وكثير من الناس لا يهتم بامر دين ولا يحذر ما حرم الله عليه بل يسير على عادوا في ابناء جنسه ومن كان حوله فاذا كانوا في اعمال سيئة شاركهم واذا كانوا في تساهل بعون الله شاركهم مطلقة انت مأمور بترك ما نهى الله عنه الرسول مطلقا سواء كان كبيرا او غير كبيرة انت مأمور بترك ذلك والحذر من ذلك ولكن ما عرف انه كبيرة يجب الحذر منه اكثر اما بعد فمناسبة حلول شهر الصيام تقبل الله منا ومن سائر المسلمين صيامه وقيامه اود ان اذكر لاخواني ما ينبغي للصائم من السلوك الحسن الذي يرجى معه له القبول والمغفرة. وحطوا الخطايا ورفعوا الدرجات الصائم له صنف خاص ينبغي يسير عليه وينبغي ان يلزمه في ايام صيامه وليالي صيامه يدل عليه ما ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام انه قال الصيام جنة فاذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يسخر فليقل اني امرؤ صائم فالصيام جملة بين العبد وبين الذنوب والخطايا وجملة بينه وبين النار يعني سترة وحرز لمن صامه وحفظه فالصيام يحول بينك يا عبد الله وبين المعاصي والذنوب. لان الصائم منهي عن غربال السيئات اكثر مما ينهى غيره وان كان كل مسلما السيئات سواء كان صائم او غير صائم لكن الصيام يؤكد ذلك ويعين على ذلك كما في الحديث يقول الله جل وعلا كل عمل ابن ادم له الحسن ابن بعشر امثالها الى سبيل اهل الضعف الا الصيام فانه لي وانا اجزي به ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجله فالصائم ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجل الله عز وجل. نرجو رحمته ويخشى عقابه. فينبغي له في حال صومه ان يكون سائرا على هذا المعنى حذرا مما حرم الله عليه لا يأتي النساء في نهار الصيام من جهة الجماع ويباح له مباشرتهن من دون جماع في القبلة واللمس والنوم مع المرأة لا حرج في ذلك. اذا كان لا يخشى الوقوع فيما حرم الله فانه لا حرج عليه في المباشرة. وانما محرم عليه الجماع في الصيام فاذا كانت مباشرة وسيلة لذلك ويخشى منها ان يقع في محرم تركها ولكن يراعي في ذلك ترك كل ما حرم الله عليه فيراعي البعد عن محارم الله من الغيبة والنميمة والسب والشتم والكذب ونحو ذلك المعاملات المحرمة كما يحذرها حال افطاره يحذرها حال صيام من باب اولى ويعتني بالاستكثار من ذكر الله ومن قراءة القرآن الكريم مع التدبر والتعقل ومن اعانة الصوام على طاعة الله يعينهم على طاعة الله بالنصيحة والتوجيه والتذكير بالحق والتحذير من الباطل ويعينهم بما اعطاه الله من المال فيتصدق عنه الفقير والمسكين ويعينه على صيامه وقيامه ويواسي المحتاج ويشفع للمظلوم ويسعى في رفع الظالم الى غير هذا من وجوه الخير. والصائم له سلوك خاص وهو العناية بما بما امر الله به. والعناية بترك ما حرم الله اكثر مما كان في حال افطاره والصائم على خير عظيم اذا حفظ صيامه فهو في يقظته في عبادة وفي نومه في عبادة وفي اكله وشربه في عبادة اذا نام يتقوى على طاعة الله فهو في عبادة وهكذا اكله وشربه بنية التقوي على طاعة الله في عباده. وهو في ذكر الله وفي قراءة القرآن وفي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الى غير ذلك عبادات يتصلوا بعظهم البعظ وهذا من فظل الله على الصائم. فقد امسك عن محارم الله ومن جاهد نفسه في الله وقد شغل لسانه بذكر الله وقراءته كتابه العظيم او بالدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر كل هذا لما يحبه الله ويرضاه ثم هو مع ذلك ايضا يجتهد في صيام صيامه من كل ما يجرحه من غيبة او نميمة او كذب او معاملة الهوية او غش في معاملة او خيانة في امانة او تقصد في واجب او نحو ذلك. هكذا الصائم يعتني بكل ما امر الله به فيفعل ما شرع الله له وينتهي عن كل ما نهى الله عنه ورسوله. يرجو بهذا ثواب الله ويخشى عقاب الله. قال النبي عليه الصلاة والسلام من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن قام رمظان ايمانا واحتسابا اللهم تقدم من ذنبه فالايمان هو التصديق بان الله شرع هذا الشيء وامر به ودعا اليه عبادة والاحتساب هو ان يصومه تلاوة الله يرجو ثواب الله ويخشى عقابه. ما صامه رياء ولا سمعة ولا تجلدا ولا غير ذلك من من انواع المقاصد الاخرى وانما صامه لله يبتغيه وجه الله وفضله سبحانه وتعالى. هو مأجور وعلى خير عظيم ويرجى له بذلك ليكفر الله بخطاياه وان به سيئاته وبالحديث الاخر عن النبي صلى الله عليه وسلم وما ادرك رمضان وعرف حدوده وتحفظا مما ينبغي التحفظ منه كفر ما قبله. فالانسان اذا تحفظ في وصان نفسه عن محارم الله واجتناده في طاعة الله واداء الواجب فان الله سبحانه يكفر به ما قبله من السيئات ومما يجب الحذر منه الكبائر كبائر الذنوب فانها تحول بين العبد وبين المغفرة فعليك يا اخي دائما ان تحذر الكبائر. في رمضان وفي غيره والكبائر هي الذنوب العظيمة التي جاء في الاحاديث او في القرآن الوعيد عليها بالنار او بغضب الله او باللعنة او ما اشبه ذلك. وقال جابر من اهل العلم ايضا المعاصي التي فيها ليس منا من فعل كذا هي من الكبائر. او لا يؤمنون فعل كذا فعليك يا اخي ان تحذر جميع المحارم لان كل معصية قد تكون من الكبائر وانت لا تدري ثم انت مأمور لان الله يقول سبحانه ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه يكفر عنكم سيئاتكم. وندخلكم مدخلا كريما. فجعل تكفيرا سيئة ودخول الجنة معلقة بجناب الكبائر بك يا عبد الله وجدير بك يا امة الله الحذر من كبائر الذنوب هل عقوق الوالدين او احدهما وقطيعات الرحم؟ هذا من الكبائر. وكالغيبة والنميمة هذا من الكبائر وكمعاملة وكظوم الناس في دمائهم واموالهم واعراضهم هذا من الكبائر وكالكذب والشتم هذا من فينبغي لك يا عبد الله ان تحذر ما حرم الله عليك. وان وان تبتعد عن جميع السيئات. لعلك تنجو ولعلك ليس نصرة المؤمن المؤمن يحذر ما حرم الله عليه وان فعله الناس. ويبادر بما اوجب الله عليه وان تركه الناس. هكذا المؤمن لا يقتدي بالناس الباطل ولا يتأسى بهم في ترك الواجبات بل يحذروا ما حرم الله عليه والتباعد عن السيئات على هالناس ويسارع الى ما اوجب الله وان تركه الناس هكذا المؤمن يعتني بطاعة الله ويسارع اليها ويحضروا محارم الله يرجو ثواب الله ويخشى عقابه سبحانه وتعالى. وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة انه قال الصلوات الخمس الجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ما لم تغش الكبائر وفي لفظ الاجتناب والكبائر. فاعلم يا اخي انك اذا تساهلت بهذه الامور ولم تبال فانك على خطر عظيم ربما لم تنتفع بصلاتك ولا بصومك ولا بجمعتك بسبب اختلاط الكبائر. فاتق الله واحذر ما حرم الله عليك وبادر بالتوبة والتصوح من كل ما سبق من السيئات. والزم حدود الله واستقم عليها واسأل ربك التوفيق والاعانة. ثم استكثر في هذا الشهر الكريم من انواع الخيرات اصول الطاعات ومن اهم ذلك الاستكثار من تدبر القرآن والاكثار من تلاوته ترجو من ذلك ان تعرف ما مراد الله وتعمل به. وان تعرف ما نهى الله عن فتكر. ومن ذلك الاستكثار من الصلوات الخشوع والطمأنينة والاستكثار من الصدقات والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير فان في هذا فضلا عظيما وفضلا كبيرا. واسأل الله عز وجل ان يوفقنا وسائر لكل ما في رضاه وان يصلح قلوبنا واعمالنا وان يتقبل وان يتقبل منا صيامنا وقيامنا وان يجعل جميعا من انصار دينه والدعاة اليه على بصيرة وان يعيذنا من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. انه سبحانه وتعالى جواد كريم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان