه ادلة اليقين كمن هو في الظلمات والجهالات ليس بخارج منها لا يستوون عند الله ولا عند عباد الله. اولئك الذين وفقوا لقيام الادلة عندهم يؤمنون بالقرآن حقيقة ويثمر لهم ايمانهم بامر الله تعالى ابتلأت ظمائها وقلعت السماء فنضب الماء من الارض. وقضي الامر بهلاك المكذبين ونجاة المؤمنين واستوت السفينة على الجود اي ارست على ذلك الجبل المعروف في ارض الموصل وقيل بعد اناكهم لعنة وبعدا وشحقا لا يزال معهم لا خير في الدنيا والاخرة ومن يكفر به اي القرآن من احزاب سائر الطوائف عن الارض المتحزمة على رد الحق فالنار موعد ولابد من وروده اليها لا شك انه الحق من ربك ولكن اكثر الناس لا يؤمنون اما جهل منهم وضلالا واما ظلما وعنادا وبغيا والا فمن كان قصده حسنا وفهمه مستقيما فلابد ان لانه يرى ما يدعوه الى الايمان من كل وجه. قوله تعالى ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم الايات انه لا احد اظلم من ابتغاء الله كذبا يدخل في داره كل من كذب على الله بنسبة الشريك له ووصفه ما لا يليق بجلاله او الاخبار عنه بما لم يقل او ادعاء وتغيير ذلك من الكذب على الله فهو لا يعظم الناس ظلما اولئك يعرضون على ربهم ليجازيهم بظلمهم فعندما يحكم عليهم بالعقاب الشديد يقول اشهدوا الذين عليهم افتراءهم وكذبهم هؤلاء الذين كذبوا على ربهم لعنة الله على الظالمين العنة لا تنقطعن ظلمهم صار وصفا او ملازما لا يقول للتخفيف ثم وصف ظلمهم فقال الذين يصدون عن سبيل الله يفسدوا ما انفسهم عن سبيل الله وهي سبيل الرسل التي دعوا الناس اليها وصدوا غيرهم عنها فصاروا ائمة الى النار ويبغونها سبيل الله عوجا يجتهدون في ميلها وتشيينها وتهيج وتهجينها لتصير عند الناس غير مستقيمة فيحسنون الباطل ويقبحون الحق قبحهم الله لانهم في سلطانه وما كان له من دون الله من اولياء فيدفعون عنه مكروها او يحصنون لهم ما ينفعهم بل تقطعت بهم الاسباب ويضاعف لهم العذاب وان يغلظوا لانهم ضلوا بانفسهم واضلوا غيرهم ما كانوا يستطيعون السمع من بغضهم للحق ونفورهم عنه. ما كانوا يستطيعوا من بغضهم للحق عنه ما كانوا يستطيعون ان يسمعوا ايات الله سماء يتبعون به فما لهم عن التذكرة معرضين كانهم حمر مستنفرة فرت من قسورة وما كانوا يبصرون ينظرون نور عبرة وتفكر فيما ينفعهم وانما هم كالصم البكم الذين لا كالصم البكم الذين لا يعقلون اولئك الذين خسروا انفسهم اعظم الثواب ويستحقون من دون الله لما جاء من ربك لا جرم اي حقا وصدق انه في الاخرة هم الاخسرون حصر الخسارة فيهم بل جعل لهم منه اشد لشدة حسرة وحرمانهم وهم يعانون من المشقة من العذاب فنستجير بالله من حالهم ولما ذكر حال الشتاء ذكر او صاب السعداء ما لهم عند الله من الثواب فقال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واخوة الى ربي واولئك اصحاب الجنة. يقول تعالى ان الذين امنوا بقلوبهم ان صدقوا واعترفوا لما امر الله بالايمان به من اصول الدين وقواعده وعملوا الصالحات المشتملة من صفات اصحاب الجنة هم فيها خالدون. لانهم لم يتركوا من الخير مطلبا الى ادركوا ولا خيرا الا سبقوا اليه مثل الفريقين السعداء الاعمى والاصم هؤلاء الاشقياء والبصير والسميع مثل السعداء. هل يستويان مثلا لا يستوون مثلا بل بينهما من الفرق ما لم يأتي ما لا يأتي عليه الوصف افلا يتذكرونه. الاعمال التي تنفعكم وتفعلونها والاعمال التي تضركم فتتركونها هل يستويان مثل هذا استفهام تقريع وتوبيخ اي لا يستوون ويتضمن التقليع مع النفي. لا شك ان المؤمن لا يمكن ان يكون كالكافر. هو ليس كذلك في الدنيا فضلا عن الاخرة. نعم. قوله تعالى ولقد ارسلنا نوحا الى اني لكم نذير مبين الى اخر قصتين الى قوم يدعون الى الله ينهى عن الشرك فقال اني لكم نذير مبين بينت لكم ما انذرتكم به فهي بيانا زال به الاشكال قالوا الا تعبدوا الا الله اخلصوا عبادة لله وحده واتركوا كل ما يعبد من دون الله اني لكم. اني اخاف عليكم عذاب يوم اليم ان لم تقوموا بتوحيد الله وتطيعوني وقال الملأ والذين كفروا من قومه اشراف الرؤساء رادين دعوة نوح عليه السلام كما جرت دعوة المرسلين ما نوى كان الا بشرا مثلنا وهذا مانع بزعمهم عن اتباعه مع انه مع انه في نفس الامر هو الصواب الذي لا ينبغي غيره لان البشر يتمكن لان البشر يتمكن البشر ان تلقوا عنه ويراجعوه في كل امر بخلاف الملائكة. وما نراك اتبعك الا الذين هم ارادونا ما نرى اتبعك منا الا رجل والسفلة بنعمهم وفي الحقيقة اشراف اهل العقول الذين قادوا للحق ولم يكونوا كارداء الذين يقال لهم الذين يقال لهم ملأ الذين اتبعوا كل شيطان مريد ونادى نوح الرب فقال رب النمل من اهله من كل زوجته ولن ولن تخلف ما وعدتني لعل لانه عليه الصلاة والسلام حملته شفقة وان الله وعده بنجاة اهله ظن ان الوعد لعمومه من امن من امن ومن لم يؤمن واتخذوا الهة من الحجر والشجر يتقربون اليها ويسجدون من هؤلاء واخس وقولهم بادي الرأي. اي انما اتبعوك بغير تبك ورؤية لمجرد ما دعوتهم اتبعوك بها يعنون بذلك انهم ليسوا على بصيرة من ابيهم ولم يعلموا انه الحق مبين تدعو اليه بذا تدعو اليه بداهة ان رسول الله اوصانا الله الى اهلك قوم لوط يخاف يعابكم سال يعني جاء بعجل حنيذ يعني مشوي على الحجر يسمونه مظبي ها؟ ولا لا؟ اي نعم. اهل اليمن يعرفون يحطون اللحم على الحجارة يقول لمجرد ما يصل الى الباب يعرفونه ويتحققون اولئك الامور الخفية التي تحتاج الى تأمل من فكر طويل منا فننقاد لكم بل نظن نكون كاذبين وكذبوا في قولهم هذا فانهم رأوا من الايات التي جعلها الله مؤيدة لنوح ما يوجب لهم الجزمة تامك على صدقه. ولهذا قاله نوحا مجاوبا يا قومي ارأيتم كنت على بينة من ربيع على يقين وجزم يعني وهو الرسول كامل قدوة الذي ينقاد له الا الباب المحل في جميع عقلي عقول فحولي من الرجال والصادق حقا فاذا قال اني على بينة من ربه فحسبك بهذا القول شهادة له وتصديقا رحمة من عنده اي اوحى الي وارسلني ومن علي بالهداية فعميت فعميت عليكم خفيت عليكم وبهتذا قلتم انلزمكموها نكرهكم هم على ما تحققنا انكركم على ما تحققناه وشككتم انتم فيه وانتم كارهون حتى حرصتم على رد ما جئتم به ليس ذلك وبارنا ليس ذلك ضارنا وليس بقادح من يقيننا فيه ولا قولكم وافتراؤكم علينا صاد لنا عما كنا عليه وان غايته ان يكون صادا لكم. وانما غايته ان يكون صادا لكم انتم ومودما لعدم انقيادكم للحق الذي تزعمون انه باطل فاذا وصل الحال الى هذه الغاية فلا نقدر على اكراهكم على على ما امر الله ولا الزامكم ما نفرتم عنه ولهذا قال انلزمكموها انتم لها كارهون وياكم لا اسألكم عليه على دعوتي اياكم مالا فتستيقظون المغرم ان يجري الا على الله وكانهم طلبوا منه طرد المؤمنين الضعفاء فقال هما انا بطارد الذين امنوا ما ينبغي لي ولا يليق بذلك بل نتلقاهم بالرحمة والاكرام والعجاز والعظام ملاقوا ربه فمشيهم على ايمانهم وتقواهم بجنات النعيم. فمثيبهم على ايمانهم وتقواهم بجنات النعيم ولكني ويتجهلون حيث تأمرونني بطرده ولاولياء الله وابعادهم عني وحيث رددتم الحق لانهم اتباعه. وحيث استدللتم على بطلان الحق بقولكم اني بشر مثلكم فانه ليس لنا عليكم من فضل. لا قوله ان يلزمكموها وانتم لها كارهون. هذا قاله نوح عليه السلام وهو موجود في شريعتنا قال لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. نعم نتوما يا من يمنعني من عذابه فان طرده موجب للعذاب والنكع الذي لا يمنع من دون الله مانع افلا يتذكرون ما هو انفع لكم الاصلح وتدبرون الامور وتدبرون امور ولا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول اني ملك لغاية اني رسول اني رسول الله اليكم ابشركم وانذركم بعد ذلك فليس فليست خزائن الله عندي ادبرها انا اعطي من فليست خزائن الله عندي ادبرها انا واعطي من شاءوا واحرموا من اشاء ولا يعلم الغيب فاخبركم بسرائكم بسرائركم وباطنكم ولا اقول اني ملك ومعنى اني لا ادعي رتبة ولا منزلة سوى المنزلة التي انزلني الله بها ولا احكم على الناس بظني ولا اقول الذين تزدني اعينكم الضعفاء المؤمنون الذين يحتقرون تحترق يحتقره ملأ الذين كفروا لن يؤتيهم الله خيرا والله اعلم بما في انفسهم ان كانوا صادقين في ايمانهم فلهم خير كثير وان كانوا غير ذلك حسابهم على الله اني اذا اي ان قلتم لكم شيئا ما تقدم لمن الظالمين عليه الصلاة والسلام لقومه ان ينبذ فقراء المؤمنين وتقنيع لقومهم بالطرق المقنعة المنصف. فلما رأوه لا ينكف عما كان عليه من دعوته ولم يدركه منه قالوا يا نوح قد جادلتنا باكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا من عذاب كنت من الصادقين فما اجهلهم واظلمهم فما اجهلهم واضلهم حيث قالوا هذه قالت يا نبيهم الناصح فهلا قالوا ان كانوا صادقين يا نوح قد نصحت انا واشفقت علينا ودعوتنا الى امر لم يتبين لنا. فنريد ان تبينه لنا لننقاد لك والا فانت مشكور بنصحك لكان هذا الواجب لكان هذا الجواب المنصف. الذي قد دعي الى امر لذلك الدعاء ربه وبذلك الدعاء يوم هذا ففوض الامر بحكمة الله تعالى البالغة هو ظن ان الوعد لعمومهم لكن خفي ان ابنه لم لم يكن من اهله. لان ابنه وزوجته كانا يظهران الاسلام ويبطنان الكفر. نعم خفي علي ولكنه في قولهم كاذبون وعلى نبيهم متجرؤون ولم يردوا ما قال وبعدنا شبهتهم فضلا عن ان يردوه بحجة ولهذا عدلوا عن جهلهم ولهذا من جهلهم وظلمهم الى الاستعجال بالعذاب وتعجيز الله ولهذا جاءهم نوح عليه السلام بقوله انما يأتيكم به الا وشاء اقتضت حكمته ومشيئته ان ينزله فعل ذلك ان ارادة الله غالبة فانه اذا اراد يغويكم لردكم اي اي ان ارادة الله غالبته فانه اذا اراد ان يغركم الرد لردكم الحق فلو حرصت فلو حرصت غاية مجهودي ونصعدت لكم اتم النصح. وهو قد فعل عليه السلام فليس ذلك من افعال لكم شيئا هو ربكم يفعل بكم ما يشاء ويحكم بكم ما يريد واليه ترجعون فيجازيكم باعمالكم. ام يقولون افتراوا هذه الى نوح كما كان السياق في قصتهما قومه وان المعنى ان قومه يقولون افترى على الله كذبا وكذب بالوحي الذي يزعم انه من الله وان الله امره ان قل قل قل عليه وزره ولا تزره وازرته وزر اخرى يحتمل ان يكون على يديه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتكون هذه اية معترضة في اثناء القصة نوح وقومه لانها من الامور التي لا يعلمونها الا الانبياء فاما شرع الله تعالى في فلما شرع الله تعالى بقصه على رسوله وكانت من جملة الايات الدالة على قومه له مع البيان التام فقال القرآن تلقاه محمد من تلقاء نفسه. اي فهذا من اعجب الاقوال وابطلها فانهم يعلمون انه لم يقرأ ولم يكتب ولم يرحل عنهم لدراسة الكتاب فجاء بهذا الكتاب الذي تعداهم ان يأتوا بشهرة من مثلي. فاذا زعموا مع هذا انه افتراه علم انهم معاندون لم يبقى فائدة في حج في في حجاجهم بل اللائق في هذه الحالة الاعراض عنهم ولهذا قال قل ان افتريتم علي اجرا من ذنبي وكذبي وانا بريء مما فلم تستردون في تكذيبي؟ وقوله واوحي الى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد امن اي قد قسوا فلا تبتأس بما كانوا يفعلون لا تحزن ولا تبالي فان الله قد مقت وما حق عليهم عذابه الذي لا يرد. واصنع منا وعلى مرضاتنا تخاطبني في الذين ظلموا الاتي راجعني في اهلاكهم فانهم مغرقون قد حق عليهم القول ونفذ فيهم القدر ونفذ فيهم القدر فامتثلا امر ربه وجاء يصنع الفلك كلما مر عليهم من قومه ورأوا ما يصنعوا سخروا منه قال ان تسخروا منا الان فانا نسخر منكم كما تسخرون في تعلمون من ياتي هذا من يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم. نحن امنتم وقد علموا ذلك حين حل بهم العقاب وحتى حتى التي هي محل النار في العادات وابعد ما يكون عن الماء تفجرت. فالتقى الماء على امر قد قدر قلنا لنوح احمل فيها من كل زوجين اثنين من كل صنف من اصناف المخلوقات ذكر وانثى لتبقى مادة سائر الاجناس. واما بقية الاصناف الزاهية لا تطيق حملها واهلك من سبق اليه القول من كان كافرا كابنه الذي خرج. ومن ومن امن والحال انه ما امن معه الا قد يقان لمن امره الله ان يحملهم اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها تجري على اسم الله ودرسها على اسم على اسم الله وتجري بتسخير امره ان ربي لغفور رحيم حيث غفر لنا ورحمنا ونجانا من القوم الظالمين. في قوله قل نحمل فيها من كل زوجين اثنين. هذه اشارة واضحة ان الطوفان شمل الارض كلها. اذ لو كان الطوفان في جهة لما كان في داعي من حمل الازواج ان الازواج والاصناف موجودة في جهات الارض. فاذا غرق جهة الجهة الاخرى باقية. فلما قال الله وقل نحمل فيها من كل زوجين اثنين علمنا ان الله اراد ان يغرق الارض كلها. نعم قيل ما ذنب الناس اللي بعيد عنها؟ ما ما كان ما كان في ناس اصلا حتى يقال ما ذنب الناس؟ هذا احتمال من الراس. لم يكن في ذاك الوقت الا نوح وقومه فقط في الارض. نعم. نعم. ثم وجريانها كانا نشاهدها فقال وهي تجري بهم اي بنوح ومن ركب معه في موج كالجبال والله والله حافظها وحافظ اهلها ونادى نوح ابنه لما ركب كما وكان ابنه في معزل في معزل عنهم حين ركبوا اي مبتعدا واراد منه ان يقرب ليركب قال ويا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين فيصيبك ما فقال ابنه مكذبا لابيه انه لا ينجو الا من ركب معه السبيلا. من الماء سارتقي جبلا امتنع به من الماء قال نوح لعاصم يوم من امر الله الا من رحم فلا يعصم احدا. فلا يعصم احد جبل ولا جبل ولا غيره هو لو تسبب بغاية ما يمكنه من اسبابها ما نجى الا ان لم ينجه الله وحال بينهم الموج فكان الابن من المغرقين فلما اغراهم الله فقال الله له انه ليس من اهلك الذي وعدتك بانجاء منه عمل ويصالحني هذا الدعاء الذي دعيت دعيت به لنجاة كافر لا بالله ولا رسوله فلا تسألني عن ما ليس لك به علم اي ما لا تعلم عاقبته ومآله وهل يكون خيرا او غير خير. اني اعظك ان تكون من الجاهلين اني وعظا تكون به من الكاملين وتنجو من صفات الجاهلين. فحينئذ ندم نوح الندامة الشديدة على ما صدر منه وليس لي به علم والا تغفر له وترعى مني كن من الخاسرين فبالمغفرة والرحمة ينجو العبد من ان يكون من الخاسرين ودل هذا على ان نوحا عليه السلام لم يكن عنده علم لم يكن عنده علم بان سؤاله يربي في نجاة ابنه محرم داخل داخل في قوله ولا تخاطبني في الذين قالوا انهم مغرقون. بل تعاونوا وظن وظن دخوله في قوله واهلك وبعد هذا تبين له انه داخل في المنهي عن الدعاء يوم المراجعة فيهم الذي يظهر الله اعلم ان نوح عليه السلام دعا ابنه فلما غرق قال ربي ان ابني من اهلي وانت وعدتني بنجاتهم ولم يكن علم بايماني فقال الله له انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح. الان تبين لنوح عليه السلام خطأ سؤاله نعم قيل يا نوح بتو سلام منا بركات عليك وعلى اول من معك من الادمين وغيره من الازواج التي حملها معنا الله في الجميع حتى الملأ اقطار الارض ونواحي سنمتعهم في الدنيا ثم يمسهم منا عذاب اليم الاي هذا ان جاءوا ليس مانع لنا من ليس بمانع لنا من ان من كفر بعد ذلك احلنا به العقاب وان متعوا قليلا فسيأخذ فسياخذون بعد ذلك قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بعد ما قص عليه هذه القصة المقصودة التي لا يعلمها الا من من الله عليه من كما كنتم تعلمون انت ولا قومك من قبل هذا فيقول انه كان يعلمها فاحمد الله واشكره واصبر على ما انت عليه من الدين القويم والصراط المستقيم والدعوة الى الله فان العقبة للمتقين فالذين يتقون شريكه فالذين يتقون الشرك وسائر المعاصي فتكون فستكون لك العاقبة على قومك كما كانت لنوح على قوي والى عاد اخاهم هودا الى اخر القصة وارسلنا الى عهد وهم القبيلة المعروفة بالاحقاد ليتمكنوا من الاخذ عنه والعلم بصدقه فقال اعبدوا الله امالكم الى الله بعبادة الله وحده ونهاهم عما هم عليه. ونهاهم عما هم عليه من عبادة غير الله اخبرهم انهم قد اتبعوا على الله كذب في عبادتهم بغيره وتجديد وتجويزهم لذلك وضح لهم وجوه عبادة الله وفساد عبادة ما سواه. ثم ذكر عدم المانع لهم من القيادة فقال يا قومي لا عليه ايضا غرامة من اموالكم على ما دعوتكم اليه فتقول وهذا يريد ان يأخذ اموالنا وانما ندعوكم واعلمكم مجانا لنجري الا على الله الذي فطرني افلا تعقلون الله وانه وجب لقبوله متفق من موانع منتف المانع عن رده ويا قومي استغفروا ربكم عما مضى منكم وثم توبوا اليه فيما تستغفرون بالتوبة النصوحة والانابة الى الله تعالى فانكم اذا فعلتم ذلك يرسل السماء عليكم مدرارا بكثرة الامطار التي تغضب بها الارض ويكثر خيرها ويزدكم قوة الى قوتكم فانهم كانوا من اقوى الناس ولهذا قالوا ما يشهد منا قوة فوعدهم فوعدهم انهم بما تولوا عنه اي عن ربكم مجرمين اي مستكبرين لعبادته المتجرئين على محارمه فقالوا ولا الضادين لقوله فقالوا وان كان قصده تشهد لما قاله في ذلك فانه قد جاء قد جاء نبي فانه ما قد فانه ما جاء نبي لقومه الا وبعث الله على يديهم الايات ما يؤمنون على مثل البشر ولو لم يكن له اية الا دعوته اياه من اخلاص الدين لله وحده لا شريك له من الشرك بالله والفواحش ظلما وعن المنكرات. مع ما هو مجتمع عليه هود عليه السلام من الصفات التي لا تكون الا لخيار خلقها واصدقها لكفى بها ايات وادلة على صدقه بل اهل العقول اولوا الالباب يرون ان هذه القصة اكبر من مجرد الخوارق التي يراها بعض الناس ناس التي يراها بعض الناس هي المعجزات فقط نعم جميع جمع من اهل العلم يرى ان صفات الانبياء وما يدعون اليه وشرايعهم التي يأتون بها هي في نفسها من اعظم هي في نفسها اعظم من خوارق العادات اعظم من المعجزات. لمن للعقلاء نعم اقول لهم اني توكلت على الله يا ربي وربكم اني اني اشهد الله اشهد الله واشهد اني مما تجرمون من دونه اكيدوني جميعا ثم لا تنظرون هم اعداء الذين سوق الجهاد والعبادات التي لا تتم ولا تستقم الا بالامتحان والابتلاء. ولانه تمت كلمة ربي كلام لان جهنم الجنة والناس اجمعين لابد ان ييسر للنار اهلا يعملون باعمالها الموصلة اليها لهم سطوة الغلبة ويريدون اطفاء ما معهم من النور باي طريق وهو غير مكترث منهم ولا مبال بهم. وهم عاجزون لا يقدرون ان ينالوهم بشيء من السوء ان في ذلك لايات لقوم يعقلون وقولوا ونحن بتارك الهتنا عن قولك لا نشرك عبادة الهتنا لمجرد قولك الذي اقمت الذي ما اقمت عليه بينة من زعمهم وما نحن لك مؤمنين وهذا تئيس منهم لنبيهم هود عليه السلام في ايمانهم انه لا يزالون في كفرهم ان نقول بك لا تراك بعضها ليس من اصابك بقبائل وجنون فصرت تهتدي بما لا بما لا يعقل فسبحان من طبع على قلوب الظالمين كيف جعل اصدق الذي جاء بالحق احق الذي جاء بحق الحق بهذه المرتبة التي يستحق العاقل التي يستحي العاقل من حكاية عنهم لولا ان الله حكى عنهم. ولهذا بين هود عليه الصلاة والسلام انه واثق غاية الوثوق انه لا يصير منهم ولا من الهتهم اذى فقال اني قل الله واشهد اني بريء ما تشركون من دونه فكيدوني يطلبوا لي الضرر كلكم كل بكل طريق تتمكنون بها مني ثم لا تنضروني لا تمهلوني اني توكلت على الله اعتمدت بامري كله على الله ربي وربك وخالق الجميع ودبرنا واياكم والذي ربانا وما من دابة ما من دابة الا هو بناصيتها فلا تتحرك ولا تشكر الا بدينها فلو اجتمعتم جميعا على الايقاع به والله لم يسلطكم علي ان تقدروا على ذلك فان سلطكم لحكمة ارادها ان ربي على كل صلاة ان ربي على صراط مستقيم. اي على عدل وقصد وحكمة وحمد في قضائه وقدره وفي شرعه وامره وفي جزائه وثوابه وعقابه لا تخرجوا فاعلون عن الصراط المستقيم الذي يحمد ويثنى عليه بها فان تولوا عما دعوتكم اليه فقد بلغتكم ما ارضيت به اليكم فوضعت الطائعين من عمل صالحا فيسقي من اساء فاعليها ان ربك ان ربي على كل شيء حفيظ. ولما جاء امرنا اعذابنا بصير القيمة التي ما تذر من شيء اي عظيم شديد احله الله فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم. وتلك عاد الذين اوقع الله بهم اواقع بظلم منهم لانهم جحدوا بايات ربهم ولهذا قالوا ليهود ما جئتنا بينا فتبين بهذا انه متيقن لدعوته وانما عاندوا وجحدوا وعصوا رسله لان من عصى رسولا فقد عصى جميع المرسلين لان دعوتهم واحدة واتبعوا كل اتبعوا امر كل جبار متسلطا على عباد الله بجبروت. عنيد معاند لايات الله فصنعوا كل ناصح يشغى عليهم واتبعوا كل غاش لمن يريد اله كما جرم اهلكهم الله. واتبعوا في هذه الدنيا لعنة فكل وقت في كل وقت وجيء فكل وقت وجيل الا ولابنا ولانبائهم القبيحة واخبارهم الشنيعة ذكر يذكرون يذكرون به وذم يلحقهم ويوم القيامة لهم ايضا لعنتهم الا ان عادا كفروا ربهم اي جحدوا خلقهم اي جحدوا خلقهم ورزقهم ورباهم اي من خلقهم ورزقهم ورباهم الا بعدا لعاد قوم هود اي بعدا ابعدهم الله عن كل خير وقربهم من كل شر مكتوب انباءهم هي انبائهم. ها او انبائهم يعني اخبارهم. عندك الهمزة مفتوحة مفتوحة شباب هينا. ماشي. معنى مستقيم. نعم. احسن الله اليك. والى ثمود اخاهم صالحا الى اخره قصتي معي وارسلنا الى ثمودهم عادوا الثانية المعروفون الذين يسكنون الحجرة وادي القرى اخاهم بالنسب صالحا عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى عبادة الله الوحدة فقال يا قومي اعبدوا الله ويوحدوه واخلصوا له الدين ما لكم لله غير الله من اهل السماء ولا من اهل الارض وهو انشأكم من الارض خلقكم فيها واستلقى فقال المحمية نعم. قال وظن انهم اتوا بشر ومكروه وذلك قبل ان يعرف امرهم فقالوا لا تخفنا ارسلنا الى قوم لوطيل رسل الله ارسله الله الى اهلاك قوم لوط. وامرأة ابراهيم قائمة تخدم اضيافه فضحكت حين سمعت بحالهما يكون فيها استخلفكم فيها وانعم عليكم النعم الظاهرة والباطنة تمكنكم من الارض تبنون وتغرسون وتزرعون وتهرسون ما شئتم وتنتفعون للمنافع وتستغلون ذهب كما انه لا شريك له في جميع ذلك فلا تشركوا به في عبادته فاستغفروه. استغفروه لما صدر منكم منكم من الشرك والمعاصي واخلعوا عنها ثم توبوا اليه اي وارجعوا اليه بتوبة نصوح والى الانابة فان ربي قريب مجيب. اي قريب ممن دعاه دعاء مسألة او دعاء عبادته واعطائه سؤاله سؤاله وقبول عبادتي واثباته عليها. واثباته صلى الله عليه وسلم. وقبول قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول اي تضجروا من نصائح ومواعظي لهم فقالوا ما نفقه كثيرا مما تقول وذلك يؤذيهم بما يقول ونفر نفرتهم عنه وانا لنراك في نا ضعيف اي في نفسك لست من الكبار والرؤساء بل من المستضعفين ولولا واثابته عليها اجل الثواب. واعلم ان وان واعلم ان قربه تعالى نعاني عام خاص بالقرب العام قربه بعلم من جميع الخلق والمذكور في قوله تعالى اقرب اليه من حبل الوريد والقرب الخاص وقربه من عابده وسائله ومحبه وهو المذكور في قوله فاسجد واقترب وفي هذه الاية وفي قوله سألك عبادي عني فاني قريب يجب دعوة الداعي وهذا النوع قرب تعالى واجابته لدعواته وتحقيقه لمراداتهم ولهذا يقرن باسمه القريب اسم المجيب فلما مرهم نبي صالح عليه السلام قد كنت فينا مرجوما قبل هذا اي قد كنا نرجوك ونأمل فيك العقل والنفع. وهذه شهادة منهم نبي صالحين انه ما زلنا معروفا بكارم الاخلاق محاسن الشيماء انهم لقومه ولكنه لما جاءهم بهذا الامر الذي لا يوافقه وهم فاسدون قالوا هذه المقالة التي مضمونها انك قد انك قد كنت كاملا والان اخلفت اننا فيك وصرت بحالة لا يردى بك خير وذنبه ما قالوا عنه وهو قولهم. اتنهانا ان نعبد ما يعبد اباؤنا وبزعمهم ان هذا من اعظم القدح في صالحه كيف قدح في عقوله من عقول ابائهم الضالين وكيف ينهاهم عن عبادة من لا ينفع ولا يضر ولا يغني شيئا ولا يغني شيء رايح جاي والاشجار ونحوها وامرهم باخلاص الدين لله ربهم الذي لم تزل نعمه عليهم فتراه واحسانه عليهم دائما ينزل الذي ما به من نعمة الا من هو لا يدفع عنهم السيئات الا هو اننا لفي شك ما تدعون اليه ما زلنا شاكين فيما دعوتنا اليه شكا مؤثرا في قلوبنا طيب شك مؤثرا في قلوبنا وبزعمهم انهم لو علموا صحة ما دعاهم اليه لاتبعوه وهم كذبتهم في ذلك. ولهذا بين كذبهم في قوله اي على ما تب عليه وما تدعون اليه وينصرني من الله تزيدونني غير تقصير اي غير الخسائر وتباب وضرر ويا قومي هذه ناقة الله لكم اية لها شرب من البئر يوما ثم يشربون كلهم من ضلعها ولهم شرب يوم معلوم فذروا اذاكم بفضل الله من مولتها وعلي فيها شيء ولا تمسها بسوء بعقل فيأخذكم عذاب قريب. فعقروها فقال له صالح تمتعوا في ذلكم ثلاثة ايام من ذلك الغير مكتوبة لا بد من وقوعه فلما جاء المنافق والعذاب نجينا صالحا والذين امنوا معه برحمة منا ومن خزي يومه اذا نجناهم من العذاب والخزي والفضيح اتي ان ربك هو القوي العزيز ومن قوته وعزته ان اهلك الطاغية ونجا الرسل واتباعهم واخذت الذين ظلموا الصحيحة فقطعت قلوبهم فاصبحوا في ديارهم لا حراك لهم كان لم يروا فيها اي كأنه لما جاءهم العذاب وتمتعوا في ديارهم ولا انسوا بها ولا ولا تنعموا بها يوم الدهر ولا تنعموا بها يوما من الدهر قد فارقهم النعيم وتناولهم العذاب السرمدي والذي لا ينقطع الذي كانه لم يزل الا ان ثمودك فوربهم الا. اي جحدوه بعد ان جاءتهم الايات المبصرة الا بعدا واشقاهم واذلونا السجير بالله من عذاب الدنيا وخزيها. امين. قوله تعالى بالملائكة الكرام رسولنا ابراهيم الخليل بالبشرى اي بالاشارة بالولد حين ارسلهم الله اليك قوم لوط وامرهم ان يمروا على ابراهيم فيبشروه باسحاق ولما دخلوا قالوا سلاما. قال السلام. اي سلموا عليه ورد عليهم السلام في شرعية السلام انه لم يزل من ملة ابراهيم عليه السلام. وان السلام قبل الكلام وانه ينبغي ان يكون الرد ابلغ من الابتداء لان سلامهم بالجملة الفعلية الدالة على التجدد ورده بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت والاستمرار وبينهما فرق كبير كما هو معلوم في علم العربية فما لبث ابراهيم لما دخلوا عليه يعني جعل ان جاء بعجل حنيذ ليضيع فيه عجلا مستويا عجلا مشويا على على الردي في سمينا فقربه اليه فقال الا تأكلونه فلما رأيت ام لا اليه الى تلك الضيافة نكرة واوجس من خيفة وظن انهم اتوا بشر ومكروه وذلك قبل ان يعرف امرهم فقالوا لا تخف انه وصلنا الى قوم لوط اي وبشرنا باسحاق وامور اسحاق يقول فتعجبت من ذلك وقالت يا ويلتى نعجز وهذا بالي شيخا. فهذا لمن يعاني من وجود الولد ان هذا لشيء عجيب من امر الله فان امره لا عجب فيه من فوق مشيئته التامة بكل شيء فلا يستغرب على قدرته شيء. وخصوصا فيما يدبره ويمضي الى البيت المبارك رحمة الله وبركاته عليكم يا اهل البيت اي اي لا تزال رحمته احسانه وبركاته وهي زيادة بالخير واحسانه وحلول الخير الالهية للعبد عليكم اهل البيت انه حميد مجيد حميد الصفات لان صفاته وصفات الكمال. حميد الافعال لا نفعل واحسان وجود وبر توعد له غسل مجيد والمجد هو عدم صفاته وسعتها فله صفات كما قال وله من كل صفة كمال اكملها واتمها واعمها ما ذهب عن ابراهيم الروع الذي اصابه من خيفة او من خيفة اضعافه وجاءته بشرى بالولد التفت حينئذ الى مجالس رصد لاهلاك وقال لهم ان فيها لو طرقان نحن نعلم فيها لننجينه اهله الا امرأته ان ابراهيم لحليم اي ذو خلق حسن او سعة صدر وعدم غضب عند الجاهل الجاهلين اواه اي ومحبته فلذلك كانوا يدل عمن حتم الله بهلاكهم فقيل له يا ابراهيم اعرض عن هذا الجدار ان قد جاء من ربك بهلاكهم وانهم اتيهم عذاب غير مردود فلا فائدة في ذلك الجدال ولما جاءت رسلنا ولما جاءت رسلنا الملائكة الذين صدروا من ابراهيم لما اتوا لوطا مسيء به من شق عليهم مجيئهم وضاق بهم ذرعا اي شديد الحرج لانه علم ان قومه لا يتركونهم لانهم صور لانهم صور شباب في غاية الكمال والجمال ولهذا وقع ما خطر ببالي فجاء قوم يرعون يسمعون ويبادرون يريدون ان كانوا يعملونها ولهذا قال ومن قبل كانوا يعملون السيئات باهية التي ما سبق بها من احد من العالمين. قال يا قومي هؤلاء اطهر لكم من اضيافي وهذا كما عرض سليمان على المرتين ان شق الولد المختص في الاستخراج الحق ولعلمه ان بناتهم ممتنع منالهن ولا حق لهن لو لا حق لهن فيهن والمقصود الاعظم دفع هذه الفاحشة الكبرى فاتقوا الله ولا تغضون في ضيفها اي ام اما ان ترعى اما ان تراعوا تقوى الله واما ان تراعوني في ضيفي ولا تحزنوني ولا تخزوني عندهما ليس منكم رجل رشيد فينهاكم ويجركم وهذا دليل على مروجهم وانحلالهم من الخير والمروءة. هذا من حسن استدلال لوط عليه السلام. قال يا قومي هؤلاء هن اطهر لك. اذا كان البنات وهم محل الزواج ها انتم لا تستطيعون الوصول اليهم الا بالعقد والايجاب والقبول الزواج. فكيف تريدون اضيافي وهذا ليس محل الوطء اصلا. نعم. قال لقد قالوا له لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد لا نريد الا الرجال ولا لنا رغوة بالنساء فتتغلغلوا عليه وقالوا ان لي بكم قوة نووي الى ركن شديد. كقبيلة مانعة لما منعتكم وهذا بحسب بحسب الاسباب المحسوسة والا فانه يأوي الى اقوى كان هو الله الذي لا يقوم لقوته احد ولا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رحم الله لوطا ما بعث الله بعده نبي الا في قوم ورهط. نعم. ولهذا لما بلغ الامر انتهى اشتد الكرب وقالوا له ان ان رسول ربك يخبر بحالهم ليطمئن قلبه لن يصلوا اليك بسوء ثم قال جبريل ثم قال جبريل بجناحيه فطمس عينه والطلب يتوعدون لوطم المدينة الصبح وامر الملائكة لوطا ان يسري باهله بقطع من الليل اي بجانب من منه قبل الفجر بكثير يتمكن من البعد عن قريتهم. ولا يلتفت منكم احد عباده بالخروج وليكن همكم النجاة ولا تلتفتوا الى ما وراءكم لامرأة انه اصيب بعد ما اصابهم لانها تشارك قومها في الاثم اتدلهم على ضعف لطين اذا نزل بي اضياف الصبح فكان لوطا فكان لوطا استعجل ذلك فقيل له اليس الصبح بقريب؟ فلما جاء وحليفهم اجعلنا ديارهم عالية صافي الله قلبناها عليهم وامطرنا عليهم حجارة من سجيل. اي من حجارة النار شديدة الحرارة متتابعة تتبع من من شذع من شذ عن القرية مسومة عند ربك معلمة عليها علامة العذاب والغضب الذين يشابهون لفعل قوم لوط ببعيد فليحذر العباد ان يفعلوا كفعلهم لان لا يصيبهم ما اصابهم. احسنت بارك الله فيك. القراءة مع الشيخ غلام وما هي من من الظالمين ببعيد وهؤلاء الذين يترجلون من النساء او الذين يلبسون من الرجال يلبسون لباس النساء يسمونهم الجنس الثالث وما هي من الظالمين ببعيد. نسأل الله جل وعلا ان يهدي ضال المسلمين نعم. بسم الله الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وقوله تعالى شعيبا الى اخر القصة اي وارسلنا الى مدين القبيلة المعروفة وارسلنا الى مدينة القبيلة المعروفة الذين يسكنون مدينة في ادنى فلسطين اخاهم في النسب لانهم يعرفونه ويتمكنون من الاخذ عنه فقال لهم يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره يخلص له العبادة فانهم كانوا يشركون بي وكانوا مع شرك المكيال والميزان. ولهذا نهاهم عن ذلك فقال ولا ولا تنقصوا المكيال والميزان بل اوفوا الكيل والميزان بالقسط اني اراكم اي بنعمة كثيرة وصحة وكثرة اموال وبين. فاشكروا الله على ما اعطاكم ولا تكفروا بنعمة الله في زيده. فيزيلها عنكم اخاف عليكم عذاب يوم محيط اي عذابا يحيط بكم ولا يبقي منكم باقية. ويا قومي اوفوا المكيال والميزان بالقسط اي بالعدل الذين ترضون انت ان تعطوه ولا تبخسوا الناس اشيائهم اي لا تنقصوا من اشياء الناس فتسرقوها باخذها بنقص المكيال والميزان ولا في الارض مفسدين فان الاستمرار على المعاصي يفسد الاديان والعقائد والدين والدنيا ويهلك الحرث والنسل. بقية الله خير لكم ان يكفيكم ما الله لكم من الخير وما هو لكم فلا تطمعوا في امر لكم عن اغنية ووصاوى وضار لكم جدا ان كنتم مؤمنين فاعملوا بمقتضى الايمان وما انا عليكم حفيظ اي لست بحافظ لاعمالكم ووكيل عليها وانما وانما الذي يحفظها الله تعالى واما انا فابلغكم ما انزل قالوا يا شعيب وصلاتك تأمرك ان ان نترك ما يعبد اباءنا اي قالوا ذلك على وجه التهكم بنبيهم والاستبعاد لاجابتهم له ومعنى كلامهم انه لا موجب لنهيك لنا الا انك تصلي لله وتتعبد له. افان كنت كذلك لنا ان ندرك ما يعبد اباؤنا لقول ليس عليه دليل الا انه موافق لك. فكيف نتبع كانت اولي العقول والالباب وكذلك لا يجيب قولك لنا ان نفعل في اموالنا ما قلت لنا من وفاء الكيل والميزان واداء الحقوق الواجبة فيها. بل لا نزال نفعل فيها ما نشفى شئنا لانها لانها اموالنا فليس لك بها تصرف. ولهذا قالوا في تهكمهم انك لانت الحليم الرشيد اي ائنك انت الذي انك انت الذي الحلم والوقار لك خلق والرشد لك سجية فلا يصدر عنك الا رشد ولا يأمر الا برشد واتنا الا عن غي. اي ليس الامر كذلك. وقصدهم انه موصوف بعكس هذين الوصفين بالسفر والغواء اي ان المعنى كيف تكون انت حليم الرشيد واباؤنا هم السفهاء الغاويين وهذا القول الذي اخرجوه بصيغة التهكم وان الامر بعته ليس كما ظنوا بل الامر كما قالوا الصلاة تأمر وان ينهاهم عما كان يعبد اباؤهم الضالون. وان يفعلوا في اموالهم ما يشاؤون فان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر واي فحشاء منكر اكبر من عبادة غير الله ومن منع حقوق عباد الله او سرقتها بالمكاييل والموازين وهو عليه الصلاة سلام الحليم الرشيد قال لهم شعيب يقوم يا رأيتهم ان كنت على بينة من ربي اي يقين وطمأنينة لصحة ما جئت به فرزقني منه رزقا حسنا اعطاني الله من اصناف المال ما اعطاني وانا لا اريد ان اخالفكم الا ما نهاكم عنه فلست اوردناكم عن البخس من مكيال والميزان والغفل انا حتى تتفرق الي التهمة في ذلك. بل ما انهك من امر الا وانا اول مبتدر لتركه ان نريد الا الاصلاح ما استطعت ليس لي من المقاصد الا ان تصلح احوالكم وتستقيم منافعكم. وليس لي من المقاصد الخاصة لي وحدي شيء بحسب استطاعتي. ولما كان هذا فيه نوع تزكية للنفس دفع هذا من قول وما توفيقي الا بالله اي وما يحصل لي من التوفيق لفعل الخير والانفكاك عن الشر الا بالله لا بحوله ولا بقوتي عليه توكلت اي اعتمدت في اموري ووثقت في كفايته اليه انيب في اداء ما ما امرني به من انواع العباد وفي هذا التقرب اليه بسائر افعال الخيرات وبها دين الامرين تستقيم احوال العبد فهما الاستعانة بربه والانابة اليه كما قال تعالى وتوكل عليه وقال اياك نعبد واياك نستعين ويا قومي لا يجرمنكم شقاق عيلة احملنكم مخالفة ام مشاقة ان يصيبكم من العقوبات مثل ما اصاب قوم نوح او قوم مدنا قوم صالح. وما قوم لوط منكم لا في الدار ولا في الزمان. استغفروا ربكم ان ما افترقتم اما مع ما اقترفتم من الذنوب. ثم توبوا اليه فيما فيما يستقبل من اعمالكم بتوبة نصيح الانابة اليه بطاعاته وترك مخالفته. لمن تاب وناب يرحمه فيغفر له ويتقبل توبته ويحبه ومعنى الودود من اسمائه على انه يحب عباده المؤمنين ويحبونه فهو فعول بمعنى فاعل ومعنى مفعول وهذا من بلاغة القرآن ان يأتي ان تأتي الصيغة الواحدة وتحتمل المعنيين. يعني لما قال ودود فعول قلت احتمل فاعل وتحتمل مفعول. والله عز وجل ودود بمعنى واد وودود بمعنى مودود محبوب. نعم جماعتك وقبيلتك لردمناك وما انت علينا بعزيز. اي ليس لك قدر في صدورنا ولا احترام في انفسنا وانما احترمنا قبيلتك بتركنا اياك قال لهم مترققا لهم يا قومي ارهقي اعز عليكم من الله اي كيف تراعونني لاجل رهقي ولا لله فصالة اعز عليكم من الله واتخذتموه اين بتم امر الله وراءكم مظهرين ولم تبالوا به ولا خفتم منه ان ربي بما تعملون محيط لا يخفى عليه من اعمالكم مثقال ذرة من الارض ولا في السماء فسيجازيكم على ما عملت ما ثم الجزاء ولما اعيوه وعجز عنهم قال يا قومي اعملوا على مكانتكم اي على حالتكم ودينكم اني عامل فإني عامل سوف تعلمون لابد يخزيه ويحل علي باب مقيم ام انا ام انتم؟ وقد علموا ذلك حين وقع عليهم العذاب ارتقبوا ما يحل بكم ان اني معكم رقيب ما يحل بكم. ولما جاء امرنا بهناك قوم شعيب نجينا شعيبا والذين امنوا معه برحمة منا واخذة فظلموا الصيحة فاصبحوا في ديار الجاثمين لا تسمع لهم صوتا ولا ترى منهم حركة كأن لم يغنوا فيها اي كأنهم ما قاموا في ديارهم ولا تنعموا فيها من عذاب. اي قد اشتركت هاتان القبيلتان في التحقيق في السحق والبعد الهلاك وشعيب عليه السلام كان يسمى خطيب الانبياء لحسن مراجعته لقومه وفي قصته من الفوائد والعبر شيء كثير منها ان الكفار كان كما يعاقبون يخاطبون باصل الاسلام فكذلك بشرائعه وفروعه لان شعيبا دعا قومه الى التوحيد ويا ايفاء المكيال والميزان وجاهلا وعيدا مرتبا على مجموع ذلك ومنها ان نقص المكيال والميزان من سائر الذنوب من كبائر الذنوب تخشى العقوبة العاجلة على من تعاطى ذلك وان ذلك من سرقة اموال الناس واذا كان سرقة في المكان والموازين موجبة للوعيد فسرقتهم على وجه القهر والقلبة من باب اولى واحرى ومن ان الجزاء من جنس العمل فمن بخس اموال الناس يريد زيادة ما لي عوقب ذلك وكان سببا لزوال الخير الذي عنده من الرزق لقوله اني اراكم بخير اي فلا تتسببوا الى زواله بفعلكم ومنها ان نلعن على العبد ان يقع بما اتاه الله ويقنع بالحلال والعن الحرام. ويبني المكاسب المباحة عن المكاسب المحرمة. وان ذلك خير له لقريب بقية الله خير لكم. ففي ذلك من البركة وزيادة الرزق ما ليس بالتكالب على الاسباب المحرمة من المحق وضد البركة. ومنها ذلك من لوازم الايمان واثار البن ورتب العمل به على وجود الايمان فدل على انه اذا لم يوجد العمل فالايمان ناقص او معدوم ومنها ان الصلاة لم تزل مشروعة للانبياء ومنها ان الصلاة لم تزل مشروعة للانبياء المتقدمين وانها من افضل الاعمال حتى انه متقرن عند الكفار فضلها تقديمه على سائر الاعمال وانها تنهى عن الفحشاء والمنكر هي ميزان للايمان وشرائعه. وباقامتها تكنن احوال العبد وبعدم اقامتها لا تختلوا احواله الدينية ومنها ان المال الذي يرزقه الله الانسان ان كان الله قد خوله اياه فليس له ان يصنع فيهما يشاء فانه امانة عنده علي ان يقيم حق الله في اداء ما فيه من الحقوق والامتناع من المكاسب التي حرمها الله ورسوله ذاك ما يزعمه الكفار ومن ان اموالهم لهم من يصنع فيها ما يشاؤون ويختارون سواء وافق حكم الله مخالفة. ومنها ان من ان من تكملة دعوة الداء وتمامها ان يكون اول مبادر لما يأمر غير ربه واول منته عما ينهى غيره عنه كما قال شعيب عليه السلام وما اريد ان الى ما نهاكم عنه ولقوله تعالى يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا ومنها ارادة لصاحبها حسب القدرة والامكان ويأتون بتحصيل المصانع تكميلها وبتحصيل ما يقدر عليه من وبدفع المفاسد وتقليدها ويراعون المصالح العامة المصالح الخاصة. وحقيقة المصلحة وهي التي تصلح بها احوال العباد تستقيم بها امورهم الدينية والدنيوية. ومنها ان من قام بما يقدر عليه من اصلاح لم يكن ملهوما ولا مذموما في عدم فعله ما لا يقدر عليه. فعلى العبد ان يقيم فمن الاصلاح لنفسه وفي غير ما يقدر عليه. ومنها ان العبد ينبغي له ان لا يتكل على نفسه طرفة عين بل يزال مستعينا بربه متوكلا عليه ايه؟ سائلا له التوفيق اي واذا حصل شيء من التوفيق فلينسب لمولده لموليه ومسديه ولا يعجب بنفسه لقوله الانبياء والملائكة الكرام لا يشفعون الا باذني فمنهم اي الخلق شقي وسعيد. والاشقياء هم الذين كفروا بالله وكذبوا رسله وعصوا امر والسعداء هم المؤمنون المتقون. واما جزاؤهم فاما الذين اي حصلت لهم الشقاوة والخزي والفضيحة وماتوا في الا بالله توكلت اليه انيب. ومنها الترهيب باخذات الامم. وما جرى عليهم انه ينبغي ان تذكر القصص التي قطاع العقوبات بالمجرمين في سياق كما انه ينبغي ذكر ما اكرم الله به اهل التقوى عند تغيب الحث على التقوى ومنها ان التائب من الذنب كما يسمع له عن دمه ويعفى ويعفى عنه فان الله تعالى يحبه ويوده ولا عبرة لقول من يقول التائب اذا تاب فحسبه ان يغفر له ويعود عليه العفو الود والحب فانه لا يعود فان الله قال واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي رحيم ودود ومنها ان الله عن المؤمنين باسباب كثيرة قد يعلمون بعضها وقد لا يعلمون شيئا منها وربما دفع عنهم بسبب قبيلتهم واهل اوطانهم كفارا كما دفع الله عن شعيب قومي من سبب رهطه وان هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الاسلام والمسلمين لا بأس بالسعي فيها بل ربما تهين ذلك لان الاصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار وعملوا على جعل ولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية لكان اولى من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية تحنص على عبادتها ودارهم عملة وخدما لهم معاملة وخدم لهم نعم ان امكن ان تكون الدولة للمسلمين وهم الحكام فهو المتعين لكن لعدم امكانية هذه المرتبة. المرتبة التي فيها دفن وقاية للدين والدنيا مقدمة والله اعلم. وقد عمل يوسف عليه السلام في مملكة فرعون. وهذا لا يمنع منه يقدر الانسان مكلف بما يقدر عليه. نعم. وقوله ولقد ارسلنا موسى باياتنا وسلطان مبين القصة يقول تعالى لقد ارسلنا موسى ابن عمران باياتنا الدالة على صدق ما جاء به كالعصاون يدعون احوهما من الايات التي اجراها الله على يد موسى عليه السلام وسلطان حجة ظاهرة بينة ظهرت نور الشمس الى فرعون ملأ اشراف قومي لانه مبتدأ لانهم المتبعون. لانه المتبوعون وغيرهم تبع لهم فلم ينقادوا لما مع موسى من الايات التي اراهم كما تقدم البسط وفي سورة الاعراب ولكنهم ولكنهم اتبعوا امر فرعون وضرر محض. لا جرم لما اتبع القوم ارداهم واهلكم يقدموا قومه يوم القيامة. وبئس الورد المورود واتبعوا في هذه اي في الدنيا لعنة ويوم القيامة. ان يلعنهم الله وملائكته والناس اجمعون في الدنيا والاخرة بئس الرفق ما اجتمع لهم وترادف عليهم من عذاب الله ولعنة جلالة الدنيا والاخرة. الرفت هو الشيء الذي يأتي بعد شيء هذا يسمى رفدا. نعم. ولما ذكر قصص هؤلاء الامم مع رسلهم قال الله تعالى لرسوله ذلك نقص عليك لتنذر به ويكون اية ويكون اية على رسالتك وموعظة وذكرى للمؤمنين منها قائم لم يلتف من اثر ديان ما يدل عليهم ومنها حصيد قد تهدمت مساكن وحلت منازلهم فلم يبقى لها اثار فلم يبقى لها اثر ظلمناهم بانواع العقوبات ولكن ظلموا انفسهم بالشرك والكفر والعناد فما اغنتانوا ما الهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء امر ربه وهكذا كل من التجأ الى غير الله لم ينفعه ذلك عند نزول الشدائد. بالضد مما خطر ببال وكذلك اهل ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة اي يقسموهم بالعذاب ويبدأ يبيدهم ولا ينفع ثم كانوا يدعون يدعون من دون الله من شيء. ان في ذلك لاية لمن خاف عذابا اخر الايات ذلك المذكور من اخذه للظالمين بانواع العقوبات الى اية لان في ذلك لاية لمن خاف الاخرة اي لعبرة ودليلا على ان اهل الظلم ليس لهم عقوبة على انا نظن اجرام لهم العقوبة الدنيوية والعقوبة الاخروية ثم انتقل من هذا الى وصف الى وصف الاخرة فقال بخس قليل جدا فسره بقوله فسره بقوله دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين لانه لم كن لهم قصد الا بتغييره وابعاده عن ابيه. ولم يكن له قصد في اخذ ثمنه والمعنى في هذا ان السيارة لما وجدوا عزموا ذلك يوم مجموع له الناس جمعوا لاجل ذلك اليوم للمجازاة وان يظهر لهم من عظمة الله وسلطانه العظيم ما به يعرفونه حق المعرفة وذلك يوم مشهد يشهد الله الملأ وملائكته وجميع المخلوقين وما نؤخره يوم القيامة الا لاجل ما اذا انقضى الاجل اذا انقضى اجل الدنيا وما قدروا الله فيها وما قدر الله فيها من الخلق فحين اذ يخلو ينقل من الدار الاخرى ويجري عليه المحكمة الجزائية كما اجرى عليهم في الدنيا احكامهم الشرعية. يوم ياتي ذلك اليوم يجتمع الخلق لا تتكلم نفس الا باذنه ففي النار منغمسون في اعذابها مشتد عليهم عقابها. لهم فيها من شدة ما هم فيه زفير وشهيق وهو اشنع الاصوات خالدين في اي في النار التي هذا عذابها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك خالدين فيها ابدا الا المدة التي ان شاء الله ان لا يكون فيها. وذلك قبل دخولها كما قاله جمهور المفسرين والاستثناء على درجة الا ما قبل دخولها فهم خالدون فيها جميع ازمان سوى الزمن الذي قبل الدخول فيها وان ربك فعال لما يريد. فكل ما اراد فعلا واقتضته حكمته فعله تبارك وتعالى يرد احد عن مراده. واما الذين سعدوا اي حصلت لهم السعادة والفلاح والفوز. ففي الجنة خالدين فيها ما دامت في السماوات والارض منها ما شاء ربك ثم اكد ذلك من قوله عطاء غير مجدود اي ما اعطاه الله من النعيم والمقيم واللذة بانه دائم ومستمر غير منقطع بوقت من نسأل الله الكريم من فضله. امين. هذا احد الاقوال في الاستثناء الا شاء ربك خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك. وقال في حق الجنة خالدين فيها ما دامت في السماوات والارض الا ما شاء ربك. فاحد الاقوال ما ذكره الشيخ الا ما شاء ربك المدة التي قبل الدخول ولكن الارجح هو قول جمهور المفسرين اي خالدين فيها اي في النار ما دامت السماوات سماء النار وارض النار. وفي حق الجنة قال خالدين فيها ما دامت السماوات اي سماء الجنة. والارض يعني ارض الجنة الا ما شاء ربك ليؤكد ان بقاء النار والجنة ليست لذاتيهما. وانما مشيئة الله البقاء لهما. حتى لا يظن ظال ان هناك مخلوق مع الله له حق الدوام بنفسه فليس هناك شيء له حق الدوام بنفسه الا الله تبارك وتعالى. حتى الجنة والنار دوام بمشيئة الله هذه هي الفائدة وهذا الذي اختاره شيخنا ابو زكريا رحمه الله تعالى نعم فلا تكفي مرية مما يعبد هؤلاء. يقول الاية يقول يقول الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم فلا تكن مما يعبد هؤلاء المشركون اي لا لا تشك في حالهم وانما هم عليه باطل فليس لهم دليل شرعي ولا عقل وانما دليلهم شبهتهم انهم يعبدون كما يعبد اباء من قبل ومن المعلوم ان هذا ليس بشبهة فضلا عن ان يكون دليلا لان اقوال ما ادلن بها يحتج لها يحتج بها خصوصا امثال هؤلاء الضالين الذين كثروا خطبهم وفساد في اصول الدين فان فان اقوالهم يتفقوا عليها فانها خطأ وانا لموفون نصيبا غير منقوص. اي لابد ان ينال نصيب من الدنيا مما كتب لهم وان كثر ذلك. النصيب اوراق فانه لا يدل على صلاح حاله فان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب. ولا يعطي الايمان والدين الصحيح الا من يحب انه لا يغتر باتفاق الضالين على قوم الضالين من ابائهم ولا على من خولهم الله واتاهم من الدنيا ولقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيه يخبرك على انه اتى موسى الكتاب الذي على اوامره ونواهيه والاجتماع ولكن مع هذا فان المنتسبين اليه اختلفوا فيه اختلاف اضر بعقائد وبجامعتهم الدينية ولولا كلمة سبقت من ربك بتأخيرهم وعدم المعادلة بالظالم ولكنه تعالى الحكمة ان نأخر القضاء بينهم الى يوم القيامة في شك مريب واذا كانت هذه حال مع كتاب فمع القرآن الذي اوحاه الله اليك غير مستغرب اما من طائفة اليهود الا يؤمنوا به وان يكونوا في شك منه مريب. وان كلا ليوفينهم ربك ما لهم. اي لابد ان يقضي الله بينهم يوم القيامة بحكمه العدل فيجازي كلا بما يستحق وانه بما يعملون من خير وشر خبير فلا يخفى عليه شيء من اعمالهم دقيقها وجليلها. ثم لما اخبر بعدم استقامتهم التي اوجبت اختلافهم واختراقهم امر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين استقيموا كما امروا في سلكوا ما شرعه الله من الشرائع ويعتقد ما اخبر الله به من العقائد الصحيحة لا يزيغ عن ذلك يمنة ولا يسرا ويدوم على ذلك ولا يطغوا بان يتجاوزوا ما حد الله لهم من الاستقامة وقوله انه تأمنون مصير اي لا يخفى عليه من اعمالكم شيء وسيجازيكم عليها ففي ففي ترغيب لسلوكهم الاستقامة ترهيب من ضدها ولهذا حذرهم اهل الميل الى من تعدى الاستقامة فقال ولا تركنوا اي لا تميلوا الى الذين ظلموا فانكم اذا ملتم اليهم وافقتموهم على ظلمهم لو رضيتم ما هم عليه من الظلم فتمسكم النار ان فعلتم ذلك ما لكم من دون الله من اولياء يمنعونكم من عذاب الله ولا يحصنونكم شيئا من ثواب الا ثم لا تنصرون اي لا يدفع عنكم العذاب واذا مسكم ففي هذه الاية تحذير من الركون الى كل ظالم والمراد بالركن الميل والانضمام اليه بظلمه وموافقته على ذلك والرضا بما هو عليه من الظلم. واذا كان هذا الوعيد في الركون الى الظلمة فكيف حال الظلمة بانفسهم نسأل الله العافية من الظلم. وزلفا من الليل الايتين. يأمر تعالى باقامة الصلاة كعبة طرفين النار اي اولا واخرا يدخل فيها الا صلاة الفجر وصلاة الظهر والعصر وزلفا من الليل ويدخل فيها ذلك صلاة المغرب والعشاء وتناول ذلك قيام الليل فانهما من فان مما تزلف العبد وتقربه الى الله تعالى. ان الحسنات يذهبن السيئات. اي فهذه الصلوات الخمس ما الحق بها من التطوعات من اكبر الحسنات وهي مع انها حسنات تقرب الى الله وتوجب الثواب. فانها تذهب السيئة دمعها والمراد بذلك الصغائر كما قيدت حديثا صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في القول الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر بل قيدتنا التي في سورة في سورة النساء قوله عز وجل ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عن ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم مدخلا كريما. ذلك لعل الاشارة لكل ما تقدم من لزوم الاستقامة على الصراط المستقيم وعدم مجاوزته وتعديه. وعدم الركون الى الذين ظلموا الامر قامت الصلاة بيان ان الحسنات يذهبن السيئات الجميع يفهمون بها ما امرهم الله به هنا هم يمتثلون من حسد مثمرة للخيرات الدافئة للشرور والسيئات. ولكن تلك الامور تحتاج الى مجاهدة النفس والصبر عليها قال واصبر اي احبس نفسك على طاعة الله وعن معصيته والزامها لذلك واستمر ولا تتضجر. فان الله لا يضيع اجر محسينين بل يتقبل الله عنهم احسن ما عملوا يجزيهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. وفي هذا ترغيب عظيم للزوم الصبر بتشويق النفس الضعيفة وبالله كلما ولت وفتى رجب فلولا كان من القرون من قبلكم اولو البقية ينهون عن فساد الاية لما ذكر الله تعالى كالامم المكذبة ان اكثرهم منحرفون عن اهل كتاب الله وذلك كله اذا قضي على الاديان بالذهاب والاضمحلال. ذكر انه لولا انه جال بالقرون الماضية من اهل الخير تدعون الى الهدى ينهون عن الفساد والردى فحصل من نفعهم ولكنهم قليلون جدا وغاية الامر انهم نجوا باتباعهم وقيامهم بما قاموا من دينهم ويكون في كونه حجة لا يجرأ على ايديهم ليهلك من هلك عن البينة ويحيى من حي ام بينة ولكن اتبع الذين ظلموا ما اترفوا فيه اي اتبعوا ما هم فيه من النعيم والترف لم يبغ به بدا. وكانوا مجرمين ظالمين باتباعهم وما اترفوا فيه فلذلك حق عليهم العقاب واستأصلهم العذاب في هذا حث لهذه الامة ان يكون فيهم بقايا مصلحون لما افسد الناس قائمون بدين الله يدعون من ضل الى الهدى ويصبرون منهم على الاذى ويبصرون ومن العمى وهذه الحالة الاعلى حالة نراهم فيها الراغبون وصاحبها يكون اماما بالدين واذا جعل عمله خالصا لرب العالمين ربك ليهلك القرى بظلم وانواع مصلحون. اي وما كان الله ليورك في القرى بظلم منهم من هنيء لهم ضل حال انهم مصلحون. اي على الصلاح مستمرون عليه فما كان الله ليريكهم الا اذا ظلموا وقامت عليهم حجة الله. ويحتمل ان المعنى وما كان لربك يهلك القراب الميم السابق اذا رجع ووصل عملهم فان الله يعفو ويمحو. فان الله يعفو عنه ويمحو ما تقدم من ظلمهم. ولو شاء ربك لجار الناس ثمة واحدة لايتين. يخبر تعالى انه لو شاء لجعل الناس امة واحدة على الدين الاسلامي فان مشيئته غير قاصرة ولا يمتنع شيء. ولكن اقتضت حكمته ان لا يزالون مختلفين مخالفين للصراط المستقيم. متبعين السبل الموصلة الى النار. كل يرى الحق فيما قاله والضلال في قول غيره كل يرى الحق بما قال والضلال في قول غيره الا من رحم ربك فاداء من العلم بالحق والعمل به والاتفاق عليه فهؤلاء سبقتهم سابق السعادة وتداركتهم العناية وربنا يتم التوفيق لله واما من اعدائهم فهم مخذورون الى انفسهم وقوله ولذلك خلقهم اي اقتضت حكمته ان فانه خلقهم ليكون من هم السعداء والاشقياء. والمتفقون والمختلفون والفريق الذي هدى الله هو الفريق الذي حقت عليهم الضلالة يتبينون للعباد ادهم وحكمته ليظهر منكبا وليظهر ماكمن في الطباع البشرية ابن الخير وليظهر ما كمل في الطباع البشرية من الخير والشر الايات لما ذكر في هذه السورة من اخبار الانبياء يا ابو سليمان يثبت به فؤادك قلبك ليطمئن ويثبت. ويثبت ويصبر كما صبر اولو العزم من الرسل فان النفوس تأنس بالاقتداء وتنشط على الاعمال. وتريد يتأيد الحق بذكر شواهده وكثرة ما قام بي وجاءك في هذه السورة الحق اليقين بلا شك فيه في وجه من الوجوه فالعلم بذلك بالعلم حقي الذي هو اكبر فضائل النفوس. وموعظة وذكرى للمؤمنين فيرتدعون عن الامور المكروهة ويتذكرون الامور المحبوبة لله ينفع الولاء. من اعظم المثبتات قراءة قصص الانبياء. فهذه تثبت الانسان على والعلم والدعوة الى الله تبارك وتعالى. نعم. قال رحمه الله واما من ليس من اهل الايمان فلا تنفعهم المواعظ تذكرني اذا قال كنا عليه وانتظروا ما يحل بنا وانا منتظرون ما يحل بكم. وقد فصل الله بين الفريقين وارى عباده النصرة وانا وارى عباده نصره لعباده المؤمنين وقمعه لاعداء الله المنكذبين العمال فيميز الخبيث من الطيب. فاعبد وتوكل عليه اي قم بعبادتي وهي جميع ما امر الله به مما عليه وتوكل على الله في ذلك وما ربك بغافل عما تعملون. من الخير والشر بلاء قد احاط علمه بذلك جرابي قلمه سيجري عليه حكمه وجزاؤه. تم تفسير سورة قل الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وسلم تفسير سورة يوسف اذا كان الفراغ من هذا المجلد كان عام سبعة واربعين وثلاث مئة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الف وثلاث مئة وسبعة واربعين هجرية. والان نبدأ بالمجلد الرابع. نعم. قال رحمه الله تفسير سورة يوسف ابن يعقوب عليهما الصلاة والسلام وهي مكية. بسم الله الرحمن الرحيم الايات. يخبرك على ان ايات القرآن هي ايات الكتاب وبنائه البين الواضحة البين الواضحة الفاظه ومعانيه ومن بيانه ايضاح انه انزله باللسان العربي اشرف الالسن وابينها لكل ما يحتاجه الناس من الحقائق الناجعة وكل هذا وكل هذا الايضاح والتبيين واوامر ونواهيها فاذا عقلتم ذلك بايقانكم واتصم قلوبكم بمعرفة اثمر ذلك عمل الجوارح والانقياد اليه ولعلكم تاكلون اي تزداد المعاني الشريفة العارية على اذهانكم وتنتقلون من حال الى احوال اعلى منها واكمل. نحن نقص عليك احسن القصص وذلك لصدقها وسلاسة عبارتها ورونق معانيها بما اوحينا اليك هذا القرآن اي بما اشتمل علي هذا القرآن الذي اوحيناه فضلناك بها على سائر الانبياء وذلك محض منة من الله واحسان. وان كنت من قبله لمن الغافلين ما كنت تدري ما الى الايمان قبل ان يحيى الله اليك ولكن جعلناه نورا ند بمن نشاء من عبادنا ولما مدح ما اشتمل عليه هذا القرآن من القص احسنوا القصر على الاطلاق فلا يوجد من القصص في شيء من الكتب مثلها هذا القرآن. ذكر قصة يوسف وابيه واخوته والقصة العجيبة الحسنة فقال ان قال يوسف لابي يابت اني رأيت احد عشر كوكبا الايات. واعلم ان الله ذكر انه ينقص على الرسل احسن من القصص بهذا الكتاب ثم ذكر هذه وذكر ما جرى فيها فعلم بذلك انها قصة تامة كاملة تامة كاملة حسنة فمن اراد ان يكمل او بما يذكر فيه من الاسراف بما يذكر بالاسرائيليات التي لا يعرف لها سند ولا ناقل واغلبها كذب فهو مستدرك على الله ومكمل لشيء نزعم انه ناقص وحسبك بامر ينتهي الى هذا الحد قبحا. فانك ضعيف هذه السورة قد ملئت في كثير من التفاسير من الاكاذيب والامور شنيعة المناقضة لما قصه الله تعالى بشيء كثير. فعلى العبد ان يفهم عن الله ما قصر ويدعم ويدع ويدع ما سوى ذلك مما ليس للنبي صلى الله عليه وسلم ينقل فقوله تعالى قال يوسف لابيه يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم عليهما الصلاة والسلام يا ابت اني رأيت احدى عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتموني ساجدين. فكانت هذه الرؤيا مقدمة لما وصل اليه يوسف عليه السلام من الارتفاع في الدنيا والاخرة وهكذا اذا اراد الله امرا من الامور عظام قدم بين يديه مقدمة توطئة له تسهيلا لامره واستعدادا لما يرد على العبد من المشاق ولطفا بعبده واحسانه بين اليه فاولها يقول بان الشمس امه والقمر ابوه الكواكب اخوته وانه ستنتقل به الاحوال الى ان يصير الى حال ما يخضعون الى حال يخضعون له ويسجدون له اكراما واعظاما وان ذلك لا يكون الا باسباب تتقدم من اشتباه الله له اصطفائه له اتمام نعمته عليه بالعلم والعمل وان هذه النعمة ستشمل آل يعقوب الذين سجدوا له. ولهذا قال وكذلك يجتبيك ربك والمناقب الجميلة الاحاديث الصادقة كالكتب السماوية ونحوها في الدنيا والاخرة بان يؤتيك من الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة ما تم على بغيك من قبر ابراهيم ومسحا حيث انعم الله عليهما بنعم عظيمة واسعة دينية ودنيوية ان ربك عليم حكيم علمه محيط بالاشياء واحتوت عليه ضمائر العباد من البر وغيره فيعطي كل ما تقضيه حكمته وحمده فانه حكيم يضع الاشياء مواضعة انزلوا منازلها ولما تم تأبير ال يوسف قالوا له ابوه يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك ويكيدوا لك كيدا اي حسد من عند انفسهم بان تكون انت الرئيس الشريف بان تكون انت الرئيس الشريف عليهم. ان الشيطان للانسان عدو مبين. فيفتر عنه ليلا ولا نهارا ولا سرا ولا جاره البلدان من الاسباب التي يتسلط بها اهل العبد اولى فامتثل يوسف وامر ابيه ولم يخبر اخوته بذلك بل كتم عنهم بارك الله فيك الشيخ عبد السلام. هنا قوله ولما تم تعبيرها ليوسف اي لما ظهرت. تم هنا بمعنى ظهر نعم. وهي في اللغة لا تأتي لكن هذا مراد الشيخ. نعم. قال رحمه والله تعالى قول الله تعالى لقد كان لقد كان في وصف اخوتي ايات للسائلين اذ قالوا احب الى الايات يقول تعالى لقد كان في وصف اخوتي اي عبر وادلة على كثير من المطالب الحسنة للسائلين لكل من سأل عنها بلسان الحال او المقال فان السائلين هم الذين ينتفعون بالايات والعبر. واما المعرضون فلا ينتفعون بالايات ولا بالقصص والبينات. اذ قالوا فيما بينهم ليوسف ليوسف واخوه بنيامين وان شقيقه والا فكلهم اخوة احب الى ابينا منا ونحن عصبتنا يا جماعة فيفضلهما علينا بالمحبة والشفقة ان ابانا لفي ضلال مبين لفي خطأ بين حيث فضلهما علينا من غير موجب نراه ولا امر اقتلوا يوسف واطرحوا ارضنا غيبوه عن ابيه في ارض بعيدة لا يتمكن من رؤيته فيها فانكم اذا فعلتم احدا هذين الامرين يخلو لكم وجه منكم يتفرغ لكم ويقبل عليكم بالشفقة والمحبة فانه قد اشتغل قلبه ليصبح شغلا لا يتفرغ لكم كونوا من بعده من بعد هذا الصنيع قوما صالحين تتوبون الى الله وتستغفرونه من بعد ذنبكم فقدموا العزم على التوبة قبل صدور الذنب منهم تسهيلا اللي فيها ليه؟ وازالة لشناعته وتنشيطا من بعضهم لبعض. قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف والقوا في غيابته اي قال قائل من اخوة يوسف الذين ارادوا قتله او تبعيده لا تقتلوا يوسف. فان قتله اعظم اثما واشنع. والمقصود يحصل بتبعيد من غير قتل ولكن توصلوا الى تبعيده بان تلقوه في غيابة الجب. وتتوعدوا على انه لا يخبر بشأنكم بل على انه عبد مملوك منكم لاجل ان يلتقطه بعض السيارة الذين يريدون مكانا بعيدا فيحتفظون فيه. وهذا القائل احسنهم رأيا في يوسف وابرهم واتقاهم في في هذه القضية فان بعض الشر اهون من بعض والضرر الخفيف يدفع به الضرر الثقيل. فلما اتفقوا على هذا قالوا يا ابانا اما لك لا تتمنى على يوسف وانا له لناصحون الايات. اي قال اخوة يوسف متوصلين الى مقصدهم لابيهم يا ابانا ما لك لا تأمنا على وانا له لناصحون لاي شيء يدخلك الخوف منا على يسوى من غير سبب ولا موجب. والحال انى له لناصحون مشفقون عليه نود له وما نود لانفسنا وهذا يدل على ان يعقوب عليه السلام لا يترك يوسف يذهب مع اخوته للبرية ونحوها. فلما نفوا عن انفسهم التهمة المانعة لعدم ارساله معهم ذكروا له من مصلحة يوسف وانسه الذي يحبه ابوه له ما يقتضي ان يسمح بارساله معهم فقالوا ارسله معنا غدا يرتع يتنزه في البرية ويستأنس وانا له لحافظون سنراعيه ونحفظه من اذى يريده. فاجابهم بقول قوله اني ليحزنني ان تذهبوا به اي مجرد ذهابكم به يحزنني ويشق علي لانني لا اقدر على فراقه ولو مدة يسيرة فهذا مانع من ارساله ومانع ثان وهو اني اخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه غافلون اي في حال غفلتكم عنه لانه صغير لا يمتنع من الذئب قالوا لانك له الذئب ونحن عصبة اي جماعة حريصون على حفظه انا اذا لخاسرون لا خير فينا ولا نفع يرجى منا ان اكله الذئب وغلبنا عليه. فلما مهدوا لابيهم الاسباب الداعية لارساله وعدم الموانع سمح حينئذ بارساله معهم لاجل روسه فلما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب الايات اي لما ذهب اخوة يوسف وابو يوسف بعدما اذن له ابوه وازعزموا عن اجعلوه في غيابة البب كما قال قائلهم السابق ذكره. وكانوا قادرين على ما اجمعوا عليه فنفذوا فيه قدرتهم والقوه في الجب ثمان الله لطف به بان اوحى اليه وبتلك الحال الحجيجة. سيكون منك معاتبة لهم عن امرهم هذا وهم لا يشعرون بذلك فيه بشارة له بانه سينجو مما وقع فيه. وان الله سيجمعه باهله واخوته على في العز والتمكين له في الارض وجاؤوا اباهم عشاء يبكون ليكون اتيانهم متأخرا عادتهم وبكاؤهم دليلا لهم وقرينة على صدقهم فقالوا متعذرين بعذر كاذب يا ابانا انا ذهبنا نستبق مما على الاقدام او بالرمي والنضال وتركنا يوسف عند متاعنا توفيرا وراحة فاكله الذئب في حال غيبتنا عنه واستباقنا. وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين اي تعذرنا بهذا العذر انك لا تصدقنا لما في قلبك من الحزن على يسر الرقة الشديدة عليك. ولكن عدم تصديقك ايانا لا يمنعنا ان نعتذر بالعذر الحقيقي كل هذا تأكيد لعذرهم. اكثر التفاسير هكذا يقول وما انت بمؤمن اي ما انت بمصدق. وهذا فيه نظر لو كانوا صادقين وجب تصديقهم ولا يليق بنبي الله يعقوب الا يصدق المصدق. قال لا يصدق الصادق اذا وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين اي ما انت بمقر لنا. ولو كنا صادقين في خبرنا. فهذا لا يقن نبي الله عليه السلام. نعم. قال له الذئب فلم يصدقهم ابوه من ذلك وقال بل سولت لكم انفسكم امرا. اي زينت لكم انفسكم امرا قبيحا في التفريق بيني وبينه لانه والاحوال من رؤيا يوسف التي قصها عليه ما دله على ما قال. وصبر جميل والله المستعان على ما تصفون اي اما انا فوظيفتي ساحرص على القيام بها وهي اني اصبر على هذه المحنة صبرا جميلا. سالما من السخط والتشكي الى الخلق واستعينوا الله على ذلك لا حول على حوله ولا قوتي فوعد من نفسه هذا الامر وشكى الى خالقه في قوله انما اشكو بثي رزني الى الله لان الشكوى الى الخالق لا تنافي الصبر الجميل لان النبي اذا وعد وفاه يقول العلماء لا ينبغي للانسان ان يحب فشيئا حبا زائدا عن حده فيأتيه البلاء من جهته. لا ينبغي لانسان يحب الشيء زائدا عن حده فيأتيه البلاء من جهته. كما حصل ليوسف في مع ابيه كما حصل إبراهيم مع إسماعيل وهكذا حصل فرعون قال هذه الأنهار تجري من تحتي فأغرقه الله في انهاره نعم قال وقوله تعالى وجاءت سيارة فارسلوا واردهم فادلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام الايات اي مكث يوسف الجب ما مكث حتى جاءت سيارة قافلة تريد مصرف ارسلوا والدهم اي فرطهم ومقدمهم الذي يعس لهم المياه ويصبرها ويستعد لهم ويستعدوا لهم بتهيئة حياض ونحو ذلك فادلى ذلك الوارد دلوه وتعلق فيه يوسف عليه السلام فخرج فقال يا بشرى هذا غلام استبشر وقال هذا غلام نهيس واسره بضاعة وكان اخوته قريبا منه فاشتراه السيارة منه بثمن عزموا ان عزموا ان يصروا امره ويجعلوه من جملة بضائعهم التي معهم حتى جاءهم اخوته فزعموا انه ابق منه فاشتروه منهم بذلك الثمن واستوثقوا منهم فيه لان لا يهرب والله اعلم. يعني هذا احد التفاسير. واما التفسير الاخر انه لما القوه في الجب ذهبوا وتركوه. حتى مضى عليه قيل يوم واليومين. ثم جاءت سيارة فارسلوا والدهم فادلى دلوة قال يا بشرى هذا غلام واسروه بضاعة فذهبوا الى مصر شروه بمعنى باعوه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين. اذا باعوه لاهل مصر. هذا المراد. وقال الذي اشتراه من مصر من هؤلاء القافلة اذا لم يحصل البيع والشراء بين الوالد وبين اخوة يوسف. هذا القول الثاني هو الارجح. نعم. قال قال الذي اشتراه من مصر الاماراتي اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا الاية. اي لما ذهبت السيارة الى مصر وباعوه فاشتراه عزيز مصر فلما اشتراه اعجب به ووصى عليه امرأته وقال اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا اما ان ينفعنا في الابيد بانواع الخدم واما ان نستمتع فيه استمتاعنا باولادنا ولعل ذلك انه لم يكن لهما ولد. وكذلك مكنا في الارض كما يسرنا ان يشتريه عزيز مصر ويكرمه هذا الاكرام جعلنا هذا مقدمة لتمكينه في الارض من هذا الطريق ولنعلمه من تاويل الاحاديث اذا بقي لا شغل له ولا هم له سوى العلم صار ذلك من اسباب تعلمه علما كثيرا من علم الاحكام وعلم التعبير وغير ذلك والله عالم على امره اي امره تعالى نافذ لا يبطل مبطن ولا يغلبه مغالب ولكن اكثر الناس لا يعلمون فلذلك يجري منهم ويصدر منهم ما اصدروا في مغالبة احكام الله القدرية وهم اعجزوا واضعف من ذلك. ولما بلغ اشده اتيناه حكما ما هو علمه وكذلك نجى المحسنين لما بلغ يوسف اشده واي كمال قوته المعنوية والحسية وصلح لان يتحمل الاحمال الثقيلة من النبوة والرسالة اتيناه حكما وعلما اجعلناه نبيا رسولا وعالما ربانيا وكذلك نجي المحسنين في عبادة الخالق بذل الجهد والنصح فيها والى الله بذل النفع والاحسان اليه نؤتيهم من جملة الجزاء الاحسان علما نافعا ودل هذا على ان يوسف مقام الاحسان. فاعطاه الله الحكم من الناس والعلم كثيرا والنبوة. وراودته التي هو في بيتها عن نفسه الايات. هذه المحنة العظيمة اعظم اعظم على عن محنة اخوته وصبره عليها وصبره عليها اعظم اجرا لانه صبر اختيار مع وجود الدواعي الكثيرة الوقوع فقدم محبة الله عليها واما محنته باخوته فصبره صبر اضطرار بمنزلة الامراض والمكاره التي تصيب العبد بغير اختياره وليس له يلجأني الا الصبر عليها طائعا او كارها. وذلك ان يوسف عليه الصلاة والسلام بقي مكرما في بيت العزيز وكان له من الجمال والكمال البهائم ما اوجب ذلك ان راودته التي هو في بيتها عن نفسه اي هو غلامها وتحت تدبيرها والمسكن واحد يتيسر ايقاع الامر من غير شعور احد ولا احساس بشر وازدادت المصيبة بان غلقت الابواب وصار المحل خاليا. وهما امنان من دخول احد عليهما بسبب تغليغ الابواب وقد دعته الى نفسها فقالت هيت لك افعل الامر المكروه واقبل الي ومع هذا فهو غني لا يحتشم مثله ما يحتشمه واذا كان في وطنه وبين معارفه وهو اسير تحت يدها وهي سيدة. وفيها من الجمال ما يدعو الى ما هنالك وشاب عزب توعدته ان لم يفعل ما تأمره به بالسجن او العذاب الاليم. فصدر عن معصية الله مع وجود الداعي القوي فيه لانه قد هم فيها هما تركه لله وقد امرد الله وقدم مراد الله على مراد النفس الامارة بالسوء ورأى من برهان ربه الموجب لترك ما كل ما حرم الله ما اوجب له البعد والانكفاف عن هذه المعصية الكبيرة. وقال معاذ الله اعوذ بالله ان افعل هذا الفعل القبيح مما يسخط الله ويبعد عنه ولانه خيانة في حق سيدي الذي اكرم مثواي فلا يليق بان اقابله في اهله باقبح مقابلة من اعظم الظلم والظالم لا يفلح. والحاصل انه جعل الموانع له من هذا الفعل تقوى الله ومراعاة حق سيده الذي اكرمه صيانة نفسه عن الظلم الذي لا يفلح من تعاطى. وكذلك ما من الله عليه من برهان الايمان الذي في قلبه يقتضي منه امتثال اوامر واجتناب زواجا والجامع لذلك كله لان الله صرف عنه السوء والفحشاء. لانه من عباده المخلصين له مخلصين له في عبادتهم اخلصهم الله واختارهم واختصهم لنفسه واسدى عليهم من النعم. وصرف عنهم من المكاره ما كانوا به من خيار خلقه. يعني من كان مخلصا صار مخلصا. فعليك بالاخلاص حتى تكون من اهل الخلاص. رزقني الله واياكم الاخلاص خلاص قال ولما امتنع من اجابة طلبها بعد المراودة الشديدة ذهب ليهرب منها ويبادر الى الخروج من الباب ليتخلص ويهرب من الفتنة فبادرت اليه وتعلقت بثوبه فشقت قميصه فلما وصلا الى الباء في تلك الحال الف يا سيدها زوجها لدى الباب فرأى امرا شق عليه فبادرت الى الكذب ان المراودة قد كانت من يوسف وقالت ما جزاء من اراد باهلك سوءا ولم تقل من فعل باهلك سوء تبرئة لها وتبرئة له ايضا من الفعل وانما النزاع عند الارادة والمراودة الا ان يستنى وعذاب اليم او اي او يعذب عذاب الاليمة فبرأ نفسه مما رمت به وقال هي راودتني عن نفسه فحينئذ احتملت الحال صدق كل واحد منهما ولم يعلم ولكن الله تعالى جعل للحق والصدق علامات وامارات تدل عليها قد يعلمها العباد وقد لا يعلمونها فمن الله تعالى في هذه القضية في معرفة الصادق منهما تبرئة لنبيه وصفيه يوسف عليه السلام من بعث شاهد من اهل بيتها يشهد بقرينة من وجدت معه وهو الصادق فقال ان كان قميص الدم قبل فصدقته من الكاذبين لان ذلك يدل على انه هو المقبل عليه المراود لها وانها ارادت ان تدفع عنها فشقت قميصه من هذا الجانب. وان كان قميصه قد من دبر فكذبته من الصادقين لان ذلك تدل على هروبه منها وانها هي التي طلبته فشقت قميصه من هذا الجانب. فلما راق ميصه قد من دغر عرف بذلك صدق يوسف وانى هي الكاذبة فقال لها سيدها انه من كيدكن ان كيدكن عظيم وهل اعظم من هذا الكيد الذي رأت به نفسها مما ارادت وفعلت ورمت به نبي الله يوسف عليه السلام. بعض المعاصرين يقول ان كيدكن عظيم هذا خطاب خاص لها. هذا غير صحيح. لان الكلام عام هو قال انه من كيدكن. ان كيدكن عظيم. جملة خبرية مؤكدة بان ولو كان الامر ليس كذلك لوجب كما هو معروف ان الله جل وعلا اذا اورد كلاما ليس صحيحا يبين بطلانه فلم يعترض رب العالمين على هذه المقالة التي قالها العزيز دل على انها قاعدة مستمرة اما قول البعض ان كيدكن عظيم يعني كيد كيدها هي فقط هذا سفه هذا غلط عظيم. مما يدل على هذا الغلط قول النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب اذهب هو بمعنى الكيد اذهب للب الرجل العاق من احداكن. يعني هذي تذهب لب الرجل العاقل باي شيء بكيدها. نعم. قال ثمان ادعى لما تحقق الامر قال ليوسف يوسف واعرض عن هذا يترك الكلام فيه وتناسيه ولا تذكره لاحد طلبا للستر على اهله واستغفري ايتها المرأة بذنبك انك كنت من الخاطئين. فامر يوسف بالاعراض وهي بالاستغفار والتوبة. وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراوده وجاء عن نفسه الايات يعني ان الخبر اشتهر وشاع في البلد وتحدث به النسوة فجعلن يلمنها ويقولن امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد حبا اي هذا امر مستقبح هي امرأة كبيرة القدر وزوجها كبير القدر ومع هذا لم تزل تراود فتاها الذي تحت يدها وفي عن نفسي ومع هذا فان حبه قد بلغ من قلبها مبلغا عظيما قد شغفها حبا اي وصل حبه الى شغاف قلبها وباطنه وسويداؤه. وهذا اعظم ما يكون من الحب انا لنراها في ضلال مبين حيث وجدت من وجدت منها هذه الحالة لا ينبغي منها وهي حالة تحط قدرها وتضعه عند الناس. وكان هذا القول منهن مكرا ليس المقصود به مجرد اللوم لها والقدح فيها وانما اردنا ان يتوصلن بهذا الكلام الى رؤية يوسف الذي فتنت الذي فتنت به امرأة العزيز وتريهن اياه ليعذرنها ولهذا سماه مكرا. فقال فلما سمعت مكره النار ارسلت اليهن تدعوهن الى منزلها للضياع واعتدت لهن متكئا محلا مهيئا لانواع الفرش والوسائد وما يقصد بذلك من مآكل اللذيذة. وكانت في جملة ما اتت به واحضرته في تلك ضيافة طعام يحتاج الى سكين اما غيره. واتت كل واحدة منهن سكينا ليقطع يقطعن فيها ذلك الطعام وقالت ليوسف اخرج عليهن في حالة جماله وبهائه. فلما رأيناه اكبرنه واعظمناه في صدورهن ورأينا منظرا فائقا لم يشاهدن مثله وقطعن من الدهش ايديهن بتلك السكاكين اللاتي معهن. وقلن حاشا لله تنزيها لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم وذلك ان يوسف اعطه من الجمال الفائق والنور والبهاء ما كان به اية للناظرين. ما كان به اية للناظرين وعبرة للمتأملين يعني هؤلاء ايضا عندهم مكربات شوف كيف توصلوا الى رؤية يوسف لا يخطر ببال الرجال لا يخطر ببال في قصة ذكرها ابن الجوزي في كتاب العقلاء ان رجلا من اصحاب التجار كتب على سوقه في دكانه ان كيد الرجال عظيم. فقالت امرأة ليس كذلك ان الله يقول ان كيدكن عظيم. فقال الرجل لا الاية في حق لبعض النسوة ولا كيد الرجال اعظم. فمكرت فمكرت به حتى اوقعه في امر لم يستطع التخلص منه الا بالرجوع اليها القصة طويلة يمكن ترجعون اليها. الشاهد ان هذه قاعدة عامة والله عز وجل اخبر هذا الخبر ولم يعترض عليه ان كيدكن عظيم. نعم. فلما تقروا عندهن جمال يوسف الظاهر واعجبهن غاية وظهر منهن من العذر لامرأة العزيز شيء كثير ارادت ان تريهن جماله الباطل بالعفة التامة فقالت معلنة لذلك ومبينة لحبه الشديد غير مبالية لان اللوم انقطع عنها من النسوة ولقد راودته عن نفسه فاستعصم اي امتنع وان مقيما على مراودته لم تزدها مرور الاوقات الا محبة وشوقا وقلقا لايصاله وتوقا ولهذا قالت له بحضرتهن ولئن لم يفعل ما امره ليسجنن وليكونن من الصاغرين. لتلجأ لتلجأ بهذا الوعيد الى حصول مقصودها منه. فعند ذلك اعتصم يوسف بربه واستعان به على كيدهن وقال رب السين احب الي مما اليه وهذا يدل على ان النسوة جعلن يشن على يساوي مطاوعة سيدته. واجعلنا يكدنه في ذلك فاستحب السجن والعذاب دنيوية على لذة حاضرة توجب العذاب الشديد. هذا فيه دلالة ان مجموعة من النساء يمكن ان يجتمعوا على الامر المكروه فاذا مجموعة النسوة مو محرم ترى يمكن مجموعة من النساء يجتمعون على كيد وعلى مكر. نعم والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن اي امل اليهن اي امل اليهن فاني ضعيف عاجز فاني ضعيف عاجز ان لم تدفع عني السوء صبوت اليهن واكن من الجاهلين فان هذا جهل لانه اثر لذة قليلة منغصة على لذات متتابعات وشهوات متنوعات في جنات النعيم ومن اثر هذا على هذا فمن اجهل منه. فان العلم والعقل يدعو الى تقديم اعظم من مصلحتين واعظم اللذتين ويؤثر ما كان محمود العاقبة. فاستجاب له ربه حين دعاه فصرف عنه كيدهن فلم تزل تراوده وتستعين عليه بما تقدر عليه من الوسائل حتى ايسها وصرف الله عنه كيدها. انه هو السميع لدعاء الداعي العلي بنيته الصالحة وبنيته الضعيفة المقتضيات لامداده بمعونته ولطفه فهذا ما نجى الله به يوسف من هذه الفتنة الملمة والمحنة الشديدة. واما فانه لما اشتغل الخبر وبان وصار الناس فيها بين عازل ولائم وقادح بداله ما ظهر لهم من بعد ما رأوا الايات الدالة على براءته ليسترنه حتى حين اذ ينقطع بذلك الخبر ويتناساه الناس فان الشيء اذا شاع لم يزل يذكر ويشاع مع وجود اسبابه اذا عدمت اسبابه نسي فرأوا ان هذه ان هذا مصلحة لهم فادخلوه السجن. ذكر بعض الفضلاء ان رجلا كان يبيع الماء في بعض زقاق الشام في دمشق. فراودت امرأة الرجل حتى ادخلت الرجل الى بيتها ثم اغلقت الباب وكان رجلا وسيما لكنه صالح. فارادت منه الفاحشة. فابى فقالت والله ان لم تفعل لاصرخن انك دخلت علي البيت وانهم سيأخذونك ويسجنونك. فخشي الرجل على نفسه على اولاده من الفضيحة فقال اذا اتركني حتى اغتسل فانا رجل وسخ. فدخل الخلاء فقضى حاجته ثم نفسه وثيابه بالنجاسة اكرمكم الله. فخرجت الى المرأة فقالت المرأة اخرج اخرج حتى خرج. فذهب الى وتطهر يقول هذا الشيخ الذي ينقل هذه القصة فما شم الناس منه بعد ذلك الا رائحة طيبة بدون طيب العفة ما لها مثيل ايها الاخوة. نسأل الله جل وعلا ان يعفنا واياكم وذرياتنا. نعم. قال قوله تعالى ودخلوا ودخل معه السجن فتيان قال احدهما اني اراني اعصر الخمر الايات. اي ولما دخل يوسف السجن كان في جملة من دخل معه السجن فتيان شابان فرأى كل واحد منهما رؤيا فقصها على يسرى ليعبرها. قال احدهما اني يراني اعصر خمرا وقال الاخر اني اراني احمله فوق رأسه خبزا وذلك الخبز تأكل الطير منه ينبهنا بتأويله اي بتفسيره وما يؤول اليها موهما وقول ما انا نراك من المحسنين اي من اهل الاحسان الى الخلق احسن الينا في تعبيرك لرؤيانا كما احسنت الى غيرنا فتوسل ليوسف باحسان. فقال لهما مجيبا لطلبهما لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نباتكما بتأويله قبل ان يأتيكما اي فلتطمئن قلوبكما فاني سابادر الى تعبير رؤياكما فلا يأتيكما غداؤكما او عشاؤكما واول ما اول ما يجيء اليكما الا نبأتكما بتأويله قبل ان يأتيكما ولعل يوسف. عليه الصلاة والسلام قصد ان يدعوهما الى الايمان في هذه الحال التي بدت حاجتهما اليه ليكون انجع لدعوته واقبل لهما ثم قال ذلكما التعبير الذي سيعبرونكما ما علمني ربي اي هذا من علم الله علمني واحسن الي به وذلك اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم الاخرة هم كافرون والترك كما يكون للداخل بالشيء في شيء ثم ينتقل عنه يكون لمن لم يدخل فيه اصلا فلا يقال ان يوسف كان من قبله على غير ملة ابراهيم واتبعت باللتابائي ابراهيم واسحاق ويعقوب ثم فسر تلك الملة بقوله ما كان لنا اما ينبغي ولا يليق بنا ان نشرك فبالله من شيء بل نفرد الله بالتوحيد ونخلص له الدين والعبادة. ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس هذا من افضل مننه واحسانه وفضله علينا وعلى من هداه الله كما هدانا فانه لا افضل من منة الله على العباد بالاسلام والدين القويم. فمن قبله وانقاد له فهو حظه وقد قال له اكبر النعم واجل الفضائل ولكن اكثر الناس لا يشكرون فلذلك تأتيهم المنة والاحسان فلا يقبلونها ولا يقومون لله بحقه. وفي هذا من الترغيب الطريق التي هو عليها ما لا يخفى فان الفتيين لما تقر عنده انهما رأياه بعين التعظيم والهداية وانه محسن معلم ذكر لهما ان هذه الحالة ان هذه الحالة التي انا عليها كلها من فضل الله واحسانه حيث من علي بترك الشرك واتباعي ملة ابائي فبهذا وصلت الى ما رأيت ما فينبغي لكما ان تسلك ما سلك ثم صرح لهما بالدعوة فقال يا صاحبي السجن ارباب متفرقون خير نم الله الواحد القهار يرضى من عاجزة ضعيفة لا تنفع ولا تضر ولا تعظي ولا تمنع وهي متفرقة ما بين اشجار واحجار وملائكة واموات وغير ذلك من انواع المعبودات التي يتخذها تلك خير ام الله الذي لو صفات الكمال الواحد بذاته وصفاته وافعاله فلا شريك له في شيء من ذلك. القهار الذي قادت الاشياء قهره وسلطانه فما شاء كان وما لم يشاء لم يكن ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها. ومن المعلوم ان من هذا شأنه وصفه خير من الالهة المتفرقة التي هي مجرد اسماء الله كمال لها ولا فعال لديها ولهذا قال ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتوها انتم واباؤكم اي كسوتموها اسماء سميتموها الهة وهي لا شيء ولا فيها من صفات الالوهية شيء بل انزل الله السلطان بالنهي عن عبادتها وبيان بطلانها واذا لم ينزل الله بها سلطانا لم يكن طريق ولا وسيلة ولا دليل لها لان الحكم لله وحده فهو الذي يأمر وينهى ويشرع الشرع ويسن ويسن الاحكام هو الذي امركم ان لا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيوم اي المستقيم الموصل الى كل خير وما سواه من الاديان فانها غير مستقيمة بل معوجة توصل الى كل شر. ولكن ان اكثر الناس لا يعلمون حقائق الاشياء والا فان الفرق بين عبادة الله وحده لا شريك له وبين الشرك به هي اظهر الاشياء وابينها ولكن لعدم العلم من اكثر الناس بذلك حصل منه ما حصل من الشرك ويوسف عليه السلام ودعا صاحبه السجن عبادة الله وحده واخلاص الدين له فيحتمل انهما استجابا وانقادا فتمت عليهم النعمة يحفظن انهما لم يزالا على شركهما فقامت عليهما بذلك الحجة. ثم انه عليه السلام شرع يعبر رؤياهما بعدما وعده ذلك فقال يا صاحبي السجن اما احدكما وهو الذي رأى انه يعصر الخمر فانه يخرج من السجن ويسقي ربه خمرا اي يسقي سيده الذي كان يخدمه خمرا وذلك مستلزم لخروجه من السجن واما الاخر وهو الذي رأى انه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه. فيصلب فتأكل الطير منه فانه عبر عن الخبز الذي تأكله الطير بلحم رأسه وشحمه وما فيه من المخ. وانه لا يقبر ويستر عن الطيور بل يصلب ويجعل في محل تتمكن الطيور من اكله ثم اخبرهما بانها تهوية ليت وله لهما انه لابد من وقوعه فقال قضي الامر الذي فيه تستفتيان اي تسألان عن تفسيره وقال الذي ظن انه ناج منه ما اذكرني عند ربك الاية اي وقال يوسف عليه السلام يرى انه يعصر خمرا اذكرني عند ربك يذكر له شأني وقصتي لعله يرق لي فيخرجني مما انا فيه. فانساه الشيطان ذكر ربه فانسى ذلك النادي ذكر الله تعالى وذكر ما يقرب اليه ومن جملة ذلك نسيانه وذكر يوسف الذي يستحق ان يجازى باتم الاحسان. وذلك ليتم الله امره وقضاءه فلبث في السجن بضع سنين والبضع من الثلاث الى تسع. ولهذا قيل انه لبث سبع سنين. ولما اراد الله وان يتم امره ويأذن باخراج يوسف من السجن قدر لذلك سببا لاخراج يوسف وارتفاع شأنه واعلاء قدره ورؤيا الملك. يعني هذا احد التفاسي قال فان ساوي الشيطان ذكر ربه ان الظمير راجع الى الى الناجي. والقول الثاني فانساه الشيطان ذكر ربه اي الظمير راجع الى يوسف عليه السلام. انه تعلق بالسبب او اه كلم الناجي ولم يسأل ربه لانه لما سأل ربه قال رب السجن احب الي؟ الله عز وجل هيأ له السجن. ولو قال ربي اخرجني يقول بعض المفسرين لا خرج بدون اي سبب. نعم. قال قول الله تعالى وقال الملك اني ارى سبع بقرات الايات لما اراد الله تعالى ان يخرج يوسف من السجن نار الله الملك هذه الرؤيا العجيبة التي تأويلها يتناول جميع الامة ليكون تأويلها على يد يوسف من فضله ويبين من علمه ما يكون له رفعة بالدارين ومن التقادير المناسبة ان الملك الذي ترجع اليه امور الرعية والذي رآها لارتباط مصالحها وذلك انه رأى رؤيا هالة فجمع علماء قومه وذوي الرأي منهم وقال اني ارى سبع بقرات سمان يكونن سبع اي سبع بقرات عجاف وهذا من العجب ان السبع العداء فالهزيلات اللاتي سقطت قوتهن يأكلن السبع السمان التي كن بالقوة ورأيت سبع سنبلات خضر يأكلون سبع سنبلات يابسات يا ايها الملأ افتوني في رؤياي لان تعبير الجميع واحد وتأويلهن شيء واحد كتبا للرؤيا تعبرون فتحيروا ولم يعرفوا لها وجها وقالوا اضافوا احلامنا احلام لا حاصل لها ولا لها تأويل وهذا فجزم منهم بما لا يعلمون ويتعذر منهم بما ليس بعذر. ثم قالوا وما نحن لتويل الاحلام بعالمين الا نعبر الا الرؤيا واما الاحلام هي من الشيطان ومن حديث النفس فانا لا نعبرها. فجمعوا بين الجهل والجزم بانا اضعف احلام والعجاب بالنفس بحيث انهم انهم لم ولا نعلم تأويلها وهذا من الامور التي لا تنبغي لاهل الدين والحيدة. وهذا ايضا من لطف الله بيوسف عليه السلام فانه لعبرها ابتداء قبل ان يعرضها على من قومه وعلمائه فيعجز عنها لم يكن لها ذلك الموقع ولكن ولكن لما عرضها عليه فعجزوا عن الجواب وكان الملك مهتما لها غاية فعبرها يوسف ووقعت عندهم موقعا عظيما. وهذا نظير اظهار الله فضل ادم على الملائكة بالعلم بعد ان سألهم فسألهم فلم يعلموا ثم قال ادم فعلمهم اسماء كل شيء فاحصن بذلك زيادة فضله. وكما يظهر فضل افضل خلقه محمد صلى الله عليه وسلم في القيامة ان الله الخلق ان يتشرفوا بادم ثم نوح ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى عليه السلام فيعتذرون عنها ثم يأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها فيشفع في جميع الخلق وينال ذلك المقام المحمود الذي يغبطه به الاولون والاخرون فسبحان من خفيت الطافه ودقت في ايصاله البر والاحسان الى خواص اصفيائه واوليائه. وقال الذي نجا منهما اي من الفتيين وهو الذي رأى انه خمرا وهو الذي اوصى ويوسف ان يذكره ان يذكره عند ربه والذكر بعد امتنا يتذكر يوسف وما جرى له في تعبير في تعبير لرؤياهما وما وصاه به وعلم انه كفيل بتعبير هذه الرؤيا بعد مدة من السنين. فقال انا انبئكم بتأويله الى يوسف لاسأله عنها فارسلوه فجاء اليه ولم يعنفه يوسف على نسيانه بل استمع ما يسأله عنه واجابه عن ذلك فقال يوسف اي كثير الصدق في اقواله وافعاله افتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع سنبلات خضر واخر يابسات يرجع الى الناس لعلهم يعلمون فانهم متشوفون لتعبيرها وقد اهمتهم. فعبر يوسف السبع بالبقرات السمان والسبع سنبلات الخضرة بانهن سبع سنين مخصبات والسبع البقرات العجاف والسبع السنبلات لابسات. لانهن سنين تدريبات ولعل وجه ذلك والله اعلم ان الخصم والجدب لما كان الحرث مبنيا عليه وانه اذا حصل الخصم قويت الزروع والحروف وحسن منظرها وكثرت غلالها والجدب بالعكس من ذلك وكانت البقر هي التي تحرس عليها الارض وتسقى عليها الحروس بالغالب السنبلات هي اعظم الاقوات وافضلها عبرها بذلك لوجود المناسبة فجمع لهم في تأويلها بين التعبير والاشارة لما يفعلونه اشارة لما يفعلونه ويستعدون به من التدبير في سن الخصم الى سن الجدب فقال تزرعون سبع سنين دابا اي متتابعات ما حصدتم من تلك الزروع فذروه يتركوه في سنبله لانه ابقى له وابعد له من الالتفات اليه الا قليلا مما تأكلون اي دبروا ايضا لكم في هذه السنين الخصبة وليكن قليلا ليكثر ما تدخرون ويعظم نفعه ووقعه ثم يأتي من بعد ذلك عبادة سنين السبع المخصبات سبع شداد مدبات يا كل ما قدمتم لهن ياكلن جميع ما ادخرتموه. وان يأكلن جميع ما ادخرتموه ولو كان كثيرا الا قليلا مما تحسنون اي تمنعون من التقديم لهم. ثم يأتي من بعد ذلك للسبع الشداد فيه يواث الناس وفيه يعصرون اي فيه تكثر الامطار والسيول وتكثر الغلات وتزيد على اقواتهم حتى انهم يعصرون العنب ونحوه على اكلهم ولعل استدلاله على وجود هذا العام الخصم مع ان غيره مصرح به في رؤيا الملك لانه من التعبير لانه فهم من التعبير بالسمع الشداد ان العام الذي يليها يزول به شدتها ومن المعلوم انه لا مستمر وسبع سنين متواليات الا بعام مخصم جدا والا لما كان للتقدير فائدة. فلما رجع الى الملك والناس واخبرهم بتأويل يوسف لرؤيا عجبوا من ذلك وفرحوا وفرحوا بها اشد الفرح. انما كان للتقدير فائدة تقدير السنين يعني السبع. نعم. قوله تعالى وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول الايات يقول تعالى وقال الملك لمن عنده اؤتوني به اي بيوسف عليه السلام بان يخرجوه من السجن ويحضروه اليه فلما جاء يوسف الرسول وامره بالحضور عند الملك امتنع عن المبادرة الخروج حتى تتبين براءته التامة وهذا من صبره وعقله ورأيه التام. فقال للرسول ارجع الى ربك يعني به الملك فسله ما النسوة اللاتي قطعن ايديهن يسألن ما شأنهن وقصتهن فان امرهن ظاهر متضح. ان ربي بكيدهن عليم فاحضرهن الملك قال ما خطركن شأنكن اذ راودتن يوسف عن نفسي فهل رأيتن منه ما يريد؟ فبرأنه وقلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء قليل ولا كثير فحينئذ زال السبب الذي تبنى عليه التهمة ولم يبقى الا ما عند امرأة العزيز فقالت امرأة العزيز الان حصحص الحق ان يتمحص وتبين بعد ما كنا ندخل معه من السوء والتهمة ما اوجب السجن ليوصف انا راودته عن نفسه وانه لمن قيل في اقواله وبراءته. ذلك الاقرار الذي اقررت اني راودت يوسف ليعلم اني لم اخن بالغيب يحتمل ان بذلك زوجها اي ليعلم اني حين قررت اني راودت يوسف اني لم اخونه بالغيب. اي لم يدر مني الا مجرد المراودة ولم افسد عليه فراشه ويحتمل ان المراد بذلك ليعلموا يوسف ليعلم يوسف ان حين اقرضت اني انا الذي انه صادق اني لم اخن فيه حال غيبته عنه وان الله لا يهدي كيد الخائنين فان كل خائن لابد ان تعود خيانته ومكروه على نفسه ولابد ان ان يتبين امره ثم لما كان في هذا الكلام نوع تزكية لنفسها وانه لم يجد منها ذنب في شأن يوسف استدركت فقالت وما ابرئ نفسي اي من المراودة والهم والحرص الشديد والكيد في ذلك. ان النفس لامارة بالسوء لكثيرة الامر لصاحبها بالسوء الفاحشة وسائر الذنوب فانها مكة فانها مركب الشيطان ومنها يدخل على الانسان الا ما رحم ربي فنجاه فنجاه من نفسه الامارة حتى صارت مطمئنة الى ربها مقادة لداعي الهدى متعاصية عن داعي الردى. فلذلك فذلك ليس من النفس بل من فضل الله ورحمته بعبده ان ربي غفور رحيم اي هو غفور لمن تجرأ على الذنوب والمعاصي اذا تاب وناب رحيم بقبول توبته وتوفيقه للاعمال الصالحة هذا هو الصواب ان هذا من قول امرأة العزيز فان السياق بكلامها ويوصف اذ ذاك بالسجن لم يحضر. فلما فلما تحقق الملك والناس براءة يوسف التامة ارسل اليه الملك وقال اتوني به استخلصه لنفسي اجعله خصيصة لي ومن لدي فأتو به مكرما محترما. فلما كلمه اعجبه كلامه وزاد موقعه عنده فقال له انك اليوم عندنا مكين امين متمكن امين على الاسرار. فقال يوسف طالبا للمصلحة العامة اجعلني على خزائن الارض على خزائن جبايات الارض وغلالها وكيلا حافظا مدبرا. اني حفيظ عليم حفيظ للذي اتولاه فلا يضيع منه شيء في غير محله وضابط للداخل والخارج عليهم بكيفية التدبير والاعطاء والمنع والتصرف جميع انواع التصرفات. وليس ذلك حرصا من يوسف على الولاية وان انما هو رغبة منه في النفع العام وقد عرف عرف من نفسه من الكفاية والامانة والحفظ ما لم يكونوا يعرفونه. فلذلك طلب من الملك ان جل وعلا قال خزائن الارض فجعله الملك على خزائن الارض وولاه اياها. فيه استحباب طلب المسؤولية للقدرة على القيام بها وعجز الاخرين. نعم. قال تعالى وكذلك اي بهذه الاسباب والمقدمات المذكورة مكنا يوسف الارض يتبوأ منها حيث يشاء في عيش رغد ونعمة واسعة وجاه عريض نفس يصيب برحمتنا من نشاء. اي هذا من رحمة الله يوسف التي اصابه بها وقدرها له. وليست مقصورة على نعمة الدنيا فان الله لا يضيع اجر المحسنين ويوسع عليه السلام المحسنين فله في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة ولهذا قال ولا اجر الاخرة خير من اجر الدنيا للذين امنوا وكانوا يتقون اي لمن جمع بين التقوى والايمان فبالتقوى تترك الامور المحرمة من كبائر الذنوب وصغائرها وبالايمان التام يحصل تصديق القلب ما والله بالتصديق به وتتبعه اعمال القلوب عما الجوارح من الواجبات والمستحبات. احسنت بارك الله فيك. الموعد غدا الساعة الثانية ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك